مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«صانع الوظائف الاول حول العالم»‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • ‏«‏صانع الوظائف الاول حول العالم»‏

      كل سنة يسافر اكثر من ٦٠٠ مليون شخص حول العالم.‏ أضف الى ذلك ان مئات الملايين يقومون ايضا برحلات عمل او استجمام ضمن حدود بلدهم.‏ نتيجة لذلك،‏ توصف صناعة السياحة بأنها «صانع الوظائف الاول حول العالم».‏ وتشمل صناعة السياحة الفنادق،‏ المنتجعات السياحية،‏ شركات الطيران،‏ وكالات السفر،‏ وغيرها من المؤسسات التي تقدم خدمات للمسافرين.‏

      حول العالم،‏ تبلغ ايرادات السياحة حوالي اربعة تريليونات دولار اميركي سنويا.‏ وتصف منظمة السياحة العالمية التابعة للامم المتحدة صناعة السياحة بأنها جزء من حركة عالمية تساهم في إحلال السلام،‏ رغم ان السياح لا يفكرون انهم يساهمون افراديا في هذا الدور المهم.‏ ففي عام ٢٠٠٤،‏ قال امين عام المنظمة،‏ فرانتشسكو فرانجالي،‏ في مؤتمر عُقد برعاية احد الرؤساء في الشرق الاوسط:‏ «السياحة والسلام توأمان لا يفترقان.‏ فالتأثيرات الناجمة عن السياحة هي من القوة بحيث انها قادرة على تغيير ما يبدو متعذر الاصلاح وتحقيق المصالحة حيث كان الامل مفقودا».‏

      فكيف نشأت هذه الصناعة العالمية التأثير؟‏ هل للسياحة حقا تأثير مفيد في المجتمع؟‏ وهل «التأثيرات الناجمة عن السياحة» قادرة فعلا على إحلال السلام؟‏

      العصر الذهبي للسياحة

      ان بذار صناعة السياحة العصرية الذي زُرع في الغرب حُصدت نتائجه خصوصا في القرن التاسع عشر.‏ فقد ادت الثورة الصناعية الى ازدياد اعداد الناس المنتمين الى الطبقة المتوسطة في اوروبا والولايات المتحدة.‏ ومع توفر المال والوقت،‏ ازدادت اعداد المسافرين.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ أُحرز تقدم كبير على صعيد وسائل النقل العام.‏ فصارت القاطرات الضخمة تنقل الركاب بين المدن الرئيسية،‏ في حين حملتهم البواخر الكبيرة على متنها بين القارات.‏ ولتلبية حاجات العدد المتزايد من المسافرين،‏ انتشرت الفنادق الكبيرة قرب المرافئ ومحطات السكك الحديدية.‏

      عام ١٨٤١ رأى توماس كوك،‏ رجل اعمال بريطاني،‏ الفوائد من دمج هذه العناصر معا.‏ فكان اول من أنشأ جولات سياحية منظمة تشمل النقل والاقامة والنشاطات مجتمعة.‏ قال رجل الدولة البريطاني وليم ڠلادستون في ستينات القرن التاسع عشر:‏ «بفضل النظام الذي اسسه السيد كوك،‏ صارت شرائح بكاملها من المجتمع قادرة لأول مرة ان تسافر الى البلدان الاجنبية وتتعرف بها اكثر،‏ مما ادى الى تعزيز مشاعر الود لا الازدراء».‏

      السياحة تزدهر في القرن العشرين

      من المؤسف ان مشاعر الود تجاه الغرباء التي عززتها السياحة لم تحُل دون اندلاع حربين عالميتين في النصف الاول من القرن العشرين.‏ لكن عوض ان تقضي هاتان الحربان على صناعة السياحة،‏ ساهمتا في إحداث تغييرات على الصعيد الاجتماعي والتكنولوجي سرّعت نمو هذه الصناعة.‏

      فصار السفر جوا اسرع وأقل كلفة،‏ وانتشرت الطرقات السريعة عبر القارات،‏ وتكاثرت المركبات الآلية باطّراد.‏ وبحلول منتصف القرن العشرين،‏ اصبحت العطل والسياحة جزءا لا يتجزأ من الحضارة الغربية وصارت في متناول معظم طبقات المجتمع.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ انتشرت اجهزة التلفزيون في بيوت الملايين.‏ فقدمت الشاشة الصغيرة مشاهد عن اماكن غريبة مثيرة لبلدان بعيدة اذهلت المشاهدين وأضرمت فيهم الرغبة في السفر.‏

      خلال اوائل ستينات القرن العشرين،‏ بلغ عدد السياح المسافرين بين البلدان ٧٠ مليونا في السنة.‏ وبحلول منتصف تسعينات القرن العشرين،‏ قفز هذا العدد قفزة هائلة وتعدى الـ‍ ٥٠٠ مليون سائح.‏ وانتشرت المنتجعات السياحية حول العالم لتأمين الخدمات السياحية للاجانب والمواطنين على السواء.‏ واستفادت الصناعات التي لا تمت بصلة مباشرة الى السياحة،‏ وذلك لأن السياح صاروا يستهلكون كميات كبيرة من الطعام والمشروبات وينفقون مالا كثيرا على سلع وخدمات كثيرة غيرها.‏

      واليوم يعتمد اقتصاد اكثر من ١٢٥ بلدا على السياحة.‏ ولإبراز فوائد السياحة،‏ اوضح بيان اصدرته منظمة السياحة العالمية التابعة للامم المتحدة عام ٢٠٠٤ ان السياحة يمكن ان تخفف الفقر من خلال خلق مؤسسات سياحية صغيرة ومتوسطة.‏ ويؤدي ذلك الى خلق فرص عمل جديدة،‏ مما يساهم في تعزيز «الوعي البيئي والثقافي والاجتماعي».‏

      لكن قد تتساءل:‏ ‹كيف يمكن ان تحقق السياحة ذلك؟‏ وكيف تفيد البيئة؟‏›.‏

      بيع الطبيعة للحفاظ عليها

      في اوائل ثمانينات القرن العشرين،‏ انصبّ اهتمام بعض العلماء وصانعي الافلام الوثائقية على انقاذ الغابات المطيرة والشعاب المرجانية والكائنات التي تعتمد عليها.‏ فأدّت التقارير والافلام الوثائقية عن الطبيعة الى تشويق الناس الى زيارة هذه الروائع الطبيعية.‏ فتوسعت المؤسسات الصغيرة التي أُنشئت لتلبية حاجات العلماء وصانعي الافلام وصارت ايضا تؤمّن الخدمات لحشود السياح الذين يحبون الطبيعة.‏

      وسرعان ما لاقت الجولات السياحية البيئية رواجا،‏ ما ادّى الى جعل السياحة البيئية القطاع الاسرع نموا في صناعة السياحة.‏ وتبيّن ان الدعاية لترويج روائع الطبيعة مربحة حقا.‏ اوضحت الصحفية مارثا س.‏ هوني:‏ «في بلدان عديدة،‏ نمت السياحة البيئية نموا سريعا فأصبحت اكبر مورد للعملات الاجنبية،‏ متفوقة بذلك على صادرات الموز في كوستاريكا،‏ والبن في تنزانيا وكينيا،‏ والاقمشة والمجوهرات في الهند».‏

      وصارت السياحة حافزا ماديا ضخما الى انقاذ النباتات والحيوانات.‏ ذكرت هوني:‏ «في كينيا،‏ يقدَّر ان الاسد الواحد يُكسب قطاع السياحة ايرادا سنويا قدره ٠٠٠‏,٧ دولار اميركي،‏ وأن قطيع الفيلة يشكِّل ايرادا سنويا قدره ٠٠٠‏,٦١٠ دولار اميركي».‏ اما الشعاب المرجانية في هاواي فيقدر انها تدرّ كل سنة ايرادا قدره ٣٦٠ مليون دولار اميركي.‏

      ما هي الجولة السياحية البيئية؟‏

      يقول تقرير السياحة البيئية:‏ مبادئ وممارسات وسياسات للاستدامة الصادر عن برنامج الامم المتحدة للبيئة:‏ «لقد وجدت وكالات كثيرة للسياحة والسفر ان استخدام تعبير ‹السياحة البيئية› في مطبوعاتها يخدم مصالحها،‏ واستعملت الحكومات هذا التعبير بشكل واسع لتشجيع السياح على زيارة بلدها،‏ كل ذلك دون ان يحاولوا تنفيذ اي مبدإ من اهم المبادئ الاساسية» للسياحة البيئية.‏ فكيف يمكنك ان تحدد ما اذا كانت الجولة التي تختارها هي فعلا جولة سياحية بيئية؟‏

      تقول ميڠان إپلر وود،‏ كاتبة التقرير المذكور اعلاه،‏ ان الجولة السياحية البيئية الحقيقية تشمل المواصفات التالية:‏ قبل الرحلة،‏ يزوَّد السائح بمعلومات حول حضارة وبيئة البلد الذي سيزوره،‏ بالاضافة الى ارشادات عن اللباس والتصرف الملائمين؛‏ كما يُعطى السائح تفاصيل عن الميزات الجغرافية،‏ الاجتماعية،‏ والسياسية للبلد المضيف وتتاح له فرص الاختلاط بالسكان المحليين في اماكن غير الاماكن التجارية؛‏ ويجب ان تضمن الجولة ان تكون كل رسوم الدخول الى المحميات مدفوعة كاملا،‏ وتؤمن الاقامة في مرافق تتناغم مع النظام البيئي ولا تلحق الضرر به.‏

      ما حقّقته السياحة البيئية

      غالبا ما تكون السياحة البيئية اكثر من مجرد جولة منظمة الى موقع طبيعي.‏ فقد عُرِّفت بأنها «السفر الى بلد غني بطبيعته بغية فهم التاريخ الطبيعي والثقافي للمنطقة،‏ والحرص في الوقت نفسه على عدم المساس بالنظام البيئي،‏ مع خلق فرص مُجدية اقتصاديا تجعل من المحافظة على الموارد الطبيعية امرا يفيد السكان المحليين».‏

      فهل التصقت السياحة البيئية بهذه المثل العليا؟‏ يقول مارتن ويكلسكي من جامعة پرنستون:‏ «ان السياحة البيئية هي من العوامل الرئيسية التي تساهم في الحفاظ على [جزر] ڠالاپاڠوس».‏ وفي رواندا بأفريقيا،‏ ادّى الترويج بنجاح للسياحة البيئية الى انقاذ غورلا الجبال،‏ اذ زوّدت هذه السياحة السكان المحليين بمورد بديل لما يجنونه من الصيد غير الشرعي للحيوانات البرية.‏ وفي بلدان افريقية اخرى،‏ تجري المحافظة على محميات الحيوانات البرية بالمال الذي ينفقه السياح عند زيارة المنطقة.‏

      تساهم السياحة البيئية حول العالم في ادخال تحسينات على الصعيدين الاجتماعي والبيئي.‏ ولا شك ان صناعة السياحة ينتج عنها فوائد مادية كبيرة.‏ لكن هل لها دائما تأثير مفيد؟‏ وما هي الآمال المستقبلية للسياحة العالمية؟‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٦]‏

      نصائح للمسافرين خارج بلدهمa

      قبل ان تغادر

      ١-‏ دوّن كل المعلومات المهمة التي تتعلق بجواز سفرك،‏ ارقام بطاقات الائتمان،‏ ارقام تذكرة الطائرة،‏ وتفاصيل عن الشيكات السياحية.‏ اترك نسخة في بيتك،‏ واحمل نسخة معك.‏

      ٢-‏ تأكد من صلاحية جواز سفرك وتأشيرتك.‏ من جهة اخرى،‏ لا تنسَ ان تتطعَّم بأية لقاحات لازمة.‏

      ٣-‏ تأكد ان لديك بوليصة تأمين صحية تؤمن التغطية المطلوبة،‏ اذ ان العلاج او نقلك من الخارج في الحالات الطارئة قد يكلفك آلاف الدولارات.‏ وإذا كنت تعاني حالة مرضية،‏ فخذ معك رسالة من طبيبك تصف حالتك والادوية التي تتناولها.‏ (‏ملاحظة:‏ قد يكون اخذ بعض الادوية الى بعض البلدان منافيا للقانون.‏ استفسر عن الموضوع في اقرب سفارة او قنصلية تابعة للبلد الذي ترغب في زيارته.‏)‏

      اثناء السفر

      ١-‏ لا تأخذ معك اي غرض يشكِّل فقدانه خسارة لا يمكنك تحملها.‏

      ٢-‏ احمل جوازك وغيره من الاشياء القيمة بحيث تكون اقرب ما يكون الى جسمك،‏ ولا تضعها في حقيبة يد او في جيوب مكشوفة.‏ لا تبقِ كل الوثائق في عهدة فرد واحد فقط من العائلة.‏

      ٣-‏ اذا حملت محفظتك في جيبك،‏ فطوِّقها برباط مطاطي لتصعِّب على النشالين سحبها.‏

      ٤-‏ دوّن كل ما تشتريه ببطاقة الائتمان،‏ ولا تتخطَّ ميزانيتك.‏ ففي بعض البلدان،‏ قد يُلقى القبض عليك اذا تجاوزت المبلغ الذي تغطيه البطاقة.‏

      ٥-‏ حذارِ من التقاط صور فوتوغرافية لجنود او منشآ‌ت عسكرية.‏ ولا تلتقط صورا لمنشآ‌ت صناعية مثل المرافئ،‏ السكك الحديدية،‏ والمطارات.‏ فقد تعتبر بعض البلدان ذلك تهديدا لأمنها.‏

      ٦-‏ لا تقبل ان تسلِّم رزما من شخص لا تعرفه جيدا.‏

      عند شراء التذكارات

      ١-‏ تذكر ان بلدانا كثيرة تحظر استيراد العاج،‏ ظهور السلاحف العظمية،‏ النباتات،‏ الفراء،‏ وغيرها من السلع،‏ حتى لو كانت تذكارات صغيرة.‏

      ٢-‏ حذارِ من ابتياع مصنوعات الخزف الملمَّع،‏ لأن هذه المواد قد تسبِّب التسمُّم بالرصاص اذا لم تُصنع بإتقان.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a المعلومات مستوحاة من المنشور رقم ١٠٥٤٢ الصادر عن وزراة الخارجية الاميركية.‏

  • مستقبل السياحة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • مستقبل السياحة

      ‏«ثمة امثلة من كل بلد في العالم تقريبا تدل ان تطوُّر السياحة هو السبب الرئيسي للتدهور البيئي».‏ ‏—‏ كتاب مدخل الى السياحة،‏ بقلم لينارد ج.‏ ليكوريش وكارسون ل.‏ جينكينز.‏

      قد لا يشكِّل نمو السياحة تهديدا للبيئة فحسب،‏ بل يمكن ان يخلق مشاكل اخرى ايضا.‏ فلنتأمل باختصار في بعض هذه المشاكل.‏ وبعد ذلك،‏ نناقش امكانية السياحة في المستقبل في كل انحاء المعمورة للتمتع بروائعها والتعرف بشعوبها الطيبة.‏

      المشاكل البيئية

      ان اعداد السياح الهائلة اليوم هي بحد ذاتها مصدر لمشاكل كثيرة.‏ يكتب الباحثان ليكوريش وجينكينز:‏ «يتعرض تاج مَحَلّ في الهند للبلى بسبب الزائرين.‏ والاهرامات في مصر مهددة بسبب اعداد السياح الكبيرة».‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ ينذر هذان الكاتبان ان السياحة غير المضبوطة يمكن ان تقتل او تعيق نمو الحياة النباتية عندما تدوس جحافل الزوار ارض المحميات.‏ كما يمكن ان تتعرض الانواع الحية لخطر الانقراض عندما يقوم السياح بجمع اصداف البحر النادرة والمرجان مثلا،‏ او حين يجمع المواطنون هذه الاشياء لكي يبيعوها للسياح.‏

      وبحسب تقديرات صادرة عن برنامج الامم المتحدة للبيئة،‏ يسبب السياح التلوث،‏ وذلك بمعدل كيلوغرام واحد في اليوم من النفايات الصلبة وغيرها لكل سائح.‏ حتى المناطق النائية يبدو انها تتأثر سلبا.‏ يقول تقرير حديث صادر عن جمعية تُعنى بحماية الغابات المطيرة (‏Rainforest Action Network)‏:‏ «في الطرقات التي يسلكها السياح في جبال الهملايا،‏ تلقى النفايات على طول الدروب وتلحق الاضرار بالغابات الجبلية بسبب استخدام الحطب لتسخين الطعام ومياه الاستحمام».‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ غالبا ما يستهلك السياح النسبة الكبرى من الموارد على حساب المواطنين.‏ مثلا،‏ يكتب جيمس ماك في كتابه السياحة والاقتصاد (‏بالانكليزية)‏:‏ «يستهلك السياح في غرينادا كمية من المياه تعادل سبعة اضعاف الكمية التي يستهلكها السكان المحليون».‏ ويضيف:‏ «بشكل مباشر وغير مباشر،‏ يستهلك قطاع السياحة ٤٠ في المئة من مجمل الطاقة في هاواي،‏ رغم ان معدل السياح لا يشكِّل سوى ١ الى ٨ من السكان في البلد».‏

      وفي حين ان السياح قد ينفقون مبالغ كبيرة من المال عند زيارة البلدان النامية،‏ فمعظم هذا المال لا يستفيد منه السكان المحليون.‏ فالبنك الدولي يقدِّر ان ٤٥ في المئة فقط من ايرادات السياحة تعود الى البلد المضيف،‏ في حين تعود مبالغ كبيرة الى البلدان المتقدمة من خلال وكالات السفر او الفنادق التابعة لشركات اجنبية.‏

      الآثار السلبية على الصعيد الاجتماعي

      ان السياح الغربيين الاثرياء نسبيا الذين يزورون البلدان النامية يمكن ان يتركوا آثارا سلبية اخرى في حضارة البلد المضيف،‏ بعضها واضح للعيان وبعضها الآخر خفي يكاد لا يُلاحَظ.‏ مثلا،‏ غالبا ما يجلب السياح معهم وسائل ترف يستحيل ان يحصل عليها السكان المحليون.‏ فتدفع الرغبة في امتلاك هذه الاشياء الكثير من سكان البلد الى تغيير نمط حياتهم تغييرا جذريا ليتمكنوا من تسديد ثمنها.‏ وقد يكون لهذا التغيير تأثير هدّام على سلوكهم في المجتمع.‏

      ذكر ماك ايضا مشاكل محتملة،‏ قائلا ان ازدياد السياحة يمكن ان «يؤدي الى فقدان المجتمع هويته الثقافية وفرديته،‏ ويخلق صراعا داخل المجتمعات التقليدية حول كيفية استعمال الاراضي والموارد الطبيعية التي تملكها هذه المجتمعات،‏ ويزيد النشاطات المضادة للمجتمع مثل الجريمة والبغاء».‏

      فغالبا ما يشعر السياح اليوم انهم احرار من القيود،‏ فيمارسون نشاطات لا يقومون بها لو كانوا في بلدهم محاطين بعائلتهم وأصدقائهم.‏ نتيجة لذلك،‏ باتت تصرفاتهم اللاأخلاقية مشكلة تؤدي الى عواقب خطيرة.‏ قال ماك،‏ مشيرا الى واقع معروف جدا:‏ «حول العالم يزداد القلق بشأن تأثيرات السياحة في انتشار بغاء الاولاد».‏ وفي عام ٢٠٠٤،‏ اخبرت وكالة سي إن إن:‏ «‹تشير تقديرات موثوق بها ان ٠٠٠‏,١٦ الى ٠٠٠‏,٢٠› ولد يقعون ضحية الممارسات الجنسية في المكسيك،‏ ‹ومعظم هذه الحالات تحدث عند حدود البلد،‏ وفي المدن والمناطق السياحية›».‏

      فوائد السياحة

      ارضنا موطن جميل يُتحفنا كل يوم بروائع مدهشة،‏ من مشاهد غروب الشمس الحافلة بالالوان،‏ الى السمٰوات المرصّعة بالنجوم المتلألئة،‏ وتنوع الحياة النباتية والحيوانية.‏ وبصرف النظر عن مكان سكننا،‏ نحن نتمتع ببعض هذه الروائع.‏ ولكن ما اجمل ان تسنح لنا الفرصة لنجوب الارض ونرى شتى المباهج التي تزخر بها!‏

      ورغم ان مسافرين كثيرين يتمتعون جدا بالطبيعة الخلابة،‏ فهم يقولون ان الشيء الاهم عندهم في السفر هو التعرف بأناس من حضارات تختلف عن حضارتهم.‏ وغالبا ما يكتشف المسافرون ان الموقف السلبي الذي يتخذه الناس تجاه بعض المجتمعات ليس مبررا.‏ فسفرهم يساعدهم على فهم اناس ينتمون الى عروق وثقافات عديدة وعلى إقامة صداقات متينة معهم.‏

      والدرس الذي يستخلصه سياح كثيرون هو ان السعادة لا تأتي بالضرورة من الممتلكات.‏ فالاهم هو علاقة الفرد بالآخرين،‏ سواء كان ذلك من خلال التمتع بصداقات توطدت مع الزمن او اقامة صداقات جديدة.‏ وثمة رواية في الكتاب المقدس تخبر كيف استفاد بعض المسافرين في القرن الاول من ‹اللطف الانساني› الذي اظهره لهم اهل مالطة «الاعاجم» حين تحطمت بهم السفينة هناك.‏ (‏اعمال ٢٨:‏١،‏ ٢‏)‏ واليوم،‏ تساعد زيارة بلدان وشعوب اخرى اشخاصا كثيرين ان يدركوا اننا في الحقيقة عائلة بشرية واحدة وأن لدينا المقومات التي تمكننا من العيش معا بسلام على الارض.‏

      ان عدد الذين يتمتعون اليوم بالسفر حول العالم قليل نسبيا.‏ ولكن ماذا عن المستقبل؟‏ هل يكون السفر متاحا لمعظم الناس،‏ إن لم يكن للجميع؟‏

      الآمال المستقبلية

      نحن جميعنا في الحقيقة ننتمي الى عائلة بشرية واحدة.‏ لقد مات ابوانا الاولان كما جرى انذارهما بسبب عدم اطاعتهما للّٰه.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨؛‏ ٢:‏١٧؛‏ ٣:‏١٩‏)‏ فصارت كل ذريتهما،‏ التي تشملنا جميعنا اليوم،‏ عرضة للشيخوخة والموت.‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ لكن اللّٰه يعد انه سيتمم قصده الاول للارض وأنها ستصير مأهولة بأناس يحبونه.‏ تقول كلمته:‏ «قد تكلمت بذلك .‏ .‏ .‏ وسأفعله».‏ —‏ اشعيا ٤٥:‏١٨؛‏ ٤٦:‏١١؛‏ ٥٥:‏١١‏.‏

      فكِّر في ما يعنيه ذلك!‏ يعد الكتاب المقدس بأن «الابرار يرثون الارض،‏ ويسكنونها الى الابد» في ظل ملكوت اللّٰه.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ كما يصف الكتاب المقدس حالة سكان الارض عندئذ قائلا:‏ «اللّٰه نفسه يكون معهم.‏ وسيمسح كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد».‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      فكِّر في الفرصة الرائعة التي ستتاح لك عندئذ ان تسافر في طول الارض وعرضها لتكتشف ما فيها من سحر وجمال،‏ وتتعرف بشعبها الرائع.‏ ولن يكون هنالك ما يدعو الى القلق بشأن الامن!‏ فكل سكان الارض سيكونون اصدقاءنا.‏ اجل،‏ سيكونون كما يقول الكتاب المقدس ‹معشر اخوة› واحدا في كل العالم.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٩‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة