مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٤ ١/‏١١ ص ٩-‏١٥
  • يهوه —‏ ابونا الرقيق في رأفته

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يهوه —‏ ابونا الرقيق في رأفته
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • حدود الرأفة الالهية
  • الرأفة على اسمه
  • اعظم تعبير عن الرأفة
  • عندما اشفق يسوع
  • ايضاحات تبرز الرأفة
  • يهوه يحكم برأفة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • اتصِفوا بالرقة في رأفتكم
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • ‏«حنان إلهنا» ورأفته
    اقترب الى يهوه
  • ‏«اشفق» على الناس
    ‏«تعالَ اتبعني»‏
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
ب٩٤ ١/‏١١ ص ٩-‏١٥

يهوه —‏ ابونا الرقيق في رأفته

‏«يهوه رقيق في المودة جدا ورؤوف.‏» —‏ يعقوب ٥:‏١١‏،‏ حاشية ع‌ج.‏

١ لماذا ينجذب المتَّضعون الى يهوه اللّٰه؟‏

الكون فسيح جدا حتى ان علماء الفلك لا يستطيعون ان يعدّوا كل مجرّاته.‏ ومجرّتنا،‏ درب التبانة،‏ فسيحة جدا حتى ان الانسان لا يستطيع ان يعدّ كل نجومها.‏ وبعض النجوم،‏ مثل قلب العقرب،‏ اكبر وأسطع من شمسنا بآ‌لاف المرات.‏ فكم هو قدير دون شك الخالقُ العظيم لكل النجوم في الكون!‏ فعلا،‏ انه «الذي يخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء.‏» (‏اشعياء ٤٠:‏٢٦‏)‏ ومع ذلك،‏ فإن هذا الاله الموحي بالرهبة عينه هو ايضا «رقيق في المودة جدا ورؤوف.‏» فكم هي منعشة معرفة كهذه لخدام يهوه المتواضعين،‏ وخصوصا لاولئك الذين يعانون الاضطهاد،‏ المرض،‏ الاكتئاب،‏ او مشقات اخرى!‏

٢ كيف ينظر اناس هذا العالم غالبا الى العواطف الرقيقة؟‏

٢ يعتبر كثيرون العواطف الارقّ،‏ مثل «المودة الرقيقة والرأفة» التي للمسيح،‏ ضعفات.‏ (‏فيلبي ٢:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ وبسبب تأثُّرهم بفلسفة التطور،‏ يشجِّعون الناس على وضع انفسهم اولا حتى ولو عنى ذلك الدوس على مشاعر الآخرين.‏ فعدد من نجوم التسلية والرياضة هم معتدّون لا يذرفون الدموع او يظهرون المودة الرقيقة.‏ ويتصرف بعض الحكام السياسيين بطريقة مماثلة.‏ فقد شدَّد الفيلسوف الرواقي سنيكا،‏ الذي علَّم الامبراطور القاسي نيرون،‏ ان «الشفقة هي ضعف.‏» وتذكر دائرة معارف مكلنتوك وسترونڠ:‏ «ان تأثير الرواقية .‏ .‏ .‏ لا يزال موجودا في اذهان الناس حتى في الوقت الحاضر.‏»‏

٣ كيف وصف يهوه نفسه لموسى؟‏

٣ وبالتباين مع ذلك،‏ فإن شخصية خالق الجنس البشري تبهج القلب.‏ فقد وصف نفسه لموسى بهذه الكلمات:‏ «الرب اله رؤوف رحيم،‏ بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء .‏ .‏ .‏ اغفر الاثم والمعصية والخطيئة.‏ ولكني لا اعفي المذنب من العقاب.‏» (‏خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ صحيح ان يهوه اختتم هذا الوصف لنفسه بإبراز عدله.‏ فهو لن يعفي الخطاة المتعمِّدين من العقاب المستحَق.‏ ومع ذلك،‏ يصف نفسه اولا بأنه اله رحيم.‏

٤ ما هو المعنى الذي يبهج القلب للكلمة العبرانية المترجمة غالبا «رحمة»؟‏

٤ يجري التفكير احيانا في الكلمة «رحمة» بمعناها القضائي الخالي من الشعور للامتناع عن العقاب.‏ ولكنَّ مقارنة ترجمات الكتاب المقدس تُظهر المعنى الغني للنعت العبراني المشتق من الفعل رَحَم.‏ فاستنادا الى بعض العلماء،‏ يعني جذره «ان يكون طريا.‏» والفعل «‏رَحَم،‏»‏ يوضح كتاب مرادفات العهد القديم،‏ «يعبِّر عن شعور الرأفة العميق والرقيق،‏ كالذي تثيره رؤية الضعف او الالم عند اعزائنا او المحتاجين الى مساعدتنا.‏» ويمكن ايجاد تعريفات اخرى تبهج القلب لهذه الصفة المرغوب فيها في بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ٢،‏ الصفحات ٣٧٥-‏٣٧٩،‏ بالانكليزية.‏

٥ كيف ظهرت الرحمة في الناموس الموسوي؟‏

٥ تَظهر مودة اللّٰه الرقيقة بوضوح في الناموس الذي اعطاه لأمة اسرائيل.‏ فالمحرومون،‏ كالارامل،‏ اليتامى،‏ والفقراء،‏ كان يجب معاملتهم برأفة.‏ (‏خروج ٢٢:‏٢٢-‏٢٧؛‏ لاويين ١٩:‏٩،‏ ١٠؛‏ تثنية ١٥:‏٧-‏١١‏)‏ والجميع،‏ بمن فيهم العبيد والحيوانات،‏ كان يجب ان يستفيدوا من سبت الراحة الاسبوعي.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٠‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كان اللّٰه يلاحظ الافراد الذين يعاملون الفقراء برقة.‏ تذكر الامثال ١٩:‏١٧‏:‏ «مَنْ يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه.‏»‏

حدود الرأفة الالهية

٦ لماذا ارسل يهوه انبياء ورسلا الى شعبه؟‏

٦ كان الاسرائيليون يحملون اسم اللّٰه ويقدِّمون العبادة في الهيكل في اورشليم،‏ الذي كان «بيتا لاسم (‏يهوه)‏.‏» (‏٢ أخبار الايام ٢:‏٤؛‏ ٦:‏٣٣‏)‏ ولكن،‏ بمرور الوقت،‏ ابتدأوا يبيحون الفساد الادبي،‏ الصنمية،‏ والقتل،‏ جالبين تعييرا عظيما على اسم يهوه.‏ وانسجاما مع شخصيته الرؤوفة،‏ حاول اللّٰه بصبر ان يقوِّم هذا الوضع السيِّئ دون جلب الكارثة على كامل الامة.‏ «ارسل .‏ .‏ .‏ عن يد رسله مبكرا ومرسلا لأنه (‏ترأف)‏ على شعبه وعلى مسكنه.‏ فكانوا يهزأون برسل اللّٰه ورذلوا كلامه وتهاونوا بأنبيائه حتى ثار غضب الرب على شعبه حتى لم يكن شفاء.‏» —‏ ٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

٧ عندما بلغت رأفة يهوه حدّها الاقصى،‏ ماذا حدث لمملكة يهوذا؟‏

٧ ومع ان يهوه رؤوف وبطيء الغضب،‏ فهو يعرب عن الغضب البار عندما يكون ذلك ضروريا.‏ وقديما،‏ بلغت الرأفة الالهية حدّها الاقصى.‏ نقرأ عن العواقب:‏ «فأصعد [يهوه] عليهم ملك الكلدانيين فقتل مختاريهم بالسيف في بيت مقدسهم.‏ ولم (‏يترأف)‏ على فتى او عذراء ولا على شيخ او اشيب بل دفع الجميع ليده.‏» (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٧‏)‏ وهكذا دُمِّرت اورشليم وهيكلها،‏ وأُخذت الامة الى الاسر في بابل.‏

الرأفة على اسمه

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ لماذا اعلن يهوه انه سيترأف على اسمه؟‏ (‏ب)‏ كيف أُسكت اعداء يهوه؟‏

٨ ابتهجت الامم المجاورة بهذه الكارثة.‏ وبسخرية قالوا:‏ «هؤلاء شعب (‏يهوه)‏ وقد خرجوا من ارضه.‏» وإذ تأثَّر يهوه كثيرا من هذا التعيير،‏ اعلن:‏ «(‏سأترأف)‏ على اسمي القدوس .‏ .‏ .‏ فأقدس اسمي العظيم .‏ .‏ .‏ فتعلم الامم اني انا (‏يهوه)‏.‏» —‏ حزقيال ٣٦:‏٢٠-‏٢٣‏.‏

٩ بعد ان ظلت امته في الاسر ٧٠ سنة،‏ حرَّرهم يهوه،‏ الاله الرؤوف،‏ وسمح لهم بالعودة وإعادة بناء الهيكل في اورشليم.‏ وقد أسكت ذلك الامم المحيطة التي كانت تراقب بدهشة.‏ (‏حزقيال ٣٦:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ ولكن،‏ من المحزن ان امة اسرائيل عادت الى الممارسات الرديئة.‏ وقد ساعد نحميا،‏ احد اليهود الامناء،‏ على تقويم الوضع.‏ ففي صلاة علنية،‏ راجع تعاملات اللّٰه الرؤوفة مع الامة،‏ قائلا:‏

١٠ كيف أبرز نحميا رأفة يهوه؟‏

١٠ «في وقت ضيقهم صرخوا اليك وأنت من السماء سمعت وحسب مراحمك الكثيرة اعطيتهم مخلِّصين خلَّصوهم من يد مضايقيهم.‏ ولكن لما استراحوا رجعوا الى عمل الشر قدامك فتركتهم بيد اعدائهم فتسلطوا عليهم ثم رجعوا وصرخوا اليك وأنت من السماء سمعت وأنقذتهم حسب مراحمك الكثيرة احيانا كثيرة.‏ .‏ .‏ .‏ احتملتهم سنين كثيرة.‏» —‏ نحميا ٩:‏٢٦-‏٣٠‏؛‏ انظروا ايضا اشعياء ٦٣:‏٩،‏ ١٠‏.‏

١١ ايّ تباين هنالك بين يهوه وآلهة البشر؟‏

١١ وأخيرا،‏ بعدما رفضت الامة اليهودية ابن اللّٰه الحبيب بقساوة،‏ خسرت حظوتها الى الابد.‏ فقد دام ارتباط اللّٰه الوليّ بهم اكثر من ٥٠٠‏,١ سنة.‏ وسيبقى ذلك شهادة ابدية على واقع ان يهوه هو فعلا اله رحمة.‏ فيا له من تباين حادّ مع الآلهة القاسية والمعبودات العديمة الشعور التي اخترعها البشر الخطاة!‏ —‏ انظروا الصفحة ٨.‏

اعظم تعبير عن الرأفة

١٢ ماذا كان اعظم تعبير عن رأفة اللّٰه؟‏

١٢ ان اعظم تعبير عن رأفة اللّٰه كان ارساله ابنه الحبيب الى الارض.‏ حقا،‏ ان سيرة يسوع المستقيمة فرَّحت يهوه كثيرا،‏ مما زوَّده جوابا كاملا عن تهم ابليس الباطلة.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ ولكن،‏ في الوقت عينه،‏ لا شك ان رؤية ابنه الحبيب يموت ميتة قاسية ومخزية سبَّبت ليهوه الما اعظم من ايّ الم كان على ايّ والد بشري ان يتحمله على الاطلاق.‏ لقد كان ذلك تضحية حبية جدا،‏ مما فتح الطريق لخلاص الجنس البشري.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وكما سبق وأنبأ زكريا،‏ ابو يوحنا المعمدان،‏ عظَّم ذلك «رأفة الهنا الرقيقة.‏» —‏ لوقا ١:‏٧٧،‏ ٧٨‏،‏ ع‌ج‏.‏

١٣ بأية طريقة مهمة عكس يسوع شخصية ابيه؟‏

١٣ وإرسال ابن اللّٰه الى الارض اعطى ايضا الجنس البشري رؤية اوضح لشخصية يهوه.‏ وكيف ذلك؟‏ لأن يسوع عكس كاملا شخصية ابيه،‏ وخصوصا بالرأفة الرقيقة التي عامل بها المتضعين!‏ (‏يوحنا ١:‏١٤؛‏ ١٤:‏٩‏)‏ وفي هذا الخصوص،‏ يستعمل كتبة الاناجيل الثلاثة متى،‏ مرقس،‏ ولوقا الفعل اليوناني سپلاجخنيزوماي،‏ الذي يأتي من الكلمة اليونانية المقابلة لِـ‍ «احشاء.‏» و «من اشتقاقه،‏» يوضح عالِم الكتاب المقدس وليم باركلي،‏ «يمكن ان يُرى انه لا يصف شفقة او رأفة عادية،‏ بل عاطفة تحرِّك الشخص الى اعماق كيانه.‏ انه اقوى كلمة في اليونانية للتعبير عن شعور الرأفة.‏» ويُترجم بأشكال مختلفة «اشفق» او «تحنن.‏» —‏ مرقس ٦:‏٣٤؛‏ ٨:‏٢‏.‏

عندما اشفق يسوع

١٤،‏ ١٥ كيف يتحنن يسوع في مدينة في الجليل،‏ وماذا يوضح ذلك؟‏

١٤ مسرح الاحداث هو مدينة في الجليل.‏ يقترب رجل «مملوء برصا» من يسوع دون اعطاء التحذير المعتاد.‏ (‏لوقا ٥:‏١٢‏)‏ فهل يوبِّخه يسوع بفظاظة على عدم صراخه «نجس نجس،‏» كما هو مطلوب في ناموس اللّٰه؟‏ (‏لاويين ١٣:‏٤٥‏)‏ لا.‏ وعوضا عن ذلك،‏ يصغي يسوع الى التماس الرجل اليائس:‏ «إنْ اردتَ تقدر ان تطهرني.‏» وإذ ‹يتحنن› عليه،‏ يمد يسوع يده ويلمس الابرص،‏ قائلا:‏ «اريد فاطهر.‏» فيستعيد الرجل صحته على الفور.‏ وهكذا لا يظهر يسوع القوى العجائبية المعطاة من اللّٰه فحسب بل ايضا المشاعر الرقيقة التي تدفعه الى استخدام قوى كهذه.‏ —‏ مرقس ١:‏٤٠-‏٤٢‏.‏

١٥ وهل كان يلزم الاقتراب الى يسوع حتى يظهر مشاعر الرأفة؟‏ لا.‏ ففي وقت لاحق،‏ يلتقي موكبا جنائزيا خارجا من مدينة نايين.‏ لا شك ان يسوع شهد قبلا مآ‌تم عديدة،‏ لكنَّ هذا المأتم مأساوي بشكل خصوصي.‏ فالميت هو الابن الوحيد لأرملة.‏ وإذ ‹يتحنن› يسوع عليها،‏ يقترب منها ويقول:‏ «لا تبكي.‏» ثم يصنع العجيبة البارزة لإقامة ابنها الى الحياة.‏ —‏ لوقا ٧:‏١١-‏١٥‏.‏

١٦ لماذا يشفق يسوع على الجمع الكبير الذي يتبعه؟‏

١٦ ان الدرس اللافت للنظر الذي يجري تعلُّمه من الحادثتين الآنفتَي الذكر هو انه عندما ‹يتحنن› يسوع،‏ يقوم بشيء ايجابي للمساعدة.‏ وفي مناسبة اخرى،‏ يتفقَّد يسوع الجموع الكبيرة التي تتبعه.‏ ويخبر متّى انه «تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.‏» (‏متى ٩:‏٣٦‏)‏ والفريسيون قلما يفعلون شيئا ليشبعوا الجوع الروحي لعامة الشعب.‏ وبدلا من ذلك،‏ يُثقلون المتواضعين بقواعد كثيرة غير ضرورية.‏ (‏متى ١٢:‏١،‏ ٢؛‏ ١٥:‏١-‏٩؛‏ ٢٣:‏٤،‏ ٢٣‏)‏ ونظرتهم الى عامة الشعب انكشفت عندما قالوا لاولئك الذين اصغوا الى يسوع:‏ «هذا الشعب الذي لا يفهم الناموس هو ملعون.‏» —‏ يوحنا ٧:‏٤٩‏.‏

١٧ كيف تؤثر شفقة يسوع على الجموع فيه،‏ وأيّ توجيه بعيد المدى يزوِّده هناك؟‏

١٧ بالتباين مع ذلك،‏ يتأثَّر يسوع عميقا بحالة الجموع الروحية السيئة.‏ ولكن هنالك اشخاص مهتمون اكثر من ان يعتني بهم افراديا.‏ لذلك يقول لتلاميذه ان يصلّوا من اجل مزيد من الفعلة.‏ (‏متى ٩:‏٣٥-‏٣٨‏)‏ وانسجاما مع صلوات كهذه،‏ يرسل يسوع رسله بهذه الرسالة:‏ «قد اقترب ملكوت السموات.‏» وقد خدمت الارشادات المعطاة في هذه المناسبة كتوجيه قيِّم للمسيحيين حتى الوقت الحاضر.‏ ودون شك،‏ فإن مشاعر الرأفة عند يسوع تدفعه الى اشباع الجوع الروحي للجنس البشري.‏ —‏ متى ١٠:‏٥-‏٧‏.‏

١٨ كيف يتجاوب يسوع عندما تتطفل الجموع على خلوته،‏ وأيّ درس نتعلَّمه من ذلك؟‏

١٨ وفي مناسبة اخرى،‏ يهتم يسوع مرة اخرى بالحاجات الروحية للجموع.‏ وهذه المرة،‏ يكون يسوع ورسله متعبين بعد جولة كرازية نشيطة،‏ فيطلبون مكانا ليرتاحوا.‏ ولكن سرعان ما يجدهم الناس.‏ وبدلا من ان يغضب يسوع بسبب هذا التطفل على خلوتهم،‏ يسجِّل مرقس انه «تحنن عليهم.‏» وماذا كان سبب مشاعر يسوع العميقة؟‏ «كانوا كخراف لا راعي لها.‏» ومجددا،‏ يعبِّر يسوع عن مشاعره بالعمل ويبتدئ يعلِّم الجموع «عن ملكوت اللّٰه.‏» نعم،‏ لقد تأثَّر بعمق بجوعهم الروحي حتى انه ضحى بحاجته الى الراحة ليعلِّمهم.‏ —‏ مرقس ٦:‏٣٤؛‏ لوقا ٩:‏١١‏.‏

١٩ كيف امتدّ اهتمام يسوع بالجموع حتى الى ابعد من حاجاتهم الروحية؟‏

١٩ في حين انه كان مهتما بشكل رئيسي بحاجات الناس الروحية،‏ لم يتغاضَ يسوع قط عن حاجاتهم الجسدية الاساسية.‏ ففي هذه المناسبة عينها،‏ ‹شفى ايضا المحتاجين الى الشفاء.‏› (‏لوقا ٩:‏١١‏)‏ وفي مناسبة اخرى،‏ كانت الجموع معه لفترة طويلة،‏ وكانوا بعيدين عن بيتهم.‏ وإذ شعر بحاجتهم الجسدية،‏ قال يسوع لتلاميذه:‏ «اني اشفق على الجمع لأن الآن لهم ثلاثة ايام معي وليس لهم ما يأكلون.‏ ولست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق.‏» (‏متى ١٥:‏٣٢‏)‏ والآن يفعل يسوع شيئا ليتجنب الالم المحتمَل.‏ فيزوِّد عجائبيا آلاف الرجال،‏ النساء،‏ والاولاد بوجبة ناتجة من سبعة ارغفة خبز وقليل من صغار السمك.‏

٢٠ ماذا نتعلم من آخر حادثة مسجَّلة عن تحنن يسوع؟‏

٢٠ ان آخر حادثة مسجَّلة عن تحنن يسوع هي في رحلته الاخيرة الى اورشليم.‏ فجموع كبيرة مسافرة معه للاحتفال بالفصح.‏ وفي الطريق قرب اريحا،‏ يصرخ متسولان اعميان:‏ «ارحمنا يا سيد.‏» فتحاول الجموع اسكاتهما،‏ لكنَّ يسوع يدعوهما ويسألهما ماذا يريدان ان يفعل.‏ فيلتمسان:‏ «يا سيد ان تنفتح اعيننا.‏» وإذ ‹يتحنن› عليهما،‏ يلمس اعينهما،‏ فيبصران.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٩-‏٣٤‏)‏ فيا له من درس مهم نتعلَّمه من ذلك!‏ ان يسوع على وشك دخول الاسبوع الاخير من خدمته الارضية.‏ ولديه الكثير من العمل لإنجازه قبل ان يموت ميتة قاسية على ايدي عملاء الشيطان.‏ ومع ذلك،‏ فهو لا يسمح للضغط في هذا الوقت الحرج بأن يمنعه من اظهار مشاعر الرأفة الرقيقة التي لديه تجاه الحاجات البشرية الاقل اهمية.‏

ايضاحات تبرز الرأفة

٢١ ماذا يوضح تركُ السيد الدَّينَ الكبير لعبده؟‏

٢١ ان الفعل اليوناني سپلاجخنيزوماي،‏ المستعمَل في هذه الروايات عن حياة يسوع،‏ يُستعمل ايضا في ثلاثة من ايضاحات يسوع.‏ ففي احدى القصص،‏ يتوسل عبد طلبا للوقت ليوفي دينا كبيرا.‏ وإذ ‹يتحنن› سيده عليه،‏ يترك له الدَّين.‏ وهذا يوضح ان يهوه اللّٰه قد اظهر رأفة عظيمة في ترك دَين كبير من الخطايا لكل فرد مسيحي يمارس الايمان بذبيحة يسوع الفدائية.‏ —‏ متى ١٨:‏٢٧؛‏ ٢٠:‏٢٨‏.‏

٢٢ ماذا يوضح مثل الابن الضال؟‏

٢٢ ثم هنالك قصة الابن الضال.‏ تذكَّروا ماذا يحدث عندما يعود الابن العاصي الى البيت.‏ «وإذ كان لم يزل بعيدا رآه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله.‏» (‏لوقا ١٥:‏٢٠‏)‏ وهذا يظهر انه عندما يظهر مسيحي صار عاصيا توبة اصيلة،‏ سيشفق يهوه على الشخص ويقبله برقة.‏ وهكذا،‏ بهذين الايضاحين يظهر يسوع ان ابانا يهوه «رقيق في المودة جدا ورؤوف.‏» —‏ يعقوب ٥:‏١١‏،‏ حاشية ع‌ج.‏

٢٣ ايّ درس نتعلَّمه من ايضاح يسوع عن السامري الودّي؟‏

٢٣ والاستعمال الايضاحي الثالث للفعل سپلاجخنيزوماي يتعلق بالسامري الرؤوف الذي «تحنن» عند رؤية الحالة السيئة ليهودي سُرق وتُرك بين حي وميت.‏ (‏لوقا ١٠:‏٣٣‏)‏ وإذ عبَّر السامري عن مشاعره بالعمل،‏ قام بكل ما في وسعه لمساعدة الغريب.‏ وهذا يظهر ان يهوه ويسوع يتوقَّعان من المسيحيين الحقيقيين ان يتَّبعوا مثالَيهما في إظهار الرقة والرأفة.‏ وستُناقَش بعض الطرائق التي يمكننا بها ذلك في المقالة التالية.‏

اسئلة للمراجعة

◻ ماذا يعني ان يكون الشخص رحيما؟‏

◻ كيف ترأف يهوه على اسمه؟‏

◻ ما هو اعظم تعبير عن الرأفة؟‏

◻ بأية طريقة بارزة يعكس يسوع شخصية ابيه؟‏

◻ ماذا نتعلَّم من اعمال رأفة يسوع ومن ايضاحاته؟‏

‏[الاطار في الصفحتين ١٢،‏ ١٣]‏

تعبير تصويري عن «العناية الحبية الرقيقة»‏

صرخ النبي ارميا:‏ «احشائي احشائي.‏» فهل كان يشكو اعتلالا معويا ناجما عن اكله شيئا فاسدا؟‏ لا.‏ فقد كان ارميا يستعمل استعارة بالعبرانية ليصف اهتمامه العميق بالكارثة التي ستحل بمملكة يهوذا.‏ —‏ ارميا ٤:‏١٩‏.‏

بما ان يهوه اللّٰه لديه مشاعر عميقة،‏ تُستعمل ايضا الكلمة العبرانية التي تقابل «احشاء،‏» او «امعاء» (‏مِعيم)‏،‏ لوصف عواطفه الرقيقة.‏ مثلا،‏ قبل عقود من ايام ارميا،‏ اخذ ملك اشور مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط الى الاسر.‏ وسمح يهوه بذلك عقابا على خيانتهم.‏ ولكن هل نسيهم اللّٰه في السبي؟‏ لا.‏ فقد كان لا يزال متعلقا بشدة بهم كجزء من شعب عهده.‏ وإذ اشار اليهم باسم السبط البارز افرايم،‏ سأل يهوه:‏ «هل افرايم ابن عزيز لديّ او ولد مسرّ.‏ لأني كلما تكلمت به اذكره بعد ذكرا.‏ من اجل ذلك حنَّت احشائي اليه.‏ رحمة ارحمه يقول الرب.‏» —‏ ارميا ٣١:‏٢٠‏.‏

وبقوله «حنَّت احشائي اليه،‏» استعمل يهوه صورة بلاغية لوصف مشاعر مودته العميقة لشعبه المسبي.‏ كتب عالِم الكتاب المقدس في القرن الـ‍ ١٩ إ.‏ هندرسون في تعليقه على هذا العدد:‏ «لا شيء يمكن ان يفوق الإعراب المؤثِّر عن الشعور الابوي الرقيق نحو ضالٍّ عائد،‏ الشعور الذي اظهره يهوه هنا.‏ .‏ .‏ .‏ على الرغم من انه تكلم هكذا على [الافرايميين الصنميين] وعاقبهم .‏ .‏ .‏،‏ لم ينسَهم قط،‏ بل على العكس،‏ سُرَّ بتوقع شفائهم الاخير.‏»‏

وتُستعمل الكلمة اليونانية التي تقابل «امعاء،‏» او «احشاء،‏» بطريقة مماثلة في الاسفار اليونانية المسيحية.‏ وعندما لا تُستعمل حرفيا،‏ كما في الاعمال ١:‏١٨‏،‏ تشير الى العواطف الرقيقة للمودة او الرأفة.‏ (‏فليمون ١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ وأحيانا تُضم الكلمة الى الكلمة اليونانية التي تعني «جيد» او «حسن.‏» وقد استعمل الرسولان بولس وبطرس العبارة المركَّبة عند تشجيع المسيحيين ان ‹يتصفوا بالرقة في رأفتهم،‏› مما يعني حرفيا ان يكونوا «ميّالين جيدا الى الشفقة.‏» (‏افسس ٤:‏٣٢‏،‏ ع‌ج؛‏ ١ بطرس ٣:‏٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ ويمكن ان تُضم ايضا الكلمة اليونانية التي تقابل «امعاء» الى الكلمة اليونانية پولي.‏ ويعني التركيب حرفيا «امتلاك امعاء كثيرة.‏» وتُستعمل هذه العبارة اليونانية النادرة جدا مرة واحدة فقط في الكتاب المقدس،‏ وهي تشير الى يهوه اللّٰه.‏ وتنقلها ترجمة العالم الجديد على هذا النحو:‏ «يهوه رقيق في المودة جدا.‏»‏ —‏ يعقوب ٥:‏١١‏.‏

فكم ينبغي ان نكون شاكرين ان الاقوى في الكون،‏ يهوه اللّٰه،‏ يختلف عن الآلهة القاسية التي اخترعها البشر العديمو الرأفة!‏ وإذ يتمثلون بإلههم «الرقيق في رأفته،‏» يندفع المسيحيون الحقيقيون الى التصرف بشكل مماثل في تعاملاتهم بعضهم مع بعض.‏ —‏ افسس ٥:‏١‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

عندما بلغت الرأفة الالهية حدّها الاقصى،‏ سمح يهوه للبابليين بأن يُخضعوا شعبه العصاة

‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

لا بد ان رؤية ابنه الحبيب يموت سبَّبت ليهوه اللّٰه اعظم الم كان على ايّ شخص ان يعانيه على الاطلاق

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

عكس يسوع كاملا شخصية ابيه الرؤوفة

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة