-
هاجَربصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
هامت هاجر في برية بئر سبع. الا ان ‹الماء نفد اخيرا . . . فطرحت الولد تحت احدى الاشجار›. والاشارة الى اسماعيل على انه «ولد» ليست مفارقة تاريخية. فالكلمة العبرانية ييليذ المترجمة هنا الى «ولد» تعني ايضا «شابا»، وهي مترجمة بهذه الطريقة في التكوين ٤:٢٣. اما طرحه تحت احدى الاشجار بالرغم من الكلمات النبوية التي تقول انه سيكون «حمارا وحشيا بشريا»، فقد يشير الى ان اسماعيل لم يكن قويا جدا في حداثته. (تك ١٦:١٢) لهذا السبب، ربما شعر اسماعيل بالتعب قبل امه مما اضطرها ان تسنده. ولا يبدو هذا الامر غير منطقي لأن النساء في تلك الايام، وخصوصا الجواري، كن معتادات على حمل اشياء ثقيلة خلال حياتهن اليومية. ولكن يبدو ان هاجر ايضا خارت قواها مع الوقت الى حد انه لم يعد باستطاعتها حمل ابنها. فوضعته، ربما بشكل مفاجئ الى حد ما، تحت اقرب شجرة يُستظل بها. وجلست بعيدا عن ابنها، «على بعد رمية قوس تقريبا» (تعبير عبراني شائع يشير الى المسافة التي تفصل عادة رامي السهام عن هدفه). — تك ٢١:١٤-١٦.
ثم نادى ملاك اللّٰه هاجر وقال لها الا تخاف وإن اسماعيل سيصبح امة عظيمة. وفتح اللّٰه عينيها فأبصرت بئر ماء ملأت منه القربة وسقت ابنها. و «بقي اللّٰه مع الصبي» الذي صار مع مرور الوقت رامي سهام و «سكن في برية فاران». وقد اتخذت له امه زوجة من ارض مصر. — تك ٢١:١٧-٢١.
-
-
إسْماعِيلبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
وانسجاما مع معنى اسم اسماعيل، «سمع اللّٰه» استغاثته وزوده بحاجته من الماء متيحا له ان يعيش ويصير رامي سهام. وبما ان اسماعيل عاش حياة ترحال في برية فاران، تمم النبوة التي قيلت عنه انه «يكون حمارا وحشيا بشريا. يده تكون على كل واحد، ويد كل واحد عليه، وفي وجه كل اخوته يسكن». (تك ٢١:١٧-٢١؛ ١٦:١٢) وقد اتخذت هاجر لابنها اسماعيل زوجة من مصر، فأنجب بمرور الوقت ١٢ ابنا هم زعماء ورؤوس عشائر الاسماعيليين، ‹الامة العظيمة› الموعود بها. كما انجب ابنة واحدة على الاقل، هي محلات التي تزوجها عيسو. — تك ١٧:٢٠؛ ٢١:٢١؛ ٢٥:١٣-١٦؛ ٢٨:٩؛ انظر «الإسْماعِيلِيّ».
-
-
الإسْماعِيلِيّبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
اتماما لما سبق ووعد به اللّٰه، نما الاسماعيليون وأصبحوا «امة عظيمة»، امة ‹لا تُعد من الكثرة›. (تك ١٧:٢٠؛ ١٦:١٠) ولكن بدلا من الاستقرار في مكان ما (اذ انهم بنوا بضع مدن)، فضّلوا حياة الترحال. فإسماعيل نفسه كان «حمارا وحشيا بشريا»، بمعنى انه كان رجلا دائم التجوال يطوف في برية فاران ويعيش من قوسه وسهامه. على نحو مماثل، كان المتحدرون منه في غالبيتهم من البدو الساكني الخيام، شعب كان يجوب شبه جزيرة سيناء من «امام مصر»، اي شرق مصر، ويتنقل عبر شمال بلاد العرب وصولا الى اشور. وقد عُرف الاسماعيليون بأنهم شعب عنيف مولع بالقتال ويصعب التعامل معه، تماما كما قيل عن ابيهم اسماعيل: «يده تكون على كل واحد، ويد كل واحد عليه». — تك ١٦:١٢؛ ٢١:٢٠، ٢١؛ ٢٥:١٦، ١٨.
-