مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٣ ١/‏٣ ص ٨-‏١٣
  • تغيَّروا في العقل واستنيروا في القلب

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تغيَّروا في العقل واستنيروا في القلب
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏‹الطريقة التي بها تسلك الامم›‏
  • عقول باطلة ومظلمة
  • قلوب جاهلة وعديمة الاحساس
  • ‏«فقدوا الحس»‏
  • ‏«اسلكوا كأولاد نور»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • ابتعِد عن الظلمة،‏ ابقَ في النور
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٤
  • داوموا على السلوك في طريق يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • النور الالهي يبدِّد الظلمة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٢
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
ب٩٣ ١/‏٣ ص ٨-‏١٣

تغيَّروا في العقل واستنيروا في القلب

‏«فأقول هذا وأشهد في الرب ان لا تسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الامم ايضا.‏» —‏ افسس ٤:‏١٧‏.‏

١ ماذا تفعل لنا عقولنا وقلوبنا؟‏

العقل والقلب هما اثنتان من المقدرات الاكثر روعة التي يمتلكها البشر.‏ وعلى الرغم من ان عملياتهما لا تحصى،‏ فهما فريدان في كل فرد.‏ وشخصيتنا،‏ كلامنا،‏ تصرفنا،‏ عواطفنا،‏ وقيمنا تتأثر جميعها بشدة بالطريقة التي بها تعمل عقولنا وقلوبنا.‏

٢،‏ ٣ (‏أ)‏ كيف يستعمل الكتاب المقدس التعبيرين «القلب» و «العقل»؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان نكون مهتمين بالقلب والعقل كليهما؟‏

٢ وفي الكتاب المقدس يشير «القلب» عموما الى الدافع،‏ العواطف،‏ والمشاعر الداخلية،‏ و «العقل» الى مقدرتَي الذكاء والتفكير.‏ ومع ذلك،‏ لا يستثني احدهما الآخر.‏ مثلا،‏ حثَّ موسى الاسرائيليين:‏ «ردِّد في قلبك [الحاشية في ع‌ج‏،‏ «أَعِدْ الى عقلك»] ان (‏يهوه)‏ هو الاله (‏الحقيقي)‏.‏» (‏تثنية ٤:‏٣٩‏)‏ وقال يسوع للكتبة الذين كانوا يتآ‌مرون عليه:‏ «لماذا تفكِّرون بالشر في قلوبكم.‏» —‏ متى ٩:‏٤؛‏ مرقس ٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

٣ يدل ذلك ان العقل والقلب هما في علاقة وثيقة متبادلة.‏ وهما يؤثران احدهما في الآخر،‏ وأحيانا يدعمان احدهما الآخر ليعملا كفريق موحَّد،‏ انما غالبا ما يحاربان احدهما الآخر في صراع من اجل السيطرة.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧‏؛‏ قارنوا رومية ٧:‏٢٣‏.‏)‏ ولهذا السبب،‏ لنيل رضى يهوه،‏ لا يجب ان نتيقَّن حالة عقولنا وقلوبنا فحسب بل يجب ان ندرِّبهما ايضا على العمل معا بانسجام،‏ ليجذبا في الاتجاه نفسه.‏ فلا بد ان نتغيَّر في العقل ونستنير في القلب.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٣٤؛‏ امثال ٣:‏١‏.‏

‏‹الطريقة التي بها تسلك الامم›‏

٤ كيف أثَّر الشيطان في عقول وقلوب الناس،‏ وما هي النتيجة؟‏

٤ الشيطان هو سيد الخداع والاحتيال.‏ وهو يعرف انه لكي يسيطر على الناس،‏ لا بد ان يستهدف عقولهم وقلوبهم.‏ ومنذ بداية التاريخ البشري كان يستعمل اساليب من نوع او من آخر ليحقِّق هذه الغاية.‏ ونتيجة لذلك فان «العالم كله قد وضع في الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وفي الواقع،‏ أثَّر الشيطان بنجاح كبير في قلوب وعقول الناس من العالم الذين يصفهم الكتاب المقدس بأنهم «جيل اعوج وملتوٍ.‏» (‏فيلبي ٢:‏١٥‏)‏ ويصف الرسول بولس بوضوح حالة القلب والعقل لهذا الجيل الاعوج والملتوي،‏ وتخدم كلماته اليوم كتحذير لنا جميعا.‏ مثلا،‏ اقرأوا من فضلكم افسس ٤:‏١٧-‏١٩‏،‏ وقارنوها بكلمات بولس في رومية ١:‏٢١-‏٢٤‏.‏

٥ لماذا كتب بولس مشورة قوية الى الافسسيين؟‏

٥ يمكننا ان نقدِّر لماذا كتب بولس كلمات قوية كهذه الى المسيحيين في افسس عندما نتذكر ان المدينة كانت رديئة السمعة بسبب انحطاطها الادبي وعبادتها الوثنية للاصنام.‏ وعلى الرغم من ان اليونانيين كان لديهم مفكِّرون وفلاسفة شهيرون،‏ يبدو ان التعليم اليوناني اعطى كثيرين من الناس قدرة اعظم على الشر،‏ وثقافتُهم انما جعلتهم مصقولين اكثر في رذائلهم.‏ وكان بولس مهتما بشدة برفقائه المسيحيين العائشين في محيط كهذا.‏ وعرف ان كثيرين منهم كانوا قبلا اناسا من الامم وكانوا قد ‹سلكوا .‏ .‏ .‏ حسب دهر هذا العالم.‏› ولكنهم الآن قبلوا الحق.‏ وتغيرت عقولهم،‏ واستنيرت قلوبهم.‏ وقبل كل شيء آخر،‏ اراد بولس ان ‹يسلكوا كما يحق للدعوة.‏› —‏ افسس ٢:‏٢؛‏ ٤:‏١‏.‏

٦ لماذا يجب ان نهتم بكلمات بولس؟‏

٦ والحالة مماثلة اليوم.‏ فنحن ايضا نعيش في عالم من القيم الملتوية،‏ انعدام الآداب،‏ والممارسات الدينية الباطلة.‏ وكثيرون بيننا كانوا في ما مضى يعيشون حسب نظام اشياء هذا العالم.‏ وكان على آخرين منا ان يخالطوا اشخاصا عالميين كل يوم.‏ وعاش البعض في بيوت حيث تسود الروح العالمية.‏ ولذلك من الملحّ ان نفهم معنى كلمات بولس ونستفيد من مشورته.‏

عقول باطلة ومظلمة

٧ ماذا عنى بولس بالعبارة «بطل ذهنهم»؟‏

٧ لكي يمنح دعما قويا لحضّه المسيحيين ان ‹لا يسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الامم،‏› ذكر بولس اولا ‏«بطل ذهنهم.‏»‏ (‏افسس ٤:‏١٧‏)‏ فماذا يعني ذلك؟‏ ان الكلمة المترجمة «بطل،‏» بحسب ترجمة أنكور للكتاب المقدس،‏ «تدل ضمنا على الفراغ،‏ الكسل،‏ التفاهة،‏ الحماقة،‏ اللاقصد،‏ والتثبط.‏» وهكذا،‏ كان بولس يشير الى ان شهرة ومجد العالم اليوناني والروماني ربما ظهرا مؤثِّرَين لكنَّ اتِّباعهما كان حقا فارغا،‏ احمق،‏ وبلا قصد.‏ واولئك الذين تاقوا الى الشهرة والمجد لم يحصلوا إلا على التثبط والخيبة.‏ ويصح المبدأ نفسه في العالم اليوم.‏

٨ بأية طرائق تكون مساعي العالم باطلة؟‏

٨ ان للعالم مفكِّريه ونخبته الذين يتطلع اليهم الناس من اجل اجوبة عن اسئلة عميقة كأصل الحياة والقصد منها ومصير الجنس البشري.‏ ولكن اية بصيرة وارشاد لديهم ليقدموا؟‏ الالحاد،‏ اللاادرية،‏ التطور،‏ وجملة من الآراء والنظريات المشوِّشة والمتضاربة الاخرى التي لا تمنح الاستنارة اكثر من شعائر وخرافات الماضي.‏ والكثير من المساعي العالمية يبدو ايضا انه يقدم مقدارا من الاكتفاء والانجاز.‏ فالناس يتكلمون عن النجاح والانجاز في العلم،‏ الفن،‏ الموسيقى،‏ الرياضة،‏ السياسة،‏ وهلم جرا.‏ وهم يتمتعون بلحظات مجدهم العابرة.‏ ومع ذلك،‏ فإن حوليات التاريخ وكتب الانجازات العظمى التي لليوم ملآنة ابطالا منسيين.‏ كل ذلك ليس سوى فراغ،‏ كسل،‏ تفاهة،‏ حماقة،‏ لاقصد،‏ وتثبط.‏

٩ اية مساعٍ باطلة ينصرف اليها كثيرون؟‏

٩ واذ يدركون بطل مساعٍ كهذه،‏ ينصرف كثيرون الى المساعي المادية —‏ جامعين المال وحاصلين على الاشياء التي يمكن ان يشتريها المال —‏ ويجعلون هذه المساعي هدفهم في الحياة.‏ ويقتنعون بأن السعادة تأتي من طلب الغنى،‏ الممتلكات،‏ واللَّذة.‏ ولا يركِّزون عقولهم في ذلك فحسب بل هم مستعدون للتضحية بكل شيء —‏ الصحة،‏ العائلة،‏ وحتى الضمير.‏ وماذا تكون النتيجة؟‏ عوضا عن ان يشعروا بالانجاز،‏ فقد «طعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة.‏» (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٠‏)‏ ولا عجب ان بولس حثَّ رفقاءه المسيحيين ان يتوقفوا عن السلوك كسائر الامم بسبب بطل طريقة التفكير هذه.‏

١٠ كيف يكون الناس في العالم ‹مظلمي الفكر›؟‏

١٠ ولكي يظهر انه ليس لدى العالم شيء يستحق ان يُحسد عليه او يُقتدى به،‏ قال بولس بعد ذلك مباشرة انهم ‏«مظلمو الفكر.‏»‏ (‏افسس ٤:‏١٨‏)‏ طبعا،‏ هنالك في العالم اشخاص اذكياء وحسنو الاطلاع في كل حقل تقريبا.‏ ومع ذلك،‏ قال بولس انهم مظلمو الفكر.‏ ولماذا؟‏ ليست ملاحظاته عن خبرتهم او قدراتهم العقلية.‏ فالتعبير «عقل» يمكن ان يشير ايضا الى مركز الادراك البشري،‏ مقر الفهم،‏ الانسان الداخلي.‏ انهم في ظلمة لانه ليس لديهم نور مرشد او احساس بالتوجيه في مساعيهم.‏ ويمكن ان يُرى ذلك في احساسهم المشوِّش بالصواب والخطإ.‏ وقد يفكر الناس ان عقلية عدم اصدار الاحكام او عقلية كل شيء مقبول التي ليومنا هي مستنيرة،‏ لكنها في الواقع عقلية مظلمة،‏ بحسب بولس.‏ فروحيا،‏ هم يتلمسون طريقهم في ظلام تام.‏ —‏ ايوب ١٢:‏٢٥؛‏ ١٧:‏١٢؛‏ اشعياء ٥:‏٢٠؛‏ ٥٩:‏٦-‏١٠؛‏ ٦٠:‏٢‏؛‏ قارنوا افسس ١:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

١١ ما هو سبب الظلمة العقلية في العالم؟‏

١١ لماذا يمكن ان يكون الناس اذكياء،‏ ولامعين ايضا،‏ في امور كثيرة جدا ومع ذلك ان يكونوا في ظلمة روحية؟‏ في ٢ كورنثوس ٤:‏٤‏،‏ اعطانا بولس الجواب:‏ «اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة اللّٰه.‏» فيا لها من بركة ثمينة ان يصير اولئك الذين يعتنقون الانجيل المجيد متغيرين في العقل ومستنيرين في القلب!‏

قلوب جاهلة وعديمة الاحساس

١٢ بأية طريقة يكون العالم ‹متجنِّبا عن حياة اللّٰه›؟‏

١٢ لمساعدتنا ايضا على رؤية السبب الذي من اجله يجب ان نتغيَّر في العقل ونستنير في القلب،‏ وجَّه بولس انتباهنا الى واقع ان طريق العالم ‏‹متجنِّب عن حياة اللّٰه.‏›‏ (‏افسس ٤:‏١٨‏)‏ وليس الامر انه لم يعد الناس يؤمنون باللّٰه او انهم صاروا ملحدين تماما.‏ وعبَّر محرِّر عمود في صحيفة عن ذلك بهذه الطريقة:‏ «عوضا عن كلمة ملحدين،‏ لنبتدع عبارة جديدة:‏ مؤمنون اقل باللّٰه.‏ وأناس الايمان الاقل باللّٰه يرغبون في سمعة حسنة من اجل ايمانهم باللّٰه فيما يحفظونه في الوقت نفسه في علبة،‏ مخرجين اياه فقط يوم الاحد صباحا وغير سامحين له بالتأثير في نظرتهم العالمية السياسية او حياتهم الشخصية ما بين الآحاد.‏ [فهم] يؤمنون باللّٰه الى حد ما لكنهم لا يعتقدون ان لديه الكثير ليقوله عن المجتمع العصري.‏» وقد عبَّر بولس عن ذلك بهذه الطريقة في رسالته الى اهل رومية:‏ «لأنهم لما عرفوا اللّٰه لم يمجِّدوه او يشكروه.‏» (‏رومية ١:‏٢١‏)‏ وكل يوم نرى الناس يعيشون دون اية فكرة عن اللّٰه مهما كانت.‏ وطبعا،‏ لا يمنحونه الاكرام والشكر.‏

١٣ ما هي «حياة اللّٰه»؟‏

١٣ ان التعبير «حياة اللّٰه» هو تعبير ذو معنى.‏ فهو يظهر ايضا كيف تشوِّش الظلمة العقلية والروحية شعورَ الناس بالقيم.‏ والكلمة اليونانية المترجمة «حياة» هنا ليست بيوس (‏التي منها تأتي كلمات مثل «بيولوجيا،‏» «بيوڠرافيا»)‏،‏ التي تعني طريقة حياة،‏ او نمط حياة.‏ ولكنها بالاحرى زووِ (‏التي منها تأتي كلمات مثل «زو،‏» و«زولوجي»)‏.‏ وتعني «الحياة كمبدإ،‏ الحياة بالمعنى المطلق،‏ الحياة كما هي للّٰه.‏ .‏ .‏ .‏ وعن هذه الحياة صار الانسان متجنِّبا نتيجة السقوط في الخطية،‏» بحسب قاموس ڤاين التفسيري لكلمات العهدين القديم والجديد.‏ وهكذا كان بولس يخبرنا ان الظلمة العقلية والروحية لا تقود الناس في العالم الى الفساد في الجسد فحسب بل تفصلهم ايضا عن رجاء الحياة الابدية الذي يقدِّمه اللّٰه.‏ (‏غلاطية ٦:‏٨‏)‏ ولماذا الامر كذلك؟‏ يتابع بولس اخبارنا بالاسباب.‏

١٤ ما هو احد الاسباب الذي لاجله يتجنَّب العالم عن حياة اللّٰه؟‏

١٤ اولا،‏ قال ان ذلك ‏«لسبب الجهل الذي فيهم.‏»‏ (‏افسس ٤:‏١٨‏)‏ ان العبارة «الذي فيهم» تشدِّد ان الجهل ناتج لا من فقدان الفرصة بل من الرفض العمدي لمعرفة اللّٰه.‏ والترجمتان الاخريان لهذه العبارة هما:‏ «رفضهم المتأصل لمعرفة اللّٰه» (‏ترجمة أنكور للكتاب المقدس‏)‏‏؛‏ «دون معرفة لانهم اغلقوا قلوبهم عنها» (‏الكتاب المقدس الاورشليمي‏)‏‏.‏ ولأنهم رفضوا المعرفة الدقيقة عن اللّٰه،‏ او ازدروا طوعا بها،‏ ليس لديهم اساس لكسب نوع الحياة الذي يقدِّمه يهوه لاولئك الذين يمارسون الايمان بابنه،‏ الذي قال:‏ «هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏٣؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٩‏.‏

١٥ ماذا يساهم في تجنُّب هذا العالم عن حياة اللّٰه؟‏

١٥ والسبب الآخر لتجنُّب العالم عموما عن حياة اللّٰه،‏ وفقا لبولس،‏ هو ‏«غلاظة قلوبهم.‏»‏ (‏افسس ٤:‏١٨‏)‏ ومن حيث الاساس تعني «غلاظة» هنا قساوة،‏ كما لو انها مغطاة بالثَّفَن.‏ وجميعنا نعرف كيف يتطور الثَّفَن.‏ فقد يكون الجلد ناعما وحساسا في البداية،‏ ولكن اذا تعرَّض تكرارا لضغط او احتكاك يقسو او يثخن،‏ مشكِّلا الثَّفَن.‏ فلا يعود يشعر بالتهييج.‏ وبشكل مماثل،‏ لا يولد الناس بقلب مقسّى او ثَفِن بحيث يصيرون آليا عديمي الشعور نحو اللّٰه.‏ ولكن لاننا نعيش في العالم ونتعرَّض لروحه لا يلزم القلب وقت طويل ليصير ثَفِنا او مقسّى اذا لم تجرِ حمايته.‏ ولهذا السبب حذَّر بولس:‏ «انظروا .‏ .‏ .‏ لكي لا يقسّى احد منكم بغرور الخطية.‏» (‏عبرانيين ٣:‏٧-‏١٣؛‏ مزمور ٩٥:‏٨-‏١٠‏)‏ ولذلك،‏ كم هو ملحّ ان نبقى متغيِّرين في العقل ومستنيرين في القلب!‏

‏«فقدوا الحس»‏

١٦ ما هي عاقبة ظلمة العالم العقلية وتجنُّبه عن حياة اللّٰه؟‏

١٦ ان عاقبة مثل هذه الظلمة والتجنُّب تُجمَل بكلمات بولس الاضافية:‏ ‏«الذين اذ هم قد فقدوا الحس اسلموا نفوسهم (‏للانحلال الخُلقي‏)‏ ليعملوا كل نجاسة في الطمع.‏»‏ (‏افسس ٤:‏١٩‏)‏ ان العبارة «الذين اذ هم قد فقدوا الحس» تعني حرفيا «الذين اذ هم قد توقفوا عن الشعور بالالم،‏» الالم الادبي.‏ وبهذه الطريقة يصير القلب ثَفِنا.‏ وحالما يتوقف عن الشعور بوخزات الضمير والشعور بالمسؤولية امام اللّٰه،‏ لا يعود هنالك ايّ قيد.‏ وهكذا،‏ قال بولس انهم «اسلموا نفوسهم» للانحلال الخُلقي والنجاسة.‏ انها خطوة عمدية وعن قصد.‏ و «(‏الانحلال الخُلقي)‏،‏» كما هو مستعمل في الكتاب المقدس،‏ يشير الى موقف وقح ومخزٍ،‏ مزدرٍ بالقانون والسلطة.‏ وبشكل مماثل،‏ لا تشمل «كل نجاسة» الانحرافات الجنسية فحسب بل ايضا الامور المحرَّمة الجارية باسم الدين،‏ كشعائر الخصب والطقوس المنجزة في هيكل ارطاميس في افسس،‏ التي كان قراء بولس عارفين بها جيدا.‏ —‏ اعمال ١٩:‏٢٧،‏ ٣٥‏.‏

١٧ لماذا قال بولس ان الناس الذين فقدوا كل حس ادبي يخطئون «في الطمع»؟‏

١٧ وكأنما الانغماس غير المقيَّد في الانحلال الخلقي وكل نجاسة لم يكونا رديئين الى حد كافٍ،‏ يضيف بولس ان اشخاصا كهؤلاء يعملون «في الطمع.‏» وعندما يرتكب الناس الذين لا يزال لديهم مقدار من الشعور الادبي خطية،‏ قد يشعرون على الاقل بالندم ويحاولون جاهدين الَّا يكرِّروها.‏ لكنَّ اولئك الذين «فقدوا الحس» يخطئون «في الطمع» (‏«ولا يزالون يطلبون المزيد،‏» ترجمة أنكور للكتاب المقدس‏)‏‏.‏ ويدخلون بتوق في منحدر يزداد شدة حتى ينحطوا الى اعماق الفساد —‏ ويعتبرون ذلك طبيعيا.‏ فيا للوصف الدقيق ‹لارادة الامم›!‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

١٨ للايجاز،‏ اي نوع من الصوَر قدَّمه بولس عن حالة العالم العقلية والروحية؟‏

١٨ وهكذا،‏ في مجرد ثلاثة أعداد،‏ افسس ٤:‏١٧-‏١٩‏،‏ يكشف بولس عن الحالة الادبية والروحية الحقيقية للعالم.‏ ويشير الى ان الآراء والنظريات التي يروِّجها المفكِّرون العالميون والسعي العديم الشفقة الى الغنى واللَّذة هي باطلة تماما.‏ ويوضح ان العالم بسبب الظلمة العقلية والروحية هو في مأزق ادبي،‏ منحطّا الى حد اعمق فأعمق.‏ وأخيرا بسبب الجهل وعدم الاحساس المفروضين ذاتيا،‏ صار العالم بلا رجاء متجنِّبا عن حياة اللّٰه.‏ بالتأكيد،‏ لدينا اسباب وجيهة لئلا نسلك كما يسلك سائر الامم ايضا!‏

١٩ اي سؤالين اساسيين يلزم التأمل فيهما بعدُ؟‏

١٩ بما ان الظلمة في العقل والقلب هي التي تصيِّر العالم متجنِّبا عن يهوه اللّٰه،‏ كيف يمكننا ان نتخلَّص من كل الظلمة من عقولنا وقلوبنا؟‏ نعم،‏ ماذا يجب ان نفعل لكي نتمكَّن من السلوك كأولاد نور ونحتفظ برضى اللّٰه؟‏ سيجري التأمل في ذلك في المقالة التالية.‏

هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

◻ ماذا حثَّ على مشورة بولس القوية في افسس ٤:‏١٧-‏١٩‏؟‏

◻ لماذا طرائق العالم باطلة ومظلمة؟‏

◻ ماذا يُقصد بالعبارة «متجنِّبون عن حياة اللّٰه»؟‏

◻ ما هي عواقب العقل المظلم والقلب العديم الاحساس؟‏

‏[الصور في الصفحة ٩]‏

كانت افسس رديئة السمعة بسبب انحطاطها الادبي وعبادتها الاصنام

١-‏ مُجالِد روماني في افسس

٢-‏ خرائب هيكل ارطاميس

٣-‏ مسرح في افسس

٤-‏ ارطاميس الافسسية،‏ الاهة الخصب

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

اية بصيرة لدى نخبة العالم ليقدِّموا؟‏

نيرون

‏[مصدر الصورة]‏

Musei Capitolini,‎ Roma

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة