مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏‹ايجاد لؤلؤة واحدة عظيمة القيمة›‏
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • ‏‹ايجاد لؤلؤة واحدة عظيمة القيمة›‏

      ‏«ملكوت السمٰوات هو الهدف الذي يسعى نحوه الناس،‏ والذين يسعون بعزم يأخذونه عنوة».‏ —‏ متى ١١:‏١٢‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ اية ميزة نادرة اشار اليها يسوع في احد امثاله عن الملكوت؟‏ (‏ب)‏ ماذا قال يسوع في المثل عن اللؤلؤة العظيمة القيمة؟‏

      هل هنالك شيء تعتبره قيِّما جدا بحيث تكون على استعداد للتضحية بكل ما تملك في سبيل الحصول عليه؟‏ رغم ان الناس يتحدثون عن التفاني في سعيهم الى تحقيق هدف ما —‏ مثل الثراء،‏ الشهرة،‏ السلطة،‏ او المركز —‏ فنادرا ما يجد الشخص شيئا جديرا بالاهتمام كثيرا بحيث يكون على استعداد للتخلي عن كل شيء في سبيله.‏ وقد اشار يسوع المسيح الى هذه الميزة النادرة الرائعة في احد امثاله العديدة المثيرة للتفكير عن ملكوت اللّٰه.‏

      ٢ فذات مرة كان يسوع على انفراد مع تلاميذه،‏ وأخبرهم هذا المثل عن لؤلؤة عظيمة القيمة.‏ قال لهم:‏ «يشبه ملكوت السمٰوات تاجرا جائلا يطلب لآلئ حسنة.‏ فلما وجد لؤلؤة واحدة عظيمة القيمة،‏ ذهب وفي الحال باع كل ما له واشتراها».‏ (‏متى ١٣:‏٣٦،‏ ٤٥،‏ ٤٦‏)‏ فأيّ امر كان يريد ان يعلِّمه يسوع لسامعيه من خلال هذا المثل؟‏ وكيف نستفيد نحن من كلماته هذه؟‏

      قيمة اللآلئ العظيمة

      ٣ لماذا كانت اللآلئ الحسنة نفيسة جدا في الماضي؟‏

      ٣ منذ اقدم العصور،‏ تُستَخدم اللآلئ كحليّ للزينة.‏ يقول احد المراجع،‏ نقلا عن العالِم الروماني پلينيوس الاكبر،‏ ان اللآلئ احتلت «المرتبة الاولى بين الاشياء النفيسة».‏ فبعكس الذهب او الفضة او الاحجار الكريمة العديدة،‏ تُنتَج اللآلئ بواسطة مخلوقات حية.‏ فمن المعروف ان بعض انواع المحار تحوِّل الاشياء التي تثيرها،‏ كالاجزاء الدقيقة من الحصى،‏ الى لآلئ لمّاعة بتغليفها بطبقات من مادة تفرزها تُدعى عرق اللؤلؤ.‏ وفي الماضي،‏ كانت تُجمع اجود انواع اللآلئ بشكل رئيسي من البحر الاحمر،‏ الخليج العربي،‏ والمحيط الهندي —‏ اماكن بعيدة عن ارض اسرائيل.‏ ولا شك ان هذا هو السبب الذي دفع يسوع الى التحدث عن ‹تاجر جائل يطلب لآلئ حسنة›.‏ فقد لزم الكثير من الجهد للعثور على لآلئ نفيسة جدا.‏

      ٤ ماذا كانت النقطة الرئيسية التي شدّد عليها يسوع في مثله عن التاجر الجائل؟‏

      ٤ لطالما كانت اللآلئ الحسنة باهظة الثمن.‏ رغم ذلك،‏ من الواضح ان ثمنها لم يكن النقطة الرئيسية التي شدَّد عليها يسوع في مثله.‏ فهو لم يشبِّه ملكوت اللّٰه بلؤلؤة عظيمة القيمة،‏ بل ‹بتاجر جائل يطلب لآلئ حسنة› وبما فعله بعدما وجد اللؤلؤة.‏ فبعكس صاحب المتجر،‏ كان تاجر اللآلئ الجائل شخصا خبيرا بهذا النوع من التجارة،‏ شخصا يتمتع بدقة الملاحظة والذوق الرفيع اللازمَين لتمييز الصفات الجَمالية والتفاصيل الدقيقة التي تتفرد بها اللؤلؤة.‏ كما كان بإمكانه التعرّف الى اللآلئ الاصلية عند رؤيتها ولم يكن لينخدع باللآلئ الرديئة النوعية او المزيّفة.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ ما هو الامر الجدير بالملاحظة بشأن التاجر في مثل يسوع؟‏ (‏ب)‏ ماذا يكشف مثل الكنز المُخفى عن التاجر الجائل؟‏

      ٥ هنالك امر آخر جدير بالملاحظة بشأن هذا التاجر.‏ فالتاجر العادي كان يحاول اولا معرفة سعر السوق الذي تُباع به اللؤلؤة ثم كان يحدِّد المبلغ الذي سيدفعه لقاءها بحيث يمكنه تحقيق الارباح.‏ كما كان يفكر هل هنالك طلب على لؤلؤة كهذه ام لا،‏ لكي يتمكن من بيعها بسرعة.‏ وبكلمات اخرى،‏ لم يكن يهتم بالحصول على اللؤلؤة،‏ بل بجني الربح بأسرع وقت ممكن.‏ أما التاجر الذي تحدّث عنه يسوع في مثله فلم يكن مهتما بالربح المادي.‏ فقد كان على استعداد للتضحية ‹بكل ما له› —‏ على الارجح كل ممتلكاته —‏ من اجل الحصول على ما كان يبحث عنه.‏

      ٦ لربما اعتبر معظم التجّار ما فعله هذا التاجر في مثل يسوع تصرفا غير حكيم.‏ فرجل الاعمال المحنّك لا يقوم بهذه المجازفة التجارية.‏ لكنَّ مقياس هذا التاجر مختلف كليّا.‏ فالربح في نظره لم يكن الربح المادي بل الفرح والاكتفاء الناجمَين عن امتلاك شيء فائق القيمة.‏ وهذا ما يوضحه المثل المناظر الذي اعطاه يسوع.‏ فقد قال:‏ «يشبه ملكوت السمٰوات كنزا مُخفى في الحقل،‏ وجده انسان وأخفاه،‏ ومن فرحه ذهب وباع ما له واشترى ذلك الحقل».‏ (‏متى ١٣:‏٤٤‏)‏ نعم،‏ ان الفرح الناجم عن اكتشاف وامتلاك الكنز كان كافيا لدفع هذا الرجل الى التخلي عن كل ما له.‏ فهل يوجد اليوم اشخاص مثل هذا الرجل؟‏ وهل هنالك كنز يستحق هذه التضحية؟‏

      اشخاص قدَّروا قيمة الملكوت العظيمة

      ٧ كيف اظهر يسوع انه يقدِّر كثيرا قيمة الملكوت العظيمة؟‏

      ٧ كان يسوع يتحدث عن «ملكوت السمٰوات» عندما اعطى هذا المثل.‏ ولا شك انه قدّر قيمة الملكوت العظيمة.‏ وروايات الاناجيل تشهد لصحة هذا الامر.‏ فبعد معموديته سنة ٢٩ ب‌م،‏ ابتدأ «يكرز ويقول:‏ ‹توبوا،‏ فقد اقترب ملكوت السمٰوات›».‏ وطوال ثلاث سنوات ونصف،‏ علّم الجموع عن الملكوت.‏ فقد «سافر» في طول البلاد وعرضها «من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية،‏ يكرز ويبشر بملكوت اللّٰه».‏ —‏ متى ٤:‏١٧؛‏ لوقا ٨:‏١‏.‏

      ٨ ماذا فعل يسوع ليُظهِر ما سينجزه الملكوت؟‏

      ٨ وقد اظهر يسوع ما سينجزه الملكوت عندما صنع الكثير من العجائب في كل انحاء البلد —‏ بما في ذلك شفاء المرضى،‏ إطعام الجياع،‏ السيطرة على عوامل الطبيعة،‏ حتى إقامة الموتى.‏ (‏متى ١٤:‏١٤-‏٢١؛‏ مرقس ٤:‏٣٧-‏٣٩؛‏ لوقا ٧:‏١١-‏١٧‏)‏ وأخيرا،‏ اثبت ولاءه للّٰه وللملكوت ببذل حياته،‏ اذ مات شهيدا على خشبة آلام.‏ فكما كان ذلك التاجر الجائل على استعداد للتخلي عن كل ما له في سبيل الحصول على ‹اللؤلؤة العظيمة القيمة›،‏ عاش يسوع ومات من اجل الملكوت.‏ —‏ يوحنا ١٨:‏٣٧‏.‏

      ٩ اية ميزة نادرة كانت لدى تلاميذ يسوع الاولين؟‏

      ٩ لم يجعل يسوع حياته تتمحور حول الملكوت فحسب،‏ بل جمع ايضا فريقا صغيرا من الاتباع.‏ وهؤلاء كانوا ايضا اشخاصا يقدِّرون كثيرا قيمة الملكوت العظيمة.‏ وكان احدهم اندراوس،‏ واحد من تلاميذ يوحنا المعمِّد.‏ فعندما سمع اندراوس شهادة يوحنا ان يسوع هو «حمل اللّٰه»،‏ انجذب هو وتلميذ آخر من تلاميذ يوحنا (‏على الارجح احد ابنَي زبدي الذي اسمه ايضا يوحنا)‏ الى يسوع وصارا مؤمنَين.‏ لكنَّ الامر لم يتوقف عند هذا الحد.‏ فعلى الفور،‏ ذهب اندراوس الى اخيه سمعان وقال له:‏ «وجدنا المسيَّا».‏ وسرعان ما ادرك سمعان (‏الذي دُعي لاحقا صفا،‏ او بطرس)‏،‏ وكذلك فيلبس وصديقه نثنائيل،‏ ان يسوع هو المسيَّا.‏ حتى ان نثنائيل اندفع الى القول ليسوع:‏ «انت ابن اللّٰه،‏ انت ملك اسرائيل».‏ —‏ يوحنا ١:‏٣٥-‏٤٩‏.‏

      اندفعوا الى العمل

      ١٠ كيف تجاوب التلاميذ عندما اتى يسوع ودعاهم بعد فترة من لقائه الاول بهم؟‏

      ١٠ يمكن تشبيه بهجة اندراوس،‏ بطرس،‏ يوحنا،‏ والآخرين لدى عثورهم على المسيَّا ببهجة التاجر الجائل عندما وجد اللؤلؤة العظيمة القيمة.‏ وماذا كانوا سيفعلون بعدما وجدوه؟‏ لا تخبرنا الاناجيل الكثير عمّا فعلوه مباشرة بعد هذا اللقاء الاول بيسوع.‏ ومن الواضح ان معظمهم استأنفوا حياتهم الطبيعية.‏ ولكن بعد فترة (‏بين ستة اشهر وسنة تقريبا)‏،‏ التقى يسوع مرة اخرى اندراوس وبطرس ويوحنا ويعقوب اخاه وهم يعملون في صيد السمك عند بحر الجليل.‏a وعندما رآهم،‏ قال لهم:‏ ‹هلم ورائي،‏ فأجعلكم صيادي ناس›.‏ فكيف تجاوبوا مع هذه الدعوة؟‏ تقول رواية متى عن بطرس وأندراوس:‏ «تركا شباكهما حالا وتبعاه».‏ ونقرأ عن يعقوب ويوحنا:‏ «تركا المركب وأباهما حالا وتبعاه».‏ وتضيف رواية لوقا انهم «تركوا كل شيء وتبعوه».‏ —‏ متى ٤:‏١٨-‏٢٢؛‏ لوقا ٥:‏١-‏١١‏.‏

      ١١ ماذا ادّى على الارجح الى تلبية الرسل الفورية لدعوة يسوع؟‏

      ١١ وهل كانت تلبية التلاميذ الفورية لدعوة يسوع قرارا متسرِّعا؟‏ كلا!‏ فرغم انهم عادوا ليعملوا في مهنة عائلتهم في صيد السمك بعد لقائهم الاول بيسوع،‏ فلا شك ان ما سمعوه ورأوه في تلك المناسبة ترك اثرا عميقا في قلبهم وعقلهم.‏ وقد اتاح لهم مرور سنة تقريبا الكثير من الوقت ليفكروا مليّا في هذه الامور.‏ وعندما التقوا يسوع مرة اخرى،‏ حان الوقت ليتَّخذوا قرارا.‏ فهل كانوا سيتصرفون مثل التاجر الجائل الذي تأثر كثيرا عندما اكتشف اللؤلؤة النفيسة حتى انه «ذهب وفي الحال» فعل ما عليه القيام به ليشتري اللؤلؤة؟‏ نعم.‏ فما رأوه وسمعوه اثَّر فيهم كثيرا.‏ فقد ادركوا ان الوقت حان ليتّخذوا الاجراء.‏ لذلك،‏ تخلّوا دون تردّد عن كل شيء وصاروا أتباع يسوع،‏ كما تخبرنا رواية الكتاب المقدس.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ كيف تجاوب كثيرون من سامعي يسوع؟‏ (‏ب)‏ ماذا قال يسوع عن تلاميذه الامناء،‏ وماذا تعني كلماته؟‏

      ١٢ شتّان ما بين هؤلاء الامناء والآخرين المذكورين في روايات الاناجيل!‏ فكثيرون من الذين شفاهم او اطعمهم يسوع استمروا يهتمون بشؤونهم اليومية.‏ (‏لوقا ١٧:‏١٧،‏ ١٨؛‏ يوحنا ٦:‏٢٦‏)‏ حتى ان البعض اعتذروا الى يسوع عندما دعاهم ليتبعوه.‏ (‏لوقا ٩:‏٥٩-‏٦٢‏)‏ فهنالك تباين صارخ بينهم وبين الامناء الذين قال عنهم يسوع لاحقا:‏ «من ايام يوحنا المعمدان الى الآن ملكوت السمٰوات هو الهدف الذي يسعى نحوه الناس،‏ والذين يسعون بعزم يأخذونه عنوة».‏ —‏ متى ١١:‏١٢‏.‏

      ١٣ فماذا تعني العبارتان اللتان استعملهما يسوع:‏ «يسعى» و «يسعون بعزم»؟‏ يقول قاموس ڤاين التفسيري لكلمات العهدين القديم والجديد (‏بالانكليزية)‏ عن الفعل اليوناني الذي تشتق منه هاتان العبارتان:‏ «يدلّ الفعل على الجهد الدؤوب».‏ وعن هذا العدد يقول عالِم الكتاب المقدس هاينريخ ماير:‏ «بهذه الطريقة يوصَف هذا الاجتهاد والجهاد الغيوران اللذان لا يقاوَمان في سبيل الملكوت المسيَّاني القريب .‏ .‏ .‏ هذا الاهتمام بالملكوت شديد جدا ومفعم بالحماسة (‏ولم يعُد في ما بعد ساكنا ومتَّسما بالترقّب)‏».‏ فكالتاجر الجائل،‏ ادرك هؤلاء الاشخاص القليلو العدد فورا ايّ امر هو قيّم فعلا،‏ وتخلّوا طوعا عن كل ما لهم في سبيل الملكوت.‏ —‏ متى ١٩:‏٢٧،‏ ٢٨؛‏ فيلبي ٣:‏٨‏.‏

      آخرون اشتركوا في السعي وراء الملكوت

      ١٤ كيف اعدّ يسوع رسله لعمل الكرازة بالملكوت،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١٤ فيما تابع يسوع خدمته،‏ درَّب اشخاصا آخرين وساعدهم على السعي وراء الملكوت.‏ في البداية،‏ اختار ١٢ من بين تلاميذه ليكونوا رسلا.‏ وأعطاهم ارشادات مفصَّلة حول كيفية إنجاز خدمتهم وحذَّرهم من الصعوبات والمشقات الكامنة امامهم.‏ (‏متى ١٠:‏١-‏٤٢؛‏ لوقا ٦:‏١٢-‏١٦‏)‏ وطوال السنتَين التاليتَين تقريبا،‏ رافقوه في جولاته الكرازية في كل انحاء البلد وتمتعوا بعلاقة لصيقة به.‏ وقد سمعوا كلامه،‏ شهدوا القوات التي صنعها،‏ ورأوا مثاله الشخصي.‏ (‏متى ١٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ ولا شك ان ذلك ترك فيهم اثرا عميقا الى حد انهم،‏ كالتاجر الجائل،‏ سعوا وراء الملكوت بغيرة وإخلاص.‏

      ١٥ ماذا قال يسوع انه السبب الحقيقي الذي يجب ان يجعل أتباعه يفرحون؟‏

      ١٥ إضافة الى الرسل الـ‍ ١٢،‏ «اختار [يسوع] سبعين آخرين وأرسلهم اثنين اثنين قدامه الى كل مدينة وموضع حيث كان هو عازما ان يأتي».‏ وقد اخبرهم عن المحن والتجارب التي سيواجهونها وأوصاهم ان يقولوا للناس:‏ «قد اقترب منكم ملكوت اللّٰه».‏ (‏لوقا ١٠:‏١-‏١٢‏)‏ وعندما عاد السبعون،‏ كانوا فرحين وقدَّموا ليسوع التقرير التالي:‏ «يا رب،‏ حتى الشياطين تخضع لنا باسمك».‏ ولكن لربما اندهشوا عندما كشف لهم يسوع ان فرحا اعظم ايضا يكمن امامهم بسبب غيرتهم للملكوت.‏ قال لهم:‏ «لا تفرحوا بهذا،‏ ان الارواح تخضع لكم،‏ بل افرحوا لأن اسماءكم قد كُتبَت في السمٰوات».‏ —‏ لوقا ١٠:‏١٧،‏ ٢٠‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ ماذا قال يسوع لرسله الامناء في الليلة الاخيرة التي قضاها معهم؟‏ (‏ب)‏ ايّ فرح واكتفاء احسّ الرسل بهما من جراء كلمات يسوع؟‏

      ١٦ في الليلة الاخيرة التي قضاها يسوع مع رسله،‏ في ١٤ نيسان القمري سنة ٣٣ ب‌م،‏ اسّس ما صار يُدعى عشاء الرب وأوصاهم ان يحتفلوا به.‏ وفي تلك الامسية،‏ قال يسوع لرسله الـ‍ ١١ الذين بقوا:‏ «انتم مَن التصق بي في محني،‏ وأنا اصنع معكم عهدا لملكوت،‏ كما صنع ابي عهدا معي،‏ لكي تأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي،‏ وتجلسوا على عروش لتدينوا اسباط اسرائيل الاثني عشر».‏ —‏ لوقا ٢٢:‏١٩،‏ ٢٠،‏ ٢٨-‏٣٠‏.‏

      ١٧ وما اعظم الفرح والاكتفاء اللذين طفح قلب الرسل بهما عندما سمعوا يسوع يتلفظ بهذه الكلمات!‏ فقد مُنحوا اسمى شرف وأعظم امتياز يمكن ان يحصل عليهما اي انسان.‏ (‏متى ٧:‏١٣،‏ ١٤؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ فتماما مثل ذاك التاجر الجائل،‏ تخلّوا عن الكثير ليتبعوا يسوع سعيا وراء الملكوت.‏ وها هو يسوع يؤكد لهم ان التضحيات التي قاموا بها لم تذهب سدى.‏

      ١٨ إضافة الى الرسل الـ‍ ١١،‏ مَن سيستفيدون ايضا من الملكوت؟‏

      ١٨ ان الرسل الذين كانوا مع يسوع تلك الليلة ليسوا الوحيدين الذين سيستفيدون من الملكوت.‏ فمشيئة يهوه هي ان يقطع عهد الملكوت مع ٠٠٠‏,١٤٤ شخص ليكونوا حكاما معاونين مع يسوع المسيح في الملكوت السماوي المجيد.‏ علاوة على ذلك،‏ شاهد الرسول يوحنا في رؤيا ‹جمعا كثيرا لم يستطع احد ان يعدّه،‏ .‏ .‏ .‏ واقفين امام العرش وأمام الحمل،‏ .‏ .‏ .‏ قائلين:‏ «نحن مدينون بالخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللحمل»›.‏ وهؤلاء هم الرعايا الارضيون للملكوت.‏b —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١٤:‏١،‏ ٤‏.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ اية فرصة مُتاحة لأناس من جميع الامم؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال سنناقشه في المقالة التالية؟‏

      ١٩ اوصى يسوع أتباعه الامناء قبيل صعوده الى السماء:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.‏ وها انا معكم كل الايام الى اختتام نظام الاشياء».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فكان اناس من جميع الامم سيصيرون تلاميذ ليسوع المسيح.‏ وهؤلاء ايضا —‏ سواء كان رجاؤهم سماويا او ارضيا —‏ سيسعون وراء الملكوت،‏ تماما كما فعل التاجر الجائل عندما وجد اللؤلؤة الحسنة.‏

      ٢٠ وقد اشارت كلمات يسوع الى ان عمل التلمذة كان سيستمر حتى «اختتام نظام الاشياء».‏ فهل يوجد في ايامنا اشخاص،‏ مثل التاجر الجائل،‏ على استعداد للتخلي عن كل ما لديهم من اجل السعي وراء ملكوت اللّٰه؟‏ سنناقش هذا السؤال في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a ربما يكون يوحنا بن زبدي قد تبع يسوع وشهد بعض الامور التي قام بها يسوع بعد لقائهما الاول،‏ مما مكّنه من وصف الاحداث في رواية انجيله وصفا دقيقا.‏ (‏يوحنا،‏ الاصحاحات ٢-‏٥‏)‏ إلا انه عاد ليعمل في مهنة عائلته في صيد السمك قبل ان يلتقي به يسوع ويدعوه.‏

      b من اجل المزيد من التفاصيل،‏ انظر الفصل ١٠ من كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

  • السعي وراء ‹اللؤلؤة العظيمة القيمة› اليوم
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • السعي وراء ‹اللؤلؤة العظيمة القيمة› اليوم

      ‏«يُكرَز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ اية امور لم يفهمها اليهود في ايام يسوع عن ملكوت اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ماذا فعل يسوع ليمنح تلاميذه فهما صحيحا عن الملكوت،‏ وبأية نتيجة؟‏

      عندما اتى يسوع الى الارض،‏ كان ملكوت اللّٰه محطّ اهتمام اليهود.‏ (‏متى ٣:‏١،‏ ٢؛‏ ٤:‏٢٣-‏٢٥؛‏ يوحنا ١:‏٤٩‏)‏ إلا ان معظمهم في البداية لم يدركوا كاملا نطاق حكمه وكيف سيمارس سلطته،‏ ولم يفهموا انه حكومة سماوية.‏ (‏يوحنا ٣:‏١-‏٥‏)‏ حتى ان بعض الذين صاروا أتباع يسوع لم يفهموا كاملا ما هو ملكوت اللّٰه او ماذا يجب ان يفعلوا لينالوا بركة الصيرورة حكاما معاونين مع المسيح.‏ —‏ متى ٢٠:‏٢٠-‏٢٢؛‏ لوقا ١٩:‏١١؛‏ اعمال ١:‏٦‏.‏

      ٢ ولكن بمرور الوقت،‏ علّم يسوع تلاميذه بصبر دروسا كثيرة،‏ بما في ذلك المثل عن اللؤلؤة العظيمة القيمة الذي ناقشناه في المقالة السابقة.‏ وقد لفت يسوع انتباههم في هذا المثل الى اهمية الاجتهاد بقوة في السعي وراء الملكوت السماوي.‏ (‏متى ٦:‏٣٣؛‏ ١٣:‏٤٥،‏ ٤٦؛‏ لوقا ١٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ ولا شك ان ذلك اثّر فيهم كثيرا.‏ فسفر الاعمال زاخر بالادلة على انهم سرعان ما صاروا ينادون ببشارة الملكوت بشجاعة ودون كلل،‏ حاملين هذه البشارة الى اقصى الارض.‏ —‏ اعمال ١:‏٨؛‏ كولوسي ١:‏٢٣‏.‏

      ٣ ماذا قال يسوع عن الكرازة بالملكوت في ايامنا؟‏

      ٣ وما القول في ايامنا؟‏ ان بركات الفردوس الارضي في ظل حكم الملكوت يُكرَز بها لملايين الاشخاص.‏ ففي النبوة البالغة الاهمية عن «اختتام نظام الاشياء»،‏ ذكر يسوع بالتحديد:‏ «يُكرَز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم،‏ ثم تأتي النهاية».‏ (‏متى ٢٤:‏٣،‏ ١٤؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ وأوضح ايضا ان هذه المهمة الضخمة ستُنجَز رغم العوائق والصعوبات الهائلة،‏ حتى رغم الاضطهاد.‏ لكنه اعطى هذا التأكيد:‏ «الذي يحتمل الى النهاية هو يخلص».‏ (‏متى ٢٤:‏٩-‏١٣‏)‏ وإتمام هذه المهمة يتطلب التضحية بالذات والتفاني اللذين اعرب عنهما التاجر الجائل في مثل يسوع.‏ فهل يوجد اليوم اشخاص يعربون عن الايمان والغيرة الى هذا الحدّ في سعيهم وراء الملكوت؟‏

      الفرح الناجم عن ايجاد الحق

      ٤ كيف يؤثر حق الملكوت في الناس اليوم؟‏

      ٤ ان التاجر في مثل يسوع شعر بالفرح عندما وجد ‹اللؤلؤة العظيمة القيمة›.‏ وهذا الفرح دفعه الى بذل كل ما في وسعه لاقتناء هذه اللؤلؤة.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏١‏)‏ اليوم ايضا،‏ يجتذب الحق عن اللّٰه وملكوته الناس ويدفعهم الى العمل.‏ وهذا ما يذكِّرنا بتعليقات الاخ أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان،‏ الذي تحدث عن بحثه الشخصي عن اللّٰه وقصده للبشر في كتابه الايمان يمضي قُدُما (‏بالانكليزية)‏.‏ فقد قال:‏ «لقد وجدت ما يجده آلاف الاشخاص كل سنة.‏ وهؤلاء هم اشخاص مثلك ومثلي،‏ لأنهم يأتون من كل القوميات،‏ العروق،‏ الخلفيات،‏ والاعمار.‏ فالحق ليس محابيا.‏ فهو يجتذب كل انواع الناس».‏

      ٥ اية نتائج رائعة نشهدها في تقرير سنة الخدمة ٢٠٠٤؟‏

      ٥ وتثبت صحة هذه الكلمات سنة بعد سنة،‏ اذ تدفع بشارة ملكوت اللّٰه مئات آلاف المستقيمي القلوب الى نذر انفسهم ليهوه وفعل مشيئته.‏ وقد صحّ ذلك في سنة الخدمة ٢٠٠٤،‏ التي ابتدأت في ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٠٠٣ وانتهت في آب (‏اغسطس)‏ ٢٠٠٤.‏ ففي هذه الاشهر الـ‍ ١٢،‏ اعتمد في الماء ٤١٦‏,٢٦٢ شخصا رمزا الى انتذارهم ليهوه.‏ وقد جرى ذلك في ٢٣٥ بلدا،‏ حيث يعقد شهود يهوه كل اسبوع ٣٨٧،‏٠٨٥،‏٦ درسا بيتيا في الكتاب المقدس بغية مساعدة الناس من كل الخلفيات والامم والقبائل والشعوب والالسنة على نيل حق كلمة اللّٰه المانح للحياة.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩‏.‏

      ٦ ما سبب الزيادات المطّردة على مرّ السنين؟‏

      ٦ وماذا جعل كل ذلك ممكنا؟‏ لا شك ان يهوه يجتذب الذين قلوبهم مهيأة للحياة الابدية.‏ (‏يوحنا ٦:‏٦٥؛‏ اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ ولكن لا ننسَ ايضا روح التضحية بالذات التي يتحلى بها الذين يضحون بمواردهم وطاقاتهم في سبيل السعي وراء الملكوت والجهود الدؤوبة التي يبذلونها.‏ كتب الاخ ماكميلان عندما كان بعمر ٧٩ سنة:‏ «منذ اللحظة الاولى التي تعلّمت فيها عن الوعود الكامنة امام الجنس البشري الذي يمرض ويموت،‏ لم يَخْبُ قط رجائي بالرسالة التي يكشفها الكتاب المقدس.‏ فمذّاك،‏ صمّمت ان اكتشف المزيد عمّا يعلّمه الكتاب المقدس لكي اتمكن من مساعدة الذين يسعون مثلي وراء المعرفة عن يهوه،‏ الاله الكلي القدرة،‏ ومقاصده الرائعة للبشر».‏

      ٧ ايّ اختبار يُظهِر الفرح والغيرة اللذين يختبرهما الاشخاص الذين يجدون حق الكتاب المقدس؟‏

      ٧ وهذه الغيرة موجودة ايضا بين خدام يهوه اليوم.‏ لنأخذ على سبيل المثال دانييلا من ڤيينا،‏ النمسا.‏ قالت:‏ «منذ طفولتي،‏ كان اللّٰه افضل صديق لي.‏ ولطالما اردت ان اعرف اسمه لأن تسميته ‹اللّٰه› لم تجعلني اشعر انه شخصية حقيقية.‏ ولكن كان عليّ الانتظار،‏ اذ ان شهود يهوه لم يقرعوا بابي إلا وأنا في الـ‍ ١٧ من عمري.‏ فأوضحوا لي كل ما اردت ان اعرفه عن اللّٰه.‏ وهكذا،‏ وجدت الحق الرائع اخيرا!‏ وقد تحمّست كثيرا حتى انني ابتدأت ابشّر الجميع».‏ ولكن سرعان ما جلبت لها حماستها هذه استهزاء رفقائها في المدرسة.‏ تابعت دانييلا قائلة:‏ «كنت اعتبر ذلك إتماما لنبوة الكتاب المقدس.‏ فقد تعلّمت ان يسوع قال ان أتباعه سيكونون مُبغَضين وسيُضطهَدون من اجل اسمه.‏ وكنت سعيدة جدا وتغمرني الدهشة».‏ وقد نذرَت دانييلا حياتها ليهوه،‏ اعتمدت،‏ وابتدأت تسعى الى هدف الخدمة الارسالية.‏ وبعد زواجها،‏ ابتدأت هي وزوجها هلموت بالكرازة للافريقيين،‏ الصينيين،‏ الفيليبينيين،‏ والهنود في ڤيينا.‏ وهما الآن يخدمان كمرسلَين في جنوب غرب افريقيا.‏

      لم يتوقفوا عن الخدمة

      ٨ ما هي احدى الطرائق التي يبرهن كثيرون بواسطتها عن محبتهم للّٰه وولائهم لملكوته؟‏

      ٨ حقا،‏ الخدمة الارسالية هي احدى الطرائق التي يبرهن بواسطتها شعب يهوه عن محبتهم للّٰه وولائهم لملكوته.‏ فتماما كالتاجر في مثل يسوع،‏ يكون الذين ينخرطون في هذه الخدمة على استعداد للسفر الى مناطق نائية من اجل الملكوت.‏ طبعا،‏ لا يسافر هؤلاء المرسلون لإيجاد بشارة الملكوت،‏ بل هم يوصلونها الى العائشين في اطراف الارض،‏ معلّمينهم ومساعدينهم ان يصيروا تلاميذ ليسوع المسيح.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وفي بلدان كثيرة،‏ يضطرون الى احتمال مشقات هائلة.‏ لكنَّ احتمالهم يُنتِج لهم مكافآ‌ت سخية.‏

      ٩،‏ ١٠ اية اختبارات شيّقة حصلت مع المرسلين في مناطق نائية مثل جمهورية افريقيا الوسطى؟‏

      ٩ مثلا،‏ في جمهورية افريقيا الوسطى،‏ بلغ عدد حضور ذكرى موت المسيح في العام الماضي ١٨٤‏,١٦ شخصا،‏ اي نحو سبعة اضعاف عدد ناشري الملكوت في هذا البلد.‏ وبما انه لا توجد كهرباء في مناطق كثيرة من البلد،‏ يقوم الناس عادة بأعمالهم اليومية في الهواء الطلق،‏ مستظلين بإحدى الاشجار.‏ لذلك من الطبيعي ان يقوم المرسلون بعملهم الكرازي بالطريقة نفسها،‏ عاقدين دروس الكتاب المقدس خارجا في فيء احدى الاشجار،‏ حيث المكان اكثر ضوءا وبرودة.‏ ولكن هنالك فائدة اخرى من هذه الطريقة.‏ فالناس في هذا البلد يقدِّرون الكتاب المقدس كثيرا وهم معتادون على التحدث عن الدين،‏ كما هو من المعتاد التحدث عن الرياضة في بلدان اخرى.‏ وغالبا ما يلاحظ المارّة ما يحدث ويشتركون في الدرس.‏

      ١٠ على سبيل المثال،‏ كان احد المرسلين يعقد درسا في الكتاب المقدس في العراء.‏ فأتى شاب يعيش في الجانب الآخر من الشارع وقال له انه لم يزره احد،‏ لذلك ينبغي ان يزوره المرسل ويدرس معه الكتاب المقدس.‏ ودون شك،‏ سُرّ المرسل ان يلبّي طلبه ويدرس معه.‏ ويحرز هذا الشاب الآن تقدّما سريعا.‏ في هذا البلد ايضا،‏ كثيرا ما يوقف رجال الشرطة الشهود في الطريق.‏ وذلك ليس بهدف استدعائهم للمثول امام القضاء او لجعلهم يدفعون غرامة،‏ بل ليطلبوا منهم الاعداد الاخيرة من مجلتَي برج المراقبة و استيقظ!‏ او ليشكروهم على احدى المقالات التي اعجبتهم كثيرا.‏

      ١١ رغم المحن،‏ ما هو شعور المرسلين الذين انخرطوا في الخدمة منذ وقت طويل تجاه خدمتهم؟‏

      ١١ ان كثيرين من الذين انخرطوا في الخدمة الارسالية منذ ٤٠ او ٥٠ سنة لا يزالون يخدمون بأمانة في الحقل.‏ فما اروع المثال الذي يرسمونه لنا في الايمان والمثابرة!‏ مثلا،‏ على مرّ السنوات الـ‍ ٤٢ الماضية،‏ خدم زوجان كمرسلَين في ثلاثة بلدان.‏ يقول الزوج:‏ «صادفنا بعض الصعوبات.‏ مثلا،‏ اضطررنا الى مصارعة الملاريا على مدى ٣٥ سنة.‏ لكننا لم نندم قط على قرارنا ان نكون مرسلَين».‏ وتضيف زوجته:‏ «هنالك دائما امور كثيرة لنكون شاكرين عليها.‏ فخدمة الحقل تجلب لنا فرحا غامرا،‏ ومن السهل الابتداء بدروس في الكتاب المقدس.‏ وعندما ترى الذين تدرس معهم يأتون الى الاجتماعات ويتعرفون واحدهم بالآخر،‏ تشعر وكأنه لقاء عائلي».‏

      ‏‹يعتبرون كل شيء خسارة›‏

      ١٢ كيف يعبِّر المرء عن تقديره الكبير للملكوت؟‏

      ١٢ عندما وجد التاجر الجائل لؤلؤة عظيمة القيمة،‏ «ذهب وفي الحال باع كل ما له واشتراها».‏ (‏متى ١٣:‏٤٦‏)‏ وهذا الاستعداد للتخلي عمّا يُعتبَر قيّما هو ميزة يتحلى بها الذين يقدِّرون حقا قيمة الملكوت.‏ قال الرسول بولس،‏ الذي كان سيشترك في مجد الملكوت مع المسيح:‏ «اني اعتبر ايضا كل شيء خسارة لأجل القيمة الفائقة لمعرفة المسيح يسوع ربي.‏ فمن اجله قبلت خسارة كل الاشياء وأنا اعتبرها نفاية لكي اربح المسيح».‏ —‏ فيلبي ٣:‏٨‏.‏

      ١٣ كيف اعرب احد الاشخاص في الجمهورية التشيكية عن محبته للملكوت؟‏

      ١٣ اليوم ايضا،‏ هنالك اشخاص كثيرون على استعداد للقيام بتغييرات جذرية في حياتهم لكي ينالوا بركات الملكوت.‏ مثلا،‏ في تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٠٠٣،‏ وجد مدير مدرسة في الجمهورية التشيكية يبلغ الـ‍ ٦٠ من عمره المطبوعة المساعِدة على درس الكتاب المقدس المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية.‏ وفور قراءته،‏ اتّصل بشهود يهوه في منطقته ليطلب درسا في الكتاب المقدس.‏ وأحرز تقدّما روحيا جيدا وابتدأ يحضر كل الاجتماعات.‏ ولكن ماذا عن هدفه ان يترشح لمنصب رئيس بلدية ثم ان يخوض معركة انتخابية ليصبح عضوا في مجلس الشيوخ؟‏ لقد اختار هدفا آخر:‏ ان يصير مناديا بالملكوت.‏ قال:‏ «تمكنت من توزيع الكثير من مطبوعات الكتاب المقدس على التلاميذ في مدرستي».‏ وقد اعتمد بالتغطيس في الماء رمزا الى انتذاره ليهوه في محفل في تموز (‏يوليو)‏ ٢٠٠٤.‏

      ١٤ (‏أ)‏ ماذا اندفع ملايين الاشخاص الى فعله عندما تجاوبوا مع بشارة الملكوت؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤالَين مثيرَين للتفكير يمكن لكل واحد منا ان يطرحهما على نفسه؟‏

      ١٤ حول العالم،‏ يتجاوب ملايين آخرون مع بشارة الملكوت بطريقة مماثلة.‏ فهم يخرجون من العالم الشرير،‏ يطرحون عنهم شخصيتهم القديمة،‏ يتركون معاشراتهم السابقة،‏ ويتخلون عن مساعيهم العالمية.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩؛‏ افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤؛‏ يعقوب ٤:‏٤؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ ولماذا يفعلون كل ذلك؟‏ لأنهم يقدِّرون بركات ملكوت اللّٰه اكثر من ايّ شيء آخر يقدِّمه لهم نظام الاشياء الحاضر.‏ فهل لديك الشعور عينه تجاه بشارة الملكوت؟‏ وهل يدفعك هذا الشعور الى القيام بالتعديلات اللازمة في حياتك،‏ قيمك،‏ وأهدافك لتكون على انسجام مع مطالب يهوه؟‏ ان فعل ذلك سيجلب لك بركات سخية الآن وفي المستقبل.‏

      الحصاد يدنو من نهايته

      ١٥ ايّ امر جرى التنبؤ بأن شعب اللّٰه سيفعله في الايام الاخيرة؟‏

      ١٥ كتب صاحب المزمور:‏ «شعبك يتطوع في يوم قوتك».‏ ويشمل الذين يتطوعون ‹الرفقة من الشبان الذين كقطرات الندى› و ‹الجند الكثير من المبشِّرات›.‏ (‏مزمور ٦٨:‏١١؛‏ ١١٠:‏٣‏)‏ وماذا كانت نتيجة الاجتهاد والتضحية بالذات اللذين اظهرهما شعب يهوه —‏ الرجال والنساء،‏ الصغار والكبار —‏ في هذه الايام الاخيرة؟‏

      ١٦ ايّ مثال يُظهِر كيف يبذل خدام اللّٰه جهدهم لمساعدة الآخرين ان يتعلموا عن الملكوت؟‏

      ١٦ في الهند،‏ كانت فاتحة (‏او منادية بالملكوت كامل الوقت)‏ قلقة بشأن كيفية مساعدة الصمّ،‏ الذين يبلغ عددهم اكثر من مليونَي شخص في ذلك البلد،‏ ان يتعلموا عن الملكوت.‏ (‏اشعيا ٣٥:‏٥‏)‏ فقرّرت ان تتعلم لغة الاشارات في معهد في بنڠالور.‏ وقد تمكنت من إخبار صمّ كثيرين برجاء الملكوت،‏ وتشكّلت فرق لدرس الكتاب المقدس.‏ وفي غضون اسابيع قليلة،‏ ابتدأ اكثر من ١٢ شخصا يأتون الى الاجتماعات في قاعة الملكوت.‏ ولاحقا،‏ التقت الفاتحة في حفل زفاف شابا اصمّ من كَلْكُتا كان لديه الكثير من الاسئلة وأظهر اهتماما شديدا بنيل المزيد من المعرفة عن يهوه.‏ ولكن كانت هنالك مشكلة.‏ فهذا الشاب كان مضطرا ان يعود الى كَلْكُتا،‏ التي تبعد نحو ٦٠٠‏,١ كيلومتر والتي لا يوجد فيها شهود يعرفون لغة الاشارات،‏ من اجل الالتحاق بالجامعة.‏ لذلك اقنع اباه بعد جهد جهيد ان يسمح له بالالتحاق بالكلية في بنڠالور لكي يتمكن من متابعة درسه في الكتاب المقدس.‏ وقد احرز تقدّما روحيا جيدا،‏ ونذر حياته ليهوه بعد سنة تقريبا.‏ وهو بدوره،‏ درس الكتاب المقدس مع عدد من الصمّ،‏ بمَن فيهم صديقه منذ الطفولية.‏ والآن،‏ يرتّب مكتب الفرع في الهند لكي يتعلم الفاتحون لغة الاشارات بغية مساعدة الصمّ هناك.‏

      ١٧ ايّ امر وجدتموه شخصيا مشجِّعا في التقرير لسنة الخدمة ٢٠٠٤ في الصفحات ١٩-‏٢٢؟‏

      ١٧ في الصفحات ١٩-‏٢٢ من هذه المجلة،‏ يوجد التقرير العالمي لنشاط شهود يهوه لسنة الخدمة ٢٠٠٤.‏ فخصِّص بعض الوقت للتأمل فيه لترى انت بنفسك ان شعب يهوه حول الارض اليوم يركِّزون على السعي وراء ‹اللؤلؤة العظيمة القيمة›.‏

      ‏‹لنداوم اولا على طلب الملكوت›‏

      ١٨ اية معلومات لم يُعطِها يسوع في المثل عن التاجر الجائل،‏ وما هو السبب؟‏

      ١٨ بالعودة مرة اخرى الى مثل يسوع عن التاجر الجائل،‏ نلاحظ ان يسوع لم يقلْ شيئا عن الطريقة التي كان التاجر سيؤمّن بها معيشته بعدما باع كل ما له.‏ لذلك من المنطقي ان يسأل البعض:‏ ‹كيف كان التاجر سيؤمّن الطعام،‏ اللباس،‏ والمأوى بعدما خسر كل موارده المالية التي يعتمد عليها؟‏ هل كانت اللؤلؤة الثمينة ستجديه نفعا؟‏›.‏ وهذان السؤالان منطقيان من وجهة نظر بشرية.‏ ولكن ألَم يحثّ يسوع تلاميذه:‏ «داوموا اولا على طلب ملكوته وبرّه،‏ وهذه كلها تزاد لكم»؟‏ (‏متى ٦:‏٣١-‏٣٣‏)‏ والنقطة الاساسية في هذا المثل هي ضرورة الاعراب عن التعبّد للّٰه من كل النفس وإظهار الغيرة للملكوت.‏ فهل نتعلّم نحن درسا من ذلك؟‏

      ١٩ ايّ درس مهم نتعلمه من مثل يسوع عن اللؤلؤة العظيمة القيمة؟‏

      ١٩ سواء تعلّمنا البشارة الرائعة منذ فترة قصيرة او كنا نسعى وراء الملكوت ونخبر الآخرين عن بركاته منذ وقت طويل،‏ يجب ان نستمر في جعل الملكوت محطّ اهتمامنا.‏ ورغم اننا نعيش في ازمنة صعبة،‏ لدينا اسباب وجيهة للثقة بأن ما نسعى وراءه هو حقيقي ولا شيء يضاهيه،‏ تماما كاللؤلؤة التي وجدها التاجر.‏ والحوادث العالمية وإتمام نبوات الكتاب المقدس هي دليل قاطع على اننا نعيش في «اختتام نظام الاشياء».‏ (‏متى ٢٤:‏٣‏)‏ فلنُظهِر،‏ على غرار التاجر الجائل،‏ غيرة من كل القلب لملكوت اللّٰه ولنفرح بالامتياز الذي نحظى به:‏ إعلان البشارة.‏ —‏ مزمور ٩:‏١،‏ ٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة