مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • مثلان عن الكرْم
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • فلاحون يقتلون ابن صاحب الكرم

      اَلْفَصْلُ ١٠٦

      مَثَلَانِ عَنِ ٱلْكَرْمِ

      متى ٢١:‏​٢٨-‏٤٦ مرقس ١٢:‏​١-‏١٢ لوقا ٢٠:‏​٩-‏١٩

      • مَثَلٌ عَنِ ٱبْنَيْنِ

      • مَثَلٌ عَنْ فَلَّاحِي ٱلْكَرْمِ

      لَا يَزَالُ يَسُوعُ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَقَدْ جَاوَبَ لِتَوِّهِ كِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخَ ٱلشَّعْبِ بِذَكَاءٍ بَعْدَمَا سَأَلُوهُ بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ يَتَصَرَّفُ.‏ وَجَوَابُهُ هٰذَا أَرْبَكَهُمْ وَأَسْكَتَهُمْ.‏ وَمِنْ ثُمَّ يَتَكَلَّمُ بِمَثَلٍ يَكْشِفُ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ عَلَى حَقِيقَتِهِمْ.‏

      يَقُولُ:‏ «كَانَ لِإِنْسَانٍ ٱبْنَانِ فَجَاءَ إِلَى ٱلْأَوَّلِ وَقَالَ يَا ٱبْنِي ٱذْهَبِ ٱلْيَوْمَ ٱعْمَلْ فِي كَرْمِي.‏ فَأَجَابَ وَقَالَ مَا أُرِيدُ.‏ وَلٰكِنَّهُ نَدِمَ أَخِيرًا وَمَضَى.‏ وَجَاءَ إِلَى ٱلثَّانِي وَقَالَ كَذٰلِكَ.‏ فَأَجَابَ وَقَالَ هَا أَنَا يَا سَيِّدُ.‏ وَلَمْ يَمْضِ.‏ فَأَيُّ ٱلِٱثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ ٱلْأَبِ».‏ (‏متى ٢١:‏​٢٨-‏٣١‏،‏ ترجمة فاندايك‏)‏ هَلْ مِنْ شَكٍّ فِي ٱلْجَوَابِ؟‏ طَبْعًا ٱلِٱبْنُ ٱلْأَوَّلُ هُوَ مَنْ عَمِلَ أَخِيرًا إِرَادَةَ أَبِيهِ.‏

      بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ،‏ يَقُولُ يَسُوعُ لِمُقَاوِمِيهِ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ جُبَاةَ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْعَاهِرَاتِ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ‏».‏ فَمَعَ أَنَّ جُبَاةَ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْعَاهِرَاتِ لَمْ يَعْبُدُوا ٱللّٰهَ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ تَابُوا لَاحِقًا تَمَامًا كَٱلِٱبْنِ ٱلْأَوَّلِ وَصَارُوا يَعْبُدُونَهُ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يُشْبِهُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلِٱبْنَ ٱلثَّانِيَ.‏ فَهُمْ يَدَّعُونَ عِبَادَةَ ٱللّٰهِ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ بَعِيدُونَ عَنْهَا.‏ يَذْكُرُ يَسُوعُ:‏ «يُوحَنَّا [ٱلْمَعْمَدَانُ] جَاءَكُمْ بِطَرِيقِ ٱلْبِرِّ،‏ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ.‏ أَمَّا جُبَاةُ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْعَاهِرَاتُ فَآ‌مَنُوا بِهِ،‏ وَأَنْتُمْ رَأَيْتُمْ هٰذَا،‏ وَلَمْ تَشْعُرُوا بَعْدَ ذٰلِكَ بِأَسَفٍ لِتُؤْمِنُوا بِهِ».‏ —‏ متى ٢١:‏​٣١،‏ ٣٢‏.‏

      ثُمَّ يُقَدِّمُ مَثَلًا آخَرَ يَفْضَحُ مِنْ خِلَالِهِ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ.‏ فَهُمْ بِحَسَبِ هٰذَا ٱلْمَثَلِ لَمْ يَفْشَلُوا فِي عِبَادَةِ ٱللّٰهِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ تَبَيَّنَ أَنَّهُمْ أَشْرَارٌ أَيْضًا.‏ يَقُولُ:‏ «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْمًا،‏ وَأَقَامَ حَوْلَهُ سِيَاجًا،‏ وَحَفَرَ حَوْضًا لِمِعْصَرَةِ ٱلْخَمْرِ وَشَيَّدَ بُرْجًا،‏ وَأَجَّرَهُ لِفَلَّاحِينَ،‏ وَسَافَرَ.‏ وَلَمَّا آنَ ٱلْأَوَانُ،‏ أَرْسَلَ إِلَى ٱلْفَلَّاحِينَ عَبْدًا،‏ لِيَأْخُذَ مِنَ ٱلْفَلَّاحِينَ شَيْئًا مِنْ ثِمَارِ ٱلْكَرْمِ.‏ فَأَخَذُوهُ وَضَرَبُوهُ وَصَرَفُوهُ فَارِغًا.‏ فَعَادَ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدًا آخَرَ،‏ وَهٰذَا أَيْضًا ضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَأَهَانُوهُ.‏ وَأَرْسَلَ آخَرَ،‏ وَهٰذَا أَيْضًا قَتَلُوهُ،‏ وَكَثِيرِينَ آخَرِينَ،‏ فَضَرَبُوا بَعْضَهُمْ وَقَتَلُوا بَعْضَهُمْ».‏ —‏ مرقس ١٢:‏​١-‏٥‏.‏

      هَلْ يَفْهَمُ ٱلسَّامِعُونَ مَغْزَى ٱلْمَثَلِ؟‏ لَرُبَّمَا هُمْ يَذْكُرُونَ أَنَّ إِشَعْيَا ٱنْتَقَدَ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ قَائِلًا:‏ «إِنَّ كَرْمَ يَهْوَهِ ٱلْجُنُودِ هُوَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ،‏ وَغَرْسَ لَذَّتِهِ رِجَالُ يَهُوذَا.‏ وَقَدْ رَجَا عَدْلًا فَإِذَا كَسْرٌ لِلشَّرِيعَةِ».‏ (‏اشعيا ٥:‏٧‏)‏ وَٱلْمَثَلُ ٱلَّذِي يُقَدِّمُهُ يَسُوعُ شَبِيهٌ بِمَا كَتَبَهُ إِشَعْيَا.‏ فَرَبُّ ٱلْبَيْتِ فِي كِلَا ٱلْمَثَلَيْنِ هُوَ يَهْوَهُ وَٱلْكَرْمُ هُوَ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّتِي سَيَّجَ حَوْلَهَا وَحَمَاهَا بِوَاسِطَةِ شَرِيعَتِهِ.‏ وَقَدْ أَرْسَلَ إِلَيْهَا أَنْبِيَاءَ لِكَيْ يُوَجِّهَهَا وَيُسَاعِدَهَا لِتُنْتِجَ ثَمَرًا جَيِّدًا.‏

      غَيْرَ أَنَّ «ٱلْفَلَّاحِينَ» أَسَاءُوا مُعَامَلَةَ ‹ٱلْعَبِيدِ› ٱلَّذِينَ أُرْسِلُوا إِلَيْهِمْ وَقَتَلُوهُمْ.‏ «وَبَقِيَ لَهُ [صَاحِبِ ٱلْكَرْمِ] وَاحِدٌ،‏ ٱبْنٌ حَبِيبٌ.‏ فَأَرْسَلَهُ إِلَيْهِمْ أَخِيرًا،‏ قَائِلًا:‏ ‹سَيَحْتَرِمُونَ ٱبْنِي›.‏ وَلٰكِنَّ أُولٰئِكَ ٱلْفَلَّاحِينَ قَالُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ:‏ ‹هٰذَا هُوَ ٱلْوَارِثُ.‏ تَعَالَوْا نَقْتُلُهُ،‏ فَيَكُونَ ٱلْمِيرَاثُ لَنَا›.‏ فَأَخَذُوهُ وَقَتَلُوهُ».‏ —‏ مرقس ١٢:‏​٦-‏٨‏.‏

      فَيَسْأَلُ يَسُوعُ:‏ «مَاذَا يَفْعَلُ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ؟‏».‏ (‏مرقس ١٢:‏٩‏)‏ يُجِيبُهُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ:‏ «لِأَنَّهُمْ أَرْدِيَاءُ سَيُهْلِكُهُمْ هَلَاكًا رَدِيًّا وَيُؤَجِّرُ ٱلْكَرْمَ لِفَلَّاحِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ ٱلثِّمَارَ فِي أَوَانِهَا».‏ —‏ متى ٢١:‏٤١‏.‏

      وَهٰكَذَا،‏ دُونَ أَنْ يَدْرُوا،‏ يَدِينُونَ ذَاتَهُمْ.‏ فَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ‹فَلَّاحُونَ› فِي «كَرْمِ» يَهْوَهَ،‏ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ.‏ وَٱلثَّمَرُ ٱلَّذِي يُفْتَرَضُ أَنْ يُقَدِّمُوهُ لِلّٰهِ يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانَ بِٱبْنِهِ،‏ ٱلْمَسِيَّا.‏ لِذَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مُبَاشَرَةً وَيَقُولُ:‏ «أَمَا قَرَأْتُمْ هٰذِهِ ٱلْآيَةَ:‏ ‹اَلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ حَجَرَ ٱلزَّاوِيَةِ ٱلرَّئِيسِيَّ.‏ مِنْ يَهْوَهَ كَانَ هٰذَا،‏ وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا›؟‏».‏ (‏مرقس ١٢:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ ثُمَّ يَذْكُرُ بِصَرِيحِ ٱلْعِبَارَةِ:‏ «لِهٰذَا أَقُولُ لَكُمْ:‏ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تُنْتِجُ ثِمَارَهُ».‏ —‏ متى ٢١:‏٤٣‏.‏

      وَبِمَا أَنَّ ٱلْكَتَبَةَ وَكِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ يُدْرِكُونَ أَنَّ يَسُوعَ «قَالَ هٰذَا ٱلْمَثَلَ عَلَيْهِمْ»،‏ يُصَمِّمُونَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى أَنْ يَقْتُلُوا «ٱلْوَارِثَ» ٱلشَّرْعِيَّ يَسُوعَ.‏ (‏لوقا ٢٠:‏١٩‏)‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَخَافُونَ مِنَ ٱلْجُمُوعِ لِأَنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَهُ نَبِيًّا.‏ فَيُبَيِّتُونَ ٱلْمَسْأَلَةَ حَتَّى وَقْتٍ لَاحِقٍ.‏

      • مَنْ يُمَثِّلُ ٱلِٱبْنَانِ فِي مَثَلِ يَسُوعَ؟‏

      • فِي ٱلْمَثَلِ ٱلثَّانِي،‏ مَنْ يُمَثِّلُ رَبُّ ٱلْبَيْتِ،‏ ٱلْكَرْمُ،‏ ٱلْفَلَّاحُونَ،‏ ٱلْعَبِيدُ،‏ وَٱلْوَارِثُ؟‏

      • أَيُّ مَصِيرٍ يَنْتَظِرُ «ٱلْفَلَّاحِينَ» مُسْتَقْبَلًا؟‏

  • ملك يوجِّه دعوات الى وليمة عرس
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • الملك يطرد من الوليمة شخصا لا يلبس ثوب عرس

      اَلْفَصْلُ ١٠٧

      مَلِكٌ يُوَجِّهُ دَعَوَاتٍ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ

      متى ٢٢:‏​١-‏١٤

      • مَثَلُ وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ

      خِدْمَةُ يَسُوعَ تُشْرِفُ عَلَى نِهَايَتِهَا،‏ وَهُوَ لَا يَزَالُ يَتَكَلَّمُ بِأَمْثَالٍ يَفْضَحُ مِنْ خِلَالِهَا ٱلْكَتَبَةَ وَكِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ.‏ لِذَا هُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى قَتْلِهِ.‏ (‏لوقا ٢٠:‏١٩‏)‏ وَهَا هُوَ ٱلْآنَ يُقَدِّمُ مَثَلًا آخَرَ يُشَهِّرُهُمْ:‏

      ‏«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا صَنَعَ وَلِيمَةَ عُرْسٍ لِٱبْنِهِ.‏ وَأَرْسَلَ عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا ٱلْمَدْعُوِّينَ إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ،‏ فَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا».‏ (‏متى ٢٢:‏​٢،‏ ٣‏)‏ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ يَسْتَهِلُّ مَثَلَهُ بِٱلْحَدِيثِ عَنْ «مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ»،‏ فَمِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يَكُونَ ‹ٱلْمَلِكُ› هُوَ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ.‏ وَمَنْ يُمَثِّلُ ٱبْنُ ٱلْمَلِكِ وَٱلْمَدْعُوُّونَ إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ؟‏ مِنَ ٱلْبَيِّنِ أَنَّ ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ هُوَ ٱبْنُ يَهْوَهَ،‏ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلَّذِي يُقَدِّمُ ٱلْمَثَلَ.‏ أَمَّا ٱلْمَدْعُوُّونَ فَوَاضِحٌ أَنَّهُمُ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلَّذِينَ سَيَكُونُونَ مَعَ ٱلِٱبْنِ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ.‏

      وَلٰكِنْ مَنْ هُمْ أَوَّلُ ٱلْمَدْعُوِّينَ؟‏ طَوَالَ خِدْمَةِ يَسُوعَ،‏ كَانَ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ يُبَشِّرُونَ ٱلْيَهُودَ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏متى ١٠:‏​٦،‏ ٧؛‏ ١٥:‏٢٤‏)‏ فَقَدْ وَافَقَتْ هٰذِهِ ٱلْأُمَّةُ عَلَى عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ عَامَ ١٥١٣ ق‌م،‏ فَكَانَتِ ٱلْأَوْلَوِيَّةُ لَهُمْ لِيُؤَلِّفُوا «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ».‏ (‏خروج ١٩:‏​٥-‏٨‏)‏ وَمَتَى دُعُوا إِلَى «وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ»؟‏ مَنْطِقِيًّا وُجِّهَتْ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةُ عَامَ ٢٩ ب‌م حِينَ بَدَأَ يَسُوعُ يُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ.‏

      وَمَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ مُعْظَمِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟‏ كَمَا قَالَ يَسُوعُ،‏ «لَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا».‏ فَأَغْلَبُ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ وَٱلشَّعْبِ رَفَضُوا ٱلِٱعْتِرَافَ بِيَسُوعَ بِصِفَتِهِ ٱلْمَسِيَّا وَٱلْمَلِكَ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ.‏

      مَعَ ذٰلِكَ،‏ يُظْهِرُ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْيَهُودَ سَيَحْظَوْنَ بِفُرْصَةٍ أُخْرَى.‏ يَذْكُرُ:‏ «وَأَرْسَلَ [ٱلْمَلِكُ] ثَانِيَةً عَبِيدًا آخَرِينَ،‏ قَائِلًا:‏ ‹قُولُوا لِلْمَدْعُوِّينَ:‏ «هَا إِنِّي قَدْ هَيَّأْتُ غَدَائِي.‏ ثِيرَانِي وَحَيَوَانَاتِي ٱلْمُسَمَّنَةُ قَدْ ذُبِحَتْ،‏ وَكُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ.‏ تَعَالَوْا إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ»›.‏ وَلٰكِنَّهُمْ مَضَوْا غَيْرَ مُكْتَرِثِينَ،‏ وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ،‏ وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِهِ،‏ وَٱلْبَاقُونَ أَمْسَكُوا عَبِيدَهُ وَأَهَانُوهُمْ وَأَسَاءُوا إِلَيْهِمْ وَقَتَلُوهُمْ».‏ (‏متى ٢٢:‏​٤-‏٦‏)‏ تُشْبِهُ هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثُ إِلَى حَدٍّ بَعِيدٍ مَا حَصَلَ حِينَ تَأَسَّسَتِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ.‏ آنَذَاكَ كَانَتِ ٱلْفُرْصَةُ لَا تَزَالُ مُتَاحَةً أَمَامَ ٱلْيَهُودِ لِيَكُونُوا فِي ٱلْمَلَكُوتِ.‏ غَيْرَ أَنَّ مُعْظَمَهُمْ رَفَضُوا ٱلدَّعْوَةَ.‏ وَلَمْ يَكْتَفُوا بِذٰلِكَ فَقَطْ،‏ بَلْ أَسَاءُوا إِلَى ‹عَبِيدِ ٱلْمَلِكِ› أَيْضًا.‏ —‏ اعمال ٤:‏​١٣-‏١٨؛‏ ٧:‏​٥٤،‏ ٥٨‏.‏

      وَمَاذَا حَصَدَتِ ٱلْأُمَّةُ بِٱلنَّتِيجَةِ؟‏ يَقُولُ ٱلْمَسِيحُ:‏ «سَخِطَ ٱلْمَلِكُ وَأَرْسَلَ جَيْشَهُ وَأَهْلَكَ أُولٰئِكَ ٱلْقَتَلَةَ وَأَحْرَقَ مَدِينَتَهُمْ».‏ (‏متى ٢٢:‏٧‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ هٰذَا مَا حَصَلَ لَهُمْ سَنَةَ ٧٠ ب‌م حِينَ دَمَّرَ ٱلرُّومَانُ «مَدِينَتَهُمْ» أُورُشَلِيمَ.‏

      وَلٰكِنْ هَلْ رَفْضُهُمُ ٱلدَّعْوَةَ يَعْنِي أَنَّ ٱلْمَلِكَ لَنْ يَدْعُوَ أَحَدًا آخَرَ؟‏ كَلَّا.‏ فَيَسُوعُ يُكْمِلُ:‏ «ثُمَّ قَالَ لِعَبِيدِهِ:‏ ‹وَلِيمَةُ ٱلْعُرْسِ مُعَدَّةٌ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْمَدْعُوِّينَ مَا كَانُوا مُسْتَحِقِّينَ.‏ فَٱذْهَبُوا إِلَى ٱلطُّرُقِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ،‏ وَٱدْعُوا إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ كُلَّ مَنْ تَجِدُونَهُ›.‏ فَخَرَجَ أُولٰئِكَ ٱلْعَبِيدُ إِلَى ٱلطُّرُقِ،‏ وَجَمَعُوا كُلَّ مَنْ وَجَدُوا،‏ أَشْرَارًا وَصَالِحِينَ.‏ فَٱمْتَلَأَتْ قَاعَةُ ٱلْعُرْسِ بِٱلْمُتَّكِئِينَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ».‏ —‏ متى ٢٢:‏​٨-‏١٠‏.‏

      بِحَسَبِ ٱلسِّجِلِّ،‏ بَدَأَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ بَعْدَ فَتْرَةٍ يُسَاعِدُ ٱلْأُمَمِيِّينَ،‏ أَيْ مَنْ لَيْسُوا يَهُودًا بِٱلْوِلَادَةِ أَوْ مُتَهَوِّدِينَ،‏ لِيَصِيرُوا مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ.‏ وَسَنَةَ ٣٦ ب‌م،‏ نَالَ ٱلضَّابِطُ ٱلرُّومَانِيُّ كَرْنِيلِيُوسُ وَعَائِلَتُهُ رُوحَ ٱللّٰهِ فَحَظُوا بِٱلفُرْصَةِ أَنْ يَكُونُوا فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ ٱلَّذِي أَتَى يَسُوعُ عَلَى ذِكْرِهِ.‏ —‏ اعمال ١٠:‏​١،‏ ٣٤-‏٤٨‏.‏

      لٰكِنَّ يَسُوعَ يُشِيرُ أَنَّ «ٱلْمَلِكَ» لَنْ يَقْبَلَ فِي ٱلنِّهَايَةِ جَمِيعَ ٱلْمَدْعُوِّينَ إِلَى ٱلْوَلِيمَةِ.‏ يَذْكُرُ:‏ «وَلَمَّا دَخَلَ ٱلْمَلِكُ لِيَتَفَقَّدَ ٱلضُّيُوفَ،‏ أَبْصَرَ إِنْسَانًا لَا يَلْبَسُ ثَوْبَ عُرْسٍ.‏ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹يَا صَاحِبُ،‏ كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ ثَوْبُ عُرْسٍ؟‏›.‏ فَسَكَتَ.‏ حِينَئِذٍ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِخَدَمِهِ:‏ ‹قَيِّدُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَأَلْقُوهُ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ.‏ هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ›.‏ فَإِنَّ ٱلْمَدْعُوِّينَ كَثِيرُونَ،‏ أَمَّا ٱلْمُخْتَارُونَ فَقَلِيلُونَ».‏ —‏ متى ٢٢:‏​١١-‏١٤‏.‏

      لَعَلَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا مَعْنَى أَوِ ٱنْطِبَاقَاتِ ٱلْمَثَلِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْءَ ٱلْأَكِيدَ أَنَّهُمْ غَاضِبُونَ وَعَازِمُونَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ أَنْ يَتَخَلَّصُوا مِنْ هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي لَمْ يَكُفَّ عَنْ إِحْرَاجِهِمْ قَطُّ.‏

      • فِي مَثَلِ يَسُوعَ،‏ مَنْ يُمَثِّلُ «ٱلْمَلِكُ» وَ «ٱبْنُهُ»،‏ وَمَنْ هُمْ أَوَّلُ ٱلْمَدْعُوِّينَ إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ؟‏

      • مَتَى وُجِّهَتِ ٱلدَّعْوَةُ إِلَى ٱلْيَهُودِ،‏ وَمَنْ دُعِيَ بَعْدَهُمْ؟‏

      • مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا قَالَهُ يَسُوعُ إِنَّ «ٱلْمَدْعُوِّينَ كَثِيرُونَ،‏ أَمَّا ٱلْمُخْتَارُونَ فَقَلِيلُونَ»؟‏

  • يسوع يُحبط محاولات للايقاع به
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • يسوع يحمل نقد ضريبة الرأس ويجيب عن اسئلة الفريسيين الماكرة

      اَلْفَصْلُ ١٠٨

      يَسُوعُ يُحْبِطُ مُحَاوَلَاتٍ لِلْإِيقَاعِ بِهِ

      متى ٢٢:‏​١٥-‏٤٠ مرقس ١٢:‏​١٣-‏٣٤ لوقا ٢٠:‏​٢٠-‏٤٠

      • مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ

      • اَلزَّوَاجُ فِي ٱلْقِيَامَةِ

      • اَلْوَصِيَّتَانِ ٱلْعُظْمَيَانِ

      أَعْدَاءُ يَسُوعَ ٱلدِّينِيُّونَ حَانِقُونَ عَلَيْهِ.‏ فَقَدْ تَكَلَّمَ لِلتَّوِّ بِأَمْثَالٍ تَفْضَحُ شُرُورَهُمْ.‏ فَيَتَشَاوَرُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ مَعًا لِكَيْ يُوقِعُوهُ بِٱلْكَلَامِ وَيُسَلِّمُوهُ إِلَى ٱلْحَاكِمِ ٱلرُّومَانِيِّ.‏ فَيَرْشُونَ بَعْضَ تَلَامِيذِهِمْ وَيُرْسِلُونَهُمْ لِيَنْصِبُوا لَهُ فَخًّا.‏ —‏ لوقا ٦:‏٧‏.‏

      فَيَسْأَلُونَهُ بِتَمَلُّقٍ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ نَعْرِفُ أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ بِٱلصَّوَابِ وَلَا تُحَابِي،‏ بَلْ تُعَلِّمُ طَرِيقَ ٱللّٰهِ ٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْحَقِّ:‏ أَيَحِلُّ لَنَا أَنْ نَدْفَعَ ٱلضَّرِيبَةَ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟‏».‏ (‏لوقا ٢٠:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ لَا يَخْفَى عَلَى يَسُوعَ رِيَاؤُهُمْ وَمَكْرُهُمْ.‏ فَإِذَا أَجَابَ:‏ ‹لَا يَحِلُّ دَفْعُ هٰذِهِ ٱلضَّرِيبَةِ›،‏ فَقَدْ يُتَّهَمُ بِٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ ضِدَّ رُومَا.‏ وَإِذَا قَالَ:‏ ‹اِدْفَعُوا هٰذِهِ ٱلضَّرِيبَةَ›،‏ فَلَعَلَّ ٱلشَّعْبَ ٱلْمُسْتَاءَ مِنَ ٱلْحُكْمِ ٱلرُّومَانِيِّ يُسِيءُ فَهْمَهُ وَيَنْقَلِبُ عَلَيْهِ.‏ فَبِمَ يُجِيبُ إِذًا؟‏

      يَرُدُّ:‏ «لِمَ تَمْتَحِنُونَنِي،‏ يَا مُرَاؤُونَ؟‏ أَرُونِي نَقْدَ ضَرِيبَةِ ٱلرَّأْسِ».‏ فَيُحْضِرُونَ إِلَيْهِ دِينَارًا.‏ فَيَسْأَلُهُمْ:‏ «لِمَنْ هٰذِهِ ٱلصُّورَةُ وَٱلْكِتَابَةُ؟‏».‏ يُجِيبُونَ:‏ «لِقَيْصَرَ».‏ فَيَرُدُّ:‏ «أَوْفُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ،‏ وَمَا لِلّٰهِ لِلّٰهِ»!‏ أَوَلَيْسَ جَوَابُهُ هٰذَا ضَرْبَةَ مُعَلِّمٍ؟‏!‏ —‏ متى ٢٢:‏​١٨-‏٢١‏.‏

      لَا عَجَبَ أَنْ يُصْعَقَ ٱلرِّجَالُ مِنْ هٰذَا ٱلْجَوَابِ ٱلذَّكِيِّ.‏ فَيَتْرُكُونَهُ عِنْدَئِذٍ وَلَا يَقُولُونَ شَيْئًا.‏ لٰكِنَّ ٱلْيَوْمَ لَمْ يَنْتَهِ بَعْدُ وَمَكَايِدُ خُصُومِهِ لَمْ تَنْتَهِ هِيَ ٱلْأُخْرَى.‏ وَٱلْآنَ،‏ بَعْدَمَا فَشِلَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ،‏ يَأْتِي دَوْرُ فَرِيقٍ دِينِيٍّ آخَرَ لِيُوقِعَ بِيَسُوعَ.‏

      هٰذَا ٱلْفَرِيقُ هُوَ بِدْعَةُ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْقِيَامَةِ.‏ فَيَقْتَرِبُونَ مِنْ يَسُوعَ وَيَسْأَلُونَهُ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ وَوَاجِبِ أَخِي ٱلزَّوْجِ ٱلْمُتَوَفَّى،‏ قَائِلِينَ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ قَالَ مُوسَى:‏ ‹إِنْ مَاتَ أَحَدٌ وَلَيْسَ لَهُ أَوْلَادٌ،‏ يَقْتَرِنُ أَخُوهُ بِزَوْجَتِهِ وَيُقِيمُ نَسْلًا لِأَخِيهِ›.‏ فَكَانَ عِنْدَنَا سَبْعَةُ إِخْوَةٍ.‏ وَتَزَوَّجَ ٱلْأَوَّلُ وَمَاتَ وَلَيْسَ لَهُ نَسْلٌ،‏ فَتَرَكَ زَوْجَتَهُ لِأَخِيهِ.‏ وَحَدَثَ كَذٰلِكَ أَيْضًا مَعَ ٱلثَّانِي وَٱلثَّالِثِ،‏ إِلَى ٱلسَّبْعَةِ جَمِيعًا.‏ وَآخِرَ ٱلْكُلِّ مَاتَتِ ٱلْمَرْأَةُ.‏ فَفِي ٱلْقِيَامَةِ‏،‏ لِمَنْ مِنَ ٱلسَّبْعَةِ تَكُونُ زَوْجَةً؟‏ لِأَنَّهَا كَانَتْ لِلْجَمِيعِ».‏ —‏ متى ٢٢:‏​٢٤-‏٢٨‏.‏

      فَيَقْتَبِسُ يَسُوعُ مِنْ كِتَابَاتِ مُوسَى ٱلَّتِي يُؤْمِنُونَ بِهَا وَيَقُولُ:‏ «أَلَيْسَ لِهٰذَا تَضِلُّونَ،‏ إِذْ لَا تَعْرِفُونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَلَا قُدْرَةَ ٱللّٰهِ؟‏ لِأَنَّهُمْ حِينَ يَقُومُونَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ لَا يَتَزَوَّجُ ٱلرِّجَالُ وَلَا تُزَوَّجُ ٱلنِّسَاءُ،‏ بَلْ يَكُونُونَ مِثْلَ ٱلْمَلَائِكَةِ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ.‏ أَمَّا أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ يَقُومُونَ،‏ أَفَمَا قَرَأْتُمْ فِي كِتَابِ مُوسَى،‏ فِي ٱلرِّوَايَةِ عَنِ ٱلْعُلَّيْقَةِ،‏ كَيْفَ قَالَ ٱللّٰهُ لَهُ:‏ ‹أَنَا إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهُ إِسْحَاقَ وَإِلٰهُ يَعْقُوبَ›؟‏ فَهُوَ لَيْسَ إِلٰهَ أَمْوَاتٍ،‏ بَلْ أَحْيَاءٍ‏.‏ فَأَنْتُمْ تَضِلُّونَ كَثِيرًا».‏ (‏مرقس ١٢:‏​٢٤-‏٢٧؛‏ خروج ٣:‏​١-‏٦‏)‏ فَذَهِلَتِ ٱلْجُمُوعُ مِنْ هٰذَا ٱلْجَوَابِ.‏

      وَبَعْدَمَا أَسْكَتَ يَسُوعُ كِلَا ٱلْفَرِيقَيْنِ،‏ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ،‏ يَتَحَالَفُونَ مَعًا وَيَأْتُونَ لِيَمْتَحِنُوهُ مَرَّةً جَدِيدَةً.‏ فَيَسْأَلُهُ أَحَدُ ٱلْكَتَبَةِ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ ٱلْعُظْمَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ؟‏».‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٦‏.‏

      فَيُجِيبُ:‏ «اَلْأُولَى هِيَ:‏ ‹اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ،‏ يَهْوَهُ إِلٰهُنَا،‏ يَهْوَهُ وَاحِدٌ،‏ وَتُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ وَبِكُلِّ قُوَّتِكَ›.‏ وَٱلثَّانِيَةُ هِيَ هٰذِهِ:‏ ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›.‏ وَلَيْسَ مِنْ وَصِيَّةٍ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ».‏ —‏ مرقس ١٢:‏​٢٩-‏٣١‏.‏

      وَعِنْدَمَا يَسْمَعُ ٱلْكَاتِبُ جَوَابَ يَسُوعَ يَقُولُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ أَحْسَنْتَ إِذْ قُلْتَ بِٱلْحَقِّ:‏ ‹وَاحِدٌ هُوَ،‏ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ›.‏ وَمَحَبَّتُهُ بِكُلِّ ٱلْقَلْبِ وَبِكُلِّ ٱلْفَهْمِ وَبِكُلِّ ٱلْقُوَّةِ وَمَحَبَّةُ ٱلْقَرِيبِ كَٱلنَّفْسِ،‏ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْمُحْرَقَاتِ وَٱلذَّبَائِحِ».‏ أَمَّا يَسُوعُ فَيَرُدُّ عَلَى هٰذَا ٱلْجَوَابِ ٱلْمُلْفِتِ قَائِلًا:‏ «لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏ —‏ مرقس ١٢:‏​٣٢-‏٣٤‏.‏

      ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مَضَتْ (‏٩،‏ ١٠،‏ و ١١ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ)‏ وَيَسُوعُ يُعَلِّمُ فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَٱلْبَعْضُ،‏ مِثْلَ هٰذَا ٱلْكَاتِبِ،‏ يَفْرَحُونَ بِمَا يَسْمَعُونَ.‏ أَمَّا ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ‹فَلَا يَجْرُؤُ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ يَسْأَلَهُ›.‏

      • أَيُّ مَكِيدَةٍ يُدَبِّرُهَا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ لِيَسُوعَ،‏ وَهَلْ يَنْجَحُونَ؟‏

      • كَيْفَ يُفْشِلُ يَسُوعُ خُطَّةَ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ لِلْإِيقَاعِ بِهِ؟‏

      • بِمَ يُجِيبُ يَسُوعُ أَحَدَ ٱلْكَتَبَةِ بَعْدَمَا يَسْأَلُهُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ ٱلْعُظْمَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ؟‏

  • تشهير المقاومين الدينيين
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • يسوع يفضح مقاوميه الدينيين

      اَلْفَصْلُ ١٠٩

      تَشْهِيرُ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱلدِّينِيِّينَ

      متى ٢٢:‏٤١–‏٢٣:‏٢٤ مرقس ١٢:‏​٣٥-‏٤٠ لوقا ٢٠:‏​٤١-‏٤٧

      • اِبْنُ مَنْ هُوَ ٱلْمَسِيحُ؟‏

      • يَسُوعُ يَفْضَحُ رِيَاءَ مُقَاوِمِيهِ

      تَبُوءُ جُهُودُ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱلدِّينِيِّينَ بِٱلْفَشَلِ.‏ فَلَا يَنْجَحُونَ فِي تَشْوِيهِ صُورَةِ يَسُوعَ وَلَا ٱلْإِيقَاعِ بِهِ وَتَسْلِيمِهِ إِلَى ٱلرُّومَانِ.‏ (‏لوقا ٢٠:‏٢٠‏)‏ وَٱلْآنَ،‏ فِيمَا لَا يَزَالُ فِي ٱلْهَيْكَلِ فِي ١١ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ،‏ يَأْخُذُ ٱلْمُبَادَرَةَ وَيَكْشِفُ هُوِيَّتَهُ ٱلْحَقِيقِيَّةَ.‏ فَيَسْأَلُهُمْ هُوَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ:‏ «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي ٱلْمَسِيحِ؟‏ اِبْنُ مَنْ هُوَ؟‏».‏ (‏متى ٢٢:‏٤٢‏)‏ طَبْعًا،‏ لَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَوِ ٱلْمَسِيَّا هُوَ مِنْ سُلَالَةِ دَاوُدَ،‏ وَهٰذَا مَا يُجِيبُونَ بِهِ.‏ —‏ متى ٩:‏٢٧؛‏ ١٢:‏٢٣؛‏ يوحنا ٧:‏٤٢‏.‏

      فَيَسْأَلُ مُجَدَّدًا:‏ «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِٱلْوَحْيِ ‹رَبًّا›،‏ قَائِلًا:‏ ‹قَالَ يَهْوَهُ لِرَبِّي:‏ «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي إِلَى أَنْ أَضَعَ أَعْدَاءَكَ تَحْتَ قَدَمَيْكَ»›؟‏ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ ‹رَبًّا›،‏ فَكَيْفَ يَكُونُ هُوَ ٱبْنَهُ؟‏».‏ —‏ متى ٢٢:‏​٤٣-‏٤٥‏.‏

      يَلْزَمُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلصَّمْتَ.‏ فَهُمْ يَتَوَقَّعُونَ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَسِيَّا إِنْسَانًا مُتَحَدِّرًا مِنْ دَاوُدَ يُحَرِّرُهُمْ مِنْ نِيرِ ٱلرُّومَانِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي يَقْتَبِسُهَا يَسُوعُ مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ١١٠:‏​١،‏ ٢ تُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْمَسِيَّا لَيْسَ مُجَرَّدَ حَاكِمٍ بَشَرِيٍّ.‏ فَهُوَ رَبُّ دَاوُدَ.‏ وَسَيُمَارِسُ سُلْطَتَهُ بَعْدَ أَنْ يَجْلِسَ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ.‏ وَهٰكَذَا يُفْحِمُ يَسُوعُ مُقَاوِمِيهِ مَرَّةً أُخْرَى.‏

      وَمِنْ ثُمَّ يَتَوَجَّهُ بِٱلْحَدِيثِ إِلَى ٱلرُّسُلِ وَكَثِيرِينَ غَيْرِهِمْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْهِ مُحَذِّرًا إِيَّاهُمْ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ‹جَلَسُوا عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى› لِيُعَلِّمُوا شَرِيعَةَ ٱللّٰهِ،‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ يَطْلُبُ مِنْ مُسْتَمِعِيهِ:‏ «اِفْعَلُوا كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُمْ وَٱحْفَظُوهُ،‏ وَلٰكِنْ لَا تَفْعَلُوا حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ،‏ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلَا يَفْعَلُونَ».‏ —‏ متى ٢٣:‏​٢،‏ ٣‏.‏

      بَعْدَئِذٍ يَتَكَلَّمُ بِأَمْثِلَةٍ تَكْشِفُ رِيَاءَهُمْ.‏ فَيَقُولُ:‏ «هُمْ يُعَرِّضُونَ ٱلْعُلَبَ ٱلْمُحْتَوِيَةَ عَلَى آيَاتٍ ٱلَّتِي يَلْبَسُونَهَا كَتَعَاوِيذَ».‏ وَضَعَ بَعْضُ ٱلْيَهُودِ عَلَى جِبَاهِهِمْ أَوْ أَذْرُعِهِمْ عُلَبًا صَغِيرَةً نِسْبِيًّا تَحْتَوِي عَلَى مَقَاطِعَ صَغِيرَةٍ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ أَمَّا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فَكَبَّرُوا هٰذِهِ ٱلْعُلَبَ لِيُوحُوا أَنَّهُمْ غَيُورُونَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.‏ هٰذَا وَقَدْ كَانُوا «يُطِيلُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ».‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱللّٰهَ أَوْصَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَصْنَعُوا أَهْدَابًا لِثِيَابِهِمْ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ قَصَدُوا أَنْ يُطِيلُوا هٰذِهِ ٱلْأَهْدَابَ كَثِيرًا.‏ (‏عدد ١٥:‏​٣٨-‏٤٠‏)‏ كُلُّ ذٰلِكَ يَفْعَلُونَهُ «لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ ٱلنَّاسُ».‏ —‏ متى ٢٣:‏٥‏.‏

      وَٱلْجَمِيعُ عُرْضَةٌ أَنْ يَقَعُوا فِي فَخِّ ٱلْبُرُوزِ،‏ حَتَّى تَلَامِيذُ يَسُوعَ.‏ لِذَا يَنْصَحُهُمْ:‏ «لَا تُدْعَوْا رَابِّي،‏ لِأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ،‏ وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ.‏ وَلَا تَدْعُوا أَحَدًا أَبًا لَكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ لِأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ،‏ وَهُوَ ٱلسَّمَاوِيُّ.‏ وَلَا تُدْعَوْا ‹قَادَةً›،‏ لِأَنَّ قَائِدَكُمْ وَاحِدٌ،‏ وَهُوَ ٱلْمَسِيحُ».‏ ثُمَّ يُرْدِفُ وَيُخْبِرُهُمْ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَيَتَصَرَّفُوا،‏ فَيَقُولُ:‏ «اَلْأَعْظَمُ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا.‏ مَنْ رَفَعَ نَفْسَهُ وُضِعَ وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِعَ».‏ —‏ متى ٢٣:‏​٨-‏١٢‏.‏

      بَعْدَمَا يَقُولُ هٰذَا،‏ يَتْلُو سِلْسِلَةَ وَيْلَاتٍ عَلَى ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلْمُرَائِينَ:‏ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ،‏ فَلَا أَنْتُمْ تَدْخُلُونَ،‏ وَلَا تَسْمَحُونَ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلدُّخُولَ أَنْ يَدْخُلُوا!‏».‏ —‏ متى ٢٣:‏١٣‏.‏

      ثُمَّ يَدِينُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ لِأَنَّهُمْ لَا يُقِيمُونَ ٱعْتِبَارًا لِوُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَهَ،‏ بَلْ يَسُنُّونَ قَوَانِينَ ٱعْتِبَاطِيَّةً كَمَا يَشَاءُونَ.‏ فَيَقُولُونَ مَثَلًا:‏ «مَنْ حَلَفَ بِٱلْهَيْكَلِ فَلَيْسَ ذٰلِكَ بِشَيْءٍ،‏ أَمَّا مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ ٱلْهَيْكَلِ فَهُوَ مُلْزَمٌ».‏ أَوَلَيْسَتْ مَقَايِيسُهُمْ مُشَوَّهَةً تَمَامًا؟‏!‏ فَهُمْ يُعَلِّقُونَ أَهَمِّيَّةً عَلَى ذَهَبِ ٱلْهَيْكَلِ أَكْثَرَ مِمَّا عَلَى ٱلْهَيْكَلِ نَفْسِهِ حَيْثُ يَسْتَطِيعُونَ عِبَادَةَ يَهْوَهَ وَٱلتَّقَرُّبَ مِنْهُ.‏ هٰذَا عَدَا عَنْ أَنَّهُمْ يَتَجَاهَلُونَ «أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ،‏ أَيِ ٱلْعَدْلَ وَٱلرَّحْمَةَ وَٱلْأَمَانَةَ».‏ —‏ متى ٢٣:‏​١٦،‏ ٢٣؛‏ لوقا ١١:‏٤٢‏.‏

      وَيُكْمِلُ يَسُوعُ وَاصِفًا ٱلْفَرِّيسِيِّينَ أَنَّهُمْ ‹قَادَةٌ عُمْيَانٌ يُصَفُّونَ مِنَ ٱلْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ ٱلْجَمَلَ›.‏ (‏متى ٢٣:‏٢٤‏)‏ فَمَعَ أَنَّهُمْ يُصَفُّونَ خَمْرَهُمْ مِنَ ٱلْبَعُوضَةِ لِأَنَّهَا نَجِسَةٌ بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ يَتَجَاهَلُونَ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ يَبْتَلِعُونَ جَمَلًا.‏ وَٱلْجَمَلُ حَيَوَانٌ نَجِسٌ هُوَ ٱلْآخَرُ بِفَارِقٍ وَحِيدٍ أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْبَعُوضَةِ بِأَشْوَاطٍ!‏ —‏ لاويين ١١:‏​٤،‏ ٢١-‏٢٤‏.‏

      • لِمَ يَلْزَمُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلصَّمْتَ حِينَ يَسْأَلُهُمْ يَسُوعُ عَنْ كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْمَزْمُورِ ١١٠‏؟‏

      • لِمَ يُعَرِّضُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْعُلَبَ ٱلْمُحْتَوِيَةَ عَلَى آيَاتٍ وَيُطِيلُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ؟‏

      • بِمَ يَنْصَحُ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة