١٣ ماذا خرج من واحد من القرون الاربعة،‏ وماذا فعل؟‏

^١٣ يغطي الجزء التالي من النبوة اكثر من ٢٠٠‏,٢ سنة،‏ اذ يستمر اتمامه الى ازمنتنا العصرية.‏ كتب دانيال:‏ «من واحد منها [القرون الاربعة] خرج قرن صغير وعظُم جدا نحو الجنوب ونحو الشرق ونحو فخر الاراضي.‏ وتعظّم حتى الى جند السموات وطرح بعضا من الجند والنجوم الى الارض وداسهم.‏ وحتى الى رئيس الجند تعظم وبه أُبطلت [‹ومنه نُزعت›،‏ ع‌ج‏] المحرقة الدائمة وهُدم مسكن مقدسه.‏ وجُعل [«سُلِّط على»،‏ ترجمة تفسيرية‏] جند [«و»،‏ تف‏] على المحرقة الدائمة بالمعصية فطرح الحق على الارض وفعل ونجح».‏ —‏ دانيال ٨:‏​٩-‏١٢‏.‏

١٤ ماذا قال الملاك جبرائيل عن اعمال القرن الصغير الرمزي،‏ وماذا سيحلّ بهذا القرن؟‏

^١٤ وقبل ان يتسنى لنا فهم معنى هذه الكلمات المقتبسة،‏ يجب ان ننتبه لما قاله ملاك اللّٰه.‏ فبعد الاشارة الى تسلُّط الممالك الاربع الناشئة من امبراطورية الإسكندر،‏ ذكر الملاك جبرائيل:‏ «في آخر مملكتهم عند تمام المعاصي يقوم ملك جافي الوجه وفاهم الحيل.‏ وتعظُم قوته ولكن ليس بقوته.‏ يُهلِك عجبا وينجح ويفعل ويبيد العظماء وشعب القديسين.‏ وبحذاقته ينجح ايضا المكر في يده ويتعظّم بقلبه وفي الاطمئنان يُهلِك كثيرين ويقوم على رئيس الرؤساء وبلا يد ينكسر».‏ —‏ دانيال ٨:‏​٢٣-‏٢٥‏.‏

القرن الصغير تعظُم قوته

١٦ (‏أ)‏ من ايّ قرن رمزي خرج القرن الصغير؟‏ (‏ب)‏ كيف صارت روما الدولة العالمية السادسة في نبوة الكتاب المقدس،‏ ولكن لماذا لم تكن هي القرن الصغير الرمزي؟‏

^١٦ يُظهر التاريخ ان القرن الصغير نتأ من احد القرون الاربعة الرمزية —‏ القرن الابعد نحو الغرب.‏ وهذا كان مملكة القائد كَسَندر الهلينستية المتسلطة على مقدونية واليونان.‏ ثم ضُمَّت هذه المملكة الى مملكة القائد ليسيماخوس،‏ ملك تراقيا وآسيا الصغرى.‏ وفي القرن الثاني قبل الميلاد،‏ احتلت روما هذه الاقسام الغربية من المملكة الهلينستية.‏ وبحلول سنة ٣٠ ق‌م،‏ كانت روما قد استولت على جميع الممالك الهلينستية،‏ جاعلةً نفسها الدولة العالمية السادسة في نبوة الكتاب المقدس.‏ لكنَّ الامبراطورية الرومانية لم تكن هي القرن الصغير في رؤيا دانيال،‏ لأن هذه الامبراطورية لم تبقَ الى «ميعاد الانتهاء».‏ —‏ دانيال ٨:‏١٩‏.‏

١٧ (‏أ)‏ ايّ ارتباط وُجد بين بريطانيا والامبراطورية الرومانية؟‏ (‏ب)‏ اية علاقة توجد بين الامبراطورية البريطانية ومملكة مقدونية واليونان الهلينستية؟‏

^١٧ فمَن هو هذا ‹الملك الجافي الوجه› العدائي،‏ بحسب التاريخ؟‏ كانت بريطانيا تشكّل الطرف الشمالي الغربي من الامبراطورية الرومانية.‏ واستمر وجود مقاطعات رومانية في ما يدعى الآن بريطانيا حتى اوائل القرن الخامس بعد الميلاد.‏ وعلى مرِّ الوقت انحطت الامبراطورية الرومانية،‏ لكنَّ تأثير الحضارة اليونانية-‏الرومانية استمر في بريطانيا كما في انحاء اخرى من اوروپا التي كانت تحت الحكم الروماني.‏ و «عندما سقطت الامبراطورية الرومانية»،‏ كما كتب اوكتاڤيو پاز،‏ وهو شاعر ومؤلف مكسيكي حائز جائزة نوبل،‏ «حلّت الكنيسة محلّها».‏ وأضاف:‏ «ان آباء الكنيسة،‏ بالاضافة الى العلماء اللاحقين،‏ غرسوا الفلسفة اليونانية في العقيدة المسيحية».‏ وذكر برتراند راسل،‏ الفيلسوف وعالم الرياضيات في القرن العشرين:‏ «ان حضارة الغرب،‏ التي نشأت من المنابع اليونانية،‏ قائمة على تقليد فلسفي وعلمي بدأ في ميليتُس [مدينة يونانية في آسيا الصغرى] قبل ألفين وخمسمئة سنة».‏ وهكذا يمكن القول ان الجذور الثقافية للامبراطورية البريطانية تعود الى مملكة مقدونية واليونان الهلينستية.‏

١٨ ما هو القرن الصغير الذي صار ‹ملكا جافي الوجه› في «ميعاد الانتهاء»؟‏ اوضحوا.‏

^١٨ بحلول سنة ١٧٦٣،‏ كانت الامبراطورية البريطانية قد هزمت منافستَيها القويتَين:‏ اسپانيا وفرنسا.‏ ومن ذلك الحين فصاعدا برهنت انها سيدة البحار والدولة العالمية السابعة حسب نبوة الكتاب المقدس.‏ حتى بعدما انفصلت المستعمرات الاميركية الـ‍ ١٣ عن بريطانيا سنة ١٧٧٦ لتشكّل الولايات المتحدة الاميركية،‏ نمت الامبراطورية البريطانية وصارت تضمّ ربع الارض وربع سكانها.‏ وقد ازدادت الدولة العالمية السابعة قوة عندما انضمت الولايات المتحدة الاميركية الى بريطانيا لتشكيل الدولة العالمية الانكلواميركية.‏ وصارت هذه القوة بالفعل،‏ من الناحية الاقتصادية والعسكرية،‏ ‹ملكا جافي الوجه›.‏ اذًا القرن الصغير،‏ الذي صار قوة سياسية جافية في «ميعاد الانتهاء»،‏ هو الدولة العالمية الانكلواميركية.‏

١٩ ما هو «فخر الاراضي» المذكور في الرؤيا؟‏

^١٩ ورأى دانيال ان القرن الصغير «عظُم جدا» نحو «فخر الاراضي».‏ (‏دانيال ٨:‏٩‏)‏ كانت ارض الموعد،‏ التي اعطاها يهوه لشعبه المختار،‏ جميلة جدا حتى انها دُعيت «فخر كل الاراضي»،‏ اي كل الارض.‏ (‏حزقيال ٢٠:‏​٦،‏ ١٥‏)‏ صحيح ان بريطانيا احتلت القدس (‏اورشليم)‏ في ٩ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩١٧،‏ وأن عصبة الامم جعلت فلسطين تحت الانتداب البريطاني سنة ١٩٢٠،‏ الامر الذي استمر حتى ١٤ ايار (‏مايو)‏ ١٩٤٨،‏ لكنَّ هذه الرؤيا نبوية وتحتوي على رموز كثيرة.‏ لذلك فإن «فخر الاراضي» المذكور في الرؤيا لا يرمز الى اورشليم بل الى الحالة الارضية للشعب الذي يعتبره اللّٰه مقدَّسا في زمن الدولة العالمية السابعة.‏ فلنرَ كيف تحاول الدولة العالمية الانكلواميركية تهديد هؤلاء القديسين.‏