-
صُنع كل شيء جديدا — كما أُنبئبرج المراقبة ٢٠٠٠ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
١٣، ١٤ (أ) ايّ ورود آخر لعبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› ينبغي ان نتأمل فيه؟ (ب) لماذا تكون نبوة بطرس ذات اهمية خصوصية في هذا الوقت؟
١٣ ولكن انتبهوا لئلا يفوتكم القصد مما ذُكر آنفا. فهذا ليس تمرينا على تفسير الكتاب المقدس ولا مجرد لمحة الى التاريخ القديم. ويمكنكم ادراك ذلك بالانتقال الى ورود آخر لعبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة›. ففي ٢ بطرس الاصحاح ٣، ستجدون هذه العبارة وترون ان مستقبلنا له علاقة بالامر.
١٤ كتب الرسول بطرس رسالته بعد اكثر من ٥٠٠ سنة من عودة اليهود الى موطنهم. وكان بطرس، بصفته احد رسل يسوع، يكتب الى أتباع المسيح، «الرب» المذكور في ٢ بطرس ٣:٢. وفي العدد ٤، يذكر بطرس ‹حضور يسوع الموعود› الذي يجعل النبوة وثيقة الصلة بيومنا. فالادلة الوافرة تُظهِر ان يسوع حاضر منذ الحرب العالمية الاولى بمعنى انه يملك سلطة كحاكم في ملكوت اللّٰه السماوي. (كشف ٦:١-٨؛ ١١:١٥، ١٨) ويتَّخذ هذا معنى خصوصيا نظرا لأمر آخر انبأ به بطرس في هذا الاصحاح.
١٥ كيف تتم نبوة بطرس عن ‹السموات الجديدة›؟
١٥ نقرأ في ٢ بطرس ٣:١٣: «ننتظر بحسب وعده سموات جديدة وأرضا جديدة، فيها يسكن البرّ». ربما تعلَّمتم ان يسوع في السماء هو الحاكم الرئيسي في ‹السموات الجديدة›. (لوقا ١:٣٢، ٣٣) لكنَّ آيات اخرى في الكتاب المقدس تشير الى انه لا يحكم وحده. فقد وعد يسوع ان الرسل وآخرين مثلهم سيكون لهم مكان في السماء. وفي سفر العبرانيين، وصف الرسول بولس هؤلاء بأنهم «مَن لهم نصيب من الدعوة السماوية». وقال يسوع ان الذين ينتمون الى هذا الفريق سوف يجلسون معه على عروش في السماء. (عبرانيين ٣:١؛ متى ١٩:٢٨؛ لوقا ٢٢:٢٨-٣٠؛ يوحنا ١٤:٢، ٣) فالنقطة هي ان اشخاصا آخرين يحكمون مع يسوع كجزء من السموات الجديدة. فماذا عنى بطرس بعبارة ‹الارض الجديدة›؟
١٦ اية ‹ارض جديدة› موجودة الآن؟
١٦ كما في الاتمام القديم — عودة اليهود الى موطنهم — يشمل الاتمام الحالي لـ ٢ بطرس ٣:١٣ اناسا يخضعون لحكم السموات الجديدة. فيمكنكم ان تجدوا ملايين الناس اليوم الذين يخضعون بفرح لهذا الحكم. وهم يستفيدون من برنامجه التعليمي ويجاهدون لاتِّباع شرائعه الموجودة في الكتاب المقدس. (اشعياء ٥٤:١٣) ويؤلف هؤلاء اساس ‹ارض جديدة› بمعنى انهم يشكلون مجتمعا عالميا يشمل كل القوميات، اللغات، والعروق، ويعملون معا بإذعان للملك الحاكم، يسوع المسيح. وما يهم هو انه يمكنكم ان تكونوا جزءا منهم! — ميخا ٤:١-٤.
١٧، ١٨ لماذا تعطينا الكلمات في ٢ بطرس ٣:١٣ سببا لترقب المستقبل بتوق؟
١٧ ولكن لا تشعروا ان هذه هي نهاية المطاف، فنحن لا نملك اية بصيرة وافية عن المستقبل. وفي الواقع، فيما تفحصون قرينة ٢ بطرس الاصحاح ٣، ستجدون امورا تشير الى تغيير عظيم سيحدث في المستقبل. ففي العددين ٥ و ٦، يكتب بطرس عن الطوفان في ايام نوح الذي انهى العالم الشرير آنذاك. وفي العدد ٧، يذكر ان «السموات والارض الكائنة الآن»، اي الحكومات وجماهير الناس على السواء، هي محفوظة «ليوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين». وهذا ما يؤكِّد ان عبارة «السموات والارض الكائنة الآن» لا تشير الى الكون المادي بل الى البشر وحكوماتهم.
١٨ ثم يوضح بطرس ان يوم يهوه القادم سيجلب تطهيرا عظيما، مهيِّئا الطريق للسموات الجديدة والارض الجديدة المذكورتين في العدد ١٣. لاحظوا نهاية هذا العدد: «فيها يسكن البرّ». ألا يدلّ ذلك ان بعض التغييرات الرئيسية نحو الاحسن لا بد ان تحدث؟ ألا يبعث الامل بأشياء جديدة حقا، بوقت سيتمتع فيه البشر بالحياة اكثر من الآن؟ اذا كان الامر كذلك بالنسبة اليكم، فقد نلتم بصيرة عما ينبئ به الكتاب المقدس، بصيرة تقتصر على اشخاص قليلين نسبيا.
١٩ في اية خلفية يشير سفر الكشف الى ‹سموات جديدة وأرض جديدة› قادمتين؟
١٩ دعونا نتأمل اكثر في هذا الموضوع. لقد تأملنا في ورود عبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› في اشعياء الاصحاح ٦٥ وفي ورود آخر لها في ٢ بطرس الاصحاح ٣. افتحوا الآن الى كشف الاصحاح ٢١ الذي يحتوي على ورود آخر لهذه العبارة في الكتاب المقدس. مرة اخرى سيكون فهم الخلفية امرا مساعدا. نقرأ قبل اصحاحين، اي في كشف الاصحاح ١٩، وصفا رمزيا حيًّا لحرب، لكنها ليست حربا بين امم معادية. فأحد الطرفين هو «كلمة اللّٰه». وأنتم تدركون على الارجح ان هذا لقب يشير الى يسوع المسيح. (يوحنا ١:١، ١٤) انه في السماء، وتصوِّره هذه الرؤيا مع جيوشه السماوية. ولكن مع مَن يتحاربون؟ يذكر الاصحاح ‹ملوكا›، «آمرين عسكريين»، وأناسا من مراكز مختلفة ‹صغارا وكبارا› على السواء. ان هذه الحرب ترتبط بيوم يهوه القادم، دمار الشر. (٢ تسالونيكي ١:٦-١٠) وإذ نتابع، يُستهلّ الاصحاح ٢٠ من الكشف بوصف إزالة ‹الحية الاولى التي هي ابليس والشيطان›. ويمهِّد ذلك للتأمل في الاصحاح ٢١ من الكشف.
٢٠ ايّ تغيير مهم يكمن في المستقبل يشير اليه الكشف ٢١:١؟
٢٠ يفتتح الرسول يوحنا بالكلمات المثيرة التالية: «رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة؛ لأن السماء الاولى والارض الاولى زالتا، والبحر لا يكون من بعد». بناءً على ما رأيناه في اشعياء الاصحاح ٦٥ و ٢ بطرس الاصحاح ٣، يمكن ان نتأكد ان هذا لا يعني استبدال السموات الحرفية وكوكبنا، بما فيه من محيطات. فكما اظهر الاصحاحان السابقان، سيُزال الاشرار وحكوماتهم، بمن فيهم الحاكم غير المنظور، الشيطان. نعم، ان الوعد هنا هو بنظام اشياء جديد يشمل الناس على الارض.
٢١، ٢٢ اية بركات يؤكدها لنا يوحنا، وماذا يعني مسح الدموع؟
٢١ ويجري تأكيد ذلك لنا اذ نتعمَّق اكثر في هذه النبوة الرائعة. فنهاية العدد ٣ تتكلم عن وقت حين يكون اللّٰه مع الناس، موجِّها اهتمامه الخيِّر نحو الذين يفعلون مشيئته. (حزقيال ٤٣:٧) ويتابع يوحنا في العددين ٤ و ٥: «سيمسح [يهوه] كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد. فالامور السابقة قد زالت. وقال الجالس على العرش: ‹ها انا اصنع كل شيء جديدا›. وقال ايضا: ‹اكتب، لأن هذه الكلمات امينة وحقة›». فيا لها من نبوة منعشة معنويا!
٢٢ والآن توقفوا واستمتعوا بما ينبئ به الكتاب المقدس. ‹سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم›. لا يمكن ان يشير ذلك الى الدموع العادية التي تغسل عيوننا الحساسة، ولا الى دموع الفرح. فالدموع التي سيمسحها اللّٰه هي التي يسبِّبها الالم، الحزن، الخيبة، الاساءة، والعذاب. وكيف يمكننا التأكد من ذلك؟ حسنا، يربط هذا الوعد الرائع الذي اعطاه اللّٰه بين مسح الدموع وبين عدم وجود ‹الموت، النوح، الصراخ، والوجع في ما بعد›. — يوحنا ١١:٣٥.
٢٣ نهاية اية احوال تضمنها نبوة يوحنا؟
٢٣ ألا يُثبت ذلك ان السرطان، السكتة الدماغية، النوبات القلبية، حتى الموت ستكون قد زالت؟ فمَن منا لم يفقد شخصا يحبه بداء، حادث، او كارثة؟ يعد اللّٰه هنا ان الموت لن يكون في ما بعد، مما يدل ان الاولاد الذين قد يولدون آنذاك لن يضطروا الى مواجهة الكبر ثم الشيخوخة والانتهاء الى الموت. وتعني هذه النبوة ايضا انه لن يكون هنالك داء ألزهايمر، ترقُّق العظم، الاورام الليفية، الزَّرَق، او سدّ العين — امراض شائعة جدا عند الكبار السن.
٢٤ كيف سيتبين ان ‹السماء الجديدة والارض الجديدة› هما بركة، وفيمَ سنتأمل بعد؟
٢٤ انتم توافقون دون شك ان ازالة الموت، الشيخوخة، والامراض ستخفِّف النوح والصراخ. ولكن ماذا عن الفقر المجحف، الاساءة الى الاولاد، والتمييز الجائر على اساس الخلفية او لون البشرة؟ اذا كانت هذه الامور الشائعة جدا اليوم ستستمر، فلن نتخلَّص من النوح والصراخ. لذلك فإن الحياة في ظل ‹السماء الجديدة والارض الجديدة› لن تفسدها اسباب الحزن الحالية هذه. فيا له من تغيير!
-
-
العالم الجديد — هل ستكونون هناك؟برج المراقبة ٢٠٠٠ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
٢ ما هي بعض الامور التي تتشوقون اليها؟
٢ فحصنا في المقالة السابقة ثلاثا من المرات الاربع التي ينبئ فيها الكتاب المقدس ‹بسموات جديدة وأرض جديدة›. (اشعياء ٦٥:١٧) وأحد هذه التنبؤات التي يمكن الاعتماد عليها مسجل في الكشف ٢١:١. تخبر الاعداد التالية عن وقت حين سيغيِّر اللّٰه القادر على كل شيء تغييرا جذريا الاحوال العالمية نحو الافضل. فسيمسح دموع الحزن. ولن يموت الناس في ما بعد من الشيخوخة، المرض، او الحوادث. وسيولِّي النوح والصراخ والوجع. فما ابهج هذا الرجاء! ولكن هل يمكن التأكد انه سيأتي، وأيّ تأثير يمكن ان يكون لذلك فينا الآن؟
اسباب للثقة
٣ لماذا يمكننا ان نثق بوعود الكتاب المقدس عن المستقبل؟
٣ لاحظوا كيف تتابع الكشف ٢١:٥. فهي تقتبس من اللّٰه الجالس على عرشه السماوي وهو يعلن: «ها انا اصنع كل شيء جديدا». وهذا الوعد الالهي هو افضل من ايّ اعلان قوميّ للاستقلال، ايّ قانون عصري للحقوق، او ايّ مطمح بشري الى المستقبل. فهو اعلان موثوق به تماما من الاله الذي يقول الكتاب المقدس انه «لا يمكن ان يكذب». (تيطس ١:٢) من الطبيعي انكم قد تشعرون انه يمكننا التوقف عند هذا الحد، مستمتعين بهذا الرجاء الرائع وواثقين باللّٰه. ولكن لا يلزم ان نتوقف هنا. فهنالك المزيد لنتعلمه عن مستقبلنا.
٤، ٥ اية نبوات في الكتاب المقدس تأملنا فيها يمكن ان تقوي ثقتنا بشأن ما يكمن في المستقبل؟
٤ تأملوا في ما برهنته المقالة السابقة بشأن وعود الكتاب المقدس بسموات جديدة وأرض جديدة. لقد انبأ اشعيا بهذا النظام الجديد وكان لنبوته اتمام عند عودة اليهود الى موطنهم وإعادتهم تأسيس العبادة الحقة. (عزرا ١:١-٣؛ ٢:١، ٢؛ ٣:١٢، ١٣) ولكن هل كان ذلك كل ما اشارت اليه نبوة اشعيا؟ قطعا لا! فالامور التي انبأ بها كانت ستتم بشكل اعظم في المستقبل البعيد. ولماذا نستنتج ذلك؟ بسبب ما نقرأه في ٢ بطرس ٣:١٣ والكشف ٢١:١-٥. فهذه الآيات تشير الى سموات جديدة وأرض جديدة ستجلب الفوائد للمسيحيين على نطاق عالمي.
٥ كما ذُكر آنفا، يستعمل الكتاب المقدس عبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› اربع مرات. وقد تأملنا في ثلاث منها وتوصلنا الى استنتاجات مشجعة. فالكتاب المقدس ينبئ بوضوح ان اللّٰه سيزيل الشر والاسباب الاخرى للالم وسيمنح عندئذ الجنس البشري بركات اضافية في نظامه الجديد الموعود به.
٦ بماذا تنبئ نبوة رابعة تأتي على ذكر «السموات الجديدة والارض الجديدة»؟
٦ لنفحص الآن المرة الرابعة التي ترد فيها عبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› في اشعياء ٦٦:٢٢-٢٤: «لأنه كما ان السموات الجديدة والارض الجديدة التي انا صانع تثبت امامي يقول الرب هكذا يثبت نسلكم واسمكم. ويكون من هلال الى هلال ومن سبت الى سبت ان كل ذي جسد يأتي ليسجد امامي قال الرب. ويخرجون ويرون جثث الناس الذين عصوا عليّ لأن دودهم لا يموت ونارهم لا تطفأ. ويكونون رذالة لكل ذي جسد».
٧ لماذا ينبغي ان نستنتج ان اشعياء ٦٦:٢٢-٢٤ لها اتمام في الايام الآتية؟
٧ صحيح انه كان لهذه النبوة انطباق على اليهود في ارضهم، ولكن سيكون هنالك اتمام آخر لها. وهذا الاتمام يجب ان يحدث بعد سنوات كثيرة من كتابة رسالة بطرس الثانية وسفر الكشف، لأنهما يشيران الى ‹سموات جديدة وأرض جديدة› في المستقبل. ويمكننا ان نتطلع الى هذا الاتمام العظيم والكامل في النظام الجديد. فتأملوا في بعض الاحوال التي يمكن ان نتشوق الى التمتع بها.
٨، ٩ (أ) بأيّ معنى ‹سيثبت› شعب اللّٰه؟ (ب) ما هو فحوى النبوة ان خدام يهوه سيعبدون «من هلال الى هلال ومن سبت الى سبت»؟
٨ دلّت الكشف ٢١:٤ انه لن يكون هنالك موت في ما بعد. وتنسجم الآيات في اشعياء الاصحاح ٦٦ مع ذلك. فمن العدد ٢٢ ندرك ان يهوه يعرف ان السموات الجديدة والارض الجديدة لن تكون وقتية، اي ذات امد محدود. وبالاضافة الى ذلك، سيبقى شعبه؛ ‹سيثبت› امامه. وما صنعه اللّٰه لأجل الشعب الذي اختاره يعطينا سببا للثقة. فقد واجه المسيحيون الحقيقيون اضطهادا عنيفا وأيضا جهودا تعصبية لإبادتهم. (يوحنا ١٦:٢؛ اعمال ٨:١) ولكن حتى الاعداء الاقوياء جدا، مثل الامبراطور الروماني نيرون وأدولف هتلر، لم يستطيعوا محو اولياء اللّٰه الذين يحملون اسمه. لقد حفظ يهوه جماعة شعبه، ويمكننا ان نثق انه بإمكانه الاستمرار في جعلها ثابتة دائما.
٩ وبشكل مماثل، ان الاشخاص الامناء للّٰه الذين يشكلون جزءا من الارض الجديدة، مجتمع العبّاد الحقيقيين في العالم الجديد، سيَثبتون كأفراد لأنهم سيقدِّمون عبادة نقية لخالق كل الاشياء. ولن تكون هذه عبادة تُمارَس من وقت الى آخر او كيفما اتَّفق. فشريعة اللّٰه المعطاة لإسرائيل بواسطة موسى استلزمت القيام بأعمال عبادة معينة كل شهر كما يُشار اليه بالهلال، وكل اسبوع كما يُشار اليه بيوم السبت. (لاويين ٢٤:٥-٩؛ عدد ١٠:١٠؛ ٢٨:٩، ١٠؛ ٢ أخبار الايام ٢:٤) لذلك تشير اشعياء ٦٦:٢٣ الى عبادة قانونية ودائمة للّٰه اسبوعا بعد اسبوع وشهرا بعد شهر. ولن يسود الإلحاد والرياء الديني آنذاك. ‹فكل ذي جسد سيأتي ليسجد امام› يهوه.
١٠ لماذا يمكننا ان نثق ان العالم الجديد لن يفسده الاشرار على نحو دائم؟
١٠ تؤكد لنا اشعياء ٦٦:٢٤ ان السلام والبر في الارض الجديدة لن يهدَّدا ابدا. فالاشرار لن يهلكوها. تذكّروا ان ٢ بطرس ٣:٧ تقول ان ما يكمن امامنا هو «يوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين». فالذين سيبلغون نهايتهم هم الكافرون. ولن يُضَرّ الابرياء بعكس ما يحدث غالبا في الحروب البشرية، حيث تتجاوز اصابات المدنيين الاصابات العسكرية عددا. والقاضي العظيم يضمن لنا ان يومه سيكون هلاكا للكافرين.
١١ ماذا يقول اشعيا عن مستقبل كل مَن ينقلب ضد اللّٰه وعبادته؟
١١ أما الناجون الابرار فسيدركون ان كلمة اللّٰه النبوية هي صادقة. ينبئ العدد ٢٤ بأن ‹جثث الناس الذين عصوا على› يهوه ستكون دليلا على دينونته. وقد تبدو اللغة التصويرية التي استخدمها اشعيا مخيفة، غير انها تنسجم مع حقيقة تاريخية. فخارج اسوار اورشليم القديمة كانت توجد اماكن تُرمى فيها النفايات وأحيانا جثث المجرمين الذين يعدَمون فيُعتبرون غير جديرين بدفن لائق.a وسرعان ما كان الدود والنار المُرَمِّدة هناك يزيلان النفاية وهذه الجثث. فمن الواضح ان اللغة المجازية التي استخدمها اشعيا توضح ان دينونة يهوه نهائية على العاصين.
ما وعد به اللّٰه
١٢ اية اشارات اضافية يقدِّمها اشعيا في ما يتعلق بالحياة في العالم الجديد؟
١٢ تخبرنا الكشف ٢١:٤ عن بعض الامور التي لن تكون موجودة في النظام الجديد القادم. ولكن ما الذي سوف يكون موجودا آنذاك؟ كيف ستكون الحياة؟ هل يمكن ان ننال اية تلاميح موثوق بها؟ نعم. فإشعياء الاصحاح ٦٥ يصف نبويا الاحوال التي سنتمتع بها اذا نلنا رضى يهوه: العيش حين يخلق بالمعنى النهائي هذه السموات الجديدة والارض الجديدة. فالذين يُبارَكون بمكان دائم في الارض الجديدة لن يشيخوا ويواجهوا الموت المحتوم. تؤكد لنا اشعياء ٦٥:٢٠: «لا يكون بعد هناك طفل ايام ولا شيخ لم يكمل ايامه. لأن الصبي يموت ابن مئة سنة [«المرء يموت كأنه صبي حتى لو كان عمره مئة سنة»، عج] والخاطئ يُلعن ابن مئة سنة».
١٣ كيف تؤكد لنا اشعياء ٦٥:٢٠ ان شعب اللّٰه سيتمتع بالامن؟
١٣ عندما تمّ ذلك اتماما اوّليا في شعب اشعيا، عنى ان الاطفال الموجودين في تلك الارض كانوا آمنين. فما كان الاعداء ليأتوا من اجل سبي الاطفال الرضع او قتل الرجال الذين في ريعان شبابهم، كما فعل البابليون ذات مرة. (٢ أخبار الايام ٣٦:١٧، ٢٠) وفي العالم الجديد القادم، سيكون الناس آمنين، مطمئنين، وقادرين على التمتع بحياتهم. وإذا اختار شخص ان يتمرد على اللّٰه، فلن يُسمح له ان يستمر في العيش. فاللّٰه سيزيله. وماذا لو كان الخاطئ المتمرد في المئة من عمره؟ سيموت «كأنه صبي» بالمقارنة مع العيش حياة لا نهاية لها. — ١ تيموثاوس ١:١٩، ٢٠؛ ٢ تيموثاوس ٢:١٦-١٩.
١٤، ١٥ اية نشاطات تجلب المكافأة يمكنكم ان تتشوقوا الى مجيئها بحسب اشعياء ٦٥:٢١، ٢٢؟
١٤ عوض ان يركِّز اشعيا الانتباه كيف سيُزال الخاطئ عمدا، يصف الاحوال المعيشية التي ستسود في العالم الجديد. حاولوا ان تتصوَّروا انكم هناك. اول ما قد يخطر على بالكم هو الامور التي تهمكم كثيرا. وهذا ما يعالجه اشعيا في العددين ٢١ و ٢٢: «يبنون بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويأكلون اثمارها. لا يبنون وآخر يسكن ولا يغرسون وآخر يأكل. لأنه كأيام شجرة ايام شعبي ويستعمل مختاريّ عمل ايديهم».
١٥ فإذا لم تكتسبوا بعد خبرة بالبناء او لم يسبق ان قمتم بأعمال البستنة، فنبوة اشعيا تشير ان برنامجا تعليميا ينتظركم. ولكن هل سترغبون في التعلم بمساعدة معلِّمين مقتدرين، ربما جيران لطفاء يمدّون لكم بكل سرور يد المساعدة؟ لم يقل اشعيا هل ستكون لبيتكم نوافذ كبيرة بلا زجاج وعليها ستائر لتتمكنوا من الاستمتاع بالنسيم العليل المداريّ او نوافذ زجاجية مغلقة يمكنكم من خلالها رؤية الفصول المتغيِّرة. هل ستصمِّمون بيتا ذا سطح مائل لتصريف المطر والثلج المتساقطَين؟ ام ان المناخ المحليّ سيستلزم سطحا منبسطا، كأحد البيوت في الشرق الاوسط، حيث يمكن ان تجتمعوا مع عائلتكم لتناول الوجبات الشهية وتبادل الاحاديث؟ — تثنية ٢٢:٨؛ نحميا ٨:١٦.
١٦ لماذا يمكن ان تتوقعوا ان يجلب العالم الجديد الاكتفاء دائما؟
١٦ لكنَّ الاهم من معرفة هذه التفاصيل هو انه سيكون لكل منكم مسكنه الخاص. وسيكون هذا المسكن ملككم، فلن تواجهوا ما يحدث اليوم حيث قد تكدحون لتبنوا بيتا إنما ليستفيد منه شخص آخر. تقول اشعياء ٦٥:٢١ ايضا انكم سوف تغرسون وتأكلون الاثمار. من الواضح ان ذلك يلخِّص الحالة العامة. فسوف تنالون اكتفاء عظيما من جهودكم، ثمرة اعمالكم. وسيكون ذلك خلال حياة مديدة — «كأيام شجرة». وينسجم ذلك بالتأكيد مع الوصف: ‹كل شيء جديد›. — مزمور ٩٢:١٢-١٤.
١٧ ايّ وعد سيجده الوالدون مشجعا خصوصا؟
١٧ اذا كنتم والدا او والدة، فستؤثِّر فيكم هذه الكلمات: «لا يتعبون باطلا ولا يلدون للرعب لأنهم نسل مباركي الرب وذريتهم معهم. ويكون اني قبلما يدعون انا اجيب وفيما هم يتكلمون بعد انا اسمع». (اشعياء ٦٥:٢٣، ٢٤) فهل عانيتم ألم ‹الولادة للرعب›؟ لا نحتاج الى تعداد المشاكل المتنوعة التي يمكن ان تواجه الاولاد، مما يسبِّب الرعب للوالدين. والامر الذي يرتبط بهذا الموضوع هو اننا لاحظنا جميعا والدين منشغلين كثيرا بمهنهم، نشاطاتهم، او ملذّاتهم حتى باتوا يصرفون القليل من الوقت مع اولادهم. بالتباين، يؤكد لنا يهوه انه سيسمع طلباتنا ويستجيبها، حتى انه يعرف طلباتنا مسبقا.
١٨ لماذا يمكنكم التوقع ان تتمتعوا بالحيوانات في العالم الجديد؟
١٨ فيما تفكرون في ما يمكنكم ان تتمتعوا به في العالم الجديد، تخيَّلوا المشهد الذي ترسمه كلمة اللّٰه النبوية: «الذئب والحمل يرعيان معا والاسد يأكل التبن كالبقر. اما الحية فالتراب طعامها. لا يؤذون ولا يهلكون في كل جبل قدسي قال الرب». (اشعياء ٦٥:٢٥) يحاول الفنانون البشر ان يصفوا هذا المشهد، لكنه ليس مجرد صور كلامية من ابداع خيال فني جامح. فهذا المشهد سيكون واقعيا. فالسلام سيسود بين البشر وسيماثله سلام مع الحيوانات. يقضي كثيرون من علماء الاحياء ومحبّي الحيوانات ريعان شبابهم في التعلّم عن انواع قليلة من الحيوانات او مجرد نوع واحد او سلالة واحدة. وبالتباين، فكّروا في ما ستتمكنون من تعلّمه عندما لا يعود الخوف من البشر مسيطرا على الحيوانات. عندئذ، ستستطيعون الاقتراب حتى من العصافير والمخلوقات البالغة الصّغر التي تعيش في الغابة او الدّغل — نعم، مراقبتها، التعلم منها، والاستمتاع بها. (ايوب ١٢:٧-٩) وستتمكنون من فعل ذلك بشكل آمن ودون التعرض للخطر من البشر او الحيوان. يقول يهوه: «لا يؤذون ولا يُهلِكون في كل جبل قدسي». فكم سيكون ذلك مغايرا لما نراه ونختبره اليوم!
-