-
التأريخبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
ان التاريخ الآخر الذي له اهمية كبرى هو السنة الـ ٢٠ لحكم أرتحشستا (الطويل اليد)، السنة التي نال فيها نحميا الاذن بالذهاب الى اورشليم وإعادة بنائها. (نح ٢:١، ٥-٨) ورغم انه من الشائع اعتبار هذه السنة انها ٤٤٥ قم، إلا اننا نفضِّل عليها سنة ٤٥٥ قم ونورد اسباب ذلك في مقالة «فارِس، الفُرس». وأحداث هذه السنة المرتبطة بإعادة بناء اورشليم وأسوارها تسم نقطة البداية لنبوة «السبعين اسبوعا» في دانيال ٩:٢٤-٢٧. وكما يتَّضح، ان هذه الاسابيع هي اسابيع من السنين، حتى ان بعض الترجمات تستعمل كلمة «سنين» و «سنوات» بوضوح في هذه الآية. (دا ٩:٢٤، جد؛ كش؛ يج، الحاشية)، ما يجعل مجموعها ٤٩٠ سنة. وكما توضح مقالة «السبعون اسبوعا»، تشير هذه النبوة الى ظهور يسوع بصفته المسيَّا في سنة ٢٩ بم؛ موته في «نصف الاسبوع»، اي في وسط الاسبوع الاخير من السنين سنة ٣٣ بم؛ ونهاية فترة رضى اللّٰه الخاص على اليهود في سنة ٣٦ بم. وهكذا، انتهت فترة الـ ٧٠ اسبوعا باهتداء كرنيليوس بعد ٤٩٠ سنة من سنة ٤٥٥ قم. — اع ١٠:٣٠-٣٣، ٤٤-٤٨؛ ١١:١.
-
-
كَرْنِيلِيُوسبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
لماذا كان اهتداء كرنيليوس حدثا جديرا بالملاحظة على نحو خصوصي؟
لم يكن كرنيليوس رجلا متهودا ينتمي الى المجتمع اليهودي كما يحاج البعض، رغم اطلاعه على كتابات الانبياء، صنعه صدقات لليهود، خوفه اللّٰه، مواظبته على الصلاة، واستخدامه الاسم يهوه. والاسفار المقدسة تقدم برهانا قاطعا على ان هذا الضابط هو اممي غير مختون بكل ما للكلمة من معنى. فلو كان كرنيليوس متهودا لما قال بطرس انه لا يحل له كيهودي، انسجاما مع ما هو مكتوب في الشريعة بشأن الغريب، ان يخالط هذا ‹الرجل الذي من جنس آخر›. (لا ١٩:٣٣، ٣٤؛ اع ١٠:٢٨) وأيضا لو كان متهودا، لما «بُهت» اليهود الستة الآخرون الذين مع بطرس حين رأوا الروح القدس يُسكب «على اناس من الامم». (اع ١٠:٤٥؛ ١١:١٢) وإذا كان متهودا، فلماذا خاصم «الذين يؤيدون الختان» بطرس في هذه المسألة؟ — اع ١١:٢.
في الواقع، كان كرنيليوس باكورة الامميين غير المختونين الذين اصبحوا مسيحيين، مما يظهر انه بحلول ذلك الوقت لم يعد ضروريا ان يصبح الامميون متهودين، كالخصي الحبشي، قبل قبولهم في الجماعة المسيحية. فقد اعلن بطرس بقوة في تلك المناسبة التاريخية: «انا اجد بالتأكيد ان اللّٰه ليس محابيا، بل في كل امة، من يخافه ويعمل البر يكون مقبولا عنده». (اع ١٠:٣٤، ٣٥) وكما كان بطرس اول شخص يفتح «الطريق» امام اليهود في يوم الخمسين، كان في هذه المناسبة ايضا اول شخص ينقل بشارة الخلاص الى الامم غير المختونين. ويعقوب ايضا اقر انها كانت «المرة الاولى» التي يفتقد فيها اللّٰه «الامم». — اع ١٥:٧، ١٤.
-