موته،‏ وأهميته النبوية:‏ يُعتقد ان كورش سقط في معركة سنة ٥٣٠ ق‌م،‏ لكن التفاصيل المتعلقة بذلك مبهمة بعض الشيء.‏ وقبل موته،‏ اصبح ابنه قمبيز الثاني شريكا له في الحكم كما يتضح،‏ لكنه بعد موت ابيه تقلد العرش الفارسي وحكم بمفرده.‏

أحْمَثا

عاصمة مادي القديمة،‏ ويعود تاريخها الى نحو سنة ٧٠٠ ق‌م.‏ وبعدما اخذها الملك الفارسي كورش الثاني من الملك المادي أستياجِس،‏ اتحد الماديون والفرس تحت قيادته.‏ وتذكر الاسفار المقدسة ان احمثا كانت تقع في اقليم مادي ايام الملك الفارسي داريوس الاول (‏هستاسپس)‏.‏ —‏ عز ٦:‏​١،‏ ٢‏.‏

ان الاسم «احمثا» الوارد في عزرا ٦:‏٢ هو الصيغة العربية لاسم المدينة.‏ وهذه الصيغة تنسجم مع قراءة النص الماسوري و البشيطة السريانية.‏ لكن الفولغات اللاتينية والنص اليوناني للكتابات الاپوكريفية الذي تتضمنه الترجمة السبعينية يذكران الاسم «اكبتانا».‏ ومع ان الكتبة اليونانيين الاوائل اطلقوا الاسم اكبتانا (‏احمثا)‏ على عدة اماكن كما يبدو،‏ يُجمع العلماء اليوم عموما على ان احمثا التي استولى عليها كورش (‏وبالتالي تلك المذكورة في عز ٦:‏٢‏)‏ هي مدينة همدان العصرية،‏ التي تُعتبر مركزا تجاريا مهما في ايران والتي تقع عند سفح جبل ألْوَند،‏ على بعد ٢٩٠ كلم (‏١٨٠ ميلا)‏ تقريبا غرب-‏جنوب غرب طهران.‏ وكما كانت احمثا القديمة مدينة مهمة على الطريق الرئيسية التي تصل بلاد ما بين النهرين بمناطق ابعد شرقا،‏ تمر عبر همدان اليوم طرق كثيرة كتلك الممتدة من بغداد الى طهران.‏

حين شكك بعض الرسميين الفرس في شرعية عمل اعادة بناء الهيكل الذي كان اليهود يقومون به ايام زربابل،‏ ارسلوا الى الملك الفارسي داريوس الاول رسالة طلبوا فيها ما يثبت ان كورش اصدر مرسوما يجيز اعادة البناء.‏ (‏عز ٥:‏​١-‏١٧‏)‏ فأجرى داريوس استقصاء وعُثر على مرسوم كورش في احمثا،‏ مما اثبت شرعية العمل.‏ كما اصدر داريوس امرا يمنع اعاقة عمل اليهود،‏ حتى انه امر مقاوميهم ان يزودوهم بالمواد اللازمة،‏ ‹ففعلوا ذلك عاجلا›.‏ وقد أُكمل اخيرا بناء الهيكل «في اليوم الثالث من الشهر القمري اذار،‏ في السنة السادسة من ملك داريوس الملك»،‏ او قرابة ربيع سنة ٥١٥ ق‌م.‏ —‏ عز ٦:‏​٦-‏١٥‏.‏