-
مساعدة ولد على النمو في الحكمة الالهيةبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١ ايلول (سبتمبر)
-
-
«(اعتاد والداه الذهاب) كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح.» (لوقا ٢:٤١) وبحسب شريعة اللّٰه، كان يجب على كل ذكر ان يحضر في اورشليم من اجل الاعياد. (تثنية ١٦:١٦) ولكنّ السجل يقول ان ‹(والديه اعتادا الذهاب).› لقد اخذ يوسف مريم، وعلى الارجح باقي العائلة، في تلك الرحلة مسافة اكثر من ٦٠ ميلا (١٠٠ كلم) الى اورشليم من اجل المناسبة المبهجة. (تثنية ١٦:٦، ١١) كانت تلك عادتهما — جزءا قانونيا من حياتهما. وايضا، لم يحضرا مجرد حضور رمزي؛ فقد بقيا كل ايام العيد. — لوقا ٢:٤٢، ٤٣.
-
-
مساعدة ولد على النمو في الحكمة الالهيةبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١ ايلول (سبتمبر)
-
-
سَهْوَة
عندما كان يسوع اصغر سنا بقي دون شك قريبا من والديه في اثناء تلك الرحلات السنوية الى مدينة اورشليم الكبيرة. ولكن اذ كبر ربما أُعطي حرية اكبر. وعندما كان عمره ١٢ سنة كان تقريبا في السن التي يعتبرها اليهود مرحلة مهمة في الطريق نحو الرجولة. وربما بسبب هذا التغيير العادي والطبيعي حصلت سَهْوَة عندما اتى الوقت لتغادر عائلة يوسف اورشليم وتعود الى البيت. تقول الرواية: «بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم ويوسف وأمه لم يعلما. واذ ظنّاه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الاقرباء والمعارف.» — لوقا ٢:٤٣، ٤٤.
هنالك اوجه لهذه الحادثة سيدركها الوالدون والاحداث على حد سواء. ولكن هنالك اختلاف واحد: كان يسوع كاملا. وبما انه كان خاضعا باذعان ليوسف ومريم لا يمكننا التصور انه فشل في اطاعة ترتيب معيَّن اعدّاه له. (لوقا ٢:٥٢) وليس مرجحا ابدا انه كان هنالك انقطاع في الاتصال. لقد افترض الوالدان ان يسوع كان بصحبة الاقرباء والمعارف. (لوقا ٢:٤٤) ومن السهل التصور انهما، في عجلة مغادرة اورشليم، كانا سيمنحان انتباههما الاول لاولادهما الاصغر وسيفترضان ان ابنهما الاكبر، يسوع، كان آتيا معهم ايضا.
ولكن من الواضح ان يسوع ظن ان والديه كانا سيعرفان مكانه. وهذا يقترحه جوابه اللاحق: «لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي ان اكون في ما لأبي.» انه لم يكن عديم الاحترام للآخرين. فكلماته اظهرت فقط دهشته من ان والديه لم يعرفا اين يجدانه. تلك كانت حالة نموذجية لسوء التفاهم يمكن ان يدركها والدون كثيرون لهم اولاد في طور النمو. — لوقا ٢:٤٩.
فكروا في قلق يوسف ومريم في نهاية ذلك اليوم الاول عندما وجدا ان يسوع كان مفقودا. وتصوروا قلقهما المتزايد خلال اليومين اللذين بحثا فيهما عنه في اورشليم. ولكن ثبت ان تدريبهما ليسوع اعطى نتيجة في هذه الازمة. فلم يكن يسوع قد دخل في رفقة سيئة. ولم يكن يجلب العار على والديه. فعندما وجدا يسوع كان «في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم. وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته.» — لوقا ٢:٤٦، ٤٧.
-