-
هابِيلبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
في حين لا يمكن القول ان هابيل امتلك اية معرفة مسبقة للطريقة التي سيتحقق بها الوعد الالهي المسجل في تكوين ٣:١٥ بشأن ‹النسل› الموعود به، من المحتمل انه فكر كثيرا في هذا الوعد، وآمن انه لا بد ان يُسفك دم، اذ يجب ان ‹يُسحق عقب› احد، لكي يُرفع الجنس البشري من جديد الى حالة الكمال التي كان آدم وحواء يتمتعان بها قبل تمردهما. (عب ١١:٤) وعلى ضوء ذلك، كان تقديم هابيل من ابكار غنمه عملا ملائما دون شك، ولا بد انه كان عاملا في نيله استحسان اللّٰه. فقد قدم هابيل حياة لمعطي الحياة، مع ان هذه الحياة كانت من غنمه ليس إلا. — قارن يو ١:٣٦.
-
-
قايِينبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
صار قايين فلاحا للارض، و «بعد انقضاء ايام» جلب هو وأخوه الاصغر هابيل قربانين لتقديمهما ليهوه، اذ شعرا بضرورة حيازة رضى اللّٰه. لكن اللّٰه «لم ينظر باستحسان» الى قربان قايين المأخوذ من «ثمار الارض». (تك ٤:٢-٥؛ قارن عد ١٦:١٥؛ عا ٥:٢٢.) وفي حين يعزو البعض السبب الى ان السجل لا يذكر ان قربان قايين كان من افخر الثمار، فيما يصف قربان هابيل انه من «ابكار غنمه ومن شحمها»، لم تكن المشكلة في نوعية الثمار التي قدمها قايين. فكما يتضح من العبرانيين ١١:٤ كان قربان قايين ينقصه دافع الايمان، وهذا الدافع هو ما جعل ذبيحة هابيل مقبولة. وربما لم ينظر اللّٰه ايضا باستحسان الى قربان قايين لأنه كان بلا دم، في حين مثّل قربان هابيل حياة سُفك دمها.
لا يذكر السجل الطريقة التي اظهر بها اللّٰه استحسانه لقربان هابيل ورفضه لقربان قايين، ولكن ذلك كان واضحا لهما دون شك. ويهوه، الذي يقرأ قلب الانسان (١ صم ١٦:٧؛ مز ١٣٩:١-٦)، ادرك موقف قايين الخاطئ. وعندما رفض اللّٰه القربان، صار موقف قايين هذا واضحا للعيان. فقد بدأ ينتج «اعمال الجسد» بشكل ظاهر: «العداوات، النزاع، الغيرة، نوبات الغضب». (غل ٥:١٩، ٢٠) وأظهر يهوه لقايين الغاضب انه اذا أحسن يمكن ان يُرفَع. فكان بإمكانه ان يتواضع ويقتدي بمثال اخيه الجيد، لكنه اختار تجاهل مشورة اللّٰه ولم يسُدْ على الرغبة الخاطئة ‹الرابضة عند الباب› والمشتاقة الى السيطرة عليه. (تك ٤:٦، ٧؛ قارن يع ١:١٤، ١٥.) وهذا السلوك العديم الاحترام هو «سبيل قايين». — يه ١١.
-