مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كُن غيورا للعبادة الحقة
    برج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • كُنْ غَيُورًا لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ

      ١٢،‏ ١٣ مَاذَا فَعَلَ قَادَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ فِي زَمَنِنَا بِخُصُوصِ (‏أ)‏ ٱسْمِ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٢ إِنَّ ٱلْوَضْعَ ٱلدِّينِيَّ فِي زَمَنِنَا يُشْبِهُ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَيَّامَ يَسُوعَ،‏ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَسْوَأَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَذَكَّرْ أَنَّ أَوَّلَ أَمْرٍ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِ يَتَعَلَّقُ بِٱسْمِ ٱللّٰهِ.‏ قَالَ:‏ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ».‏ (‏مت ٦:‏٩‏)‏ فَهَلْ يُطْلِعُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ،‏ وَخَاصَّةً رِجَالَ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَيُعَلِّمُونَهُمْ أَنْ يُقَدِّسُوهُ أَوْ يُكْرِمُوهُ؟‏ بِخِلَافِ ذلِكَ،‏ إِنَّهُمْ يُسِيئُونَ تَمْثِيلَ ٱللّٰهِ بِتَعَالِيمِهِمِ ٱلْبَاطِلَةِ كَٱلثَّالُوثِ،‏ خُلُودِ ٱلنَّفْسِ،‏ وَنَارِ ٱلْهَاوِيَةِ،‏ مَا يَجْعَلُ مِنْهُ إِلهًا غَامِضًا وَقَاسِيًا حَتَّى سَادِيًّا.‏ كَمَا أَنَّهُمْ يَجْلُبُونَ ٱلتَّعْيِيرَ عَلَيْهِ بِأَعْمَالِهِمِ ٱلشَّائِنَةِ وَرِيَائِهِمْ.‏ (‏اِقْرَأْ روما ٢:‏٢١-‏٢٤‏.‏‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يَفْعَلُونَ ٱلْمُسْتَحِيلَ كَيْ يُخْفُوا ٱسْمَ ٱللّٰهِ وَيُزِيلُوهُ مِنْ تَرْجَمَاتِهِمْ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَهكَذَا،‏ يَحْرِمُونَ ٱلنَّاسَ فُرْصَةَ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ وَتَنْمِيَةِ عَلَاقَةٍ شَخْصِيَّةٍ بِهِ.‏ —‏ يع ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ١٣ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُصَلُّوا أَيْضًا:‏ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.‏ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏مت ٦:‏١٠‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ قَادَةَ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ كَثِيرًا مَا يُرَدِّدُونَ هذِهِ ٱلصَّلَاةَ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ يَحُثُّونَ ٱلنَّاسَ عَلَى تَأْيِيدِ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمُنَظَّمَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يَسْتَخِفُّونَ بِٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَى ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ لِذَا،‏ لَمْ يَعُدْ كَثِيرُونَ مِنْ مُدَّعِي ٱلْمَسِيحِيَّةِ يَتَكَلَّمُونَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ أَوْ حَتَّى يُؤْمِنُونَ بِهِ.‏

      ١٤ كَيْفَ يُضْعِفُ قَادَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ تَأْثِيرَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٤ ذَكَرَ يَسُوعُ بِوُضُوحٍ فِي صَلَاتِهِ إِلَى ٱللّٰهِ:‏ «كَلِمَتُكَ هِيَ حَقٌّ».‏ (‏يو ١٧:‏١٧‏)‏ وَقَبْلَ مَوْتِهِ بِأَيَّامٍ قَلَائِلَ،‏ أَشَارَ إِلَى أَنَّهُ سَيُقِيمُ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» لِتَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ لِشَعْبِهِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ فَهَلْ أَعْرَبَ رِجَالُ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ ٱلَّذِينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُمْ وُكَلَاءُ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ،‏ عَنْ أَمَانَةٍ فِي إِتْمَامِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي طَلَبَهُ ٱلسَّيِّدُ؟‏ كَلَّا.‏ فَكَثِيرًا مَا يَقُولُونَ إِنَّ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خُرَافَةٌ أَوْ أُسْطُورَةٌ.‏ وَعِوَضَ تَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ لِرَعِيَّتِهِمْ،‏ مَانِحِينَ إِيَّاهُمُ ٱلرَّاحَةَ وَٱلتَّنْوِيرَ،‏ يُدَغْدِغُونَ آذَانَهُمْ بِٱلْفَلْسَفَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ هذَا إِضَافَةً إِلَى أَنَّهُمْ يُلَطِّفُونَ مَقَايِيسَ ٱللّٰهِ ٱلْأَدَبِيَّةَ لِتَتَنَاسَبَ مَعَ «ٱلْأَخْلَاقِيَّاتِ ٱلْجَدِيدَةِ».‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١٥ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ رِجَالُ ٱلدِّينِ بِٱسْمِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٥ إِنَّ كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ رِجَالُ ٱلدِّينِ بِٱسْمِ إِلهِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَدَّى بِكَثِيرِينَ إِلَى ٱلْخَيْبَةِ أَوْ أَفْقَدَهُمْ إِيمَانَهُمْ بِٱللّٰهِ وَكَلِمَتِهِ.‏ وَهكَذَا،‏ وَقَعُوا فَرِيسَةَ ٱلشَّيْطَانِ وَنِظَامِهِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ فَكَيْفَ تَشْعُرُ حِينَ تَرَى ٱلتَّجْدِيفَ عَلَى ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَٱلتَّعْيِيرَ ٱلَّذِي يَلْحَقُ بِهِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ؟‏ أَلَا تَنْدَفِعُ كَخَادِمٍ لِيَهْوَهَ إِلَى فِعْلِ ٱلْمُسْتَطَاعِ لِتَصْحِيحِ ٱلْوَضْعِ؟‏ وَمَاذَا تُحِسُّ عِنْدَمَا تَرَى تَكْرَارًا كَيْفَ يُخْدَعُ وَيُسْتَغَلُّ ٱلْمُخْلِصُونَ وَذَوُو ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُسْتَقِيمَةِ؟‏ أَوَلَا تَتَحَمَّسُ لِجَلْبِ ٱلرَّاحَةِ لِهؤُلَاءِ ٱلْمَظْلُومِينَ؟‏ لَمَّا رَأَى يَسُوعُ ٱلنَّاسَ فِي أَيَّامِهِ «مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا»،‏ لم يُشْفِقْ عَلَيْهِمْ فَقَطْ،‏ بَلِ «ٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً» أَيْضًا.‏ (‏مت ٩:‏٣٦؛‏ مر ٦:‏٣٤‏)‏ حَقًّا،‏ لَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِنَكُونَ غَيُورِينَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ كَمَا كَانَ يَسُوعُ.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ مَا ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى ٱلتَّفَانِي فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٦ عِنْدَمَا نَرَى خِدْمَتَنَا بِهذَا ٱلْمِنْظَارِ،‏ يُصْبِحُ لِكَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ فِي ١ تيموثاوس ٢:‏٣،‏ ٤ مَعْنًى خُصُوصِيٌّ لَنَا.‏ (‏اِقْرَأْهَا.‏‏)‏ فَنَحْنُ نَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ لَيْسَ لِأَنَّنَا نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا لِأَنَّ ٱللّٰهَ يَشَاءُ أَنْ يَبْلُغَ ٱلنَّاسُ إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ وَيَتَعَلَّمُوا أَنْ يَعْبُدُوهُ وَيَخْدُمُوهُ لِيَنَالُوا بَرَكَتَهُ.‏ نَعَمْ،‏ لَيْسَ ضِيقُ ٱلْوَقْتِ هُوَ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ ٱلَّذِي يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلتَّفَانِي فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ بَلْ لِأَنَّنَا غَيُورُونَ وَنُرِيدُ أَنْ نُكْرِمَ ٱسْمَ ٱللّٰهِ وَنُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ عَلَى مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ.‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٦‏.‏

      ١٧ لَقَدْ أَنْعَمَ يَهْوَهُ عَلَيْنَا نَحْنُ شَعْبَهُ بِمَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ عَنْ قَصْدِهِ نَحْوَ ٱلْبَشَرِ وَٱلْأَرْضِ.‏ وَمِنْ خِلَالِ هذِهِ ٱلْمَعْرِفَةِ،‏ فِي مَقْدُورِنَا مُسَاعَدَةُ ٱلنَّاسِ عَلَى إِيجَادِ ٱلسَّعَادَةِ وَٱمْتِلَاكِ رَجَاءٍ أَكِيدٍ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ كَمَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُظْهِرَ لَهُمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُونَ ٱلنَّجَاةَ عِنْدَمَا يَأْتِي ٱلْهَلَاكُ عَلَى نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏٢ تس ١:‏٧-‏٩‏)‏ فَبَدَلَ أَنْ نُصَابَ بِٱلْخَيْبَةِ وَٱلْإِحْبَاطِ لِأَنَّنَا نَشْعُرُ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ تَأَخَّرَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ لِأَنَّ ٱلْوَقْتَ لَا يَزَالُ مُتَاحًا لَنَا لِنُعْرِبَ عَنِ ٱلْغَيْرَةِ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ (‏مي ٧:‏٧؛‏ حب ٢:‏٣‏)‏

  • ‏«الآن الوقت المقبول خصوصا»‏
    برج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • ‏«اَلْآنَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمَقْبُولُ خُصُوصًا»‏

      ‏«هُوَذَا ٱلْآنَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمَقْبُولُ خُصُوصًا.‏ هُوَذَا ٱلْآنَ يَوْمُ ٱلْخَلَاصِ».‏ —‏ ٢ كو ٦:‏٢‏.‏

      ١ لِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ ٱلْعَمَلَ ٱلْأَهَمَّ ٱلَّذِي يَجِبُ إِنْجَازُهُ فِي مُطْلَقِ وَقْتٍ؟‏

      ‏«لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ مُعَيَّنٌ،‏ وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ ٱلسَّمٰوَاتِ وَقْتٌ».‏ (‏جا ٣:‏١‏)‏ فِي سِيَاقِ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ كَانَ سُلَيْمَانُ يَكْتُبُ عَنْ أَهَمِّيَّةِ مَعْرِفَةِ ٱلْوَقْتِ ٱلْأَنْسَبِ لِلْقِيَامِ بِأَيِّ مَسْعًى يَسْتَحِقُّ ٱلْجُهْدَ —‏ سَوَاءٌ أَكَانَ يَتَعَلَّقُ بِٱلزِّرَاعَةِ،‏ ٱلسَّفَرِ،‏ ٱلتِّجَارَةِ،‏ أَمِ ٱلتَّوَاصُلِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ.‏ إِلَّا أَنَّهُ قَبْلَ أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ مَا هُوَ ٱلْعَمَلُ ٱلْأَهَمُّ ٱلَّذِي يَجِبُ إِنْجَازُهُ فِي مُطْلَقِ وَقْتٍ بِحَيْثُ تَكُونُ أَوْلَوِيَّاتُنَا وَاضِحَةً.‏

      ٢ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يَعِي تَمَامًا إِلْحَاحَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يَعِيشُ فِيهِ؟‏

      ٢ كَانَ يَسُوعُ،‏ خِلَالَ وُجُودِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ يَعِي تَمَامًا إِلْحَاحَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يَعِيشُ فِيهِ وَمَا لَزِمَ أَنْ يَفْعَلَهُ.‏ فَإِذْ كَانَتْ أَوْلَوِيَّاتُهُ وَاضِحَةً فِي ذِهْنِهِ،‏ عَلِمَ أَنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي طَالَ ٱنْتِظَارُهُ لِإِتْمَامِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ بَاتَ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ.‏ (‏١ بط ١:‏١١؛‏ رؤ ١٩:‏١٠‏)‏ فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَرِّفَ ٱلنَّاسَ بِأَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودُ بِهِ.‏ كَمَا وَجَبَ أَنْ يُقَدِّمَ شَهَادَةً كَامِلَةً عَنْ حَقِّ ٱلْمَلَكُوتِ وَيَجْمَعَ شُرَكَاءَهُ ٱلْمُقْبِلِينَ فِي ٱلْمِيرَاثِ.‏ أَيْضًا،‏ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَضَعَ ٱلْأَسَاسَ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلَّتِي كَانَتْ سَتُوَسِّعُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ لِيَشْمُلَ كُلَّ ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ مر ١:‏١٥‏.‏

      ٣ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ إِدْرَاكُ يَسُوعَ لِإِلْحَاحِ ٱلْوَقْتِ فِي أَفْعَالِهِ؟‏

      ٣ لَعِبَ هذَا ٱلْوَعْيُ دَوْرًا إِيجَابِيًّا فِي حَيَاةِ يَسُوعَ إِذْ دَفَعَهُ أَنْ يَكُونَ غَيُورًا فِي إِتْمَامِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ.‏ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «إِنَّ ٱلْحَصَادَ كَثِيرٌ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ قَلِيلُونَ.‏ فَتَوَسَّلُوا إِلَى سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ عُمَّالًا إِلَى حَصَادِهِ».‏ (‏لو ١٠:‏٢؛‏ مل ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَقَدِ ٱخْتَارَ ١٢ تِلْمِيذًا ثُمَّ ٧٠ آخَرِينَ،‏ أَعْطَاهُمْ تَوْجِيهَاتٍ مُحَدَّدَةً،‏ وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِهذِهِ ٱلرِّسَالَةِ ٱلْمُشَجِّعَةِ:‏ «قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ أَمَّا هُوَ فَلَمَّا «ٱنْتَهَى .‏ .‏ .‏ مِنْ إِعْطَاءِ تَوْجِيهَاتِهِ لِتَلَامِيذِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ ٱنْطَلَقَ مِنْ هُنَاكَ لِيُعَلِّمَ وَيَكْرِزَ فِي مُدُنِهِمْ».‏ —‏ مت ١٠:‏٥-‏٧؛‏ ١١:‏١؛‏ لو ١٠:‏١‏.‏

      ٤ كَيْفَ ٱقْتَدَى بُولُسُ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ؟‏

      ٤ تَرَكَ يَسُوعُ مِثَالًا كَامِلًا فِي ٱلْغَيْرَةِ وَٱلتَّفَانِي لِكُلِّ أَتْبَاعِهِ.‏ وَهذَا مَا رَمَى إِلَيْهِ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ حِينَ حَثَّ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ:‏ «كُونُوا مُقْتَدِينَ بِي،‏ كَمَا أَنَا بِٱلْمَسِيحِ».‏ (‏١ كو ١١:‏١‏)‏ فَكَيْفَ ٱقْتَدَى بُولُسُ بِٱلْمَسِيحِ؟‏ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ،‏ بِبَذْلِ غَايَةِ جُهْدِهِ فِي سَبِيلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ نَقْرَأُ مَثَلًا فِي ٱلرَّسَائِلِ ٱلَّتِي وَجَّهَهَا إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ عِبَارَاتٍ كَٱلتَّالِيَةِ:‏ «لَا تَتَوَانَوْا فِي عَمَلِكُمُ»،‏ «ٱخْدُمُوا يَهْوَهَ كَعَبِيدٍ»،‏ «كُونُوا .‏ .‏ .‏ مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ»،‏ وَ «مَهْمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ،‏ فَٱعْمَلُوهُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ كَمَا لِيَهْوَهَ».‏ (‏رو ١٢:‏١١؛‏ ١ كو ١٥:‏٥٨؛‏ كو ٣:‏٢٣‏)‏ فَبُولُسُ لَمْ يَنْسَ قَطُّ حِينَ تَرَاءَى لَهُ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَهُوَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى دِمَشْقَ.‏ وَلَمْ تَغِبْ عَنْ بَالِهِ أَيْضًا كَلِمَاتُ يَسُوعَ ٱلَّتِي لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ ٱلتِّلْمِيذُ حَنَانِيَّا قَدْ نَقَلَهَا إِلَيْهِ:‏ «هٰذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ ٱسْمِي إِلَى ٱلْأُمَمِ وَٱلْمُلُوكِ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ».‏ —‏ اع ٩:‏١٥؛‏ رو ١:‏١،‏ ٥؛‏ غل ١:‏١٦‏.‏

      ‏«اَلْوَقْتُ ٱلْمَقْبُولُ خُصُوصًا»‏

      ٥ مَاذَا دَفَعَ بُولُسَ أَنْ يُتَمِّمَ خِدْمَتَهُ بِغَيْرَةٍ؟‏

      ٥ يُظْهِرُ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ بِشَكْلٍ جَلِيٍّ مَا تَحَلَّى بِهِ بُولُسُ مِنْ شَجَاعَةٍ وَغَيْرَةٍ فِي إِتْمَامِ خِدْمَتِهِ.‏ (‏اع ١٣:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١٧:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ١٨:‏٥‏)‏ فَقَدْ أَدْرَكَ جَيِّدًا أَهَمِّيَّةَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يَعِيشُ فِيهِ.‏ قَالَ:‏ «هُوَذَا ٱلْآنَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمَقْبُولُ خُصُوصًا.‏ هُوَذَا ٱلْآنَ يَوْمُ ٱلْخَلَاصِ».‏ (‏٢ كو ٦:‏٢‏)‏ فِي أَزْمِنَةِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ كَانَتْ سَنَةُ ٥٣٧ ق‌م ٱلْوَقْتَ ٱلْمَقْبُولَ لِعَوْدَةِ ٱلْمَسْبِيِّينَ فِي بَابِلَ إِلَى مَوْطِنِهِمْ.‏ (‏اش ٤٩:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَلكِنْ،‏ إِلَامَ كَانَ يُشِيرُ بُولُسُ هُنَا؟‏ لِنَيْلِ ٱلْجَوَابِ،‏ مِنَ ٱلْمُفِيدِ مُرَاجَعَةُ ٱلْقَرِينَةِ.‏

      ٦،‏ ٧ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ عَظِيمٍ لَدَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْيَوْمَ،‏ وَمَنْ يَعْمَلُ إِلَى جَانِبِهِمْ؟‏

      ٦ تَكَلَّمَ بُولُسُ فِي جُزْءٍ سَابِقٍ مِنْ رِسَالَتِهِ عَنِ ٱمْتِيَازٍ عَظِيمٍ نَالَهُ هُوَ وَإِخْوَتُهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ.‏ (‏اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٥:‏١٨-‏٢٠‏.‏‏)‏ فَقَدْ أَوْضَحَ أَنَّ ٱللّٰهَ طَلَبَ مِنْهُمُ ٱلْقِيَامَ بِأَمْرٍ مُحَدَّدٍ:‏ أَنْ يُتَمِّمُوا «خِدْمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ» مُلْتَمِسِينَ مِنَ ٱلنَّاسِ أَنْ ‹يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ›،‏ أَيْ أَنْ يَسْتَعِيدُوا صَدَاقَتَهُمْ مَعَهُ.‏

      ٧ فَمُنْذُ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ،‏ أَصْبَحَ كُلُّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ مُبْعَدًا عَنْ يَهْوَهَ وَغَرِيبًا عَنْهُ.‏ (‏رو ٣:‏١٠،‏ ٢٣‏)‏ وَهذِهِ ٱلْحَالَةُ أَغْرَقَتِ ٱلنَّاسَ عُمُومًا فِي ٱلظَّلَامِ ٱلرُّوحِيِّ وَأَدَّتْ بِهِمْ إِلَى ٱلْعَذَابِ وَٱلْمَوْتِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «إِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ ٱلْخَلِيقَةَ كُلَّهَا تَئِنُّ وَتَتَوَجَّعُ مَعًا إِلَى ٱلْآنَ».‏ (‏رو ٨:‏٢٢‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱللّٰهَ ٱتَّخَذَ ٱلْخُطُوَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِيَحُثَّ ٱلنَّاسَ،‏ بَلْ ‹لِيَلْتَمِسَ› مِنْهُمْ،‏ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَهُ.‏ هذِهِ هِيَ ٱلْخِدْمَةُ ٱلَّتِي أُوكِلَتْ إِلَى بُولُسَ وَإِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ وَذَاكَ «ٱلْوَقْتُ ٱلْمَقْبُولُ» كَانَ سَيُصْبِحُ ‹يَوْمَ خَلَاصٍ› بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى كُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ بِيَسُوعَ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَسْتَمِرُّ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَعُشَرَاؤُهُمُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› فِي دَعْوَةِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنَ «ٱلْوَقْتِ ٱلْمَقْبُولِ».‏ —‏ يو ١٠:‏١٦‏.‏

      ٨ مَا ٱللَّافِتُ بِشَأْنِ ٱلدَّعْوَةِ إِلَى ٱلْمُصَالَحَةِ؟‏

      ٨ وَٱللَّافِتُ بِشَأْنِ ٱلدَّعْوَةِ إِلَى ٱلْمُصَالَحَةِ هُوَ أَنَّ ٱللّٰهَ بِذَاتِهِ أَخَذَ ٱلْمُبَادَرَةَ لِرَأْبِ ٱلصَّدْعِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْبَشَرِ،‏ مَعَ أَنَّهُمُ ٱلْمَسْؤُولُونَ ٱلْوَحِيدُونَ عَنْ تَضَرُّرِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلَّذِي أَحْدَثَهُ ٱلتَّمَرُّدُ فِي عَدْنٍ.‏ (‏١ يو ٤:‏١٠،‏ ١٩‏)‏ فَمَا ٱلَّذِي فَعَلَهُ؟‏ أَجَابَ بُولُسُ:‏ «إِنَّ ٱللّٰهَ كَانَ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ يُصَالِحُ عَالَمًا مَعَ نَفْسِهِ،‏ غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ زَلَّاتِهِمْ،‏ وَقَدِ ٱسْتَوْدَعَنَا كَلِمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ».‏ —‏ ٢ كو ٥:‏١٩؛‏ اش ٥٥:‏٦‏.‏

      ٩ مَاذَا فَعَلَ بُولُسُ لِيُظْهِرَ تَقْدِيرَهُ لِرَحْمَةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٩ بِتَزْوِيدِ ٱلذَّبِيحَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ،‏ أَتَاحَ يَهْوَهُ لِلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهَا ٱلْفُرْصَةَ لِتُغْفَرَ زَلَّاتُهُمْ وَيَسْتَعِيدُوا صَدَاقَتَهُمْ مَعَهُ.‏ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ أَرْسَلَ مُمَثِّلِيهِ لِيَحُثُّوا ٱلنَّاسَ أَيْنَمَا كَانُوا أَنْ يُسَالِمُوهُ مَا دَامَ ٱلْمَجَالُ مَفْتُوحًا.‏ (‏اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٢:‏٣-‏٦‏.‏‏)‏ وَبِمَا أَنَّ بُولُسَ عَرَفَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ وَأَدْرَكَ أَهَمِّيَّةَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي عَاشَ فِيهِ،‏ فَقَدْ بَذَلَ قُصَارَاهُ فِي «خِدْمَةِ ٱلْمُصَالَحَةِ».‏ وَمَشِيئَةُ يَهْوَهَ لَا تَزَالُ هِيَ هِيَ.‏ فَيَدُهُ مَمْدُودَةٌ لِلْبَشَرِ حَتَّى يَوْمِنَا هذَا.‏ لِذَا،‏ فَإِنَّ كَلِمَاتِ بُولُسَ —‏ «اَلْآنَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمَقْبُولُ خُصُوصًا» وَ «ٱلْآنَ يَوْمُ ٱلْخَلَاصِ» —‏ تَصِحُّ فِي زَمَنِنَا أَيْضًا.‏ فَمَا أَعْظَمَ رَحْمَةَ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ وَرَأْفَتَهُ!‏ —‏ خر ٣٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ‏‹لَا تُخْطِئِ ٱلْقَصْدَ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ›‏

      ١٠ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِتْمَامُهَا خِلَالَ «يَوْمِ ٱلْخَلَاصِ»؟‏

      ١٠ كَانَ ٱلَّذِينَ «فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ» أَوَّلَ ٱلْمُسْتَفِيدِينَ مِنْ هذَا ٱلْإِعْرَابِ عَنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ.‏ (‏٢ كو ٥:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ بَدَأَ «يَوْمُ ٱلْخَلَاصِ» يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏ وَمُذَّاكَ،‏ عُهِدَتْ إِلَى هؤُلَاءِ مُهِمَّةُ إِعْلَانِ «كَلِمَةِ ٱلْمُصَالَحَةِ».‏ وَفِي يَوْمِنَا هذَا،‏ تُوَاصِلُ ٱلْبَقِيَّةُ ٱلْمَمْسُوحَةُ إِتْمَامَ «خِدْمَةِ ٱلْمُصَالَحَةِ».‏ فَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ ٱلْأَرْبَعَةَ ٱلَّذِينَ رَآهُمُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا نَبَوِيَّةٍ ‹يُمْسِكُونَ بِأَرْبَعِ رِيَاحِ ٱلْأَرْضِ،‏ لِكَيْلَا تَهُبَّ رِيحٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ›.‏ وَهذَا يَعْنِي أَنَّ «يَوْمَ ٱلْخَلَاصِ» وَ «ٱلْوَقْتَ ٱلْمَقْبُولَ خُصُوصًا» لَا يَزَالُ مُسْتَمِرًّا حَتَّى ٱلْآنَ.‏ (‏رؤ ٧:‏١-‏٣‏)‏ لِذلِكَ،‏ تُعْرِبُ ٱلْبَقِيَّةُ ٱلْمَمْسُوحَةُ مُنْذُ أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْـ‍ ٢٠ عَنْ غَيْرَةٍ مُتَّقِدَةٍ فِي «خِدْمَةِ ٱلْمُصَالَحَةِ»،‏ إِذْ تَنْشُرُ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا ٱلْأَرْضِ.‏

      ١١،‏ ١٢ كَيْفَ بَرْهَنَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ فِي أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْـ‍ ٢٠ أَنَّهُمْ يُدْرِكُونَ إِلْحَاحَ ٱلْوَقْتِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٥.‏)‏

      ١١ مَثَلًا،‏ يَذْكُرُ كِتَابُ شُهُودُ يَهْوَهَ —‏ مُنَادُونَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ أَنَّهُ قُبَيْلَ مَطْلَعِ ٱلْقَرْنِ ٱلْـ‍ ٢٠ «ٱعْتَقَدَ ت.‏ ت.‏ رصل وَعُشَرَاؤُهُ بِقُوَّةٍ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي وَقْتِ حَصَادٍ وَأَنَّ ٱلنَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سَمَاعِ ٱلْحَقِّ ٱلْمُحَرِّرِ».‏ فَمَاذَا فَعَلُوا حِيَالَ ذلِكَ؟‏ إِذْ أَدْرَكُوا أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِي فَتْرَةِ ٱلْحَصَادِ،‏ «ٱلْوَقْتِ ٱلْمَقْبُولِ خُصُوصًا»،‏ لَمْ يَكْتَفُوا بِدَعْوَةِ ٱلنَّاسِ إِلَى بَعْضِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ.‏ فَهذَا مَا كَانَ يَفْعَلُهُ رِجَالُ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ.‏ عِوَضَ ذلِكَ،‏ رَاحَ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ يَبْحَثُونَ عَنْ طَرَائِقَ عَمَلِيَّةٍ أُخْرَى لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ مِثْلِ ٱسْتِخْدَامِ أَحْدَثِ تِكْنُولُوجْيَا.‏

      ١٢ فَبُغْيَةَ إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ هذَا ٱلْفَرِيقُ ٱلصَّغِيرُ مِنَ ٱلْخُدَّامِ ٱلْغَيُورِينَ ٱلنَّشَرَاتِ،‏ ٱلْمَجَلَّاتِ،‏ وَٱلْكُتُبَ.‏ وَقَدْ أَعَدُّوا مَوَاعِظَ وَمَقَالَاتٍ كَيْ تُنْشَرَ فِي آنٍ وَاحِدٍ فِي ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلصُّحُفِ ٱلَّتِي يَصْدُرُ مِنْهَا آلَافُ ٱلنُّسَخِ.‏ كَمَا أَنَّهُمُ ٱسْتَعَانُوا بِشَبَكَاتٍ إِذَاعِيَّةٍ مَحَلِّيَّةٍ وَعَالَمِيَّةٍ لِبَثِّ بَرَامِجَ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ هذَا عَدَا عَنْ أَنَّهُمْ أَنْتَجُوا وَعَرَضُوا أَفْلَامًا تُرَافِقُهَا تَسْجِيلَاتٌ صَوْتِيَّةٌ حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَصْدُرَ أَوَّلُ فِيلْمٍ سِينَمَائِيٍّ نَاطِقٍ.‏ فَمَاذَا تَأَتَّى عَنْ هذِهِ ٱلْغَيْرَةِ ٱلشَّدِيدَةِ؟‏ هُنَالِكَ ٱلْيَوْمَ نَحْوُ سَبْعَةِ مَلَايِينِ شَخْصٍ مِمَّنْ قَبِلُوا ٱلرِّسَالَةَ وَبَدَأُوا هُمْ أَيْضًا يُطْلِقُونَ ٱلدَّعْوَةَ:‏ «تَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ».‏ حَقًّا،‏ رَسَمَ خُدَّامُ يَهْوَهَ آنَذَاكَ مِثَالًا حَسَنًا لِلْغَيْرَةِ بِٱلرَّغْمِ مِنْ قِلَّةِ خِبْرَتِهِمْ وَعَدَدِهِمِ ٱلْمَحْدُودِ.‏

      ١٣ أَيُّ أَمْرٍ يَجِبُ أَنْ نَحْمِلَهُ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ؟‏

      ١٣ وَأَيُّ مَوْقِفٍ عَلَيْنَا تَبَنِّيهِ،‏ نَحْنُ ٱلَّذِينَ ذُقْنَا نِعْمَةَ ٱللّٰهِ،‏ نَتِيجَةَ مَعْرِفَتِنَا أَنَّنَا مَا زِلْنَا فِي «ٱلْوَقْتِ ٱلْمَقْبُولِ خُصُوصًا»؟‏ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ شَاكِرِينَ لِأَنَّنَا نِلْنَا فُرْصَةَ سَمَاعِ وَقُبُولِ رِسَالَةِ ٱلْمُصَالَحَةِ.‏ وَبَدَلَ ٱلشُّعُورِ بِٱلرِّضَى عَنِ ٱلذَّاتِ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَحْمِلَ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ كَلِمَاتِ بُولُسَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «نُنَاشِدُكُمْ أَيْضًا أَلَّا تَقْبَلُوا نِعْمَةَ ٱللّٰهِ وَتُخْطِئُوا ٱلْقَصْدَ مِنْهَا».‏ (‏٢ كو ٦:‏١‏)‏ وَٱلْقَصْدُ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ هُوَ أَنْ «يُصَالِحَ عَالَمًا مَعَ نَفْسِهِ» بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ.‏ —‏ ٢ كو ٥:‏١٩‏.‏

      ١٤ مَاذَا يَحْدُثُ فِي ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْبُلْدَانِ؟‏

      ١٤ مَا زَالَ مُعْظَمُ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلَّذِينَ أَعْمَاهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مُبْعَدِينَ عَنْ يَهْوَهَ وَيَجْهَلُونَ ٱلْقَصْدَ مِنْ نِعْمَتِهِ.‏ (‏٢ كو ٤:‏٣،‏ ٤؛‏ ١ يو ٥:‏١٩‏)‏ إِلَّا أَنَّ أَحْوَالَ ٱلْعَالَمِ ٱلَّتِي تَزْدَادُ سُوءًا حَدَتْ بِكَثِيرِينَ إِلَى ٱلتَّجَاوُبِ مَعَ ٱلْبِشَارَةِ لَدَى مَعْرِفَتِهِمْ أَنَّ ٱلِٱبْتِعَادَ عَنِ ٱلْخَالِقِ هُوَ أَسَاسُ ٱلشُّرُورِ وَٱلْآلَامِ.‏ حَتَّى فِي ٱلْبُلْدَانِ حَيْثُ أَغْلَبُ ٱلنَّاسِ غَيْرُ مُبَالِينَ بِعَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ،‏ فَإِنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنْهُمْ يَقْبَلُونَ ٱلْبِشَارَةَ وَيَقُومُونَ بِٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ كَيْ يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ.‏ فَهَلْ نُدْرِكُ أَنَّ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنَجِدَّ بِغَيْرَةٍ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلٍ فِي مُنَاشَدَةِ ٱلنَّاسِ:‏ «تَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ»؟‏

      ١٥ مَا ٱلْهَدَفُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ خِدْمَتِنَا؟‏

      ١٥ لَا تَقْتَصِرُ مُهِمَّتُنَا عَلَى إِخْبَارِ ٱلنَّاسِ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُسَاعِدُهُمْ فِي مَشَاكِلِهِمْ وَأَنَّهُمْ سَيَشْعُرُونَ بِٱلرَّاحَةِ إِذَا ٱلْتَفَتُوا إِلَيْهِ.‏ فَهذَا مَا يَنْشُدُهُ عَدِيدُونَ حِينَ يَذْهَبُونَ إِلَى ٱلْكَنِيسَةِ.‏ وَٱلْكَنَائِسُ مِنْ جِهَتِهَا يَهُمُّهَا أَنْ تُدَغْدِغَ آذَانَ ٱلنَّاسِ بِكَلَامٍ طَيِّبٍ.‏ (‏٢ تي ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ لكِنَّ هذَا لَيْسَ ٱلْهَدَفَ مِنْ خِدْمَتِنَا.‏ فَٱلْبِشَارَةُ ٱلَّتِي نَكْرِزُ بِهَا هِيَ أَنَّ يَهْوَهَ،‏ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَغْفِرَ لِلْبَشَرِ زَلَّاتِهِمْ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَهكَذَا،‏ لَا يَعُودُونَ مُبْعَدِينَ عَنْهُ وَيَتَصَالَحُونَ مَعَهُ.‏ (‏رو ٥:‏١٠؛‏ ٨:‏٣٢‏)‏ إِلَّا أَنَّ «ٱلْوَقْتَ ٱلْمَقْبُولَ خُصُوصًا» لَنْ يَدُومَ إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏ بَلْ بَاتَ عَلَى وَشْكِ ٱلِٱنْتِهَاءِ.‏

      ‏‹اِتَّقِدْ بِٱلرُّوحِ›‏

      ١٦ أَيُّ أَمْرٍ سَاعَدَ بُولُسَ أَنْ يَتَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْغَيْرَةِ؟‏

      ١٦ لكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُنَمِّيَ ٱلْغَيْرَةَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَنُحَافِظَ عَلَيْهَا؟‏ قَدْ يَكُونُ ٱلْبَعْضُ خَجُولِينَ أَوْ قَلِيلِي ٱلْكَلَامِ بِطَبْعِهِمْ وَيَسْتَصْعِبُونَ ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ وَٱلِٱخْتِلَاطَ بِٱلْآخَرِينَ.‏ إِلَّا أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُفِيدِ ٱلتَّذَكُّرُ أَنَّ ٱلْغَيْرَةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ حَمَاسَةٍ ظَاهِرِيَّةٍ وَلَا هِيَ مُتَوَقِّفَةٌ عَلَى شَخْصِيَّةِ ٱلْمَرْءِ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ بُولُسُ ٱلْمِفْتَاحَ لِلتَّحَلِّي بِٱلْغَيْرَةِ حِينَ حَضَّ إِخْوَتَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ:‏ «اِتَّقِدُوا بِٱلرُّوحِ».‏ (‏رو ١٢:‏١١‏)‏ فَرُوحُ يَهْوَهَ لَعِبَ دَوْرًا أَسَاسِيًّا فِي شَجَاعَةِ هذَا ٱلرَّسُولِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَغَيْرَتُهُ لَمْ تَفْتُرْ قَطُّ طَوَالَ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً —‏ مُذْ دَعَاهُ يَسُوعُ حَتَّى سَجْنِهِ ٱلْأَخِيرِ وَٱسْتِشْهَادِهِ فِي رُومَا.‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ كَانَ بُولُسُ يَلْجَأُ دَائِمًا إِلَى ٱللّٰهِ ٱلَّذِي مَنَحَهُ ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ قَالَ:‏ «إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ».‏ (‏في ٤:‏١٣‏)‏ فَيَا لَلْفَائِدَةِ ٱلَّتِي نَسْتَمِدُّهَا إِذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ مِثَالِهِ!‏

      ١٧ كَيْفَ نَتَمَكَّنُ مِنَ ‹ٱلِٱتِّقَادِ بِٱلرُّوحِ›؟‏

      ١٧ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى «ٱتَّقَدَ» تَعْنِي حَرْفِيًّا «غَلَى».‏ (‏تَرْجَمَةُ ٱلْمَلَكُوتِ مَا بَيْنَ ٱلسُّطُورِ،‏ [بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ])‏ فَكَيْ يَبْقَى إِبْرِيقُ مَاءٍ فِي حَالَةِ غَلَيَانٍ،‏ يَلْزَمُهُ مَصْدَرٌ دَائِمٌ لِلْحَرَارَةِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُشَابِهٍ،‏ ‹لِلِٱتِّقَادِ بِٱلرُّوحِ›،‏ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى رُوحِ ٱللّٰهِ بِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ.‏ لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ كُلِّ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلَّتِي يُعِدُّهَا يَهْوَهُ لِتَقْوِيَتِنَا رُوحِيًّا.‏ وَهذَا يَعْنِي ٱلنَّظَرَ بِجِدِّيَّةٍ إِلَى عِبَادَتِنَا ٱلْعَائِلِيَّةِ وَٱلْجَمَاعِيَّةِ —‏ أَيْ أَنْ نَكُونَ مُنْتَظِمِينَ فِي ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ وَٱلْعَائِلِيِّ،‏ فِي ٱلصَّلَاةِ،‏ وَفِي حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ مَعَ إِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَهذِهِ ٱلْأُمُورُ هِيَ بِمَثَابَةِ «ٱلنَّارِ» ٱلَّتِي تُبْقِينَا فِي حَالَةِ «غَلَيَانٍ»،‏ مَا يُمَكِّنُنَا مِنَ ‹ٱلِٱتِّقَادِ بِٱلرُّوحِ› عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏ —‏ اِقْرَأْ اعمال ٤:‏٢٠؛‏ ١٨:‏٢٥‏.‏

      ١٨ أَيُّ هَدَفٍ يَجِبُ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَيْهِ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ وَٱلْمُعْتَمِدِينَ؟‏

      ١٨ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يَنْذُرُ نَفْسَهُ لِأَمْرٍ مَا يُرَكِّزُ عَلَيْهِ كَامِلًا وَلَا يُمْكِنُ إِلْهَاؤُهُ أَوْ ثَنْيُهُ بِسُهُولَةٍ عَنْ سَعْيِهِ وَرَاءَ هذَا ٱلْهَدَفِ.‏ وَهَدَفُنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ وَٱلْمُعْتَمِدِينَ هُوَ فِعْلُ كُلِّ مَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ مِنَّا،‏ كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ.‏ (‏عب ١٠:‏٧‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ فَإِنَّ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ هِيَ أَنْ يَتَصَالَحَ مَعَهُ أَكْبَرُ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلْبَشَرِ.‏ فَلْنَتَّصِفْ إِذًا بِٱلْغَيْرَةِ فِي إِنْجَازِ هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً وَإِلْحَاحًا،‏ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ وَبُولُسَ!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة