مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٧ ١٥/‏٢ ص ٨-‏١٣
  • حياتكم —‏ ما القصد منها؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • حياتكم —‏ ما القصد منها؟‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مصدر اساسي للبصيرة
  • القصد على ضوء دورات الحياة
  • آن الاوان لصنع صيت حسن
  • ‏«التزام الانسان كله»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • أهو مثال جدير بالاقتداء ام عبرة نتّعظ بها؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • سفر الكتاب المقدس رقم ٢١:‏ الجامعة
    ‏«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»‏
  • سليمان يمارس سلطته بحكمة
    الكتاب المقدس —‏ اية رسالة يحملها اليك؟‏
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
ب٩٧ ١٥/‏٢ ص ٨-‏١٣

حياتكم —‏ ما القصد منها؟‏

‏«قلبي يلهج بالحكمة .‏ .‏ .‏ حتى ارى ما هو الخير لبني البشر .‏ .‏ .‏ مدة ايام حياتهم.‏» —‏ جامعة ٢:‏٣‏.‏

١،‏ ٢ لماذا ليس من الخطإ ان يهتم المرء بنفسه بشكل معقول؟‏

ألستم مهتمين بنفسكم؟‏ بلى،‏ وهذا امر طبيعي.‏ لذلك نحن نأكل يوميا،‏ وننام عندما نتعب،‏ ونحب ان نكون في رفقة الاصدقاء والاحبَّاء.‏ وأحيانا نلعب،‏ ونسبح،‏ ونفعل امورا اخرى نتمتع بها،‏ مما يعكس اهتماما متَّزنا بأنفسنا.‏

٢ ومثل هذا الاهتمام بالنفس ينسجم مع ما دفع اللّٰهُ سليمان الى كتابته:‏ «ليس للانسان خير من ان يأكل ويشرب ويُري نفسه خيرا في تعبه.‏» ثم اضاف سليمان بناءً على خبرته:‏ «رأيت هذا ايضا انه من يد اللّٰه.‏ لأنه من يأكل ومن يلتذّ غيري.‏» —‏ جامعة ٢:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

٣ اية اسئلة محيِّرة يجد معظم الناس انه لا يمكن الاجابة عنها؟‏

٣ ولكنكم تعرفون ان الحياة ليست كلها اكلا،‏ وشربا،‏ ونوما،‏ وفعل شيء من الخير.‏ فنحن نعاني الآلام،‏ وخيبات الامل،‏ وأمورا تقلقنا.‏ ويبدو اننا مشغولون اكثر من ان نفكر مليًّا في معنى حياتنا.‏ أليس الامر كذلك بالنسبة اليكم؟‏ كتب ڤرْمُنت رويْستر،‏ محرر سابق في ذا وول ستريت جورنال (‏بالانكليزية)‏‏،‏ بعد ان لاحظ وفرة معرفتنا ومهاراتنا:‏ «انه لأمر عجيب.‏ فعند التأمل في الانسان نفسه،‏ في معضلاته،‏ في مكانه في هذا الكون،‏ نجد اننا لم نتقدم سوى القليل منذ بدء الزمان.‏ فما زالت لدينا اسئلة عمَّن نحن ولماذا نحن موجودون وإلى اين نتَّجه.‏»‏

٤ لماذا ينبغي ان يرغب كلٌّ منا في التمكُّن من الاجابة عن اسئلة تشملنا؟‏

٤ كيف تجيبون عن هذه الاسئلة:‏ مَن نحن؟‏ لماذا نحن هنا؟‏ وإلى اين نتَّجه؟‏ في تموز الماضي،‏ مات السيد رويْستر.‏ أتظنّون انه وجد اجوبة ترضيه؟‏ وفي ما يتعلق بنقطة بحثنا،‏ هل من طريقة لتجدوها انتم؟‏ وكيف يمكن لذلك ان يساعدكم على التمتع بحياة اوفر سعادةً ومعنى؟‏ لنرَ ذلك.‏

مصدر اساسي للبصيرة

٥ لماذا يحسن بنا ان نتطلع الى اللّٰه عند طلب البصيرة في الاسئلة المتعلقة بمعنى الحياة؟‏

٥ لو كنا نبحث من ذاتنا عن قصد لحياتنا قد نصيب القليل او لا شيء من النجاح،‏ شأننا في هذا شأن معظم الرجال والنساء،‏ وحتى اولئك الواسعي الاطلاع والخبرة.‏ ولكننا لم نُترك وحدنا.‏ فقد زوَّد خالقنا المساعدة.‏ فكروا في الامر،‏ أليس هو المصدر الاصلي للبصيرة والحكمة،‏ اذ هو كائن «منذ الازل الى الابد» ويملك معرفة كاملة عن الكون والتاريخ؟‏ (‏مزمور ٩٠:‏١،‏ ٢‏)‏ فقد خلق البشر وراقب التاريخ البشري بكامله،‏ ولذلك فهو مَن ينبغي ان نتطلع اليه طلبا للبصيرة،‏ لا الى البشر الناقصين بمعرفتهم ومفاهيمهم المحدودة.‏ —‏ مزمور ١٤:‏١-‏٣؛‏ رومية ٣:‏١٠-‏١٢‏.‏

٦ (‏أ)‏ كيف زوَّد الخالق البصيرة اللازمة؟‏ (‏ب)‏ ما علاقة سليمان بذلك؟‏

٦ لا يمكننا ان نتوقع ان يهمس الخالق في اذننا كاشفا لنا معنى الحياة،‏ ولكنه زوَّد مصدرا للبصيرة —‏ كلمته الموحى بها.‏ (‏مزمور ٣٢:‏٨؛‏ ١١١:‏١٠‏)‏ وسفر الجامعة ذو قيمة خصوصية في هذا الصدد.‏ فقد ألهم اللّٰه كاتبه بحيث «فاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق.‏» (‏١ ملوك ٣:‏٦-‏١٢؛‏ ٤:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ وكان ‹لحكمة سليمان› اثر بالغ في ملكة زائرة بحيث قالت انه لم يُخبَر بالنصف وإنه ما اسعد سامعي حكمته.‏a (‏١ ملوك ١٠:‏٤-‏٨‏)‏ ونحن ايضا يمكننا ان نحرز البصيرة والسعادة من الحكمة الالهية التي زوَّدها خالقنا بواسطة سليمان.‏

٧ (‏أ)‏ ماذا استنتج سليمان بشأن معظم النشاطات تحت السموات؟‏ (‏ب)‏ ايّ امر يوضح تقييمات سليمان الواقعية؟‏

٧ يعكس سفر الجامعة الحكمة المعطاة من اللّٰه،‏ التي اثَّرت في قلب سليمان وعقله.‏ ولأن سليمان كان يملك الوقت والموارد والبصيرة،‏ تفحَّص «كل ما عُمِل تحت السموات.‏» فرأى ان معظمه «باطل وقبض الريح،‏» وهذا تقييم موحى به يجب ألّا يغيب عن ذهننا عندما نفكر في قصدنا في الحياة.‏ (‏جامعة ١:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٦‏)‏ لقد كان سليمان يتكلم بصراحة وواقعية.‏ وعلى سبيل المثال،‏ تَفكَّروا في كلماته المسجَّلة في الجامعة ١:‏١٥،‏ ١٨‏.‏ انتم تعلمون ان الانسان جرَّب على مر القرون مختلف اشكال الحكومات،‏ محاوِلا بإخلاص احيانا ان يحلّ المشاكل ويحسِّن حياة البشر.‏ ولكن هل قوَّم ايّ منها حقا كل الامور ‹العوجاء› في هذا النظام الناقص؟‏ ولربما رأيتم انه كلما عظمت معرفة الانسان،‏ ادرك اكثر انه في مدى الحياة القصير،‏ يستحيل تصحيح الامور كاملا.‏ وإدراك ذلك مثبِّط لكثيرين،‏ ولكن ليس بالضرورة لنا نحن.‏

٨ اية دورات موجودة منذ القِدم؟‏

٨ والامر الآخر الذي يجب التأمل فيه هو الدورات المتكرِّرة التي تؤثر فينا،‏ كشروق الشمس وغروبها او حركات الرياح والمياه.‏ لقد كانت موجودة في زمن موسى،‏ وسليمان،‏ وناپوليون،‏ وفي زمن اسلافنا.‏ وهي مستمرة.‏ وعلى نحو مماثل،‏ «جيل يمضي وجيل يجيء.‏» (‏جامعة ١:‏٤-‏٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ ومن وجهة النظر البشرية،‏ لم يتغير شيء.‏ فالناس قديما وفي عصرنا لديهم نشاطات وآمال ومطامح وإنجازات متماثلة.‏ وحتى اذا صار احد افراد الجنس البشري مشهورا او كان بارزا بجماله او قدرته،‏ فأين هو هذا الشخص الآن؟‏ لقد رحل وذكره نُسي على الارجح.‏ ووجهة النظر هذه ليست متشائمة.‏ فمعظم الناس لا يعرفون حتى اسماء اجداد والديهم او اين وُلدوا او دُفِنوا.‏ فيمكنكم ان تدركوا لماذا رأى سليمان بواقعية ان مشاريع البشر وجهودهم انما هي باطلة.‏ —‏ جامعة ١:‏٩-‏١١‏.‏

٩ كيف يساعدنا احراز بصيرة واقعية في حالة الجنس البشري؟‏

٩ وبدل ان تثبِّطنا هذه البصيرة الالهية في جوهر حالة البشر،‏ يمكن ان يكون لها اثر ايجابي،‏ اذ تمنعنا من ان نقيِّم بشكل خاطئ الاهداف او المساعي التي سرعان ما تمضي وتُنسى.‏ ويلزم ان تساعدنا على تقييم ما نجنيه من الحياة وما نحاول إنجازه.‏ لإيضاح ذلك،‏ بدل ان نكون زهَّادا،‏ يمكننا ان نفرح بالاكل والشرب باتِّزان.‏ (‏جامعة ٢:‏٢٤‏)‏ وكما سنرى،‏ يصل سليمان الى استنتاج ايجابي ومتفائل جدا.‏ واستنتاجه باختصار هو انه ينبغي ان نقدِّر تقديرا عميقا علاقتنا بخالقنا،‏ الذي يمكنه ان يساعدنا على حيازة مستقبل ذي قصد وسعيد الى الابد.‏ ذكر سليمان بتشديد:‏ «فلنسمع ختام الامر كله.‏ اتَّقِ اللّٰه واحفظ وصاياه لأن هذا هو [«التزام،‏» ع‌ج‏] الانسان كله.‏» —‏ جامعة ١٢:‏١٣‏.‏

القصد على ضوء دورات الحياة

١٠ بأية طريقة شبّه سليمان الحيوانات بالبشر؟‏

١٠ ان الحكمة الالهية التي يعكسها سفر الجامعة يمكن ان تساعدنا ايضا عند التأمل في قصدنا في الحياة.‏ كيف؟‏ ذلك لأن سليمان ركَّز بواقعية على حقائق اخرى ربما نادرا ما نفكِّر فيها.‏ تتناول احداها التشابهات بين البشر والحيوانات.‏ شبَّه يسوع أتباعه بالخراف،‏ ولكنَّ الناس عموما لا يحبون تشبيههم بالحيوانات.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١١-‏١٦‏)‏ غير ان سليمان اثار بعض الحقائق التي لا سبيل الى انكارها:‏ «اللّٰه يمتحن [بني البشر] ليريهم انه كما البهيمة هكذا هم.‏ لأن ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم.‏ موت هذا كموت ذاك .‏ .‏ .‏ فليس للانسان مزيَّة على البهيمة لأن كليهما باطل.‏ .‏ .‏ .‏ كان كلاهما من التراب وإلى التراب يعود كلاهما.‏» —‏ جامعة ٣:‏١٨-‏٢٠‏.‏

١١ (‏أ)‏ كيف يمكن وصف دورة الحياة النموذجية عند الحيوان؟‏ (‏ب)‏ ما رأيكم في هذا التحليل؟‏

١١ فكِّروا في حيوان تحبون مشاهدته،‏ ربما في وبر او ارنب.‏ (‏تثنية ١٤:‏٧؛‏ مزمور ١٠٤:‏١٨؛‏ امثال ٣٠:‏٢٦‏)‏ او قد تتخيَّلون سنجابا؛‏ وهنالك اكثر من ٣٠٠ نوع منه حول العالم.‏ فما هي دورة حياته؟‏ بعد ولادته،‏ تحتضنه امه بضعة اسابيع.‏ ثم سرعان ما ينمو فروه ويصير بإمكانه ان يجرؤ على الخروج.‏ وقد ترونه يعدو هنا وهناك ويتعلم كيف يجد طعامه.‏ ولكن غالبا ما يبدو انه يلهو فقط ويتمتع بحداثته.‏ وبعد ان يكبر سنة او نحو ذلك،‏ يعثر على رفيق.‏ وبعد ذلك يجب ان يبني جحرا او وجارا ويعتني بذريته.‏ وإذا وجد السنجاب ما يكفي من العنبيات،‏ والثمار الجوزية،‏ والحبوب،‏ فقد تكبر عائلته ويتسنّى لها ان توسع بيتها.‏ ولكن في مجرد سنوات قليلة،‏ يكبر الحيوان في السن ويصير معرضا اكثر للحوادث والامراض.‏ وفي نحو العاشرة من عمره يموت.‏ هذه هي دورة حياة السنجاب،‏ مع فوارق طفيفة بين انواعه.‏

١٢ (‏أ)‏ من حيث الواقع،‏ لماذا تشبه دورة حياة كثيرين من البشر دورة حياة الحيوان العادي؟‏ (‏ب)‏ ماذا قد يخطر ببالنا عندما نرى في المرة المقبلة الحيوان الذي كنا نفكِّر فيه؟‏

١٢ لا يعترض معظم الناس على هذه الدورة عند الحيوان،‏ وهم لا يتوقعون بالتأكيد ان يكون للسنجاب قصد عقلاني في الحياة.‏ ولكن ألا تجدون ان حياة كثيرين من البشر لا تختلف كثيرا عن ذلك؟‏ فهم يولدون ويجري الاعتناء بهم وهم اطفال.‏ وكأحداث،‏ يأكلون ويشربون ويلهون.‏ ولا يمضي وقت طويل حتى يصيرون راشدين،‏ فيجدون رفيقا،‏ ويبحثون عن مكان يعيشون فيه ووسيلة لكسب لقمة عيشهم.‏ وإذا نجحوا،‏ فقد تكبر عائلتهم ويوسِّعون بيتهم (‏عشهم)‏ الذي يربّون فيه ذريتهم.‏ ولكنَّ العقود تمرّ سريعا،‏ فيشيخون.‏ وقد يموتون بعد او قبل ٧٠ او ٨٠ سنة ملآنة ‹تعبا وبلية.‏› (‏مزمور ٩٠:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٢‏)‏ وقد تخطر ببالكم هذه الوقائع التي تحث على التفكير عندما ترون في المرة المقبلة سنجابا (‏او حيوانا آخر كنتم تفكِّرون فيه)‏.‏

١٣ اية عاقبة تصحّ في الحيوانات والبشر على السواء؟‏

١٣ يمكنكم ان تروا لماذا شبَّه سليمان حياة الناس بالحيوانات.‏ كتب:‏ «لكل شيء زمان .‏ .‏ .‏ للولادة وقت وللموت وقت.‏» والحادثة الاخيرة،‏ الموت،‏ هي نفسها عند الانسان والبهيمة،‏ «موت هذا كموت ذاك.‏» ثم اضاف:‏ «كلاهما من التراب وإلى التراب يعود كلاهما.‏» —‏ جامعة ٣:‏١،‏ ٢،‏ ١٩،‏ ٢٠‏.‏

١٤ كيف يحاول بعض البشر ان يعدِّلوا دورة الحياة العادية،‏ ولكن ايّ اثر يكون لذلك؟‏

١٤ لا يلزم ان نعتبر هذا التقييم الواقعي تفكيرا سلبيا.‏ صحيح ان البعض يحاولون ان يغيِّروا الحالة،‏ كما بزيادة عملهم لتحسين وضعهم المادي ليكونوا اغنى من والديهم.‏ وقد يصرفون سنوات اضافية في تحصيل العلم لكي يبلغوا مستوًى معيشيا اعلى فيما يحاولون ان يزيدوا فهمهم للحياة.‏ او قد يركِّزون على التمارين الرياضية او الحميات ليحسِّنوا صحتهم ويطيلوا حياتهم قليلا.‏ وهذه الجهود يمكن ان تعود بشيء من الفائدة.‏ ولكن من يمكنه ان يضمن ان مثل هذه الجهود ستنجح؟‏ وإن نجحت،‏ فلكم من الوقت؟‏

١٥ ايّ تقييم صريح يصحّ في حياة معظم الناس؟‏

١٥ سأل سليمان:‏ «لأنه توجد امور كثيرة تزيد الباطل.‏ فأيّ فضل للانسان.‏ لأنه من يعرف ما هو خير للانسان في الحياة مدة ايام حياة باطلِه التي يقضيها كالظل.‏ لأنه من يخبر الانسان بما يكون بعده تحت الشمس.‏» (‏جامعة ٦:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فلأن الموت ينهي بسرعة نسبيا جهود الانسان،‏ هل هنالك فائدة تُذكر من الكفاح لكسب المزيد من الامور المادية او من قضاء سنوات دراسية طويلة للحصول بشكل رئيسي على مزيد من الممتلكات؟‏ وبما ان الحياة قصيرة جدا وتمضي كالظل،‏ يدرك كثيرون انه لا وقت لإعادة توجيه جهودهم نحو هدف بشري آخر عندما يحسّون بالفشل؛‏ ولا يمكن ان يكون الانسان على يقين ممَّا سيحلّ بأولاده «بعده.‏»‏

آن الاوان لصنع صيت حسن

١٦ (‏أ)‏ ايّ امر ينبغي ان نفعله لا يمكن ان تفعله الحيوانات؟‏ (‏ب)‏ اية حقيقة اخرى ينبغي ان تؤثر في تفكيرنا؟‏

١٦ بخلاف الحيوانات،‏ نملك نحن البشر القدرة على التفكير في الامور التالية،‏ ‹ما معنى وجودي؟‏ هل هو مجرد دورة ثابتة،‏ فيها وقت للولادة ووقت للموت؟‏› في هذا الصدد،‏ تذكَّروا صحة ما قاله سليمان عن الانسان والبهيمة:‏ «الى التراب يعود كلاهما.‏» فهل يعني هذا ان الموت ينهي كاملا حياة المرء؟‏ يظهر الكتاب المقدس ان البشر لا يملكون نفسا خالدة تبقى حية بعد موت الجسد.‏ فالبشر هم انفس،‏ والنفس التي تخطئ تموت.‏ (‏حزقيال ١٨:‏٤،‏ ٢٠‏)‏ اوضح سليمان بالتفصيل:‏ «الاحياء يعلمون انهم سيموتون.‏ أما الموتى فلا يعلمون شيئا وليس لهم اجر بعد لأن ذكرهم نُسي.‏ كل ما تجده يدك لتفعله فافعله بقوتك لأنه ليس من عمل ولا اختراع ولا معرفة ولا حكمة في الهاوية التي انت ذاهب اليها.‏» —‏ جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠‏.‏

١٧ ايّ امر ينبغي ان تجعلنا الجامعة ٧:‏١،‏ ٢ نفكر فيه؟‏

١٧ نظرا الى هذا الواقع المحتوم،‏ تأملوا في ما يقال هنا:‏ «الصيت خير من الدهن الطيِّب ويوم الممات خير من يوم الولادة.‏ الذهاب الى بيت النوح خير من الذهاب الى بيت الوليمة لأن ذاك نهاية كل انسان والحي يضعه في قلبه.‏» (‏جامعة ٧:‏١،‏ ٢‏)‏ لا خلاف حول كون الموت «نهاية كل حي.‏» فلم يتمكن ايّ انسان من شرب اكسير الحياة،‏ اكل مزيج من الڤيتامينات،‏ اتِّباع اية حمية،‏ او الانهماك في اية تمارين رياضية تعطي حياة ابدية.‏ وعادة ‹يُنسى ذكرهم› بعد موتهم بوقت غير طويل.‏ اذًا،‏ لماذا الصيت «خير من الدهن الطيِّب ويوم الممات خير من يوم الولادة»؟‏

١٨ لماذا يمكن ان نكون على يقين من ان سليمان كان يؤمن بالقيامة؟‏

١٨ كما ذُكر،‏ كان سليمان واقعيا.‏ فقد عرف عن اسلافه،‏ ابراهيم،‏ وإسحاق،‏ ويعقوب،‏ الذين صنعوا لأنفسهم دون شك صيتا حسنا لدى خالقنا.‏ فإذ عرف يهوه اللّٰه ابراهيم حق المعرفة،‏ وعده بأن يباركه ونسله.‏ (‏تكوين ١٨:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ٢٢:‏١٧‏)‏ اجل،‏ كان لإبراهيم صيت حسن لدى اللّٰه،‏ بحيث صار صديقه.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٠:‏٧؛‏ اشعياء ٤١:‏٨‏،‏ ع‌ج‏؛‏ يعقوب ٢:‏٢٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وقد عرف ابراهيم ان حياته وحياة ابنه ليستا مجرد جزء من دورة لا تنتهي من الولادة والموت.‏ فالامر يشمل بالتأكيد اكثر من ذلك.‏ فقد كان لديهما التوقُّع الاكيد للعيش ثانيةً،‏ لا لأنهما يملكان نفسا خالدة،‏ بل لأنهما سيُقامان من الموت.‏ فقد كان ابراهيم مقتنعا بأن ‹اللّٰه قادر على اقامة [اسحاق] حتى من الاموات.‏› —‏ عبرانيين ١١:‏١٧-‏١٩‏.‏

١٩ اية بصيرة يمكن ان ننالها من ايوب في ما يتعلق بمعنى الجامعة ٧:‏١‏؟‏

١٩ هذا هو المفتاح لنفهم كيف ان «الصيت خير من الدهن الطيِّب ويوم الممات خير من يوم الولادة.‏» فسليمان،‏ كأيوب قبله،‏ كان مقتنعا بأن الذي خلق الحياة البشرية يمكنه ان يردّها.‏ فيمكنه ان يعيد الى الحياة البشر الذين ماتوا.‏ (‏ايوب ١٤:‏٧-‏١٤‏)‏ قال ايوب الامين:‏ «تدعو [يا يهوه] فأنا اجيبك.‏ تشتاق الى عمل يدك.‏» (‏ايوب ١٤:‏١٥‏)‏ فكروا في ذلك!‏ ان خالقنا ‹يشتاق› الى خدامه الاولياء الذين ماتوا.‏ (‏«ترغب في رؤية عمل يديك مرة اخرى.‏» —‏ الكتاب المقدس الاورشليمي.‏‏)‏ وبتطبيق ذبيحة يسوع المسيح الفدائية،‏ يستطيع الخالق ان يقيم البشر من الاموات.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ فمن الواضح ان البشر يمكن ان يكونوا مختلفين عن الحيوانات التي تموت.‏

٢٠ (‏أ)‏ متى يكون يوم الممات خيرا من يوم الولادة؟‏ (‏ب)‏ كيف لا بد ان تكون قيامة لعازر قد اثَّرت في كثيرين؟‏

٢٠ وهذا يعني ان يوم ممات الانسان يمكن ان يكون خيرا من يوم ولادته،‏ اذا كان الانسان قد صنع حتى ذلك الحين صيتا حسنا لدى يهوه،‏ الذي يمكنه ان يقيم الامناء الذين يموتون.‏ وسليمان الاعظم،‏ يسوع المسيح،‏ اثبت ذلك.‏ فعلى سبيل المثال،‏ اقام لعازر الامين معيدا اياه الى الحياة.‏ (‏لوقا ١١:‏٣١؛‏ يوحنا ١١:‏١-‏٤٤‏)‏ وكما يمكنكم ان تتصوَّروا،‏ كثيرون من الذين شهدوا عودة لعازر الى الحياة تأثروا جدا،‏ وآمنوا بابن اللّٰه.‏ (‏يوحنا ١١:‏٤٥‏)‏ وهل تظنون انهم شعروا بأنهم دون قصد في الحياة،‏ لا يملكون اية فكرة عمن هم وإلى اين هم ذاهبون؟‏ على العكس،‏ كان بإمكانهم ان يروا انه لا داعي الى ان يكونوا مجرد حيوانات تولد،‏ وتعيش بعض الوقت،‏ ثم تموت.‏ وقصدهم في الحياة كان له ارتباط مباشر ووثيق بمعرفة ابي يسوع وفعل مشيئته.‏ وماذا عنكم انتم؟‏ هل ساعدتكم هذه المناقشة ان تروا،‏ او ان تروا بأكثر وضوح،‏ كيف يمكن وينبغي ان يكون لحياتكم قصد حقيقي؟‏

٢١ اية اوجه تتعلق بامتلاك معنى في حياتنا نريد بعد ان نتفحَّصها؟‏

٢١ لكنَّ امتلاك قصد اصيل وذي معنى في الحياة يعني اكثر بكثير من التفكير في الموت والعيش من جديد في ما بعد.‏ انه يشمل ما نفعله بحياتنا على اساس يومي.‏ وهذا ايضا اوضحه سليمان في سفر الجامعة،‏ كما سنرى في المقالة التالية.‏

‏[الحاشية]‏

a ‏«ان القصة عن ملكة سبا تشدِّد على حكمة سليمان،‏ وكثيرا ما دُعيت هذه القصة اسطورة (‏١ مل ١٠:‏١-‏١٣‏)‏.‏ ولكنَّ السياق يشير الى ان زيارتها لسليمان كانت لها علاقة في الواقع بالتجارة،‏ ويمكن فهمها على هذا الاساس؛‏ ولا يلزم ان نشك في صحتها التاريخية.‏» —‏ دائرة معارف الكتاب المقدس القانونية الاممية (‏١٩٨٨)‏،‏ المجلد ٤،‏ الصفحة ٥٦٧،‏ بالانكليزية.‏

هل تذكرون؟‏

◻ بأية طرائق يمكن ان يكون الحيوانات والبشر متشابهين؟‏

◻ لماذا يُبرز الموت ان الكثير من جهود الانسان ونشاطاته باطل؟‏

◻ كيف يمكن ان يكون يوم الممات خيرا من يوم الولادة؟‏

◻ على اية علاقة يعتمد امتلاكنا قصدا ذا معنى في الحياة؟‏

‏[الصور في الصفحة ١٠]‏

كيف تختلف حياتكم بشكل ذي مغزى عن حياة الحيوانات؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة