مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • رائعة طبية،‏ معضلة اخلاقية
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٢
    • رائعة طبية،‏ معضلة اخلاقية

      ‏«ان الجدل القائم حول موضوع الخلايا الجذعية يدفع العلماء وغير العلماء على السواء الى التأمل في مسائل عميقة مثل:‏ مَن نحن وما الذي يميِّزنا كبشر».‏‏—‏ المعهد الوطني للعلوم،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏

      كارين مصابة بالداء السكري من النمط ١.‏ فالپنكرياس في جسمها لم يعد ينتج الإنسولين.‏ ولكن تصوّر لو تستطيع كارين ان تذهب الى الطبيب وتحصل على خلايا جديدة،‏ خلايا مزروعة بمستنبت في مختبر،‏ فتُزرع في جسمها لتحلّ محل خلايا الپنكرياس المتضررة.‏ وفيما تبدأ هذه الخلايا الجديدة بالعمل،‏ تتوقف كارين تدريجيا عن تناول الإنسولين وتستعيد عافيتها.‏

      منذ فترة قصيرة،‏ كان يمكن ان يبدو هذا العلاج وكأنه خيال علمي،‏ لكن بعض العلماء اليوم يعتقدون ان تحقيقه ممكن.‏ ولماذا؟‏ لأن العلماء وجدوا،‏ سنة ١٩٩٨،‏ طريقة لاستنبات عدد كبير من الخلايا تُدعى الخلايا الجذعية البشرية.‏ وهذه الخلايا يمكن ان تنمو لتصبح تقريبا ايّا من انواع خلايا الجسم البشري التي يفوق عددها المئتين،‏ بما في ذلك خلايا الپنكرياس.‏a

      وبحسب تقرير اصدرته المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة،‏ «يمكن ان تكون الخلايا الجذعية الحل الذي يتيح استبدال الخلايا التي تقضي عليها امراض فتاكة».‏ وتشمل هذه الامراض «داء پاركنسون،‏ الداء السكري،‏ مرض القلب المزمن،‏ مرض الكلى في مرحلته المتقدمة،‏ القصور في الكبد،‏ والسرطان»،‏ هذا اذا لم نذكر سوى القليل.‏ وتستطيع الخلايا الجذعية ايضا ان تنتج الدم،‏ مما قد يجعل بنوك الدم عتيقة الطراز،‏ كما يُزعَم.‏ لقد بدأ الاطباء منذ سنوات يستعملون الخلايا الجذعية لمعالجة بعض اضطرابات الدم.‏ ويشمل هذا العلاج عادة زرع نِقي العظم،‏ الغني بالخلايا الجذعية المنتِجة للدم.‏ لكنّ الاطباء اليوم يفضّلون استعمال الخلايا الجذعية المأخوذة من الدم الجاري.‏ ويُدعى هذا العلاج الذي يعتمد الخلايا الجذعية «الطب التجديدي» لأنه يعِد بإنتاج انسجة جديدة سليمة.‏

      لكنّ بعض اوجه هذا العلم الحديث هي مثار جدل حامٍ.‏ فكثيرون،‏ ومنهم عدد من العلماء،‏ يشعرون ان استخدام الخلايا الجذعية البشرية —‏ وخصوصا تلك المأخوذة من الاجنّة —‏ يُظهِر استخفافا بقدسية الحياة البشرية.‏ وقد اثارت المسألة جدلا حاميا،‏ حتى صارت «معضلة اخلاقية وسياسية».‏

      ان مؤيدي استخدام الخلايا الجذعية في العلاجات يتوقعون تحقيق المعجزات في هذا المضمار لأسباب كثيرة.‏ لذلك ستلقي المقالتان التاليتان الضوء على الخلايا الجذعية بأنواعها المختلفة وكيفية الحصول عليها وستناقش لماذا هي مثار جدل.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a في الولايات المتحدة،‏ استنبتت عدة مختبرات نوعين من الخلايا الجذعية —‏ الخلايا الجذعية الجنينية البشرية و الخلايا التناسلية الجنينية البشرية.‏

  • لمَ الجدل؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٢
    • لمَ الجدل؟‏

      يمكن ان تتحوّل كتلة من الطين اللّين بين يدي خزّاف ماهر الى اي شكل تقريبا.‏ والخلايا الجذعية الجنينية هي المثيل الحي لقطعة الطين الرطبة هذه؛‏ فهي قادرة ان تنتج انواع الخلايا البشرية التي يتعدى عددها المئتي نوع.‏ فكيف تقوم بذلك؟‏ تأمل في ما يحدث لبويضة ملقَّحة حديثا.‏

      سرعان ما تبدأ البويضة الملقّحة بالانقسام.‏ ويؤدي هذا الانقسام بعد نحو خمسة ايام عند البشر الى كرة من الخلايا تُدعى «الكيسة الارومية».‏ وهي عبارة عن كرة جوفاء مؤلفة من جدار خارجي من الخلايا يشبه القشرة ومن مجموعة صغيرة من حوالي ٣٠ خلية تُدعى الكتلة الداخلية من الخلايا،‏ وتكون معلّقة بالكرة من الداخل.‏ لاحقا،‏ يصير الجدار الخارجي المشيمة؛‏ اما الكتلة الداخلية فتصير الجنين البشري.‏

      لكن في هذه المرحلة،‏ لا تكون خلايا الكتلة الداخلية قد بدأت بمرحلة التمايز التي تتطور خلالها الخلايا الى انماط خلايا محدّدة مثل خلايا الاعصاب،‏ الكلى،‏ او العضلات.‏ لذلك تُسمّى الخلايا الجذعية.‏ فهي مصدر كل انواع الخلايا تقريبا.‏ ومن اجل فهم الاثارة والجدل المحيطين بموضوع الخلايا الجذعية،‏ لنرَ ما انجزه الباحثون حتى الآن وما هي اهدافهم،‏ بدءا من الخلايا الجذعية الجنينية.‏

      الخلايا الجذعية الجنينية

      يذكر تقرير الخلايا الجذعية ومستقبل الطب التجديدي (‏بالانكليزية)‏:‏ «في السنوات الـ‍ ٣ الاخيرة،‏ صار من الممكن اخذ هذه الخلايا الجذعية [الجنينية البشرية] من الكيسة الارومية والمحافظة عليها في مرحلة اللاتمايز ضمن مجموعات من المستنبتات في مختبر».‏a وبكلمات اخرى،‏ يمكن ان تُزرع الخلايا الجذعية الجنينية في مستنبت بحيث تنتج عددا غير محدود من النسخ المطابقة لها.‏ فقد أُخذت خلايا جذعية جنينية من فئران،‏ واستُنبتت للمرة الاولى سنة ١٩٨١،‏ فأنتجت بلايين الخلايا المطابقة لها في المختبر.‏

      ولأن كل هذه الخلايا تبقى غير متمايزة،‏ يأمل العلماء ان يتمكنوا من التحكم في الخلايا الجذعية لتتطور الى انواع الخلايا اللازمة في علاج استبدال الانسجة،‏ شرط ان تُستعمل الحوافز الكيميائية الحيوية الصحيحة.‏ وببسيط العبارة،‏ تُعتبر الخلايا الجذعية مصدرا محتملا لعدد غير محدود من ‹قطع التبديل›.‏

      في دراستَين عن الحيوانات،‏ عالج العلماء خلايا جذعية جنينية لتصبح خلايا منتِجة للإنسولين،‏ ثم زُرعت هذه الاخيرة في فئران مصابة بالداء السكري.‏ وفي احدى الدراستَين،‏ اختفت اعراض الداء السكري،‏ اما في الاخرى فلم تستطع الخلايا الجديدة انتاج الكمية الكافية من الإنسولين.‏ وكان العلماء قد لاقوا،‏ في دراسات مشابهة،‏ نجاحا جزئيا في اعادة تجديد عمل الاعصاب في نخاع شوكي متضرر وفي معالجة اعراض داء پاركنسون.‏ يقول المعهد الوطني للعلوم:‏ «هذه الدراسات واعِدة،‏ لكنها ليست دليلا قاطعا على ان علاجات مماثلة يمكن ان تكون فعّالة عند البشر».‏ ولكن لماذا تكون الابحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية الجنينية البشرية مثار جدل حامٍ؟‏

      لمَ القلق؟‏

      اكثر ما يقلق هو ان عملية استخراج الخلايا الجذعية الجنينية البشرية تهلك الجنين.‏ وهذا الامر،‏ كما يوضح المعهد الوطني للعلوم،‏ «يحرم الجنين البشري من إمكانية النمو والصيرورة انسانا مكتملا.‏ وبالنسبة الى الذين يؤمنون ان حياة الانسان تبدأ عند الاخصاب،‏ تُعتبر الابحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية الجنينية انتهاكا للمعتقدات التي تمنع اهلاك الحياة البشرية واستخدامها كوسيلة لتحقيق هدف آخر،‏ مهما كان هذا الهدف نبيلا».‏

      ومن اين تأتي المختبرات بالأجنّة التي تؤخذ منها الخلايا الجذعية؟‏ عموما من عيادات الاخصاب في الانبوب،‏ حيث تعطي النساء بويضات ليجري اخصابها في الانبوب.‏ اما الاجنّة المتبقية فتُجمَّد او تُرمى.‏ وإحدى العيادات في الهند ترمي اكثر من ٠٠٠‏,١ جنين بشري كل سنة.‏

      وفيما تستمر الابحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية الجنينية،‏ يصبّ بعض العلماء جهودهم على ابحاث قلّما تثير الجدل تتعلق بنوع آخر من الخلايا الجذعية —‏ الخلية الجذعية الناضجة.‏

      الخلايا الجذعية الناضجة

      تذكر المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة:‏ «الخلية الجذعية الناضجة هي خلية غير متمايزة موجودة في نسيج متمايز»،‏ مثل نِقي العظم،‏ الدم والأوعية الدموية،‏ الجلد،‏ النخاع الشوكي،‏ الكبد،‏ الجهاز المَعِدي المِعَوي،‏ والپنكرياس.‏ وتشير الابحاث الاولية الى ان استعمال الخلايا الجذعية الناضجة محدود اكثر بكثير من استعمال مثيلاتها الجنينية.‏ لكنّ الاكتشافات الاخيرة في الدراسات الحيوانية تشير ان بعض انواع الخلايا الجذعية الناضجة قد تتمايز لتصير انسجة مختلفة عن الانسجة التي أُخذت منها.‏

      والخلايا الجذعية الناضجة المأخوذة من الدم ونِقي العظم،‏ التي تُدعى الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم،‏ تستطيع ان «تتجدد ذاتيا باستمرار في النِّقي وأن تتمايز لتنتج كل انواع الخلايا الموجودة في الدم»،‏ كما يقول المعهد الوطني للعلوم.‏ وقد استُعمل هذا النوع من الخلايا الجذعية لمعالجة ابيضاض الدم (‏اللوكيميا)‏ وعدد من اضطرابات الدم الاخرى.‏b كما يدّعي بعض العلماء الآن ان الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم تُنتِج على ما يبدو خلايا غير دموية مثل خلايا كبد وخلايا تشبه العصبونات وبعض انواع الخلايا الاخرى الموجودة في الدماغ.‏

      ويبدو ان فريقا من الباحثين في الولايات المتحدة احرز تقدما مهمّا آخر باستعمال نوع آخر من الخلايا الجذعية مأخوذ من نِقي عظم فئران.‏ فقد أظهرت دراستهم،‏ التي صدرت في مجلة الطبيعة (‏بالانكليزية)‏،‏ ان هذه الخلايا هي على ما يبدو «متعددة الاستعمالات تماما مثل الخلايا الجذعية الجنينية»،‏ كما يرد في ذا نيويورك تايمز.‏ وتضيف المقالة انه بإمكان هذه الخلايا الجذعية الناضجة «ان تنجز من حيث الاساس كل مهمات الخلايا الجذعية الجنينية».‏ لكنّ الباحثين الذين يعملون بالخلايا الجذعية الناضجة لا يزالون يواجهون عوائق مهمة.‏ فهذه الخلايا نادرة ويصعب تحديد هويتها.‏ ولكن من جهة اخرى،‏ ان اية فوائد طبية يمكن ان تنجم عنها لا تشمل اهلاك اجنّة بشرية.‏

      المخاطر الصحية والطب التجديدي

      مهما كان نوع الخلية الجذعية المستعمل،‏ تستمر العلاجات في مواجهة عوائق خطيرة —‏ حتى لو استطاع العلماء التحكم ببراعة في سير العمليات التي تنتج عنها الانسجة التي يلزم زرعها في جسم المريض.‏ وأحد اهم العوائق هو رفض الجهاز المناعي للنسيج الغريب.‏ والحل في الحاضر هو اعطاء عقاقير قوية لقمع عمل الجهاز المناعي،‏ رغم تأثيراتها الجانبية الخطيرة.‏ ولكن بإمكان الهندسة الوراثية ان تتغلب على هذه المشكلة اذا استطاعت تغيير الخلايا الجذعية بحيث لا تعود الانسجة الناشئة عنها تبدو لجسم المستلِم عضوا غريبا.‏

      والاحتمال الآخر قد يكون استعمال الخلايا الجذعية المأخوذة من انسجة المريض نفسه.‏ ففي التجارب السريرية الباكرة،‏ استُعملت الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم بهذه الطريقة لمعالجة الذَّأَب.‏ وقد يتجاوب الداء السكري ايضا مع علاجات مشابهة،‏ ما دام النسيج الجديد ليس عرضة لهجوم المناعة الذاتية الذي ربما كان سبب المرض في البداية.‏ ويمكن للناس المصابين ببعض امراض القلب ان يستفيدوا ايضا من العلاج بالخلايا الجذعية.‏ وأحد الاقتراحات هو ان يتبرّع المرضى المعرّضون لهذه الامراض بخلاياهم الجذعية مسبقا لكي تُزرع في مستنبت وتُستعمل لاحقا لاستبدال نسيج القلب المريض.‏

      وفي مكافحة مشكلة الرفض المناعي،‏ يقترح بعض العلماء ايضا استنساخ المرضى والسماح لعملية الاستنساخ بالتطور فقط لتبلغ مرحلة «الكيسة الارومية»،‏ حيث يمكن الاستفادة من الخلايا الجذعية الجنينية.‏ (‏انظر الاطار «كيف يتمّ الاستنساخ».‏)‏ والأنسجة المستنبتة من هذه الخلايا الجذعية لا تطلق رد فعل مناعيا لأنها تطابق وراثيا انسجة المتبرع-‏المستلِم.‏ لكنّ هذا الاستنساخ قد يكون دون جدوى اذا كان هدفه معالجة مرض وراثي،‏ بالاضافة الى ان كثيرين لا تروقهم مطلقا فكرة الاستنساخ.‏ وتلخيصا لمشكلة المناعة،‏ ذكر المعهد الوطني للعلوم:‏ «ان فهم كيفية الحؤول دون رفض الجسم للخلايا المزروعة انما هو امر اساسي لكي تكون هذه الخلايا مفيدة للطب التجديدي.‏ وهذا الفهم هو احد اكبر التحديات التي تواجهها الابحاث الجارية في هذا المضمار».‏

      يحمل زرع الخلية الجذعية الجنينية ايضا خطر تكوّن ورم،‏ وخصوصا «الورم المسخي».‏ وقد يتألف هذا الورم من انسجة مختلفة،‏ مثل الجلد والشعر والعضل والغُضروف والعظم.‏ فأثناء النمو الطبيعي،‏ يتبع انقسام الخلية وتمايزها برنامجا وراثيا دقيقا.‏ لكنّ هاتين العمليتين يمكن ان تفشلا عندما تؤخذ الخلايا الجذعية من الكيسة الارومية،‏ تُزرع في مستنبت،‏ وتُحقن لاحقا في مخلوق حي.‏ فمعرفة كيفية التحكم اصطناعيا في عملية انقسام الخلية المعقدة جدا وتمايزها انما هي عائق رئيسي آخر يواجه الباحثين.‏

      لا علاج قريب

      يذكر تقرير الخلايا الجذعية ومستقبل الطب التجديدي:‏ «بسبب سوء الفهم المحيط بمستوى المعرفة الذي جرى بلوغه،‏ قد يكون الانطباع ان انتشار التطبيق السريري للعلاجات الجديدة هو مؤكد وقريب امرا غير مبرر.‏ لكنّ الابحاث المتعلقة بالخلية الجذعية لا تزال في الواقع في بداياتها،‏ والنقص الكبير في المعرفة يضع العراقيل في وجه تحقيق علاجات جديدة تستخدم الخلايا الجذعية الجنينية او الناضجة».‏ فمن الواضح ان الاسئلة تفوق الاجوبة.‏ حتى ان بعض العلماء «يستعدون لمواجهة رد فعل قوي عندما تفشل العلاجات»،‏ كما يقول تقرير من نيويورك تايمز.‏

      بغضّ النظر عن العلم المتعلق بالخلايا الجذعية،‏ احرز العلم تقدما كبيرا في مجالات كثيرة في العقود الاخيرة.‏ لكن،‏ كما رأينا،‏ يثير بعض هذا التقدم اسئلة اخلاقية وأدبية معقدة.‏ فإلى اين يمكننا الالتفات لنيل الارشاد السليم بشأن هذه المسائل؟‏ بالاضافة الى ذلك،‏ فيما تصبح الابحاث اكثر تطورا وكلفة،‏ غالبا ما تعكس العلاجات والعقاقير هذه الكلفة.‏ وقد قدَّر بعض الباحثين ان علاجات الخلايا الجذعية قد تكلف مئات آلاف الدولارات لكل مريض.‏ لكن حتى الآن يعجز ملايين الناس عن مجاراة التكاليف الطبية وأقساط التأمين المتصاعدة.‏ فمَن سيستفيد اذا بدأ الاطباء باستعمال هذا العلاج المتعلق بالخلايا الجذعية الذي احدث ثورة في مجال الطب؟‏ ان الوقت فقط كفيل ان يخبرنا بذلك.‏

      لكن ما يمكننا التأكد منه هو انه ما من علاج يبتكره انسان سيزيل المرض والموت.‏ (‏مزمور ١٤٦:‏٣،‏ ٤‏)‏ فخالقنا فقط هو الذي يملك القدرة على ذلك.‏ لكن هل ينوي ان يفعل ذلك؟‏ ان المقالة التالية تظهر جواب الكتاب المقدس عن هذا السؤال.‏ وهي تناقش ايضا كيف يمكن ان يرشدنا الكتاب المقدس عبر متاهة المسائل الاخلاقية والادبية المعقدة التي تنشأ اليوم،‏ حتى الطبية منها.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a سنة ٢٠٠١،‏ اعدّت هذا التقرير لجان ومجالس مختلفة بناء على طلب المعهد الوطني للعلوم في الولايات المتحدة.‏

      b لمناقشة موضوع زرع نِقي العظم على ضوء الاسفار المقدسة والمسائل الاخرى المرتبطة به،‏ انظر من فضلك برج المراقبة،‏ عدد ١ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٨٥،‏ اسئلة من القراء.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٦]‏

      مصدر آخر للخلايا الجذعية

      بالاضافة الى الخلايا الجذعية الجنينية والناضجة،‏ عُزلت ايضا الخلايا التناسلية الجنينية‏.‏ تؤخذ الخلايا التناسلية الجنينية من خلايا غدة الجنين التناسلية،‏ التي تنمو لتصير المبيضين اللذين ينتجان البويضات او الخصيتين اللتين تنتجان الحييونات المنوية.‏ ورغم ان الخلايا التناسلية الجنينية تختلف بطرائق عديدة عن الخلايا الجذعية الجنينية،‏ فكلتا الفئتين قادرتان على انتاج كل انواع الخلايا تقريبا.‏ وهذه القدرة تجعل هاتين الفئتين ملائمتين جدا لتطوير علاجات طبية لم يسبق لها مثيل.‏ لكنّ الاثارة الناجمة عن هذه العلاجات المحتملة يخفّفها الجدل القائم حول مصدر هذه الخلايا.‏ فهي مأخوذة من اجنّة جرى اهلاكها.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      كيف يتمّ الاستنساخ

      في السنوات الاخيرة استنسخ العلماء حيوانات متنوعة.‏ حتى ان مختبرا في الولايات المتحدة حاول سنة ٢٠٠١ استنساخ انسان،‏ لكنّ تجربته باءت بالفشل.‏ وإحدى الطرائق التي يستخدمها العلماء في الاستنساخ هي عملية تُدعى نقل النواة.‏

      اولا،‏ يأخذون بويضة غير ملقّحة من انثى (‏١‏)‏ وينزعون نواة هذه الخلية (‏٢‏)‏،‏ التي تحتوي على الدَّنا DNA.‏ بعد ذلك،‏ يحصلون من جسم الحيوان الذي سيُستنسخ على خلية ملائمة،‏ مثل خلية الجلد (‏٣‏)‏،‏ التي تحتوي نواتها على المخطط الوراثي لمالكها.‏ ثم يُقحمون هذه الخلية (‏او نواتها فقط)‏ في البويضة الخالية من النواة ويمرّرون تيارا كهربائيا (‏٤‏)‏.‏ فتندمج الخلية في سيتوپلازما البويضة (‏٥‏)‏.‏ وبوجود النواة الجديدة،‏ تنقسم الآن البويضة وتنمو كما لو كانت ملقّحة (‏٦‏)‏،‏ وتبدأ مرحلة نمو نسخة المخلوق الذي أُخذت من جسمه الخلية.‏c

      يمكن ان تُزرع البويضة المنقسمة في رحم أم بديلة (‏٧‏)‏،‏ حيث تنمو الى المرحلة الكاملة،‏ في حال تم كل شيء على ما يرام،‏ الامر الذي نادرا ما يحصل.‏ والخيار الآخر هو ان تُحفظ البويضة المنقسمة حتى تبلغ فقط المرحلة التي يصير فيها بالامكان اخذ خلايا جذعية جنينية من كتلة الخلايا الداخلية وإبقاؤها في المستنبت.‏ ويعتقد العلماء ان هذه العملية الاساسية ينبغي ان تنجح في حالة البشر.‏ وفي الواقع،‏ صُنعت المحاولة المذكورة آنفا لاستنساخ انسان بهدف الحصول على خلايا جذعية جنينية.‏ ويُدعى الاستنساخ الذي يُصنع بهذا الهدف الاستنساخ العلاجي.‏

      ‏[الحاشية]‏

      c كانت النعجة دوللي اولى الثدييَّات التي استُنسِخت من خلية ناضجة.‏ فقد زرع العلماء نواة خلية من غدة ثديية لنعجة بالغة في بويضة أُزيلت نواتها.‏

      ‏[الرسم]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      ١ ← ٢ ← ٣ ← ٤ ← ٥ ← ٦ ← ٧

      ‏[الرسم في الصفحة ٧]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      خلايا جذعية جنينية (‏مبسّطة)‏

      بويضة ملقّحة (‏اليوم ١)‏

      ↓

      اربع خلايا (‏اليوم ٣)‏

      ↓

      كيسة ارومية مع كتلة خلايا جذعية داخلية (‏اليوم ٥)‏

      خلايا جذعية مزروعة في مستنبت

      ↓

      اكثر من ٢٠٠ نوع مختلف من الخلايا في جسم الانسان

      ← خلايا غدّة درقية

      ← خلية پنكرياس (‏يمكن ان تساعد في شفاء الداء السكري)‏

      ← خلايا خِضابية

      ← خلايا دم حمراء

      ← خلايا كلوية

      ← خلايا عضلة هيكلية

      ← خلايا عضلة قلب (‏يمكن ان تصلح قلبا متضررا)‏

      ← خلية رئوية

      ← خلية عصبية (‏يمكن ان تعالج دائَي پاركنسون

      وألزهايمر وتصلح اصابات النخاع الشوكي)‏

      ← خلايا جلدية

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Blastocyst and cultured stem cells: University of Wisconsin Communications; all other art: © 2001 Terese Winslow,‎ assisted by Lydia Kibiuk and Caitlin Duckwall

      ‏[الرسم في الصفحة ٨]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      خلايا جذعية ناضجة (‏مبسّطة)‏

      خلية جذعية موجودة في نِقي العظم

      ← خلايا لمفاوية

      ← ايوزينوفيل

      ← خلايا دم حمراء

      ← صُفَيحات

      ← كريّة احادية النواة

      ← بازوفيل

      ← امكانية انتاج خلايا عديدة اخرى

      ← خلية عصبية

      ‏[مصدر الصورة]‏

      2001 Terese Winslow,‎ assisted by Lydia Kibiuk and Caitlin Duckwall ©

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة