-
ايها الاحداث — لا تنخدعوابرج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
٢ كيف انقاد بعض الاحداث الى ارتكاب خطإ خطير؟
٢ على سبيل المثال، كانت جولي، مجرد طالبة في السنة الثانية من المدرسة الثانوية، كما قالت، «متيَّمة بالفتى الاكثر وسامة وشعبية في المدرسة كلها.» اوضحت: «اخبرته انني لم اكن على استعداد لما يريد، ولكنه استمر يقول لي كم يحبني، وان كل شيء سيكون على ما يُرام. وعندما ثابرت على القول لا، عندئذ لامني بصرامة. قال، ‹انني قد اهتممت بك، وظننت انك تشعرين بالطريقة نفسها. فاذا كنت لا تُثبتين ذلك لي اظن انه يجب ان نتوقف عن رؤية واحدنا الآخر.›» فاستسلمت جولي وارتكبت العهارة. وفي اليوم التالي، عندما اكتشفَت ان الشاب كان يتفاخر «بانتصاره،» ادركَت كم انخدعَت تماما. وكان يجب ان تعرف انه لو كان الشاب يحبها حقا لما فعل ذلك.
٣ (أ) لماذا الزنا خطأ خطير كهذا؟ (ب) ما هو هدف الشيطان ابليس؟
٣ ان ما جرى غش جولي او الاحتيال عليها لتفعله كان انتهاكا خطيرا لشريعة اللّٰه. ولهذا السبب يحث الكتاب المقدس: «اهربوا من الزنا.» ويقول بوضوح: «كل زانٍ. . . ليس له ميراث في ملكوت المسيح واللّٰه.» (١ كورنثوس ٦:١٨، افسس ٥:٥) فبينما ربما لا يهتم الشيطان ابليس بما اذا ربحتم او خسرتم لعبة كرة، او قمتم بشراء حكيم او لا، فانه بلا ريب يحاول ان يضلكم لتكسروا شريعة اللّٰه. «ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا مَن يبتلعه هو،» يحذر الكتاب المقدس. (١ بطرس ٥:٨) حقا، انه يستعمل كل تفكير دهائه، بما في ذلك الظهور كملاك نور، كي يبعدنا عن خدمة يهوه اللّٰه! أليست هذه فكرة واقعية؟ — ٢ كورنثوس ١١:١٤.
تعلَّموا مما حل بحواء
٤ لماذا يمكن القول ان الاحداث هم هدف خصوصي للشيطان؟
٤ ولكن، بالنسبة اليكم انتم الاحداث، هذه هي فكرة واقعية اكثر ايضا: انتم هدف خصوصي للشيطان. ولماذا ذلك؟ بسبب حداثتكم كان لديكم وقت اقل لتكتسبوا المعرفة والحكمة، والشيطان يختار الاشخاص الاقل خبرة. لقد فعل ذلك في بداية تمرده. تذكروا انه اقترب من حواء في جنة عدن، لا من زوجها آدم الذي كان قد خُلق قبلها ببعض الوقت. ونجح الشيطان. لقد خدع، نعم، اضلَّ بمظاهر كاذبة حواء الاصغر والاقل خبرة. «لان آدم جُبل اولا،» يوضح الكتاب المقدس، «ثم حواء. وآدم لم (ينخدع) لكن المرأة (انخدعت) فحصلت في التعدي.» — ١ تيموثاوس ٢:١٣، ١٤.
٥ (أ) ماذا يجب ان لا نستسلم ابدا للتفكير فيه؟ (ب) ماذا كان قلق الرسول بولس، ولماذا كان ملائما؟
٥ لا تستسلموا ابدا للتفكير انه لا يمكن لاساليب الشيطان ان تؤثر فيكم، وأنه لا يمكنه ابدا ان يحملكم على كسر شرائع اللّٰه. تذكروا التحذير الالهي من ان «الشيطان نفسه يغير شكله الى شبه ملاك نور.» (٢ كورنثوس ١١:١٤) وكان الرسول بولس قلقا على نحو ملائم من ان رئيس الخداع قد ينجح باقترابه الى رفقاء بولس المسيحيين الاقل خبرة. كتب بولس: «اخاف أنه كما (اغوت) الحية حواء بمكرها هكذا تُفسد اذهانكم عن البساطة التي في المسيح.» — ٢ كورنثوس ١١:٣.
٦ ماذا يعني ان يُغوى المرء؟
٦ لاحظوا ان حواء لم يجرِ خدعها او الاحتيال عليها فقط، فقد جرى اغواؤها ايضا. ويعني ذلك انها استُدرجت الى مسلك يجلب كارثة باغراء فاتن او تجربة. وبحسب قاموس وبستر الاممي الجديد الثالث فان كلمة يُغوي تعني «يحثّ على العصيان،» «يجذب او يربح بواسطة، او كما لو كان بواسطة، سحر خبيث هادىء.» وعلى وجه التخصيص، يقول هذا القاموس، فان كلمة يُغوي تعني «يُقنع (انثى) بالقيام باتصال جنسي للمرة الاولى.» ويمكننا الاستفادة من مراجعة اسلوب الشيطان لاغواء حواء (مع ان ذلك لم يشمل الاتصال الجنسي في هذه الحالة) وايضا من ملاحظة الاساليب المماثلة التي يستعملها اليوم.
٧ و ٨ (أ) ماذا كان القصد من سؤال الشيطان لحواء؟ (ب) كيف جعل الشيطان الاكل من الشجرة يظهر مغريا جدا؟
٧ في بداية اقترابه ذاتها، وبطريقة خبيثة، استخدم الشيطان حية ليجعل حواء تشرع في وضع شريعة اللّٰه موضع شك. فبكلمات مصمَّمة باعتناء لاثارة الشك والارتياب سأل: «أحقا قال اللّٰه لا تأكلا من كل شجر الجنة.» بهذا السؤال الشرير كان الشيطان يلمِّح الى انه يدعو الى الشفقة ان لا تتمكن من الاكل من كل شجر الجنة. وفي الواقع، اقنعها بأنها، عوضا عن الموت كما قال اللّٰه، ستستفيد حقا من الاكل من الشجرة المحرمة. «بل اللّٰه عالم أنه يوم تأكلان منه،» اكَّد لها الشيطان، «تنفتح اعينكما وتكونان كاللّٰه عارفين الخير والشر.» — تكوين ٣:١-٥.
٨ كم كان هذا مكرا شريرا من الشيطان ان يقترح ان اللّٰه كان يحاول ان يمنع معرفة مفيدة عن حواء! وبحسب قول الشيطان، كان اللّٰه يستخدم ايضا تهديدا تافها بالموت لمنعها من ممارسة القدرة على تقرير المصير. ‹انتما تغفلان عن ادراك الامر!› قال، في الواقع، لحواء. ‹لن تموتا. فيمكنكما ان تتمتعا بما يتمتع به اللّٰه نفسه. ويمكنكما ان تقررا لنفسكما ما هو خير او شر.› لقد راق لحواء ان تكون قادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة دون الاضطرار الى اعطاء حساب لاحد.
٩ كما يظهر في يعقوب ١:١٤، ١٥ اي تسلسل للاحداث قاد الى خطية حواء وموتها اخيرا؟
٩ نتيجة لذلك بدأت حواء تنظر الى الشجرة بشهية. «فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للاكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت.» (تكوين ٣:٦) ولكن بعدئذ، عندما اكتشفت حواء انها لم تنل ما كانت قد وُعدت به، اوضحت: «الحية (خدعتني).» (تكوين ٣:١٣) وفي الواقع، اغوتها ايضا، قائدة اياها باغراء فاتن او تجربة الى ان جعلتها الرغبة الانانية تخطىء وبالتالي تموت اخيرا. — يعقوب ١:١٤، ١٥.
احترسوا من خطط الشيطان
١٠ لماذا لا يلزمنا ان نجهل خطط الشيطان، وأية ارشادات من الحكمة ان نتبعها؟
١٠ يستخدم الشيطان خططا مماثلة، اي مكايد ومناورات وحيلا لكي يخدع ويغوي الاحداث اليوم. ولكن، بما ان الكتاب المقدس يزوّد تاريخا شاملا لاساليب الشيطان الخدّاعة، لا يلزمكم ان تجهلوا خططه. (٢ كورنثوس ٢:١١) ان ما تحتاجون اليه هو الادراك الجيد لكي تصغوا الى التحذيرات والارشادات التي يزوّدها يهوه اللّٰه بواسطة كلمته وهيئته. — امثال ٢:١-٦؛ ٣:١-٧، ١١، ١٢؛ ٤:١ و ٢، ٢٠-٢٧؛ ٧:١-٤.
١١ كيف يغوي او يخدع الشيطان غالبا الاحداث ليرتكبوا الخطأ؟
١١ وكيف يغوي او يغري الشيطان غالبا الاحداث ليرتكبوا الخطأ؟ انه يفعل ذلك بجعل ما يدينه اللّٰه، النشاطات التي يمكن ان تقود الى خسارة رضى اللّٰه، يظهر جذابا جدا، وفي الوقت نفسه غير مؤذٍ، تماما كما ظهرت الثمرة لحواء. وكما فعل مع حواء، سيحاول ترويج الفكرة انكم بطريقة غير ضرورية تفقدون شيئا ممتعا. وهكذا بطريقة ماكرة وخادعة يسعى الشيطان الى ان يضعف احترامكم لكلمة يهوه، وأيضا للارشادات التي يعطيها آباؤكم الخائفون اللّٰه وتعطيها هيئة اللّٰه. ولذلك لسبب وجيه يحث الكتاب المقدس: «أن تثبتوا ضد مكايد [او، كما تقول ترجمة الملكوت ما بين السطور للاسفار اليونانية، «الاعمال الماكرة»] ابليس.» — افسس ٦:١١.
١٢ (أ) اية حقيقة عن الشيطان يجب ان نأخذها جميعا بجدية، ولماذا؟ (ب) كيف تنظرون الى ما يُقال في ١ يوحنا ٢:١٥ ويعقوب ٤:٤؟ (ج) اي شيء يحبّ الشيطان ان يخدعكم لتصدقوه؟
١٢ من الواضح ان حواء حمقت بتصديق كذبة الشيطان. ومع ذلك، بطريقة مماثلة، ألا يعالج كثيرون من الاحداث اليوم التحذيرات في كلمة يهوه او تلك التي يزوّدها آباؤهم او الشيوخ المسيحيون باستخفاف؟ وما القول فيكم؟ على سبيل المثال، هل تأخذون بجدية الحقيقة القائلة ان الشيطان ابليس هو رئيس هذا العالم وأنه، كإله لنظام الاشياء هذا، يُعمي اذهان الناس؟ (١ يوحنا ٥:١٩، يوحنا ١٢:٣١؛ ١٤:٣٠؛ ١٦:١١؛ ٢ كورنثوس ٤:٤) وهل تحاولون فعلا ان تصغوا الى وصية اللّٰه: «لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم»؟ (١ يوحنا ٢:١٥) اسألوا نفسكم: ‹هل اصدق حقا عبارة الاسفار المقدسة: «فمن اراد ان يكون محبا للعالم فقد صار عدوا للّٰه»؟› (يعقوب ٤:٤) يحبّ الشيطان ان يخدعكم لتصدقوا ان العالم لا يشكل ايّ تهديد وان النشاطات التي يروّجها غير مؤذية. ولكن احترسوا! لا تنخدعوا!
اغراءات خادعة اليوم
١٣ اية عادة اصبحت شائعة في اماكن كثيرة، وماذا يحبّ الشيطان ان نصدق في ما يتعلق بها؟
١٣ غالبا ما يُغري الشيطان الناس ليفعلوا الخطأ بواسطة امور ربما لا تكون خاطئة بحد ذاتها او امور لا تجري ادانتها في الكتاب المقدس على نحو صريح. مثلا، بينما يملك متزوجون كثيرون ذكريات سارة لاوقات سليمة تمتعوا بها في ايام التودد، هنالك مخاطر محتملة عندما يكون الشخصان وحدهما معا في موعد. وفي الواقع، المواعدة هي عادة حديثة نسبيا اصبحت شائعة في اماكن كثيرة بعد الحرب العالمية الثانية فقط. والشيطان يحبّ ان تصدقوا ان العادة هي مجرد شكل بريء للتسلية يمكّن الشبان من ان يتعرفوا بأعضاء من الجنس الآخر على اساس صريح. ولكنّ العادة في الحقيقة مفعمة بالمخاطر الادبية.
١٤ (أ) كيف يمكن تقييم عادة المواعدة؟ (ب) اية مشاعر يمكن ان تتطور في حالة المواعدة؟
١٤ ان المسيحيين الناضجين الاكبر سنا بسبب اختبارهم يدركون اكثر هذه المخاطر، ولذلك يمكنهم تزويد التوجيه المساعد. (امثال ٢٧:١٢) ولكن ربما تشعرون بأنه لا يوجد هنالك خطر في المواعدة وأن آباءكم يقيدونكم اكثر مما ينبغي، سالبينكم المرح. ومع ذلك كما ان الناس يمكن الحكم فيهم من الثمار التي ينتجونها، كذلك يمكن ان تكون الحال مع عادات كالمواعدة. (امثال ٢٠:١١، متى ٧:١٦) على سبيل المثال، ذكرت فتاة عمرها ١٨ سنة تواعدت بانتظام وأصبحت حبلى: «كنت واحدة من آلاف الاولاد الذين اعتقدوا انه لا يمكن ان يحدث ذلك لي.» واعترفت انه بعد المواعدة ببعض الوقت «يصبح امساك اليدين والتقبيل مبتذلا.» وعلى نحو مماثل، تخبر فتاة عمرها ١٧ سنة كثيرا ما كانت تتواعد: «ينمو التقبيل والمعانقة الى ان أُصبح بحاجة شديدة الى جعل الشاب يمارس الحب معي.» شعور استثنائي؟ كلا على الاطلاق.
١٥ عن اية مآسٍ يجب ان تتحمل المواعدة مسؤولية كبيرة؟
١٥ عندما ينعزل الاحداث الذين ينجذبون احدهم الى الآخر جسديا، كما هو شائع عند المواعدة، يمكن للرغبة الجنسية ان تنمو الى ان تقود حتى الاحداث ذوي النية الحسنة الى كسر شريعة اللّٰه. خذوا بعين الاعتبار ان اكثر من مليون من الفتيات المراهقات في الولايات المتحدة يحبلن كل سنة وان مئات الآلاف منهن يُجهضن او يلدن اولادهن خارج نطاق الزواج. ومن المؤسف احيانا ان يكون بعض هؤلاء المراهقات من اولاد شهود يهوه وكذلك الفتيان الذين يتورطون معهن. والعادة الحديثة للمواعدة يجب ان تتحمل المسؤولية الكبيرة عن هذه المآسي، وربما ايضا عن ملايين الاصابات الجديدة بالامراض الجنسية المعدية كل سنة.
١٦ (أ) اين فقط يجري اشباع الرغبات الجنسية على نحو لائق؟ (ب) ماذا يحدث لكثيرين من شعب اللّٰه؟
١٦ قصَد اللّٰه ان يجري اشباع الرغبة الجنسية ضمن ربُط الزواج حيث يمكن ان تجلب المتعةَ السليمة والاكتفاء. (عبرانيين ١٣:٤، امثال ٥:١٥-١٩) ولكنّ الشيطان استخدم بمكر هذه الهبة المعطاة من اللّٰه كي يغوي الناس ليسيئوا استعمال الجنس ويرتكبوا العهارة. ففي الازمنة القديمة مات ٠٠٠,٢٤ اسرائيلي في يوم واحد بسبب هذه الاساءة الى اللّٰه، وفي الوقت الحاضر يُفصل آلاف كل سنة من الجماعة المسيحية بسبب العهارة. فكونوا حكماء. اصغوا الى المشورة والتوجيه. ولا تدعوا نفسكم تنخدع. — عدد ٢٥:١-٩، ١٦-١٨؛ ٣١:١٦.
١٧ (أ) اية فكرة خادعة روَّجها الشيطان تتعلق بأمور كالرياضة والموسيقى والرقص؟ (ب) لماذا تُقدِّم تسلية العالم تهديدا لشعب اللّٰه؟
١٧ كونوا حذرين ايضا من خطط الشيطان الاخرى. فالرياضة والموسيقى والرقص، مثلا، اصبحت جزءا بارزا من تسلية عالمه. صحيح ان هذه الامور بحد ذاتها ليست بالضرورة خاطئة ويمكن ان تكون ممتعة وحتى نافعة. (١ تيموثاوس ٤:٨، زكريا ٨:٥، لوقا ١٥:٢٥) ولكنّ الشيطان بطريقة خادعة روَّج الفكرة انها لا تقدم ايّ تهديد بالاذية حتى عند المساهمة فيها بانتظام مع اناس من العالم. ولكنّ كلمة اللّٰه تحذر: «لا تضلوا فان المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة.» (١ كورنثوس ١٥:٣٣) فكروا في الامر. اذا كان الدين والسياسة جزءا من نظام الشيطان، ألا يكون من الحماقة ان نصدق ان التسلية التي يعززها العالم ليست تحت نفوذه؟ فيلزمكم دائما ان تكونوا متيقظين «ولا تشاكلوا هذا الدهر.» — رومية ١٢:٢.
تدابير لحماية الاحداث
١٨ لماذا يجب ان تقدّروا الآباء الذين يرشدونكم ويوجّهونكم؟
١٨ لقد صنع يهوه اللّٰه بمحبة تدابير لحمايتكم انتم الاحداث من ان تنخدعوا. اولا، زوَّد آباءكم لكي يرشدوكم ويوجهوكم. ويمكنكم ان تكونوا سعداء عندما يفعلون ذلك. شكت فتاة غير سعيدة عمرها ١٨ سنة، حبلت بطفل خارج نطاق الزواج، من ان ذلك لم يكن ليحدث «لو ان والديَّ قاما بمهمتهما كما يجب على الآباء ان يفعلوا، وأخبراني عن اشراك الرفيق الدائم، ومنعاني من المداومة.» فكونوا شاكرين اذا كان لديكم آباء يخافون اللّٰه. انهم لا يحاولون ان يحصروكم ويجعلوا الحياة غير سارة بالقيود التي يضعونها عليكم. على العكس، انهم يحبونكم ويريدون ان يحموكم. فاستفيدوا من اختبارهم وحكمتهم بطلب مشورتهم.
-
-
الاحداث الذين يفرِّحون قلب يهوهبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
«يا ابني كن حكيما،» ينصح يهوه، «وفرِّح قلبي فأجيب من يعيّرني كلمة.» — امثال ٢٧:١١.
٢ اية قضية حيوية اثارها الشيطان، وكيف تشملنا؟
٢ ان الذي يعيّر يهوه هو طبعا الشيطان ابليس. وفي جنة عدن اثار الشيطان قضية حيوية تطلَّبت جوابا من اللّٰه. فعندما تمكَّن ابليس، بسهولة ظاهرة، من حمل حواء ثم آدم على كسر شريعة اللّٰه هنالك دليل على انه تحدى يهوه. وفي الوقاع، اكَّد الشيطان: ‹أعطني الفرصة فقط وانا استطيع ان احوّل ايّ انسان عن خدمتك.› (ايوب ١:٦-١٢) وهكذا صنع يهوه المناشدة الودية المسجلة آنفا، أن يزوده ابنه ‹جوابا› فيجيب تحدّي الشيطان.
٣ لماذا تنطبق مناشدة يهوه خصوصا على يسوع، ومَن سيكونون ايضا قد فرَّحوا قلب يهوه؟
٣ ولكن الى مَن خصوصا وجَّه يهوه هذه المناشدة، مخاطبا ايه بصفته «ابني»؟ يسوع المسيح بطريقة فريدة هو ابن اللّٰه، اذ يكون ابنه الوحيد. (يوحنا ١:١٤) وعلاوة على ذلك، بالاضافة الى آدم الذي خذل خالقه، فان يسوع هو الرجل الكامل الوحيد الذي مشى على الارض، وبالتالي الرجل الوحيد القادر ان يبرهن بالمعنى التام انه يمكن المحافظة على الامانة للّٰه. (١ كورنثوس ١٥:٤٥) وهكذا تنطبق مناشدة يهوه خصوصا على يسوع. ويسوع لم يخيِّب اباه. وبمسلكه الامين اعطى يسوع اللّٰه جوابا لتحدي افتخار الشيطان القائل ان البشر لا يخدمونه بأمانة تحت الامتحان. (عبرانيين ٢:١٤؛ ١٢:٢) وبالاضافة الى ذلك، فان جميع الذين سيملكون مع المسيح في السماء سيكونون ايضا قد فرَّحوا قلب يهوه بأمانتهم للّٰه حتى الموت. — رؤيا ٢:١٠.
٤ عند تقرير ما تفعلونه بحياتكم اية مسألة حيوية يجب ان تتأملوا فيها؟
٤ ولكن ما القول فينا اليوم، بما في ذلك انتم ايها الاحداث؟ هل تشملكم هذه القضية في ما اذا كان البشر سيبقون امناء للّٰه ام لا؟ حقا تشملكم! (مزمور ١٤٧:١١؛ ١٤٨:١٢، ١٣) ربما لا تدركون ذلك، ولكنّ ما تفعلونه بحياتكم يؤيد إما جانب اللّٰه من القضية او جانب الشيطان. انه إما ان يفرِّح يهوه وإما ان يفرِّح الشيطان. حقا، ان دعوة يهوه او مناشدته يمكن اعتبارها موجَّهة ايضا اليكم شخصيا: «يا ابني [او ابنتي] كن حكيما وفرِّح قلبي فأجيب من يعيّرن كلمة.» (امثال ٢٧:١١) ألي تفريح قلبي خالقكم هدفا يمنح الاكتفاء لتمتلكوه؟
لماذا ذلك من الحكمة
٥ لماذا من الحكمة ان نفرِّح قلب يهوه؟
٥ لاحظوا ان يهوه يشجع، «كن حكيما.» ولماذا نكون حكماء عندما نفرِّح قلب يهوه؟ لان يهوه أب محب يريد لنا الافضل فقط، وكل ما يطلب منا ان نفعله هو لخيرنا. وكما يقول اشعياء ٤٨:١٧، ١٨: «انا (يهوه) الهك معلّمك لتنتفع وأمشيك في طريق تسلك فيه. ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر.»
٦ (أ) ماذا يُظهر ان يهوه يريد ان تتمتعوا بالحياة؟ (ب) اية نتائج لا يمكنكم تجنبها؟
٦ كأب محب، يريد يهوه ان تتمتعوا كاملا بهبته الثمينة للحياة. لذلك يقول: «افرح ايها الشابب في حداثتك وليسرَّك قلبك في ايام شبابك واسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك.» ان هذا طبعا ليس دعوة الى فعل ايّ امر ممتع ترغبون فيه. ويظهر ذلك من التحذير التالي: «واعلم انه على هذه الامور كلها يأتي بك اللّٰه الى الدينونة.» (جامعة ١١:٩) نعم، لا يمكنكم تجنب نتائج اعمالكم. فاللّٰه سيعتبركم مسؤولين عما تفعلونه. والقاعدة اكيدة: «فان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا.» — غلاطية ٦:٧.
٧، ٨ (أ) كيف يمكنكم ان تنزعوا الغم وتبعدوا الشر؟ (ب) متى يكون الحداثة والشباب باطلين؟
٧ لهذا السبب يضيف يهوه: «فانزع الغم [او سبب القلق] من قلبك وأبعد الشر عن لحمك لان الحداثة والشباب باطلان.» (جامعة ١١:١٠) ودون ريب، من الحكمة ان تتجنبوا النشاطات التي تسبب لكم مشاكل مغيظة في ما بعد. وسيكون هنالك اولئك الذين يقولون انكم تخسرون شيئا — انكم لا ‹تحيون حقا› الا اذا سكرتم، او مارستم الاتصال الجنسي غير الشرعي، او عملتم شيئا آخر ‹جريئا› كهذا. ولكن يا لهم من حمقى! «انه بالتأكيد لم يستأهل ذلك،» ناحت تلميذة شابة دامعة بعد ارتكابها العهارة. «انني قلقة منذ ذلك الحين.»
٨ ولذلك، انتم ايها الاحداث، أصغوا بحكمة الى مشورة اللّٰه لكي تنزعوا من قلبكم ايّ سبب للقلق او الندم، كذاك الذي اختبره الاحداث الذين اتخذوا طريقة حياة متهورة او أنانية. لاحَظ كاتب مقالات في القرن الـ ١٧: «الجزء الاكبر من الجنس البشري يستعملون سنواتهم الاولى ليجعلوا الاخيرة شقيَّة.» فعلا، ولكن كم هو محزن! فعندما يبدد الحدث طاقاته وقدراته الجسدية بطريقة تجعل سنوات الرشد في ما بعد اصعب يكون حداثته وشبابه باطلين حقا! (امثال ٢٢:٣) فكونوا حكماء! واتبعوا النصح الاضافي: «فاذكر خالقك في ايام شبابك.» — جامعة ١٢:١.
٩ اية فوائد ستتمتعوت بها اذ تذكرون يهوه في حداثتكم؟
٩ واذ تذكرون يهوه في حداثتكم ستستفيدون حقا. فلن تتجنبوا الغم ومصاعب الشر فحسب، بل ستتمتعون الآن بحياة سعيدة تمنح المكافأة في خدمة خالقكم العظيم. وبالاضافة الى ذلك، ستكنزون بحكمة كنوزا في السماء مما يفيدكم طوال الابدية. (متى ٦:١٩-٢١) واذا كنتم تذكرون يهوه الآن يفعل مشيئته سيذكركم ويكافئكم باعطائكم ‹سؤل قلبكم،› نعم، حياة سعيدة حافلة في الفردوس الى الابد! مزمور ٣٧:٤؛ ١٣٣:٣؛ لوقا ٢٣:٤٣؛ رؤيا ٢١:٣، ٤.
كيف تشعرون نحو يهوه؟
١٠ (أ) لماذا لا يمكن لقراركم ان تخدموا اللّٰه ان يكون مجرد حساب ضعيف لما هو حكيم؟ (ب) اية منشادة اضافية يصنعها يهوه؟
١٠ ان قراركم ان تخدموا يهوه لا يمكن ان يكون مجرد حساب ضعيف لما هو حكيم. فالشيطان خصم ماكر بحيث انه اذا كنتم تفكرون فقط في فائدتكم الشخصية سيتمكن اخيرا من ان يلجأ الى ميل اناين لابعادكم عن خدمة يهوه. فيهوه لا يدعوكم فقط لتكونوا حكماء. كلا، ولكنه يناشد ايضا في انتذار شخصي له. قال يسوع: «تحب الرب الهك من كل قلبك.» (متى ٢٢:٣٧) فهل تعرفون ما يعنيه ان نحب يهوه من كل القلب؟
١١ (أ) ماذا يعني ان تعطوا قلبكم ليهوه؟ (ب) كيف يوضح اختبار يوسف كيف يمكن لدافع القلب اللائق ان يحملنا على فعل مشيئة اللّٰه؟
١١ يشير قلبكم الى ذاتكم الاعمق، دوافعكم، مواقفكم، عواطفكم العميقة، مع قدرات تفكيركم. وهكذا أن تحبوا يهوه من كل قلبكم يعني ان تحبوه الى حد بعيد، وفوق كل شيء آخر في الحياة ان يكون اختياركم المهم هو ان تفرِّحوا قلبه بتزويده جوابا لتعيير الشيطان. ان فطنة داخلية كهذه والمشاعر العميقة للمحبة والاهتمام باللّٰه ستزودكم الدافع الاقوى الى فعل مشيئته، نحتى عندما يبدو انه يروق لكم كثيرا ان تفعلوا بخلاف ذلك. فالشاب يوسف امتلك محبة كهذه ليهوه، ولذلك عندما دعته امرأة بارزة: «اضطجع معي،» اجاب يوسف: «كيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى اللّٰه.» — تكوين ٣٩:٧-٩.
-