-
نُوحبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
لا عيب فيه بين معاصريه: اصبح العالم الذي كان نوح عائشا فيه منحطا. فخلال هذه الفترة قام الملائكة الذين تركوا مركزهم الاصلي ومسكنهم اللائق بالتزوّج بنساء من الارض وأنجبوا نسلا، ‹رجالا ذوي شهرة›، مما اثار العنف الذي ملأ الارض (تك ٦:١-٤؛ يه ٦)، الى ان صار ‹كل ميل افكار قلب الانسان شريرا كل يوم› وفسدت الارض «لأن كل جسد كان قد افسد طريقه على الارض». (تك ٦:٥، ١١، ١٢) لكن نوحا تجنب هذا الفساد ووُصف في كلمة اللّٰه بأنه كان ‹رجلا بارا، لا عيب فيه بين معاصريه. وسار مع اللّٰه›. (تك ٦:٨، ٩) وكان يمكن القول ان «لا عيب» في نوح لأنه، بعكس ذلك العالم الفاجر، تمم كاملا ما طلبه منه اللّٰه. — قارن تك ٦:٢٢؛ انظر «الكمال».
-
-
الكمالبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
يقول الكتاب المقدس ان نوحا كان رجلا مستقيما «لا عيب فيه بين معاصريه». (تك ٦:٩) ويقول عن ايوب انه ‹بلا لوم ومستقيم›. (اي ١:٨) وهو يستخدم تعابير مشابهة لوصف آخرين من خدام اللّٰه. وبما ان جميع هؤلاء متحدرون من آدم الخاطئ وبالتالي خطاة، فمن الواضح انهم كانوا ‹بلا عيب› و «بلا لوم» بمعنى انهم بلغوا تماما مطالب اللّٰه لهم، مطالب اخذت في الاعتبار نقصهم وقدراتهم المحدودة. (قارن مي ٦:٨.) فالخزَّاف الذي يصنع مزهرية من طين عادي لا يتوقع ان يكون عمله بالجودة نفسها كما عندما يستخدم طينا خصوصيا منقى من الشوائب. بشكل مماثل، تأخذ مطالب يهوه في الاعتبار ضعف البشر الناقصين. (مز ١٠٣:١٠-١٤؛ اش ٦٤:٨) فرغم ان هؤلاء الاشخاص الامناء ارتكبوا الاخطاء والذنوب بسبب نقصهم البشري، فقد اظهروا ان ‹قلبهم كامل [بالعبرانية شاليم]› مع يهوه. (١ مل ١١:٤؛ ١٥:١٤؛ ٢ مل ٢٠:٣؛ ٢ اخ ١٦:٩) وهكذا، ضمن الحدود المتاح لهم بلوغها، كان تعبدهم تاما او سليما، يستوفي متطلبات اللّٰه في حالتهم. وبما ان اللّٰه القاضي كان راضيا عن عبادتهم، لم يستطع اي مخلوق بشري او روحاني ان يجد بحق خطأ في خدمتهم له. — قارن لو ١:٦؛ عب ١١:٤-١٦؛ رو ١٤:٤؛ انظر «يهوه» (لماذا يمكنه ان يتعامل مع بشر ناقصين؟).
-