مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يوم دينونة يهوه قريب!‏
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • يوم دينونة يهوه قريب!‏

      ‏«قريب يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] العظيم قريب وسريع جدا».‏ —‏ صفنيا ١:‏١٤‏.‏

      ١ ايّ تحذير اصدره اللّٰه بفم صفنيا؟‏

      يهوه اللّٰه على وشك اتِّخاذ اجراء ضدّ الاشرار.‏ أَصغوا!‏ هذا هو تحذيره:‏ «أنزع الانسان .‏ .‏ .‏ أقطع الانسان عن وجه الارض».‏ (‏صفنيا ١:‏٣‏)‏ ان هذه الكلمات التي تفوَّه بها السيد الرب يهوه قيلت بفم نبيّه صفنيا،‏ ربما حفيد حفيد الملك الامين حزقيا.‏ وهذا الاعلان،‏ الذي صُنع في ايام الملك الصالح يوشيا،‏ لم يبشِّر الاشرار في ارض يهوذا بالخير.‏

      ٢ لماذا لم تمنع الخطوات التي اتَّخذها يوشيا مجيء يوم دينونة يهوه؟‏

      ٢ لا شك ان تنبؤ صفنيا زاد من احساس يوشيا الشاب بضرورة تطهير يهوذا من العبادة النجسة.‏ لكنَّ الخطوات التي اتَّخذها الملك لتطهير الارض من الدين الباطل لم تنزع كلّ الشرّ من بين الشعب او تكفِّر عن خطايا جدّه،‏ الملك منسى،‏ الذي «ملأ اورشليم دما بريئا».‏ (‏٢ ملوك ٢٤:‏٣،‏ ٤؛‏ ٢ أخبار الايام ٣٤:‏٣‏)‏ لذلك كان يوم دينونة يهوه سيأتي لا محالة.‏

      ٣ كيف نتأكد ان النجاة ممكنة من «يوم سخط يهوه»؟‏

      ٣ ولكن كان سيبقى ناجون من ذلك اليوم المخوف.‏ لذلك حثّ نبي اللّٰه:‏ «قبل ولادة القضاء.‏ كالعصافة عبَر اليوم.‏ قبل ان يأتي عليكم حمو غضب الرب قبل ان يأتي عليكم يوم سخط الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏].‏ اطلبوا الرب يا جميع بائسي الارض الذين فعلوا حكمه.‏ اطلبوا البرّ.‏ اطلبوا التواضع.‏ لعلكم تُستَرون في يوم سخط الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏]».‏ (‏صفنيا ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ اذ نفكِّر في النجاة من يوم دينونة يهوه،‏ لنعالج سفر صفنيا.‏ فهذا السفر كُتب في يهوذا قبل سنة ٦٤٨ ق‌م،‏ وهو جزءٌ من ‹كلمة اللّٰه النبوية› التي ينبغي ان ننتبه لها جميعا من كل القلب.‏ —‏ ٢ بطرس ١:‏١٩‏.‏

      يد يهوه ممدودة

      ٤،‏ ٥ كيف تمت صفنيا ١:‏١-‏٣ في الاشرار في يهوذا؟‏

      ٤ تبدأ «كلمة الرب» الى صفنيا بالتحذير الوارد آنفا.‏ ويعلن اللّٰه:‏ «نزعا أنزع الكلّ عن وجه الارض يقول الرب.‏ أنزع الانسان والحيوان.‏ أنزع طيور السماء وسمك البحر والمعاثر مع الاشرار وأقطع الانسان عن وجه الارض يقول الرب».‏ —‏ صفنيا ١:‏١-‏٣‏.‏

      ٥ نعم،‏ كان يهوه سيُنهي الشرّ الجسيم في ارض يهوذا.‏ ومَن كان سيستخدمهم اللّٰه ‹لينزع الكلّ عن وجه الارض›؟‏ بما ان صفنيا كان يتنبأ كما يتَّضح في اوائل حكم الملك يوشيا،‏ الذي ابتدأ سنة ٦٥٩ ق‌م،‏ فإن هذه الكلمات النبوية تمت في دمار يهوذا وعاصمتها،‏ اورشليم،‏ على ايدي البابليين سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ فكان هنالك آنذاك «نزع» للاشرار في يهوذا.‏

      ٦-‏٨ ماذا أنبئ به في صفنيا ١:‏٤-‏٦‏،‏ وكيف تمت هذه النبوة في يهوذا القديمة؟‏

      ٦ تقول صفنيا ١:‏٤-‏٦‏،‏ منبئة بالاجراءات التي سيتَّخذها اللّٰه ضدّ العبّاد الزائفين:‏ «أمدّ يدي على يهوذا وعلى كلّ سكان اورشليم وأقطع من هذا المكان بقية البعل اسم الكماريم [«اسماء كهنة الاصنام»،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏] مع الكهنة والساجدين على السطوح لجند السماء والساجدين الحالفين بالرب والحالفين بملكوم والمرتدّين من وراء الرب والذين لم يطلبوا الرب ولا سألوا عنه».‏

      ٧ لقد امتدت يد يهوه على سكان يهوذا وأورشليم.‏ فكان مصمِّما ان يقطع في الموت عبدة البعل،‏ اله الخصب عند الكنعانيين.‏ كانت آلهة محلية متنوعة تُدعى «بعل» لأن عبدتها ظنوا انها تملك نفوذا في اماكن معيَّنة.‏ مثلا،‏ كان هنالك بعل الذي عبده الموآبيون والمديانيون عند جبل فغور.‏ (‏عدد ٢٥:‏١،‏ ٣،‏ ٦‏)‏ وفي كلّ انحاء يهوذا،‏ كان يهوه سيقطع كهنة البعل،‏ وأيضا الكهنة اللاويين غير الامناء الذين انتهكوا شريعة اللّٰه بمشاركتهم في عبادتهم.‏ —‏ خروج ٢٠:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ٨ وكان اللّٰه سيقطع ايضا ‹الساجدين لجند السماء›،‏ كما يبدو،‏ ممارسي التنجيم وعابدي الشمس.‏ (‏٢ ملوك ٢٣:‏١١؛‏ ارميا ١٩:‏١٣؛‏ ٣٢:‏٢٩‏)‏ وكان سيُطلَق عنان السخط الالهي ايضا على الذين يحاولون خلط العبادة الحقة بالدين الباطل ‹بالحلف بيهوه وبملكوم›،‏ الاسم الآخر على الارجح لمولك،‏ كبير آلهة العمّونيين.‏ وقد شملت عبادة مولك ممارسة تقديم الاولاد ذبيحة.‏ —‏ ١ ملوك ١١:‏٥؛‏ ارميا ٣٢:‏٣٥‏.‏

      نهاية العالم المسيحي وشيكة!‏

      ٩ (‏أ)‏ بأيّ امر العالم المسيحي هو مذنب؟‏ (‏ب)‏ علامَ ينبغي ان نصمِّم بعكس سكان يهوذا غير الامناء؟‏

      ٩ يذكِّرنا كلّ ذلك بالعالم المسيحي الغارق في العبادة الباطلة والتنجيم.‏ فالدور الذي لعبه في التضحية بملايين الاشخاص على مذبح الحرب التي يدعمها رجال الدين هو حقا مثير للاشمئزاز.‏ فلا نكن ابدا كسكان يهوذا غير الامناء،‏ الذين ‹ارتدّوا من وراء الرب›،‏ اذ صاروا لامبالين وتوقفوا عن البحث عنه او طلب ارشاده.‏ وبدلا من ذلك،‏ لنحافظ على استقامتنا للّٰه.‏

      ١٠ كيف توضحون الرمز النبوي لصفنيا ١:‏٧‏؟‏

      ١٠ ان كلمات النبي التالية تنطبق على فاعلي السوء الذين كانوا في يهوذا والاشرار في ايامنا.‏ تقول صفنيا ١:‏٧‏:‏ «اسكتْ قدام السيد الرب لأن يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] قريب.‏ لأن الرب قد اعد ذبيحة قدَّس مدعويه».‏ من الواضح ان هؤلاء ‹المدعوين› كانوا اعداء يهوذا الكلدانيين.‏ و ‹الذبيحة› كانت يهوذا نفسها،‏ بما فيها عاصمتها.‏ وهكذا يعلن صفنيا قصد اللّٰه ان يدمِّر اورشليم،‏ وتشير هذه النبوة ايضا الى دمار العالم المسيحي.‏ وإذ يكون يوم دينونة اللّٰه قريبا جدا،‏ فإن كل العالم ينبغي ان ‹يسكتوا قدام السيد الرب› ويسمعوا ما يقوله بواسطة «القطيع الصغير» من أتباع يسوع الممسوحين ورفقائهم ‹خرافه الاخر›.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ فالابادة تنتظر كل الذين لن يسمعوا والذين بذلك يقاومون حكم ملكوت اللّٰه.‏ —‏ مزمور ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      يوم ولولة قريبا!‏

      ١١ ما هو فحوى صفنيا ١:‏٨-‏١١‏؟‏

      ١١ تضيف صفنيا ١:‏٨-‏١١ عن يوم يهوه:‏ «يكون في يوم ذبيحة الرب اني اعاقب الرؤساء [«الامراء»،‏ ع‌ج‏] وبني الملك وجميع اللابسين لباسا غريبا.‏ وفي ذلك اليوم اعاقب كلّ الذين يقفزون من فوق العتبة الذين يملأون بيت سيدهم ظلما وغشًّا.‏ ويكون في ذلك اليوم يقول الرب صوت صراخ من باب السمك وولولة من القسم الثاني وكسر عظيم من الآكام.‏ ولولوا يا سكان مكتيش لأن كلّ شعب كنعان باد.‏ انقطع كلّ الحاملين الفضة».‏

      ١٢ ماذا يعني ان البعض ‹لابسون لباسا غريبا›؟‏

      ١٢ كان سيخلف الملكَ يوشيا يهوأحاز،‏ يهوياقيم،‏ ويهوياكين.‏ ثم كان سيأتي حكم صدقيا،‏ الذي وسمه دمار اورشليم.‏ لكنَّ البعض سعوا كما يبدو الى نيل رضى الامم المجاورة ‹بلبس لباس غريب›،‏ رغم انهم كانوا يواجهون هذه الكارثة.‏ على نحو مشابه،‏ كثيرون اليوم يُظهِرون بطرائق متنوعة انهم ليسوا جزءا من هيئة يهوه.‏ فهم بشكل واضح جزء من هيئة الشيطان وسيُعاقَبون على ذلك.‏

      ١٣ انسجاما مع نبوة صفنيا،‏ ماذا كان سيحدث عندما يهاجم البابليون اورشليم؟‏

      ١٣ يقابل «ذلك اليوم» لحساب يهوذا يوم يهوه لتنفيذ الدينونة في اعدائه،‏ إنهاء الشرّ،‏ وإثبات تفوّقه.‏ وعندما كان البابليون سيهاجمون اورشليم،‏ كان سيأتي صراخ من باب السمك الذي ربما دُعي هكذا لأنه يقع قرب سوق السمك.‏ (‏نحميا ١٣:‏١٦‏)‏ وكانت الحشود البابلية ستدخل الجزء المدعو القسم الثاني،‏ وقد يشير ‹الكسر من الآكام› الى صوت الكلدانيين المقتربين.‏ وكان ‹سيولول› سكان مكتيش،‏ ربما وادي تيروپيون الاعلى.‏ ولماذا كانوا سيولولون؟‏ لأن النشاط التجاري،‏ بما فيه نشاط «الحاملين الفضة»،‏ كان سيتوقف هناك.‏

      ١٤ الى ايّ حدّ سيكون شاملا فحص اللّٰه للذين يدّعون انهم عبّاده؟‏

      ١٤ وإلى ايّ حدّ سيكون شاملا فحص يهوه للذين يدَّعون انهم عبّاده؟‏ تتابع النبوة:‏ «يكون في ذلك الوقت اني افتِّش اورشليم بالسُّرُج وأعاقب الرجال الجامدين على دُرديّهم [«عَكَرهم»،‏ الترجمة اليسوعية‏] القائلين في قلوبهم ان الرب لا يُحسِن ولا يُسيء.‏ فتكون ثروتهم غنيمة وبيوتهم خرابا ويبنون بيوتا ولا يسكنونها ويغرسون كروما ولا يشربون خمرها».‏ —‏ صفنيا ١:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٥ (‏أ)‏ ماذا كان سيحدث للكهنة المرتدين في اورشليم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يكمن امام ممارسي الدين الباطل العصريين؟‏

      ١٥ كان كهنة اورشليم المرتدون يخلطون عبادة يهوه بالعبادة الباطلة.‏ ورغم انهم شعروا بالامان،‏ فإن يهوه كان سيفتِّش عنهم كما لو انه بسُرُج ساطعة تخترق الظلام الروحي الذي اتَّخذوه ملجأ لهم.‏ فلا احد كان سيُفلِت من إعلان وتنفيذ الدينونة الالهية.‏ وهؤلاء المرتدون الراضون عن انفسهم قد استقروا كالعَكَر في قعر الخابية.‏ فهم لم يريدوا ان يزعجهم ايّ إعلان عن التدخل الالهي في الشؤون البشرية،‏ لكنهم لم يكونوا ليُفلِتوا من تنفيذ دينونة اللّٰه فيهم.‏ كذلك ايضا لن يُفلِت ممارسو الدين الباطل العصريون،‏ بمن فيهم اعضاء العالم المسيحي والذين ارتَّدوا عن عبادة يهوه.‏ فإذ ينكرون ان هذه هي «الايام الاخيرة»،‏ يقولون في قلوبهم:‏ «الربُّ لا يُحسِن ولا يسيء».‏ ولكن كم هم مخطئون!‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤،‏ ١٠‏.‏

      ١٦ ماذا كان سيحدث عند تنفيذ الدينونة الالهية في يهوذا،‏ وكيف ينبغي ان تؤثر فينا معرفة ذلك؟‏

      ١٦ لقد حُذِّر المرتدون في يهوذا ان البابليين سيأخذون ثروتهم غنيمة،‏ يخرِّبون بيوتهم،‏ ويأخذون ثمار كرومهم.‏ وكانت الامور المادية ستصير عديمة القيمة عندما تُنفَّذ الدينونة الالهية في يهوذا.‏ وسيصحّ الامر نفسه عندما يأتي يوم دينونة يهوه على نظام الاشياء الحاضر.‏ فلتكن لدينا نظرة روحية و ‹لندَّخر كنوزا في السماء› بإبقاء خدمة يهوه اولا في حياتنا!‏ —‏ متى ٦:‏١٩-‏٢١،‏ ٣٣‏.‏

      ‏«قريب يوم يهوه العظيم»‏

      ١٧ الى ايّ حدّ قريب هو يوم دينونة يهوه بحسب صفنيا ١:‏١٤-‏١٦‏؟‏

      ١٧ الى ايّ حدّ هو قريب يوم دينونة يهوه؟‏ بحسب صفنيا ١:‏١٤-‏١٦‏،‏ يعطي اللّٰه هذا التأكيد:‏ «قريب يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] العظيم قريب وسريع جدا.‏ صوت يوم الرب [«يهوه مرٌّ»،‏ ع‌ج‏].‏ يصرخ حينئذ الجبار مرًّا.‏ ذلك اليوم يوم سخط يوم ضيق وشدة يوم خراب ودمار يوم ظلام وقتام يوم سحاب وضباب يوم بوق وهتاف على المدن المحصنة وعلى الشُّرُف الرفيعة [«بروج الزوايا الشامخة»،‏ ي‌ج‏]».‏

      ١٨ لماذا لا ينبغي ان نستنتج ان يوم دينونة يهوه بعيد جدا؟‏

      ١٨ عُرِّف كهنة يهوذا وأمراؤها وشعبها الخطاة ان ‹يوم يهوه العظيم قريب›.‏ وكان ‹يوم يهوه سريعا جدا› على يهوذا.‏ وعلى نحو مماثل في ايامنا،‏ لا يظنّ احد ان تنفيذ يهوه للدينونة في الاشرار سيكون في المستقبل البعيد.‏ فكما اتَّخذ اللّٰه الاجراء بسرعة في يهوذا،‏ سيكون يوم دينونته ‹سريعا›.‏ (‏كشف ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ فكم سيكون وقتا مرًّا لكلّ الذين يتجاهلون تحذيرات يهوه التي يعلنها شهوده والذين لا يعتنقون العبادة الحقة!‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ ماذا كانت بعض اوجه الاعراب عن سخط اللّٰه على يهوذا وأورشليم؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤالين ينشأان،‏ نظرا الى الهلاك الانتقائي الذي يواجه نظام الاشياء هذا؟‏

      ١٩ كان التعبير عن سخط اللّٰه على يهوذا وأورشليم «يوم ضيق وشدة».‏ فقد سبَّب الغزاة البابليون آلاما كثيرة لسكان يهوذا،‏ بما في ذلك العذاب العقليّ في وجه الموت والهلاك.‏ وكان ‹يوم الخراب والدمار› هذا يوم ظلام وسحاب وضباب،‏ ربما ليس مجازيا فقط بل حرفيا ايضا لأن الدخان والاشلاء كانت في كلّ مكان.‏ لقد كان «يوم بوق وهتاف»،‏ لكنَّ التحذيرات لم تُجدِ نفعا.‏

      ٢٠ وكان رقباء اورشليم عاجزين فيما كانت كباش البابليين تدكّ «بُروج الزوايا الشامخة».‏ وفي نظام الاشياء الشرير الحاضر،‏ ستكون الحصون عديمة الجدوى في وجه الاسلحة في ترسانة اللّٰه السماوية،‏ الجاهزة ليستخدمها في بداية الهلاك الانتقائي.‏ فهل ترجون النجاة؟‏ هل اتَّخذتم موقفا ثابتا الى جانب يهوه الذي ‹يحفظ كلّ محبيه ويُهلِك جميع الاشرار›؟‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏٢٠‏.‏

      ٢١،‏ ٢٢ كيف ستتم صفنيا ١:‏١٧،‏ ١٨ في ايامنا؟‏

      ٢١ فما أرهب يوم الدينونة المنبأ به في صفنيا ١:‏١٧،‏ ١٨‏!‏ يقول يهوه اللّٰه:‏ «أضايق الناس فيمشون كالعمي لأنهم اخطأوا الى الرب فيُسفَح دمهم كالتراب ولحمهم كالجِلة.‏ لا فضتهم ولا ذهبهم يستطيع انقاذهم في يوم غضب الرب [«يهوه،‏ ع‌ج‏] بل بنار غيرته تؤكل الارض كلّها.‏ لأنه يصنع فناء باغتا لكلّ سكان الارض».‏

      ٢٢ فتماما كما فعل يهوه في ايام صفنيا،‏ سيضايق قريبا «كل سكان الارض» الذين يرفضون الاصغاء الى تحذيره.‏ فلأنهم يخطئون الى اللّٰه،‏ سيمشون عاجزين كالعمي،‏ غير قادرين على ايجاد الخلاص.‏ وفي يوم دينونة يهوه،‏ «يُسفَح دمهم كالتراب»،‏ كشيء عديم القيمة.‏ ونهايتهم ستكون مخزية حقا،‏ لأن اللّٰه سيبعثر جثث —‏ حتى احشاء —‏ هؤلاء الاشرار على وجه الارض،‏ «كالجِلَّة».‏

      ٢٣ رغم ان فاعلي السوء لن يُفلِتوا من «يوم غضب يهوه»،‏ ايّ رجاء تقدِّمه نبوة صفنيا؟‏

      ٢٣ ولا احد يستطيع ان يخلِّص الذين يحاربون اللّٰه وشعبه.‏ فلا الفضة ولا الذهب استطاعا إنقاذ فاعلي السوء في يهوذا،‏ تماما كما ان الثروة المجمَّعة والرُّشى لن تزوِّد الحماية او النجاة ‹في يوم غضب يهوه› على العالم المسيحي وباقي نظام الاشياء هذا.‏ وفي يوم الدينونة هذا،‏ «تؤكَل الارض كلّها» بنار غيرة اللّٰه فيما يفني الاشرار.‏ ولأننا نثقُ بكلمة اللّٰه النبوية،‏ نحن مقتنعون اننا صرنا متوغلين في «وقت النهاية».‏ (‏دانيال ١٢:‏٤‏)‏ ويوم دينونة يهوه قريب،‏ وسينتقم قريبا من اعدائه.‏ لكنَّ نبوة صفنيا تقدِّم رجاء بالانقاذ.‏ فما هو المطلوب لكي نُستَر في يوم سخط يهوه؟‏

  • اطلبوا يهوه قبل مجيء يوم سخطه
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • اطلبوا يهوه قبل مجيء يوم سخطه

      ‏«اطلبوا الرب .‏ .‏ .‏ اطلبوا البر.‏ اطلبوا التواضع.‏ لعلكم تُسترون في يوم سخط الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏]».‏ —‏ صفنيا ٢:‏٣‏.‏

      ١ كيف كانت الحالة الروحية في يهوذا عندما ابتدأ صفنيا عمله كنبي؟‏

      ابتدأ صفنيا عمله كنبي في وقت حرج من تاريخ يهوذا.‏ فقد كانت الحالة الروحية للامة منحطة كثيرا.‏ وكان الشعب يلتفتون الى الكهنة الوثنيين والمنجِّمين طلبا للارشاد،‏ بدلا من الثقة بيهوه اللّٰه.‏ وكانت عبادة البعل،‏ بما فيها من شعائر خصب،‏ متفشية في الارض.‏ وكان القادة المدنيون —‏ الامراء والنبلاء والقضاة —‏ يظلمون الذين كان من المتوقَّع ان يحموهم.‏ (‏صفنيا ١:‏٩؛‏ ٣:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ فلا عجب ان يهوه قرَّر ان ‹يمدّ يده› على يهوذا وأورشليم ليدمِّرهما!‏ —‏ صفنيا ١:‏٤‏.‏

      ٢ ايّ رجاء كان هنالك لخدام اللّٰه الامناء في يهوذا؟‏

      ٢ ولكن رغمَ الحالة السيئة،‏ كان هنالك بصيص امل.‏ فقد اعتلى العرش يوشيا بن آمون.‏ ورغم انه كان بعد غلاما،‏ فقد احب يهوه محبة خالصة.‏ فإذا ردّ الملك الجديد العبادة النقية في يهوذا،‏ فكم سيتشجَّع القليلون الذين كانوا يخدمون اللّٰه بأمانة!‏ وقد يندفع آخرون الى الانضمام اليهم فيُحفَظون في يوم سخط يهوه.‏

      مطالب من اجل الحفظ

      ٣،‏ ٤ ما هي المطالب الثلاثة التي يجب ان يبلغها المرء لكي ينجو في «يوم سخط يهوه»؟‏

      ٣ هل يمكن حقا لبعض الاشخاص ان ينجوا في يوم سخط يهوه؟‏ نعم،‏ شرط ان يبلغوا المطالب الثلاثة الموجودة في صفنيا ٢:‏٢،‏ ٣‏.‏ فلننتبه انتباها خصوصيا لهذه المطالب ونحن نقرأ هذه الاعداد.‏ كتب صفنيا:‏ «قبل ولادة القضاء.‏ كالعُصافة عبَر اليوم.‏ قبل ان يأتي عليكم حُمُوّ غضب الرب قبل ان يأتي عليكم يوم سخط الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏].‏ اطلبوا الرب يا جميع بائسي [«ودعاء»،‏ الترجمة اليسوعية‏] الارض الذين فعلوا حكمه.‏ اطلبوا البر.‏ اطلبوا التواضع.‏ لعلَّكم تُستَرون في يوم سخط الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏]».‏

      ٤ فلكي يُحفَظ المرء يجب (‏١)‏ ان يطلب يهوه،‏ (‏٢)‏ ان يطلب البرّ،‏ و (‏٣)‏ ان يطلب التواضع.‏ ولهذه المطالب اهمية عظمى لنا اليوم.‏ ولماذا؟‏ لأن امم العالم المسيحي،‏ وفي الواقع كلّ الاشرار،‏ يتَّجهون الى تصفية حساب مع يهوه اللّٰه عند مجيء ‹الضيق العظيم›،‏ تماما كما واجهت يهوذا وأورشليم يوم حساب في القرن السابع قبل الميلاد.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ فكلّ مَن يريد ان يُستَر في ذلك الوقت يجب ان يتَّخذ اجراء حاسما الآن.‏ وكيف ذلك؟‏ بطلب يهوه،‏ طلب البرّ،‏ وطلب التواضع قبل فوات الاوان!‏

      ٥ ماذا يشمل ‹طلب يهوه› اليوم؟‏

      ٥ قد تقولون:‏ ‹انا خادم للّٰه منتذر ومعتمد،‏ واحد من شهود يهوه.‏ أمَا سبقت فبلغت هذه المطالب؟‏›.‏ في الواقع،‏ يشمل الامر اكثر من نذر انفسنا ليهوه.‏ فقد كانت اسرائيل امة منتذرة،‏ ولكن في ايام صفنيا لم يكن شعب يهوذا يعيشون وفق انتذارهم.‏ لذلك نُبذَت الامة.‏ ‹فطلب يهوه› اليوم يشمل تنمية علاقة شخصية حميمة به والمحافظة عليها ضمن هيئته الارضية.‏ ويعني ذلك معرفة نظرته الى الامور وشعوره تجاهها.‏ ونحن نطلب يهوه عندما ندرس كلمته باجتهاد،‏ نتأمل فيها،‏ ونطبِّق مشورتها في حياتنا.‏ وإذ نطلب ايضا إرشاد يهوه في الصلاة الحارة ونتبع قيادة روحه القدس،‏ تصير علاقتنا به اقوى ونندفع الى خدمته ‹من كلّ قلبنا ونفسنا وقوتنا›.‏ —‏ تثنية ٦:‏٥؛‏ غلاطية ٥:‏٢٢-‏٢٥؛‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧؛‏ كشف ٤:‏١١‏.‏

      ٦ كيف ‹نطلب البر›،‏ ولماذا ذلك ممكن حتى في هذا العالم؟‏

      ٦ والمطلب الثاني المذكور في صفنيا ٢:‏٣ هو ‹طلب البرّ›.‏ لقد قام معظمنا بتغييرات مهمة لكي نصير مؤهلين للمعمودية المسيحية،‏ ولكن يجب ان نستمر في دعم مقاييس اللّٰه البارة على مدى حياتنا.‏ فبعض الذين ابتدأوا جيدا في هذا المجال سمحوا للعالم بأن يلوِّثهم.‏ فليس من السهل دائما طلب البرّ لأننا محاطون بأشخاص يعتبرون الفساد الادبي الجنسي،‏ الكذب،‏ والخطايا الاخرى امورا عادية.‏ لكنَّ الرغبة القوية في إرضاء يهوه يمكن ان تغلب ايّ ميل الى طلب رضى العالم بمحاولة الاندماج فيه.‏ فقد خسرت يهوذا رضى اللّٰه بسبب تقليدها للامم المجاورة الشريرة.‏ فبدلا من الاقتداء بالعالم،‏ ‹لنقتد باللّٰه›،‏ منمّين «الشخصية الجديدة التي خُلقَت بحسب مشيئة اللّٰه في البرّ والولاء الحقيقيَّين».‏ —‏ افسس ٤:‏٢٤؛‏ ٥:‏١‏.‏

      ٧ كيف ‹نطلب التواضع›؟‏

      ٧ والنقطة الثالثة المذكورة في صفنيا ٢:‏٣ هي انه يجب ان ‹نطلب التواضع› اذا اردنا ان نُستَر في يوم سخط يهوه.‏ فكلّ يوم نلتقي رجالا ونساء وأحداثا ينقصهم التواضع.‏ فهم يعتقدون ان الوداعة صفة مَعيبة.‏ ويعتبرون الخضوع ضعفا خطيرا.‏ وهم متطلبون وأنانيون وعنيدون،‏ ويعتبرون انه يجب الحصول على «حقوقهم» وخياراتهم الشخصية مهما كان الثمن.‏ انه لأمر مؤسف اذا اثَّر فينا بعض هذه المواقف!‏ الآن هو الوقت ‹لطلب التواضع›.‏ كيف؟‏ بالخضوع للّٰه،‏ اذ نقبل بتواضع تأديبه ونعمل وفق مشيئته.‏

      لماذا «لعلّكم» تُستَرون؟‏

      ٨ علامَ يدل استعمال كلمة «لعلّ» في صفنيا ٢:‏٣‏؟‏

      ٨ لاحظوا ان صفنيا ٢:‏٣ تقول:‏ «لعلَّكم تُستَرون في يوم سخط الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏]».‏ فلماذا استُعملت كلمة «لعلَّكم» عند مخاطبة «ودعاء الارض»؟‏ صحيح ان هؤلاء الودعاء اتَّخذوا خطوات ايجابية،‏ إلا انه لا مجال للثقة بالنفس.‏ فهم لم يكونوا قد وصلوا بعد الى نهاية حياتهم بأمانة.‏ فكان من المحتمل ان يسقط بعض منهم في الخطية.‏ ويصحّ الامر نفسه فينا.‏ فقد قال يسوع:‏ «الذي يحتمل الى النهاية هو يخلص».‏ (‏متى ٢٤:‏١٣‏)‏ نعم،‏ ان الخلاص في يوم سخط يهوه يعتمد على استمرارنا في فعل ما هو صواب في عينيه.‏ فهل هذا هو ما تعقدون العزم عليه؟‏

      ٩ اية خطوات مستقيمة اتَّخذها الملك الشاب يوشيا؟‏

      ٩ يبدو ان الملك يوشيا اندفع الى ‹طلب يهوه›،‏ تجاوبا مع كلمات صفنيا.‏ تقول الاسفار المقدسة:‏ «في السنة الثامنة من ملكه اذ كان [يوشيا] بعد فتى [نحو ١٦ سنة] ابتدأ يطلب اله داود ابيه».‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٤:‏٣‏)‏ وقد استمر يوشيا ايضا في ‹طلب البرّ›،‏ لأننا نقرأ:‏ «في السنة الثانية عشرة [عندما كان يوشيا في الـ‍ ٢٠ من عمره تقريبا] ابتدأ يطهِّر يهوذا وأورشليم من المرتفعات والسَّواري والتماثيل والمسبوكات.‏ وهدموا امامه مذابح البعليم».‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ وقد ‹طلب التواضع› ايضا،‏ اذ عمل بتواضع لإرضاء يهوه بتطهير الارض من الصنمية والممارسات الدينية الباطلة الاخرى.‏ فكم ابتهج دون شك المتواضعون الآخرون بهذه التطورات!‏

      ١٠ ماذا حدث في يهوذا سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ ولكن مَن هم الذين نجوا؟‏

      ١٠ رجع كثيرون من اليهود الى يهوه خلال حكم يوشيا.‏ ولكن بعد موت الملك،‏ رجعت الغالبية الى طرقهم السابقة،‏ الى ممارسات لا يرضى عنها اللّٰه البتة.‏ وكما كان اللّٰه قد قضى،‏ غزا البابليون يهوذا ودمَّروا عاصمتها اورشليم،‏ في سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ ولكن،‏ لم يُهلَك الجميع.‏ فقد سُتِر النبي ارميا،‏ عبد ملك الكوشي،‏ المتحدِّرون من يوناداب،‏ وأشخاص آخرون امناء للّٰه في «يوم سخط يهوه».‏ —‏ ارميا ٣٥:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ٣٩:‏١١،‏ ١٢،‏١٥-‏١٨‏.‏

      انتبهوا يا اعداء اللّٰه!‏

      ١١ لماذا البقاء امناء للّٰه اليوم يشكِّل تحديا،‏ ولكن في ماذا يحسن بأعداء شعب يهوه ان يتأملوا؟‏

      ١١ فيما ننتظر يوم سخط يهوه على هذا النظام الشرير،‏ ‹نواجه محنا متنوعة›.‏ (‏يعقوب ١:‏٢‏)‏ ففي عدد من البلدان التي تدَّعي انها تقدِّر حرية العبادة،‏ يستخدم رجال الدين الماكرون نفوذهم لدى السلطات الدنيوية لاضطهاد شعب اللّٰه اضطهادا وحشيا.‏ والناس العديمو الضمير يفترون على شهود يهوه،‏ مصنِّفينهم انهم «بدعة خطرة».‏ واللّٰه يعرف اعمالهم التي لن يُفلِت فاعلوها من العقاب.‏ ويفعل حسنا اعداؤه إنْ تأملوا في ما حدث لأعداء شعبه قديما مثل الفلسطيِّين.‏ تقول النبوة:‏ «لأن غزة تكون متروكة وأشقلون للخراب.‏ أشدود عند الظهيرة يطردونها وعقرون تُستأصَل».‏ كانت المدن الفلسطيَّة غزة وأشقلون وأشدود وعقرون ستُخرَّب كليًّا.‏ —‏ صفنيا ٢:‏٤-‏٧‏.‏

      ١٢ ماذا حدث لفلسطيَة وموآب وعمون؟‏

      ١٢ تتابع النبوة قائلة:‏ «قد سمعت تعيير موآب وتجاديف بني عمون التي بها عيَّروا شعبي وتعظَّموا على تخمهم».‏ (‏صفنيا ٢:‏٨‏)‏ صحيح ان مصر وكوش كابدتا الغزو على ايدي البابليين،‏ ولكن ماذا كانت دينونة يهوه على موآب وعمون،‏ وهما امتان متحدرتان من لوط،‏ ابن اخي ابراهيم؟‏ انبأ يهوه:‏ «موآب تكون كسدوم وبنو عمون كعمورة».‏ فبعكس ابنتي لوط اللتين نجتا من دمار سدوم وعمورة،‏ لم تكن لتُستَر موآب وعمون المتكبرتان المتحدِّرتان منهما من احكام اللّٰه.‏ (‏صفنيا ٢:‏٩-‏١٢؛‏ تكوين ١٩:‏١٦،‏ ٢٣-‏٢٦،‏ ٣٦-‏٣٨‏)‏ فأين هي اليوم امة فلسطيَة مع مدنها؟‏ وماذا عن موآب وعمون اللتين كانتا متكبرتين؟‏ مهما بحثتم،‏ فلن تجدوها.‏

      ١٣ ايّ اكتشاف اثري وُجد في نينوى؟‏

      ١٣ في ايام صفنيا،‏ كانت الامبراطورية الاشّورية في أوج مجدها.‏ كتب عالم الآثار اوستن هنري لايارد،‏ واصفا جزءا لبلاط ملكي كشف النقاب عنه في العاصمة الاشّورية نينوى:‏ «كانت السقوف .‏ .‏ .‏ مقسَّمة الى اجزاء مربَّعة،‏ مرسوم عليها زهور او اشكال حيوانات.‏ وكان بعضها مطعَّما بالعاج،‏ وكان كلّ جزء محاطا بحواش وأفاريز رائعة.‏ وربما كانت العوارض،‏ وجوانب الحجرات ايضا،‏ مزخرفة او حتى مطلية بالذهب والفضة؛‏ وكانت الاخشاب النادرة،‏ والارز بارز فيها،‏ تُستخدَم في المصنوعات الخشبية».‏ لكنَّ اشّور كانت ستُدمَّر وعاصمتها نينوى كانت ستصير «خرابا»،‏ كما انبأت نبوة صفنيا.‏ —‏ صفنيا ٢:‏١٣‏.‏

      ١٤ كيف تمت نبوة صفنيا في نينوى؟‏

      ١٤ بعدما تفوَّه صفنيا بهذه النبوة بـ‍ ١٥ سنة فقط،‏ دُمِّرت نينوى الجبارة،‏ وصار بلاطها الملكي رَدْما.‏ نعم،‏ ان هذه المدينة المتكبرة خربت كليًّا.‏ وقد أُنبئ بمدى الخراب بشكل حيّ في هذه الكلمات:‏ «القُوق ايضا والقنفذ يأويان الى تيجان عُمُدها [الخربة].‏ صوت ينعب في الكوى.‏ خراب على الاعتاب».‏ (‏صفنيا ٢:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ ان ابنية نينوى الفخمة لن تصلح إلا لتكون سكنى للقنفذ والقُوق.‏ وستختفي من شوارع المدينة الاصوات الصادرة عن الحركة التجارية،‏ صرخات المحاربين،‏ وتراتيل الكهنة.‏ ولن يُسمَع في تلك الشوارع التي كانت ناشطة في ما مضى إلا صوت غريب يغني في الكوى،‏ ربما صوت أغرودة طائر حزينة او صوت عزف الريح.‏ وعلى نحو مماثل،‏ فليهلك كلّ اعداء اللّٰه!‏

      ١٥ ماذا يمكن تعلمه مما حدث لفلسطيَة وموآب وعمون وأشّور؟‏

      ١٥ وماذا نتعلم مما حدث لفلسطيَة وموآب وعمون وأشّور؟‏ نتعلمُ هذا الدرس:‏ ما من سبب يجعلنا نحن خدام يهوه نخاف من اعدائنا.‏ فاللّٰه يرى ما يفعله مقاومو شعبه.‏ فقد اتَّخذ الاجراء ضدّ اعدائه في الماضي،‏ وأحكامه ستأتي على المسكونة بأسرها اليوم ايضا.‏ ولكن سيكون هنالك ناجون —‏ ‹جمع كثير من كلّ الامم›.‏ (‏كشف ٧:‏٩‏)‏ وقد تكونون بينهم —‏ فقط اذا استمررتم في طلب يهوه،‏ طلب البرّ،‏ وطلب التواضع.‏

      الويل لفاعلي السوء المتفاخرين!‏

      ١٦ ماذا قالت نبوة صفنيا عن الامراء والقادة الدينيين في يهوذا،‏ ولماذا تلائم هذه الكلمات العالم المسيحي؟‏

      ١٦ تركِّز نبوة صفنيا مجددا على يهوذا وأورشليم.‏ تقول صفنيا ٣:‏١،‏ ٢‏:‏ «ويل للمتمرِّدة المنجَّسة المدينة الجائرة.‏ لم تسمع الصوت.‏ لم تقبل التأديب.‏ لم تتكل على الرب.‏ لم تتقرَّب الى الهها».‏ فكم من المحزن ان جهود يهوه لتأديب شعبه لم يُكترث بها!‏ مؤسفة حقا هي قساوة الامراء والنبلاء والقضاة.‏ وقد شجب صفنيا ايضا وقاحة القادة الدينيين،‏ قائلا:‏ «انبياؤها متفاخرون اهل غدرات.‏ كهنتها نجَّسوا القدس خالفوا الشريعة».‏ (‏صفنيا ٣:‏٣،‏ ٤‏)‏ وكم تلائم هذه الكلمات حالة انبياء وكهنة العالم المسيحي اليوم!‏ فقد حذفوا بتفاخر الاسم الالهي من ترجمات كتبهم المقدسة وعلَّموا عقائد تسيء تمثيل الاله الذي يدَّعون عبادته.‏

      ١٧ لماذا يجب ان نواصل إعلان البشارة،‏ سواء سمع الناس ام لم يسمعوا؟‏

      ١٧ باهتمام،‏ حذَّر يهوه شعبه القديم من الاجراء الذي كان سيتَّخذه.‏ فأرسل خدَّامه الانبياء —‏ بمن فيهم صفنيا وإرميا وغيرهما —‏ لحثّ الشعب على التوبة.‏ نعم،‏ ان ‹يهوه .‏ .‏ .‏ لم يفعل ظلما.‏ غداة غداة أبرز حكمه الى النور لم يتعذر›.‏ وأيّ تجاوب لقيه؟‏ قال صفنيا ان ‹الظالم لم يعرف الخزي›.‏ (‏صفنيا ٣:‏٥‏)‏ واليوم يجري اعلان تحذير مماثل.‏ فإذا كنتم ناشرا للبشارة،‏ فأنتم تشتركون في عمل التحذير هذا.‏ فواصلوا إعلان البشارة بلا انقطاع!‏ وسواء سمع الناس أم لم يسمعوا،‏ فيهوه يعتبر خدمتكم ناجحة ما دمتم تقومون بها بأمانة؛‏ فلستم مضطرين ان تشعروا بالخزي وأنتم تقومون بعمل اللّٰه بغيرة.‏

      ١٨ كيف ستتم صفنيا ٣:‏٦‏؟‏

      ١٨ ان تنفيذ دينونة يهوه لن يقتصر على تدمير العالم المسيحي.‏ فيهوه يوسِّع تحذيره ليشمل كلّ الامم:‏ «قطعتُ امما خرَّبتُ شرفاتهم أقفرتُ اسواقهم بلا عابر.‏ دُمِّرَت مدنهم».‏ (‏صفنيا ٣:‏٦‏)‏ وهذه الكلمات جديرة بالثقة حتى ان يهوه يتكلم عن الدمار وكأنه سبق أن حدث.‏ فماذا حصل لمدن فلسطيَة وموآب وعمون؟‏ وماذا عن عاصمة اشّور،‏ نينوى؟‏ ان دمارها هو عبرة للامم اليوم.‏ فاللّٰه لا يُسخَر منه.‏

      داوموا على طلب يهوه

      ١٩ اية اسئلة مثيرة للتفكير قد نطرحها؟‏

      ١٩ في ايام صفنيا،‏ أُطلق عنان سخط يهوه على الاشرار الذين «افسدوا جميع اعمالهم».‏ (‏صفنيا ٣:‏٧‏)‏ والامر نفسه سيحدث في ايامنا.‏ فهل ترون الادلة ان يوم سخط يهوه قريب؟‏ هل تستمرون في ‹طلب يهوه› بقراءة كلمته قانونيا —‏ يوميا؟‏ هل ‹تطلبون البرّ› بالعيش حياة نظيفة ادبيا منسجمة مع مقاييس اللّٰه؟‏ وهل ‹تطلبون التواضع› بالاعراب عن موقف التواضع والخضوع للّٰه وترتيباته للخلاص؟‏

      ٢٠ ايّ سؤالين سنعالجهما في المقالة الاخيرة من هذه السلسلة عن نبوة صفنيا؟‏

      ٢٠ اذا داومنا على طلب يهوه والبرّ والتواضع،‏ يمكن ان نتوقع التمتع ببركات سخية الآن.‏ نعم،‏ حتى في هذه «الايام الاخيرة» التي تمتحن الايمان.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥؛‏ امثال ١٠:‏٢٢‏)‏ ولكن قد نسأل على الارجح:‏ ‹كيف نُبارَك نحن خدام يهوه العصريين اليوم؟‏ وأية بركات مستقبلية تضعها نبوة صفنيا امام الذين سيُستَرون في يوم سخط يهوه المقترب بسرعة؟‏›.‏

  • شعب يهوه المسترَدّ يسبِّحه حول الارض
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • شعب يهوه المسترَدّ يسبِّحه حول الارض

      ‏«احوِّل الشعوب الى شفة [«لغة»،‏ ع‌ج‏] نقية ليدعوا كلهم باسم الرب».‏ —‏ صفنيا ٣:‏٩‏.‏

      ١ لماذا تمت رسائل هلاك في يهوذا وأمم اخرى؟‏

      ما اقوى رسائل الدينونة التي اوحى يهوه الى صفنيا ان ينقلها!‏ وقد تمت كلمات الهلاك هذه في امة يهوذا وعاصمتها اورشليم لأن القادة والشعب ككلّ لم يفعلوا مشيئة يهوه.‏ وكان غضب اللّٰه سيأتي ايضا على امم مجاورة مثل فلسطيَة وموآب وعمون.‏ ولماذا؟‏ بسبب مقاومتها الشرسة التي دامت قرونا لشعب يهوه.‏ ولهذا السبب عينه،‏ كانت الدولة العالمية اشّور ستُدمَّر ولا يُعاد بناؤها.‏

      ٢ إلى مَن كما يبدو وُجِّهت الكلمات في صفنيا ٣:‏٨‏؟‏

      ٢ ولكن كان هنالك بعض ذوي الميول الصائبة في يهوذا القديمة.‏ فقد كانوا يتوقون الى تنفيذ الدينونة الالهية في الاشرار،‏ وإليهم كما يبدو وُجِّهَت هذه الكلمات:‏ «انتظروني يقول الرب الى يوم اقوم الى السلب لأن حكمي هو بجمع الامم وحشْر الممالك لأصبّ عليهم سخطي كلّ حُمُوّ غضبي لأنه بنار غيرتي تؤكل كلّ الارض».‏ —‏ صفنيا ٣:‏٨‏.‏

      ‏«لغة نقية» لمَن؟‏

      ٣ اية رسالة رجاء أُوحي الى صفنيا ان ينقلها؟‏

      ٣ نعم،‏ لقد نقل صفنيا رسائل يهوه للهلاك.‏ ولكن أُوحي الى النبي ان ينقل ايضا رسالة رجاء رائعة،‏ رسالة كانت ستعزي جدا الذين ظلّوا امناء ليهوه.‏ فقد اعلن يهوه اللّٰه كما هو مسجَّل في صفنيا ٣:‏٩‏:‏ «حينئذ احوِّل الشعوب الى شفة [«لغة»،‏ ع‌ج‏] نقية ليَدْعوا كلّهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة».‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ ماذا كان سيحدث للاشرار؟‏ (‏ب)‏ مَن هم الذين كانوا سيستفيدون من ذلك،‏ ولماذا؟‏

      ٤ كان هنالك اشخاص لم يُعطَوا اللغة النقية.‏ فالنبوة تذكر هؤلاء قائلة:‏ «أنزع من وسطك مبتهجي كبريائك».‏ (‏صفنيا ٣:‏١١‏)‏ فالمتكبرون الذين ازدروا بشرائع اللّٰه وعملوا الشرّ كانوا سيُنزَعون.‏ ومَن كانوا سيستفيدون من ذلك؟‏ تقول صفنيا ٣:‏١٢،‏ ١٣‏:‏ «أُبقي [انا يهوه] في وسطك شعبا بائسا [«وديعا»،‏ الترجمة اليسوعية‏] ومسكينا فيتوكَّلون على اسم الرب.‏ بقية اسرائيل لا يفعلون إثما ولا يتكلمون بالكذب ولا يوجد في افواههم لسان غشّ لأنهم يَرعون ويربضون ولا مُخيف».‏

      ٥ ان بقية امينة في يهوذا القديمة كانت ستستفيد.‏ ولماذا؟‏ لأنهم عملوا بانسجام مع هذه الكلمات:‏ «اطلبوا الرب يا جميع بائسي [«ودعاء»،‏ يس‏] الارض الذين فعلوا حكمه.‏ اطلبوا البرّ.‏ اطلبوا التواضع.‏ لعلَّكم تُستَرون في يوم سخط الرب».‏ —‏ صفنيا ٢:‏٣‏.‏

      ٦ ماذا حدث في الاتمام الاول لنبوة صفنيا؟‏

      ٦ في الاتمام الاول لنبوة صفنيا،‏ عاقب اللّٰه يهوذا الخائنة بالسماح للدولة العالمية البابلية بأن تقهرها وتأخذ شعبها الى الاسر سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ وقد نجا البعض،‏ بمن فيهم النبي ارميا،‏ وظلّ آخرون امناء ليهوه في الاسر.‏ ثم في سنة ٥٣٩ ق‌م،‏ هُزمَت بابل على ايدي الماديين والفرس بقيادة الملك كورش.‏ وبعد نحو سنتين،‏ اصدر كورش مرسوما سمح فيه لبقية من اليهود بالعودة الى موطنهم.‏ وبعد مدة،‏ أُعيد بناء هيكل اورشليم،‏ وأُعيد الكهنوت لإرشاد الشعب في الشريعة.‏ (‏ملاخي ٢:‏٧‏)‏ وهكذا،‏ جعل يهوه البقية المُسترَدة تزدهر —‏ ما داموا امناء له.‏

      ٧،‏ ٨ على من انطبقت الكلمات النبوية في صفنيا ٣:‏١٤-‏١٧‏،‏ ولماذا تجيبون هكذا؟‏

      ٧ انبأ صفنيا عن الذين سيتمتعون بالردّ:‏ «ترنّمي يا ابنة صهيون اهتف يا اسرائيل افرحي وابتهجي بكلّ قلبك يا ابنة اورشليم.‏ قد نزع الرب الاقضية عليك ازال عدوّك.‏ ملك اسرائيل الرب في وسطك.‏ لا تنظرين بعد شرًّا.‏ في ذلك اليوم يُقال لأورشليم لا تخافي يا صهيون لا ترتخِ يداك.‏ الرب الهكِ في وسطك جبَّار.‏ يخلِّص.‏ يبتهج بكِ فرحا.‏ يسكت في محبته.‏ يبتهج بكِ بترنّم».‏ —‏ صفنيا ٣:‏١٤-‏١٧‏.‏

      ٨ اشارت هذه الكلمات النبوية الى البقية التي جُمعَت من الاسر البابلي وجُلبَت الى موطنها.‏ وهذا ما توضحه صفنيا ٣:‏١٨-‏٢٠‏،‏ حيث نقرأ:‏ «أجمع [انا يهوه] المحزونين على الموسم.‏ كانوا منكِ.‏ حاملين عليها العار.‏ هأنذا في ذلك اليوم اعامل كلّ مُذلِّليكِ وأخلِّص الظالعة وأجمع المنفيّة وأجعلهم تسبيحة واسما في كلّ ارض خزيهم.‏ في الوقت الذي فيه آتي بكم وفي وقت جمعي اياكم.‏ لأني أصيِّركم اسما وتسبيحة في شعوب الارض كلّها حين أردّ مسبييكم قدام اعينكم قال الرب».‏

      ٩ كيف صنع يهوه اسما لنفسه في ما يتعلق بيهوذا؟‏

      ٩ تخيَّلوا صدمة الامم المجاورة الذين كانوا اعداء لشعب اللّٰه!‏ فسكان يهوذا كانت قد اخذتهم بابل الجبارة الى الاسر،‏ دون امل ظاهر بالتحرر،‏ وأرضهم قد صارت خرابا.‏ ولكن بقدرة اللّٰه،‏ جرى ردّهم الى موطنهم بعد ٧٠ سنة،‏ في حين كانت الامم المعادية متَّجهة الى الدمار.‏ فما اعظم الاسم الذي صنعه يهوه لنفسه بإعادة البقية الامينة تلك!‏ لقد جعلهم «اسما وتسبيحة في شعوب الارض كلّها».‏ فكم جلب هذا الردّ التسبيح ليهوه وللحاملين اسمه!‏

      ترفيع عبادة يهوه

      ١٠،‏ ١١ متى كان سيحدث الاتمام الرئيسي لنبوة صفنيا عن الردّ،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

      ١٠ لقد حدث ردّ آخر في القرن الاول من عصرنا الميلادي عندما جمع يسوع المسيح بقية من اسرائيل الى العبادة الحقة.‏ وكان هذا لمحة مسبقة الى ما سيأتي،‏ لأن الاتمام الرئيسي للردّ كان لا يزال في المستقبل.‏ فكانت نبوة ميخا قد انبأت:‏ «يكون في آخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه شعوب».‏ —‏ ميخا ٤:‏١‏.‏

      ١١ ومتى كان ذلك سيحدث؟‏ كما قالت النبوة:‏ «في آخر الايام» —‏ نعم في «الايام الاخيرة» هذه.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ وستكون هذه قبل نهاية نظام الاشياء الشرير الحاضر عندما تكون الامم لا تزال تعبد آلهة باطلة.‏ تقول ميخا ٤:‏٥‏:‏ «جميع الشعوب يسلكون كلّ واحد باسم الهه».‏ وماذا عن العبّاد الحقيقيين؟‏ تجيب نبوة ميخا:‏ «نحن نسلك باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] الهنا الى الدهر والابد».‏

      ١٢ كيف رُفِّعت العبادة الحقة في هذه الايام الاخيرة؟‏

      ١٢ لذلك في هذه الايام الاخيرة،‏ يكون «جبل بيت الرب .‏ .‏ .‏ ثابتا في رأس الجبال».‏ فقد رُدّت عبادة يهوه الحقة،‏ أُسِّست بثبات،‏ ورُفِّعت فوق كلّ انواع الاديان الاخرى.‏ وكما انبأت ايضا نبوة ميخا:‏ «تجري اليه شعوب».‏ والذين يمارسون الدين الحقيقي ‹سيسلكون باسم يهوه الههم الى الدهر والابد›.‏

      ١٣،‏ ١٤ متى دخل هذا العالم ‹آخر الايام›،‏ وماذا يحدث مذّاك في ما يتعلق بالعبادة الحقة؟‏

      ١٣ ان الحوادث التي تتمِّم نبوات الكتاب المقدس تُثبِت ان هذا العالم دخل ‹آخر ايامه› سنة ١٩١٤.‏ (‏مرقس ١٣:‏٤-‏١٠‏)‏ ويُظهِر التاريخ ان يهوه ابتدأ بتجميع بقية امينة من الممسوحين ذوي الرجاء السماوي الى العبادة الحقة.‏ وتبِع ذلك تجميع «جمع كثير .‏ .‏ .‏ من كلّ الامم والقبائل والشعوب والالسنة» —‏ الذين يملكون رجاء العيش الى الابد على الارض.‏ —‏ كشف ٧:‏٩‏.‏

      ١٤ منذ الحرب العالمية الاولى حتى الآن،‏ تقدَّمت بزخم عبادة يهوه التي يقوم بها الذين يحملون اسمه تحت توجيهه.‏ فمن آلاف قليلة بعد الحرب العالمية الاولى،‏ يُعَدّ عبّاد يهوه الآن بنحو ستة ملايين،‏ مجتمعين في نحو ٠٠٠‏,٩١ جماعة في ٢٣٥ بلدا.‏ وكلّ سنة،‏ يخصِّص المنادون بالبشارة هؤلاء اكثر بكثير من بليون ساعة لتسبيح اللّٰه جهرا.‏ ومن الواضح ان شهود يهوه هؤلاء هم الذين يتمِّمون كلمات يسوع النبوية:‏ «يُكرَز ببشارة الملكوت هذه في كلّ المسكونة شهادة لجميع الامم؛‏ ثم تأتي النهاية».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ١٥ كيف تتم صفنيا ٢:‏٣ الآن؟‏

      ١٥ تذكر صفنيا ٣:‏١٧‏:‏ «الرب الهكِ في وسطكِ جبّار.‏ يخلِّص».‏ ان الازدهار الروحي الذي ينعم به خدام يهوه في هذه الايام الاخيرة هو النتيجة المباشرة لكونه ‹في وسطهم› وإلههم الكلي القدرة.‏ فهذه هي الحال اليوم كما كانت في ردّ يهوذا القديمة سنة ٥٣٧ ق‌م.‏ وهكذا،‏ يمكننا ان نرى كيف تتمّ صفنيا ٢:‏٣ إتماما رئيسيا في ايامنا عندما تقول:‏ «اطلبوا الرب يا جميع بائسي [«ودعاء»،‏ يس‏] الارض».‏ ففي سنة ٥٣٧ ق‌م،‏ شمل ‹الجميع› بقية اليهود الذين عادوا من الاسر البابلي.‏ أما الآن فإنهم يمثِّلون الودعاء من كلّ الامم في كلّ انحاء الكرة الارضية،‏ الذين يتجاوبون مع عمل الكرازة بالملكوت العالمي والذين يجرون الى «جبل بيت الرب».‏

      العبادة الحقة تزدهر

      ١٦ ما هو على الارجح ردّ فعل اعدائنا عندما يرون ازدهار خدام يهوه في الازمنة العصرية؟‏

      ١٦ بعد سنة ٥٣٧ ق‌م،‏ اذهل ردّ خدام اللّٰه الى العبادة الحقة في موطنهم كثيرين في الامم المجاورة.‏ لكنَّ هذا الردّ كان على نطاق صغير نسبيا.‏ فهل يمكنكم ان تتخيَّلوا ما يقوله الآن البعض،‏ حتى اعداء شعب اللّٰه،‏ عندما يرون امورا تدهشهم:‏ نموّ خدام يهوه،‏ ازدهارهم،‏ وتقدّمهم في الازمنة العصرية؟‏ على الارجح،‏ يشعر بعض هؤلاء الاعداء كما شعر الفريسيون عندما رأَوا كيف يتقاطر الناس الى يسوع.‏ فقد عبَّروا:‏ «هوذا العالم قد ذهب وراءه».‏ —‏ يوحنا ١٢:‏١٩‏.‏

      ١٧ ماذا قال احد الكتّاب عن شهود يهوه،‏ وأيّ نموّ شهدوه؟‏

      ١٧ قال الپروفسور تشارلز س.‏ برادن في كتابه هؤلاء ايضا يؤمنون (‏بالانكليزية)‏:‏ ‹غطّى شهود يهوه الارض حرفيا بشهادتهم.‏ ويمكن القول بصدق انه ما من فريق ديني واحد في العالم اعرب عن الغيرة والاستمرار في محاولة نشر بشارة الملكوت اكثر من شهود يهوه.‏ ومن المرجح ان تستمر هذه الحركة في التقدّم اكثر فأكثر›.‏ وكم كان مُحقًّا!‏ ولكن عندما كتب هذه الكلمات منذ ٥٠ سنة،‏ كان هنالك فقط نحو ٠٠٠‏,٣٠٠ شاهد يكرزون حول العالم!‏ فماذا كان سيقول اليوم،‏ حين يوجد اكثر من هذا العدد بـ‍ ٢٠ مرة تقريبا:‏ نحو ستة ملايين من الكارزين بالبشارة؟‏

      ١٨ ما هي اللغة النقية،‏ ولمَن اعطاها اللّٰه؟‏

      ١٨ وعد اللّٰه بفم نبيه:‏ «احوِّل الشعوب الى شفة [«لغة»،‏ ع‌ج‏] نقية ليدعوا كلّهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة».‏ (‏صفنيا ٣:‏٩‏)‏ ففي هذه الايام الاخيرة،‏ شهود يهوه هم الذين يدعون باسم يهوه ويخدمونه باتِّحاد برباط محبة لا ينثلم،‏ نعم،‏ «بكتف واحدة».‏ ولهم اعطى يهوه اللغة النقية.‏ وتشمل هذه اللغة النقية فهما صحيحا للحق عن اللّٰه ومقاصده.‏ ويهوه فقط هو الذي يمنح هذا الفهم بواسطة روحه القدس.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٠‏)‏ ولمَن يعطي روحه؟‏ فقط «للذين يطيعونه حاكما».‏ (‏اعمال ٥:‏٣٢‏)‏ وشهود يهوه فقط هم المستعدون لإطاعة اللّٰه حاكما في كلّ شيء.‏ لذلك ينالون روح اللّٰه ويتكلمون اللغة النقية،‏ الحق عن يهوه ومقاصده الرائعة.‏ وهم يستعملون اللغة النقية لتسبيح يهوه حول الارض على نطاق واسع ومتزايد.‏

      ١٩ ماذا يشمل تكلم اللغة النقية؟‏

      ١٩ ان تكلم اللغة النقية لا يشمل الايمان بالحق وتعليمه للآخرين فحسب،‏ بل ايضا جعل المرء تصرفاته على انسجام مع شرائع اللّٰه ومبادئه.‏ ان المسيحيين الممسوحين يأخذون القيادة في طلب يهوه وتكلم اللغة النقية.‏ ففكِّروا في ما أُنجز!‏ فرغم ان عدد الممسوحين انخفض الى اقل من ٧٠٠‏,٨،‏ فإن نحو ستة ملايين آخرين يقتدون بإيمانهم بطلب يهوه وتكلم اللغة النقية.‏ وهؤلاء هم الاعداد المتزايدة للجمع الكثير من كلّ الامم الذين يمارسون الايمان بذبيحة يسوع الفدائية،‏ ويؤدّون خدمة مقدسة في الدار الارضية لهيكل اللّٰه الروحي،‏ وسينجون من «الضيق العظيم» الذي سيأتي عمّا قريب على العالم الشرير هذا.‏ —‏ كشف ٧:‏٩،‏ ١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٢٠ ماذا يكمن امام الممسوحين الامناء وأمام الذين يؤلفون الجمع الكثير؟‏

      ٢٠ وسيدخل الجمع الكثير عالم اللّٰه الجديد البار.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ ويسوع المسيح والممسوحون الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ المقامون الى الحياة السماوية ليخدموا معه ملوكا وكهنة سيؤلِّفون الحكومة الجديدة التي ستتولى شؤون الارض.‏ (‏روما ٨:‏١٦،‏ ١٧؛‏ كشف ٧:‏٤؛‏ ٢٠:‏٦‏)‏ وسيعمل الناجون من الضيق العظيم على جعل الارض فردوسا وسيستمرون في تكلم اللغة النقية المعطاة من اللّٰه.‏ ومن حيث المبدأ،‏ تنطبق عليهم هذه الكلمات:‏ «كلّ بنيك [وطبعا بناتك] تلاميذ الرب وسلام بنيك [يكون] كثيرا.‏ بالبرّ تُثبَّتين».‏ —‏ اشعياء ٥٤:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      اعظم عمل تعليمي في التاريخ

      ٢١،‏ ٢٢ (‏أ)‏ مَن يلزمهم ان يتعلموا اللغة النقية،‏ كما تدل الاعمال ٢٤:‏١٥‏؟‏ (‏ب)‏ ايّ عمل تعليمي لا نظير له سيجري في الارض في ظلّ حكم الملكوت؟‏

      ٢١ في العالم الجديد،‏ سيُمنح فريق كبير فرصة تعلم اللغة النقية.‏ وعنهم تقول الاعمال ٢٤:‏١٥‏:‏ «سوف تكون قيامة للابرار والاثمة».‏ فبلايين الناس عاشوا وماتوا في الماضي دون ان تكون لهم معرفة دقيقة عن يهوه.‏ لذلك سيعيدهم الى الحياة بطريقة منظَّمة.‏ وهؤلاء المقامون سيلزمهم ان يتعلموا اللغة النقية.‏

      ٢٢ فما اروع امتياز الاشتراك في عمل التعليم العظيم هذا!‏ وسيكون اعظم عمل تعليمي في تاريخ الجنس البشري.‏ وسيُنجَز كلّه في ظلّ حكم المسيح يسوع الخيِّر في سلطة الملكوت.‏ ونتيجة لذلك،‏ سيشهد البشر اخيرا إتمام اشعياء ١١:‏٩ التي تقول:‏ «الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر».‏

      ٢٣ لماذا تقولون ان لدينا امتيازا عظيما كشعب ليهوه؟‏

      ٢٣ فما اعظم امتيازنا نحن الذين نعيش في الايام الاخيرة هذه ان نقوم بالاستعدادات لهذا الوقت الرائع حين تملأ حقا معرفة يهوه الارض!‏ وما اعظم امتيازنا الآن ان نكون شعب اللّٰه الذين يشهدون الاتمام العظيم للكلمات المسجَّلة في صفنيا ٣:‏٢٠‏!‏ فهناك نجد تأكيد يهوه:‏ «اصيِّركم اسما وتسبيحة في شعوب الارض كلّها».‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة