مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اولادنا —‏ ميراث ثمين
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • اولادنا —‏ ميراث ثمين

      ‏«هوذا البنون ميراث من عند يهوه،‏ وثمرة البطن مكافأة».‏ —‏ مزمور ١٢٧:‏٣‏.‏

      ١ كيف اتى الطفل البشري الاول الى الوجود؟‏

      خلق يهوه اللّٰه الرجل والمرأة الاولَين،‏ آدم وحواء،‏ بقدرة مدهشة.‏ فقد ادّى اتّحاد الاب والام هذَين ان يتكوّن في رحم حواء جنين كان سيكبر ليصير طفلا مكتمل النمو —‏ الطفل البشري الاول.‏ (‏تكوين ٤:‏١‏)‏ وحتى ايامنا،‏ لا تزال عملية الحمل والولادة تثير دهشتنا،‏ حتى ان كثيرين يصفونها بأنها عجيبة.‏

      ٢ لماذا يمكن القول ان ما يحدث في رحم المرأة الحامل هو عجيبة؟‏

      ٢ نتيجةً لاتّحاد الاب والام تتكوّن داخل الام خلية ملقّحة.‏ وفي غضون ٢٧٠ يوما تقريبا،‏ تنقسم الخلية الاصلية الى بلايين الخلايا لتصير اخيرا طفلا مكتمل النمو.‏ وتحمل هذه الخلية الاصلية برنامجا يفوق الفهم البشري ويتضمن كل المعلومات اللازمة لإنتاج اكثر من ٢٠٠ نوع من الخلايا.‏ فهذه الخلايا المعقّدة جدا تتشكل بتسلسل ونظام يتبعان بدقة البرنامج الرائع الموجود في الخلية الاصلية،‏ فيتكوّن في النهاية شخص حيّ جديد.‏

      ٣ لماذا ينسب اشخاص منطقيون كثيرون الفضل الى اللّٰه عندما يولد شخص حيّ جديد؟‏

      ٣ ومَن في رأيك هو الصانع الحقيقي للطفل؟‏ لا يمكن إلا ان يكون الاله الذي اوجد الحياة نفسها.‏ رنّم احد كتبة الكتاب المقدس:‏ «اعلموا ان يهوه هو اللّٰه.‏ هو صنعنا،‏ لا نحن انفسنا».‏ (‏مزمور ١٠٠:‏٣‏)‏ فيا ايّها الوالدون،‏ انتم تعلمون ان الفضل لا يعود الى ذكائكم في إنتاج هذه الحياة الثمينة جدا.‏ فلا يمكن إلا لإله يملك حكمة لامتناهية ان يكون وراء التكوين العجائبي لشخص حيّ جديد.‏ وطوال آلاف السنين،‏ نسب الاشخاص المنطقيون الفضل في تكوين الطفل داخل رحم امه الى الخالق العظيم.‏ فهل تنسبون الفضل اليه انتم ايضا؟‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١٣-‏١٦‏.‏

      ٤ ايّ امر يفتقر اليه بعض البشر لا يمكن ابدا نسبه الى يهوه؟‏

      ٤ ولكن هل يهوه هو مجرد خالق عديم المشاعر ابتكر عملية بيولوجية تمكِّن الرجال والنساء من إنتاج ذرية؟‏ قد يفتقر بعض البشر الى المشاعر،‏ لكنَّ يهوه ليس كذلك على الاطلاق.‏ (‏مزمور ٧٨:‏٣٨-‏٤٠‏)‏ يقول الكتاب المقدس في المزمور ١٢٧:‏٣‏:‏ «هوذا البنون [والبنات] ميراث من عند يهوه،‏ وثمرة البطن مكافأة».‏ فلنناقش الآن ما هو الميراث وعلامَ يدلّ.‏

      ميراث ومكافأة

      ٥ لماذا الاولاد هم ميراث؟‏

      ٥ الميراث هو اشبه بعطية.‏ وغالبا ما يعمل الوالدون جاهدين ليتركوا ميراثا لأولادهم.‏ وقد يكون هذا الميراث مالا،‏ او عقارات،‏ او ربما بعض الممتلكات العزيزة على قلبهم.‏ ولكن مهما كان الميراث،‏ فهو يدلّ على محبة الوالدين.‏ والكتاب المقدس يقول ان اللّٰه اعطى الاولادَ للوالدين كميراث.‏ فهم عطية من اللّٰه تدلّ على محبته.‏ فإذا كنتم والدين،‏ فهل تُظهِر تصرفاتكم انكم تعتبرون اولادكم عطية ائتمنكم خالق الكون عليها؟‏

      ٦ ماذا كان قصد اللّٰه من منح البشر قدرة على إنجاب الاولاد؟‏

      ٦ كان قصد يهوه من منح هذه العطية ان يجعل الارض آهلة بالمتحدرين من آدم وحواء.‏ (‏تكوين ١:‏٢٧،‏ ٢٨؛‏ اشعيا ٤٥:‏١٨‏)‏ وهو لم يخلق كل شخص افراديا،‏ كما خلق ملايين الملائكة.‏ (‏مزمور ١٠٤:‏٤؛‏ رؤيا ٤:‏١١‏)‏ بدلا من ذلك،‏ اختار اللّٰه ان يخلق البشر بقدرة على إنجاب الاولاد الذين يشبهون والديهم في بعض النواحي.‏ فما اروع الامتياز الذي يتمتع به الاب والام ان ينجبا شخصا جديدا ويعتنيا به!‏ فيا ايّها الوالدون،‏ هل انتم شاكرون على هذا الميراث الثمين الذي منحكم اياه يهوه؟‏

      تعلَّموا من مثال يسوع

      ٧ بالتباين مع بعض الوالدين،‏ كيف اظهر يسوع الاهتمام والرأفة ‹لبني البشر›؟‏

      ٧ من المؤسف ان بعض الوالدين لا يعتبرون الاولاد مكافأة من يهوه.‏ فكثيرون لا يُظهِرون الرأفة لأولادهم.‏ وهم بذلك لا يعكسون نظرة يهوه او ابنه.‏ (‏مزمور ٢٧:‏١٠؛‏ اشعيا ٤٩:‏١٥‏)‏ بالتباين،‏ لاحِظوا اهتمام يسوع بالاولاد.‏ فالكتاب المقدس يقول انه عندما كان مخلوقا روحانيا في السماء قبل ان يأتي الى الارض كإنسان،‏ كانت ‹لذاته مع بني البشر›،‏ بمن فيهم الاولاد.‏ (‏امثال ٨:‏٣١‏)‏ وقد كانت محبته للبشر شديدة جدا حتى انه بذل نفسه طوعا فدية عنا ليتيح لنا فرصة نيل الحياة الابدية.‏ —‏ متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ١٠:‏١٨‏.‏

      ٨ كيف رسم يسوع مثالا جيدا للوالدين؟‏

      ٨ عندما كان يسوع على الارض،‏ رسم مثالا رائعا جدا للوالدين.‏ فقد صرف الوقت مع الاولاد،‏ حتى عندما كان مشغولا جدا وتحت الضغط.‏ كما انه راقبهم وهم يلعبون في ساحة السوق واستخدم بعض الامور التي لاحظها في تعليمه.‏ (‏متى ١١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وخلال رحلته الاخيرة الى اورشليم،‏ عرف انه كان سيتعذب ويُقتَل.‏ لذلك،‏ عندما جلب الناس اولادهم الصغار ليراهم،‏ حاول تلاميذه منعهم،‏ ربما لأنهم ارادوا تجنيبه المزيد من الضغط.‏ إلا ان يسوع وبّخهم وأظهر ان ‹لذته› كانت مع الاولاد عندما قال:‏ «دَعوا الاولاد الصغار يأتون اليّ.‏ لا تحاولوا منعَهم».‏ —‏ مرقس ١٠:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ٩ لماذا الافعال ابلغ من الاقوال؟‏

      ٩ يمكننا ان نتعلم درسا من مثال يسوع.‏ فكيف نعامل الصغار عندما يأتون الينا،‏ حتى عندما نكون مشغولين؟‏ هل نعاملهم كما عاملهم يسوع؟‏ ان ما يحتاج اليه الاولاد،‏ وخصوصا من والديهم،‏ هو ما كان يسوع على استعداد ان يمنحهم اياه:‏ وقته وانتباهه.‏ صحيح انه من المهم استخدام كلمات مثل:‏ «احبك»،‏ لكنَّ الافعال ابلغ من الاقوال.‏ فمحبتك لا تظهر في ما تقوله فحسب،‏ بل بالاكثر في ما تفعله.‏ فهي تظهر في ما توليه لأولادك من وقت وانتباه وعناية.‏ ولكن رغم كل ما تفعله،‏ قد لا تحصد نتائج ملموسة،‏ على الاقل ليس بالسرعة التي ترجوها.‏ لذلك فالصبر لازم.‏ ويمكننا تعلّم ممارسة الصبر اذا اقتدينا بطريقة تعامل يسوع مع تلاميذه.‏

      صبر يسوع ومودته

      ١٠ كيف علَّم يسوع تلاميذه درسا عن التواضع،‏ وماذا كانت النتيجة في البداية؟‏

      ١٠ كان يسوع على علم بأن تلاميذه يتنافسون باستمرار على البروز.‏ فبعدما وصلوا ذات يوم الى كفرناحوم،‏ سألهم:‏ «‹فيمَ كنتم تتحاجون في الطريق؟‏›.‏ فظلوا ساكتين،‏ لأنهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض في مَن هو الاعظم».‏ ولكن بدلا من ان يوبّخهم يسوع بقسوة،‏ حاول بصبر ان يعلِّمهم درسا عن التواضع.‏ (‏مرقس ٩:‏٣٣-‏٣٧‏)‏ ولكن هل أدّت محاولته الى النتائج المرجوة؟‏ نعم،‏ لكنّ النتائج لم تكن فورية،‏ اذ ان يعقوب ويوحنا بعد ستة اشهر تقريبا جعلا امهما تطلب من يسوع ان يمنحهما مركزا بارزا في الملكوت.‏ ومرة اخرى،‏ قوّم يسوع نمط التفكير هذا بصبر.‏ —‏ متى ٢٠:‏٢٠-‏٢٨‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ اية مهمة معتادة لم يقُم بها الرسل بعد وصولهم الى عليّة للاجتماع مع يسوع؟‏ (‏ب)‏ ماذا فعل يسوع،‏ وهل اثمرت جهوده فورا؟‏

      ١١ بُعيد ذلك،‏ اتى فصح سنة ٣٣ ب‌م.‏ فاجتمع يسوع مع رسله على انفراد للاحتفال به.‏ وعندما وصل الرسل الـ‍ ١٢ الى العليّة،‏ لم يأخذ احد منهم المبادرة لتأدية الخدمة المعتادة لغسل اقدام الآخرين المغبّرة —‏ عمل وضيع كان يقوم به الخادم او المرأة في البيت.‏ (‏١ صموئيل ٢٥:‏٤١؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏١٠‏)‏ وكم حزن يسوع دون شك عندما رأى ان تلاميذه لا يزالون يسعون وراء المراكز!‏ لذلك غسل يسوع اقدام كلٍّ منهم،‏ ثم ناشدهم بصدق ان يقتدوا بمثاله في خدمة الآخرين.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٤-‏١٧‏)‏ فهل اثمرت هذه المناشدة؟‏ يقول الكتاب المقدس انه في تلك الليلة نفسها «حدث ايضا بينهم جدال حامٍ في ايّهم يبدو انه الاعظم».‏ —‏ لوقا ٢٢:‏٢٤‏.‏

      ١٢ كيف يقتدي الوالدون بيسوع في تدريب اولادهم؟‏

      ١٢ لا شك ان الوالدين الذين لا يصغي اولادهم الى مشورتهم يدركون كيف شعر يسوع آنذاك.‏ لكنَّ يسوع لم يتوقف عن مساعدة رسله رغم انهم تباطأوا في تصحيح اخطائهم.‏ وفي النهاية،‏ لم يذهب صبره سدى.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٤،‏ ١٨‏)‏ فيا ايّها الوالدون،‏ يحسن بكم ان تقتدوا بمحبة يسوع وصبره بعدم التوقف عن تدريب اولادكم.‏

      ١٣ لماذا لا ينبغي ان يصدّ الوالد بفظاظة ولدا يسأله عن امر ما؟‏

      ١٣ ويحتاج الاولاد ان يشعروا بمحبة والديهم واهتمامهم بهم.‏ كان يسوع يحبّ ان يعرف ما يجول في خاطر تلاميذه،‏ لذلك كان يصغي اليهم عندما يطرحون الاسئلة.‏ كما كان يسألهم رأيهم في بعض المسائل.‏ (‏متى ١٧:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ نعم،‏ ان التعليم الفعّال يشمل الاصغاء بانتباه والاهتمام الاصيل.‏ لذلك لا ينبغي ان يصدّ الوالد بفظاظة ولدا يسأله عن امر ما،‏ قائلا له:‏ «اذهب!‏ ألا ترى انني مشغول؟‏».‏ فإذا كان الوالد مشغولا فعلا،‏ ينبغي ان يقول للولد انه سيناقش المسألة معه لاحقا.‏ ثم ينبغي ان يحرص على الوفاء بوعده.‏ وهكذا،‏ سيلمس الولد اهتمام والده به وسيثق به اكثر.‏

      ١٤ ماذا يتعلم الوالدون من يسوع عن إظهار المودة لأولادهم؟‏

      ١٤ وهل من الملائم ان يُظهِر الوالدون المودة لأولادهم بضمّهم ومعانقتهم؟‏ بإمكان الوالدين ان يتعلموا من مثال يسوع.‏ فالكتاب المقدس يقول انه ‏«ضمّ الاولاد بذراعَيه،‏ وباركهم واضعا يدَيه عليهم».‏ (‏مرقس ١٠:‏١٦‏)‏ وكيف تجاوب الاولاد؟‏ لا شك ان الفرح غمر قلوبهم وانجذبوا الى يسوع.‏ فيا ايّها الوالدون،‏ اذا اظهرتم المودة الاصيلة والمحبة لأولادكم،‏ فسيتجاوبون بسرعة اكبر مع جهودكم لتأديبهم وتعليمهم.‏

      مقدار الوقت الذي يجب صرفه معهم

      ١٥،‏ ١٦ اية نظرية عن تربية الاولاد صارت رائجة،‏ ولماذا ابتُكرَت؟‏

      ١٥ قد يتساءل البعض:‏ ‹هل يحتاج الاولاد حقا الى الكثير من وقت والديهم واهتمامهم الحبي؟‏›.‏ فقد رُوِّجَت نظرية عن تربية الاولاد تُدعى ‏«الوقت النوعي».‏ ويزعم مؤيدو هذه النظرية ان الاولاد لا يحتاجون ان يمنحهم والدوهم مقدارا كبيرا من وقتهم ما دام الوقت المحدود الذي يصرفونه معهم مخطَّطا له جيدا وله هدف معين.‏ ولكن هل الوقت النوعي فعّال؟‏ وهل ابتُكر من اجل مصلحة الاولاد؟‏

      ١٦ قال كاتب تحدّث الى الكثير من الاولاد ان «اكثر ما يريدونه من والديهم هو ان يقضوا معهم وقتا اطول ويولوهم انتباههم التام».‏ ومن الجدير بالذكر ان دكتورا في الجامعة قال:‏ «وُجِد التعبير [الوقت النوعي] بسبب الذنب الابوي.‏ فالناس كانوا يمنحون انفسهم الاذن في صرف وقت اقلّ مع اولادهم».‏ فكم من الوقت ينبغي ان يصرف الوالدون مع اولادهم؟‏

      ١٧ ماذا يحتاج الاولاد من والديهم؟‏

      ١٧ لا يجيب الكتاب المقدس بالتحديد عن هذا السؤال.‏ لكنه يذكر انه جرى حثّ الوالدين الاسرائيليين ان يتكلموا مع اولادهم حين يجلسون في بيتهم،‏ حين يمشون في الطريق،‏ حين ينامون،‏ وحين يقومون.‏ (‏تثنية ٦:‏٧‏)‏ وهذا يعني ان الوالدين يجب ان يتحاوروا مع اولادهم ويعلِّموهم باستمرار كل يوم.‏

      ١٨ كيف استغل يسوع الفرص لتدريب تلاميذه،‏ وماذا يتعلَّم الوالدون من ذلك؟‏

      ١٨ لقد نجح يسوع في تدريب تلاميذه فيما كان يأكل معهم،‏ يسافر معهم،‏ ويرتاح معهم ايضا.‏ وهكذا انتهز كل فرصة لتعليمهم.‏ (‏مرقس ٦:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ لوقا ٨:‏١؛‏ ٢٢:‏١٤‏)‏ على نحو مماثل،‏ ينبغي ان ينتهز الوالدون المسيحيون كل فرصة لوضع أُسُس الحوار مع اولادهم وإبقائه مفتوحا،‏ وكذلك لتدريبهم في طرق يهوه.‏

      ماذا ينبغي تعليمهم وكيف؟‏

      ١٩ (‏أ)‏ ماذا يلزم ان يفعل الوالدون الى جانب قضاء الوقت مع الاولاد؟‏ (‏ب)‏ ايّ امر يجب ان يعلِّمه بشكل رئيسي الوالدون لأولادهم؟‏

      ١٩ ان مجرد قضاء الوقت مع الاولاد او حتى تعليمهم ليس كافيا لتربيتهم بنجاح.‏ فما يهمّ ايضا هو ماذا يتعلَّمون.‏ لاحِظوا كيف يوضح الكتاب المقدس ذلك.‏ فهو يقول:‏ «هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم .‏ .‏ .‏ لقِّنها بنيك».‏ فما هي «هذه الكلمات» التي يجب تعليمها للاولاد؟‏ من الواضح انها الكلمات المذكورة في العدد السابق:‏ «تحبّ يهوه الهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل قوتك».‏ (‏تثنية ٦:‏٥-‏٧‏)‏ وقد قال يسوع ان هذه هي اهمّ كل الوصايا.‏ (‏مرقس ١٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ فيجب ان يعلِّم الوالدون اولادهم عن يهوه بشكل رئيسي،‏ موضحين لهم لماذا يستحق هو وحده محبتنا وتعبّدنا من كل النفس.‏

      ٢٠ ماذا اوصى اللّٰه الوالدين قديما ان يعلِّموا اولادهم؟‏

      ٢٠ لكنَّ «هذه الكلمات» التي يجري حثّ الوالدين على تعليمها لأولادهم لا تقتصر على محبة اللّٰه بكل النفس.‏ ففي الاصحاح السابق من التثنية،‏ يعيد موسى ذكر الشرائع،‏ او الوصايا العشر،‏ التي كتبها اللّٰه على لوحَي الحجر.‏ وتشمل هذه الوصايا الشرائع التي تنهى عن الكذب،‏ السرقة،‏ القتل،‏ وارتكاب الزنى.‏ (‏تثنية ٥:‏١١-‏٢٢‏)‏ وهذا ما جعل الوالدين قديما يدركون جيدا الحاجة ان ينقلوا القيَم الادبية الى اولادهم.‏ اليوم ايضا،‏ يجب ان يقدِّم الوالدون المسيحيون لأولادهم ارشادا مماثلا لكي يضمنوا لهم مستقبلا آمنا وسعيدا.‏

      ٢١ ماذا عنى الارشاد ان ‹يلقِّن› الوالدون كلمة اللّٰه لأولادهم؟‏

      ٢١ لاحِظوا ايضا ان الكتاب المقدس يخبر الوالدين كيف يجب ان يعلِّموا «هذه الكلمات»،‏ او الوصايا،‏ لأولادهم.‏ فهو يقول:‏ «لقِّنها بنيك».‏ والكلمة العبرانية المترجمة الى الفعل «لقَّن» تعني «كرَّر»،‏ «قال مرةً بعد اخرى»،‏ و «طبع في الذهن بوضوح».‏ فاللّٰه يقول للوالدين ان يخطِّطوا لبرنامج ارشادي من الكتاب المقدس بهدف طبع الامور الروحية في اذهان اولادهم.‏

      ٢٢ ماذا قيل للوالدين الاسرائيليين ان يعلِّموا اولادهم،‏ وماذا عنى ذلك؟‏

      ٢٢ ويتطلب هذا البرنامج المخطَّط له ان يبذل الوالدون جهدا جديا للالتصاق به.‏ فالكتاب المقدس يقول:‏ «اربطها [«هذه الكلمات»،‏ او وصايا اللّٰه] علامة على يدك،‏ ولتكن عصابة بين عينَيك،‏ واكتبها على قوائم ابواب بيتك وعلى ابوابك مدينتك».‏ (‏تثنية ٦:‏٨،‏ ٩‏)‏ هذا لا يعني ان يكتب الوالدون حرفيا شرائع اللّٰه على قوائم ابواب بيتهم وأبواب مدينتهم او ان يربطوا نسخة منها على ايدي اولادهم او يضعوها بين عينَيهم.‏ بالاحرى ينبغي ان يذكِّر الوالدون اولادهم باستمرار بتعاليم اللّٰه.‏ وينبغي فعل ذلك بانتظام كما لو ان تعاليم اللّٰه امامهم دائما.‏

      ٢٣ ماذا ستعالج مقالة الدرس في الاسبوع المقبل؟‏

      ٢٣ فما هي بعض الامور المهمة التي يلزم ان يعلِّمها الوالدون لأولادهم؟‏ لماذا من المهم اليوم ان يتعلَّم الاولاد ويُدرَّبوا على حماية انفسهم؟‏ وأية مساعدة متوفرة اليوم للوالدين بغية تعليم اولادهم بفعّالية؟‏ ستعالج المقالة التالية هذه الاسئلة وأسئلة اخرى تهمّ والدين كثيرين.‏

  • ايها الوالدون،‏ احموا ميراثكم الثمين
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • ايّها الوالدون،‏ احموا ميراثكم الثمين

      ‏«في الحكمة حماية .‏ .‏ .‏ [وهي] تحفظ اصحابها احياء».‏ —‏ جامعة ٧:‏١٢‏.‏

      ١ لماذا ينبغي ان يعتبر الوالدون اولادهم عطية ثمينة؟‏

      يجلب الوالدون الى الوجود شخصا حيّا جديدا لديه خصائص جسدية وصفات تشبههم.‏ ويقول الكتاب المقدس عن الاولاد انهم «ميراث من عند يهوه».‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣‏)‏ وبما ان يهوه هو معطي الحياة الحقيقي،‏ فهو يأتمن الوالدين على ما هو فعليا له.‏ (‏مزمور ٣٦:‏٩‏)‏ فيا ايّها الوالدون،‏ كيف تنظرون الى هذه العطية الثمينة من اللّٰه؟‏

      ٢ كيف تجاوب منوح حين علِم انه سيصير ابا؟‏

      ٢ دون شك،‏ ينبغي ان نتقبَّل عطية كهذه بتواضع وتقدير.‏ وهذا ما فعله اسرائيلي اسمه منوح منذ اكثر من ٠٠٠‏,٣ سنة حين اخبر ملاك زوجته انها ستحمل طفلا.‏ فعندما سمع منوح هذا الخبر السارّ،‏ صلّى قائلا:‏ «ارجوك يا يهوه،‏ ليعُد الينا رجل اللّٰه الذي ارسلته،‏ ويعلِّمنا ماذا نصنع للصبي الذي يولد».‏ (‏قضاة ١٣:‏٨‏)‏ فماذا تتعلَّمون من مثال منوح؟‏

      لماذا المساعدة الالهية لازمة في ايامنا؟‏

      ٣ لماذا يحتاج الوالدون في ايامنا بشكل خاص الى مساعدة اللّٰه على تربية اولادهم؟‏

      ٣ الآن اكثر من ايّ وقت مضى،‏ يحتاج الوالدون الى المساعدة على تربية اولادهم.‏ ولماذا؟‏ لأن الشيطان ابليس وملائكته طُرحوا من السماء الى الارض.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «ويل للارض والبحر،‏ لأن ابليس قد نزل اليكما،‏ وبه غضب عظيم،‏ عالما ان له زمانا قصيرا!‏».‏ (‏رؤيا ١٢:‏٧-‏٩،‏ ١٢‏)‏ ويوضح ايضا ان الشيطان هو «كأسد زائر .‏ .‏ .‏ يطلب ان يلتهم احدا».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ عادة،‏ تحاول الاسود افتراس اضعف الحيوانات،‏ وغالبا الصغيرة منها.‏ فمن الحكمة اذًا ان يلتفت الوالدون المسيحيون الى يهوه طلبا للارشاد بغية حماية اولادهم.‏ فإلى ايّ حد تبذلون ايّها الوالدون الجهد لحماية اولادكم؟‏

      ٤ (‏أ)‏ ماذا يفعل الوالدون اذا علموا ان اسدا يجول طليقا في جوارهم؟‏ (‏ب)‏ إلامَ يحتاج الاولاد ليكونوا محميين؟‏

      ٤ اذا علمتم ان اسدا يجول طليقا في جواركم،‏ فلا شك انكم تعتبرون حماية اولادكم امرا ذا اهمية قصوى.‏ ان الشيطان هو كهذا الاسد المفترس.‏ فهو يحاول افتراس شعب يهوه،‏ وذلك بإفسادهم وجعلهم غير جديرين بنيل رضى اللّٰه.‏ (‏ايوب ٢:‏١-‏٧؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وهو يعتبر الاولاد فريسة سهلة.‏ لذلك للإفلات من أشراك ابليس،‏ يجب ان يتعرّف الاولاد بيهوه ويطيعوه.‏ ومن المهم ان ينالوا المعرفة من الكتاب المقدس.‏ قال يسوع:‏ «هذا يعني الحياة الابدية:‏ ان يستمروا في نيل المعرفة عنك،‏ انت الاله الحق الوحيد،‏ وعن الذي ارسلته،‏ يسوع المسيح».‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ كما ان الصغار بحاجة الى الحكمة:‏ القدرة على فهم وتطبيق ما يتعلَّمونه.‏ وبما ان «الحكمة تحفظ اصحابها احياء»،‏ يجب عليكم ايّها الوالدون ان تغرسوا الحق في قلوب اولادكم.‏ (‏جامعة ٧:‏١٢‏)‏ فكيف السبيل الى ذلك؟‏

      ٥ (‏أ)‏ كيف يمكن منح الحكمة؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف سفر الامثال قيمة الحكمة؟‏

      ٥ ينبغي ان تقرأوا كلمة اللّٰه على اولادكم.‏ لكنَّ ذلك لا يكفي لمساعدتهم على محبة يهوه وإطاعته.‏ فيجب ان ينالوا الفهم.‏ للايضاح:‏ قد يوصي الوالدون اولادهم ألّا يقطعوا الطريق قبل ان يتطلعوا يمينا وشمالا.‏ لكنَّ بعض الاولاد لا يطيعون والديهم.‏ ولماذا؟‏ ربما لأن والديهم كان يجب ان يخبروهم مرارا ان سيارة قد تصدمهم وأن يوضحوا لهم عواقب ذلك بأسلوب يغرس في ذهنهم مدى الخطر الذي يهدِّدهم.‏ فهذا ما يزيل «الحماقة» التي قد تؤدي الى عاقبة وخيمة.‏ ورغم ان منح الحكمة يتطلب الوقت والصبر،‏ فذلك جدير بالعناء لأن الحكمة لا تقدَّر بثمن.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «طرقها طرق مسرّة،‏ وجميع مسالكها سلام.‏ هي شجرة حياة لممسكيها،‏ والمتمسكون بها سعداء».‏ —‏ امثال ٣:‏١٣-‏١٨؛‏ ٢٢:‏١٥‏.‏

      التعليم الذي يمنح الحكمة

      ٦ (‏أ)‏ لماذا لا يتصرف الاولاد بحكمة في كثير من الاحيان؟‏ (‏ب)‏ اية معركة يشنّها الشيطان؟‏

      ٦ في كثير من الاحيان،‏ لا يرتكب الاولاد الاخطاء لأنهم لم يتعلَّموا ما هو صائب بل لأن التعليم لم يبلغ قلوبهم،‏ لم يمسّهم في الصميم.‏ وإبليس يحارب ليفوز بقلب الاولاد.‏ وخطته هي ان يعرِّضهم لمغريات عالمه الفاسدة.‏ كما يحاول استغلال ميولهم الخاطئة الموروثة لدفعهم الى فعل الامور الرديئة.‏ (‏تكوين ٨:‏٢١؛‏ مزمور ٥١:‏٥‏)‏ لذلك يلزم ان يدرك الوالدون ان هنالك حربا حقيقية تُشَنّ للاستئثار بقلوب اولادهم.‏

      ٧ لماذا لا يكفي مجرد القول للولد ما هو الصواب والخطأ؟‏

      ٧ غالبا ما يقول الوالدون للولد ما هو الصواب والخطأ،‏ معتقدين انهم بذلك يكونون قد علّموه المبادئ الادبية.‏ فقد يقولون للولد ان الكذب،‏ السرقة،‏ او العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج هي امور خاطئة.‏ لكنَّ الولد ليطبِّق ما تعلَّمه يحتاج الى دافع اقوى من مجرد ان والدَيه قالا ذلك.‏ فهذه هي شرائع يهوه.‏ وينبغي ان يتعلَّم الولد ان إطاعة وصايا اللّٰه هي المسلك الحكيم لاتِّباعه.‏ —‏ امثال ٦:‏١٦-‏١٩؛‏ عبرانيين ١٣:‏٤‏.‏

      ٨ ايّ نوع من التعليم يساعد الاولاد على التصرف بحكمة؟‏

      ٨ ان امورا مثل التعقيد الموجود في الخليقة،‏ تنوُّع الاشياء الحية،‏ وتغيُّر الفصول تساعد الولد على الادراك ان هنالك خالقا فائق الحكمة.‏ (‏روما ١:‏٢٠؛‏ عبرانيين ٣:‏٤‏)‏ إضافة الى ذلك،‏ ينبغي تعليم الولد ان اللّٰه يحبه وقد أتاح له فرصة نيل الحياة الابدية بواسطة ذبيحة ابنه،‏ وأن طاعته للّٰه تفرِّح قلبه.‏ عندئذ يصير الولد على الارجح راغبا في خدمة يهوه رغم محاولات ابليس لإعاقته.‏ —‏ امثال ٢٢:‏٦؛‏ ٢٧:‏١١؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ ماذا يتطلب التعليم المنقذ للحياة؟‏ (‏ب)‏ ايّ ارشاد يُعطى للآباء،‏ وماذا يشمل؟‏

      ٩ والتعليم الذي يحمي الولد ويدفعه الى فعل ما هو صواب يتطلب الوقت،‏ الانتباه،‏ والتخطيط.‏ كما يتطلب ان يطبِّق الوالدون ارشاد اللّٰه.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «ايّها الآباء،‏ لا تُغضِبوا اولادكم،‏ بل ربّوهم دائما في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري».‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ فماذا يعني ذلك؟‏ ان عبارة ‹توجيه فكري›،‏ في اللغة اليونانية الاصلية،‏ تعني حرفيا «وضْع فكرٍ في».‏ فيجري حضّ الآباء على وضع فكر يهوه في اولادهم.‏ ولا شك ان ذلك يحمي الاولاد.‏ فإذا كانت افكار اللّٰه،‏ اي طريقة تفكيره،‏ مغروسة في ذهن الاولاد،‏ يكونون محميين من فعل الخطإ.‏

      المحبة،‏ دافع صائب لتربية اولادكم

      ١٠ ما هو العامل المهم الذي يلعب دورا في تربية ولدكم تربية صالحة؟‏

      ١٠ ولكن يا ايّها الوالدون،‏ لتحقيق رغبتكم في تربية اولادكم تربية صالحة،‏ ينبغي ان تكون المحبة الدافع وراء الجهود التي تبذلونها.‏ والعامل المهم في هذا المجال هو الحوار الصريح.‏ اكتشفوا ما يواجهه ولدكم في حياته وما هي طريقة تفكيره.‏ اختاروا وقتا يكون فيه الجوّ مريحا لتشجيع ولدكم على التحدث.‏ ورغم ان ما يقوله قد يصدمكم احيانا،‏ احرصوا لئلا تبالغوا في ردّ فعلكم.‏ وأصغوا اليه بتعاطف واهتمام.‏

      ١١ كيف يضع الوالدون فكر اللّٰه في الولد؟‏

      ١١ لربما قرأتم على اولادكم مرارا شرائع اللّٰه الموجودة في الكتاب المقدس التي تنهى عن الفساد الادبي الجنسي.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏١٨؛‏ افسس ٥:‏٥‏)‏ ولربما طبع ذلك في ذهنهم ما يرضى عنه يهوه وما لا يرضى عنه.‏ لكنَّ وضع فكر يهوه في الاولاد يتطلب اكثر من ذلك.‏ فيجب مساعدتهم على إدراك قيمة شرائع يهوه وإقناعهم بأن شرائعه صائبة ونافعة وأنه من الصواب والحبي إطاعتها.‏ وإذا تحاورتم مع اولادكم لتقنعوهم من الاسفار المقدسة ان يتبنوا وجهة نظر اللّٰه،‏ فعندئذ فقط تكونون قد ‹وضعتم فكره› فيهم.‏

      ١٢ كيف يساعد الوالدون ولدهم على تبني النظرة الصحيحة الى العلاقات الجنسية؟‏

      ١٢ مثلا،‏ عندما تتحدثون مع الولد عن الجنس،‏ اسألوه:‏ «هل تعتقد ان إطاعة شريعة يهوه التي توصينا بعدم ممارسة العلاقات الجنسية قبل الزواج تحرم الشخص من السعادة؟‏».‏ ثم شجِّعوه على الاجابة بتفصيل ووضوح.‏ وبعد مراجعة تدبير اللّٰه الرائع لإنجاب الاولاد،‏ اسألوه:‏ «هل تعتقد ان الهنا المحب يضع شرائع تحرمنا من التمتع بالحياة؟‏ ام ان شرائعه موجودة لحمايتنا وجعلنا سعداء؟‏».‏ (‏مزمور ١١٩:‏١،‏ ٢؛‏ اشعيا ٤٨:‏١٧‏)‏ حاولوا اكتشاف رأي ولدكم في الموضوع.‏ ثم أعطوه امثلة توضح كيف ادّى الفساد الادبي الجنسي الى الحزن والمشاكل.‏ (‏٢ صموئيل ١٣:‏١-‏٣٣‏)‏ وهكذا،‏ بالتحاور مع ولدكم لإقناعه بتبني رأي اللّٰه،‏ تكونون قد قطعتم شوطا كبيرا في وضع فكر اللّٰه فيه.‏ ولكن لا يزال هنالك امر آخر عليكم القيام به.‏

      ١٣ ايّ امر ينبغي ان يفهمه الولد ليندفع الى إطاعة يهوه؟‏

      ١٣ من الحكمة ألّا تعلِّموا ولدكم عن عواقب عصيان يهوه فحسب،‏ بل ايضا ان توضحوا له كيف تنعكس طريقة حياته على يهوه شخصيا.‏ أظهِروا له من الكتاب المقدس ان يهوه يحزن حين نتجاهل مشيئته.‏ (‏مزمور ٧٨:‏٤١‏)‏ واسألوه:‏ «لماذا لا يجب ان تُحزِن يهوه؟‏».‏ ثم أوضحوا له:‏ «يدّعي عدو اللّٰه الشيطان اننا نخدم يهوه لأسباب انانية،‏ وليس بدافع المحبة».‏ ثم أوضحوا له كيف فرَّح ايوب قلب اللّٰه بمحافظته على الاستقامة،‏ وبذلك زوّد جوابا عن تهمة الشيطان الكاذبة.‏ (‏ايوب ١:‏٩-‏١١؛‏ ٢٧:‏٥‏)‏ ويلزم ان يفهم ولدكم ان تصرفاته يمكن ان تجلب الحزن او الفرح ليهوه.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ وبإمكانكم تعليم اولادكم هذا الدرس ودروسا مهمّة اخرى باستخدام كتاب استمع الى المعلّم الكبير.‏a

      نتائج رائعة

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ اية دروس تعلَّمها بعض الاولاد من كتاب المعلّم؟‏ (‏ب)‏ اية نتائج جيدة حصدتموها شخصيا من استعمال هذا الكتاب؟‏ (‏انظروا ايضا الاطار في الصفحتين ١٨ و ١٩.‏)‏

      ١٤ ثمة رجل من كرواتيا يقرأ كتاب المعلّم مع حفيده البالغ من العمر ٧ سنوات.‏ يقول هذا الجدّ ان حفيده اخبره ذات مرة:‏ «طلبت مني امي ان افعل امرا،‏ لكنني لم ارغب في ذلك.‏ ثم تذكرتُ الفصل بعنوان ‹الطاعة تحميك›،‏ فذهبت اليها وأخبرتها انني سأطيعها».‏ وعن الفصل بعنوان «لماذا لا يجب ان نكذب»،‏ يقول زوجان من فلوريدا في الولايات المتحدة الاميركية:‏ «انه يتضمن اسئلة تحثّ الاولاد على التعبير عن مشاعرهم والاعتراف بأخطاء ما كانوا ليعترفوا بها لولا ذلك».‏

      ١٥ يحتوي كتاب المعلّم على اكثر من ٢٣٠ صورة،‏ وهنالك تعليق على كل صورة او مجموعة من الصوَر.‏ ذكرت احدى الامهات اللواتي قدَّرن الكتاب كثيرا:‏ «في اغلب الاحيان،‏ يأبى ابني ان يقلب الصفحة لأن عينَيه تكونان مسمَّرتَين على احدى الصوَر».‏ وتابعت قائلة:‏ «ان الصوَر لا تشدّ الانتباه فحسب،‏ بل تعلِّم الدروس ايضا،‏ او على الاقل تدفع الاولاد الى طرح الاسئلة.‏ فعندما رأى ابني الصورة التي تُظهِر ولدا يشاهد التلفزيون في غرفة مظلمة،‏ سألني:‏ ‹ماما،‏ ماذا يفعل هذا الصبي؟‏›.‏ وقد طرح السؤال بنبرة تدل انه يعلم ان الولد يفعل شيئا خاطئا».‏ والتعليق على تلك الصورة يقول:‏ «مَن يقدر ان يرى كل ما نفعله؟‏».‏

      تعليم ضروري في ايامنا

      ١٦ ايّ امر من الضروري تعليمه للاولاد في ايامنا،‏ ولماذا؟‏

      ١٦ يجب ان يعرف الاولاد ما هو الاستعمال اللائق وغير اللائق لأعضائهم الجنسية.‏ لكنَّ التحدث عن هذا الموضوع ليس بالامر السهل عادة.‏ ذكرت محرِّرة في صحيفة انها تربّت في وقت حين اعتُبر مَن يستعمل الكلمات التي تشير الى الاعضاء الجنسية قليل التهذيب.‏ ثم كتبت عن تعليم اولادها قائلة:‏ «لا بد ان اتغلَّب على مشاعر الاحراج».‏ فالوالدون لا يحمون اولادهم اذا امتنعوا بسبب الاحراج عن مناقشة موضوع الجنس معهم،‏ لأن المتحرشين جنسيا يستغلون جهل الاولاد.‏ وكتاب استمع الى المعلّم الكبير مساعِد في هذا المجال،‏ اذ يعالج هذا الموضوع بأسلوب لبِق يراعي الاخلاق.‏ والتحدث مع الاولاد عن الجنس لا يسلبهم براءتهم بل يحميهم من ان تُسلَب طهارتهم.‏

      ١٧ كيف يساعد كتاب المعلّم الوالدين على تعليم اولادهم عن الجنس؟‏

      ١٧ عندما يناقش الفصل ١٠ موضوع الملائكة الاشرار الذين نزلوا الى الارض وتزوجوا وأنجبوا الاولاد،‏ يُطرح على الولد السؤال التالي:‏ «ماذا تعرف عن العلاقات الجنسية؟‏».‏ ويعطي الكتاب جوابا بسيطا ولبِقا عن هذا السؤال.‏ ولاحقا،‏ يوضح الفصل ٣٢ كيف يمكن حماية الاولاد من الذين قد يتحرشون بهم جنسيا.‏ وقد وردتنا رسائل عديدة تخبر كم هو مهم هذا التعليم.‏ ذكرت رسالة من احدى الامهات:‏ «عندما ذهب ابني جاڤان الى طبيبته في الاسبوع الماضي،‏ سألَت إنْ كنا قد تحدثنا معه عن الاستعمال اللائق للاعضاء الجنسية.‏ وقد تأثرت كثيرا عندما علمَت اننا ناقشنا هذا الموضوع معه بمساعدة كتابنا الجديد».‏

      ١٨ كيف يناقش كتاب المعلّم مسألة توقير الرموز الوطنية؟‏

      ١٨ يناقش فصل آخر رواية الكتاب المقدس عن الاحداث العبرانيين الثلاثة شدرخ وميشخ وعبدنغو الذين رفضوا ان يركعوا للتمثال الذي يمثِّل الدولة البابلية.‏ (‏دانيال ٣:‏١-‏٣٠‏)‏ وبخلاف ما يقوله كتاب المعلّم،‏ قد لا يربط البعض بين عبادة التماثيل وتحية العلم‏.‏ ولكن لاحِظوا ما ذكره الكاتب ادوارد ڠافني في مقابلة اجرتها معه مجلة كاثوليكي الولايات المتحدة (‏بالانكليزية)‏.‏ فقد اخبر ان ابنته قالت له بعد اول يوم لها في مدرسة رسمية انها تعلَّمت «صلاة جديدة في المدرسة».‏ وعندما طلب منها ان تتلو هذه الصلاة،‏ «وضعت يدها على صدرها وابتدأت تقول بفخر:‏ ‹اتعهَّد بالولاء للعَلَم .‏ .‏ .‏›».‏ وتابع قائلا:‏ «فجأة،‏ ادركتُ ان شهود يهوه محقّون.‏ فمدارسنا تبثّ في الاولاد في مرحلة مبكرة جدا روح عبادة الوطن،‏ اذ تشجّعهم على تقديم الولاء المطلق له».‏

      امر جدير بالعناء

      ١٩ اية مكافأة يحصدها الوالدون من تعليم اولادهم؟‏

      ١٩ حقا،‏ ان تعليم اولادكم هو امر جدير بالعناء.‏ على سبيل المثال،‏ اغرورقت عينا احدى الامهات في كانساس،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ عندما تسلمت رسالة من ابنها.‏ فقد كتب:‏ «انا محظيّ جدا لأن الطريقة التي تربيت بها ساعدتني ان اتمتع نسبيا بالاستقرار العاطفي والاتزان.‏ ولا شك ان الفضل يعود اليكما انتِ وأبي».‏ (‏امثال ٣١:‏٢٨‏)‏ وكتاب استمع الى المعلّم الكبير يمكن ان يساعد المزيد من الوالدين على تعليم اولادهم بغية حماية هذا الميراث الثمين.‏

      ٢٠ ماذا يجب ان يتذكَّر الوالدون دائما،‏ وأيّ اثر ينبغي ان يتركه ذلك فيهم؟‏

      ٢٠ يستحق اولادنا كل الوقت والانتباه والجهد الذي يمكننا ان نمنحهم اياه.‏ فالفترة التي يكونون فيها صغارا تمضي بسرعة.‏ لذلك انتهزوا ايّها الوالدون كل فرصة لتكونوا معهم وتساعدوهم.‏ ولن تندموا على ذلك ابدا لأن محبتهم لكم ستزداد.‏ وتذكَّروا دائما:‏ اولادكم هم عطية اللّٰه لكم.‏ وما اثمن هذه العطية!‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣-‏٥‏)‏ لذلك عاملوهم على هذا الاساس،‏ وتذكَّروا انكم مسؤولون امام اللّٰه عن تربيتهم وستقدمون له حسابا عن ذلك.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اصدار شهود يهوه.‏ انظروا الفصل ٤٠ بعنوان «‏كيف تفرِّح اللّٰه‏».‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة