-
تنشُّق «هواء» هذا العالم مميت!برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ شباط (فبراير)
-
-
تنشُّق «هواء» هذا العالم مميت!
«كنتم امواتا بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلا . . . حسب رئيس سلطان الهواء.» — افسس ٢:١ و ٢.
١ كيف صار تلوث الهواء مميتا للبشر؟
تنشُّق الهواء النقي! كم منعش هو بعد وجود المرء في غرفة فاسدة الهواء! ولكن حتى في العراء يكون التلوث المشكلة الرئيسية اليوم. فالسموم المقذوفة في الجو هي في مستويات مزعجة في بلدان كثيرة. والدخان السام، الغبار الاشعاعي، الجراثيم التي تسبب المرض وبعض الفيروسات كلها تنتقل بواسطة الهواء. والهواء الداعم الحياة، الذي زوَّده بسخاء خالقنا المحب، يصير مميتا اكثر فاكثر بسبب جشع الانسان واهماله.
٢ اي «هواء» هو اكثر خطرا من الهواء الملوث الذي يمكن ان نتنشقه؟
٢ ولكن بقدر ما يكون تلوث الهواء خطرا هنالك شكل من «الهواء» الملوث مميت اكثر ايضا. وهو ليس هواء ملوثا من الحادث النووي في شيرنوبيل (الاتحاد السوفياتي) او هواء مليئا بالضباب الدخاني من لوس انجلوس، كاليفورنيا (الولايات المتحدة الاميركية). كلا، فنحن في خطر تنشُّق «هواء» مهلك اكثر بكثير. والرسول بولس ذكر ذلك عندما قال للرفقاء المسيحيين: «كنتم امواتا بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في ابناء المعصية.» — افسس ٢:١، ٢.
٣ و ٤ (أ) من هو «رئيس سلطان الهواء»؟ (ب) لماذا ليس «الهواء» في افسس ٢:١، ٢ مقر الابالسة؟
٣ فما هو هذا «الهواء»؟ يُظهر بولس ان له ‹سلطانا،› او قوة، ويوجد عليه «رئيس.» وليس هنالك شك في مَن هو هذا الرئيس. انه الشيطان ابليس، الذي دعاه يسوع المسيح «رئيس هذا العالم.» (يوحنا ١٢:٣١) واذ يدرك ذلك بعض علماء الكتاب المقدس يعتقدون ان بولس هنا اقتبس من المصادر اليهودية او الوثنية وتكلم عن الهواء كمقر للابالسة يسيطر عليه ابليس. وتعكس ترجمات كثيرة للكتاب المقدس هذه الفكرة. ولكنّ هذا «الهواء» ليس الاماكن السماوية نفسها التي يسكن فيها «اجناد الشر الروحية.» — افسس ٦:١١، ١٢.
٤ عندما كتب بولس الى المسيحيين في افسس كان الشيطان والابالسة لا يزالون في السماء، رغم كونهم خارج رضى اللّٰه. وكانوا سيطرحون بعدُ الى جوار الارض. (رؤيا ١٢:٧-١٠) وفضلا عن ذلك فان الهواء يتعلق بالبشر اكثر من الخلائق الروحانية. ولذلك كان المجتمع البشري سيشعر بالآثار عند سكب الجام الاخير لغضب اللّٰه على «الهواء.» — رؤيا ١٦:١٧-٢١.
٥ ما هو «الهواء» موضوع البحث هنا، واي اثر له في الناس؟
٥ وهكذا يَظهر ان بولس يستعمل الهواء الحرفي، او الجو، ليوضح الروح العام، او الموقف السائد للانانية والعصيان، الذي يعكسه الناس البعيدون عن اللّٰه. انه نفس «الروح الذي يعمل الآن في ابناء المعصية» و«روح العالم.» (افسس ٢:٢؛ ١ كورنثوس ٢:١٢) وكما ان الهواء الحرفي هو في كل مكان، حاضر ليجري تنشُّقه، كذلك فان «روح العالم» حاضر دائما. ومن الطفولة حتى الممات يتخلل ويؤثر ويكيف الطريقة التي بها يفكر الناس ويعملون اذ يطلبون اشباع رغباتهم وآمالهم وطموحاتهم.
٦ (أ) كيف تتعاظم قوة «هواء» هذا العالم، وكيف يمارس ‹سلطانا›؟ (ب) كيف يمكن لتنشُّق هذا «الهواء» ان يحمل المرء على التمثل بمسلك تمرد ابليس؟
٦ ان روح الخطية والتمرد هذا يسود في المجتمع البشري الناقص. واذ يجري تنشُّق هذا «الهواء» تتعاظم قوته المهلكة بضغط النظير والقابلية المتزايدة للمتعة الشهوانية. وهكذا فقد اعلن ‹سلطانا› على الناس. (قارنوا رومية ٦:١٢-١٤.) وابليس، طبعا، هو منشئ كل ما هو شرير. (يوحنا ٨:٤٤) ولذلك يؤثر في البشر ليتمثلوا بمسلك تمرده وبالتالي يوحي ويكيف ويسيطر على روح المجتمع، او «الهواء،» هذا. وبصفته ‹الرئيس› على هذه القوة، او ‹السلطان،› الشريرة فان الشيطان يستخدمها ليسيطر على تفكير الناس. وعناصرها معدَّة لابقاء الناس مشغولين جدا باشباع رغباتهم الجسدية واتِّباع المصالح العالمية بحيث لا يكون لديهم الوقت او الميل لمعرفة اللّٰه والاذعان لروحه القدوس، «الروح . . . الذي يحيي.» (يوحنا ٦:٦٣) فهم اموات، بلغة روحية.
٧ (أ) بأية طريقة كان المسيحيون قبلا «ابناء الغضب»؟ (ب) عند صيرورتنا مسيحيين اي تغيير جرى؟
٧ والمسيحيون ايضا كانوا تحت «سلطان،» او سيطرة، هذا «الهواء» الملوث قبل تعلمهم حق كلمة اللّٰه وابتدائهم بالعمل وفق مقاييسه البارة. «نحن ايضا جميعا تصرفنا قبلا بينهم [الناس العالميين] في شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد والافكار وكنا بالطبيعة ابناء الغضب كالباقين ايضا.» أما عند صيرورتنا مسيحيين فتوقَّفنا عن تنشُّق «الهواء» المميت لهذا العالم. لقد ‹خلعنا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق ولبسنا الانسان الجديد المخلوق بحسب اللّٰه في البر وقداسة الحق.› — افسس ٢:٣؛ ٤:٢٢-٢٤.
٨ كيف تشبه حالتنا اليوم تلك التي لامة اسرائيل في القفر؟
٨ والخطر الآن هو اننا بعد النجاة من الجو الملوث لهذا العالم قد نُغرى بالرجوع اليه. ونحن في الوقت الحاضر متقدمون عميقا في «وقت النهاية» وعلى عتبة النظام الجديد. (دانيال ١٢:٤) ولا شك اننا لا نريد ان نخسر بسبب الوقوع في الاشراك ذاتها التي وقع فيها الاسرائيليون. فبعد انقاذهم بأعجوبة من مصر ووصولهم الى حدود ارض الموعد ‹طُرح الآلاف في القفر.› ولماذا؟ لان البعض صاروا عبدة اوثان، والآخرين ارتكبوا الزنا، وآخرين ايضا جرّبوا يهوه بتذمرهم وتشكيهم. ويصنع بولس نقطة قوية اذ يقول: «فهذه الامور جميعها اصابتهم مثالا وكتبت لانذارنا نحن الذين انتهت الينا اواخر الدهور.» — ١ كورنثوس ١٠:١-١١.
٩ (أ) كيف يمكن ان نكون في العالم ومع ذلك ان لا نكون جزءا منه؟ (ب) ماذا يجب ان نكون لئلا يجري جرّنا ثانية الى جو العالم المميت؟
٩ وفي ما يتعلق بتلاميذه صلَّى يسوع: «ليسوا من العالم كما أني انا لست من العالم. لست اسأل ان تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير.» (يوحنا ١٧:١٤، ١٥) ويهوه سيحفظنا، لكنه لا يضع ‹سياجا› حولنا، ولا يحمينا بأعجوبة من «هواء» هذا العالم. (ايوب ١:٩، ١٠) ولذلك فانّ تحدِّينا هو ان نكون في عالم الشيطان، ومع ذلك ان لا نكون جزءا منه، ان نكون محاطين ‹بهوائه› الملوث، ومع ذلك ان لا نتنشقه. وعندما نقرأ مطبوعات دنيوية او نشاهد التلفزيون او نذهب الى اماكن التسلية نتعرّض على الارجح ‹لهواء› العالم. وفي ما يكون بعض الاتصال بأهل العالم لا مفر منه — في العمل، في المدرسة، وغير ذلك — يجب ان نكون متيقظين لئلا يجري جرّنا ثانية الى الجو المميت لهذا العالم. — ١ كورنثوس ١٥:٣٣، ٣٤.
١٠، ١١ (أ) كيف يمكن تشبيه كوننا في فردوس يهوه الروحي بوجودنا في مكان الـ «لا تدخين»؟ (ب) اية خطوات يجب اتخاذها اذا جرى اكتشاف نفخات من «هواء» هذا العالم؟
١٠ يمكن ان نشبِّه حالتنا بالجلوس في مطعم له مكان «تدخين» و«لا تدخين.» وكمسيحيين في فردوس يهوه الروحي نحن بلياقة في قسم الـ «لا تدخين،» بعيدين عن روح هذا العالم. وطبعا، نحن لا نجلس عمدا في قسم الـ «تدخين.» فذلك حماقة. ولكن ماذا يحدث غالبا عندما نكون في قسم الـ «لا تدخين» في مطعم؟ يتسرَّب الهواء القذر المشبع بالدخان فنحصل على نفخات منه! وعندما يحدث ذلك هل نجد الهواء الملوث مغريا؟ أم بالحري نبتعد عنه بالسرعة الممكنة؟
١١ ولكن ماذا تفعلون عندما تعترض سبيلكم نفخات من «هواء» هذا العالم؟ هل تتخذون اجراء فوريا للابتعاد عن هذا التأثير الدنس؟ اذا بقيتم هناك وتنشقتموه يمكن ان تكونوا على يقين من تأثر تفكيركم. وكلما تنشقتم هذا «الهواء» مدة اطول صار احتمالكم له اكثر. وفضلا عن ذلك، لا تكون الرائحة بعد مدة كريهة الى هذا الحد بل تصير مغرية، ممتعة، شهية للجسد. وقد تقوّي رغبة خفية كنتم تجاهدون للسيطرة عليها.
١٢ ماذا يلزم لتجنب التأثر بتلك الاوجه من «هواء» هذا العالم التي لا يجري اكتشافها بسهولة؟
١٢ ان بعض الملوثات المميتة ‹لهواء› هذا العالم لا يجري اكتشافها بسهولة، تماما كما ان ملوثات الهواء الحرفي، كأول اكسيد الكربون، عديمة الرائحة والطعم. والخطر هو اننا ربما لا نكتشف ‹الدخان المميت› حتى يتغلب علينا. وهكذا يلزم ان نكون منتبهين لئلا ننقاد الى شرك الموت بسبب مواقف هذا العالم المتساهلة او تمرده على مقاييس بر اللّٰه. وشجع بولس رفقاءه المسيحيين قائلا: «عظوا انفسكم كل يوم . . . لكي لا يُقسَّى احد منكم بغرور الخطية.» — عبرانيين ٣:١٣، رومية ١٢:٢.
ماذا يؤلف «هواء» هذا العالم؟
١٣ (أ) ما هو احد اشكال «هواء» هذا العالم الذي يجب ان نحترز منه؟ (ب) كيف يتضح ان هذا «الهواء» اثَّر في بعض شعب يهوه؟
١٣ وأية مواقف شائعة قد نبتدئ بتبنيها، حتى قبل ان ندرك ذلك، بسبب التأثير القوي ‹لهواء› هذا العالم؟ احدها هو الميل الى العبث بالامور الفاسدة ادبيا. فآراء هذا العالم في الجنس والآداب هي حولنا في كل مكان. ويقول كثيرون: ‹من الصواب ان نرتكب العهارة، وننجب الاولاد خارج نطاق الزواج، ونمارس مضاجعة النظير. فنحن نفعل ما هو عادي وطبيعي.› فهل اثَّر هذا «الهواء،» او الروح العالمي، في شعب يهوه؟ من المؤسف القول انه، في سنة الخدمة ١٩٨٦، فُصل ٤٢٦,٣٧ من الجماعة المسيحية، والعدد الاكبر منهم بسبب ممارسة الفساد الادبي الجنسي. وهذا لا يشمل العدد الاكبر ايضا للذين جرى توبيخهم بسبب الفساد الادبي ولكن لم يجرِ فصلهم لانهم كانوا تائبين باخلاص. — امثال ٢٨:١٣.
١٤ لماذا ينحرف بعض المسيحيين ادبيا، رافضين اية مشورة للاسفار المقدسة؟
١٤ وماذا يحدث في حالة اولئك الذين يستسلمون للفساد الادبي الجنسي؟ عندما تصير الوقائع معروفة يتبيَّن غالبا انهم عادوا الى تنشُّق «الهواء» المميت لهذا العالم. وسمحوا للمواقف العالمية بأن تجعلهم يخفضون مقاييسهم. مثلا، قد يبتدئون بمشاهدة الافلام السينمائية التي كانوا يتخلون عنها في السنوات الابكر. والاردأ من ذلك ايضا هو انهم في جهاز الفيديو في البيت قد يشاهدون افلاما لا تليق بالمسيحي بشكل واضح. ومثل هذا العبث بالامور الفاسدة ادبيا هو في تعارض مباشر مع وصية الاسفار المقدسة: «وأما الزنا وكل نجاسة او طمع فلا يُسمَّ بينكم كما يليق بقديسين ولا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل.» — افسس ٥:٣، ٤.
١٥ كيف يمكن للاغراء بالعبث بالفساد الادبي الجنسي ان يبتدئ بطريقة عرضية؟
١٥ صحيح انكم قد ترفضون سريعا ايّ اقتراح صريح لارتكاب العهارة. ولكن كيف تتصرفون عندما يحاول احد في العمل او المدرسة ان يغازلكم، او ان يرفع الكلفة اكثر من اللازم بطريقة جسدية، او ان يدعوكم الى الخروج في موعد؟ بهذه الطريقة تعترض سبيلكم نفخات من «هواء» هذا العالم. فهل تسمحون لنفسكم بالتمتع بالملاطفة، بالتشجيع عليها؟ حسب التقارير الواردة من الشيوخ كثيرا ما يبتدئ ارتكاب الخطإ بمثل هذه الطرائق العرضية. فقد يقول رجل عالمي لامرأة مسيحية: «كم تظهرين جميلة اليوم!» وقد يكون سماع ذلك سارّا، وخصوصا اذا كانت المرأة تشعر بالوحدة نوعا ما. والاكثر خطورة هو ان بعضهن لم يتجاوبن على نحو حكيم مع محاولات اللمس غير اللائق. فقد اعربن عن مظهر الرفض ولكن كان ذلك من نصف القلب بحيث جرى تشجيع الشخص العالمي على متابعة ما كان يفعله. فماذا اذا كانت عروض فاسدة ادبيا كهذه نحو امرأة مسيحية لتستمر كنفخات قوية من الهواء الملوث تعترض سبيلها؟ يجب ان تقول له بطريقة ثابتة انها لا تريد ولن تقبل ملاطفاته. فاذا استمرت تتنشق هذا «الهواء» تتحطم مقاومتها على الارجح. ويمكن ان تنقاد الى الفساد الادبي ان لم يكن الى زواج غير حكيم. — قارنوا امثال ٥:٣-١٤؛ ١ كورنثوس ٧:٣٩.
١٦ ماذا يلزم لكي نكون «رائحة المسيح الذكية»؟
١٦ اذاً، أسرعوا الى رفض «الهواء» المميت الفاسد ادبيا لهذا العالم. وعوض الاذعان لرائحته المغرية وجلب التعيير على اسم يهوه وهيئته، صيروا رائحة سارّة للّٰه بموقفكم وسلوككم التقوي. وعبَّر بولس عن ذلك بهذه الطريقة: «لاننا رائحة المسيح الذكية للّٰه في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت ولاولئك رائحة حياة لحياة.» (٢ كورنثوس ٢:١٥، ١٦) وماذا يهم اذا ازدرى كثيرون بالمسلك المسيحي؟ (١ بطرس ٤:١-٥) فدعوا العالم يذهب في طريقه، حاصدا ثمره الرديء بشكل بيوت محطمة وولادات غير شرعية وأمراض تنتقل جنسيا، مثل الآيدس، وعدد لا يُحصى من الويلات الاخرى العاطفية والجسدية. ولن تتجنبوا فقط آلاما كثيرة بل ستنالون ايضا رضى اللّٰه. وفضلا عن ذلك، سيتأثر البعض على الاقل بسلوككم الجيد ورسالة الملكوت التي تكرزون بها، وبالتالي ستجذبهم «رائحة حياة لحياة.»
«هواء» الازياء العالمية
١٧ كيف يمكن لازياء اللباس وطريقة قص الشعر ان تُظهر ان الشخص قد تأثر بروح هذا العالم؟
١٧ والوجه الآخر ‹لهواء› هذا العالم يتعلق بأزياء اللباس وطريقة قص الشعر. فكثيرون في العالم يلبسون لجعل انفسهم مغرين جنسيا. وحتى الاولاد قبل سن المراهقة يريدون ان يُظهروا انفسهم اكبر، مبرزين الجنس. فهل تتأثرون بهذا «الهواء،» او الموقف، الواسع الانتشار؟ وهل تلبسون لتثيروا، لتغيظوا، لتجذبوا على نحو غير لائق اهتمام الذين هم من الجنس الآخر؟ اذا كان الامر كذلك فأنتم تلعبون بالنار. وتنشُّق هذا «الهواء» سيخنق روح احتشامكم، رغبتكم في الطهارة. (ميخا ٦:٨، عج) واولئك الذين لديهم روح عالمي سينجذبون اليكم. ومن اعمالكم سيحصلون على الرسالة انكم على استعداد لتنضموا اليهم في الفساد الادبي. ولكن لماذا تبتدئون بهذا الاتجاه بالسماح ‹لهواء› كهذا بأن يغريكم بفعل ما هو رديء في نظر اللّٰه؟
١٨ كيف يساعدنا ان نذكر دائما اننا نمثل يهوه على اختيار ازياء اللباس وطريقة قص الشعر؟
١٨ لكي نكون محتشمين لا يلزم ان نلبس او نقص شعرنا بنوعية رديئة او غير جذابة. تأملوا في طريقة الغالبية العظمى لشهود يهوه في اللباس وقص الشعر. فهم يتجنبون الازياء المتطرفة لهذا العالم ولكنهم يقدمون انفسهم بطريقة جذابة، ذاكرين انهم خدام يمثلون المتسلط الكوني، يهوه. فلينتقد العالم القديم ازياءهم المحتشمة. فهم لن يسمحوا لمواقف هذا العالم بأن تجعلهم يخفضون مقاييسهم المسيحية. «فأقول هذا وأشهد في الرب،» كتب الرسول بولس، «أن لا تسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الامم ايضا ببطل ذهنهم . . . الذين اذ هم قد فقدوا الحس اسلموا نفوسهم للدعارة ليعملوا كل نجاسة.» (افسس ٤:١٧-١٩) فالمسيحي الناضج يلبس باحتشام، غير سالك كالامم. — ١ تيموثاوس ٢:٩، ١٠.
١٩ اذ تأملنا في وجهين رئيسيين ‹لهواء› هذا العالم ماذا يَظهر حتى الآن في ما يتعلق بخطر تنشُّقه؟
١٩ حتى الآن تأملنا في وجهين ‹لهواء› هذا العالم. ولكننا رأينا ان هذا «الهواء» مؤذ جدا للصحة الروحية. وفي المقالة التالية سنبحث في الاوجه الاخرى لهذا «الهواء» المميت الذي يوجِّهه ابليس ونظامه باستمرار نحو المسيحيين، آملا ان يستسلموا له. فما أهم ان نتجنب مثل هذا «الهواء،» لان تشرُّب روح هذا العالم انما هو كتنشُّق بخار الموت!
-
-
استمروا في الاذعان ‹للروح الذي يحيي›برج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
استمروا في الاذعان ‹للروح الذي يحيي›
«الروح هو الذي يحيي. أما الجسد فلا يفيد شيئا.» — يوحنا ٦:٦٣.
١ (أ) كيف يساعد يهوه شعبه على مقاومة تأثير «هواء» هذا العالم؟ (ب) كيف تساعدنا تنمية ثمر روح اللّٰه على امتلاك الميل العقلي الصائب؟
ان روح يهوه اللّٰه القدوس لازم بشكل حيوي اذا كنا سنقاوم تأثير «هواء» هذا العالم او مواقفه. (افسس ٢:١، ٢) وايضا يلزمنا الكتاب المقدس الذي يحتوي على افكار اللّٰه المسجلة تحت ارشاد الروح القدس. ويلزمنا ان نملك الموقف المسيحي المتواضع الذي ينتج من تنمية ثمار روح اللّٰه — «محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف.» حثّ الرسول بولس: «اسلكوا بالروح فلا تكمّلوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم احدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون.» — غلاطية ٥:١٦، ١٧، ٢٢، ٢٣.
٢ كيف يتباين ما ينتجه روح اللّٰه مع نتائج تبنّي «روح العالم»؟
٢ كتب بولس ايضا: «ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من اللّٰه لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من اللّٰه.» (١ كورنثوس ٢:١٢) ان «الهواء،» او الموقف العقلي، لهذا العالم يقتل ولكنّ ما يعطيه اللّٰه بالروح القدس يجلب حياة ابدية لاولئك الذين يقبلونه. قال يسوع: «الروح هو الذي يحيي. أما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي اكلّمكم به هو روح وحياة.» (يوحنا ٦:٦٣) وبما ان ‹الجسد لا يفيد شيئا› فاننا نحتاج الى العون الالهي للتغلب على الخطية ولمقاومة روح العالم.
٣ و ٤ (أ) ما هو الجشع، وكيف يستغل ‹رئيس الهواء› الرغبة الجسدية في الأشياء المادية؟ (ب) كيف يكون الشخص الجشع عابدا للأوثان؟
٣ في المقالة السابقة ناقشنا وجهين خطيرين من «هواء» هذا العالم — العبث بالامور الفاسدة ادبيا، وأزياء اللباس وطريقة قص الشعر غير اللائقة. ولكن هنالك اوجه عديدة اخرى. مثلا، ان جوّ هذا العالم مشبع من الجشع، برغبة انانية شديدة في الفوائد المادية او الأشياء المادية. و ‹رئيس الهواء› قد تيقَّن ان تجعلكم دعاية هذا العالم واعلاناته تشعرون بعدم الاكتفاء اذا كنتم لا تملكون وفرة من الممتلكات المادية. وهذا الوجه من «هواء» العالم يمكن ان يسمِّمكم بالفكرة ان هذه هي الامور الكبيرة في الحياة. فهل تأثرتم بهذا «الهواء» المادي؟
٤ يقول الكتاب المقدس: «كل زان او نجس او (جشع) الذي هو عابد للاوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح واللّٰه.» (افسس ٥:٥) لاحظوا ان الشخص الجشع انما هو عابد للاوثان. وقد تفكرون، ‹بالتأكيد، لن اذهب الى هذا الحد، صائرا عابدا للاوثان.› ولكن ما هي الوثنية؟ أليست هي وضع شيء آخر مكان يهوه وعبادته، مانحين الانتباه لذلك عوضا عن اللّٰه وخدمته؟ والجشع قد يشمل في الواقع عبادة المال وقوته ونفوذه. فاذا وضعتم الحصول على سيارة جديدة، او آلة تسجيل فيديو، او ايّ شيء مادي آخر قبل زيادة فرصكم في خدمة يهوه، ألا يكون ذلك دليلا على ان «هواء» هذا العالم يؤثر فيكم بشكل هدّام؟ ألا تصير الأشياء المادية كأوثان لكم؟
٥ بأية طرائق يكون «هواء» هذا العالم مليئا بالرغبة الانانية في الغنى؟
٥ اذا كنتم تطلبون ثقافة عالية او عملا مربحا، هل تفعلون ذلك لتصيروا اغنياء وتحصلوا على فوائد مادية اكثر مما تحتاجون اليه؟ هل تنخدعون بمشاريع الغنى السريع، راغبين في الانهماك فيها؟ و «هواء» هذا العالم مليء بالرغبة الانانية في الغنى والغش في ما يتعلق بدفع ضرائب الحكومة. وفي هذا الجو تزدهر المقامرة والنشاطات المماثلة. فلا تنخدعوا. واولئك الذين يتجنبون تأثير «الهواء» المشحون بالجشع لهذا العالم يجدون ان السعادة الأصيلة تأتي من كونهم مكتفين بالضرورات ووضعهم مصالح الملكوت اولا. — متى ٦:٢٥-٣٤؛ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.
الاستعمال اللائق للِّسان
٦ اي تأثير يمكن ان يكون لعادات كلام هذا العالم فينا كمسيحيين؟
٦ ماذا عن عادات كلامنا؟ اللغة القبيحة، كلمات الغضب، الكذب — ان «هواء» هذا العالم ملوَّث كاملا بمثل هذا الكلام السفيه. ومع ذلك فحتى كلام قليلين من الذين يعاشرون الجماعة المسيحية يعكس في بعض الاحيان الخشونة وحتى الفظاظة. يقول لنا التلميذ يعقوب بقوة: «من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة. لا يصلح يا اخوتي ان تكون هذه الامور هكذا. ألعلّ ينبوعا يُنبع من نفس عين واحدة العذب والمر.» (يعقوب ٣:١٠، ١١) فهل التقطتم شيئا من لغة هذا العالم الغريبة او النابية؟ وهل لديكم مجموعة مزدوجة من المفردات، الواحدة للاستعمال بين المسيحيين والاخرى للاستعمال في مكان آخر؟ كتب بولس: «لا تخرج كلمة رديّة من افواهكم بل كل ما كان صالحا للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين.» (افسس ٤:٢٩) فكم مهم هو استعمال الكلام اللائق والطاهر كل حين!
٧ ماذا يشمله ‹طرح الكذب والتكلم بالصدق›؟
٧ يلزمنا ايضا ان ننتبه لنخبر دائما بالصدق. فالمراوغة او تضليل الآخرين عمدا لتجنب المسؤولية انما يعني الكذب. ولذلك كونوا على يقين من الاصغاء الى مشورة بولس: «لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه. لأننا بعضنا اعضاء البعض.» — افسس ٤:٢٥، امثال ٣:٣٢.
٨ (أ) كيف يتصرف كثيرون من اهل العالم عند اثارتهم؟ (ب) اذا جرت اثارتنا لنغضب ماذا يجب ان نفعل؟
٨ ان التعبير عن الغضب غير المضبوط وجه آخر من روح هذا العالم. وكثيرون من اهل العالم يفقدون ضبط النفس بسهولة. فينفجرون ثم يبرِّرون انفسهم بالقول انهم كانوا ينفِّسون عن انفسهم. ولكنّ ذلك ليس ما نصح به بولس، لأنه كتب: «ليُرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث.» (افسس ٤:٣١) ولكن ماذا اذا استفحل الغضب رغم تطويرنا ضبط النفس والثمار الأخرى لروح اللّٰه؟ «اغضبوا ولا تخطئوا،» كتب بولس. «لا تغرب الشمس على غيظكم ولا تعطوا ابليس مكانا.» (افسس ٤:٢٦، ٢٧) فاذا جرت اثارتنا لنغضب يجب ان نقوِّم القضية بسرعة قبل انتهاء النهار. وإلا فان المرارة والاستياء يبتدئان بالتأصل في القلب فيصعب استئصالهما. فلا تسمحوا لانفسكم بتنشُّق «هواء» هذا العالم المليء بالغضب والانتقام! — مزمور ٣٧:٨.
٩ ما هي بعض المواقف الشائعة للمستخدمين، ولماذا يجب ان نفحص عادات عملنا؟
٩ وماذا عن عادات عملكم؟ ان التكاسل عن العمل وسرقة الأشياء من رب العمل شائعان اليوم. فهل تشربتم شيئا من هذا «الهواء»؟ وهل انتقل اليكم موقف ‹كل فرد يفعل ذلك›؟ لا تنسوا ابدا ان الطريقة التي بها نقوم بعملنا كمسيحيين تنعكس على يهوه وعبادته الحقيقية. فهل تريدون ان يرفض شخص ما الحق الذي يتكلم به واحد من شهود يهوه على بابه بسبب الطريقة التي تتصرفون بها في العمل؟ «لا يسرق السارق في ما بعد،» قال بولس، «بل بالحري يتعب . . . ليكون له ان يعطي من له احتياج.» — افسس ٤:٢٨.
١٠ في القيام بالعمل الدنيوي كيف يمكن ان نُظهر اننا لا نتأثر ‹بهواء› هذا العالم المليء بالأنانية؟
١٠ ورغم ان العلاقة بين السيد والعبد التي وجدت في القرن الاول نادرة اليوم، يمكن للمستخدمين المسيحيين ان يتعلموا مما كتبه بولس الى العبيد المسيحيين في افسس ٦:٥-٨. فهنا يجري امر العمال بأن ‹يطيعوا سادتهم لا كمن يرضون الناس بل كعبيد للمسيح.› ولذلك يجب على المسيحي ان لا يدير الامور ليتجنب تقديم عمل يوم كامل او تزويد السلع او الخدمات الموعود بها. واذا فعلنا الامور «كما (ليهوه)» فاننا نملك الموقف الصائب ولا نتأثر ‹بهواء› هذا العالم المليء بالانانية والكسل.
الطعام والشراب والتسلية
١١ كيف اثَّر الموقف العالمي من الاكل والشرب في بعض شعب يهوه في ازمنة الكتاب المقدس؟
١١ هل اثَّر فيكم الاستعمال المفرط للطعام والشراب الذي للعالم؟ فموقفه هو ‹لنأكل ونشرب ونمرح لأننا غدا نموت.› (١ كورنثوس ١٥:٣٢) وهذا الروح اثَّر في بعض خدام اللّٰه حتى منذ الازمنة القديمة. اذكروا المناسبة في البرية حين ‹جلس الاسرائيليون للأكل والشرب ثم قاموا لقضاء وقت طيّب.› (خروج ٣٢:٦) وهذا ‹الوقت الطيب› ادى الى انحلال خلقي غير مضبوط والى الوثنية حتى حمي غضب اللّٰه عليهم. فلا نتبع ابدا هذا المسلك. — ١ بطرس ٤:٣-٦.
١٢ اذا كانت عادات اكلنا وشربنا تحتاج الى انتباه ماذا يجب ان نفعل؟
١٢ اعطانا يهوه تنويعا كبيرا من الأطعمة والأشربة المغذية اللذيذة والغنية بالألوان، لكنه يريد ان نستعمل هذه الأشياء باعتدال. فالشراهة والسكر يدينهما الكتاب المقدس. (امثال ٢٣:٢٠، ٢١) ولذلك كونوا مستقيمين واسألوا نفسكم: هل هنالك مجال للتحسين في عادات اكلي وشربي؟ واذا كنتم تحتاجون الى ممارسة مزيد من ضبط النفس أدركوا ذلك واعملوا بانسجام مع صلواتكم لكي يساعدكم روح اللّٰه على التغلب على هذه المشكلة. «لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح،» قال بولس. (افسس ٥:١٨) اجل، امتلئوا بروح اللّٰه، ولا تستسلموا لروح هذا العالم غير المضبوط! «فاذا كنتم تأكلون او تشربون او تفعلون شيئا فافعلوا كل شيء لمجد اللّٰه.» (١ كورنثوس ١٠:٣١) أما اذا كانت لديكم مشاكل دائمة من هذا القبيل فاطلبوا مساعدة الرجال الناضجين روحيا في الجماعة. — غلاطية ٦:١، يعقوب ٥:١٤، ١٥.
١٣ (أ) كيف يتضح ان ابليس افسد الكثير من التسلية المتوافرة اليوم؟ (ب) كيف يمكننا تجنب موقف هذا العالم من التسلية؟
١٣ ان هذا العالم مدمن بقوة على الرياضة والموسيقى ومختلف اشكال التسلية. فان لم تخالف مبادئ الاسفار المقدسة فان التمتع بأمور كهذه ليس بالضرورة خطأ. لكنّ المشكلة هي ان الشيطان، «رئيس سلطان الهواء،» قد افسد الكثير من التسلية المتوافرة اليوم. (افسس ٢:٢) فغالبا ما يجري ترويج الفساد الادبي، والموافقة على العنف، وتصوير النجاح بواسطة الخداع والغش وحتى القتل. وعندما نشاهد تسلية كهذه نتنشّق هذه المواقف فتدخل عميقا الى جسمنا، وآثارها السامة لا بدّ ان تؤذينا. وفضلا عن ذلك فحتى حيث لا يكون بعض اشكال التسلية معترضا عليه من الأسفار المقدسة هنالك خطر الادمان عليها بحيث لا يبقى إلا القليل من الوقت للامور الروحية. ولذلك يجب ان نكون انتقائيين. فخصصوا الوقت للتمتع بشيء من التسلية الصحية والمفيدة باعتدال، ولكن تجنبوا التمثل بإفراط العالم. وسواء كانت رائحة «هواء» هذا العالم جيدة او رديئة فهو ملوَّث ومميت! — امثال ١١:١٩.
التباهي بالعرق — ريح شريرة
١٤ في ما يتعلق بالمشاكل الاجتماعية كيف يمكن ان نتأثر ‹بهواء› هذا العالم؟
١٤ ان الوجه الخبيث دون ريب من «هواء» هذا العالم هو التباهي بالعرق والقومية. فالبعض يروّجون الفكرة الخاطئة ان عروقا معيَّنة هي أسمى وأخرى هي أدنى. وتشجع القومية الناس على النظر الى موطنهم كأسمى من كل المواطن الاخرى. وفي الواقع، يتألم كثيرون بلا لزوم ويُحرمون حقوق الانسان الاساسية والامور الضرورية لسبب انانية الآخرين وتعصبهم. فينتج الاستياء وحتى العنف. ويقوم كثيرون بالثورة، آخذين حقوقهم بالقوة، واثقين بحلّ المشاكل الاجتماعية بطريقتهم الخاصة. ونحن ايضا يمكن ان نقع في شرك هذه الافكار. فعندما نلاحظ او نعاني المظالم، ثم نسمع اولئك الذين يحثّون على التغيير الاجتماعي، يمكن ان نتأثر ان لم ننتبه. ويمكن ان نبتدئ بهجر موقف حيادنا وبالانحياز. (يوحنا ١٥:١٩) والأخطر ايضا هو اننا قد نشعر باغراء الاشتراك في الاضراب او الحملات او اللجوء الى العنف لفرض التغييرات.
١٥ اي مسلك يوصي به الكتاب المقدس عندما نشعر بالميل الى ‹الانتقام لانفسنا›؟
١٥ وروح الجماعة يمكن ان يتأثر بشكل هدّام بالمشاعر العرقية او القومية. (قارنوا اعمال ٦:١-٧.) ولكننا نملك الروح الصائب اذا اصغينا الى المشورة: «ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس. لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل أعطوا مكانا للغضب. لأنه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب.» (رومية ١٢:١٨، ١٩) وبما ان كل العروق اتت من الزوجين البشريين الاولين، وان اللّٰه عديم المحاباة، فلا مجال هنالك للتباهي بالعرق او القومية في الجماعة المسيحية. — اعمال ١٠:٣٤، ٣٥؛ ١٧:٢٦، رومية ١٠:١٢، افسس ٤:١-٣.
استمروا في تنشُّق «الهواء» المانح الحياة
١٦ ماذا يساعد على منع تأثرنا بروح هذا العالم؟
١٦ لقد ناقشنا الاوجه الرئيسية المميتة ‹لهواء،› او روح، هذا العالم. فهو يحيط بنا ويمارس ضغطا حتى اذا ما سمحنا بتطور فراغ في روحياتنا يُسرع هذا «الهواء» الكريه ليملأه. والنجاح في مقاومته يتوقف الى حد بعيد على مقدار محبتنا لما هو نقي وطاهر وبار وبغضنا لما هو دنس ونجس وشرير. وسنستمر في تنشُّق «الهواء» الصائب اذا داومنا على تنمية الموقف العقلي الصائب في التجاوب مع قيادة روح يهوه القدوس. — رومية ١٢:٩؛ ٢ تيموثاوس ١:٧، غلاطية ٦:٧، ٨.
١٧ ماذا يجب فعله حالا اذا اكتشفنا ان شيئا من «هواء» هذا العالم يعترض سبيلنا؟
١٧ مهما كلَّف الأمر، لا تدعوا أيّا من «الهواء» الكريه لهذا العالم يبدو لكم طيب الرائحة. فرئيس هذا «الهواء» يعرف ما يلزم ليروق للحواس ويولّد الاشتياق الذي كثيرا ما يؤدي الى الخطية. (يعقوب ١:١٤، ١٥) فاستمروا في قسم الـ «لا تدخين،» فردوس يهوه الروحي. وعندما تكتشفون نفخة من «هواء» هذا العالم تعترض سبيلكم ابتعدوا عنها. تحوَّلوا عنها كما تبتعدون عن سمّ مميت. «فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الايام شريرة. من اجل ذلك لا تكونوا اغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب.» — افسس ٥:١٥-١٧.
١٨ ماذا سيكون روح اولئك الذين يحظون بامتياز العيش في الارض المطهرة؟
١٨ انها مشيئة اللّٰه ان نخدمه كمحافظين على الاستقامة. وفعل ذلك سيعني الحياة في نظامه الجديد القريب الآن جدا. وعندما نتنشّق الهواء آنذاك، كم يكون ذلك منعشا! فلا ملوِّثات مميتة، بل مجرد هواء نقي يدعم الحياة. وسيصح ذلك في الهواء الطبيعي، والأهم من ذلك في روح اولئك الذين يحظون بامتياز العيش في الارض المطهرة. فسيملكون موقف الطاعة والتواضع والتجاوب. و «هواء» هذا العالم القديم، المليء بتأثيرات التمرد والفساد والالحاد، سيكون قد ولّى. — رؤيا ٢١:٥-٨.
١٩ من سينجون الى نظام يهوه الجديد؟
١٩ لا شك اننا لا نريد ان نكون بين اولئك الذين يتنشّقون «هواء» هذا النظام عندما يزيل يهوه التلوّث والملوِّثين على السواء في هرمجدون. وعندما يولّي العالم القديم، ويُسجن ‹رئيس الهواء› في المهواة، يا لها من راحة! وكل من يحبّ يهوه ويستمر في محبة ما هو طاهر ومحتشم وبار سيكون هناك. فيهوه يريدهم هناك وسيساعدهم بروحه. وسيمنحهم الحياة الابدية في نظام جديد طاهر وسليم. فلا نخسر هذا الامتياز لسبب تنشُّق «الهواء» المميت لهذا النظام القديم!
-