مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لنكن فخورين بهويتنا المسيحية
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • لنكن فخورين بهويتنا المسيحية

      ‏«من افتخر،‏ فليفتخر بيهوه».‏ —‏ ١ كورنثوس ١:‏٣١‏.‏

      ١ اية نزعة تُرى في موقف الناس من الدين؟‏

      ‏«اللامبالاة باللّٰه».‏ هكذا وصف احد المعلِّقين على الشؤون الدينية موقف اشخاص كثيرين من دينهم.‏ فقد قال:‏ «ان ابرز نزعة شهدها الدين العصري لا تمتّ الى الدين بِصِلة —‏ انها موقف من الملائم وصفه بأنه ‹اللامبالاة باللّٰه›».‏ ثم اوضح ان هذا الموقف هو «عدم رغبة المرء في الاهتمام بدينه».‏ فكما ذكر،‏ «اشخاص كثيرون يؤمنون بوجود اللّٰه .‏ .‏ .‏؛‏ لكنهم لا يبالون كثيرا به».‏

      ٢ (‏أ)‏ لماذا ليس غريبا ان يصير الناس لامبالين؟‏ (‏ب)‏ ايّ خطر تشكِّله قلة الاهتمام على المسيحيين الحقيقيين؟‏

      ٢ لا يستغرب تلاميذ الكتاب المقدس نزعة اللامبالاة هذه.‏ (‏لوقا ١٨:‏٨‏)‏ فمن المتوقع ان تكون هنالك قلة اهتمام بالدين عموما،‏ لأن الدين الباطل يضلّ البشر ويخيِّب املهم منذ زمن طويل.‏ (‏رؤيا ١٧:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ لكنَّ هذا الفتور وانعدام الحماسة المتفشيَين يشكِّلان خطرا علينا نحن المسيحيين الحقيقيين.‏ فعاقبتنا ستكون وخيمة اذا اصبحنا غير مكترثين بديننا وفقدنا حماستنا لخدمة اللّٰه ولحق الكتاب المقدس.‏ حذَّر يسوع من هذا الفتور عندما قال لمسيحيي القرن الاول العائشين في لاودكية:‏ «لستَ باردا ولا حارًّا.‏ ليتك بارد او حارّ!‏ ‏.‏ .‏ .‏ انك فاتر».‏ —‏ رؤيا ٣:‏١٥-‏١٨‏.‏

      إدراك هويتنا

      ٣ اية امور تشملها هويتنا المسيحية ينبغي ان نفتخر بها؟‏

      ٣ لمحاربة اللامبالاة الروحية،‏ يلزم ان يمتلك المسيحيون إدراكا واضحا لهويتهم وأن يكونوا فخورين بها.‏ وبإمكاننا كخدام ليهوه وتلاميذ للمسيح ان نجد في الكتاب المقدس عبارات عديدة تحدِّد هويتنا.‏ فنحن «شهود» ليهوه و‹عاملون مع اللّٰه› فيما نساهم بنشاط في إخبار الآخرين ‹بالبشارة›.‏ (‏اشعيا ٤٣:‏١٠؛‏ ١ كورنثوس ٣:‏٩؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏)‏ ونحن شعب ‹يحب بعضه بعضا›.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤‏)‏ والمسيحيون الحقيقيون هم اشخاص «بالممارسة صارت قوى إدراكهم مدرَّبة على التمييز بين الصواب والخطإ».‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٤‏)‏ ونحن «أنوار في العالم».‏ (‏فيلبي ٢:‏١٥‏)‏ كما اننا نسعى الى ‹المحافظة على سلوكنا الحسن بين الامم›.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٢؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١١،‏ ١٤‏.‏

      ٤ كيف يحدِّد عبّاد يهوه اية امور لا تشملها هويتهم المسيحية؟‏

      ٤ يعرف عبّاد يهوه الحقيقيون ايضا اية امور لا تشملها هويتهم المسيحية.‏ فهم «ليسوا جزءا من العالم»،‏ كما ان قائدهم يسوع المسيح ليس جزءا من العالم.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٦‏)‏ وهم يبقون منفصلين عن «الامم» الذين هم «في ظلام عقلي،‏ ومبعَدون عن حياة اللّٰه».‏ (‏افسس ٤:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ لذلك،‏ فإن أتباع يسوع ‹ينبذون الكفر والشهوات العالمية ويحيون برزانة وبرّ وتعبّد للّٰه وسط نظام الاشياء الحاضر هذا›.‏ —‏ تيطس ٢:‏١٢‏.‏

      ٥ ماذا يعني ‹الافتخار بيهوه›؟‏

      ٥ ان إدراكنا الواضح لهويتنا وعلاقتنا بحاكم الكون المتسلط يدفعاننا الى ‹الافتخار بيهوه›.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏٣١‏)‏ فماذا يعني الافتخار بيهوه؟‏ كمسيحيين حقيقيين،‏ نحن فخورون بأن يكون يهوه الهنا.‏ ونحن نصغي الى الحضّ:‏ «بهذا ليفتخر المفتخر:‏ بأن عنده بصيرة ويعرفني،‏ اني انا يهوه،‏ الصانع لطفا حبيا وعدلا وبرًّا في الارض».‏ (‏ارميا ٩:‏٢٤‏)‏ فنحن ‹نفتخر› بامتياز معرفة اللّٰه واستخدامه ايانا لمساعدة الآخرين.‏

      الصعوبة التي نواجهها

      ٦ لماذا يستصعب البعض ان يبقوا ادراكهم لهويتهم المسيحية واضحا؟‏

      ٦ لا شك ان إبقاء إدراكنا لهويتنا المسيحية واضحا ليس دائما بالامر السهل.‏ مثلا،‏ يتذكر شاب ربّاه والداه المسيحيان انه مرّ بفترة من الضعف الروحي.‏ يقول:‏ «كنت اشعر احيانا انني لا اعرف لماذا انا واحد من شهود يهوه.‏ فبما انني تعلّمت الحق منذ الطفولية،‏ كنت اشعر احيانا ان الحق مثله مثل باقي الاديان التقليدية المقبولة».‏ وربما يسمح آخرون لأمور مثل عالم التسلية،‏ وسائل الاعلام،‏ والنظرة السائدة التي لا ترضي اللّٰه الى الحياة بأن تُفسد إدراكهم لهويتهم.‏ (‏افسس ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ وقد يمرّ بعض المسيحيين بفترات من عدم الثقة بالذات وإعادة التقييم لقيمهم وأهدافهم.‏

      ٧ (‏أ)‏ ايّ نوع من فحص الذات ينبغي ان يقوم به خدّام اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ اين يكمن الخطر؟‏

      ٧ هل من الخطإ ان يمتحن المرء نفسه من حين الى آخر؟‏ كلا.‏ فقد شجَّع الرسول بولس المسيحيين ان يداوموا على فحص انفسهم قائلا:‏ «داوموا على امتحان انفسكم هل انتم في الايمان،‏ داوموا على اختبار انفسكم».‏ (‏٢ كورنثوس ١٣:‏٥‏)‏ بهذه الكلمات،‏ كان الرسول يشجِّع المسيحيين على القيام بجهد متّزن لاكتشاف ايّ ضعف روحي لديهم،‏ وذلك بغية اتِّخاذ الاجراءات اللازمة للتغلب عليه.‏ ففحص المسيحي نفسه هل هو في الايمان يعني ان يحدِّد هل تنسجم اقواله وأفعاله مع ما يدّعي انه يؤمن به.‏ لكنَّ فحص الذات سيكون دون جدوى ومدمِّرا روحيا اذا اخطأنا القصد منه واندفعنا الى البحث عن «هويتنا» او الاجوبة عن اسئلتنا خارج نطاق علاقتنا بيهوه او الجماعة المسيحية.‏a ولا شك اننا لا نريد ان ‹تتحطّم بنا السفينة من جهة الايمان›.‏ —‏ ١ تيموثاوس ١:‏١٩‏.‏

      المسيحيون ليسوا مستثنين

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كيف عبّر موسى عن مشاعر عدم الثقة بالذات؟‏ (‏ب)‏ كيف تجاوب يهوه مع مشاعر موسى؟‏ (‏ج)‏ ايّ اثر تتركه فيكم شخصيا وعود اللّٰه المطمئنة؟‏

      ٨ هل ينبغي ان يشعر المسيحي بالفشل اذا مرّ احيانا بفترات من عدم الثقة بالذات؟‏ كلا!‏ وما يعزّيه هو المعرفة انه ليس اول شخص تنتابه هذه المشاعر.‏ فبعض شهود اللّٰه الامناء في الماضي مرّوا بفترات كهذه.‏ مثلا،‏ كان موسى يتحلّى بصفات رائعة مثل الايمان والولاء والتعبّد.‏ ولكن عندما عُيِّنت له مهمة صعبة،‏ سأل بعدم ثقة:‏ «من انا؟‏».‏ (‏خروج ٣:‏١١‏)‏ من الواضح ان الجواب الذي كان يجول في ذهنه هو:‏ ‹انا شخص لا قيمة له› او ‹انا لست اهلا لهذه المهمة›.‏ ولا بد ان بعض العوامل المتعلقة بخلفيته هي التي جعلته يشعر بعدم الجدارة.‏ فقد انتمى الى امة مستعبَدة،‏ عانى الرفض من الاسرائيليين،‏ ولم يكن طلق اللسان.‏ (‏خروج ١:‏١٣،‏ ١٤؛‏ ٢:‏١١-‏١٤؛‏ ٤:‏١٠‏)‏ كما انه كان راعيا،‏ مهنة يشمئز منها المصريون.‏ (‏تكوين ٤٦:‏٣٤‏)‏ فلا عجب انه شعر بعدم الاهلية ليكون الشخص الذي سيحرِّر شعب اللّٰه المستعبَد!‏

      ٩ لكنَّ يهوه طمأن موسى بإعطائه وعدَين قاطعَين:‏ «انا اكون معك،‏ وهذه تكون علامة لك على اني انا ارسلتك:‏ حين تُخرِج الشعب من مصر،‏ تخدمون اللّٰه على هذا الجبل».‏ (‏خروج ٣:‏١٢‏)‏ بهذه الكلمات،‏ كان اللّٰه يقول لخادمه الذي تساوره الشكوك انه سيكون معه دائما.‏ إضافة الى ذلك،‏ اشار الى انه سينقذ شعبه لا محالة.‏ وعلى مرّ القرون،‏ زوّد اللّٰه وعودا مماثلة بالدعم.‏ مثلا،‏ استخدم موسى ليقول لأمة اسرائيل وهم على وشك دخول ارض الموعد:‏ «تشجعوا وتقووا.‏ .‏ .‏ .‏ يهوه إلهك سائر معك.‏ لا يهجرك ولا يتخلى عنك».‏ (‏تثنية ٣١:‏٦‏)‏ كما اكّد يهوه ليشوع:‏ «لا يقف احد امامك كل ايام حياتك.‏ .‏ .‏ .‏ اكون معك.‏ لا اهجرك ولا اتخلى عنك».‏ (‏يشوع ١:‏٥‏)‏ وهو يعِد المسيحيين انه ‹لن يتركهم ولن يتخلى عنهم›.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٥‏)‏ وهذا الدعم القوي ينبغي ان يجعلنا فخورين بهويتنا المسيحية.‏

      ١٠،‏ ١١ ماذا ساعد اللاوي آساف ليحافظ على الموقف الصحيح من قيمة خدمته ليهوه؟‏

      ١٠ بعد خمسة قرون من ايام موسى،‏ دوَّن لاوي امين اسمه آساف بكل صراحة شكوكه بشأن قيمة اتِّباع المسلك الصائب.‏ ففيما كان يجاهد ليخدم اللّٰه رغم المحن والاغراءات،‏ رأى ان بعض الذين يستهزئون باللّٰه يزدادون نفوذا وازدهارا.‏ فكيف اثَّر ذلك فيه؟‏ اعترف قائلا:‏ «اما انا فأوشكَت قدماي ان تحيدا،‏ وكادت خُطاي تزل.‏ لأني حسدت المفتخرين،‏ حين رأيت سلام الاشرار».‏ فقد ابتدأ يشكّ في قيمة كونه عابدا ليهوه.‏ وفكّر:‏ «عبثا طهّرت قلبي وغسلت بالنقاوة يدَيّ.‏ وكنتُ مُصابا اليوم كلّه».‏ —‏ مزمور ٧٣:‏٢،‏ ٣،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

      ١١ وماذا فعل آساف بأفكاره المشوّشة هذه؟‏ هل رفض الاعتراف بها؟‏ كلا.‏ لقد عبّر عنها في الصلاة الى اللّٰه،‏ كما نرى في المزمور الثالث والسبعين.‏ وكانت زيارته لمقدس الهيكل بمثابة نقطة تحوّل.‏ فخلال هذه الزيارة ادرك انه ما من مسلك افضل من التعبّد للّٰه.‏ وبعدما جدّد تقديره لخدمة اللّٰه،‏ فهِم ان يهوه يكره الشر وأنه سيعاقب الاشرار في الوقت المعيّن.‏ (‏مزمور ٧٣:‏١٧-‏١٩‏)‏ وبتقويم موقفه،‏ عزّز آساف إدراكه لهويته كخادم ليهوه.‏ قال للّٰه:‏ «لكني دائما معك.‏ امسكتَ بيدي اليمنى.‏ بمشورتك تهديني،‏ ومن بعد الى مجد تأخذني».‏ (‏مزمور ٧٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وهكذا،‏ استعاد شعور الفخر بإلهه.‏ —‏ مزمور ٣٤:‏٢‏.‏

      كان لديهم إدراك واضح لهويتهم

      ١٢،‏ ١٣ اية امثلة ترِد في الكتاب المقدس عن اشخاص كانوا فخورين بعلاقتهم باللّٰه؟‏

      ١٢ ان احدى الطرائق التي تساعدنا على تعزيز إدراكنا لهويتنا المسيحية هي التأمل والاقتداء بإيمان العبّاد الاولياء الذين كانوا فخورين بعلاقتهم بإلههم رغم الشدائد.‏ لنأخذ على سبيل المثال يوسف بن يعقوب.‏ فعندما كان يوسف يافعا،‏ تعرّض للغدر وبيع كعبد لأشخاص اخذوه الى مصر،‏ التي تبعد مئات الكيلومترات عن ابيه التّقي وجوّ المحبة والدعم في بيته.‏ وهناك،‏ لم يكن لديه ايّ شخص ليلتجئ اليه من اجل المشورة الالهية.‏ وقد اضطرّ الى مواجهة ظروف صعبة امتحنت قيمه واتِّكاله على اللّٰه.‏ ولكن من الواضح انه بذل جهدا دؤوبا لإبقاء إدراكه لهويته كخادم للّٰه واضحا،‏ فبقي وليّا للمبادئ الصائبة.‏ وكان فخورا بأنه عابد ليهوه رغم المحيط العدائي ولم يخشَ من التعبير عن اقتناعاته.‏ —‏ تكوين ٣٩:‏٧-‏١٠‏.‏

      ١٣ بعد ثمانية قرون،‏ صارت فتاة اسرائيلية مسبية جاريةً لدى قائد ارامي اسمه نعمان.‏ وهذه الفتاة لم تنسَ هويتها كعابدة ليهوه.‏ فعندما سنحت لها الفرصة،‏ قدَّمت بجرأة شهادة حسنة عن يهوه عندما قالت عن أليشع انه نبي اللّٰه.‏ (‏٢ ملوك ٥:‏١-‏١٩‏)‏ بعد سنوات،‏ حكم اسرائيل ملك شاب اسمه يوشيا.‏ ورغم انه عاش في مجتمع فاسد،‏ قام بإصلاحات دينية طويلة الامد،‏ رمَّم هيكل اللّٰه،‏ وردّ الامة الى عبادة يهوه.‏ فقد كان فخورا بإيمانه وعبادته.‏ (‏٢ أخبار الايام،‏ الاصحاحان ٣٤،‏ ٣٥‏)‏ على نحو مماثل،‏ لم ينسَ دانيال ورفقاؤه العبرانيون الثلاثة في بابل هويتهم كخدام ليهوه.‏ فقد حافظوا على استقامتهم حتى عندما تعرّضوا للضغط والتجربة.‏ فمن الواضح انهم كانوا فخورين بهويتهم كخدام ليهوه.‏ —‏ دانيال ١:‏٨-‏٢٠‏.‏

      لنكن فخورين بهويتنا

      ١٤،‏ ١٥ ماذا يعني ان نكون فخورين بهويتنا المسيحية؟‏

      ١٤ نجح خدام اللّٰه هؤلاء في المحافظة على استقامتهم لأنهم كانوا فخورين بعلاقتهم باللّٰه.‏ فماذا عنا نحن اليوم؟‏ ماذا يعني ان نكون فخورين بهويتنا المسيحية؟‏

      ١٥ في المقام الاول،‏ يعني ذلك ان نمتلك التقدير العميق لكوننا جزءا من شعب يهوه الذي ينال بركته ورضاه.‏ ويهوه يعرف يقينا مَن هو له.‏ كتب الرسول بولس الذي عاش في عصر ساد فيه التشويش الديني:‏ «يعرف يهوه الذين له».‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١٩؛‏ عدد ١٦:‏٥‏)‏ وهو ايضا فخور بهم.‏ فهو يقول:‏ «من يمسّكم يمسّ بؤبؤ عيني».‏ (‏زكريا ٢:‏٨‏)‏ فمن الواضح ان يهوه يحبنا.‏ بالمقابل،‏ ينبغي ان ننمي علاقة به مؤسسة على محبتنا العميقة له.‏ قال بولس:‏ «مَن يحب اللّٰه،‏ فهذا معروف عنده».‏ —‏ ١ كورنثوس ٨:‏٣‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ لماذا يمكن للمسيحيين،‏ الصغار والكبار،‏ ان يكونوا فخورين بميراثهم الروحي؟‏

      ١٦ يحسن بالاحداث الذين ربّاهم والدون من شهود يهوه ان يفحصوا هل علاقتهم اللصيقة باللّٰه هي الاساس لهويتهم المسيحية.‏ فلا يمكنهم الاعتماد فقط على ايمان والديهم.‏ كتب بولس بشأن كل خادم مسيحي:‏ «لسيده يثبت او يسقط».‏ وتابع قائلا:‏ «كل واحد منا سيؤدي حسابا عن نفسه للّٰه».‏ (‏روما ١٤:‏٤،‏ ١٢‏)‏ فمن الواضح ان تبنّي الحدث دين والدَيه بشكل آلي ليس الاساس السليم لتنمية علاقة لصيقة وطويلة الامد مع اللّٰه.‏

      ١٧ على مرّ العصور،‏ كانت هنالك سلسلة من شهود اللّٰه.‏ وتمتد هذه السلسلة من هابيل الامين —‏ الذي عاش منذ نحو ستة آلاف سنة —‏ الى ‹الجمع الكثير› من الشهود في ايامنا.‏ وستشمل ايضا حشود عبّاد يهوه الذين سيتمتعون بحياة ابدية في المستقبل.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩؛‏ عبرانيين ١١:‏٤‏)‏ ونحن نشكِّل الجزء العصري من سلسلة العبّاد الامناء هذه.‏ فيا له من ميراث روحي رائع!‏

      ١٨ كيف تفرزنا قيمنا ومقاييسنا عن العالم حولنا؟‏

      ١٨ تشمل هويتنا المسيحية ايضا مجموعة القيَم،‏ الصفات،‏ والمقاييس التي تميِّزنا كأشخاص مسيحيين.‏ انها «الطريق»،‏ طريقة الحياة الناجحة الوحيدة التي ترضي اللّٰه.‏ (‏اعمال ٩:‏٢؛‏ افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ فنحن المسيحيين ‹نتيقن من كل شيء ونتمسك بالحسن›.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٢١‏)‏ ولدينا فهم واضح للفرق الشاسع بين المسيحية والعالم المُبعَد عن اللّٰه.‏ فيهوه يميِّز بوضوح بين العبادة الحقة والباطلة.‏ فقد اعلن بفم نبيه ملاخي:‏ ‏«ترجعون وتميِّزون بين البارّ والشرير،‏ بين مَن يخدم اللّٰه ومَن لا يخدمه».‏ —‏ ملاخي ٣:‏١٨‏.‏

      ١٩ ايّ امر لن يحدث للمسيحيين الحقيقيين؟‏

      ١٩ بما ان الافتخار بيهوه مهمّ جدا في هذا العالم المضطرب،‏ فماذا يساعدنا على البقاء فخورين بإلهنا وإبقاء ادراكنا لهويتنا المسيحية واضحا؟‏ توجد اقتراحات مفيدة في المقالة التالية.‏ وفيما تتأمل في هذه الاقتراحات،‏ بإمكانك ان تكون على يقين من ان المسيحيين الحقيقيين لن يقعوا ابدا ضحية «اللامبالاة باللّٰه».‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يُشار هنا فقط الى هويتنا الروحية.‏ أما القضايا المتعلقة بالصحة العقلية فتستدعي المعالجة من قبَل اختصاصيين.‏

  • لنصُن هويتنا المسيحية
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • لنصُن هويتنا المسيحية

      ‏«‹أنتم شهودي›،‏ يقول يهوه».‏ —‏ اشعيا ٤٣:‏١٠‏.‏

      ١ ايّ اشخاص يجتذبهم يهوه اليه؟‏

      اذا القيتَ نظرة على الذين حولك في قاعة الملكوت،‏ فمَن ترى؟‏ قد ترى احداثا مخلصين يصغون بانتباه الى حكمة الاسفار المقدسة.‏ (‏مزمور ١٤٨:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وربما ترى ايضا رؤوس عائلات يجاهدون لإرضاء اللّٰه رغم انهم يعيشون في عالم يستخفّ بالحياة العائلية.‏ كما انك قد تلاحظ مسنين امناء يعيشون وفق انتذارهم ليهوه رغم امراض الشيخوخة.‏ (‏امثال ١٦:‏٣١‏)‏ وكل هؤلاء يحبون يهوه كثيرا.‏ وقد اجتذبهم هو الى علاقة به.‏ قال ابن اللّٰه:‏ «لا يقدر احد ان يأتي اليّ إنْ لم يجتذبه الآب الذي ارسلني».‏ —‏ يوحنا ٦:‏٣٧،‏ ٤٤،‏ ٦٥‏.‏

      ٢،‏ ٣ لماذا من الصعب ان نبقي ادراكنا لهويتنا المسيحية واضحا؟‏

      ٢ أفلا يسرّنا ان ننتمي الى شعب ينال رضى يهوه وبركته؟‏ رغم ذلك،‏ من الصعب في هذه ‹الازمنة الحرجة› ان نبقي ادراكنا لهويتنا المسيحية واضحا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ ويصحّ ذلك خصوصا في الاحداث الذين ربّاهم والدون مسيحيون.‏ اعترف احد هؤلاء الاحداث:‏ «رغم انني حضرت الاجتماعات،‏ لم تكن لديّ اهداف روحية واضحة.‏ وبصراحة،‏ لم امتلك رغبة شخصية في خدمة يهوه».‏

      ٣ غير ان بعض الاحداث يرغبون بإخلاص ان يخدموا يهوه.‏ رغم ذلك،‏ قد تلهيهم عن ذلك امور كضغط النظير،‏ التأثيرات العالمية،‏ والميول الخاطئة.‏ فعندما نتعرض للضغط الشديد،‏ يمكن ان نخسر تدريجيا هويتنا المسيحية.‏ مثلا،‏ يعتبر كثيرون في العالم اليوم ان المقاييس الادبية في الكتاب المقدس قد صارت عتيقة الطراز او غير واقعية في عالمنا المتقدّم هذا.‏ (‏١ بطرس ٤:‏٤‏)‏ ويشعر البعض ان عبادة اللّٰه بالطريقة التي يريدها ليست بالامر المهم.‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٤‏)‏ وفي الرسالة الى اهل افسس،‏ يقول بولس ان العالم لديه «روح»،‏ او موقف عقلي سائد.‏ (‏افسس ٢:‏٢‏)‏ وهذا الروح يشكِّل ضغطا كبيرا على الاشخاص ليتبنّوا تفكير العالم الذي لا يعرف يهوه.‏

      ٤ كيف شدَّد يسوع على ضرورة صون هويتنا المسيحية؟‏

      ٤ ولكن كخدام منتذرين ليهوه،‏ نحن ندرك —‏ سواء كنا كبارا او صغارا —‏ ان خسارتنا هويتنا المسيحية امر يؤدي الى نتيجة مأساوية.‏ والنظرة السليمة الى هويتنا المسيحية لا تُبنى إلا على اساس مقاييس يهوه وما يتوقعه منا.‏ فنحن مخلوقون على صورته.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦؛‏ ميخا ٦:‏٨‏)‏ والكتاب المقدس يشبِّه هويتنا المسيحية بالثياب الخارجية الواضحة للعيان.‏ فقد حذّر يسوع في ما يتعلق بأيامنا:‏ «ها انا آتٍ كسارق.‏ سعيد هو الذي يبقى مستيقظا ويحفظ ثيابه الخارجية،‏ لئلا يمشي عريانا فينظروا خزيه».‏a (‏رؤيا ١٦:‏١٥‏)‏ ونحن لا نريد ان نخلع ‹ثيابنا الخارجية›،‏ اي ان نخسر صفاتنا المسيحية ومقاييس سلوكنا ونسمح لعالم الشيطان بأن يصوغ تفكيرنا.‏ فإذا خلعنا هذه الثياب،‏ تكون حالتنا مؤسفة ومخزية.‏

      ٥،‏ ٦ لماذا عدم التردّد الروحي مهمّ؟‏

      ٥ ان الادراك الواضح للهوية المسيحية يؤثر تأثيرا كبيرا في طريقة حياة المرء.‏ وكيف ذلك؟‏ اذا خسر احد عبّاد يهوه إدراكه الواضح لهويته،‏ فقد يفقد تركيزه ويسير دون اتِّجاه او هدف محدَّد.‏ والكتاب المقدس يحذِّر تكرارا من هذا التردّد.‏ مثلا،‏ حذّر التلميذ يعقوب:‏ «الذي يشكّ يشبه موجة بحر تسوقها الريح وتلعب بها.‏ فلا يظنّ ذلك الانسان انه ينال من يهوه شيئا.‏ انه انسان متردّد،‏ متقلّب في جميع طرقه».‏ —‏ يعقوب ١:‏٦-‏٨؛‏ افسس ٤:‏١٤؛‏ عبرانيين ١٣:‏٩‏.‏

      ٦ فكيف نصون هويتنا المسيحية؟‏ وماذا يساعدنا على زيادة تقديرنا لامتيازنا العظيم ان نكون عبّادا للعليّ؟‏ لنستعرض في ما يلي بعض الطرائق.‏

      تثبّت من هويتك المسيحية

      ٧ لماذا من المهم ان نتوسل الى يهوه ان يختبرنا؟‏

      ٧ وطِّد باستمرار علاقتك بيهوه.‏ ان العلاقة الشخصية باللّٰه هي اثمن مقتنى يملكه المسيحي.‏ (‏مزمور ٢٥:‏١٤؛‏ امثال ٣:‏٣٢‏)‏ فإذا ساورتنا شكوك مزعجة حول هويتنا المسيحية،‏ ينبغي ان نسارع الى فحص نوعية وعمق هذه العلاقة فحصا دقيقا.‏ توسّل صاحب المزمور:‏ «اختبرني يا يهوه وامتحني،‏ محِّص كليتَي وقلبي».‏ (‏مزمور ٢٦:‏٢‏)‏ ولماذا هذا الاختبار مهمّ؟‏ لأننا لا نستطيع تقييم دوافعنا الاعمق وميولنا الدفينة تقييما موثوقا به.‏ فلا احد غير يهوه قادر ان يسبر غور إنساننا الداخلي —‏ دوافعنا،‏ افكارنا،‏ وعواطفنا.‏ —‏ ارميا ١٧:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ كيف نستفيد من الامتحانات التي يسمح يهوه بأن نمرّ بها؟‏ (‏ب)‏ كيف جرت مساعدتكم شخصيا على إحراز التقدّم الروحي؟‏

      ٨ ويهوه يختبرنا ويمتحننا عندما يسمح بأن نمرّ بظروف تكشف دوافعنا الحقيقية وحالة قلبنا.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٢،‏ ١٣؛‏ يعقوب ١:‏٢٢-‏٢٥‏)‏ وينبغي ان نُسَرّ بهذه الامتحانات لأنها تمنحنا فرصة للبرهان على عمق ولائنا ليهوه وعلى كوننا «تامين وسلماء من كل النواحي،‏ غير ناقصين في شيء».‏ (‏يعقوب ١:‏٢-‏٤‏)‏ وهذا ما يمكِّننا من النمو روحيا.‏ —‏ افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

      ٩ لماذا التثبّت من حق الكتاب المقدس ليس امرا اختياريا؟‏

      ٩ تثبَّت من حق الكتاب المقدس.‏ ان إدراكنا لهويتنا كخدام ليهوه قد يضعف اذا لم يكن مؤسسا على المعرفة من الاسفار المقدسة.‏ (‏فيلبي ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فكل مسيحي،‏ سواء كان صغيرا او كبيرا،‏ يلزم ان يتثبّت من ان ما يؤمن به هو فعلا الحق الموجود في الكتاب المقدس.‏ حثّ بولس الرفقاء المؤمنين:‏ «تيقّنوا من كل شيء.‏ تمسّكوا بالحسن».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٢١‏)‏ والاحداث المسيحيون الذين تربّوا في عائلات تخاف اللّٰه يجب ان يدركوا ان ايمان والديهم لا يجعلهم هم مسيحيين حقيقيين.‏ فقد حثّ داود ابنه سليمان ان ‏‹يعرف اله ابيه ويخدمه بقلب كامل›.‏ (‏١ أخبار الايام ٢٨:‏٩‏)‏ فلم يكن كافيا ان يلاحظ سليمان كيف نمّى ابوه الايمان بيهوه،‏ بل كان عليه ان يتعرّف هو بنفسه بيهوه.‏ وهذا ما فعله سليمان.‏ فقد تضرع الى اللّٰه:‏ «أعطني الآن حكمة ومعرفة لأخرج وأدخل امام هذا الشعب».‏ —‏ ٢ أخبار الايام ١:‏١٠‏.‏

      ١٠ هل من الخطإ طرح اسئلة مخلصة بدافع صائب؟‏

      ١٠ ان المعرفة هي اساس الايمان الراسخ.‏ قال بولس:‏ «الايمان يلي السماع».‏ (‏روما ١٠:‏١٧‏)‏ فماذا عنى بذلك؟‏ لقد عنى ان التغذي بكلمة اللّٰه يقوّي ايماننا وثقتنا بيهوه،‏ وعوده،‏ وهيئته.‏ وطرْح الاسئلة المخلصة عن الكتاب المقدس يؤدي الى نيلنا اجوبة شافية.‏ علاوة على ذلك،‏ يعطينا بولس في روما ١٢:‏٢ النصيحة التالية:‏ «تبيّنوا بالاختبار ما هي مشيئة اللّٰه الصالحة المقبولة الكاملة».‏ فكيف نفعل ذلك؟‏ بنيل «المعرفة الدقيقة للحق».‏ (‏تيطس ١:‏١‏)‏ وروح يهوه بإمكانه مساعدتنا على فهم حتى اصعب المواضيع.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١١،‏ ١٢‏)‏ لذلك ينبغي ان نصلّي الى اللّٰه طلبا للمساعدة عندما نستصعب فهم بعض الامور.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٧‏)‏ فيهوه يريد ان نفهم كلمته،‏ نؤمن بها،‏ ونطيعها.‏ وهو يرحِّب بأسئلتنا المخلصة اذا طرحناها بدافع صائب.‏

      صمِّم على ارضاء اللّٰه

      ١١ (‏أ)‏ اية رغبة طبيعية يمكن ان توقعنا في فخ؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا استجماع الجرأة لمقاومة ضغط النظير؟‏

      ١١ اسعَ الى إرضاء اللّٰه،‏ لا الانسان.‏ من الطبيعي ان نحدِّد هويتنا جزئيا على اساس الانتماء الى مجموعة.‏ فكل واحد منا بحاجة الى الاصدقاء،‏ والشعور بأننا مقبولون يمنحنا إحساسا بالسعادة والامان.‏ ولكن خلال المراهقة —‏ وكذلك المراحل الاخرى من الحياة —‏ يمكن ان يكون ضغط النظير قويّا،‏ مما يولِّد فينا رغبة شديدة في التمثل بالآخرين او إرضائهم.‏ إلا ان الاصدقاء والنظراء لا يكونون دائما مهتمين بمصلحتنا.‏ فكلّ ما يريدونه احيانا هو شخص ينضم اليهم في فعل الخطإ.‏ (‏امثال ١:‏١١-‏١٩‏)‏ وعندما يستسلم المسيحي لضغط النظير السلبي،‏ يحاول عادة إخفاء هويته.‏ (‏مزمور ٢٦:‏٤‏)‏ حذّر الرسول بولس:‏ «لا تشاكلوا مسلك العالم حولكم».‏ (‏روما ١٢:‏٢‏،‏ الكتاب المقدس الاورشليمي،‏ بالانكليزية)‏ لكنَّ يهوه يزوِّدنا بالقوة الداخلية اللازمة لمقاومة ايّ ضغط من الآخرين لنجاريهم في ما يفعلونه.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٦‏.‏

      ١٢ ايّ مبدإ ومثال يمكن ان يجعلانا نبقى ثابتين في الايمان عندما تكون ثقتنا باللّٰه على المحك؟‏

      ١٢ عندما يهدِّد الضغط من الآخرين بإفساد هويتنا المسيحية،‏ ينبغي ان نتذكر ان ولاءنا للّٰه اهمّ بكثير من رأي الناس او الميل السائد لدى الاغلبية.‏ والكلمات في الخروج ٢٣:‏٢ هي مبدأ يمنحنا الحماية:‏ «لا تتبع الكثيرين الى السوء».‏ على سبيل المثال،‏ رفض كالب رفضا باتّا ان يتبع الاغلبية حين شكّ معظم رفقائه الاسرائيليين في قدرة يهوه على إتمام وعوده.‏ فقد كان متأكدا ان وعود اللّٰه جديرة بالثقة،‏ وهذا ما انتج له بركات سخية.‏ (‏عدد ١٣:‏٣٠؛‏ يشوع ١٤:‏٦-‏١١‏)‏ فهل انت ايضا على استعداد لمقاومة الضغط للانجراف مع الرأي السائد بغية المحافظة على علاقتك باللّٰه؟‏

      ١٣ لماذا من الحكمة ان نعرِّف الآخرين بأننا مسيحيون؟‏

      ١٣ عرِّف الآخرين انك مسيحي.‏ هنالك مثل يقول:‏ «الهجوم هو افضل دفاع».‏ ويصحّ ذلك في دفاعنا عن هويتنا المسيحية.‏ مثلا،‏ عندما واجه الاسرائيليون الامناء في ايام عزرا المقاومة لمنعهم من فعل مشيئة يهوه،‏ قالوا:‏ «نحن خدام اله السمٰوات والارض».‏ (‏عزرا ٥:‏١١‏)‏ نحن ايضا قد نواجه انتقاد وردود فعل اشخاص عدائيين.‏ وإذا سمحنا لذلك بأن يؤثر فينا،‏ فقد يشلّنا الخوف.‏ فالسعي الى إرضاء الجميع دائما يضعف فعّاليتنا.‏ لذلك لا تسمح لشيء بأن يخيفك.‏ ومن المفيد ان تعرِّف الآخرين انك واحد من شهود يهوه.‏ فباحترام وثبات،‏ يمكنك ان توضح لهم قيمك،‏ معتقداتك،‏ وموقفك المسيحي.‏ أخبرهم انك مصمِّم على الالتصاق بمقاييس يهوه الادبية السامية.‏ أوضح لهم ان التخلي عن استقامتك امر غير قابل للنقاش.‏ أظهِر انك فخور بالمقاييس الادبية التي تتبعها.‏ (‏مزمور ٦٤:‏١٠‏)‏ وكل ذلك يجعلك تبرز كمسيحي لديه موقف ثابت.‏ وهذا ما يقوّيك ويحميك،‏ حتى انه يدفع البعض الى التعرف بيهوه وشعبه.‏

      ١٤ لماذا لا ينبغي ان نتثبط من جراء الاستهزاء والمقاومة؟‏

      ١٤ قد تتعرض لاستهزاء ومقاومة من بعض الاشخاص.‏ (‏يهوذا ١٨‏)‏ وقد لا يتجاوب البعض مع محاولاتك ان توضح لهم قيمك.‏ فلا تتثبط.‏ (‏حزقيال ٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ فلن تتمكن ابدا من إقناع الذين لا يريدون الاقتناع،‏ مهما كان تصميمك راسخا.‏ تذكّر تجاوب فرعون:‏ فما من ضربة او عجيبة —‏ ولا حتى موت ابنه البكر —‏ اقنعته بأن موسى كان مرسلا من قبَل يهوه.‏ لذلك،‏ لا تدَع خوف الانسان يشلّك.‏ اتّكل على اللّٰه وثِق بأنه يستطيع مساعدتك ان تتغلب على الخوف.‏ —‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦؛‏ ٢٩:‏٢٥‏.‏

      تأمل في الماضي وضَعْ اساسا للمستقبل

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ ما هو ميراثنا الروحي؟‏ (‏ب)‏ كيف نستفيد من التأمل في ميراثنا الروحي على ضوء كلمة اللّٰه؟‏

      ١٥ قدِّر ميراثك الروحي.‏ يستفيد المسيحيون اذا تأملوا في ميراثهم الروحي على ضوء كلمة اللّٰه.‏ وهذا الميراث يشمل حق كلمة يهوه،‏ رجاء الحياة الابدية،‏ وامتياز تمثيل اللّٰه كمنادين بالبشارة.‏ فهل ترى ما هو دورك بين شهوده،‏ مجموعة الاشخاص الذين فُوِّض اليهم عمل الكرازة بالملكوت المنقذ للحياة؟‏ تذكّر ان يهوه هو الذي يقول:‏ «انتم شهودي».‏ —‏ اشعيا ٤٣:‏١٠‏.‏

      ١٦ اطرح على نفسك الاسئلة التالية:‏ ‹الى اية درجة اقدِّر هذا الميراث الروحي؟‏ هل اقدِّره كفاية لأضع فعل مشيئة اللّٰه في المرتبة الاولى في حياتي؟‏ هل يقوّيني تقديري لهذا الميراث على مقاومة ايّ إغراء قد يؤدي بي الى خسارته؟‏›.‏ ان ميراثنا الروحي يخلق فينا شعورا بالامان لا يحسّ به إلا الذين ينتمون الى هيئة يهوه.‏ (‏مزمور ٩١:‏١،‏ ٢‏)‏ ومراجعة الحوادث البارزة في تاريخ هيئة يهوه العصري تغرس في اذهاننا انه لا احد ولا شيء بإمكانه محو شعب يهوه عن وجه الارض.‏ —‏ اشعيا ٥٤:‏١٧؛‏ ارميا ١:‏١٩‏.‏

      ١٧ ماذا يلزم اكثر من مجرد الاتِّكال على ميراثنا الروحي؟‏

      ١٧ طبعا،‏ لا يجب ان نعتمد على ميراثنا الروحي فقط.‏ فينبغي ان ينمي كلٌّ منا علاقة لصيقة باللّٰه.‏ فبعدما بذل بولس جهده لتقوية ايمان المسيحيين في فيلبي،‏ كتب اليهم:‏ «اذًا يا احبائي،‏ كما اطعتم دائما،‏ ليس في حضوري فقط،‏ بل الآن بأكثر استعداد في غيابي،‏ اعملوا لأجل خلاصكم بخوف ورعدة».‏ (‏فيلبي ٢:‏١٢‏)‏ فلا يمكننا الاتِّكال على شخص آخر لننال الخلاص.‏

      ١٨ كيف يزيد الانهماك في النشاطات الثيوقراطية إدراكنا لهويتنا المسيحية؟‏

      ١٨ انهمِك في النشاطات الروحية.‏ قيل ذات مرة ان «العمل هو الذي يصوغ الشخصية».‏ والمسيحيون اليوم لديهم تفويض ان يقوموا بعمل مهمّ هو الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه المؤسس.‏ قال بولس:‏ «بما اني رسول للامم،‏ فإني امجّد خدمتي».‏ (‏روما ١١:‏١٣‏)‏ فعملنا الكرازي يميِّزنا عن العالم،‏ واشتراكنا فيه يرسِّخ هويتنا المسيحية.‏ والانهماك في النشاطات الثيوقراطية الاخرى —‏ كالاجتماعات المسيحية،‏ برامج بناء اماكن العبادة،‏ الجهود لمساعدة المحتاجين،‏ وما شابه —‏ يزيد إدراكنا لهويتنا المسيحية.‏ —‏ غلاطية ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      الهوية الواضحة تنتج لنا البركات

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ اية فوائد تتمتعون بها شخصيا لأنكم مسيحيون؟‏ (‏ب)‏ ما هو اساس هويتنا الفعلية؟‏

      ١٩ فكِّر لحظة في الفوائد والبركات العديدة التي نتمتع بها لأننا مسيحيون حقيقيون.‏ فلدينا امتياز ان نكون معروفين عند يهوه.‏ قال النبي ملاخي:‏ «تكلّم خائفو يهوه كل واحد مع صاحبه،‏ ويهوه اصغى وسمع.‏ وكُتب امامه سفر تذكرة لخائفي يهوه وللمفكرين في اسمه».‏ (‏ملاخي ٣:‏١٦‏)‏ ويمكننا ايضا نيل الامتياز ان يعتبرنا اللّٰه اصدقاء له.‏ (‏يعقوب ٢:‏٢٣‏)‏ ونحن نعيش حياة ذات قصد ومعنى ولدينا اهداف مفيدة ومثمرة.‏ كما ان لدينا رجاء بمستقبل ابدي.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٩‏.‏

      ٢٠ وتذكّر ان هويتك الحقيقية وقيمتك لا تُقاسان على اساس رأي الناس فيك بل على اساس نظرة اللّٰه اليك.‏ فقد يحكم علينا الناس بحسب مقاييسهم البشرية الناقصة.‏ لكنَّ اللّٰه يحبنا ويهتم بنا إفراديا،‏ اذ انه يعتبرنا خاصته.‏ وهذا هو الاساس الفعلي لقيمتنا.‏ (‏متى ١٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ بالمقابل،‏ فإن محبتنا للّٰه تمنحنا افضل إدراك لهويتنا وأوضح مسار لحياتنا.‏ فالكتاب المقدس يقول:‏ «مَن يحب اللّٰه،‏ فهذا معروف عنده».‏ —‏ ١ كورنثوس ٨:‏٣‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a قد تكون هذه الكلمات تلميحا الى واجبات آمر الهيكل في اورشليم.‏ فخلال نوبات حراسته الليلية،‏ كان يتجول في الهيكل ليرى هل الحراس اللاويون مستيقظون ام نائمون في مراكزهم.‏ وأيّ حارس يوجد نائما كان يُضرَب بعصا وقد تُحرَق ثيابه الخارجية كعقاب مُخزٍ

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة