يمكن ان تصيب الامراض ايّ جزء من القلب.‏ لكنَّ الاكثر شيوعا بينها هو مرض خفي يصيب الشرايين الاكليلية.‏ انه تصلُّب شرياني يدعى العُصاد atherosclerosis.‏ وفي هذه الحالة تتكون لوَيحة plaque،‏ او ترسُّبات دهنية،‏ في جدران الشريان.‏ وخلال فترة من الوقت يمكن ان تزداد اللوَيحة حجما،‏ وتصلِّب الشرايين وتضيِّقها،‏ وتحدّ من تدفق الدم الى القلب.‏ ان مرض الشريان الاكليلي الكامن هذا هو الذي يمهِّد السبيل لمعظم النوبات القلبية.‏

يؤدي الانسداد في شريان او اكثر الى حدوث نوبة عندما يصير طلب القلب للاكسجين اكبر من العرض.‏ حتى في الشرايين التي لم تضِق الى حد خطِر يمكن ان يتحطم ترسُّب من اللوَيحة ويؤدي الى تشكّل جلطة دموية (‏خثرة thrombus)‏.‏ اضف الى ذلك ان الشرايين المصابة هي اكثر قابلية للتشنُّج spasm.‏ ويمكن ان تتشكل جلطة دموية في موقع التشنُّج،‏ مما يطلق مادة كيميائية تضيِّق اكثر جدار الشريان،‏ الامر الذي يسبِّب نوبة.‏

وعن غالبية الذين يعانون اعراض مرض الشريان الاكليلي،‏ تخبر رسالة هارڤرد الصحية (‏بالانكليزية)‏ ان نصفهم تقريبا لا يطلبون مساعدة طبية فورا.‏ ولماذا؟‏ «لأنهم عادةً لا يعرفون ما تعنيه الاعراض التي يشعرون بها او لا يحملونها محمل الجد.‏»‏

يناشد جون،‏a واحد من شهود يهوه تعرَّض لنوبة قلبية،‏ قائلا:‏ «عندما تشعر بأن شيئا لا يجري على ما يرام،‏ لا تتأخر عن طلب المساعدة الطبية لأنك تخشى ان تظهر وكأنك تضخِّم الامور.‏ فقد كدت افقد حياتي لأني لم اتصرف بالسرعة الكافية.‏»‏

القصة

يوضح جون:‏ «قبل سنة ونصف من نوبتي القلبية،‏ حذرني طبيب من نسبة الكولسترول العالية عندي،‏ والكولسترول عامل خطر اساسي في مرض الشريان الاكليلي.‏ لكني لم اعر الامر اهتماما،‏ لأني كنت اشعر بأني شاب —‏ دون الـ‍ ٤٠ —‏ وبصحة جيدة.‏ وأنا نادم جدا لأني لم اتخذ اجراءات وقائية آنذاك.‏ وكانت هنالك اشارات تحذيرية اخرى —‏ ضيق نفَس مع ارهاق جسدي،‏ اوجاع اعتقدت انها ناجمة عن عسر هضم،‏ وتعب شديد احسست به قبل اشهر عديدة من حدوث النوبة.‏ وكنت اقول ان سبب معظم ذلك هو قلة النوم والاجهاد الكثير في العمل.‏ وقبل ثلاثة ايام من نوبتي القلبية،‏ احسست بشيء ظننت انه تشنُّج عضلي في صدري.‏ لقد كان نوبة صغيرة سبقت النوبة الكبيرة بثلاثة ايام.‏»‏