مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٧ ١/‏١١ ص ٨-‏١٣
  • المسيحيون وعالم الجنس البشري

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • المسيحيون وعالم الجنس البشري
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مثال يسوع
  • موقف بولس من «الذين هم من خارج»‏
  • مساعدة المؤمنين غير اليهود
  • الكرازة بين «غير المؤمنين»‏
  • محاولة تخليص «جميع انواع الناس» اليوم
  • المسيحيون الاولون والحضارة اليونانية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • افعلوا كل الاشياء لأجل البشارة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٩
  • ترجمة للكتاب المقدس غيَّرت العالم
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • احرز تقدما روحيا باتباع مثال بولس
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
ب٩٧ ١/‏١١ ص ٨-‏١٣

المسيحيون وعالم الجنس البشري

‏«اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج.‏» —‏ كولوسي ٤:‏٥‏.‏

١ ماذا قال يسوع عن أتباعه والعالم؟‏

قال يسوع عن أتباعه في صلاة الى ابيه السماوي:‏ «العالم ابغضهم لأنهم ليسوا [«جزءا،‏» ع‌ج‏] من العالم كما اني انا لست [«جزءا،‏» ع‌ج‏] من العالم.‏» ثم اضاف:‏ «لست اسأل ان تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لم يكن المسيحيون لينفصلوا جسديا عن العالم —‏ مثلا،‏ بالانعزال في الاديرة.‏ لكنَّ المسيح ‹ارسلهم الى العالم› ليكونوا شهودا له «الى اقصى الارض.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١٨؛‏ اعمال ١:‏٨‏)‏ ومع ذلك،‏ طلب من اللّٰه ان يحفظهم لأن الشيطان،‏ «رئيس هذا العالم،‏» سيهيِّج البغض لهم لأجل اسم المسيح.‏ —‏ يوحنا ١٢:‏٣١؛‏ متى ٢٤:‏٩‏.‏

٢ (‏أ)‏ كيف يستعمل الكتاب المقدس كلمة «العالم»؟‏ (‏ب)‏ ايّ موقف متَّزن من العالم يظهره يهوه؟‏

٢ غالبا ما تشير كلمة «العالم» (‏باليونانية،‏ كوسموس‏)‏ في الكتاب المقدس الى المجتمع البشري الاثيم ‹الموضوع في الشرير.‏› (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ ولأن المسيحيين يطيعون مقاييس يهوه ويصغون ايضا الى وصية الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه للعالم،‏ تكون احيانا علاقتهم بالعالم متوترة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١،‏ ١٣‏)‏ لكنَّ كلمة كوسموس تُستعمل ايضا في الاسفار المقدسة للاشارة الى العائلة البشرية عموما.‏ قال يسوع وهو يتكلم عن العالم بهذا المعنى:‏ «هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏ لأنه لم يرسل اللّٰه ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلُص به العالم.‏» (‏يوحنا ٣:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٩؛‏ ١ يوحنا ٤:‏١٤‏)‏ وهكذا،‏ في حين ان يهوه يكره الامور التي تميِّز نظام الشيطان الشرير،‏ فقد اظهر محبته للجنس البشري بإرسال ابنه الى الارض ليخلِّص كل الذين ‹يُقبِلون الى التوبة.‏› (‏٢ بطرس ٣:‏٩؛‏ امثال ٦:‏١٦-‏١٩‏)‏ وموقف يهوه المتَّزن من العالم ينبغي ان يرشد عبَّاده.‏

مثال يسوع

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ ايّ موقف من الحكم تبنّاه يسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف نظر يسوع الى عالم الجنس البشري؟‏

٣ قال يسوع قبيل موته لبيلاطس البنطي:‏ «مملكتي ليست [«جزءا،‏» ع‌ج‏] من هذا العالم.‏» (‏يوحنا ١٨:‏٣٦‏)‏ وانسجاما مع هذه الكلمات،‏ كان يسوع قد رفض سابقا عرض الشيطان ان يعطيه سلطانا على ممالك العالم،‏ ورفض السماح لليهود بتنصيبه ملكا.‏ (‏لوقا ٤:‏٥-‏٨؛‏ يوحنا ٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لكنَّ يسوع اظهر محبة عظيمة لعالم الجنس البشري.‏ ذكر الرسول متى مثالا لهذه المحبة:‏ «ولما رأى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.‏» فبدافع المحبة،‏ كرز للناس في بلداتهم وقراهم.‏ وعلَّمهم وشفى اسقامهم.‏ (‏متى ٩:‏٣٦‏)‏ وكان متفهِّما ايضا للحاجات الجسدية عند الذين اتوا للتعلم منه.‏ نقرأ:‏ «أما يسوع فدعا تلاميذه وقال اني اشفق على الجمع لأن الآن لهم ثلاثة ايام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون.‏ ولست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوِّروا في الطريق.‏» (‏متى ١٥:‏٣٢‏)‏ فيا له من اهتمام حبي!‏

٤ كان اليهود متحاملين كثيرا على السامريين،‏ لكنَّ يسوع تحدث مطوَّلا الى امرأة سامرية وقضى يومين في مدينة سامرية لإعطاء شهادة شاملة.‏ (‏يوحنا ٤:‏٥-‏٤٢‏)‏ ورغم ان اللّٰه ارسله الى «خراف بيت اسرائيل الضالة،‏» كان يتجاوب احيانا مع تعابير الايمان الصادرة عن غير اليهود الآخرين.‏ (‏متى ٨:‏٥-‏١٣؛‏ ١٥:‏٢١-‏٢٨‏)‏ نعم،‏ لقد برهن يسوع انه بإمكان المرء ألا ‹يكون جزءا من العالم› وأن يظهر في الوقت نفسه المحبة لعالم الجنس البشري،‏ للناس.‏ فهل نظهر نحن ايضا الرأفة للناس حيث نحيا،‏ نعمل،‏ او نتسوَّق؟‏ هل نهتم بخيرهم —‏ ليس فقط بحاجاتهم الروحية بل ايضا بالحاجات الاخرى اذا كان في وسعنا المساعدة الى حدّ معقول؟‏ هذا ما فعله يسوع،‏ وبذلك مهَّد الطريق لتعليم الناس عن الملكوت.‏ صحيح انه لا يمكننا صنع عجائب حرفية كيسوع.‏ ولكن غالبا ما يصنع عمل لطف مجازيا الاعاجيب في ازالة التحامل.‏

موقف بولس من «الذين هم من خارج»‏

٥،‏ ٦ كيف تعامل الرسول بولس مع اليهود «الذين هم من خارج»؟‏

٥ يشير الرسول بولس في عدد من رسائله الى الاشخاص «الذين من خارج» او «الذين هم من خارج،‏» اي غير المسيحيين،‏ سواء أكانوا يهودا ام امميين.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١٢؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏١٢؛‏ ١ تيموثاوس ٣:‏٧‏)‏ فكيف تعامل مع هؤلاء؟‏ لقد ‹صار كل شيء لجميع انواع الناس ليخلِّص على كل حال قوما.‏› (‏١ كورنثوس ٩:‏٢٠-‏٢٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ فعندما كان يصل الى مدينة،‏ كان النمط الذي يتَّبعه في كرازته ان يذهب اولا الى اليهود المقيمين هناك.‏ وكيف كان اسلوبه؟‏ كان بلباقة واحترام يقدِّم براهين مقنعة من الكتاب المقدس ان المسيَّا قد اتى،‏ مات موتا فدائيا،‏ وأُقيم.‏ —‏ اعمال ١٣:‏٥،‏ ١٤-‏١٦،‏ ٤٣؛‏ ١٧:‏١-‏٣،‏ ١٠‏.‏

٦ وهكذا كان بولس يعتمد على معرفة اليهود للناموس والانبياء ليعلِّمهم عن المسيَّا وملكوت اللّٰه.‏ وقد افلح في اقناع البعض.‏ (‏اعمال ١٤:‏١؛‏ ١٧:‏٤‏)‏ ورغم مقاومة القادة اليهود،‏ اظهر بولس المشاعر الرقيقة لليهود الرفقاء عندما كتب:‏ «ايها الاخوة ان مسرة قلبي وطلبتي الى اللّٰه لأجل اسرائيل هي للخلاص.‏ لأني اشهد لهم ان لهم غيرة للّٰه ولكن ليس حسب المعرفة [«الدقيقة،‏» ع‌ج‏].‏» —‏ رومية ١٠:‏١،‏ ٢‏.‏

مساعدة المؤمنين غير اليهود

٧ كيف تجاوب دخلاء كثيرون مع البشارة التي كرز بها بولس؟‏

٧ كان الدخلاء اشخاصا غير يهود كانوا قد صاروا ممارسين للدين اليهودي مختونين.‏ ويبدو انه كان هنالك يهود دخلاء في رومية،‏ انطاكية سورية،‏ الحبشة،‏ وأنطاكية بيسيدية —‏ وفي الواقع في كل ارجاء الشتات.‏ (‏اعمال ٢:‏٨-‏١٠؛‏ ٦:‏٥؛‏ ٨:‏٢٧؛‏ ١٣:‏١٤،‏ ٤٣‏؛‏ قارنوا متى ٢٣:‏١٥‏.‏)‏ وبخلاف حكام يهود كثيرين،‏ من المرجح ان الدخلاء لم يكونوا متعجرفين،‏ ولم يكن بإمكانهم الافتخار بكبرياء بأنهم متحدرون من ابراهيم.‏ (‏متى ٣:‏٩؛‏ يوحنا ٨:‏٣٣‏)‏ ولكنهم كانوا قد هجروا الآلهة الوثنية والتجأوا بتواضع الى يهوه،‏ مكتسبين معرفة عنه وعن شرائعه.‏ وتبنّوا رجاء اليهود بمسيَّا قادم.‏ ولأن كثيرين منهم سبقوا وأظهروا استعدادهم للتغيير في بحثهم عن الحق،‏ كانوا الآن على استعداد للقيام بمزيد من التغييرات والتجاوب مع كرازة الرسول بولس.‏ (‏اعمال ١٣:‏٤٢،‏ ٤٣‏)‏ والدخيل الذي كان يعبد سابقا الآلهة الوثنية،‏ صار بعد اهتدائه الى المسيحية مؤهلا بشكل فريد للشهادة للامميين الآخرين الذين كانوا لا يزالون يعبدون هذه الآلهة.‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ ايّ صف آخر من الامميين بالاضافة الى الدخلاء انجذب الى الدين اليهودي؟‏ (‏ب)‏ كيف تجاوب كثيرون من الخائفين اللّٰه غير المختونين مع البشارة؟‏

٨ بالاضافة الى الدخلاء المختونين،‏ انجذب الى الدين اليهودي اشخاص آخرون من غير اليهود.‏ وكان اول مَن صار مسيحيا بينهم كرنيليوس الذي كان ‹تقيا وخائفا اللّٰه› رغم انه لم يكن دخيلا.‏ (‏اعمال ١٠:‏٢‏)‏ كتب الپروفسور ف.‏ ف.‏ بروس في تعليقه على سفر الاعمال:‏ «يُدعى هؤلاء الامميون عادة ‹الخائفين اللّٰه›؛‏ ومع ان هذا ليس تعبيرا اصطلاحيا،‏ فهو ملائم للاستعمال.‏ ففي حين ان امميين كثيرين في تلك الايام لم يكونوا على استعداد للصيرورة مهتدين الى الدين اليهودي (‏اذ كان مطلب الختان حجر عثرة للرجال خصوصا)‏،‏ فقد جذبتهم بساطة الايمان بإله واحد في العبادة في المجمع اليهودي والمقاييس الاخلاقية في طريقة حياة اليهود.‏ وحضر بعضهم المجمع فصاروا متضلِّعين نوعا ما من الصلوات ودروس الاسفار المقدسة،‏ التي كانوا يسمعونها تُقرأ من الترجمة اليونانية.‏»‏

٩ التقى الرسول بولس بأشخاص خائفين اللّٰه كثيرين وهو يكرز في المجامع في آسيا الصغرى واليونان.‏ وفي انطاكية بيسيدية خاطب المجتمعين في المجمع على انهم ‹الرجال الاسرائيليون والآخرون الذين يخافون اللّٰه.‏› (‏اعمال ١٣:‏١٦‏،‏ ع‌ج،‏ ٢٦‏)‏ ويكتب لوقا انه بعدما كرز بولس ثلاثة سبوت في المجمع في تسالونيكي،‏ «اقتنع [بالمسيحية] قوم منهم [اليهود] وانحازوا الى بولس وسيلا ومن اليونانيين المتعبدين جمهور كثير ومن النساء المتقدِّمات عدد ليس بقليل.‏» (‏اعمال ١٧:‏٤‏)‏ ومن المرجح ان بعض اليونانيين كانوا من الخائفين اللّٰه غير المختونين.‏ وهنالك ادلة على ان امميين كثيرين كهؤلاء انضموا الى المجتمعات اليهودية.‏

الكرازة بين «غير المؤمنين»‏

١٠ كيف كرز بولس للامميين الذين لم تكن عندهم فكرة عن الاسفار المقدسة،‏ وبأية نتيجة؟‏

١٠ يمكن ان تشير عبارة «غير المؤمنين» في الاسفار اليونانية المسيحية الى الناس عموما خارج الجماعة المسيحية.‏ وغالبا ما تشير الى الوثنيين.‏ (‏رومية ١٥:‏٣١؛‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤؛‏ ٦:‏١٤‏)‏ كان غير مؤمنين كثيرون في اثينا متعلمين الفلسفة اليونانية وليست عندهم ادنى فكرة عن الاسفار المقدسة.‏ فهل ثبَّط ذلك بولس عن الشهادة لهم؟‏ كلا.‏ لكنه كيَّف اسلوبه.‏ فقد عرض افكار الكتاب المقدس ببراعة دون الاقتباس مباشرة من الاسفار العبرانية،‏ التي لم يكن الاثينويون يعرفونها.‏ وأظهر ببراعة التناظر بين حق الكتاب المقدس وبعض الافكار التي عبَّر عنها الشعراء الرواقيون القدماء.‏ وقدَّم لهم مفهوم الاله الحقيقي الواحد لكل الجنس البشري،‏ اله سيدين بالعدل بواسطة رجل مات وأُقيم.‏ وهكذا،‏ بلباقة كرز بولس بالمسيح للاثينويين.‏ والنتيجة؟‏ في حين ان الغالبية سخروا منه علنا او كانوا متشككين،‏ فإن «اناسا التصقوا به وآمنوا.‏ منهم ديونيسيوس الاريوباغي وامرأة اسمها دامَرِس وآخرون معهما.‏» —‏ اعمال ١٧:‏١٨،‏ ٢١-‏٣٤‏.‏

١١ ايّ نوع من المدن كانت كورنثوس،‏ وماذا كانت نتيجة نشاط بولس الكرازي هناك؟‏

١١ كان هنالك مجتمع يهودي كبير في كورنثوس،‏ لذلك ابتدأ بولس خدمته هناك بالكرازة في المجمع.‏ ولكن عندما تبيَّن ان اليهود مقاومون،‏ ذهب بولس الى الامميين.‏ (‏اعمال ١٨:‏١-‏٦‏)‏ ويا لهم من امميين!‏ فقد كانت كورنثوس مدينة ناشطة،‏ عالمية،‏ تجارية،‏ مشهورة في كل انحاء العالم اليوناني الروماني بالخلاعة.‏ حتى ان الكلمة التي تقابل «ان يكون كورنثيا» صارت تعني ان يمارس الفساد الادبي.‏ ولكن حتى بعد ان رفض اليهود كرازة بولس ظهر له المسيح وقال:‏ «لا تخف بل تكلم .‏ .‏ .‏ لأن لي شعبا كثيرا في هذه المدينة.‏» (‏اعمال ١٨:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وتماما كما قال المسيح،‏ اسَّس بولس جماعة في كورنثوس،‏ رغم ان بعض اعضائها كانوا سابقا يحيون نمط حياة «كورنثيا.‏» —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏.‏

محاولة تخليص «جميع انواع الناس» اليوم

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ كيف تشبه مقاطعتنا اليوم المقاطعة ايام بولس؟‏ (‏ب)‏ ايّ موقف نظهره في المقاطعات حيث توجد اديان العالم المسيحي منذ زمن طويل او حيث خيَّب الدين المنظَّم امل كثيرين؟‏

١٢ واليوم،‏ كما في القرن الاول،‏ ‹تخلِّص نعمة اللّٰه جميع انواع الناس.‏› (‏تيطس ٢:‏١١‏،‏ ع‌ج‏)‏ وقد توسَّعت مقاطعة الكرازة بالبشارة لتغطي كل القارات ومعظم جزر البحار.‏ وكما في ايام بولس،‏ نقابل في الواقع «جميع انواع الناس.‏» مثلا،‏ يكرز بعضنا في بلدان حيث توجد كنائس العالم المسيحي منذ عدة قرون.‏ وقد يكون اعضاؤها مقيَّدين بالتقاليد الدينية،‏ تماما مثل يهود القرن الاول.‏ ومع ذلك،‏ يسرّنا ان نبحث عن الذين حالتهم القلبية جيدة ونبني على اساس معرفتهم للكتاب المقدس مهما كانت.‏ ونحن لا نتكلم مع الناس وكأننا اسمى منهم او نزدري بهم حتى وإن كان قادتهم الدينيون يقاوموننا ويضطهدوننا احيانا.‏ ولكننا ندرك ان بعضهم قد تكون لهم «غيرة للّٰه» رغم انه تنقصهم المعرفة الدقيقة.‏ وكيسوع وبولس،‏ نظهر المحبة الاصيلة للناس،‏ ونرغب بشدة في ان يخلصوا.‏ —‏ رومية ١٠:‏٢‏،‏ ع‌ج.‏

١٣ يلتقي كثيرون منا في الكرازة بأشخاص خيَّب الدين المنظَّم املهم.‏ ولكنهم ربما لا يزالون يخافون اللّٰه،‏ اذ يؤمنون به الى حدّ ما ويحاولون ان يعيشوا حياة مستقيمة.‏ أفلا ينبغي ان يسرّنا الالتقاء بأشخاص يؤمنون نوعا ما باللّٰه في هذا الجيل الملتوي والذي يزداد اثمه باستمرار؟‏ أوَلا نرغب في توجيههم الى ديانة لا رياء فيها ولا اباطيل؟‏ —‏ فيلبي ٢:‏١٥‏.‏

١٤،‏ ١٥ كيف صار حقل واسع مفتوحا للكرازة بالبشارة؟‏

١٤ انبأ يسوع في مثله عن الشبكة بأنه ستكون هنالك مقاطعة كبيرة لعمل الكرازة.‏ (‏متى ١٣:‏٤٧-‏٤٩‏)‏ ذكرت برج المراقبة عدد ١٥ حزيران ١٩٩٢،‏ الصفحة ٢٠‏،‏ في شرحها لهذا المثل:‏ «عبر القرون لعب اعضاء في العالم المسيحي دورا رئيسيا في ترجمة كلمة اللّٰه،‏ نسخها،‏ وتوزيعها.‏ ولاحقا شكَّلت الكنائس او دعمت جمعيات الكتاب المقدس،‏ التي نقلت الكتاب المقدس الى لغات البلدان البعيدة.‏ وأرسلت ايضا مرسلين طبيين ومعلّمين صنعوا مسيحيي الأرُز.‏ فجمع ذلك اعدادا هائلة من السمك الاردياء،‏ الذين لم يحظوا برضى اللّٰه.‏ ولكنه على الاقل كشف للملايين غير المسيحيين عن الكتاب المقدس وعن شكل من المسيحية،‏ على الرغم من انه فاسد.‏»‏

١٥ وكانت الهداية التي قام بها العالم المسيحي فعّالة خصوصا في اميركا الجنوبية،‏ افريقيا،‏ وبعض جزر البحار.‏ وفي ايامنا،‏ هنالك اشخاص ودعاء كثيرون في هذه المناطق،‏ ويمكننا ان نستمر في فعل الخير اذا كان لدينا موقف ايجابي ومحب من هؤلاء الاشخاص المتواضعين،‏ تماما كما كان موقف بولس من الدخلاء على الدين اليهودي.‏ وبين الذين يحتاجون ايضا الى مساعدتنا هنالك ملايين الاشخاص الذين يمكن تسميتهم «المتعاطفين» مع شهود يهوه.‏ فتسرّهم دائما رؤيتنا عندما نزورهم.‏ وبعضهم درسوا معنا الكتاب المقدس وحضروا اجتماعاتنا،‏ وخصوصا ذكرى موت المسيح السنوية.‏ أفَلا يشكِّل هؤلاء حقلا واسعا للكرازة ببشارة الملكوت؟‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ اية انواع من الناس نوصل اليهم البشارة؟‏ (‏ب)‏ كيف نتمثل ببولس في الكرازة لمختلف انواع الناس؟‏

١٦ وماذا ايضا عن الذين ليسوا من العالم المسيحي —‏ سواء كنا نلتقيهم في وطنهم او كانوا مهاجرين الى بلدان غربية؟‏ وماذا عن ملايين الاشخاص الذين هجروا الدين تماما وصاروا ملحدين او لاأدريين؟‏ وماذا ايضا عن الذين يتبعون بحماسة دينية الفلسفة العصرية او علم النفس الشعبي الذي يُنشَر عنه في الكتب الكثيرة حول معالجة الشخص اموره بنفسه والموجودة في المكتبات؟‏ هل ينبغي اجتناب هؤلاء الاشخاص،‏ والاعتبار انه لا يمكن افتداؤهم؟‏ ليس اذا تمثَّلنا بالرسول بولس.‏

١٧ عندما كان بولس يكرز في اثينا،‏ لم يقع في فخّ الجدال الفلسفي مع مستمعيه.‏ ولكنه كيَّف حججه لتناسب الاشخاص الذين كان يحادثهم،‏ عارضا حقائق الكتاب المقدس بوضوح ومنطق.‏ وبشكل مماثل،‏ لا يلزم ان نصير خبراء بأديان او فلسفات الذين نكرز لهم.‏ ولكننا نكيِّف اسلوبنا لجعل شهادتنا فعّالة،‏ صائرين بالتالي «كل شيء لجميع انواع الناس.‏» (‏١ كورنثوس ٩:‏٢٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ ذكر بولس عندما كتب الى المسيحيين في كولوسي:‏ «اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت.‏ ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد.‏» —‏ كولوسي ٤:‏٥،‏ ٦‏.‏

١٨ اية مسؤولية ملقاة على عاتقنا،‏ وماذا يجب ألّا ننساه ابدا؟‏

١٨ فلنظهر المحبة لجميع انواع الناس تماما مثل يسوع والرسول بولس.‏ ولنبذل قصارى جهدنا خصوصا لإخبار الآخرين ببشارة الملكوت.‏ ومن ناحية اخرى،‏ لا تنسوا ابدا ان يسوع قال عن تلاميذه:‏ «ليسوا جزءا من العالم.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ وستعالج مقالتنا التالية ما يعنيه ذلك لنا.‏

على سبيل المراجعة

◻ صفوا موقف يسوع المتزن من العالم.‏

◻ كيف كرز الرسول بولس لليهود والدخلاء؟‏

◻ كيف كان اسلوب بولس مع الخائفين اللّٰه وغير المؤمنين؟‏

◻ كيف يمكن ان نكون «كل شيء لجميع انواع الناس» في نشاطنا الكرازي؟‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٠]‏

كثيرا ما يتمكن المسيحيون من ازالة التحامل عندما يقومون بأعمال اللطف لجيرانهم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة