-
التأريخبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
هناك تاريخ آخر يمكن استخدامه كنقطة محورية: سنة ٥٣٩ قم. فهذه السنة هي بحسب مراجع تاريخية عديدة السنة التي هُزمت فيها بابل على يد كورش الفارسي. (من بين المراجع الدنيوية عن حكم كورش: ديودورس، أفريقانوس، اوسابيوس، بطليموس، إضافة الى الألواح البابلية.) وقد اصدر كورش في السنة الاولى من حكمه المرسوم بتحرير اليهود من الاسر. وكما يُشار في مقالة «كورش»، من المحتمل جدا انه اصدر المرسوم بحلول شتاء سنة ٥٣٨ قم او نحو ربيع سنة ٥٣٧ قم. فهذا كان سيعطي المجال لليهود كي يجروا الاستعدادات اللازمة، يقوموا بالرحلة التي تستغرق اربعة اشهر الى اورشليم، ويصلوا الى هناك بحلول الشهر السابع (تِشري)، اي نحو ١ تشرين الأول [أكتوبر] سنة ٥٣٧ قم. — عز ١:١-١١؛ ٢:٦٤-٧٠؛ ٣:١.
-
-
التأريخبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
حصل حصار اورشليم الاخير في السنة الـ ٩ لصدقيا (٦٠٩ قم)، وسقطت المدينة في سنته الـ ١١ (٦٠٧ قم) التي تتزامن مع السنة الـ ١٩ للحكم الفعلي لنبوخذنصر (تُحسَب ابتداء من سنة اعتلائه العرش في ٦٢٥ قم). (٢ مل ٢٥:١-٨) وفي الشهر الخامس من تلك السنة (شهر آب القمري الذي يقابل اجزاء من تموز وآب [يوليو وأغسطس])، أُحرقت المدينة بالنار، وهُدمت اسوارها، وأُخذ معظم سكانها الى الاسر. إلا انه سُمح لبعض «مساكين الارض» ان يبقوا فيها. وقد بقي هؤلاء هناك حتى اغتيال جدليا الذي كان قد عيَّنه نبوخذنصر. بعدئذ، هربوا الى مصر وتركوا يهوذا مقفرة كليًّا. (٢ مل ٢٥:٩-١٢، ٢٢-٢٦) وهذا كان في الشهر السابع إيثانيم (تِشري القمري الذي يقابل اجزاء من ايلول وتشرين الاول [سبتمبر وأكتوبر]). بناء على ذلك، لا بد ان حساب فترة الـ ٧٠ سنة من الاقفار يبدأ نحو ١ تشرين الاول (اكتوبر) ٦٠٧ قم وينتهي ٥٣٧ قم. فبحلول الشهر السابع من سنة ٥٣٧ قم، كان اول اليهود العائدين قد وصلوا الى يهوذا، بعد سبعين سنة من بداية الاقفار التام للارض. — ٢ اخ ٣٦:٢١-٢٣؛ عز ٣:١.
-
-
كُورُشبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
ان تعاون كورش مع اليهود يتباين تباينا صارخا مع المعاملة التي تلقوها من الحكام الوثنيين السابقين. فقد ارجع كورش عتاد الهيكل الثمين الذي كان نبوخذنصر الثاني قد اخذه الى بابل، ومنح اليهود اذنا ملكيا باستيراد خشب ارز من لبنان، كما سمح بإنفاق المال من بيت الملك لتغطية مصاريف البناء. (عز ١:٧-١١؛ ٣:٧؛ ٦:٣-٥) ووفقا لأسطوانة كورش (الصورة في المجلد ٢، ص X)، اتّبع هذا الحاكم الفارسي سياسة انسانية متسامحة عموما مع الشعوب المغلوبة الخاضعة لملكه. يذكر النقش كلماته التالية: «اعدت الى [بعض] المدن المقدسة [المذكورة سابقا] على الضفة الاخرى لدجلة، المقادس التي كانت خرائب مدة طويلة، والتماثيل التي (كانت) تقيم فيها وأسست لها مقادس دائمة. وجمعت (ايضا) كل سكانها (السابقين) وأعدت (اليهم) مساكنهم». — نصوص الشرق الادنى القديمة، ص ٣١٦.
-