مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٨ ١٥/‏٣ ص ٣-‏٩
  • عيشوا ايام يسوع الاخيرة على الارض

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • عيشوا ايام يسوع الاخيرة على الارض
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ٩ نيسان قمري
  • ١٠ نيسان قمري
  • ١١ نيسان قمري
  • ١٢ و ١٣ نيسان قمري
  • ١٤ نيسان قمري،‏ بعد غروب الشمس
  • حياة يسوع وأنتم
  • ‏«قد اتت الساعة!‏»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٠
  • اليوم الاخير في حياة يسوع البشرية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • آخر فصح في حياة يسوع يقترب
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
  • فصح يسوع الاخير قريب
    اعظم انسان عاش على الاطلاق
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
ب٩٨ ١٥/‏٣ ص ٣-‏٩

عيشوا ايام يسوع الاخيرة على الارض

انه اليوم السابع من شهر نيسان قمري حسب التقويم اليهودي في سنة ٣٣ ب‌م.‏ تخيلوا انكم تشاهدون ما يجري من احداث في مقاطعة يهوذا الرومانية.‏ يصعد يسوع المسيح وتلاميذه بخطى ثقيلة في طريق مغبَرّ ومتعرِّج،‏ مغادرين اريحا وأشجارها الخضراء.‏ وهنالك مسافرون كثيرون آخرون هم ايضا في طريقهم صعودا الى اورشليم للاحتفال بعيد الفصح السنوي.‏ لكنَّ ما يدور في فكر تلاميذ المسيح هو اكثر من هذا الصعود المتعب.‏

يتوق اليهود الى مسيَّا يريحهم من النير الروماني.‏ ويعتقد كثيرون ان يسوع الناصري هو هذا المخلِّص الذي طالما انتظروه.‏ ولثلاث سنوات ونصف يتكلم يسوع عن ملكوت اللّٰه.‏ يشفي المرضى ويطعم الجياع.‏ اجل،‏ لقد جلب العزاء للشعب.‏ لكنَّ القادة الدينيين مغتاظون من إدانات يسوع اللاذعة وهم مصمِّمون على قتله.‏ رغم ذلك،‏ ها هو يصعد بتصميم متقدما تلاميذه في الطريق القاحلة.‏ —‏ مرقس ١٠:‏٣٢‏.‏

بينما تتوارى الشمس وراء جبل الزيتون،‏ يصل يسوع ورفاقه الى قرية بيت عنيا حيث سيقضون الليالي الستّ التالية.‏ وهناك يرحّب بهم اصدقاؤهم الاحباء لعازر،‏ مريم،‏ ومرثا.‏ وينعشهم المساء بنسماته الباردة بعد الرحلة الحارة ويسم بداية يوم السبت ٨ نيسان قمري.‏ —‏ يوحنا ١٢:‏١،‏ ٢‏.‏

٩ نيسان قمري

بعد يوم السبت،‏ تعجّ اورشليم بالنشاط.‏ فآ‌لاف الزوار مجتمعون الآن في المدينة من اجل الفصح.‏ لكنَّ الحركة التي نشهدها هذه المرة صاخبة اكثر من المعتاد في هذا الوقت من السنة.‏ فالجموع الفضولية تندفع عبر الشوارع الضيقة نزولا الى بوابات المدينة.‏ وفيما يشقّون طريقهم عبر البوابات المكتظة،‏ يستقبلهم مشهد رائع!‏ كثيرون من الناس المبتهجين ينزلون من جبل الزيتون آتين من بيت فاجي.‏ (‏لوقا ١٩:‏٣٧‏)‏ فما معنى كل ذلك؟‏

انظروا!‏ ها يسوع الناصري يأتي راكبا على جحش أتان.‏ فيفرش الناس ثيابهم في الطريق امامه.‏ وآخرون يلوِّحون بسعوف نخل مقطوعة حديثا ويصرخون بابتهاج:‏ «مبارك الآتي باسم الرب ملك اسرائيل».‏ —‏ يوحنا ١٢:‏١٢-‏١٥‏.‏

بينما يقترب الجمع من اورشليم،‏ ينظر يسوع الى المدينة ويتأثر في الصميم.‏ فيبكي عليها،‏ ونسمعه ينبئ بأن هذه المدينة ستُدمَّر.‏ عندما يصل يسوع بُعيد ذلك الى الهيكل،‏ يعلِّم الجموع ويشفي العمي والعرج الذين يأتون اليه.‏ —‏ متى ٢١:‏١٤؛‏ لوقا ١٩:‏٤١-‏٤٤،‏ ٤٧‏.‏

لا يمرُّ ذلك دون ان يلاحظه رؤساء الكهنة والكتبة.‏ وكم يغتاظون عندما يرون الامور الرائعة التي يقوم بها يسوع وابتهاج الجموع!‏ ولأن الفريسيين لم يتمكنوا من اخفاء سخطهم،‏ يطلبون:‏ «يا معلم انتهِر تلاميذك».‏ فيجيب يسوع:‏ «اقول لكم انه إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ».‏ وقبل ان يغادر يسوع،‏ يلاحظ النشاطات التجارية في الهيكل.‏ —‏ لوقا ١٩:‏٣٩،‏ ٤٠؛‏ متى ٢١:‏١٥،‏ ١٦؛‏ مرقس ١١:‏١١‏.‏

١٠ نيسان قمري

يصل يسوع باكرا الى الهيكل.‏ وفي اليوم السابق،‏ كان ساخطا بسبب الاستغلال التجاري الفاضح لعبادة ابيه،‏ يهوه اللّٰه.‏ لذلك،‏ وبغيرة شديدة،‏ يبدأ بطرد الذين يبيعون ويشترون في الهيكل.‏ ثم يقلب موائد الصيارفة الجشعين وكراسي باعة الحمام.‏ ويعلن يسوع بقوة:‏ «مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص».‏ —‏ متى ٢١:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

لا يحتمل رؤساء الكهنة،‏ الكتبة،‏ ووجوه الشعب اعمال يسوع وتعليمه العلني.‏ وكم يتوقون الى قتله!‏ لكنَّ الجمع يعيقهم لأن الشعب مندهش من تعليم يسوع و‹متعلق به يسمع منه›.‏ (‏لوقا ١٩:‏٤٧،‏ ٤٨‏)‏ وفيما يقترب المساء،‏ يتمتع يسوع ورفاقه بالنزهة السارة سيرا على الاقدام عائدين الى بيت عنيا لنيل قسط من الراحة.‏

١١ نيسان قمري

انه الصباح الباكر،‏ ويسوع وتلاميذه هم الآن في طريقهم الى اورشليم مرورا بجبل الزيتون.‏ وعند وصولهم الى الهيكل،‏ يواجه رؤساء الكهنة والشيوخ يسوع بسرعة.‏ ولا يزال الاجراء الذي اتخذه ضد الصيارفة والتجار في الهيكل حيًّا في ذهنهم.‏ فيسأله اعداؤه بحقد:‏ «بأيّ سلطان تفعل هذا ومَن اعطاك هذا السلطان».‏ فيردّ يسوع:‏ «أنا ايضا اسألكم كلمة واحدة فإن قلتم لي عنها اقول لكم انا ايضا بأيّ سلطان افعل هذا.‏ معمودية يوحنا من اين كانت.‏ من السماء أم من الناس».‏ اذ يتشاور الاعداء معا،‏ يفكرون:‏ «إن قلنا من السماء يقول لنا فلماذا لم تؤمنوا به.‏ وإن قلنا من الناس نخاف من الشعب.‏ لأن يوحنا عند الجميع مثل نبي».‏ وبارتباك يجيبونه:‏ «لا نعلم».‏ فيجيبهم يسوع بهدوء:‏ «ولا انا اقول لكم بأيّ سلطان افعل هذا».‏ —‏ متى ٢١:‏٢٣-‏٢٧‏.‏

يحاول اعداء يسوع الآن ان يصطادوه بجعله يقول شيئا يمكِّنهم من اعتقاله.‏ يسألون:‏ «أيجوز ان تعطى جزية لقيصر أم لا».‏ يجيب يسوع:‏ «أروني معاملة الجزية».‏ ويسأل:‏ «لمَن هذه الصورة والكتابة».‏ فيقولون له:‏ «لقيصر».‏ ولإرباكهم،‏ يقول يسوع بوضوح على مسمع الجميع:‏ «أعطوا اذًا ما لقيصر لقيصر وما للّٰه للّٰه».‏ —‏ متى ٢٢:‏١٥-‏٢٢‏.‏

بعد ان يُسكِت يسوع اعداءه بحجج لا تُدحض،‏ يهاجمهم الآن امام الجموع وتلاميذه.‏ أصغوا فيما يشهِّر بجسارة الكتبة والفريسيين.‏ يقول:‏ «حسب اعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون».‏ وبجرأة،‏ ينطق يسوع بسلسلة من الويلات عليهم،‏ محدِّدا هويتهم كقادة عميان ومرائين.‏ يقول يسوع:‏ «ايها الحيات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم».‏ —‏ متى ٢٣:‏١-‏٣٣‏.‏

لا تعني هذه الانتقادات اللاذعة ان يسوع غافل عن صفات الآخرين الجيدة.‏ فهو يرى لاحقا الناس يلقون المال في خزانة الهيكل.‏ وكم هو مؤثر ان يلاحظ ارملة مسكينة تلقي كل معيشتها —‏ فلسين يساويان القليل جدا!‏ وبتقدير حار،‏ يشير يسوع الى انها ألقت في الواقع اكثر بكثير من الذين قدَّموا هبات سخية «من فضلتهم».‏ فبرأفة رقيقة،‏ يقدِّر يسوع بعمق ما يستطيع كل فرد القيام به.‏ —‏ لوقا ٢١:‏١-‏٤‏.‏

يترك يسوع الآن الهيكل للمرة الاخيرة.‏ فيعلِّق بعض من تلاميذه على عظمته،‏ انه «مزين بحجارة حسنة وتحف».‏ ولدهشتهم،‏ يجيب يسوع:‏ «ستأتي ايام لا يُترك فيها حجر على حجر لا يُنقض».‏ (‏لوقا ٢١:‏٥،‏ ٦‏)‏ وبينما يتبع الرسل يسوع الى خارج المدينة المكتظة،‏ يتساءلون ما عساه يعني بذلك.‏

بعد فترة قصيرة يجلس يسوع ورسله ليتمتعوا بهدوء وسكينة جبل الزيتون.‏ وفيما يشاهدون المنظر الرائع لاورشليم والهيكل،‏ يطلب بطرس،‏ يعقوب،‏ يوحنا،‏ وأندراوس توضيحا لتنبؤ يسوع المروِّع.‏ يقولون:‏ «قل لنا،‏ متى تكون هذه الامور،‏ وماذا تكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟‏».‏ —‏ متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج‏؛‏ مرقس ١٣:‏٣،‏ ٤‏.‏

في الاجابة يعطي المعلم الكبير نبوة جديرة بالملاحظة حقا.‏ فينبئ بحروب،‏ زلازل،‏ مجاعات،‏ وأوبئة عظيمة.‏ وينبئ يسوع ايضا بأن البشارة سيُكرز بها في كل الارض.‏ ثم يحذِّر:‏ «يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون».‏ —‏ متى ٢٤:‏٧،‏ ١٤،‏ ٢١؛‏ لوقا ٢١:‏١٠،‏ ١١‏.‏

يصغي الرسل الاربعة بانتباه فيما يناقش يسوع اوجها اخرى من ‹علامة حضوره›.‏ ويشدِّد على الحاجة الى ‹السهر›.‏ لماذا؟‏ يقول:‏ «لأنكم لا تعلمون في اية ساعة يأتي ربكم».‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٢؛‏ مرقس ١٣:‏٣٣،‏ ٣٥،‏ ٣٧‏.‏

انه يوم لا يُنسى بالنسبة الى يسوع ورسله.‏ انه،‏ في الواقع،‏ آخر يوم من خدمة يسوع العلنية قبل القاء القبض عليه،‏ محاكمته،‏ وتنفيذ الحكم فيه.‏ وبما ان الوقت يصبح متأخرا،‏ يبدأون بالعودة،‏ فيمشون مسافة قصيرة مجتازين التلة الى بيت عنيا.‏

١٢ و ١٣ نيسان قمري

يقضي يسوع ١٢ نيسان قمري بهدوء مع تلاميذه.‏ ويدرك ان القادة الدينيين يرغبون جدا في قتله،‏ وهو لا يريد ان يعيقوا احتفاله بالفصح في المساء التالي.‏ (‏مرقس ١٤:‏١،‏ ٢‏)‏ وفي الغد،‏ ١٣ نيسان قمري،‏ يكون الناس مشغولين بالقيام بالترتيبات الاخيرة من اجل الفصح.‏ وفي وقت باكر من بعد الظهر،‏ يرسل يسوع بطرس ويوحنا ليعدّا لهم الفصح في عليّة في اورشليم.‏ (‏مرقس ١٤:‏١٢-‏١٦؛‏ لوقا ٢٢:‏٨‏)‏ وقبل غروب الشمس بقليل،‏ يلتقيهما يسوع والرسل العشرة الآخرون للاحتفال بفصحهم الاخير.‏

١٤ نيسان قمري،‏ بعد غروب الشمس

يغمر اورشليم نورُ الغسق الخافت فيما يرتفع البدر فوق جبل الزيتون.‏ وفي غرفة كبيرة مفروشة،‏ يجلس يسوع والـ‍ ١٢ رسولا على مائدة مجهَّزة.‏ ثم يقول:‏ «شهوة اشتهيت ان آكل هذا الفصح معكم قبل ان اتألم».‏ (‏لوقا ٢٢:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وبعد وقت قصير يندهش الرسل من رؤية يسوع يقوم،‏ يخلع ثيابه الخارجية ويضعها جانبا.‏ وإذ يأخذ منشفة ووعاء ماء،‏ يبدأ بغسل ارجلهم.‏ يا له من درس لا يُنسى في الخدمة المتواضعة!‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٢-‏١٥‏.‏

لكنَّ يسوع يعرف ان واحدا من هؤلاء الرجال،‏ يهوذا الاسخريوطي،‏ قد رتَّب ليسلِّمه الى القادة الدينيين.‏ وهذا يفسِّر لماذا يصير يسوع مكتئبا جدا.‏ يعلن:‏ «ان واحدا منكم يسلّمني».‏ فيحزن الرسل كثيرا جدا.‏ (‏متى ٢٦:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ بعد الاحتفال بالفصح،‏ يقول يسوع ليهوذا:‏ «ما انت تعمله فاعمله بأكثر سرعة».‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٢٧‏.‏

بعد ان يغادر يهوذا،‏ يبتدئ يسوع عشاء ليؤسس ذكرى موته الوشيك.‏ فيأخذ رغيفا من خبز الفطير،‏ يعبِّر عن الشكر في صلاة،‏ يكسره،‏ ويطلب من الـ‍ ١١ ان يتناولوا.‏ يقول:‏ «هذا هو جسدي الذي يُبذل عنكم.‏ اصنعوا هذا لذكري».‏ ثم يأخذ كأس خمر حمراء.‏ وبعد ان يبارك،‏ يمرِّر الكأس اليهم،‏ طالبا منهم ان يشربوا.‏ ويضيف يسوع:‏ «هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا».‏ —‏ لوقا ٢٢:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ متى ٢٦:‏٢٦-‏٢٨‏.‏

خلال هذا المساء البالغ الاهمية،‏ يعلِّم يسوع رسله الامناء دروسا قيِّمة كثيرة،‏ وبينها اهمية المحبة الاخوية.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ ويؤكد لهم انهم سينالون ‹معزيا›،‏ الروح القدس.‏ وهذا سيعيد الى اذهانهم كل الاشياء التي قالها لهم.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٦‏)‏ لاحقا في المساء،‏ لا بد انهم تشجعوا كثيرا بسماع يسوع يصلّي صلاة حارة لأجلهم.‏ (‏يوحنا،‏ الاصحاح ١٧‏)‏ بعد ان يرنِّموا،‏ يتركون العليّة ويتبعون يسوع في وقت متأخر من الليل في الهواء البارد.‏

يجتاز يسوع ورسله وادي قدرون،‏ ويذهبون الى احد الاماكن المفضلة عندهم،‏ بستان جثسيماني.‏ (‏يوحنا ١٨:‏١،‏ ٢‏)‏ بينما ينتظر الرسل يسوع،‏ يبتعد هو مسافة قصيرة ليصلّي.‏ وتعجز الكلمات عن وصف اجهاده العاطفي فيما يلتمس بحرارة المساعدة من اللّٰه.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤٤‏)‏ فمجرد فكرة التعيير الذي سيُجلب على ابيه السماوي العزيز إنْ فشل انما هي أليمة الى اقصى حد.‏

لا يكاد يسوع ينتهي من الصلاة حتى يصل يهوذا الاسخريوطي مع جمع حاملين سيوفا،‏ عصيّا،‏ ومشاعل.‏ فيقول يهوذا:‏ «السلام يا سيدي» ويقبِّله برقّة.‏ هذه هي الاشارة الى الرجال ليعتقلوا يسوع.‏ وفجأة،‏ يشهر بطرس سيفه ويقطع اذن عبد رئيس الكهنة.‏ فيقول له يسوع فيما يشفي اذن الرجل:‏ «ردَّ سيفك الى مكانه.‏ لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون».‏ —‏ متى ٢٦:‏٤٧-‏٥٢‏.‏

كل شيء يحدث بسرعة كبيرة!‏ يُعتقل يسوع ويُكبَّل.‏ وإذ يشعر الرسل بالخوف والتشويش،‏ يتخلَّون عن معلمهم ويهربون.‏ يُساق يسوع الى حنّان،‏ رئيس الكهنة السابق.‏ ثم يؤخذ الى قيافا،‏ رئيس الكهنة الحالي،‏ ليُحاكم.‏ وفي الساعات الباكرة من الصباح،‏ يتهم السنهدريم يسوع باطلا بالتجديف.‏ وبعد ذلك،‏ يأمر قيافا بأخذه الى الحاكم الروماني بيلاطس البنطي.‏ وهذا الاخير يرسل يسوع الى هيرودس أنتيباس،‏ حاكم الجليل.‏ فيهزأ هيرودس وجنوده بيسوع.‏ ثم يُعاد الى بيلاطس.‏ فيؤكد بيلاطس براءة يسوع.‏ لكنَّ القادة الدينيين اليهود يضغطون عليه ليحكم على يسوع بالموت.‏ وبعد ان يتعرض يسوع للكثير من الاساءة الجسدية والشفهية،‏ يؤخذ الى الجلجثة حيث يُسمَّر دون رحمة على خشبة الآلام ويعاني موتا أليما.‏ —‏ مرقس ١٤:‏٥٠–‏١٥:‏٣٩؛‏ لوقا ٢٣:‏٤-‏٢٥‏.‏

لو ان موت يسوع وضع حدًّا نهائيا لحياته لكان ذلك اكبر مأساة في التاريخ.‏ ولكن لحسن التوفيق،‏ لم تكن هذه هي الحال.‏ ففي ١٦ نيسان قمري سنة ٣٣ ب‌م،‏ اندهش تلاميذه عندما وجدوا انه أُقيم من الاموات.‏ وبمرور الوقت،‏ استطاع اكثر من ٥٠٠ شخص التحقق من ان يسوع حي من جديد.‏ وبعد ٤٠ يوما من قيامته،‏ رآه جمع من أتباعه الامناء يصعد الى السماء.‏ —‏ اعمال ١:‏٩-‏١١؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣-‏٨‏.‏

حياة يسوع وأنتم

كيف يؤثر ذلك فيكم —‏ وفي الواقع،‏ فينا جميعا؟‏ ان خدمة يسوع وموته وقيامته تعظِّم يهوه اللّٰه وهي مهمة في اتمام قصده العظيم.‏ (‏كولوسي ١:‏١٨-‏٢٠‏)‏ انها ذات اهمية كبيرة لنا بحيث تُغفر خطايانا على اساس ذبيحة يسوع ونستطيع بذلك حيازة علاقة حميمة بيهوه اللّٰه.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٦؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

والبشر الموتى يتأثرون ايضا.‏ فقيامة يسوع تفتح الطريق لاعادتهم الى الحياة في ارض فردوسية وعد بها اللّٰه.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٣٩-‏٤٣؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ اذا كنتم ترغبون في معرفة المزيد عن هذه الامور،‏ ندعوكم الى حضور ذكرى موت المسيح في ١١ نيسان ١٩٩٨،‏ في احدى قاعات ملكوت شهود يهوه في منطقتكم.‏

‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

‏«مغارة لصوص»‏

كان عند يسوع سبب وجيه ليقول ان التجار الجشعين حوَّلوا هيكل اللّٰه الى «مغارة لصوص».‏ (‏متى ٢١:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فلكي يدفع اليهود والمهتدون من بلدان اخرى ضريبة الهيكل كان عليهم ان يحوِّلوا عملتهم الاجنبية الى عملة مقبولة.‏ يوضح ألْفرد إدرْشايم في كتابه حياة وأوقات يسوع المسيَّا (‏بالانكليزية)‏ ان الصيارفة كانوا يبدأون اعمالهم في المقاطعات في ١٥ أذار قمري،‏ قبل عيد الفصح بشهر.‏ وبدءا من ٢٥ أذار قمري،‏ كانوا ينتقلون الى منطقة الهيكل في اورشليم ليستغلوا التدفق الهائل لليهود والمهتدين.‏ وكان الباعة يديرون تجارة مزدهرة،‏ فارضين رسما على كل قطعة نقد تُصرَّف.‏ ان اشارة يسوع اليهم انهم لصوص تقترح ان رسومهم كانت باهظة الى حد انهم كانوا يبتزُّون فعليا المال من الفقراء.‏

لم يستطع البعض ان يجلبوا حيواناتهم الخاصة التي تقدَّم ذبيحة.‏ وكل من استطاع ذلك كان يجب ان يأخذ الحيوان ليفحصه مراقب في الهيكل —‏ لقاء اجر.‏ وكان كثيرون يشترون من باعة فاسدين في الهيكل حيوانا «موافَقا عليه» من قِبَل اللاويين خوفا من رفض حيوان بعد احضاره مسافة طويلة.‏ يقول احد العلماء:‏ «فلاحون فقراء كثيرون كانوا يُستغلون كثيرا هناك».‏

تثبت الادلّة ان حنّان رئيس الكهنة السابق وعائلته كانت لهم مصالح خاصة مع تجار الهيكل.‏ تتكلم كتابات الربَّانيين عن «اسواق ابناء حنّان [في الهيكل]».‏ لقد كانت العائدات من الصيارفة ومن بيع الحيوانات ضمن اراضي الهيكل احد مصادر دخلهم الاساسية.‏ يقول احد العلماء ان طرد يسوع للتجار «لم يستهدف نفوذ الكهنة فحسب بل جيوبهم».‏ ولكن بصرف النظر عن السبب،‏ فمن المؤكد ان اعداءه ارادوا قتله!‏ —‏ لوقا ١٩:‏٤٥-‏٤٨‏.‏

‏[الجدول في الصفحة ٤]‏

الايام الاخيرة من حياة يسوع البشرية

نيسان قمري ٣٣ ب‌م الحوادث اعظم انسان‏٭‏

٧ الجمعة يسوع وتلاميذه يسافرون من اريحا ١٠١،‏ ف ١

الى اورشليم (‏٧ نيسان قمري

يوافق يوم الاحد،‏ ٥ نيسان ١٩٩٨،‏

رغم ان الايام العبرانية كانت تبدأ وتنتهي

في المساء)‏

٨ الجمعة مساء يسوع وتلاميذه يصلون الى بيت عنيا؛‏ ١٠١،‏ ف ٢-‏٤

يبدأ السبت

السبت السبت (‏الاثنين،‏ ٦ نيسان ١٩٩٨)‏ ١٠١،‏ ف ٤

٩ السبت مساء العشاء عند سمعان الابرص؛‏ مريم تمسح ١٠١،‏ ف ٥-‏٩

يسوع بناردين؛‏ كثيرون يأتون من اورشليم

ليروا ويسمعوا يسوع

الاحد الدخول الظافر الى اورشليم؛‏ يعلِّم في الهيكل ١٠٢

١٠ الاثنين الرحلة الباكرة الى اورشليم؛‏ يطهِّر الهيكل؛‏ ١٠٣،‏ ١٠٤

يهوه يتكلم من السماء

١١ الثلاثاء في اورشليم،‏ يعلِّم في الهيكل مستعملا ١٠٥ الى ١١٢،‏

امثالا؛‏ يدين الفريسيين؛‏ يلاحظ تبرُّع الارملة؛‏ ف ١

يعطي علامة حضوره المستقبلي

١٢ الاربعاء يوم هادئ مع التلاميذ في بيت عنيا؛‏ ١١٢،‏ ف ٢-‏٤

يهوذا يخطط لتسليمه

١٣ الخميس بطرس ويوحنا يعدّان الفصح في ١١٢،‏ ف ٥ الى

اورشليم؛‏ يسوع والرسل العشرة ١١٣،‏ ف ١

الآخرون يتبعونهما في وقت متأخر

من بعد الظهر (‏السبت،‏ ١١ نيسان ١٩٩٨)‏

١٤ الخميس مساء الاحتفال بالفصح؛‏ يسوع يغسل ارجل الرسل؛‏ ١١٣،‏ ف ٢ الى ١١٧

يهوذا يخرج ليسلِّم يسوع؛‏ المسيح يؤسس

ذكرى موته (‏السبت،‏ بعد غروب الشمس،‏

١١ نيسان ١٩٩٨)‏

بعد منتصف الليل التسليم والاعتقال في بستان جثسيماني؛‏ ١١٨ الى ١٢٠

الرسل يهربون؛‏ المحاكمة امام رؤساء

الكهنة والسنهدريم؛‏ بطرس ينكر يسوع

الجمعة من شروق امام السنهدريم من جديد؛‏ الى بيلاطس،‏ ثم الى ١٢١ الى ١٢٧،‏

هيرودس،‏ ثم يُعاد الى الشمس الى غروبها ف ٧

بيلاطس؛‏ يُحكم عليه بالموت؛‏ يُعلَّق؛‏ يُدفن

١٥ السبت السبت؛‏ بيلاطس يسمح بوضع حراس على قبر يسوع ١٢٧،‏ ف ٨-‏١٠

١٦ الاحد يسوع يُقام ١٢٨

‏٭‏ الارقام المدرجة هنا هي لتحديد الفصول في كتاب اعظم انسان عاش على الاطلاق.‏ ومن اجل جدول يحتوي على المراجع المفصَّلة من الكتاب المقدس عن خدمة يسوع الاخيرة،‏ انظروا كتاب ‏«كل الكتاب هو موحى به من اللّٰه ونافع»،‏ الصفحة ٢٩٠‏.‏ هذان الكتابان هما اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة