مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تنشُّق «هواء» هذا العالم مميت!‏
    برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • تنشُّق «هواء» هذا العالم مميت!‏

      ‏«كنتم امواتا بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلا .‏ .‏ .‏ حسب رئيس سلطان الهواء.‏» —‏ افسس ٢:‏١ و ٢‏.‏

      ١ كيف صار تلوث الهواء مميتا للبشر؟‏

      تنشُّق الهواء النقي!‏ كم منعش هو بعد وجود المرء في غرفة فاسدة الهواء!‏ ولكن حتى في العراء يكون التلوث المشكلة الرئيسية اليوم.‏ فالسموم المقذوفة في الجو هي في مستويات مزعجة في بلدان كثيرة.‏ والدخان السام،‏ الغبار الاشعاعي،‏ الجراثيم التي تسبب المرض وبعض الفيروسات كلها تنتقل بواسطة الهواء.‏ والهواء الداعم الحياة،‏ الذي زوَّده بسخاء خالقنا المحب،‏ يصير مميتا اكثر فاكثر بسبب جشع الانسان واهماله.‏

      ٢ اي «هواء» هو اكثر خطرا من الهواء الملوث الذي يمكن ان نتنشقه؟‏

      ٢ ولكن بقدر ما يكون تلوث الهواء خطرا هنالك شكل من «الهواء» الملوث مميت اكثر ايضا.‏ وهو ليس هواء ملوثا من الحادث النووي في شيرنوبيل (‏الاتحاد السوفياتي)‏ او هواء مليئا بالضباب الدخاني من لوس انجلوس،‏ كاليفورنيا (‏الولايات المتحدة الاميركية)‏.‏ كلا،‏ فنحن في خطر تنشُّق «هواء» مهلك اكثر بكثير.‏ والرسول بولس ذكر ذلك عندما قال للرفقاء المسيحيين:‏ «كنتم امواتا بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في ابناء المعصية.‏» —‏ افسس ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٣ و ٤ (‏أ)‏ من هو «رئيس سلطان الهواء»؟‏ (‏ب)‏ لماذا ليس «الهواء» في افسس ٢:‏١،‏ ٢ مقر الابالسة؟‏

      ٣ فما هو هذا «الهواء»؟‏ يُظهر بولس ان له ‹سلطانا،‏› او قوة،‏ ويوجد عليه «رئيس.‏» وليس هنالك شك في مَن هو هذا الرئيس.‏ انه الشيطان ابليس،‏ الذي دعاه يسوع المسيح «رئيس هذا العالم.‏» (‏يوحنا ١٢:‏٣١‏)‏ واذ يدرك ذلك بعض علماء الكتاب المقدس يعتقدون ان بولس هنا اقتبس من المصادر اليهودية او الوثنية وتكلم عن الهواء كمقر للابالسة يسيطر عليه ابليس.‏ وتعكس ترجمات كثيرة للكتاب المقدس هذه الفكرة.‏ ولكنّ هذا «الهواء» ليس الاماكن السماوية نفسها التي يسكن فيها «اجناد الشر الروحية.‏» —‏ افسس ٦:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      ٤ عندما كتب بولس الى المسيحيين في افسس كان الشيطان والابالسة لا يزالون في السماء،‏ رغم كونهم خارج رضى اللّٰه.‏ وكانوا سيطرحون بعدُ الى جوار الارض.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٧-‏١٠‏)‏ وفضلا عن ذلك فان الهواء يتعلق بالبشر اكثر من الخلائق الروحانية.‏ ولذلك كان المجتمع البشري سيشعر بالآثار عند سكب الجام الاخير لغضب اللّٰه على «الهواء.‏» —‏ رؤيا ١٦:‏١٧-‏٢١‏.‏

      ٥ ما هو «الهواء» موضوع البحث هنا،‏ واي اثر له في الناس؟‏

      ٥ وهكذا يَظهر ان بولس يستعمل الهواء الحرفي،‏ او الجو،‏ ليوضح الروح العام،‏ او الموقف السائد للانانية والعصيان،‏ الذي يعكسه الناس البعيدون عن اللّٰه.‏ انه نفس «الروح الذي يعمل الآن في ابناء المعصية» و«روح العالم.‏» (‏افسس ٢:‏٢؛‏ ١ كورنثوس ٢:‏١٢‏)‏ وكما ان الهواء الحرفي هو في كل مكان،‏ حاضر ليجري تنشُّقه،‏ كذلك فان «روح العالم» حاضر دائما.‏ ومن الطفولة حتى الممات يتخلل ويؤثر ويكيف الطريقة التي بها يفكر الناس ويعملون اذ يطلبون اشباع رغباتهم وآمالهم وطموحاتهم.‏

      ٦ (‏أ)‏ كيف تتعاظم قوة «هواء» هذا العالم،‏ وكيف يمارس ‹سلطانا›؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن لتنشُّق هذا «الهواء» ان يحمل المرء على التمثل بمسلك تمرد ابليس؟‏

      ٦ ان روح الخطية والتمرد هذا يسود في المجتمع البشري الناقص.‏ واذ يجري تنشُّق هذا «الهواء» تتعاظم قوته المهلكة بضغط النظير والقابلية المتزايدة للمتعة الشهوانية.‏ وهكذا فقد اعلن ‹سلطانا› على الناس.‏ (‏قارنوا رومية ٦:‏١٢-‏١٤‏.‏)‏ وابليس،‏ طبعا،‏ هو منشئ كل ما هو شرير.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ ولذلك يؤثر في البشر ليتمثلوا بمسلك تمرده وبالتالي يوحي ويكيف ويسيطر على روح المجتمع،‏ او «الهواء،‏» هذا.‏ وبصفته ‹الرئيس› على هذه القوة،‏ او ‹السلطان،‏› الشريرة فان الشيطان يستخدمها ليسيطر على تفكير الناس.‏ وعناصرها معدَّة لابقاء الناس مشغولين جدا باشباع رغباتهم الجسدية واتِّباع المصالح العالمية بحيث لا يكون لديهم الوقت او الميل لمعرفة اللّٰه والاذعان لروحه القدوس،‏ «الروح .‏ .‏ .‏ الذي يحيي.‏» (‏يوحنا ٦:‏٦٣‏)‏ فهم اموات،‏ بلغة روحية.‏

      ٧ (‏أ)‏ بأية طريقة كان المسيحيون قبلا «ابناء الغضب»؟‏ (‏ب)‏ عند صيرورتنا مسيحيين اي تغيير جرى؟‏

      ٧ والمسيحيون ايضا كانوا تحت «سلطان،‏» او سيطرة،‏ هذا «الهواء» الملوث قبل تعلمهم حق كلمة اللّٰه وابتدائهم بالعمل وفق مقاييسه البارة.‏ «نحن ايضا جميعا تصرفنا قبلا بينهم [الناس العالميين] في شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد والافكار وكنا بالطبيعة ابناء الغضب كالباقين ايضا.‏» أما عند صيرورتنا مسيحيين فتوقَّفنا عن تنشُّق «الهواء» المميت لهذا العالم.‏ لقد ‹خلعنا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق ولبسنا الانسان الجديد المخلوق بحسب اللّٰه في البر وقداسة الحق.‏› —‏ افسس ٢:‏٣؛‏ ٤:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

      ٨ كيف تشبه حالتنا اليوم تلك التي لامة اسرائيل في القفر؟‏

      ٨ والخطر الآن هو اننا بعد النجاة من الجو الملوث لهذا العالم قد نُغرى بالرجوع اليه.‏ ونحن في الوقت الحاضر متقدمون عميقا في «وقت النهاية» وعلى عتبة النظام الجديد.‏ (‏دانيال ١٢:‏٤‏)‏ ولا شك اننا لا نريد ان نخسر بسبب الوقوع في الاشراك ذاتها التي وقع فيها الاسرائيليون.‏ فبعد انقاذهم بأعجوبة من مصر ووصولهم الى حدود ارض الموعد ‹طُرح الآلاف في القفر.‏› ولماذا؟‏ لان البعض صاروا عبدة اوثان،‏ والآخرين ارتكبوا الزنا،‏ وآخرين ايضا جرّبوا يهوه بتذمرهم وتشكيهم.‏ ويصنع بولس نقطة قوية اذ يقول:‏ «فهذه الامور جميعها اصابتهم مثالا وكتبت لانذارنا نحن الذين انتهت الينا اواخر الدهور.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١-‏١١‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ كيف يمكن ان نكون في العالم ومع ذلك ان لا نكون جزءا منه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان نكون لئلا يجري جرّنا ثانية الى جو العالم المميت؟‏

      ٩ وفي ما يتعلق بتلاميذه صلَّى يسوع:‏ «ليسوا من العالم كما أني انا لست من العالم.‏ لست اسأل ان تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ ويهوه سيحفظنا،‏ لكنه لا يضع ‹سياجا› حولنا،‏ ولا يحمينا بأعجوبة من «هواء» هذا العالم.‏ (‏ايوب ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ولذلك فانّ تحدِّينا هو ان نكون في عالم الشيطان،‏ ومع ذلك ان لا نكون جزءا منه،‏ ان نكون محاطين ‹بهوائه› الملوث،‏ ومع ذلك ان لا نتنشقه.‏ وعندما نقرأ مطبوعات دنيوية او نشاهد التلفزيون او نذهب الى اماكن التسلية نتعرّض على الارجح ‹لهواء› العالم.‏ وفي ما يكون بعض الاتصال بأهل العالم لا مفر منه —‏ في العمل،‏ في المدرسة،‏ وغير ذلك —‏ يجب ان نكون متيقظين لئلا يجري جرّنا ثانية الى الجو المميت لهذا العالم.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ كيف يمكن تشبيه كوننا في فردوس يهوه الروحي بوجودنا في مكان الـ‍ «لا تدخين»؟‏ (‏ب)‏ اية خطوات يجب اتخاذها اذا جرى اكتشاف نفخات من «هواء» هذا العالم؟‏

      ١٠ يمكن ان نشبِّه حالتنا بالجلوس في مطعم له مكان «تدخين» و«لا تدخين.‏» وكمسيحيين في فردوس يهوه الروحي نحن بلياقة في قسم الـ‍ «لا تدخين،‏» بعيدين عن روح هذا العالم.‏ وطبعا،‏ نحن لا نجلس عمدا في قسم الـ‍ «تدخين.‏» فذلك حماقة.‏ ولكن ماذا يحدث غالبا عندما نكون في قسم الـ‍ «لا تدخين» في مطعم؟‏ يتسرَّب الهواء القذر المشبع بالدخان فنحصل على نفخات منه!‏ وعندما يحدث ذلك هل نجد الهواء الملوث مغريا؟‏ أم بالحري نبتعد عنه بالسرعة الممكنة؟‏

      ١١ ولكن ماذا تفعلون عندما تعترض سبيلكم نفخات من «هواء» هذا العالم؟‏ هل تتخذون اجراء فوريا للابتعاد عن هذا التأثير الدنس؟‏ اذا بقيتم هناك وتنشقتموه يمكن ان تكونوا على يقين من تأثر تفكيركم.‏ وكلما تنشقتم هذا «الهواء» مدة اطول صار احتمالكم له اكثر.‏ وفضلا عن ذلك،‏ لا تكون الرائحة بعد مدة كريهة الى هذا الحد بل تصير مغرية،‏ ممتعة،‏ شهية للجسد.‏ وقد تقوّي رغبة خفية كنتم تجاهدون للسيطرة عليها.‏

      ١٢ ماذا يلزم لتجنب التأثر بتلك الاوجه من «هواء» هذا العالم التي لا يجري اكتشافها بسهولة؟‏

      ١٢ ان بعض الملوثات المميتة ‹لهواء› هذا العالم لا يجري اكتشافها بسهولة،‏ تماما كما ان ملوثات الهواء الحرفي،‏ كأول اكسيد الكربون،‏ عديمة الرائحة والطعم.‏ والخطر هو اننا ربما لا نكتشف ‹الدخان المميت› حتى يتغلب علينا.‏ وهكذا يلزم ان نكون منتبهين لئلا ننقاد الى شرك الموت بسبب مواقف هذا العالم المتساهلة او تمرده على مقاييس بر اللّٰه.‏ وشجع بولس رفقاءه المسيحيين قائلا:‏ «عظوا انفسكم كل يوم .‏ .‏ .‏ لكي لا يُقسَّى احد منكم بغرور الخطية.‏» —‏ عبرانيين ٣:‏١٣،‏ رومية ١٢:‏٢‏.‏

      ماذا يؤلف «هواء» هذا العالم؟‏

      ١٣ (‏أ)‏ ما هو احد اشكال «هواء» هذا العالم الذي يجب ان نحترز منه؟‏ (‏ب)‏ كيف يتضح ان هذا «الهواء» اثَّر في بعض شعب يهوه؟‏

      ١٣ وأية مواقف شائعة قد نبتدئ بتبنيها،‏ حتى قبل ان ندرك ذلك،‏ بسبب التأثير القوي ‹لهواء› هذا العالم؟‏ احدها هو الميل الى العبث بالامور الفاسدة ادبيا.‏ فآ‌راء هذا العالم في الجنس والآداب هي حولنا في كل مكان.‏ ويقول كثيرون:‏ ‹من الصواب ان نرتكب العهارة،‏ وننجب الاولاد خارج نطاق الزواج،‏ ونمارس مضاجعة النظير.‏ فنحن نفعل ما هو عادي وطبيعي.‏› فهل اثَّر هذا «الهواء،‏» او الروح العالمي،‏ في شعب يهوه؟‏ من المؤسف القول انه،‏ في سنة الخدمة ١٩٨٦،‏ فُصل ٤٢٦‏,٣٧ من الجماعة المسيحية،‏ والعدد الاكبر منهم بسبب ممارسة الفساد الادبي الجنسي.‏ وهذا لا يشمل العدد الاكبر ايضا للذين جرى توبيخهم بسبب الفساد الادبي ولكن لم يجرِ فصلهم لانهم كانوا تائبين باخلاص.‏ —‏ امثال ٢٨:‏١٣‏.‏

      ١٤ لماذا ينحرف بعض المسيحيين ادبيا،‏ رافضين اية مشورة للاسفار المقدسة؟‏

      ١٤ وماذا يحدث في حالة اولئك الذين يستسلمون للفساد الادبي الجنسي؟‏ عندما تصير الوقائع معروفة يتبيَّن غالبا انهم عادوا الى تنشُّق ‏«الهواء» المميت لهذا العالم.‏ وسمحوا للمواقف العالمية بأن تجعلهم يخفضون مقاييسهم.‏ مثلا،‏ قد يبتدئون بمشاهدة الافلام السينمائية التي كانوا يتخلون عنها في السنوات الابكر.‏ والاردأ من ذلك ايضا هو انهم في جهاز الفيديو في البيت قد يشاهدون افلاما لا تليق بالمسيحي بشكل واضح.‏ ومثل هذا العبث بالامور الفاسدة ادبيا هو في تعارض مباشر مع وصية الاسفار المقدسة:‏ «وأما الزنا وكل نجاسة او طمع فلا يُسمَّ بينكم كما يليق بقديسين ولا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل.‏» —‏ افسس ٥:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١٥ كيف يمكن للاغراء بالعبث بالفساد الادبي الجنسي ان يبتدئ بطريقة عرضية؟‏

      ١٥ صحيح انكم قد ترفضون سريعا ايّ اقتراح صريح لارتكاب العهارة.‏ ولكن كيف تتصرفون عندما يحاول احد في العمل او المدرسة ان يغازلكم،‏ او ان يرفع الكلفة اكثر من اللازم بطريقة جسدية،‏ او ان يدعوكم الى الخروج في موعد؟‏ بهذه الطريقة تعترض سبيلكم نفخات من «هواء» هذا العالم.‏ فهل تسمحون لنفسكم بالتمتع بالملاطفة،‏ بالتشجيع عليها؟‏ حسب التقارير الواردة من الشيوخ كثيرا ما يبتدئ ارتكاب الخطإ بمثل هذه الطرائق العرضية.‏ فقد يقول رجل عالمي لامرأة مسيحية:‏ «كم تظهرين جميلة اليوم!‏» وقد يكون سماع ذلك سارّا،‏ وخصوصا اذا كانت المرأة تشعر بالوحدة نوعا ما.‏ والاكثر خطورة هو ان بعضهن لم يتجاوبن على نحو حكيم مع محاولات اللمس غير اللائق.‏ فقد اعربن عن مظهر الرفض ولكن كان ذلك من نصف القلب بحيث جرى تشجيع الشخص العالمي على متابعة ما كان يفعله.‏ فماذا اذا كانت عروض فاسدة ادبيا كهذه نحو امرأة مسيحية لتستمر كنفخات قوية من الهواء الملوث تعترض سبيلها؟‏ يجب ان تقول له بطريقة ثابتة انها لا تريد ولن تقبل ملاطفاته.‏ فاذا استمرت تتنشق هذا «الهواء» تتحطم مقاومتها على الارجح.‏ ويمكن ان تنقاد الى الفساد الادبي ان لم يكن الى زواج غير حكيم.‏ —‏ قارنوا امثال ٥:‏٣-‏١٤؛‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣٩‏.‏

      ١٦ ماذا يلزم لكي نكون «رائحة المسيح الذكية»؟‏

      ١٦ اذاً،‏ أسرعوا الى رفض «الهواء» المميت الفاسد ادبيا لهذا العالم.‏ وعوض الاذعان لرائحته المغرية وجلب التعيير على اسم يهوه وهيئته،‏ صيروا رائحة سارّة للّٰه بموقفكم وسلوككم التقوي.‏ وعبَّر بولس عن ذلك بهذه الطريقة:‏ «لاننا رائحة المسيح الذكية للّٰه في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون.‏ لهؤلاء رائحة موت لموت ولاولئك رائحة حياة لحياة.‏» (‏٢ كورنثوس ٢:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وماذا يهم اذا ازدرى كثيرون بالمسلك المسيحي؟‏ ‏(‏١ بطرس ٤:‏١-‏٥‏)‏ فدعوا العالم يذهب في طريقه،‏ حاصدا ثمره الرديء بشكل بيوت محطمة وولادات غير شرعية وأمراض تنتقل جنسيا،‏ مثل الآيدس‏،‏ وعدد لا يُحصى من الويلات الاخرى العاطفية والجسدية.‏ ولن تتجنبوا فقط آلاما كثيرة بل ستنالون ايضا رضى اللّٰه.‏ وفضلا عن ذلك،‏ سيتأثر البعض على الاقل بسلوككم الجيد ورسالة الملكوت التي تكرزون بها،‏ وبالتالي ستجذبهم «رائحة حياة لحياة.‏»‏

      ‏«هواء» الازياء العالمية

      ١٧ كيف يمكن لازياء اللباس وطريقة قص الشعر ان تُظهر ان الشخص قد تأثر بروح هذا العالم؟‏

      ١٧ والوجه الآخر ‹لهواء› هذا العالم يتعلق بأزياء اللباس وطريقة قص الشعر.‏ فكثيرون في العالم يلبسون لجعل انفسهم مغرين جنسيا.‏ وحتى الاولاد قبل سن المراهقة يريدون ان يُظهروا انفسهم اكبر،‏ مبرزين الجنس.‏ فهل تتأثرون بهذا «الهواء،‏» او الموقف،‏ الواسع الانتشار؟‏ وهل تلبسون لتثيروا،‏ لتغيظوا،‏ لتجذبوا على نحو غير لائق اهتمام الذين هم من الجنس الآخر؟‏ اذا كان الامر كذلك فأنتم تلعبون بالنار.‏ وتنشُّق هذا «الهواء» سيخنق روح احتشامكم،‏ رغبتكم في الطهارة.‏ (‏ميخا ٦:‏٨‏،‏ ع‌ج)‏ واولئك الذين لديهم روح عالمي سينجذبون اليكم.‏ ومن اعمالكم سيحصلون على الرسالة انكم على استعداد لتنضموا اليهم في الفساد الادبي.‏ ولكن لماذا تبتدئون بهذا الاتجاه بالسماح ‹لهواء› كهذا بأن يغريكم بفعل ما هو رديء في نظر اللّٰه؟‏

      ١٨ كيف يساعدنا ان نذكر دائما اننا نمثل يهوه على اختيار ازياء اللباس وطريقة قص الشعر؟‏

      ١٨ لكي نكون محتشمين لا يلزم ان نلبس او نقص شعرنا بنوعية رديئة او غير جذابة.‏ تأملوا في طريقة الغالبية العظمى لشهود يهوه في اللباس وقص الشعر.‏ فهم يتجنبون الازياء المتطرفة لهذا العالم ولكنهم يقدمون انفسهم بطريقة جذابة،‏ ذاكرين انهم خدام يمثلون المتسلط الكوني،‏ يهوه.‏ فلينتقد العالم القديم ازياءهم المحتشمة.‏ فهم لن يسمحوا لمواقف هذا العالم بأن تجعلهم يخفضون مقاييسهم المسيحية.‏ «فأقول هذا وأشهد في الرب،‏» كتب الرسول بولس،‏ «أن لا تسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الامم ايضا ببطل ذهنهم .‏ .‏ .‏ الذين اذ هم قد فقدوا الحس اسلموا نفوسهم للدعارة ليعملوا كل نجاسة.‏» (‏افسس ٤:‏١٧-‏١٩‏)‏ فالمسيحي الناضج يلبس باحتشام،‏ غير سالك كالامم.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٩ اذ تأملنا في وجهين رئيسيين ‹لهواء› هذا العالم ماذا يَظهر حتى الآن في ما يتعلق بخطر تنشُّقه؟‏

      ١٩ حتى الآن تأملنا في وجهين ‹لهواء› هذا العالم.‏ ولكننا رأينا ان هذا «الهواء» مؤذ جدا للصحة الروحية.‏ وفي المقالة التالية سنبحث في الاوجه الاخرى لهذا «الهواء» المميت الذي يوجِّهه ابليس ونظامه باستمرار نحو المسيحيين،‏ آملا ان يستسلموا له.‏ فما أهم ان نتجنب مثل هذا «الهواء،‏» لان تشرُّب روح هذا العالم انما هو كتنشُّق بخار الموت!‏

  • استمروا في الاذعان ‹للروح الذي يحيي›‏
    برج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • استمروا في الاذعان ‹للروح الذي يحيي›‏

      ‏«الروح هو الذي يحيي.‏ أما الجسد فلا يفيد شيئا.‏» —‏ يوحنا ٦:‏٦٣‏.‏

      ١ (‏أ)‏ كيف يساعد يهوه شعبه على مقاومة تأثير «هواء» هذا العالم؟‏ (‏ب)‏ كيف تساعدنا تنمية ثمر روح اللّٰه على امتلاك الميل العقلي الصائب؟‏

      ان روح يهوه اللّٰه القدوس لازم بشكل حيوي اذا كنا سنقاوم تأثير «هواء» هذا العالم او مواقفه.‏ (‏افسس ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وايضا يلزمنا الكتاب المقدس الذي يحتوي على افكار اللّٰه المسجلة تحت ارشاد الروح القدس.‏ ويلزمنا ان نملك الموقف المسيحي المتواضع الذي ينتج من تنمية ثمار روح اللّٰه —‏ «محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف.‏» حثّ الرسول بولس:‏ «اسلكوا بالروح فلا تكمّلوا شهوة الجسد.‏ لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد.‏ وهذان يقاوم احدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون.‏» —‏ غلاطية ٥:‏١٦،‏ ١٧،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ٢ كيف يتباين ما ينتجه روح اللّٰه مع نتائج تبنّي «روح العالم»؟‏

      ٢ كتب بولس ايضا:‏ «ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من اللّٰه لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من اللّٰه.‏» (‏١ كورنثوس ٢:‏١٢‏)‏ ان «الهواء،‏» او الموقف العقلي،‏ لهذا العالم يقتل ولكنّ ما يعطيه اللّٰه بالروح القدس يجلب حياة ابدية لاولئك الذين يقبلونه.‏ قال يسوع:‏ «الروح هو الذي يحيي.‏ أما الجسد فلا يفيد شيئا.‏ الكلام الذي اكلّمكم به هو روح وحياة.‏» (‏يوحنا ٦:‏٦٣‏)‏ وبما ان ‹الجسد لا يفيد شيئا› فاننا نحتاج الى العون الالهي للتغلب على الخطية ولمقاومة روح العالم.‏

      ٣ و ٤ (‏أ)‏ ما هو الجشع،‏ وكيف يستغل ‹رئيس الهواء› الرغبة الجسدية في الأشياء المادية؟‏ (‏ب)‏ كيف يكون الشخص الجشع عابدا للأوثان؟‏

      ٣ في المقالة السابقة ناقشنا وجهين خطيرين من «هواء» هذا العالم —‏ العبث بالامور الفاسدة ادبيا،‏ وأزياء اللباس وطريقة قص الشعر غير اللائقة.‏ ولكن هنالك اوجه عديدة اخرى.‏ مثلا،‏ ان جوّ هذا العالم مشبع من الجشع،‏ برغبة انانية شديدة في الفوائد المادية او الأشياء المادية.‏ و ‹رئيس الهواء› قد تيقَّن ان تجعلكم دعاية هذا العالم واعلاناته تشعرون بعدم الاكتفاء اذا كنتم لا تملكون وفرة من الممتلكات المادية.‏ وهذا الوجه من «هواء» العالم يمكن ان يسمِّمكم بالفكرة ان هذه هي الامور الكبيرة في الحياة.‏ فهل تأثرتم بهذا «الهواء» المادي؟‏

      ٤ يقول الكتاب المقدس:‏ «كل زان او نجس او ‏(‏جشع)‏ الذي هو عابد للاوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح واللّٰه.‏» (‏افسس ٥:‏٥‏)‏ لاحظوا ان الشخص الجشع انما هو عابد للاوثان.‏ وقد تفكرون،‏ ‹بالتأكيد،‏ لن اذهب الى هذا الحد،‏ صائرا عابدا للاوثان.‏› ولكن ما هي الوثنية؟‏ أليست هي وضع شيء آخر مكان يهوه وعبادته،‏ مانحين الانتباه لذلك عوضا عن اللّٰه وخدمته؟‏ والجشع قد يشمل في الواقع عبادة المال وقوته ونفوذه.‏ فاذا وضعتم الحصول على سيارة جديدة،‏ او آلة تسجيل فيديو،‏ او ايّ شيء مادي آخر قبل زيادة فرصكم في خدمة يهوه،‏ ألا يكون ذلك دليلا على ان «هواء» هذا العالم يؤثر فيكم بشكل هدّام؟‏ ألا تصير الأشياء المادية كأوثان لكم؟‏

      ٥ بأية طرائق يكون «هواء» هذا العالم مليئا بالرغبة الانانية في الغنى؟‏

      ٥ اذا كنتم تطلبون ثقافة عالية او عملا مربحا،‏ هل تفعلون ذلك لتصيروا اغنياء وتحصلوا على فوائد مادية اكثر مما تحتاجون اليه؟‏ هل تنخدعون بمشاريع الغنى السريع،‏ راغبين في الانهماك فيها؟‏ و «هواء» هذا العالم مليء بالرغبة الانانية في الغنى والغش في ما يتعلق بدفع ضرائب الحكومة.‏ وفي هذا الجو تزدهر المقامرة والنشاطات المماثلة.‏ فلا تنخدعوا.‏ واولئك الذين يتجنبون تأثير «الهواء» المشحون بالجشع لهذا العالم يجدون ان السعادة الأصيلة تأتي من كونهم مكتفين بالضرورات ووضعهم مصالح الملكوت اولا.‏ —‏ متى ٦:‏٢٥-‏٣٤؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

      الاستعمال اللائق للِّسان

      ٦ اي تأثير يمكن ان يكون لعادات كلام هذا العالم فينا كمسيحيين؟‏

      ٦ ماذا عن عادات كلامنا؟‏ اللغة القبيحة،‏ كلمات الغضب،‏ الكذب —‏ ان «هواء» هذا العالم ملوَّث كاملا بمثل هذا الكلام السفيه.‏ ومع ذلك فحتى كلام قليلين من الذين يعاشرون الجماعة المسيحية يعكس في بعض الاحيان الخشونة وحتى الفظاظة.‏ يقول لنا التلميذ يعقوب بقوة:‏ «من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة.‏ لا يصلح يا اخوتي ان تكون هذه الامور هكذا.‏ ألعلّ ينبوعا يُنبع من نفس عين واحدة العذب والمر.‏» (‏يعقوب ٣:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فهل التقطتم شيئا من لغة هذا العالم الغريبة او النابية؟‏ وهل لديكم مجموعة مزدوجة من المفردات،‏ الواحدة للاستعمال بين المسيحيين والاخرى للاستعمال في مكان آخر؟‏ كتب بولس:‏ «لا تخرج كلمة رديّة من افواهكم بل كل ما كان صالحا للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين.‏» (‏افسس ٤:‏٢٩‏)‏ فكم مهم هو استعمال الكلام اللائق والطاهر كل حين!‏

      ٧ ماذا يشمله ‹طرح الكذب والتكلم بالصدق›؟‏

      ٧ يلزمنا ايضا ان ننتبه لنخبر دائما بالصدق.‏ فالمراوغة او تضليل الآخرين عمدا لتجنب المسؤولية انما يعني الكذب.‏ ولذلك كونوا على يقين من الاصغاء الى مشورة بولس:‏ «لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه.‏ لأننا بعضنا اعضاء البعض.‏» —‏ افسس ٤:‏٢٥،‏ امثال ٣:‏٣٢‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ كيف يتصرف كثيرون من اهل العالم عند اثارتهم؟‏ (‏ب)‏ اذا جرت اثارتنا لنغضب ماذا يجب ان نفعل؟‏

      ٨ ان التعبير عن الغضب غير المضبوط وجه آخر من روح هذا العالم.‏ وكثيرون من اهل العالم يفقدون ضبط النفس بسهولة.‏ فينفجرون ثم يبرِّرون انفسهم بالقول انهم كانوا ينفِّسون عن انفسهم.‏ ولكنّ ذلك ليس ما نصح به بولس،‏ لأنه كتب:‏ «ليُرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث.‏» (‏افسس ٤:‏٣١‏)‏ ولكن ماذا اذا استفحل الغضب رغم تطويرنا ضبط النفس والثمار الأخرى لروح اللّٰه؟‏ «اغضبوا ولا تخطئوا،‏» كتب بولس.‏ «لا تغرب الشمس على غيظكم ولا تعطوا ابليس مكانا.‏» (‏افسس ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ فاذا جرت اثارتنا لنغضب يجب ان نقوِّم القضية بسرعة قبل انتهاء النهار.‏ وإلا فان المرارة والاستياء يبتدئان بالتأصل في القلب فيصعب استئصالهما.‏ فلا تسمحوا لانفسكم بتنشُّق «هواء» هذا العالم المليء بالغضب والانتقام!‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٨‏.‏

      ٩ ما هي بعض المواقف الشائعة للمستخدمين،‏ ولماذا يجب ان نفحص عادات عملنا؟‏

      ٩ وماذا عن عادات عملكم؟‏ ان التكاسل عن العمل وسرقة الأشياء من رب العمل شائعان اليوم.‏ فهل تشربتم شيئا من هذا «الهواء»؟‏ وهل انتقل اليكم موقف ‹كل فرد يفعل ذلك›؟‏ لا تنسوا ابدا ان الطريقة التي بها نقوم بعملنا كمسيحيين تنعكس على يهوه وعبادته الحقيقية.‏ فهل تريدون ان يرفض شخص ما الحق الذي يتكلم به واحد من شهود يهوه على بابه بسبب الطريقة التي تتصرفون بها في العمل؟‏ «لا يسرق السارق في ما بعد،‏» قال بولس،‏ «بل بالحري يتعب .‏ .‏ .‏ ليكون له ان يعطي من له احتياج.‏» —‏ افسس ٤:‏٢٨‏.‏

      ١٠ في القيام بالعمل الدنيوي كيف يمكن ان نُظهر اننا لا نتأثر ‹بهواء› هذا العالم المليء بالأنانية؟‏

      ١٠ ورغم ان العلاقة بين السيد والعبد التي وجدت في القرن الاول نادرة اليوم،‏ يمكن للمستخدمين المسيحيين ان يتعلموا مما كتبه بولس الى العبيد المسيحيين في افسس ٦:‏٥-‏٨‏.‏ فهنا يجري امر العمال بأن ‹يطيعوا سادتهم لا كمن يرضون الناس بل كعبيد للمسيح.‏› ولذلك يجب على المسيحي ان لا يدير الامور ليتجنب تقديم عمل يوم كامل او تزويد السلع او الخدمات الموعود بها.‏ واذا فعلنا الامور «كما (‏ليهوه)‏» فاننا نملك الموقف الصائب ولا نتأثر ‹بهواء› هذا العالم المليء بالانانية والكسل.‏

      الطعام والشراب والتسلية

      ١١ كيف اثَّر الموقف العالمي من الاكل والشرب في بعض شعب يهوه في ازمنة الكتاب المقدس؟‏

      ١١ هل اثَّر فيكم الاستعمال المفرط للطعام والشراب الذي للعالم؟‏ فموقفه هو ‹لنأكل ونشرب ونمرح لأننا غدا نموت.‏› (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٢‏)‏ وهذا الروح اثَّر في بعض خدام اللّٰه حتى منذ الازمنة القديمة.‏ اذكروا المناسبة في البرية حين ‹جلس الاسرائيليون للأكل والشرب ثم قاموا لقضاء وقت طيّب.‏› (‏خروج ٣٢:‏٦‏)‏ وهذا ‹الوقت الطيب› ادى الى انحلال خلقي غير مضبوط والى الوثنية حتى حمي غضب اللّٰه عليهم.‏ فلا نتبع ابدا هذا المسلك.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏٣-‏٦‏.‏

      ١٢ اذا كانت عادات اكلنا وشربنا تحتاج الى انتباه ماذا يجب ان نفعل؟‏

      ١٢ اعطانا يهوه تنويعا كبيرا من الأطعمة والأشربة المغذية اللذيذة والغنية بالألوان،‏ لكنه يريد ان نستعمل هذه الأشياء باعتدال.‏ فالشراهة والسكر يدينهما الكتاب المقدس.‏ (‏امثال ٢٣:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ ولذلك كونوا مستقيمين واسألوا نفسكم:‏ هل هنالك مجال للتحسين في عادات اكلي وشربي؟‏ واذا كنتم تحتاجون الى ممارسة مزيد من ضبط النفس أدركوا ذلك واعملوا بانسجام مع صلواتكم لكي يساعدكم روح اللّٰه على التغلب على هذه المشكلة.‏ «لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح،‏» قال بولس.‏ (‏افسس ٥:‏١٨‏)‏ اجل،‏ امتلئوا بروح اللّٰه،‏ ولا تستسلموا لروح هذا العالم غير المضبوط!‏ «فاذا كنتم تأكلون او تشربون او تفعلون شيئا فافعلوا كل شيء لمجد اللّٰه.‏» (‏١ كورنثوس ١٠:‏٣١‏)‏ أما اذا كانت لديكم مشاكل دائمة من هذا القبيل فاطلبوا مساعدة الرجال الناضجين روحيا في الجماعة.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١،‏ يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ كيف يتضح ان ابليس افسد الكثير من التسلية المتوافرة اليوم؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا تجنب موقف هذا العالم من التسلية؟‏

      ١٣ ان هذا العالم مدمن بقوة على الرياضة والموسيقى ومختلف اشكال التسلية.‏ فان لم تخالف مبادئ الاسفار المقدسة فان التمتع بأمور كهذه ليس بالضرورة خطأ.‏ لكنّ المشكلة هي ان الشيطان،‏ «رئيس سلطان الهواء،‏» قد افسد الكثير من التسلية المتوافرة اليوم.‏ (‏افسس ٢:‏٢‏)‏ فغالبا ما يجري ترويج الفساد الادبي،‏ والموافقة على العنف،‏ وتصوير النجاح بواسطة الخداع والغش وحتى القتل.‏ وعندما نشاهد تسلية كهذه نتنشّق هذه المواقف فتدخل عميقا الى جسمنا،‏ وآثارها السامة لا بدّ ان تؤذينا.‏ وفضلا عن ذلك فحتى حيث لا يكون بعض اشكال التسلية معترضا عليه من الأسفار المقدسة هنالك خطر الادمان عليها بحيث لا يبقى إلا القليل من الوقت للامور الروحية.‏ ولذلك يجب ان نكون انتقائيين.‏ فخصصوا الوقت للتمتع بشيء من التسلية الصحية والمفيدة باعتدال،‏ ولكن تجنبوا التمثل بإفراط العالم.‏ وسواء كانت رائحة «هواء» هذا العالم جيدة او رديئة فهو ملوَّث ومميت!‏ —‏ امثال ١١:‏١٩‏.‏

      التباهي بالعرق —‏ ريح شريرة

      ١٤ في ما يتعلق بالمشاكل الاجتماعية كيف يمكن ان نتأثر ‹بهواء› هذا العالم؟‏

      ١٤ ان الوجه الخبيث دون ريب من «هواء» هذا العالم هو التباهي بالعرق والقومية.‏ فالبعض يروّجون الفكرة الخاطئة ان عروقا معيَّنة هي أسمى وأخرى هي أدنى.‏ وتشجع القومية الناس على النظر الى موطنهم كأسمى من كل المواطن الاخرى.‏ وفي الواقع،‏ يتألم كثيرون بلا لزوم ويُحرمون حقوق الانسان الاساسية والامور الضرورية لسبب انانية الآخرين وتعصبهم.‏ فينتج الاستياء وحتى العنف.‏ ويقوم كثيرون بالثورة،‏ آخذين حقوقهم بالقوة،‏ واثقين بحلّ المشاكل الاجتماعية بطريقتهم الخاصة.‏ ونحن ايضا يمكن ان نقع في شرك هذه الافكار.‏ فعندما نلاحظ او نعاني المظالم،‏ ثم نسمع اولئك الذين يحثّون على التغيير الاجتماعي،‏ يمكن ان نتأثر ان لم ننتبه.‏ ويمكن ان نبتدئ بهجر موقف حيادنا وبالانحياز.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩‏)‏ والأخطر ايضا هو اننا قد نشعر باغراء الاشتراك في الاضراب او الحملات او اللجوء الى العنف لفرض التغييرات.‏

      ١٥ اي مسلك يوصي به الكتاب المقدس عندما نشعر بالميل الى ‹الانتقام لانفسنا›؟‏

      ١٥ وروح الجماعة يمكن ان يتأثر بشكل هدّام بالمشاعر العرقية او القومية.‏ (‏قارنوا اعمال ٦:‏١-‏٧‏.‏)‏ ولكننا نملك الروح الصائب اذا اصغينا الى المشورة:‏ «ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس.‏ لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل أعطوا مكانا للغضب.‏ لأنه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب.‏» (‏رومية ١٢:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وبما ان كل العروق اتت من الزوجين البشريين الاولين،‏ وان اللّٰه عديم المحاباة،‏ فلا مجال هنالك للتباهي بالعرق او القومية في الجماعة المسيحية.‏ ‏—‏ اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١٧:‏٢٦،‏ رومية ١٠:‏١٢،‏ افسس ٤:‏١-‏٣‏.‏

      استمروا في تنشُّق «الهواء» المانح الحياة

      ١٦ ماذا يساعد على منع تأثرنا بروح هذا العالم؟‏

      ١٦ لقد ناقشنا الاوجه الرئيسية المميتة ‹لهواء،‏› او روح،‏ هذا العالم.‏ فهو يحيط بنا ويمارس ضغطا حتى اذا ما سمحنا بتطور فراغ في روحياتنا يُسرع هذا «الهواء» الكريه ليملأه.‏ والنجاح في مقاومته يتوقف الى حد بعيد على مقدار محبتنا لما هو نقي وطاهر وبار وبغضنا لما هو دنس ونجس وشرير.‏ وسنستمر في تنشُّق «الهواء» الصائب اذا داومنا على تنمية الموقف العقلي الصائب في التجاوب مع قيادة روح يهوه القدوس.‏ —‏ رومية ١٢:‏٩؛‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٧،‏ غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ١٧ ماذا يجب فعله حالا اذا اكتشفنا ان شيئا من «هواء» هذا العالم يعترض سبيلنا؟‏

      ١٧ مهما كلَّف الأمر،‏ لا تدعوا أيّا من «الهواء» الكريه لهذا العالم يبدو لكم طيب الرائحة.‏ فرئيس هذا «الهواء» يعرف ما يلزم ليروق للحواس ويولّد الاشتياق الذي كثيرا ما يؤدي الى الخطية.‏ (‏يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فاستمروا في قسم الـ‍ «لا تدخين،‏» فردوس يهوه الروحي.‏ وعندما تكتشفون نفخة من «هواء» هذا العالم تعترض سبيلكم ابتعدوا عنها.‏ تحوَّلوا عنها كما تبتعدون عن سمّ مميت.‏ «فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الايام شريرة.‏ من اجل ذلك لا تكونوا اغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب.‏» —‏ افسس ٥:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ١٨ ماذا سيكون روح اولئك الذين يحظون بامتياز العيش في الارض المطهرة؟‏

      ١٨ انها مشيئة اللّٰه ان نخدمه كمحافظين على الاستقامة.‏ وفعل ذلك سيعني الحياة في نظامه الجديد القريب الآن جدا.‏ وعندما نتنشّق الهواء آنذاك،‏ كم يكون ذلك منعشا!‏ فلا ملوِّثات مميتة،‏ بل مجرد هواء نقي يدعم الحياة.‏ وسيصح ذلك في الهواء الطبيعي،‏ والأهم من ذلك في روح اولئك الذين يحظون بامتياز العيش في الارض المطهرة.‏ فسيملكون موقف الطاعة والتواضع والتجاوب.‏ و «هواء» هذا العالم القديم،‏ المليء بتأثيرات التمرد والفساد والالحاد،‏ سيكون قد ولّى.‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٥-‏٨‏.‏

      ١٩ من سينجون الى نظام يهوه الجديد؟‏

      ١٩ لا شك اننا لا نريد ان نكون بين اولئك الذين يتنشّقون «هواء» هذا النظام عندما يزيل يهوه التلوّث والملوِّثين على السواء في هرمجدون.‏ وعندما يولّي العالم القديم،‏ ويُسجن ‹رئيس الهواء› في المهواة،‏ يا لها من راحة!‏ وكل من يحبّ يهوه ويستمر في محبة ما هو طاهر ومحتشم وبار سيكون هناك.‏ فيهوه يريدهم هناك وسيساعدهم بروحه.‏ وسيمنحهم الحياة الابدية في نظام جديد طاهر وسليم.‏ فلا نخسر هذا الامتياز لسبب تنشُّق «الهواء» المميت لهذا النظام القديم!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة