-
يُوسُفبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
وفي مناسبة اخرى، حين كان يعقوب في حبرون، طلب من يوسف ان يتحقق من سلامة الغنم وإخوته فيما كانوا بالقرب من شكيم. ولم يكن ذلك بالامر المسر ليوسف، نظرا الى الحقد الذي كانوا يضمرونه له. لكنه قال دون تردد: «هأنذا!» وانطلق من منخفض وادي حبرون الى شكيم، ثم تابع طريقه الى دوثان بعد ان اخبره رجل ان اخوته ارتحلوا الى هناك. وعندما ابصره اخوته من بعيد ابتدأوا يتآمرون عليه قائلين: «هوذا هذا صاحب الاحلام آت. فالآن تعالوا نقتله ونرميه في احد الاجباب . . . فنرى ما يكون من احلامه». (تك ٣٧:١٢-٢٠) لكن رأوبين اخاهم البكر اراد ان يحبط المؤامرة الهادفة الى قتل يوسف، فألح عليهم الا يقتلوه بل ان يرموه في جب لا ماء فيه. وعندما وصل يوسف نزعوا عنه قميصه الطويل المخطط وعملوا بنصيحة رأوبين. ولكن في ما بعد رأوا قافلة اسماعيليين آتية، فأقنع يهوذا، في غياب رأوبين، اخوته الآخرين انه من الافضل ان يبيعوا يوسف للتجار العابرين بدلا من ان يقتلوه. — تك ٣٧:٢١-٢٧.
-
-
يَهُوذابصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
بعد ذلك، لاحت لهم قافلة للاسماعيليين. فأقنع يهوذا الآخرين، في غياب رأوبين على ما يظهر، انه من الافضل ان يبيعوا يوسف للتجار العابرين بدلا من قتله. (تك ٣٧:٢٥-٢٧) ورغم التماس يوسف الرأفة باعوه بعشرين من الفضة (ما يعادل ٤٤ دولارا اذا كانت شواقل). (تك ٣٧:٢٨؛ ٤٢:٢١) وتشير الدلائل الى ان انقاذ حياة يوسف كان همّ يهوذا الرئيسي وأن بيعه كان في ما بعد بركة لجميع المعنيين. ومع ذلك كان يهوذا، مثله مثل اخوته، مذنبا بارتكاب خطية جسيمة عذبت ضميره فترة طويلة. (تك ٤٢:٢١، ٢٢؛ ٤٤:١٦؛ ٤٥:٤، ٥؛ ٥٠:١٥-٢١) (تحت الشريعة الموسوية التي أُعطيت لاحقا للاسرائيليين، استوجبت هذه الاساءة عقوبة الموت؛ خر ٢١:١٦.) فضلا عن ذلك، انضم لاحقا الى الآخرين في خداعهم ليعقوب وحمله على الاعتقاد ان وحشا افترس يوسف. (تك ٣٧:٣١-٣٣) وكان يهوذا آنذاك بعمر ٢٠ سنة تقريبا.
-