-
كيف يمكنني ان اركِّز؟استيقظ! ١٩٩٨ | ايلول (سبتمبر) ٢٢
-
-
كيف يمكنني ان اركِّز؟
«قضيت سنوات اجلس في الاجتماعات دون الاستفادة منها كثيرا. فقد كان ذهني يتشتت». — ماثيو.
هل حدث ان جلستم مرة في صف مدرسي او اجتماع مسيحي وفجأة ادركتم انكم لا تملكون ادنى فكرة عما كان يُناقَش؟ على اية حال انتم لستم الوحيدين الذين يتشتت ذهنهم. وكما ذكرت مقالة سابقة، ان مدى الانتباه القصير امر شائع بين الاحداث.a ولكن بقليل من الجهد وشيء من التعديل في الموقف، يمكنكم ان تتعلَّموا ان تزيدوا قدراتكم على التركيز.
اهتموا
فكِّروا في رياضي مدرَّب. يقول الرسول بولس: «كل مَن يجاهد يضبط نفسه في كل شيء». فإذا سمح الرياضي بأن يشرد ذهنه ولو للحظة، يمكن ان يخسِّره ذلك المباراة. فلكي يربح يجب ان يتعلَّم التركيز — متجاهلا صوت الجموع العجَّاجة، غير مكترث بألمه وتعبه، ورافضا فكرة الخسارة. ولكن ماذا يدفع الرياضيين الى بذل هذا الجهد غير العادي؟ بحسب الرسول بولس، يفعلون ذلك «لكي يأخذوا اكليلا يفنى» — الجوائز والمكافآت الممنوحة للفائزين. — ١ كورنثوس ٩:٢٥.
على نحو مماثل، يلزم ان يكون عندكم حافز يدفعكم الى الانتباه. يقول كتاب الدرس عمل شاق (بالانكليزية)، بقلم وليَم ه. آرمسترونڠ: «انها مسؤولية التلميذ ان يكون مهتما. فلا يمكن ان يكون احد مهتما بدلا منكم، ولا يمكن ان يزيد احد اهتمامكم إلا اذا كنتم انتم تريدون ذلك». ان المعرفة هي مفتاح فهم العالم حولكم. وكلما عرفتم اكثر امكنكم التعلُّم اكثر. تقول امثال ١٤:٦: «المعرفة هيِّنة للفهيم».
-
-
كيف يمكنني ان اركِّز؟استيقظ! ١٩٩٨ | ايلول (سبتمبر) ٢٢
-
-
«تنبَّهوا اكثر»
عندما يتعلق الامر بالإصغاء في الاجتماعات المسيحية تكون المجازفة اكبر بكثير. يعترف جيسي: «احيانا لا يمنح الاحداث الانتباه لأُمور كالاجتماعات لأنهم لا يدركون مدى اهميتها». نوصى، في العبرانيين ٢:١، بأن «نتنبَّه اكثر الى ما سمعنا لئلا نفوته». فبعد حضور اجتماع للجماعة، هل يمكن ان تتذكروا شيئا من كل موضوع؟ ام تجدون احيانا انكم لا تستطيعون ان تتذكروا ايضا مَن كان في البرنامج؟
مرة اخرى، انها مسألة ادراك اهمية ما تتعلَّمونه. فحياتكم لها علاقة بالامر! (يوحنا ١٧:٣) والنقطة الاخرى للتأمل فيها هي: عندما تتعلَّمون عن الكتاب المقدس، فأنتم تتعلَّمون ان تفكروا كما يفكر اللّٰه نفسه. (اشعياء ٥٥:٨، ٩) وعندما تطبقون ما تتعلَّمونه تلبسون ما يدعوه الكتاب المقدس «الشخصية الجديدة». (كولوسي ٣:٩، ١٠، عج) ومن ناحية اخرى، اذا فشلتم في الانتباه، فقد لا تصنعون التحسينات اللازمة في حياتكم؛ وستعيقون نموَّكم الروحي. يعرف يهوه اننا نميل جميعا الى السماح لأذهاننا بأن تشرد. لذلك يطلب: «استمعوا لي استماعا. . . . اميلوا آذانكم وهلموا اليَّ. اسمعوا فتحيا انفسكم». — اشعياء ٥٥:٢، ٣.
كيف تستفيدون اكثر من الاجتماعات
ومع ذلك، قد يكون الانتباه الشديد في الاجتماعات صعبا في البداية. لكنَّ الباحثين يؤكدون انه كلما تمرَّنا اكثر على التركيز، صارت ادمغتنا ماهرة اكثر في العمل. تغلَّب ماثيو، المقتبس منه في البداية، على ميل ذهنه الى التشتُّت خلال الاجتماعات. يقول: «وجدت انه ينبغي ان اؤدب نفسي كي انتبه. لأنه بعد مدة قصيرة يصير الوضع افضل، وأستطيع ان انتبه فترة اطول من الوقت». ويشير ماثيو ايضا الى العامل الرئيسي الوحيد في جعله يتمتع بالاجتماعات، قائلا: «ادرس مواد الاجتماع مسبقا». وتقول على نحو مماثل حدثة اسمها شاريس: «عندما اكون مستعدة، اشعر بأنني مندمجة اكثر في الاجتماع. وتستحوذ الخطابات اكثر على انتباهي وتصبح ذات معنى اكبر».
ان تجاهل الافكار التي تجعل الذهن يشرد مهم ايضا. صحيح انه قد يكون عندكم عدد من الهموم الفعلية في ذهنكم: امتحان في الاسبوع المقبل، تضارب في الشخصية يجعلكم مجهَدين، مبلغ من المال يجب ان تدفعوه قريبا. لكنَّ يسوع قدم هذه النصيحة: «ومَن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة. فلا تهتموا للغد. لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شرُّه». (متى ٦:٢٧، ٣٤) لن يحلّ التركيز في اجتماعات الجماعة مشاكلكم، لكنَّه سيساعد على تجديدكم روحيا لتتمكنوا من حلّ مشاكلكم بشكل افضل. — قارنوا ٢ كورنثوس ٤:١٦.
والإصغاء بانتباه يمكن ان يساعدكم ايضا على البقاء مركِّزين. يقول ماثيو: «احاول ان اتوقع ما سيُبرزه الخطيب اثناء الخطاب ثم ارى كيف فعل ذلك». اسألوا نفسكم: ‹ما هي النقاط الرئيسية التي تُناقَش؟ كيف يمكنني ان اطبق ما يجري تعليمه؟›. ان توقُّع ما سيقوله الخطيب قد يساعدكم ايضا على التركيز. فحاولوا ان تتبعوا سلسلة البراهين التي يقدمها. ولاحظوا الحجج المؤسسة على الاسفار المقدسة التي يستعملها. تأملوا في الافكار الرئيسية ولخِّصوها. خذوا ملاحظات موجزة وذات اهمية. وعندما يتطلب جزء من الاجتماعات اشتراك الحضور، اشتركوا! ففعل ذلك يمكن ان يعمل على ابقاء ذهنكم نشيطا وحفظ افكاركم من التشتُّت.
نعترف بأن الإصغاء يمكن ان يكون تحدِّيا اذا لم يكن الخطيب حماسيا او إلقاؤه حيويا. تذكروا ما قاله بعض مسيحيي القرن الاول عن نظرتهم الى مقدرة الرسول بولس الخطابية: «حضور الجسد . . . ضعيف والكلام حقير». (٢ كورنثوس ١٠:١٠) لكنَّ بولس اجاب عن هذا النقد بالقول: «ان كنت عاميا في الكلام فلست في العلم». (٢ كورنثوس ١١:٦) نعم، لو نظر مستمعو بولس الى ما وراء مقدرته الخطابية وركَّزوا على المواد التي يقولها لتعلَّموا الكثير عن «اعماق اللّٰه». (١ كورنثوس ٢:١٠) وبطريقة مماثلة، يمكنكم ان تتعلَّموا ايضا من خطيب «مُضجِر»، اذا ركَّزتم وأصغيتم. ومَن يعرف؟ فربما يتطرق الى فارق في المعنى او يطبق آية بطريقة لم تخطر ببالكم قط.
تلخِّص كلمات يسوع في لوقا ٨:١٨، ترجمة تفسيرية، هذه الامور بدقة: «تنبَّهوا اذن كيف تسمعون». صحيح ان تعلُّم الانتباه — عدم تشتُّت الذهن — يتطلب الجهد والممارسة. ولكنكم في النهاية ستحصدون الفوائد. فتعلُّم التركيز يعني علامات افضل، والمهم اكثر، النمو الروحي!
-