-
علِّم ما يعلّمه الكتاب المقدس حقابرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
عَلِّمْ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا
«تَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، . . . وَعَلِّمُوهُمْ». — متى ٢٨:١٩، ٢٠.
١ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنْ إِمْكَانِيَّةِ ٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
إِنَّ كَلِمَةَ يَهْوَه، ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، هِيَ أَحَدُ أَقْدَمِ ٱلْكُتُبِ وَأَكْثَرِهَا تَوْزِيعًا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. فَقَدْ تُرْجِمَتْ بَعْضُ أَجْزَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٣٠٠,٢ لُغَةٍ. وَهكَذَا صَارَ بِإِمْكَانِ أَكْثَرَ مِنْ ٩٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنْ سُكَّانِ ٱلْأَرْضِ أَنْ يَحْصُلُوا عَلَيْهِ بِلُغَتِهِمْ.
٢، ٣ (أ) لِمَاذَا هُنَالِكَ تَشْوِيشٌ بِشَأْنِ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا؟
٢ يَقْرَأُ مَلَايِينُ ٱلنَّاسِ كُلَّ يَوْمٍ أَجْزَاءً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. كَمَا أَنَّ ٱلْبَعْضَ قَرَأُوهُ بِٱلْكَامِلِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ. وَمَعَ أَنَّ آلَافَ ٱلدِّيَانَاتِ ٱلْيَوْمَ تَدَّعِي أَنَّهَا تُؤَسِّسُ تَعَالِيمَهَا عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَهِيَ تَخْتَلِفُ فِي مَا بَيْنَهَا حَوْلَ مَا يُعَلِّمُهُ هذَا ٱلْكِتَابُ. وَمَا يَزِيدُ ٱلنَّاسَ تَشْوِيشًا هُوَ ٱلْخِلَافَاتُ ٱلشَّدِيدَةُ ٱلَّتِي تَنْشَأُ بَيْنَ أَفْرَادِ ٱلدِّينِ ٱلْوَاحِدِ. فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، يُشَكِّكُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَأَصْلِهِ وَقِيمَتِهِ، فِيمَا يَعْتَبِرُهُ كَثِيرُونَ مُجَرَّدَ كِتَابٍ دِينِيٍّ يُسْتَخْدَمُ فِي ٱلطُّقُوسِ وَٱلْمَرَاسِيمِ وَفِي صُنْعِ ٱلنُّذُورِ وَأَدَاءِ ٱلْقَسَمِ فِي ٱلْمَحَاكِمِ.
٣ لكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَتَضَمَّنُ فِي ٱلْوَاقِعِ كَلِمَةَ، أَوْ رِسَالَةَ، ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةَ ٱلْمُوَجَّهَةَ إِلَى ٱلْبَشَرِ. (عبرانيين ٤:١٢) لِذلِكَ كَشُهُودٍ لِيَهْوَه، نَحْنُ نَوَدُّ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلنَّاسُ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. وَيَسُرُّنَا أَنْ نُنْجِزَ ٱلْمُهِمَّةَ ٱلَّتِي أَوْكَلَهَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ إِلَى أَتْبَاعِهِ حِينَ قَالَ: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، . . . وَعَلِّمُوهُمْ». (متى ٢٨:١٩، ٢٠) إِلَّا أَنَّنَا نَلْتَقِي فِي خِدْمَتِنَا أُنَاسًا مُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ يَنْزَعِجُونَ بِسَبَبِ ٱلتَّشْوِيشِ ٱلدِّينِيِّ ٱلْمُتَفَشِّي فِي ٱلْعَالَمِ. وَهُمْ يَرْغَبُونَ فِي مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِيقَةِ عَنْ خَالِقِنَا وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ مَعْنَى ٱلْحَيَاةِ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثَةِ أَسْئِلَةٍ تَهُمُّ أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ. وَفِي كُلِّ حَالَةٍ، سَنَرَى ٱلتَّعَالِيمَ ٱلْخَاطِئَةَ ٱلَّتِي يُرَوِّجُهَا ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ. ثُمَّ سَنَتَفَحَّصُ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا. وَهذِهِ ٱلْأَسْئِلَةُ هِيَ: أَوَّلًا، هَلْ يَهْتَمُّ ٱللّٰهُ بِنَا؟ ثَانِيًا، مَا ٱلْقَصْدُ مِنَ ٱلْحَيَاةِ؟ وَثَالِثًا، مَاذَا يَحُلُّ بِنَا عِنْدَمَا نَمُوتُ؟
هَلْ يَهْتَمُّ ٱللّٰهُ بِنَا؟
٤، ٥ لِمَاذَا يَظُنُّ ٱلنَّاسُ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَهْتَمُّ بِنَا؟
٤ سَنَبْدَأُ بِٱلسُّؤَالِ: هَلْ يَهْتَمُّ ٱللّٰهُ بِنَا؟ مِنَ ٱلْمُحْزِنِ أَنَّ أُنَاسًا عَدِيدِينَ ٱلْيَوْمَ يَظُنُّونَ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَهْتَمُّ بِٱلْبَشَرِ. لِمَاذَا؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِي عَالَمٍ مَلِيءٍ بِٱلْبُغْضِ وَٱلْحُرُوبِ وَٱلْأَلَمِ. لِذلِكَ قَدْ يُفَكِّرُونَ: ‹لَوْ كَانَ ٱللّٰهُ يَهْتَمُّ بِنَا حَقًّا، أَفَلَا يُفْتَرَضُ أَنْ يَتَدَخَّلَ وَيَضَعَ حَدًّا لِكُلِّ مَا يَحْدُثُ مِنْ مَآسٍ؟›.
٥ وَٱلسَّبَبُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي أَدَّى بِٱلنَّاسِ إِلَى ٱلِٱعْتِقَادِ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَهْتَمُّ بِنَا هُوَ ٱلِٱنْطِبَاعُ ٱلَّذِي تَرَكَهُ لَدَيْهِمِ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ. فَمَاذَا يَقُولُ رِجَالُ ٱلدِّينِ عُمُومًا لِلنَّاسِ حِينَ تَحُلُّ بِهِمْ كَارِثَةٌ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمِثَالِ ٱلتَّالِي: خَسِرَتِ ٱمْرَأَةٌ طِفْلَيْهَا فِي حَادِثِ سَيَّارَةٍ. فَعَزَّاهَا ٱلْقَسُّ قَائِلًا: «كَانَتْ هذِهِ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ. لَقَدِ ٱحْتَاجَ ٱللّٰهُ إِلَى مَلَاكَيْنِ إِضَافِيَّيْنِ». بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلْمُشَابِهَةِ، يَلُومُ رِجَالُ ٱلدِّينِ ٱللّٰهَ عَلَى ٱلْمَآسِي ٱلَّتِي تُصِيبُ ٱلنَّاسَ. لكِنَّ ٱلتِّلْمِيذَ يَعْقُوبَ كَتَبَ قَائِلًا: «لَا يَقُلْ أَحَدٌ وَهُوَ فِي مِحْنَةٍ: ‹إِنَّ ٱللّٰهَ يَمْتَحِنُنِي›. فَإِنَّ ٱللّٰهَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُمْتَحَنَ بِٱلسَّيِّئَاتِ، وَلَا هُوَ يَمْتَحِنُ أَحَدًا». (يعقوب ١:١٣) فَيَهْوَه ٱللّٰهُ لَا يُسَبِّبُ مُطْلَقًا ٱلْأَذَى لِلْبَشَرِ. حَقًّا، «حَاشَا للّٰهِ مِنْ فِعْلِ ٱلشَّرِّ». — ايوب ٣٤:١٠.
٦ مَنْ هُوَ مُسَبِّبُ ٱلشَّرِّ وَٱلْأَلَمِ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ؟
٦ إِذًا، لِمَاذَا يَتَفَشَّى فِي ٱلْعَالَمِ كُلُّ هذَا ٱلشَّرِّ وَٱلْأَلَمِ؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّ ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ عُمُومًا يَرْفُضُونَ ٱللّٰهَ كَحَاكِمٍ وَيَأْبَوْنَ أَنْ يَخْضَعُوا لِشَرَائِعِهِ وَمَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ. وَهذَا مَا يَجْعَلُهُمْ خَاضِعِينَ دُونَ أَنْ يَدْرُوا لِعَدُوِّ ٱللّٰهِ ٱلشَّيْطَانِ، إِذْ إِنَّ ‹ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ هُوَ تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشِّرِّيرِ›. (١ يوحنا ٥:١٩) إِنَّ مَعْرِفَةَ هذَا ٱلْأَمْرِ تُسَهِّلُ فَهْمَ سَبَبِ حُدُوثِ ٱلْمَآسِي. فَٱلشَّيْطَانُ مَخْلُوقٌ شِرِّيرٌ وَقَاسٍ وَمُخَادِعٌ وَمَلْآنٌ بُغْضًا. لِذلِكَ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَتَوَقَّعَ أَنْ يَعْكِسَ ٱلْعَالَمُ شَخْصِيَّةَ حَاكِمِهِ. وَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يَتَفَشَّى ٱلشَّرُّ إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ فِي ٱلْعَالَمِ.
٧ مَا هُمَا ٱثْنَانِ مِنْ أَسْبَابِ ٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي نُعَانِيهِ؟
٧ اَلسَّبَبُ ٱلثَّانِي لِلْأَلَمِ ٱلَّذِي نُعَانِيهِ هُوَ ٱلنَّقْصُ ٱلْبَشَرِيُّ. فَٱلْبَشَرُ ٱلْخُطَاةُ يَمِيلُونَ بِطَبِيعَتِهِمْ إِلَى ٱلتَّنَازُعِ عَلَى ٱلسُّلْطَةِ، مِمَّا يُسَبِّبُ ٱلْحُرُوبَ وَٱلظُّلْمَ وَٱلْأَلَمَ. فَكَمْ هِيَ مُلَائِمَةٌ كَلِمَاتُ ٱلْجَامِعَةِ ٨:٩: «يَتَسَلَّطُ إِنْسَانٌ عَلَى إِنْسَانٍ لِأَذِيَّتِهِ»! وَٱلسَّبَبُ ٱلثَّالِثُ لِلْأَلَمِ هُوَ «ٱلْوَقْتُ وَٱلْحَوَادِثُ غَيْرُ ٱلْمُتَوَقَّعَةِ». (جامعة ٩:١١) فَغَالِبًا مَا يَتَعَرَّضُ ٱلنَّاسُ لِلْأَذَى بِسَبَبِ وُجُودِهِمْ فِي ٱلْمَكَانِ غَيْرِ ٱلْمُنَاسِبِ فِي ٱلْوَقْتِ غَيْرِ ٱلْمُنَاسِبِ.
٨، ٩ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يَهْتَمُّ بِنَا حَقًّا؟
٨ طَبْعًا، مِنَ ٱلْمُعَزِّي أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَه لَا يُسَبِّبُ ٱلْأَلَمَ. وَلكِنْ هَلْ يَهْتَمُّ ٱللّٰهُ بِمَا يَحْدُثُ لَنَا؟ اَلْجَوَابُ عَلَى هذَا ٱلسُّؤَالِ هُوَ نَعَمْ، وَهذَا مُفْرِحٌ دُونَ شَكٍّ. وَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يَهْتَمُّ لِأَنَّ كَلِمَتَهُ ٱلْمُوحَى بِهَا تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْبَابَ ٱلَّتِي جَعَلَتْهُ يَسْمَحُ لِلْبَشَرِ بِٱتِّبَاعِ مَسْلَكٍ خَاطِئٍ. وَتَشْمُلُ هذِهِ ٱلْأَسْبَابُ قَضِيَّتَيْنِ حَيَوِيَّتَيْنِ: قَضِيَّةَ سُلْطَانِهِ وَقَضِيَّةَ ٱسْتِقَامَةِ ٱلْبَشَرِ. وَلكِنْ بِمَا أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْخَالِقُ ٱلْقَدِيرُ، فَهُوَ لَيْسَ مُضْطَرًّا أَنْ يُطْلِعَنَا عَلَى أَسْبَابِ سَمَاحِهِ بِٱلْأَلَمِ. رَغْمَ ذلِكَ، فَهُوَ يُخْبِرُنَا بِهَا لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا.
٩ وَهُنَالِكَ أَيْضًا دَلِيلٌ آخَرُ يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱللّٰهَ يَهْتَمُّ بِنَا. فَقَدْ «حَزِنَ فِي قَلْبِهِ» عِنْدَمَا ٱمْتَلَأَتِ ٱلْأَرْضُ شَرًّا فِي أَيَّامِ نُوحٍ. (تكوين ٦:٥، ٦) وَهَلْ تَغَيَّرَتْ مَشَاعِرُهُ ٱلْيَوْمَ؟ كَلَّا، لِأَنَّهُ لَا يَتَغَيَّرُ. (ملاخي ٣:٦) فَهُوَ لَا يَزَالُ يُبْغِضُ ٱلظُّلْمَ وَيَكْرَهُ أَنْ يَرَى ٱلنَّاسَ يَتَأَلَّمُونَ. وَيُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُبْطِلُ عَمَّا قَرِيبٍ كُلَّ ٱلْأَذَى ٱلنَّاجِمِ عَنْ حُكْمِ ٱلْبَشَرِ وَعَنْ تَأْثِيرَاتِ إِبْلِيسَ. أَوَلَيْسَ هذَا دَلِيلًا قَاطِعًا عَلَى أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا؟
١٠ مَا هُوَ شُعُورُ يَهْوَه حِيَالَ ٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي يُعَانِيهِ ٱلْبَشَرُ؟
١٠ إِنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ يُشَوِّهُونَ صُورَةَ ٱللّٰهِ عِنْدَمَا يَقُولُونَ إِنَّ ٱلْمَآسِيَ ٱلَّتِي تَحُلُّ بِنَا تَحْدُثُ بِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ. عَلَى ٱلْعَكْسِ، فَيَهْوَه يَتُوقُ إِلَى وَضْعِ حَدٍّ لِلْأَلَمِ ٱلَّذِي يُعَانِيهِ ٱلْبَشَرُ. تَقُولُ ١ بطرس ٥:٧: «إِنَّهُ يَهْتَمُّ بِكُمْ». وَهذَا هُوَ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا.
مَا ٱلْقَصْدُ مِنَ ٱلْحَيَاةِ؟
١١ مَاذَا غَالِبًا مَا تَقُولُ أَدْيَانُ ٱلْعَالَمِ عَنْ حَيَاةِ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١١ لِنَنْتَقِلِ ٱلْآنَ إِلَى ٱلسُّؤَالِ ٱلثَّانِي ٱلَّذِي يَشْغَلُ بَالَ ٱلْعَدِيدِينَ، وَهُوَ: مَا ٱلْقَصْدُ مِنَ ٱلْحَيَاةِ؟ غَالِبًا مَا تُعَلِّمُ أَدْيَانُ ٱلْعَالَمِ أَنَّ حَيَاةَ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى ٱلْأَرْضِ مَا هِيَ إِلَّا مَرْحَلَةٌ وَقْتِيَّةٌ. فَٱلْأَرْضُ فِي نَظَرِهِمْ لَيْسَتْ سِوَى مَحَطَّةٍ يَتَوَقَّفُ فِيهَا ٱلْإِنْسَانُ قَبْلَ ٱنْتِقَالِهِ لِلْعَيْشِ فِي مَكَانٍ آخَرَ. كَمَا أَنَّ بَعْضَ رِجَالِ ٱلدِّينِ يُعَلِّمُونَ خَطَأً أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُدَمِّرُ فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ هذَا ٱلْكَوْكَبَ. وَنَتِيجَةً لِهذِهِ ٱلتَّعَالِيمِ، يَعِيشُ أُنَاسٌ عَدِيدُونَ حَيَاتَهُمْ كَمَا يَحْلُو لَهُمْ لِأَنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا. وَلكِنْ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا عَنِ ٱلْقَصْدِ مِنَ ٱلْحَيَاةِ؟
١٢-١٤ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ قَصْدِ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ؟
١٢ لَدَى ٱللّٰهِ قَصْدٌ رَائِعٌ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ. فَهُوَ «لَمْ يَخْلُقِ [ٱلْأَرْضَ] بَاطِلًا، إِنَّمَا لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا». (اشعيا ٤٥:١٨) كَمَا أَنَّهُ أَسَّسَ «ٱلْأَرْضَ عَلَى قَوَاعِدِهَا، فَلَا تَتَزَعْزَعُ إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ». (مزمور ١٠٤:٥) إِنَّ تَعَلُّمَ هذِهِ ٱلْأُمُورِ عَنْ قَصْدِ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ يُسَاعِدُنَا لِنَفْهَمَ ٱلْقَصْدَ مِنَ ٱلْحَيَاةِ.
١٣ يُظْهِرُ ٱلْإِصْحَاحَانِ ٱلْأَوَّلُ وَٱلثَّانِي مِنْ سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ أَنَّ يَهْوَه حَرَصَ عَلَى إِعْدَادِ ٱلْأَرْضِ لِسُكْنَى ٱلْبَشَرِ. فَفِي نِهَايَةِ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْخَلْقِيَّةِ لِلْأَرْضِ، كَانَ كُلُّ شَيْءٍ ‹حَسَنًا جِدًّا›. (تكوين ١:٣١) وَقَدْ وَضَعَ ٱللّٰهُ ٱلرَّجُلَ وَٱلْمَرْأَةَ ٱلْأَوَّلَيْنِ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ ٱلْجَمِيلَةِ وَزَوَّدَهُمَا بِوَفْرَةٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ. وَأُمِرَ ٱلزَّوْجَانِ ٱلْبَشَرِيَّانِ ٱلْأَوَّلَانِ أَنْ ‹يُثْمِرَا وَيَكْثُرَا وَيَمْلَأَا ٱلْأَرْضَ وَيُخْضِعَاهَا›. فَكَانَ مِنَ ٱلْمُفْتَرَضِ أَنْ يُنْجِبَا أَوْلَادًا كَامِلِينَ، يُوَسِّعَا ٱلْجَنَّةَ ٱلَّتِي يَسْكُنَانِهَا لِتَشْمُلَ كُلَّ ٱلْأَرْضِ، وَيَتَسَلَّطَا بِمَحَبَّةٍ عَلَى ٱلْحَيَوَانَاتِ. — تكوين ١:٢٦-٢٨.
١٤ إِذًا، قَصْدُ يَهْوَه هُوَ أَنْ تَسْكُنَ ٱلْأَرْضَ عَائِلَةٌ بَشَرِيَّةٌ كَامِلَةٌ وَتَبْقَى فِيهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «اَلْأَبْرَارُ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ، وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ». (مزمور ٣٧:٢٩) فَٱلْبَشَرُ خُلِقُوا لِيَتَمَتَّعُوا بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَهذَا هُوَ قَصْدُ ٱللّٰهِ، وَهذَا هُوَ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا.
مَاذَا يَحُلُّ بِنَا عِنْدَمَا نَمُوتُ؟
١٥ مَاذَا تُعَلِّمُ مُعْظَمُ ٱلْأَدْيَانِ عَمَّا يَحُلُّ بِنَا عِنْدَمَا نَمُوتُ؟
١٥ لِنَتَنَاوَلِ ٱلْآنَ ٱلسُّؤَالَ ٱلثَّالِثَ ٱلَّذِي يَهُمُّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلنَّاسِ: مَاذَا يَحُلُّ بِنَا عِنْدَمَا نَمُوتُ؟ تُعَلِّمُ مُعْظَمُ ٱلْأَدْيَانِ أَنَّ فِي دَاخِلِنَا شَيْئًا يُفَارِقُ ٱلْجَسَدَ عِنْدَ ٱلْمَوْتِ وَيَبْقَى حَيًّا. كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْفِرَقِ ٱلدِّينِيَّةِ لَا تَزَالُ مُتَمَسِّكَةً بِفِكْرَةِ أَنَّ ٱللّٰهَ يُعَاقِبُ ٱلشِّرِّيرَ فَيُحْرِقُهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. وَلكِنْ هَلْ هذَا صَحِيحٌ؟ وَمَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا عَنِ ٱلْمَوْتِ؟
١٦، ١٧ مَا هِيَ حَالَةُ ٱلْأَمْوَاتِ ٱسْتِنَادًا إِلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٦ تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «اَلْأَحْيَاءُ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا ٱلْأَمْوَاتُ فَلَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا، وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ». وَبِمَا أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ «لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا»، فَلَا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا أَوْ يَرَوْا أَوْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَشْعُرُوا أَوْ يُفَكِّرُوا. وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ. فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُمْ أَجْرٌ وَهُمْ عَاجِزُونَ عَنِ ٱلْقِيَامِ بِأَيِّ عَمَلٍ؟! كَمَا أَنَّ «مَحَبَّتَهُمْ وَبُغْضَهُمْ وَغَيْرَتَهُمْ قَدْ بَادَتْ»، أَيْ أَنَّهُمْ مَا عَادُوا يُحِسُّونَ بِأَيَّةِ مَشَاعِرَ. — جامعة ٩:٥، ٦، ١٠.
١٧ إِذًا، مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ وَاضِحٌ وَبَسِيطٌ: اَلْأَمْوَاتُ لَا يَسْتَمِرُّونَ فِي ٱلْعَيْشِ فِي مَكَانٍ آخَرَ. فَمَا مِنْ شَيْءٍ دَاخِلَنَا يُفَارِقُ ٱلْجَسَدَ عِنْدَ ٱلْمَوْتِ وَيَبْقَى حَيًّا لِيُولَدَ مِنْ جَدِيدٍ فِي جِسْمٍ آخَرَ، كَمَا يَقُولُ مَنْ يُؤْمِنُونَ بِٱلتَّقَمُّصِ. إِلَيْكَ ٱلْإِيضَاحَ ٱلتَّالِي: يُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي نَعِيشُهَا بِلَهَبِ ٱلشَّمْعَةِ. فَعِنْدَمَا يَنْطَفِئُ ٱللَّهَبُ، لَا يَنْتَقِلُ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ، وَإِنَّمَا يَزُولُ عَنِ ٱلْوُجُودِ.
١٨ عِنْدَمَا يَتَعَلَّمُ تِلْمِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا، مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَسْتَنْتِجَ؟
١٨ لِنُفَكِّرِ ٱلْآنَ فِي تَأْثِيرَاتِ هذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ ٱلْبَسِيطَةِ وَإِنَّمَا ٱلْمُهِمَّةِ. فَعِنْدَمَا يَتَعَلَّمُ تِلْمِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا، يَنْبَغِي أَنْ يَصِلَ بِسُرْعَةٍ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ أَسْلَافَهُ ٱلْمَوْتَى، مَهْمَا كَانُوا قُسَاةً خِلَالَ حَيَاتِهِمْ، لَا يَسْتَطِيعُونَ إِزْعَاجَهُ ٱلْآنَ. كَمَا يَجِبُ أَنْ يَفْهَمَ بِسُهُولَةٍ أَنَّ أَحِبَّاءَهُ ٱلْأَمْوَاتَ مَا عَادُوا يَسْمَعُونَ أَوْ يَرَوْنَ أَوْ يَتَكَلَّمُونَ أَوْ يَشْعُرُونَ أَوْ يُفَكِّرُونَ. لِذلِكَ، فَهُمْ لَا يُعَانُونَ وَحْدَةً لَا تُطَاقُ فِي ٱلْمَطْهَرِ أَوْ يَحْتَرِقُونَ فِي مَكَانٍ لِلْعَذَابِ. لكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُعَلِّمُنَا أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِي ذَاكِرَةِ ٱللّٰهِ سَيُقَامُونَ. فَمَا أَرْوَعَ هذَا ٱلرَّجَاءَ! — يوحنا ٥:٢٨، ٢٩.
كِتَابٌ جَدِيدٌ لِٱسْتِعْمَالِهِ فِي ٱلْخِدْمَةِ
١٩، ٢٠ بِمَا أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مَسِيحِيُّونَ، أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تَقَعُ عَلَيْنَا، وَأَيُّ مُسَاعِدٍ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ صُمِّمَ خُصُوصًا لِنَسْتَعْمِلَهُ فِي خِدْمَتِنَا؟
١٩ لَقَدْ تَأَمَّلْنَا فِي ثَلَاثَةٍ فَقَطْ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي تُرَاوِدُ ٱلنَّاسَ وَٱلَّتِي يُعْطِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ جَوَابًا وَاضِحًا وَمُبَاشِرًا عَنْ كُلٍّ مِنْهَا. وَكَمْ هُوَ مُفْرِحٌ نَقْلُ هذِهِ ٱلْحَقَائِقِ إِلَى ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي مَعْرِفَةِ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ! وَلكِنْ هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي يُحَاوِلُ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْمُسْتَقِيمُو ٱلْقُلُوبِ إِيجَادَ أَجْوِبَةٍ مُقْنِعَةٍ عَنْهَا. وَبِمَا أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مَسِيحِيُّونَ، تَقَعُ عَلَيْنَا مَسْؤُولِيَّةُ مُسَاعَدَتِهِمْ عَلَى ٱلتَّوَصُّلِ إِلَى ٱلْأَجْوِبَةِ.
٢٠ مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ نُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ حَقَّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِطَرِيقَةٍ وَاضِحَةٍ وَجَذَّابَةٍ فِي آنٍ وَاحِدٍ. وَلِمُسَاعَدَتِنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى هذِهِ ٱلصُّعُوبَةِ، أَعَدَّ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» كِتَابًا صُمِّمَ خُصُوصًا لِنَسْتَعْمِلَهُ فِي خِدْمَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) وَهُوَ مُؤَلَّفٌ مِنْ ٢٢٤ صَفْحَةً وَيَحْمِلُ ٱلْعُنْوَانَ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟
٢١، ٢٢ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْمُمَيِّزَاتِ ٱلْبَارِزَةِ لِكِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟
٢١ هُنَالِكَ عِدَّةُ مُمَيِّزَاتٍ بَارِزَةٍ لِهذَا ٱلْكِتَابِ ٱلَّذِي صَدَرَ فِي مَحَافِلِ «ٱلطَّاعَةُ للّٰهِ» ٱلْكُورِيَّةِ لِشُهُودِ يَهْوَه ٱلَّتِي عُقِدَتْ خِلَالَ سَنَتَيْ ٢٠٠٥/٢٠٠٦. مَثَلًا، إِنَّ ٱلْمُقَدِّمَةَ ٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنْ خَمْسِ صَفَحَاتٍ هِيَ خَيْرُ مُسَاعِدٍ عَلَى ٱلْبَدْءِ بِدُرُوسٍ بَيْتِيَّةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَمِنَ ٱلسَّهْلِ عَلَيْكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٱلْبَدْءُ بِمُنَاقَشَةٍ حَوْلَ ٱلصُّوَرِ وَٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي تَحْتَوِيهَا ٱلْمُقَدِّمَةُ. وَيُمْكِنُكَ أَيْضًا ٱسْتِخْدَامُ ٱلْمَوَادِّ فِي هذَا ٱلْجُزْءِ لِتُوضِحَ لِلتِّلْمِيذِ كَيْفَ يَفْتَحُ ٱلْآيَاتِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٢٢ لَقَدْ صِيغَ هذَا ٱلْكِتَابُ بِأُسْلُوبٍ بَسِيطٍ وَوَاضِحٍ. وَبُذِلَ مَجْهُودٌ كَبِيرٌ لِبُلُوغِ قَلْبِ ٱلتِّلْمِيذِ بِجَعْلِهِ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ مَعْنِيًّا شَخْصِيًّا بِٱلْمَوادِّ ٱلَّتِي تُنَاقَشُ. يَرِدُ فِي مُسْتَهَلِّ كُلِّ فَصْلٍ عَدَدٌ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةِ وَفِي نَهَايَتِهِ إِطَارٌ بِعُنْوَانِ «مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ». وَيَحْتَوِي هذَا ٱلْإِطَارُ عَلَى أَجْوِبَةِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةِ وَٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي تَسْتَنِدُ إِلَيْهَا. كَمَا أَنَّ ٱلصُّوَرَ ٱلرَّائِعَةَ وَٱلتَّعْلِيقَاتِ وَٱلْأَمْثَالَ فِي هذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةِ سَتُسَاعِدُ ٱلتِّلْمِيذَ عَلَى فَهْمِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْجَدِيدَةِ. وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلرَّئِيسِيَّ مِنَ ٱلْكِتَابِ بَسِيطٌ وَسَهْلُ ٱلْفَهْمِ، لكِنَّهُ يَضُمُّ أَيْضًا مُلْحَقًا يَتَنَاوَلُ ٱلتَّفَاصِيلَ ٱلدَّقِيقَةَ لِأَرْبَعَةَ عَشَرَ مَوْضُوعًا مُهِمًّا فِي حَالِ رَغِبَ ٱلتِّلْمِيذُ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ.
٢٣ أَيَّةُ ٱقْتِرَاحَاتٍ تَرِدُ هُنَا حَوْلَ ٱسْتِعْمَالِ كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ فِي ٱلدُّرُوسِ ٱلْبَيْتِيَّةِ؟
٢٣ صُمِّمَ كِتَابُ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ لِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ ثَقَافِيَّةٍ وَدِينِيَّةٍ مُتَعَدِّدَةٍ. فَإِذَا لَمْ يَكُنِ ٱلتِّلْمِيذُ مُطَّلِعًا عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَقَدْ يَلْزَمُكَ أَكْثَرُ مِنْ جَلْسَةٍ وَاحِدَةٍ لِتَغْطِيَةِ مَوَادِّ ٱلْفَصْلِ. لَا تُغَطِّ ٱلْمَوَادَّ بِسُرْعَةٍ، بَلْ حَاوِلْ بُلُوغَ قَلْبِ ٱلتِّلْمِيذِ. وَإِذَا لَمْ يَفْهَمْ مَثَلًا مُعَيَّنًا مُسْتَخْدَمًا فِي ٱلْكِتَابِ، فَٱشْرَحْهُ لَهُ أَوِ ٱسْتَخْدِمْ مَثَلًا آخَرَ بَدَلًا مِنْهُ. اِسْتَعِدَّ جَيِّدًا، اُبْذُلْ قُصَارَى جُهْدِكَ لِٱسْتِخْدَامِ ٱلْكِتَابِ بِفَعَّالِيَّةٍ، وَصَلِّ إِلَى ٱللّٰهِ لِيُسَاعِدَكَ أَنْ ‹تَسْتَعْمِلَ كَلِمَةَ ٱلْحَقِّ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ›. — ٢ تيموثاوس ٢:١٥.
قَدِّرِ ٱلِٱمْتِيَازَيْنِ ٱلْعَظِيمَيْنِ
٢٤، ٢٥ أَيُّ ٱمْتِيَازَيْنِ عَظِيمَيْنِ مَنَحَهُمَا يَهْوَه لِشَعْبِهِ؟
٢٤ مَنَحَ يَهْوَه شَعْبَهُ ٱمْتِيَازَيْنِ عَظِيمَيْنِ. فَقَدْ مَكَّنَهُمْ مِنْ مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ عَنْهُ. وَلكِنْ يَجِبُ أَلَّا نَعْتَبِرَ هذَا ٱلِٱمْتِيَازَ أَمْرًا مُسَلَّمًا بِهِ. وَلَا تَنْسَ أَنَّ ٱللّٰهَ يُخْفِي مَقَاصِدَهُ عَنِ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ وَيَكْشِفُهَا لِلْمُتَوَاضِعِينَ. قَالَ يَسُوعُ فِي هذَا ٱلصَّدَدِ: «أُسَبِّحُكَ عَلَانِيَةً، أَيُّهَا ٱلْآبُ، رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ، لِأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هٰذِهِ عَنِ ٱلْحُكَمَاءِ وَٱلْمُفَكِّرِينَ وَكَشَفْتَهَا لِلْأَطْفَالِ». (متى ١١:٢٥) وَإِنَّهُ لَشَرَفٌ عَظِيمٌ أَنْ نُحْسَبَ بَيْنَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ يَهْوَه!
٢٥ مَنَحَنَا ٱللّٰهُ أَيْضًا ٱمْتِيَازَ تَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ. وَكَمَا ذَكَرْنَا سَابِقًا، شَوَّهَ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ صُورَةَ يَهْوَه بِتَعْلِيمِهِمِ ٱلْأَكَاذِيبَ عَنْهُ. لِذلِكَ كَوَّنَ عَدِيدُونَ فِكْرَةً خَاطِئَةً تَمَامًا عَنْهُ، مُعْتَبِرِينَهُ إِلهًا غَيْرَ مُبَالٍ وَقَاسِيَ ٱلْقَلْبِ. فَهَلْ أَنْتَ مُسْتَعِدٌّ، أَوْ بِٱلْأَحْرَى مُتَشَوِّقٌ، لِمُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ عَلَى تَصْحِيحِ هذِهِ ٱلنَّظْرَةِ ٱلْخَاطِئَةِ؟ أَوَلَا تَرْغَبُ فِي أَنْ يَتَعَلَّمَ كُلُّ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ ٱلْحَقَّ عَنِ ٱللّٰهِ؟ إِذَا كَانَ هذَا شُعُورَكَ، فَلِمَ لَا تُعْرِبُ عَنْ طَاعَتِكَ للّٰهِ بِكَوْنِكَ غَيُورًا فِي ٱلْكِرَازَةِ لِلْآخَرِينَ وَتَعْلِيمِهِمْ مَا تَقُولُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنِ ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلْمُهِمَّةِ؟ فَٱلْأَشْخَاصُ ٱلَّذِينَ يَبْحَثُونَ عَنِ ٱلْحَقِّ يَحْتَاجُونَ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا.
-
-
ساعد الآخرين على اطاعة ما يعلمه الكتاب المقدسبرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
سَاعِدِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى إِطَاعَةِ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ
«مَا سَقَطَ فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ بِقَلْبٍ جَيِّدٍ وَصَالِحٍ، فَيَحْفَظُونَهَا وَيُثْمِرُونَ بِٱلِٱحْتِمَالِ». — لوقا ٨:١٥.
١، ٢ (أ) بِأَيِّ هَدَفٍ صُمِّمَ كِتَابُ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ (ب) كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَه فِي ٱلسَّنَتَيْنِ ٱلْمَاضِيَتَيْنِ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا شَعْبُهُ لِيُتَلْمِذُوا ٱلنَّاسَ؟
«مَا أَرْوَعَ هذَا ٱلْكِتَابَ! فَتَلَامِيذِي يُحِبُّونَهُ وَأَنَا أَحِبُّهُ. وَهُوَ يُسَاعِدُ عَلَى ٱلِٱبْتِدَاءِ بِدُرُوسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عِنْدَ عَتَبَةِ ٱلْبَابِ». بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ وَصَفَتْ خَادِمَةٌ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه كِتَابَ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟.a وَعَنِ ٱلْمَطْبُوعَةِ نَفْسِهَا قَالَ مُنَادٍ بِٱلْمَلَكُوتِ مُسِنٌّ: «كَانَ لِي ٱمْتِيَازُ مُسَاعَدَةِ أَشْخَاصٍ عَدِيدِينَ عَلَى ٱلتَّعَرُّفِ بِيَهْوَه عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْخَمْسِينَ ٱلَّتِي كُنْتُ فِيهَا نَشِيطًا فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَلكِنْ لَا بُدَّ لِي مِنَ ٱلِٱعْتِرَافِ أَنَّ هذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةَ ٱلدِّرَاسِيَّةَ مُمَيَّزَةٌ. فَٱلْأَمْثَالُ وَٱلصُّوَرُ ٱلْمُثِيرَةُ لِلتَّفْكِيرِ هِيَ رَائِعَةٌ حَقًّا». فَهَلْ هذَا هُوَ شُعُورُكَ أَنْتَ أَيْضًا؟ إِنَّ هذَا ٱلْمُسَاعِدَ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُصَمَّمٌ لِمُسَاعَدَتِكَ عَلَى إِتْمَامِ وَصِيَّةِ يَسُوعَ: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، . . . وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ». — متى ٢٨:١٩، ٢٠.
٢ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه يَفْرَحُ حِينَ يَرَى نَحْوَ ٦,٦ مَلَايِينِ شَاهِدٍ لَهُ يُطِيعُونَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ وَصِيَّةَ يَسُوعَ بِتَلْمَذَةِ ٱلنَّاسِ. (امثال ٢٧:١١) وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَه يُبَارِكُ جُهُودَهُمْ. مَثَلًا، خِلَالَ سَنَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٢٠٠٥، كَرَزَ ٱلشُّهُودُ بِٱلْبِشَارَةِ فِي ٢٣٥ بَلَدًا وَعَقَدُوا أَكْثَرَ مِنْ ٥٠٠,٠٦١,٦ دَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. نَتِيجَةً لِذلِكَ، ‹سَمِعَ [كَثِيرُونَ] كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَقَبِلُوهَا لَا كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِيَ حَقًّا كَكَلِمَةِ ٱللّٰهِ›. (١ تسالونيكي ٢:١٣) فَخِلَالَ ٱلسَّنَتَيْنِ ٱلْمَاضِيَتَيْنِ، قَامَ أَكْثَرُ مِنْ نِصْفِ مِلْيُونِ شَخْصٍ بِٱلتَّغْيِيرَاتِ لِلْعَيْشِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَه ٱللّٰهِ ثُمَّ نَذَرُوا أَنْفُسَهُمْ لَهُ.
٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ عَنِ ٱسْتِعْمَالِ كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ سَنُجِيبُ عَنْهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ هَلِ ٱخْتَبَرْتَ مُؤَخَّرًا ٱلْفَرَحَ ٱلنَّاجِمَ عَنْ إِدَارَةِ دَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ لَا يَزَالُ هُنَالِكَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ أَشْخَاصٌ لَدَيْهِمْ «قَلْبٌ جَيِّدٌ وَصَالِحٌ» يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ و «يَحْفَظُونَهَا وَيُثْمِرُونَ بِٱلِٱحْتِمَالِ». (لوقا ٨:١١-١٥) فَلْنُنَاقِشْ كَيْفَ يُمْكِنُكَ ٱسْتِخْدَامُ ٱلْكِتَابِ ٱلْجَدِيدِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. وَفِي هذِهِ ٱلْمُنَاقَشَةِ، سَنُجِيبُ عَنْ ثَلَاثَةِ أَسْئِلَةٍ. أَوَّلًا، كَيْفَ تَبْدَأُ بِدَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ ثَانِيًا، أَيَّةُ أَسَالِيبَ تَعْلِيمِيَّةٍ هِيَ فَعَّالَةٌ؟ وَثَالِثًا، كَيْفَ تُسَاعِدُ شَخْصًا أَلَّا يَصِيرَ تِلْمِيذًا فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا مُعَلِّمًا لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
كَيْفَ تَبْدَأُ بِدَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٤ لِمَاذَا يَتَرَدَّدُ ٱلْبَعْضُ فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُ مُسَاعَدَتُهُمْ أَنْ يَتَغَلَّبُوا عَلَى تَرَدُّدِهِمْ؟
٤ إِذَا طُلِبَ مِنْكَ أَنْ تَعْبُرَ جَدْوَلَ مَاءٍ عَرِيضًا بِقَفْزَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَدْ تَرْفُضُ تَلْبِيَةَ هذَا ٱلطَّلَبِ. وَلكِنَّكَ سَتَقْبَلُ بِذلِكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِذَا وُضِعَتْ فِي ٱلْجَدْوَلِ صُخُورٌ تُشَكِّلُ مَعْبَرًا يُوصِلُكَ إِلَى ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْأُخْرَى. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، قَدْ يَتَرَدَّدُ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ ٱلْمَشْغُولُ فِي قُبُولِ دَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، إِذْ يَظُنُّ أَنَّ ذلِكَ يَتَطَلَّبُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ. فَكَيْفَ يُمْكِنُكَ مُسَاعَدَتُهُ أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَى تَرَدُّدِهِ؟ اِسْتَخْدِمْ كِتَابَ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ لِتَجْعَلَهُ يَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِٱنْتِظَامٍ، وَذلِكَ بِإِجْرَاءِ سِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْمُنَاقَشَاتِ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ ٱلْوَجِيزَةِ. وَإِذَا قُمْتَ بِٱلِٱسْتِعْدَادِ جَيِّدًا، فَسَتَكُونُ كُلُّ زِيَارَةٍ كَصَخْرَةٍ مِنْ صُخُورِ ٱلْمَعْبَرِ ٱلَّذِي يُوصِلُهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى صَدَاقَةِ يَهْوَه.
٥ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَقْرَأَ كِتَابَ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟
٥ وَلكِنْ قَبْلَ أَنْ تَتَمَكَّنَ مِنْ مُسَاعَدَةِ شَخْصٍ آخَرَ عَلَى ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْجَدِيدِ، يَجِبُ أَنْ تَكُونَ أَنْتَ مُطَّلِعًا عَلَيْهِ. فَهَلْ قَرَأْتَهُ مِنْ بِدَايَتِهِ إِلَى نِهَايَتِهِ؟ لَاحِظْ مَا حَصَلَ مَعَ زَوْجَيْنِ ذَهَبَا لِقَضَاءِ عُطْلَتِهِمَا فِي إِحْدَى ٱلْجُزُرِ. فَقَدْ أَخَذَا مَعَهُمَا هذَا ٱلْكِتَابَ وَٱبْتَدَآ يَقْرَآنِهِ عَلَى ٱلشَّاطِئِ. وَحِينَ ٱقْتَرَبَتْ مِنْهُمَا ٱمْرَأَةٌ تَبِيعُ تَذْكَارَاتٍ لِلسُّيَّاحِ، لَفَتَ نَظَرَهَا عُنْوَانُهُ: مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟. فَقَالَتْ لَهُمَا إِنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي قَبْلَ سَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ أَنْ يَمْنَحَهَا ٱللّٰهُ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ بِٱلتَّحْدِيدِ. وَقَدْ سُرَّ ٱلزَّوْجَانِ بِأَنْ يُعْطِيَاهَا نُسْخَةً مِنْهُ. لِمَ لَا ‹تَشْتَرِي ٱلْوَقْتَ› لِقِرَاءَةِ هذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةِ ٱلْمُسَاعِدَةِ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَرَّةً ثَانِيَةً؟ مَثَلًا، لِمَ لَا تَقْرَأُهَا عِنْدَمَا تَكُونُ فِي ٱنْتِظَارِ مَوْعِدٍ أَوْ فِي فَتْرَةِ ٱلِٱسْتِرَاحَةِ فِي عَمَلِكَ أَوْ مَدْرَسَتِكَ؟ (افسس ٥:١٥، ١٦) وَهكَذَا تَزْدَادُ مَعْرِفَتُكَ لِلْمَعْلُومَاتِ ٱلْوَارِدَةِ فِيهَا وَتَتَمَكَّنُ مِنِ ٱنْتِهَازِ ٱلْفُرَصِ لِلتَّحَدُّثِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ عَنْ مُحْتَوَيَاتِهَا.
٦، ٧ كَيْفَ يُمْكِنُ ٱسْتِخْدَامُ كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ لِلِٱبْتِدَاءِ بِدُرُوسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٦ عِنْدَ تَوْزِيعِ ٱلْكِتَابِ فِي ٱلْخِدْمَةِ، لِمَ لَا تَسْتَخْدِمُ ٱلصُّوَرَ وَٱلْآيَاتِ وَٱلْأَسْئِلَةَ فِي ٱلصَّفَحَاتِ ٤ و ٥ و ٦؟ يُمْكِنُكَ، مَثَلًا، ٱلِٱبْتِدَاءُ بِمُحَادَثَةٍ بِطَرْحِ ٱلسُّؤَالِ ٱلتَّالِي: «هَلْ مِنْ مَصْدَرٍ مَوْثُوقٍ بِهِ لِلْإِرْشَادِ فِي خِضَمِّ كُلِّ هذِهِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُ ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ ٱلْيَوْمَ؟». وَبَعْدَ ٱلْإِصْغَاءِ جَيِّدًا إِلَى جَوَابِ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ، ٱقْرَأْ ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧ وَأَوْضِحْ لَهُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُقَدِّمُ حَلًّا حَقِيقِيًّا لِمَشَاكِلِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. ثُمَّ وَجِّهِ ٱنْتِبَاهَهُ إِلَى ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٤ وَ ٥ وَٱسْأَلْهُ: «أَيَّةُ وَاحِدَةٍ مِنْ هذِهِ ٱلْأَحْوَالِ ٱلْمُصَوَّرَةِ هُنَا عَلَى هَاتَيْنِ ٱلصَّفْحَتَيْنِ تَهُمُّكَ أَكْثَرَ؟». وَعِنْدَمَا يُشِيرُ إِلَى إِحْدَاهَا، ٱطْلُبْ مِنْهُ أَنْ يَحْمِلَ ٱلْكِتَابَ لِكَيْ تَقْرَأَ أَنْتَ مِنْ كِتَابِكَ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْآيَةَ ٱلْمُقْتَبَسَةَ قُرْبَ ٱلصُّورَةِ. بَعْدَ ذلِكَ، ٱقْرَإِ ٱلصَّفْحَةَ ٦ وَٱسْأَلْهُ: «مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلسِّتَّةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي أَسْفَلِ ٱلصَّفْحَةِ، أَيُّ سُؤَالٍ تَوَدُّ أَنْ تَحْصُلَ عَلَى ٱلْإِجَابَةِ عَنْهُ؟». وَحِينَ يَخْتَارُ ٱلشَّخْصُ أَحَدَهَا، أَرِهِ ٱلْفَصْلَ ٱلَّذِي يُجِيبُ عَنِ ٱلسُّؤَالِ، قَدِّمْ لَهُ ٱلْكِتَابَ، وَحَدِّدْ مَوْعِدًا لِزِيَارَتِهِ ثَانِيَةً لِمُنَاقَشَةِ هذَا ٱلسُّؤَالِ.
٧ يَتَطَلَّبُ ٱلْعَرْضُ ٱلْمَذْكُورُ آنِفًا نَحْوَ خَمْسِ دَقَائِقَ. وَلكِنْ فِي هذِهِ ٱلدَّقَائِقِ ٱلْقَلِيلَةِ، سَتَكُونُ قَدْ عَرَفْتَ مَا هِيَ ٱهْتِمَامَاتُ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ، قَرَأْتَ آيَتَيْنِ وَطَبَّقْتَهُمَا، وَوَضَعْتَ أَسَاسًا لِزِيَارَةٍ مُكَرَّرَةٍ. وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، سَتَكُونُ مُحَادَثَتُكَ ٱلْوَجِيزَةُ مَعَ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلْمُحَادَثَةَ ٱلْأَكْثَرَ تَشْجِيعًا وَتَعْزِيَةً ٱلَّتِي أَجْرَاهَا مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ. لِذلِكَ، حَتَّى ٱلشَّخْصُ ٱلْمَشْغُولُ سَيَتَشَوَّقُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِلَى قَضَاءِ دَقَائِقَ قَلِيلَةٍ أُخْرَى مَعَكَ. وَهكَذَا تُسَاعِدُهُ أَنْ يَخْطُوَ خُطْوَتَهُ ٱلتَّالِيَةَ فِي «ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ». (متى ٧:١٤) وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، فِيمَا يَنْمُو ٱهْتِمَامُ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ، يَنْبَغِي إِطَالَةُ فَتَرَاتِ ٱلدَّرْسِ. فَٱعْرِضْ عَلَيْهِ ٱلْجُلُوسَ فِي ٱلدَّاخِلِ وَٱلدَّرْسَ فَتْرَةً أَطْوَلَ. وَلكِنْ عِدْهُ أَنْ تُبْقِيَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةَ ضِمْنَ وَقْتٍ مُحَدَّدٍ.
أَسَالِيبُ تَعْلِيمِيَّةٌ فَعَّالَةٌ
٨، ٩ (أ) كَيْفَ يُمْكِنُ تَهْيِئَةُ تِلْمِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلْعَقَبَاتِ وَٱلِٱمْتِحَانَاتِ ٱلَّتِي قَدْ تَعْتَرِضُ سَبِيلَهُ؟ (ب) أَيْنَ يُمْكِنُ إِيجَادُ مَوَادَّ تُقَاوِمُ ٱلنَّارَ لِبِنَاءِ إِيمَانٍ قَوِيٍّ؟
٨ عِنْدَمَا يَبْدَأُ ٱلشَّخْصُ بِإِطَاعَةِ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، سَتَعْتَرِضُ سَبِيلَهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ عَقَبَاتٌ قَدْ تُعِيقُهُ عَنِ ٱلتَّقَدُّمِ. قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ للّٰهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا». (٢ تيموثاوس ٣:١٢) وَشَبَّهَ بُولُسُ هذِهِ ٱلْمِحَنَ بِنَارٍ تَقْضِي عَلَى مَوَادِّ ٱلْبِنَاءِ ٱلرَّدِيئَةِ، وَلكِنَّهَا لَا تَسْتَطِيعُ إِلْحَاقَ ٱلضَّرَرِ بِمَوَادَّ مِثْلِ ٱلذَّهَبِ وٱلْفِضَّةِ وٱلْحِجَارَةِ ٱلْكَرِيمَةِ. (١ كورنثوس ٣:١٠-١٣؛ ١ بطرس ١:٦، ٧) وَلِمُسَاعَدَةِ تِلْمِيذِكَ عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلصِّفَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ ٱلَّتِي قَدْ يُوَاجِهُهَا، يَجِبُ أَنْ تَبْنِيَ إِيمَانَهُ بِمَوَادَّ تُقَاوِمُ ٱلنَّارَ.
٩ يَقُولُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ إِنَّ «أَقْوَالَ يَهْوَهَ» هِيَ «كَفِضَّةٍ مُمَحَّصَةٍ فِي كُورٍ فِي ٱلْأَرْضِ، مُصَفَّاةٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ». (مزمور ١٢:٦) فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحْتَوِي كُلَّ ٱلْمَوَادِّ ٱلْكَرِيمَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ ٱسْتِخْدَامُهَا لِبِنَاءِ إِيمَانٍ قَوِيٍّ. (مزمور ١٩:٧-١١؛ امثال ٢:١-٦) وَكِتَابُ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ يُظْهِرُ لَكَ كَيْفَ تَسْتَخْدِمُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ بِفَعَّالِيَّةٍ.
١٠ كَيْفَ يُمْكِنُ تَرْكِيزُ ٱنْتِبَاهِ ٱلتِّلْمِيذِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٠ خِلَالَ ٱلدَّرْسِ، ٱجْعَلِ ٱلتِّلْمِيذَ يُرَكِّزُ ٱنْتِبَاهَهُ عَلَى ٱلْآيَاتِ ٱلْوَارِدَةِ فِي كُلِّ فَصْلٍ قَيْدَ ٱلْمُنَاقَشَةِ. اِسْتَخْدِمِ ٱلْأَسْئِلَةَ لِمُسَاعَدَتِهِ أَنْ يَفْهَمَ آيَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلرَّئِيسِيَّةَ وَيُطَبِّقَهَا عَلَى حَالَتِهِ. اِحْرَصْ لِئَلَّا تَقُولَ لَهُ أَنْتَ أَيَّةَ تَغْيِيرَاتٍ يَجِبُ أَنْ يَقُومَ بِهَا، بَلِ ٱقْتَدِ بِيَسُوعَ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. فَعِنْدَمَا طَرَحَ عَلَيْهِ مُتَضَلِّعٌ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ سُؤَالًا، أَجَابَهُ قَائِلًا: «مَا ٱلْمَكْتُوبُ فِي ٱلشَّرِيعَةِ؟ كَيْفَ تَقْرَأُ؟». فَأَعْطَى ٱلرَّجُلُ جَوَابًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. عِنْدَئِذٍ، سَاعَدَهُ يَسُوعُ أَنْ يَرَى كَيْفَ يُطَبِّقُ ٱلْمَبْدَأَ عَلَى نَفْسِهِ. وَإِذْ قَدَّمَ لَهُ مَثَلًا، سَاعَدَهُ أَيْضًا أَنْ يَرَى كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يُؤَثِّرَ هذَا ٱلتَّعْلِيمُ فِيهِ. (لوقا ١٠:٢٥-٣٧) إِنَّ كِتَابَ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ زَاخِرٌ بِٱلْأَمْثَالِ ٱلْبَسِيطَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُكَ ٱسْتِخْدَامُهَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلتِّلْمِيذِ عَلَى تَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عَلَى نَفْسِهِ.
١١ مَا هِيَ كَمِّيَّةُ ٱلْمَوَادِّ ٱلَّتِي يَنْبَغِي تَغْطِيَتُهَا خِلَالَ كُلِّ فَتْرَةٍ مِنْ فَتَرَاتِ ٱلدَّرْسِ؟
١١ تَمَامًا كَمَا نَقَلَ يَسُوعُ ٱلْأَفْكَارَ ٱلصَّعْبَةَ بِعِبَارَاتٍ بَسِيطَةٍ، يَسْتَخْدِمُ ٱلْكِتَابُ لُغَةً مُبَاشِرَةً وَبَسِيطَةً لِشَرْحِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. (متى ٧:٢٨، ٢٩) فَلِمَ لَا تَفْعَلُ ذلِكَ أَنْتَ أَيْضًا؟ اُنْقُلِ ٱلْمَعْلُومَاتِ بِأُسْلُوبٍ بَسِيطٍ وَوَاضِحٍ وَدَقِيقٍ. لَا تُغَطِّ ٱلْمَوَادَّ بِسُرْعَةٍ، بَلْ دَعْ ظُرُوفَ وَقُدْرَةَ ٱلتِّلْمِيذِ تُحَدِّدُ عَدَدَ ٱلْفِقْرَاتِ ٱلَّتِي سَتُنَاقِشُهَا خِلَالَ كُلِّ فَتْرَةٍ مِنْ فَتَرَاتِ ٱلدَّرْسِ. فَيَسُوعُ أَدْرَكَ حُدُودَ تَلَامِيذِهِ وَلَمْ يُمْطِرْهُمْ بِوَابِلٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّتِي تَفُوقُ قُدْرَتَهُمْ عَلَى ٱلِٱسْتِيعَابِ. — يوحنا ١٦:١٢.
١٢ كَيْفَ يَنْبَغِي ٱسْتِعْمَالُ ٱلْمُلْحَقِ؟
١٢ يَحْتَوِي ٱلْكِتَابُ ٱلْجَدِيدُ أَيْضًا مُلْحَقًا يَتَضَمَّنُ ١٤ مَوْضُوعًا. وَحَاجَاتُ تِلْمِيذِكَ هِيَ مَا يَنْبَغِي أَنْ تُحَدِّدَ عَلَى أَسَاسِهَا ٱلطَّرِيقَةَ ٱلْفُضْلَى لِٱسْتِخْدَامِ هذِهِ ٱلْمَوَادِّ. مَثَلًا، إِذَا ٱسْتَصْعَبَ ٱلتِّلْمِيذُ فَهْمَ مَوْضُوعٍ مَا أَوْ رَاوَدَتْهُ أَسْئِلَةٌ حَوْلَ مَسَائِلَ مُعَيَّنَةٍ بِسَبَبِ مُعْتَقَدَاتِهِ ٱلسَّابِقَةِ، فَرُبَّمَا يَكُونُ كَافِيًا أَنْ تَدُلَّهُ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلَّذِي يُنَاقِشُ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ فِي ٱلْمُلْحَقِ وَتَدَعَهُ يَتَفَحَّصُهُ وَحْدَهُ. وَلكِنْ أَحْيَانًا قَدْ تَقْتَضِي حَاجَاتُ ٱلتِّلْمِيذِ أَنْ تُغَطِّيَ ٱلْمَوَادَّ مَعَهُ. وَيَشْتَمِلُ ٱلْمُلْحَقُ عَلَى مَوَاضِيعَ مُهِمَّةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، مِثْلِ «‹ٱلنَّفْسُ› وَ ‹ٱلرُّوحُ› — ٱلْمَعْنَى ٱلْحَقِيقِيُّ لِهَاتَيْنِ ٱلْكَلِمَتَيْنِ» وَ «تَحْدِيدُ هُوِيَّةِ ‹بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ›». وَقَدْ تَرْغَبُ فِي مُنَاقَشَةِ هذِهِ ٱلْمَوَاضِيعِ مَعَ تِلْمِيذِكَ. وَبِمَا أَنَّ مَوَاضِيعَ ٱلْمُلْحَقِ لَا أَسْئِلَةَ عَلَيْهَا، يَجِبُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَى ٱلْمَعْلُومَاتِ بِحَيْثُ تَتَمَكَّنُ مِنْ صِيَاغَةِ أَسْئِلَةٍ فَعَّالَةٍ.
١٣ أَيُّ دَوْرٍ تَلْعَبُهُ ٱلصَّلَاةُ فِي تَقْوِيَةِ ٱلْإِيمَانِ؟
١٣ يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ١٢٧:١: «إِنْ لَمْ يَبْنِ يَهْوَهُ ٱلْبَيْتَ، فَبَاطِلًا يَكُدُّ ٱلْبَنَّاؤُونَ». لِذلِكَ صَلِّ إِلَى يَهْوَه عِنْدَ ٱلِٱسْتِعْدَادِ لِإِدَارَةِ دَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَلْتَعْكِسِ ٱلصَّلَاةُ ٱلَّتِي تُقَدِّمُهَا فِي مُسْتَهَلِّ وَخِتَامِ كُلِّ فَتْرَةِ دَرْسٍ عَلَاقَتَكَ ٱلْحَمِيمَةَ بِيَهْوَه. شَجِّعِ ٱلتِّلْمِيذَ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَه طَلَبًا لِلْحِكْمَةِ بُغْيَةَ فَهْمِ كَلِمَتِهِ وَلِلْقُوَّةِ بُغْيَةَ تَطْبِيقِ ٱلْمَشُورَةِ فِيهَا. (يعقوب ١:٥) وَهكَذَا، سَيَتَمَكَّنُ مِنِ ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ وَسَيُوَاصِلُ ٱلتَّقَوِّيَ فِي ٱلْإِيمَانِ.
سَاعِدْ تِلْمِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَصِيرَ مُعَلِّمًا
١٤ أَيُّ تَقَدُّمٍ يَلْزَمُ أَنْ يُحْرِزَهُ تِلْمِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٤ لِكَيْ يُطِيعَ تِلْمِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ «جَمِيعَ» مَا أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ، لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذًا لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ فَحَسْبُ، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَقَدَّمَ لِيَصِيرَ مُعَلِّمًا لَهَا أَيْضًا. (متى ٢٨:١٩، ٢٠؛ اعمال ١:٦-٨) فَمَاذَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ لِتُسَاعِدَهُ عَلَى إِحْرَازِ هذَا ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ؟
١٥ لِمَاذَا يَنْبَغِي تَشْجِيعُ تِلْمِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟
١٥ مِنْ أَوَّلِ دَرْسٍ تَعْقِدُهُ مَعَ ٱلتِّلْمِيذِ، ٱدْعُهُ إِلَى حُضُورِ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ مَعَكَ. أَوْضِحْ لَهُ أَنَّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ هِيَ ٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي تَتَلَقَّى فِيهِ ٱلتَّدْرِيبَ لِتَكُونَ مُعَلِّمًا لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ. وَعَلَى مَرِّ عِدَّةِ أَسَابِيعَ، خَصِّصْ دَقَائِقَ قَلِيلَةً عِنْدَ نِهَايَةِ كُلِّ دَرْسٍ لِتَصِفَ لَهُ بَرْنَامَجَ ٱلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي تَتَلَقَّاهُ فِي مُخْتَلِفِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَحَافِلِ. تَكَلَّمْ بِحَمَاسٍ عَنِ ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي تَجْنِيهَا مِنْ هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ. (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) وَحِينَ يَبْدَأُ ٱلتِّلْمِيذُ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ، سَيَصِيرُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مُعَلِّمًا لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ.
١٦، ١٧ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأَهْدَافِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ لِتِلْمِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَضَعَهَا وَيُحَقِّقَهَا؟
١٦ سَاعِدْ تِلْمِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى رَسْمِ أَهْدَافٍ يُمْكِنُهُ بُلُوغُهَا. مَثَلًا، شَجِّعْهُ أَنْ يُخْبِرَ صَدِيقًا أَوْ قَرِيبًا لَهُ بِمَا يَتَعَلَّمُهُ. اِقْتَرِحْ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يَضَعَ أَمَامَهُ هَدَفَ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِكَامِلِهِ. فَإِذَا سَاعَدْتَهُ عَلَى وَضْعِ بَرْنَامَجٍ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ وَٱلِٱلْتِصَاقِ بِهِ، فَسَيَعُودُ ذلِكَ عَلَيْهِ بِٱلنَّفْعِ حَتَّى بَعْدَ مُرُورِ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنْ مَعْمُودِيَّتِهِ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، لِمَ لَا تَقْتَرِحُ عَلَيْهِ وَضْعَ هَدَفٍ أَنْ يَحْفَظَ عَلَى ٱلْأَقَلِّ آيَةً وَاحِدَةً تُجِيبُ عَنْ سُؤَالٍ رَئِيسِيٍّ مِنْ كُلِّ فَصْلٍ فِي كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ وَهكَذَا، يَصِيرُ «عَامِلًا لَيْسَ عَلَيْهِ مَا يُخْجَلُ مِنْهُ، مُسْتَعْمِلًا كَلِمَةَ ٱلْحَقِّ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ». — ٢ تيموثاوس ٢:١٥.
١٧ وَلكِنْ بَدَلًا مِنْ تَعْلِيمِ ٱلتِّلْمِيذِ أَنْ يُسَمِّعَ ٱلْآيَاتِ أَوْ يَقُولَ فَحْوَاهَا، شَجِّعْهُ أَنْ يُوضِحَ كَيْفَ يَشْرَحُ ٱلْآيَاتِ ٱلْمُرْتَبِطَةَ بِٱلْمَوْضُوعِ قَيْدَ ٱلْمُنَاقَشَةِ حِينَ يُجَاوِبُ ٱلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ عَنْ سَبَبِ إِيمَانِهِ. وَمِنَ ٱلْمُسَاعِدِ عَقْدُ جَلَسَاتِ تَمْرِينٍ وَجِيزَةٍ تَلْعَبُ فِيهَا أَنْتَ دَوْرَ قَرِيبٍ أَوْ زَمِيلٍ فِي ٱلْعَمَلِ يَطْلُبُ مِنْهُ شَرْحَ مُعْتَقَدَاتِهِ. وَفِيمَا يُعْطِي ٱلتِّلْمِيذُ ٱلْإِجَابَةَ، أَظْهِرْ لَهُ كَيْفَ يُجِيبُ «بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ عَمِيقٍ». — ١ بطرس ٣:١٥.
١٨ أَيَّةُ مُسَاعَدَةٍ إِضَافِيَّةٍ يُمْكِنُ تَقْدِيمُهَا لِتِلْمِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عِنْدَمَا يَصِيرُ نَاشِرًا غَيْرَ مُعْتَمِدٍ؟
١٨ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، قَدْ يَصِيرُ ٱلتِّلْمِيذُ مُؤَهَّلًا لِلِٱشْتِرَاكِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. شَدِّدْ لَهُ أَنَّ ٱلسَّمَاحَ لِلْمَرْءِ بِٱلِٱشْتِرَاكِ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ هُوَ ٱمْتِيَازٌ كَبِيرٌ. (٢ كورنثوس ٤:١، ٧) وَعِنْدَمَا يُقَرِّرُ ٱلشُّيُوخُ أَنَّهُ مُؤَهَّلٌ لِيَصِيرَ نَاشِرًا غَيْرَ مُعْتَمِدٍ، سَاعِدْهُ أَنْ يَسْتَعِدَّ لِعَرْضٍ بَسِيطٍ ثُمَّ رَافِقْهُ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. اِسْتَمِرَّ فِي ٱلْعَمَلِ مَعَهُ فِي مُخْتَلِفِ أَوْجُهِ ٱلْخِدْمَةِ وَعَلِّمْهُ كَيْفَ يَسْتَعِدُّ لِعَقْدِ زِيَارَاتٍ مُكَرَّرَةٍ فَعَّالَةٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ مِثَالَكَ ٱلْجَيِّدَ سَيَكُونُ لَهُ تَأْثِيرٌ إِيجَابِيٌّ فِيهِ. — لوقا ٦:٤٠.
«خَلِّصْ نَفْسَكَ وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا»
١٩، ٢٠ أَيُّ هَدَفٍ يَنْبَغِي أَنْ نَضَعَهُ، وَلِمَاذَا؟
١٩ إِنَّ مُسَاعَدَةَ شَخْصٍ أَنْ يَبْلُغَ إِلَى «مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً» تَتَطَلَّبُ دُونَ شَكٍّ جُهْدًا كَبِيرًا. (١ تيموثاوس ٢:٤) إِلَّا أَنَّ أَفْرَاحًا قَلِيلَةً فِي ٱلْحَيَاةِ يُمْكِنُهَا أَنْ تُضَاهِيَ ٱلْفَرَحَ ٱلنَّاجِمَ عَنْ مُسَاعَدَةِ شَخْصٍ عَلَى إِطَاعَةِ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. (١ تسالونيكي ٢:١٩، ٢٠) حَقًّا، إِنَّهُ لَٱمْتِيَازٌ عَظِيمٌ أَنْ نَكُونَ ‹عَامِلِينَ مَعَ ٱللّٰهِ› فِي هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلتَّعْلِيمِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ! — ١ كورنثوس ٣:٩.
٢٠ عَمَّا قَرِيبٍ، سَيُنَفِّذُ يَهْوَه بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَمَلَائِكَتِهِ ٱلْأَقْوِيَاءِ ٱلدَّيْنُونَةَ فِي ٱلَّذِينَ ‹لَا يَعْرِفُونَ ٱللّٰهَ وَلَا يُطِيعُونَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ›. (٢ تسالونيكي ١:٦-٨) وَهذَا مَا يَجْعَلُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ فِي خَطَرٍ. فَهَلْ يُمْكِنُكَ وَضْعُ هَدَفٍ أَنْ تُدِيرَ عَلَى ٱلْأَقَلِّ دَرْسًا بَيْتِيًّا وَاحِدًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱسْتِخْدَامِ كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ إِنَّ ٱشْتِرَاكَكَ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ يُتِيحُ لَكَ فُرْصَةَ أَنْ «تُخَلِّصَ نَفْسَكَ وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا». (١ تيموثاوس ٤:١٦) فَمِنَ ٱلْمُلِحِّ، ٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى، أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى إِطَاعَةِ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.
[الحاشية]
a اصدارُ شهودِ يهوه.
-