-
«أنا معكم»برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
«أَنَا مَعَكُمْ»
‹كَلَّمَ رَسُولُ يَهْوَهَ ٱلشَّعْبَ قَائِلًا: «أَنَا مَعَكُمْ»، يَقُولُ يَهْوَهُ›. — حجاي ١:١٣.
١ أَيُّ تَنَاظُرٍ نَبَوِيٍّ يَتَعَلَّقُ بِأَيَّامِنَا أَشَارَ إِلَيْهِ يَسُوعُ؟
نَحْنُ نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي مَرْحَلَةٍ مُهِمَّةٍ مِنَ ٱلتَّارِيخِ. فَكَمَا يُظْهِرُ إِتْمَامُ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نَحْنُ نَحْيَا مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٤ فِي «يَوْمِ ٱلرَّبِّ». (رؤيا ١:١٠) وَلَا شَكَّ أَنَّكَ مُطَّلِعٌ عَلَى هذَا ٱلْمَوْضُوعِ، لِذلِكَ تَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ شَبَّهَ «أَيَّامَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ» فِي سُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِـ «أَيَّامِ نُوحٍ» وَ «أَيَّامِ لُوطٍ». (لوقا ١٧:٢٦، ٢٨) وَهكَذَا يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِلَى تَنَاظُرٍ نَبَوِيٍّ. وَلكِنْ هُنَاكَ تَنَاظُرٌ نَبَوِيٌّ آخَرُ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُولِيَهُ ٱهْتِمَامَنَا.
٢ أَيَّةُ مُهِمَّةٍ أَوكَلَهَا يَهْوَه إِلَى حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟
٢ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَالَةٍ سَادَتْ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيَّيْنِ ٱلْعِبْرَانِيَّيْنِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا. فَأَيَّةُ رِسَالَةٍ قَدَّمَهَا هذَانِ ٱلنَّبِيَّانِ ٱلْأَمِينَانِ لَهَا ٱنْطِبَاقٌ وَاضِحٌ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟ كَانَ حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا ‹رَسُولَيْ يَهْوَهَ› لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ عَادُوا مِنَ ٱلسَّبْيِ فِي بَابِلَ. وَقَدْ أُوكِلَتْ إِلَيْهِمَا مُهِمَّةُ طَمْأَنَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَدْعَمُهُمْ فِي عَمَلِ إِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. (حجاي ١:١٣؛ زكريا ٤:٨، ٩) وَرَغْمَ أَنَّ ٱلسِّفْرَيْنِ ٱللَّذَيْنِ كَتَبَاهُمَا قَصِيرَانِ، فَهُمَا جُزْءٌ مِنْ ‹كُلِّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا مِنَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّافِعَةِ لِلتَّعْلِيمِ، وَٱلتَّوْبيخِ، وَٱلتَّقْوِيمِ، وَٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ›. — ٢ تيموثاوس ٣:١٦.
لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَهُمَّنَا هذَانِ ٱلسِّفْرَانِ؟
٣، ٤ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَهُمَّنَا رِسَالَتَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟
٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي حَمَلَهَا حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا أَفَادَتِ ٱلْيَهُودَ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ. فَقَدْ كَانَ لِهَاتَيْنِ ٱلنُّبُوَّتَيْنِ إِتْمَامٌ فِي ذلِكَ ٱلزَّمَنِ. وَلكِنْ لِمَ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ هذَيْنِ ٱلسِّفْرَيْنِ يَهُمَّانِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١٢:٢٦-٢٩. فَفِي هذِهِ ٱلْأَعْدَادِ، ٱقْتَبَسَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ حَجَّايَ ٢:٦ ٱلَّتِي تَقُولُ إِنَّ ٱللّٰهَ ‹يُزَلْزِلُ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ›. وَهذِهِ ٱلزَّلْزَلَةُ سَتُؤَدِّي فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى ‹قَلْبِ عَرْشِ ٱلْمَمَالِكِ وَإِبَادَةِ قُوَّةِ مَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ›. — حجاي ٢:٢٢.
٤ عِنْدَمَا ٱقْتَبَسَ بُولُسُ كَلِمَاتِ حَجَّايَ هذِهِ، كَانَ يَذْكُرُ مَا سَيَحْدُثُ ‹لِمَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ› وَيَتَحَدَّثُ عَنْ تَفَوُّقِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَزَعْزَعَ وَٱلَّذِي سَيَتَسَلَّمُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ. (عبرانيين ١٢:٢٨) وَهكَذَا يَتَبَيَّنُ لَنَا أَنَّ نُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا تُشِيرَانِ إِلَى وَقْتٍ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَتَى بَعْدُ حِينَ كُتِبَ سِفْرُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مِنْ عَصْرِنَا ٱلْمِيلَادِيِّ. فَلَا يَزَالُ هُنَالِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بَقِيَّةٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ هُمْ وَرَثَةٌ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. لِذلِكَ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا مَغْزًى فِي أَيَّامِنَا.
٥، ٦ مَا هِيَ ٱلْخَلْفِيَّةُ ٱلتَّارِيخِيَّةُ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟
٥ يُزَوِّدُ سِفْرُ عَزْرَا ٱلْخَلْفِيَّةَ ٱلتَّارِيخِيَّةَ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا. فَبَعْدَ عَوْدَةِ ٱلْيَهُودِ مِنَ ٱلسَّبْيِ فِي بَابِلَ سَنَةَ ٥٣٧ قم، أَشْرَفَ ٱلْوَالِي زَرُبَّابِلُ وَرَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعُ عَلَى وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلْجَدِيدِ سَنَةَ ٥٣٦ قم. (عزرا ٣:٨-١٣؛ ٥:١) وَفِي حِينِ أَنَّ ذلِكَ كَانَ سَبَبًا لِفَرَحٍ عَظِيمٍ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ، سُرْعَانَ مَا بَدَأُوا يَشْعُرُونَ بِٱلْخَوْفِ. تُخْبِرُ عَزْرَا ٤:٤ أَنَّ ٱلْأَعْدَاءَ، «شَعْبَ ٱلْأَرْضِ»، رَاحُوا «يُضْعِفُونَ أَيْدِيَ شَعْبِ يَهُوذَا وَيُثَبِّطُونَ عَزِيمَتَهُمْ عَنِ ٱلْبِنَاءِ». وَٱخْتَلَقَ هؤُلَاءِ ٱلْأَعْدَاءُ، وَخُصُوصًا ٱلسَّامِرِيِّينَ، ٱتِّهَامَاتٍ بَاطِلَةً بِحَقِّ ٱلْيَهُودِ. كَمَا أَقْنَعَ هؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمُونَ مَلِكَ فَارِسَ بِوَقْفِ عَمَلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. — عزرا ٤:١٠-٢١.
٦ وَتَدْرِيجِيًّا بَرَدَتْ حَمَاسَةُ ٱلْيَهُودِ لِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ وَصَارُوا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ أَهْدَافٍ شَخْصِيَّةٍ. وَلكِنْ بَعْدَ مُرُورِ ١٦ سَنَةً عَلَى وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ، أَقَامَ يَهْوَهُ سَنَةَ ٥٢٠ قم حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا لِيَحُثَّا ٱلشَّعْبَ عَلَى ٱسْتِئْنَافِ ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْهَيْكَلِ. (حجاي ١:١؛ زكريا ١:١) وَبَعْدَ أَنْ شَجَّعَ رَسُولَا ٱللّٰهِ ٱلْيَهُودَ وَأَعْطَيَاهُمْ دَلِيلًا وَاضِحًا أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُهُمْ، عَادُوا إِلَى ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَٱنْتَهَوْا مِنْ بِنَائِهِ سَنَةَ ٥١٥ قم. — عزرا ٦:١٤، ١٥.
٧ أَيُّ تَنَاظُرٍ هُنَالِكَ بَيْنَ ٱلْحَالَةِ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيَّيْنِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا وَٱلْحَالَةِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟
٧ وَهَلْ تَعْرِفُ ٱلْمَغْزَى ٱلنَّبَوِيَّ ٱلَّذِي تَحْمِلُهُ كُلُّ هذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ لَنَا؟ نَحْنُ نَقُومُ ٱلْيَوْمَ بِٱلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ». (متى ٢٤:١٤) وَقَدْ جَرَى ٱلتَّرْكِيزُ عَلَى هذَا ٱلْعَمَلِ، خُصُوصًا بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى. فَكَمَا تَحَرَّرَ ٱلْيَهُودُ ٱلْقُدَمَاءُ مِنَ ٱلْأَسْرِ ٱلْحَرْفِيِّ فِي بَابِلَ، تَحَرَّرَ شَعْبُ يَهْوَه ٱلْعَصْرِيُّ مِنَ ٱلْأَسْرِ فِي بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ، ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. بَعْدَئِذٍ، ٱنْهَمَكَ مَمْسُوحُو ٱللّٰهِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ لِلنَّاسِ وَتَعْلِيمِهِمْ وَتَوْجِيهِهِمْ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَأَنْتَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تَشْتَرِكُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي لَا يَزَالُ مُسْتَمِرًّا حَتَّى يَوْمِنَا هذَا، وَلكِنْ عَلَى نِطَاقٍ أَعْظَمَ. فَٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِإِتْمَامِهِ لِأَنَّ نِهَايَةَ هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ بَاتَتْ وَشِيكَةً. وَهذَا ٱلْعَمَلُ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ يَسْتَمِرَّ حَتَّى يَتَدَخَّلَ يَهْوَه فِي شُؤُونِ ٱلْبَشَرِ فِي ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›. (متى ٢٤:٢١) فَآنَذَاكَ، سَيَمْحُو يَهْوَه ٱلشَّرَّ وَيَجْعَلُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ تَزْدَهِرُ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْأَرْضِ.
٨ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْوُثُوقُ أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُ عَمَلَنَا؟
٨ كَمَا تُظْهِرُ نُبُوَّتَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا، يُمْكِنُنَا ٱلْوُثُوقُ أَنَّنَا سَنَنَالُ دَعْمَ يَهْوَه وَبَرَكَتَهُ فِيمَا نُشَارِكُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ. فَرَغْمَ كُلِّ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي بَذَلَهَا ٱلْبَعْضُ لِقَمْعِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ أَوْ حَظْرِ عَمَلِهِمْ، لَمْ تَتَمَكَّنْ أَيَّةُ حُكُومَةٍ مِنْ وَقْفِ تَقَدُّمِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ. فَكِّرْ أَيْضًا كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَه عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ بِزِيَادَاتٍ عَدِيدَةٍ عَلَى مَرِّ ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي تَلَتِ ٱلْحَرْبَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأُولَى وُصُولًا إِلَى يَوْمِنَا هذَا. عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ، لَا يَزَالُ هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرُ لِإِنْجَازِهِ.
٩ أَيَّةُ حَالَةٍ كَانَتْ سَائِدَةً قَدِيمًا يَنْبَغِي أَنْ نُولِيَهَا ٱهْتِمَامَنَا، وَلِمَاذَا؟
٩ وَلكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأُمُورِ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا مِنْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا أَنْ تُشَجِّعَنَا أَكْثَرَ عَلَى إِطَاعَةِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْإِلهِيَّةِ أَنْ نَكْرِزَ وَنُعَلِّمَ؟ لِنَتَأَمَّلْ قَلِيلًا فِي بَعْضِ ٱلدُّرُوسِ ٱلَّتِي نَسْتَخْلِصُهَا مِنْ هذَيْنِ ٱلسِّفْرَيْنِ. مَثَلًا، لِنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِعَمَلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي قَامَ بِهِ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ. كَمَا ذَكَرْنَا، لَمْ يُوَاصِلِ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ مِنْ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ عَمَلَ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، بَلْ تَوَانَوْا بَعْدَمَا وَضَعُوا أَسَاسَاتِهِ. فَأَيُّ مَوْقِفٍ خَاطِئٍ نَمَّاهُ هؤُلَاءِ ٱلْيَهُودُ؟ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذلِكَ؟
اِمْتِلَاكُ ٱلْمَوقِفِ ٱلصَّائِبِ
١٠ أَيُّ مَوْقِفٍ خَاطِئٍ نَمَّاهُ ٱلْيَهُودُ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟
١٠ كَانَ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ يَقُولُونَ: «إِنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَحِنْ». (حجاي ١:٢) لكِنَّ هذَا لَمْ يَكُنْ مَوْقِفَهُمْ عِنْدَمَا بَدَأُوا بِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ وَوَضْعِ أَسَاسَاتِهِ سَنَةَ ٥٣٦ قم. فَسُرْعَانَ مَا سَمَحُوا لِمُقَاوَمَةِ جِيرَانِهِمْ وَتَدَخُّلِ ٱلْحُكَّامِ بِأَنْ يُؤَثِّرَا فِيهِمْ. وَرَاحُوا يَصُبُّونَ ٱهْتِمَامَهُمْ عَلَى تَجْمِيلِ بُيُوتِهِمْ وَتَأْمِينِ وَسَائِلِ رَاحَتِهِمْ. وَإِذْ لَاحَظَ يَهْوَه ٱلتَّبَايُنَ بَيْنَ بُيُوتِهِمِ ٱلْمُغَشَّاةِ بِخَشَبٍ فَاخِرٍ وَٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي لَمْ يُكْمِلُوا بِنَاءَهُ، سَأَلَهُمْ: «هَلِ ٱلْوَقْتُ لَكُمْ أَنْتُمْ لِتَسْكُنُوا فِي بُيُوتٍ جُدْرَانُهَا مُغَشَّاةٌ بِٱلْخَشَبِ، وَهٰذَا ٱلْبَيْتُ خَرَابٌ؟». — حجاي ١:٤.
١١ لِمَاذَا ٱضْطُرَّ يَهْوَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْمَشُورَةَ لِلْيَهُودِ فِي زَمَنِ حَجَّايَ؟
١١ نَعَمْ، لَقَدْ تَبَدَّلَتْ أَوْلَوِيَّاتُ ٱلْيَهُودِ. فَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَضَعَ شَعْبُ ٱللّٰهِ قَصْدَهُ بِإِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ، رَكَّزُوا ٱهْتِمَامَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى بُيُوتِهِمْ وَأَهْمَلُوا ٱلْعَمَلَ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ لِلْعِبَادَةِ. لِذلِكَ شَجَّعَتْهُمْ كَلِمَاتُ يَهْوَهَ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي حَجَّاي ١:٥ أَنْ ‹يَتَأَمَّلُوا فِي طُرُقِهِمْ›. فَبِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، حَضَّهُمْ يَهْوَه أَنْ يَتَأَمَّلُوا فِي مَا يَفْعَلُونَهُ وَأَنْ يُفَكِّرُوا كَيْفَ أَثَّرَ فِيهِمْ عَدَمُ وَضْعِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ فِي حَيَاتِهِمْ.
١٢، ١٣ كَيْفَ تَصِفُ حَجَّاي ١:٦ ٱلْحَالَةَ ٱلسَّائِدَةَ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ، وَمَاذَا يَعْنِي هذَا ٱلْعَدَدُ؟
١٢ كَمَا تَرَى، تَرَكَ عَدَمُ تَرْتِيبِ ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ بِٱلشَّكْلِ ٱلصَّحِيحِ تَأْثِيرًا فِي حَيَاةِ ٱلْيَهُودِ. لَاحِظْ نَظْرَةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُعَبَّرَ عَنْهَا فِي حَجَّاي ١:٦: «زَرَعْتُمْ كَثِيرًا وَحَصَلْتُمْ عَلَى ٱلْقَلِيلِ. تَأْكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلشَّبَعِ. تَشْرَبُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلسُّكْرِ. تَلْبَسُونَ ثِيَابًا وَلَا تَدْفَأُونَ. وَٱلَّذِي يَعْمَلُ لِقَاءَ أُجْرَةٍ يَأْخُذُهَا فِي صُرَّةٍ مَثْقُوبَةٍ».
١٣ فَمَعَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا يَعِيشُونَ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ٱللّٰهُ، لَمْ يَكُنْ نِتَاجُ ٱلْأَرْضِ كَافِيًا، لِأَنَّ يَهْوَهَ حَجَبَ بَرَكَتَهُ عَنْهُمْ كَمَا سَبَقَ فَحَذَّرَهُمْ. (تثنية ٢٨:٣٨-٤٨) فَرَغْمَ أَنَّهُمْ زَرَعُوا أَرْضَهُمْ، فَبِدُونِ دَعْمِ يَهْوَهَ كَانَ ٱلْمَحْصُولُ شَحِيحًا، أَيْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجْنُوا كَمِّيَّةَ ٱلطَّعَامِ ٱلَّتِي تَكْفِيهِمْ. وَبدُونِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ، لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَكْسُوا أَنْفُسَهُمْ بِثِيَابٍ تُبْقِيهِمْ دَافِئِينَ. حَتَّى ٱلْعَامِلُونَ لَمْ يَسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلْأُجُورِ ٱلَّتِي تَقَاضَوْهَا، تَمَامًا كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ وَضَعُوهَا فِي صُرَّةٍ مَلِيئَةٍ بِٱلثُّقُوبِ. وَمَا هُوَ ٱلْمَقْصُودُ بِٱلْعِبَارَةِ: «تَشْرَبُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلسُّكْرِ»؟ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُشِيرَ إِلَى أَنَّ ٱلسُّكْرَ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى بَرَكَةِ ٱللّٰهِ، إِذْ إِنَّ يَهْوَهَ يَدِينُ ٱلسُّكْرَ. (١ صموئيل ٢٥:٣٦؛ امثال ٢٣:٢٩-٣٥) فَهذِهِ ٱلْعِبَارَةُ هِيَ إِشَارَةٌ أُخْرَى إِلَى أَنَّ ٱلْيَهُودَ خَسِرُوا بَرَكَةَ ٱللّٰهِ. نَتِيجَةً لِذلِكَ، كَانَتْ كَمِّيَّةُ ٱلْخَمْرِ ٱلَّتِي صَنَعُوهَا مَحْدُودَةً جِدًّا وَلَا تَكْفِي حَتَّى لِجَعْلِهِمْ يَسْكَرُونَ. وَتَنْقُلُ الترجمة البروتستانتية حَجَّاي ١:٦ كَمَا يَلِي: «تَشْرَبُونَ وَلَا تَرْوُونَ».
١٤، ١٥ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِن حَجَّاي ١:٦؟
١٤ إِنَّ ٱلدَّرْسَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَتَعَلَّمَهُ مِمَّا ذُكِرَ آنِفًا لَا عَلَاقَةَ لَهُ بِتَصْمِيمِ ٱلْبُيُوتِ أَوْ زَخْرَفَتِهَا. فَقَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنَ ٱلسَّبْيِ، وَبَّخَ ٱلنَّبِيُّ عَامُوسُ ٱلْأَغْنِيَاءَ فِي إِسْرَائِيلَ بِسَبَبِ ٱمْتِلَاكِهِمْ «بُيُوتَ ٱلْعَاجِ» وَٱضْطِجَاعِهِمْ «عَلَى أَرَائِكَ مِنْ عَاجٍ». (عاموس ٣:١٥؛ ٦:٤) فَبُيُوتُهُمُ ٱلْفَخْمَةُ وَأَثَاثُهُمُ ٱلْمُزَخْرَفُ لَمْ تَدُمْ لَهُمْ، إِذْ نَهَبَهَا ٱلْأَعْدَاءُ ٱلْغُزَاةُ. لكِنْ بَعْدَ سَبْيٍ دَامَ ٧٠ سَنَةً، لَمْ يَتَّعِظْ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ مِمَّا حَدَثَ. فَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟ هَلْ نَتَعَلَّمُ نَحْنُ دَرْسًا مِمَّا حَدَثَ مَعَهُمْ؟ يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ أُولِي ٱلِٱهْتِمَامَ لِزَخْرَفَةِ بَيْتِي؟ وَمَاذَا عَنِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْإِضَافِيِّ بُغْيَةَ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعَمَلِ، أَمْرٌ سَيَسْتَنْزِفُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِي طَوَالَ سَنَوَاتٍ وَيَطْغَى عَلَى ٱهْتِمَامِي بِأَوْجُهٍ مُهِمَّةٍ مِنْ عِبَادَتِي للّٰهِ؟›. — لوقا ١٢:٢٠، ٢١؛ ١ تيموثاوس ٦:١٧-١٩.
١٥ يَنْبَغِي أَنْ يُذَكِّرَنَا مَا نَقْرَأُهُ فِي حَجَّاي ١:٦ بِحَاجَتِنَا إِلَى بَرَكَةِ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِنَا. فَأُولئِكَ ٱلْيَهُودُ ٱلْقُدَمَاءُ خَسِرُوا هذِهِ ٱلْبَرَكَةَ، مِمَّا أَدَّى بِهِمْ إِلَى عَاقِبَةٍ وَخِيمَةٍ. لِذلِكَ سَوَاءٌ كُنَّا أَغْنِياءَ مَادِّيًّا أَوْ لَا، فَلَا شَكَّ أَنَّ عَاقِبَتَنَا سَتَكُونُ وَخِيمَةً عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلرُّوحِيِّ إِذَا خَسِرْنَا بَرَكَةَ يَهْوَه. (متى ٢٥:٣٤-٤٠؛ ٢ كورنثوس ٩:٨-١٢) فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا نَيْلُ هذِهِ ٱلْبَرَكَةِ؟
يَهْوَهُ يُسَاعِدُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ
١٦-١٨ مَاذَا عَنَتْ زَكَرِيَّا ٤:٦ لِلْيَهُودِ قَدِيمًا؟
١٦ أُوحِيَ إِلَى زَكَرِيَّا، نَبِيٌّ مُعَاصِرٌ لِحَجَّايَ، أَنْ يُشَدِّدَ عَلَى ٱلْوَسِيلَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا يَهْوَه لِيَحُثَّ وَيُبَارِكَ ٱلْمُخْلِصِينَ لَهُ آنَذَاكَ. وَهذَا مَا يَدُلُّ كَيْفَ يُبَارِكُكَ يَهْوَه أَنْتَ أَيْضًا ٱلْيَوْمَ. نَقْرَأُ: «‹لَا بِجَيْشٍ وَلَا بِقُوَّةٍ، بَلْ بِرُوحِي›، قَالَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ». (زكريا ٤:٦) لَا شَكَّ أَنَّكَ سَمِعْتَ هذِهِ ٱلْآيَةَ مِرَارًا عَدِيدَةً، وَلكِنْ مَا ٱلْمَعَانِي ٱلَّتِي حَمَلَتْهَا هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ لِلْيَهُودِ أَيَّامَ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا، وَأَيُّ مَغْزًى تَحْمِلُهُ لَكَ ٱلْيَوْمَ؟
١٧ تَذَكَّرْ أَنَّ كَلِمَاتِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا ٱلْمُوحَى بِهَا تَرَكَتْ فِي ٱلْمَاضِي أَثَرًا كَبِيرًا فِي ٱلْيَهُودِ ٱلْأُمَنَاءِ، إذْ نَشَّطَتْهُمْ لِٱسْتِئْنَافِ ٱلْعَمَلِ. فَحَجَّايُ ٱبْتَدَأَ يَتَنَبَّأُ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّادِسِ مِنْ سَنَةِ ٥٢٠ قم. أَمَّا زَكَرِيَّا فَٱبْتَدَأَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ مِنْ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ. (زكريا ١:١) وَكَمَا تُبَيِّنُ حَجَّاي ٢:١٨، عَادَ ٱلْيَهُودُ إِلَى ٱلْعَمَلِ بَجِدٍّ فِي وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلتَّاسِعِ. إِذًا، جَرَى حَضُّ ٱلْيَهُودِ عَلَى ٱلْعَمَلِ، وَهُمْ أَطَاعُوا يَهْوَه وَاثِقِينَ أَنَّهُ سَيَدْعَمُهُمْ. وَكَلِمَاتُ زَكَرِيَّا ٤:٦ تَتَحَدَّثُ عَنْ هذَا ٱلدَّعْمِ.
١٨ لَا تَنْسَ أَيْضًا أَنَّهُ عِنْدَمَا عَادَ ٱلْيَهُودُ إِلَى وَطَنِهِمْ سَنَةَ ٥٣٧ قم، لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِمْ جَيْشٌ. عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ، حَمَاهُمْ يَهْوَه وَأَرْشَدَهُمْ فِي رِحْلَةِ ٱلْعَودَةِ مِنْ بَابِلَ. وَكَانَ رُوحُهُ أَيْضًا يُوَجِّهُ ٱلْأُمُورَ حِينَ بَدَأُوا بِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ بُعَيْدَ عَوْدَتِهِمْ. كَمَا وَعَدَ بِأَنْ يَدْعَمَهُمْ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ إِذَا عَمِلُوا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ.
١٩ أَيُّ تَأْثِيرٍ قَوِيٍّ تَغَلَّبَ عَلَيْهِ رُوحُ ٱللّٰهِ؟
١٩ رَأَى زَكَرِيَّا سِلْسِلَةً مِنْ ثَمَانِي رُؤًى أَكَّدَتْ لَهُ أَنَّ يَهْوَه سَيَكُونُ مَعَ شَعْبِهِ ٱلَّذِي سَيُكْمِلُ بِأَمَانَةٍ بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ. وَتُظْهِرُ ٱلرُّؤْيَا ٱلرَّابِعَةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّالِثِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ يُقَاوِمُ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلَهَا ٱلْيَهُودُ لِإِنْهَاءِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. (زكريا ٣:١) طَبْعًا، مَا كَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِيَفْرَحَ بِرُؤْيَةِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعَ يُمَارِسُ مَهَامَّهُ ٱلْكَهَنُوتِيَّةَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلْجَدِيدِ. وَمَعَ أَنَّ إبْلِيسَ حَاوَلَ أَنْ يَمْنَعَ ٱلْيَهُودَ مِنْ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، لَعِبَ رُوحُ يَهْوَه دَوْرًا بَارِزًا فِي إِزَالَةِ كُلِّ ٱلْعَقَبَاتِ وَتَنْشِيطِ ٱلْيَهُودِ لِلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ حَتَّى ٱلِٱنْتِهَاءِ مِنْهُ تَمَامًا.
٢٠ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْيَهُودَ عَلَى تَنْفِيذِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ؟
٢٠ لَقَدْ بَدَا أَنَّ هُنَالِكَ عَائِقًا كَبِيرًا لَا يُمْكِنُ تَخَطِّيهِ، أَيِ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ بَعْضِ ٱلرَّسْمِيِّينَ ٱلَّذِينَ تَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْحُصُولِ عَلَى أَمْرٍ بِوَقْفِ ٱلْعَمَلِ. لكِنَّ يَهْوَه وَعَدَ أَنَّ مَا يَبْدُو ‹جَبَلًا› سَيُزَالُ وَيَصِيرُ «أَرْضًا مُسْتَوِيَةً». (زكريا ٤:٧) وَهذَا مَا حَدَثَ بِٱلْفِعْلِ. فَقَدِ ٱسْتَقْصَى ٱلْمَلِكُ دَارِيُوسُ ٱلْأَوَّلُ ٱلْأَمْرَ وَوَجَدَ ٱلْمُذَكِّرَةَ ٱلَّتِي أَصْدَرَهَا كُورُشُ وَٱلَّتِي سَمَحَتْ لِلْيَهُودِ بِإِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. فَأَلْغَى أَمْرَ وَقْفِ ٱلْعَمَلِ وَأَمَرَ بِأَنْ يُعْطَى ٱلْيَهُودُ مَالًا مِنَ ٱلْخِزَانَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ لِسَدِّ نَفَقَاتِ ٱلْعَمَلِ. فَيَا لَهُ مِنْ تَغْيِيرٍ مُذْهِلٍ فِي مَجْرَى ٱلْأَحْدَاثِ! فَهَلْ كَانَ لِرُوحِ ٱللّٰهِ أَيُّ دَخْلٍ فِي مَا جَرَى؟ لَا شَكَّ فِي ذلِكَ. فَقَدِ ٱنْتَهَى بِنَاءُ ٱلْهَيْكَلِ سَنَةَ ٥١٥ قم، فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّادِسَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ ٱلْأَوَّلِ. — عزرا ٦:١، ١٥.
٢١ (أ) كَيْفَ ‹زَلْزَلَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ› فِي ٱلْمَاضِي وَكَيْفَ أَتَتِ ‹ٱلنَّفَائِسُ›؟ (ب) مَا هُوَ ٱلْإِتْمَامُ ٱلْعَصْرِيُّ لِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟
٢١ فِي حَجَّاي ٢:٥، يُذَكِّرُ ٱلنَّبِيُّ ٱلْيَهُودَ بِٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ ٱللّٰهُ مَعَهُمْ فِي جَبَلِ سِينَاءَ عِنْدَمَا كَانَ ‹ٱلْجَبَلُ يَرْتَعِدُ كُلُّهُ كَثِيرًا›. (خروج ١٩:١٨) وَفِي أَيَّامِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا، كَانَ يَهْوَه سَيُحْدِثُ زَلْزَلَةً أُخْرَى، كَمَا تَقُولُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلنَّبَوِيَّةُ فِي ٱلْعَدَدَيْنِ ٦ و ٧. فَمَعَ أَنَّ ٱلْأَوْضَاعَ كَانَتْ سَتَضْطَرِبُ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْفَارِسِيَّةِ، كَانَ ٱلْعَمَلُ فِي ٱلْهَيْكَلِ سَيَتَواصَلُ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. كَمَا أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ، «نَفَائِسَ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ»، كَانُوا سَيَشْتَرِكُونَ مَعَ ٱلْيَهُودِ فِي تَمْجِيدِ ٱللّٰهِ فِي مَكَانِ ٱلْعِبَادَةِ هذَا. لكِنَّ ٱلْإِتْمَامَ ٱلرَّئِيسِيَّ يَحْدُثُ فِي أَيَّامِنَا، إِذْ ‹يُزَلْزِلُ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ› بِوَاسِطَةِ كِرَازَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَتَأْتِي «نَفَائِسُ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ» لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ إِلَى جَانِبِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ. حَقًّا، إِنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ يَمْلَأُونَ ٱلْآنَ بَيْتَ يَهْوَه مَجْدًا. وَهؤُلَاءِ ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَنْتَظِرُونَ بِإِيمَانٍ ٱلْوَقْتَ حِينَ ‹يُزَلْزِلُ يَهْوَهُ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ› بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى. وَسَيَكُونُ ذلِكَ لِكَي يَقْلِبَ وَيُبِيدَ قُوَّةَ مَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ. — حجاي ٢:٢٢.
٢٢ كَيْفَ ‹سَتُزَلْزَلُ› ٱلْأُمَمُ، مَاذَا سَتَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ، وَمَاذَا يَكْمُنُ أَمَامَنَا؟
٢٢ تُذَكِّرُنَا كَلِمَاتُ هذِهِ ٱلْآيَةِ بِٱلِٱضْطِرَابِ ٱلَّذِي شَهِدَتْهُ ٱلْعَنَاصِرُ ٱلَّتِي تَرْمُزُ إِلَيْهَا «ٱلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ وَٱلْبَحْرُ وَٱلْيَابِسَةُ». فَقَدْ طُرِدَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ إِلَى جِوَارِ ٱلْأَرْضِ. (رؤيا ١٢:٧-١٢) كَمَا أَنَّ حَمْلَةَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّتِي يَقُودُهَا مَمْسُوحُو ٱللّٰهِ زَلْزَلَتْ بِٱلتَّأْكِيدِ ٱلْعَنَاصِرَ ٱلْأَرْضِيَّةَ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا. (رؤيا ١١:١٨) عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ، يَنْضَمُّ إِلَى إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه «جَمْعٌ كَثِيرٌ» مِنْ نَفَائِسِ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ. (رؤيا ٧:٩، ١٠) وَهذَا ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ يَعْمَلُ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُزَلْزِلُ عَمَّا قَرِيبٍ ٱلْأُمَمَ فِي هَرْمَجِدُّونَ. وَهذَا مَا سَيَفْسَحُ ٱلْمَجَالَ لِتَبْلُغَ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.
-
-
لتتقوَّ يداكبرج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
لِتَتَقَوَّ يَدَاكَ
«لِتَتَقَوَّ أَيْدِيكُمْ، أَيُّهَا ٱلسَّامِعُونَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ هٰذَا ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي نَطَقَ بِهِ ٱلْأَنْبِيَاءُ». — زكريا ٨:٩.
١، ٢ لِمَاذَا يَسْتَحِقُّ سِفْرَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا أَنْ نُولِيَهُمَا ٱنْتِبَاهَنَا؟
رَغْمَ أَنَّ نُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا كُتِبَتَا مُنْذُ نَحْوِ ٥٠٠,٢ سَنَةٍ، فَلَا شَكَّ أَنَّهُمَا تَحْمِلَانِ مَغْزًى مُهِمًّا لَكَ. فَسِفْرَا ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هذَانِ لَيْسَا مُجَرَّدَ تَارِيخٍ، بَلْ هُمَا جُزْءٌ مِنْ «كُلِّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ . . . لِإِرْشَادِنَا». (روما ١٥:٤) وَٱلْكَثِيرُ مِمَّا نَقْرَأُهُ فِيهِمَا يَجْعَلُنَا نَتَأَمَّلُ فِي أَحْدَاثٍ حَقِيقِيَّةٍ تَحْدُثُ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ١٩١٤.
٢ وَقَدْ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْحَوَادِثِ وَٱلظُّرُوفِ ٱلَّتِي ٱخْتَبَرَهَا شَعْبُ ٱللّٰهِ قَدِيمًا، قَائِلًا: «هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ أَصَابَتْهُمْ مِثَالًا، وَكُتِبَتْ تَحْذِيرًا لَنَا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ». (١ كورنثوس ١٠:١١) وَلكِنْ قَدْ تَتَسَاءَلُ: ‹مَا ٱلْمَغْزَى ٱلَّذِي يَحْمِلُهُ سِفْرَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا لِأَيَّامِنَا؟›.
٣ عَلَامَ شَدَّدَ حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا؟
٣ كَمَا ذَكَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلسَّابِقَةُ، تَتَعَلَّقُ نُبُوَّتَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا بِفَتْرَةِ عَوْدَةِ ٱلْيَهُودِ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ٱللّٰهُ بَعْدَ إِطْلَاقِ سَرَاحِهِمْ مِنَ ٱلْأَسْرِ ٱلْبَابِلِيِّ. وَقَدْ شَدَّدَ ٱلنَّبِيَّانِ فِي سِفْرَيْهِمَا عَلَى إِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. فَوَضَعَ ٱلْيَهُودُ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ فِي سَنَةِ ٥٣٦ قم. وَفِي حِينِ أَنَّ بَعْضَ ٱلْيَهُودِ ٱلْكِبَارِ ٱلسِّنِّ رَكَّزُوا عَلَى أَمْجَادِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلسَّابِقِ، رَفَعَ ٱلشَّعْبُ عُمُومًا «ٱلصَّوْتَ بِٱلْهُتَافِ فَرَحًا». لكِنَّ شَيْئًا أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً حَدَثَ فِي زَمَنِنَا ٱلْحَاضِرِ. فَمَا هُوَ؟ — عزرا ٣:٣-١٣.
٤ مَاذَا حَدَثَ بُعَيْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟
٤ بُعَيْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، أُطْلِقَ سَرَاحُ مَمْسُوحِي يَهْوَه مِنَ ٱلْأَسْرِ فِي بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. وَكَانَ ذلِكَ دَلِيلًا قَاطِعًا عَلَى دَعْمِ يَهْوَه. فَفِي وَقْتٍ سَابِقٍ بَدَا أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ وَعُشَرَاءَهُمُ ٱلسِّيَاسِيِّينَ أَوْقَفُوا كِرَازَةَ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْعَلَنِيَّةَ وَعَمَلَهُمُ ٱلتَّعْلِيمِيَّ. (عزرا ٤:٨، ١٣، ٢١-٢٤) لكِنَّ يَهْوَه ٱللّٰهَ أَزَالَ كُلَّ ٱلْعَقَبَاتِ ٱلَّتِي ٱعْتَرَضَتْ سَبِيلَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. فَخِلَالَ ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي تَلَتْ سَنَةَ ١٩١٩، ٱزْدَهَرَ عَمَلُ ٱلْمَلَكُوتِ وَلَمْ يَتَمَكَّنْ أَيُّ شَيْءٍ مِنْ إِيقَافِ تَقَدُّمِهِ.
٥، ٦ إِلَى أَيِّ إِتْمَامٍ عَصْرِيٍّ أَعْظَمَ تُشِيرُ زَكَرِيَّا ٤:٧؟
٥ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ بِأَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ خُدَّامُ يَهْوَه ٱلطَّائِعُونَ فِي أَيَّامِنَا سَيَمْضِي قُدُمًا بِدَعْمٍ مِنْهُ. نَقْرَأُ فِي زَكَرِيَّا ٤:٧: «سَيُخْرِجُ ٱلْحَجَرَ ٱلرَّأْسَ، فَيُهْتَفُ لَهُ: ‹يَا لَحُسْنِهِ! يَا لَحُسْنِهِ!›». فَإِلَى أَيِّ إِتْمَامٍ عَصْرِيٍّ أَعْظَمَ أَشَارَ ذلِكَ؟
٦ تُشِيرُ زَكَرِيَّا ٤:٧ إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ سَتَبْلُغُ عِبَادَةُ ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ ٱلْحَقَّةُ فِي ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ. وَهذَا ٱلْهَيْكَلُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلْعَظِيمُ هُوَ تَرْتِيبُ يَهْوَه لِلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ، تَرْتِيبٌ تَأَسَّسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ. لكِنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ فِي ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لَمْ تَبْلُغْ بَعْدُ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ. فَمَلَايِينُ ٱلْعُبَّادِ يَخْدُمُونَ ٱلْآنَ فِي ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ. وَهؤُلَاءِ مَعَ حُشُودٍ مِنَ ٱلْمُقَامِينَ سَيَبْلُغُونَ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ خِلَالَ حُكْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي يَدُومُ أَلْفَ سَنَةٍ. وَعِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْأَلْفِ سَنَةٍ هذِهِ، لَنْ يُوجَدَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْمُطَهَّرَةِ إِلَّا عُبَّادُ ٱللّٰهِ ٱلْحَقِيقِيُّونَ.
٧ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ يَسُوعُ ٱلْيَوْمَ فِي جَلْبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ إِلَى حَالَةِ ٱلْكَمَالِ، وَلِمَاذَا يُشَجِّعُنَا ذلِكَ؟
٧ كَانَ ٱلْحَاكِمُ زَرُبَّابِلُ وَرَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعُ حَاضِرَيْنِ لِيَشْهَدَا إِتْمَامَ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ سَنَةَ ٥١٥ قم. وَقَدْ أَنْبَأَتْ زَكَرِيَّا ٦:١٢، ١٣ عَنْ دَوْرِ يَسُوعَ ٱلْمُمَاثِلِ فِي جَعْلِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ تَبْلُغُ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ. نَقْرَأُ: «هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ: ‹هُوَذَا ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي ٱسْمُهُ «ٱلْفَرْخُ». مِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ، وَيَبْنِي هَيْكَلَ يَهْوَهَ . . . وَهُوَ يَحْمِلُ ٱلْوَقَارَ، وَيَجْلِسُ وَيَحْكُمُ عَلَى عَرْشِهِ، وَيَكُونُ كَاهِنًا عَلَى عَرْشِهِ›». فَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ — ٱلْمَوْجُودَ فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلَّذِي يُنْبِتُ سُلَالَةَ دَاوُدَ ٱلْمَلَكِيَّةَ — هُوَ ٱلَّذِي يَدْعَمُ عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ، فَهَلْ يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يُوقِفَ تَقَدُّمَ هذَا ٱلْعَمَلِ؟ كَلَّا أَلْبَتَّةَ! أَفَلَا يُشَجِّعُنَا ذلِكَ عَلَى ٱلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي خِدْمَتِنَا دُونَ ٱلسَّمَاحِ لِلْهُمُومِ ٱلْيَوْمِيَّةِ بِأَنْ تُلْهِيَنَا؟!
تَحْدِيدُ أَوْلَوِيَّاتِنَا
٨ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ ٱلْعَمَلَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا؟
٨ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَنَالَ دَعْمَ وَبَرَكَةَ يَهْوَه، يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ ٱلْعَمَلَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا. فَبِعَكْسِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ قَالُوا: «إِنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَحِنْ»، يَلْزَمُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ». (حجاي ١:٢؛ ٢ تيموثاوس ٣:١) وَقَدْ أَنْبَأَ يَسُوعُ بِأَنَّ أَتْبَاعَهُ ٱلْأوْلِيَاءَ سَيَكْرِزُونَ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَيُتَلْمِذُونَ أُنَاسًا. لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِئَلَّا نُهْمِلَ ٱمْتِيَازَ ٱلْخِدْمَةِ هذَا. فَعَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي تَوَقَّفَ مُؤَقَّتًا بِسَبَبِ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ثُمَّ ٱسْتُؤْنِفَ سَنَةَ ١٩١٩ لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ. وَلكِنْ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ بِأَنَّهُ سيُكْمَلُ لَا مَحَالَةَ.
٩، ١٠ عَلَامَ تَعْتَمِدُ بَرَكَةُ ٱللّٰهِ، وَمَاذَا يَعْنِي ذلِكَ لَنَا؟
٩ وَإِذَا ٱسْتَمْرَرْنَا فِي ٱلْعَمَلِ بِجِدٍّ، فَسَنَنَالُ إِفْرَادِيًّا وَجَمَاعِيًّا بَرَكَاتٍ سَخِيَّةً. لَاحِظْ وَعْدَ يَهْوَه ٱلْمُطَمْئِنَ لِلْيَهُودِ بَعْدَمَا ٱسْتَأْنَفُوا تَقْدِيمَ ٱلْعِبَادَةِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ وَٱلْعَمَلَ ٱلْجِدِّيَّ فِي أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ: «مِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ أُبَارِكُكُمْ». (حجاي ٢:١٩) فَكَانُوا سَيَنْعَمُونَ مُجَدَّدًا بِرِضَاهُ ٱلتَّامِّ عَلَيْهِمْ. لَاحِظْ أَيْضًا ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي ٱشْتَمَلَ عَلَيْهَا وَعْدُ ٱللّٰهِ: «يَكُونُ زَرْعُ سَلَامٍ. فَٱلْكَرْمَةُ تُعْطِي ثَمَرَهَا، وَٱلْأَرْضُ تُعْطِي غَلَّتَهَا، وَٱلسَّمَاءُ تُعْطِي نَدَاهَا، وَأُورِثُ بَقِيَّةَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ كُلَّ هٰذِهِ». — زكريا ٨:٩-١٣.
١٠ نَحْنُ أَيْضًا سَيُبَارِكُنَا يَهْوَه رُوحِيًّا وَمَادِّيًّا إِذَا أَتْمَمْنَا بِٱجْتِهَاٍد وَفَرَحٍ ٱلتَّفْوِيضَ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ لَنَا، تَمَامًا كَمَا بَارَكَ أُولئِكَ ٱلْيَهُودَ. وَتَتَضَمَّنُ هذِهِ ٱلْبَرَكَاتُ ٱلسَّلَامَ فِي مَا بَيْنَنَا، ٱلْأَمْنَ، ٱلِٱزْدِهَارَ، وَٱلنُّمُوَّ ٱلرُّوحِيَّ. وَلَا شَكَّ أَنَّكَ تُدْرِكُ أَنَّ بَرَكَةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُسْتَمِرَّةَ تَعْتَمِدُ عَلَى إِتْمَامِنَا ٱلْعَمَلَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُرِيدُهَا هُوَ.
١١ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُحَلِّلَ أَوْلَوِيَّاتِنَا؟
١١ اَلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ ‹لِلتَّأَمُّلِ فِي طُرُقِنَا›. (حجاي ١:٥، ٧) فَيَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ وَنُحَلِّلَ أَوْلَوِيَّاتِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ. فَبَرَكَةُ يَهْوَه عَلَيْنَا ٱلْيَوْمَ تَعْتَمِدُ عَلَى مَدَى تَعْظِيمِنَا ٱسْمَهُ وَتَقَدُّمِنَا فِي عَمَلِنَا فِي هَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ. لِذلِكَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَطْرَحَ عَلَى نَفْسِكَ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ: ‹هَلْ تَغَيَّرَتْ أَوْلَوِيَّاتِي؟ هَلْ مَا زَالَتْ غَيْرَتِي لِيَهْوَه وَحَقِّهِ وَعَمَلِهِ كَمَا كَانَتْ عِنْدَمَا ٱعْتَمَدْتُ؟ هَلْ تَطْغَى رَغْبَتِي فِي ٱلْعَيْشِ حَيَاةً مُرِيحَةً عَلَى ٱهْتِمَامِي بِيَهْوَه وَمَلَكُوتِهِ؟ وَهَلْ يُعِيقُنِي خَوْفُ ٱلْإِنْسَانِ، أَيِ ٱلْخَوْفُ مِنْ نَظْرَةِ ٱلنَّاسِ إِلَيَّ، عَنِ ٱلتَّقَدُّمِ إِلَى حَدٍّ مَا؟›. — رؤيا ٢:٢-٤.
١٢ أَيَّةُ حَالَةٍ سَادَتْ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ مَوْصُوفَةٍ فِي حَجَّاي ١:٦، ٩؟
١٢ بِٱلتَّأْكِيدِ، نَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ يَحْجُبَ اللّٰهُ بَرَكَتَهُ ٱلسَّخِيَّةَ عَنَّا لِأَنَّنَا أَهْمَلْنَا تَعْظِيمَ ٱسْمِهِ. تَذَكَّرْ أَنَّهُ بَعْدَ بِدَايَةٍ غَيُورَةٍ فِي بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، تُخْبِرُنَا حَجَّاي ١:٩ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ جَرَى رَدُّهُمْ ‹سَارَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَجْلِ مَنْزِلِهِ›. فَقَدْ أَصْبَحُوا مُنْشَغِلِينَ جِدًّا بِشُؤُونِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ وَطَرِيقَةِ حَيَاتِهِمْ. لِذلِكَ ‹حَصَلُوا عَلَى ٱلْقَلِيلِ›، إِذْ إِنَّهُ وُجِدَ نَقْصٌ فِي ٱلطَّعَامِ وَٱلشَّرَابِ ٱلْجَيِّدَيْنِ وَٱلثِّيَابِ ٱلدَّافِئَةِ. (حجاي ١:٦) فَيَهْوَه كَانَ قَدْ حَجَبَ بَرَكَتَهُ. فَهَلْ نَتَعَلَّمُ أَيَّ دَرْسٍ مِنْ ذلِكَ ٱلْيَوْمَ؟
١٣، ١٤ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ ٱلدَّرْسِ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ حَجَّاي ١:٦، ٩، وَلِمَاذَا ذلِكَ مُهِمٌّ؟
١٣ أَفَلَا تُوَافِقُ أَنَّهُ إِذَا أَرَدْنَا ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي ٱلتَّمَتُّعِ بِبَرَكَاتِ ٱللّٰهِ، يَجِبُ أَنْ نُقَاوِمَ ٱلْمَيْلَ إِلَى ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْمَصَالِحِ ٱلشَّخْصِيَّةِ إِلَى حَدِّ إِهْمَالِ عِبَادَةِ يَهْوَه؟ فَيَجِبُ أَنْ نُقَاوِمَ كُلَّ نَشَاطٍ أَوْ مَسْعًى يُحَوِّلُ ٱنْتِبَاهَنَا سَوَاءٌ كَانَ ٱلسَّعْيَ لِتَكْدِيسِ ٱلثَّرَوَاتِ، أَوِ ٱلْمَشَارِيعَ ٱلَّتِي تَهدِفُ إِلَى ٱلْغِنَى ٱلسَّرِيعِ، أَوِ ٱلْخُطَطَ ٱلطَّمُوحَةَ لِنَيْلِ تَعْلِيمٍ إِضَافِيٍّ بُغْيَةَ ٱلْحُصُولِ عَلَى وَظِيفَةٍ مُحْتَرَمَةٍ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ، أَوْ تَحْقِيقَ ٱلْأَهْدَافِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.
١٤ قَدْ لَا تَكُونُ هذِهِ ٱلْأُمُورُ خَاطِئَةً بِحَدِّ ذَاتِهَا. وَلكِنْ أَلَا تَرَى أَنَّهَا «أَعْمَالٌ مَيِّتَةٌ» إِذَا مَا قُورِنَتْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟ (عبرانيين ٩:١٤) فَهِيَ مَيِّتَةٌ رُوحِيًّا، عَقِيمَةٌ، وَغَيْرُ مُثْمِرَةٍ. وَإِذَا ٱسْتَمَرَّ ٱلْمَرْءُ فِي ٱلْقِيَامِ بِهَا، فَسَتُؤَدِّي بِهِ إِلَى ٱلْمَوْتِ ٱلرُّوحِيِّ. وَهذَا مَا حَصَلَ لِبَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي أَيَّامِ ٱلرُّسُلِ. (فيلبي ٣:١٧-١٩) وَكَذلِكَ أَيْضًا لِلْبَعْضِ فِي أَيَّامِنَا. فَلَرُبَّمَا تَعْرِفُ أَشْخَاصًا ٱلْتَهَوا تَدْرِيجِيًّا عَنِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلْجَمَاعَةِ، وَهُمْ لَا يَرْغَبُونَ ٱلْآنَ فِي ٱلْعَوْدَةِ إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَه. طَبْعًا، نَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَعُودَ أَمْثَالُ هؤُلَاءِ إِلَى يَهْوَه، لكِنَّ ٱلسَّعْيَ وَرَاءَ «أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ» يُؤَدِّي إِلَى خَسَارَةِ رِضَى وَبَرَكَةِ يَهْوَه. وَلَا شَكَّ أَنَّ هذَا أَمْرٌ مُؤْسِفٌ! فَهُوَ يَعْنِي خَسَارَةَ ٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ ٱللَّذَيْنِ يُنْتِجُهُمَا رُوحُ ٱللّٰهِ. كَمَا أَنَّهُ يَعْنِي عَدَمَ ٱلتَّمَتُّعِ بِمَعْشَرِ إِخْوَةٍ عَالَمِيٍّ. فَمَا أَفْدَحَ هذِهِ ٱلْخَسَارَةَ! — غلاطية ١:٦؛ ٥:٧، ١٣، ٢٢-٢٤.
١٥ كَيْفَ تُظْهِرُ حَجَّاي ٢:١٤ مَدَى خُطُورَةِ مَسْأَلَةِ ٱلْعِبَادَةِ؟
١٥ وَلِكَيْ تُقَدِّرَ مَدَى خُطُورَةِ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ، لَاحِظْ مَا تُخْبِرُنَا بِهِ حَجَّاي ٢:١٤ عَنْ نَظْرَةِ يَهْوَه إِلَى ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ أَهْمَلُوا بَيْتَ عِبَادَتِهِ لِيُزَيِّنُوا بُيُوتَهُمْ بِتَغْشِيَةِ جُدْرَانِهَا بِٱلْخَشَبِ، إِمَّا بِطَرِيقَةٍ حَرْفِيَّةٍ أَوْ مَجَازِيَّةٍ. فَهِيَ تَقُولُ: «‹هٰكَذَا هٰذَا ٱلشَّعْبُ، وَهٰكَذَا هٰذِهِ ٱلْأُمَّةُ أَمَامِي›، يَقُولُ يَهْوَهُ، ‹وَهٰكَذَا كُلُّ عَمَلِ أَيْدِيهِمْ، وَمَا يُقَرِّبُونَهُ هُنَاكَ. هُوَ نَجِسٌ›». فَكَانَتْ كُلُّ ٱلذَّبَائِحِ ٱلشَّكْلِيَّةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلْيَهُودُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ ٱلْمُؤَقَّتِ فِي أُورُشَلِيمَ مَرْفُوضَةً مَا دَامُوا يَتَجَاهَلُونَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ. — عزرا ٣:٣.
نَيْلُ تَأْكِيدٍ بِٱلدَّعْمِ ٱلْإِلهِيِّ
١٦ أَيَّةُ تَأْكِيدَاتٍ نَالَهَا ٱلْيَهُودُ مِنَ ٱلرُّؤَى ٱلَّتِي شَاهَدَهَا زَكَرِيَّا؟
١٦ مِنْ خِلَالِ سِلْسِلَةٍ مِنْ ثَمَانِي رُؤًى شَاهَدَهَا زَكَرِيَّا، نَالَ ٱلْيَهُودُ ٱلطَّائِعُونَ ٱلَّذِينَ عَمِلُوا عَلَى إِعَادَةِ بِنَاءِ هَيْكَلِ ٱللّٰهِ تَأْكِيدًا بِٱلدَّعْمِ ٱلْإِلهِيِّ. فَقَدْ ضَمِنَتِ ٱلرُّؤْيَا ٱلْأُولَى إِكْمَالَ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ وَٱلِٱزْدِهَارَ لِأُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا مَا دَامَ ٱلْيَهُودُ مُسْتَمِرِّينَ بِطَاعَةٍ فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ. (زكريا ١:٨-١٧) وَٱحْتَوَتِ ٱلرُّؤْيَا ٱلثَّانِيَةُ عَلَى ٱلْوَعْدِ بِأَنَّ كُلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْمُقَاوِمَةِ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ سَتَهْلِكُ. (زكريا ١:١٨-٢١) كَمَا ٱحْتَوَتِ ٱلرُّؤَى ٱلْأُخْرَى عَلَى تَأْكِيدٍ بِٱلْحِمَايَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ لِعَمَلِ ٱلْبِنَاءِ، تَدَفُّقِ ٱلنَّاسِ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ إِلَى بَيْتِ عِبَادَةِ يَهْوَه ٱلَّذِي أُكْمِلَ بِنَاؤُهُ، ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ، تَذْلِيلِ ٱلْعَقَبَاتِ ٱلْمُسْتَعْصِيَةِ فِي طَرِيقِ ٱلْعَمَلِ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ، إِزَالَةِ ٱلشَّرِّ، وَٱلْإِشْرَافِ وَٱلْحِمَايَةِ ٱلْمَلَائِكِيَّيْنِ. (زكريا ٢:٥، ١١؛ ٣:١٠؛ ٤:٧؛ ٥:٦-١١؛ ٦:١-٨) فَمَعَ كُلِّ هذِهِ ٱلضَّمَانَاتِ بِٱلدَّعْمِ ٱلْإِلهِيِّ، كَانَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يُكَيِّفَ ٱلطَّائِعُونَ حَيَاتَهُم وَيُرَكِّزُوا ٱهْتِمَامَهُم عَلَى إِتْمَامِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ حَرَّرَهُمُ ٱللّٰهُ.
١٧ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا نَظَرًا إِلَى ٱلضَّمَانَةِ ٱلَّتِي لَدَيْنَا؟
١٧ نَحْنُ أَيْضًا لَدَيْنَا ضَمَانَةٌ أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ سَتُحَقِّقُ نَصْرًا سَاحِقًا. لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا ذلِكَ إِلَى ٱلْعَمَلِ وَٱلتَّفْكِيرِ جِدِّيًّا فِي بَيْتِ عِبَادَةِ يَهْوَه. اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ تَنْسَجِمُ أَهْدَافِي وَطَرِيقَةُ حَيَاتِي مَعَ ٱقْتِنَاعِي أَنَّ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ؟ وَهَلْ أَصْرِفُ ٱلْوَقْتَ ٱلْكَافِيَ فِي دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلنَّبَوِيَّةِ، أَجْعَلُ مِنْهَا ٱهْتِمَامِي ٱلْأَوَّلَ، وَأَتَحَدَّثُ عَنْهَا مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَمَعَ ٱلْآخَرِينَ ٱلَّذِينَ أَلْتَقِيهِمْ؟›.
١٨ أَيَّةُ أَحْدَاثٍ تَكْمُنُ أَمَامَنَا بِحَسَبِ زَكَرِيَّا ٱلْإِصْحَاحِ ١٤؟
١٨ أَشَارَ زَكَرِيَّا إِلَى دَمَارِ بَابِلَ العَظِيمَةِ، ٱلَّذِي سَتَلِيهِ حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ. فَقَدْ قَالَ: «يَكُونُ يَوْمٌ وَاحِدٌ مَعْرُوفٌ أَنَّهُ لِيَهْوَهَ. لَا نَهَارٌ وَلَا لَيْلٌ، بَلْ يَكُونُ وَقْتَ ٱلْمَسَاءِ نُورٌ». نَعَمْ، سَيَكُونُ يَوْمُ يَهْوَه يَوْمًا قَاتِمًا وَبَارِدًا لِأَعْدَائِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ! لكِنَّهُ سَيَكُونُ يَوْمًا يُسْبغُ فِيهِ يَهْوَه نُورَهُ وَرِضَاهُ عَلَى عُبَّادِهِ ٱلْأُمَنَاءِ. وَوَصَفَ زَكَرِيَّا أَيْضًا كَيْفَ سَيُعْلِنُ كُلُّ شَيءٍ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ قَدَاسَةَ يَهْوَه. وَسَتَكُونُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ فِي هَيْكَلِ ٱللّٰهِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْعَظِيمِ ٱلشَّكْلَ ٱلْوَحِيدَ لِلْعِبَادَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. (زكريا ١٤:٧، ١٦-١٩) فَمَا أَرْوَعَ هذِهِ ٱلضَّمَانَةَ! كَمَا أَنَّنَا سَنَخْتَبِرُ إِتْمَامَ مَا وَعَدَ بِهِ يَهْوَه وَنَرَى تَبْرِئَةَ سُلْطَانِهِ. فَكَمْ سَيَكُونُ يَوْمًا فَرِيدًا ذَاكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْمَعْرُوفُ أَنَّهُ لِيَهْوَه!
بَرَكَاتٌ أَبَدِيَّةٌ
١٩، ٢٠ كَيْفَ تُشَجِّعُنَا زَكَرِيَّا ١٤:٨، ٩؟
١٩ بَعْدَ هذَا ٱلْإِتْمَامِ ٱلْمُذْهِلِ، سَيُسْجَنُ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ فِي ٱلْمَهْوَاةِ، أَيْ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ فِي حَالَةِ خُمُولٍ. (رؤيا ٢٠:١-٣، ٧) ثُمَّ سَتَتَدَفَّقُ ٱلْبَرَكَاتُ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ. تَقُولُ زَكَرِيَّا ١٤:٨، ٩: «فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تَخْرُجُ مِيَاهٌ حَيَّةٌ مِنْ أُورُشَلِيمَ، نِصْفُهَا إِلَى ٱلْبَحْرِ ٱلشَّرْقِيِّ وَنِصْفُهَا إِلَى ٱلْبَحْرِ ٱلْغَرْبِيِّ، وَيَكُونُ ذٰلِكَ صَيْفًا وَشِتَاءً. وَيَمْلِكُ يَهْوَهُ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ. وَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَكُونُ يَهْوَهُ وَاحِدًا وَٱسْمُهُ وَاحِدًا».
٢٠ إِنَّ ‹ٱلْمِيَاهَ ٱلْحَيَّةَ›، أَوْ ‹نَهْرَ مَاءِ ٱلْحَيَاةِ›، ٱلَّتِي تُمَثِّلُ تَدَابِيرَ يَهْوَه لِلْحَيَاةِ سَتَتَدَفَّقُ بِٱسْتِمْرَارٍ مِنْ مَقَرِّ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. (رؤيا ٢٢:١، ٢) وَسَيُعْتَقُ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنْ عُبَّادِ يَهْوَه ٱلَّذِينَ نَجَوا مِنْ هَرْمَجِدُّونَ مِنْ دَيْنُونَةِ ٱلْمَوْتِ ٱلْآدَمِيِّ. حَتَّى ٱلْأَمْوَاتُ سَيَسْتَفِيدُونَ بِوَاسِطَةِ تَدْبِيرِ ٱلْقِيَامَةِ. وَهكَذَا سَتَبْتَدِئُ حِقْبَةٌ جَدِيدَةٌ مِنْ حُكْمِ يَهْوَه عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَسَيَعْتَرِفُ جَمِيعُ ٱلْبَشَرِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بِيَهْوَه بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ، ٱلْإلهَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُعْبَدَ.
٢١ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ تَصْمِيمُنَا؟
٢١ نَظَرًا إِلَى كُلِّ مَا أَنْبَأَ بِهِ حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا وَكُلِّ مَا تَمَّ مِنْ نُبُوَّاتِهِمَا، نَحْنُ نَمْلِكُ أَسَاسًا رَاسِخًا لِلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ لَنَا ٱللّٰهُ فِي ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ مِنْ هَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ. حَتَّى يَحِينَ ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي تَبْلُغُ فِيهِ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ، لِنُجَاهِدْ جَمِيعُنَا لِإِبْقَاءِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ. وَلْنُصْغِ إِلَى حَضِّ زَكَرِيَّا ٨:٩: «لِتَتَقَوَّ أَيْدِيكُمْ، أَيُّهَا ٱلسَّامِعُونَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ هٰذَا ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي نَطَقَ بِهِ ٱلْأَنْبِيَاءُ».
-