مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٩ ٢٢/‏١ ص ١٦-‏١٩
  • الاسود —‏ سنانير افريقيا المهيبة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الاسود —‏ سنانير افريقيا المهيبة
  • استيقظ!‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مخلوق ساحر مثير للاهتمام
  • سيمباa —‏ سنَّور اجتماعي
  • الصياد
  • الفريسة
  • الأسد
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • لمَ يجتمعون؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • هل تعلم؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٥
  • هل يمكن ان يعيش الانسان والحيوان بسلام؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩١
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٩
ع٩٩ ٢٢/‏١ ص ١٦-‏١٩

الاسود —‏ سنانير افريقيا المهيبة

بواسطة مراسل «‏استيقظ!‏‏» في كينيا

تشرق الشمس ناثرة خيوطها على سهل سرنڠتي الافريقي،‏ فنجلس مع نسيم الصباح العليل في سيارتنا اللاندروڤر نراقب جماعة من اللبؤات مع اشبالها.‏ كساؤها الاسمر الضارب الى الصفرة املس ذهبي،‏ يتناغم بشكل رائع مع العشب الجاف الطويل.‏ اما الاشبال المفعمة بالحيوية فتسترسل في اللعب بمرح صاخب.‏ فتقفز وتدور حول اجساد امهاتها الضخمة التي تبدو وكأنها لا تعير تهريج صغارها اهتماما.‏

فجأة،‏ تجمد الجماعة في مكانها.‏ وتلتفت كل العيون محدِّقة نحو البعيد.‏ ومن موقعنا المرتفع نتابع اتجاه تحديقها ونكتشف هدف اهتمامها،‏ اذ يسفر ضوء الفجر عن المنظر الرائع لأسد ضخم.‏ وتتلاقى اعيننا فيما يحدق الينا بعينيه.‏ فتعترينا القشعريرة،‏ ليس بسبب برودة الصباح،‏ بل لإدراكنا اننا كنا المستهدفين بنظراته.‏ انه مخيف لكنه جميل المظهر،‏ تحيط برأسه الكبير لبدة ذهبية غزيرة مخططة بالاسود.‏ اما عيناه فواسعتان ثاقبتا النظرات وكهرمانيتا اللون.‏ لكنَّ عائلته تستقطب انتباهه فيحوِّل ناظرَيه اليها ببطء ويتجه نحوها.‏

مشيته مهيبة وملوكية.‏ يمر مباشرة امام سيارتنا دون ان يرمقنا بنظرة،‏ ويقترب من الإناث وصغارها.‏ فتقف كلها لاستقباله وتضغط بوجهها على خطمه القوي كعادة السنانير عند إلقاء التحية.‏ ثم ينتقل الى وسط الجماعة ويرتمي مسترخيا على الارض وكأن تجواله ارهقه،‏ ثم ينقلب على ظهره.‏ وسرعان ما تنتقل عدوى سباته الى الجماعة كلها فتنام نوما خفيفا تحت الخيوط الذهبية الاولى لشمس الصباح الدافئة.‏ فترتسم امامنا لوحة سلام واكتفاء في اطار العشب الذهبي المتمايل في الهواء،‏ الممتد فوق السهل المنبسط.‏

مخلوق ساحر مثير للاهتمام

ربما لم يثِر حيوان خيال الانسان كالاسد.‏ فمنذ زمن بعيد،‏ رسم الفنانون الافريقيون على الصخور صور اسود تطارد فريستها.‏ وزُيِّنت القصور والمعابد القديمة بتماثيل حجرية ضخمة لأسود بكامل لبدتها.‏ واليوم،‏ تؤم حشود الناس حدائق الحيوانات لرؤية هذه السنانير الرائعة.‏ وجُعل الاسد بطلا لروايات كتب وأفلام مثل:‏ ولدت حرة Born Free‏،‏ قصة حقيقية عن لبوة يتيمة منذ صغرها تربت في الاسر ثم أُخلي سبيلها في النهاية.‏ ومن جهة اخرى،‏ نُعت الاسد بالشرير في روايات،‏ هي أنصاف الحقائق،‏ باعتباره آكل بشر خبيثا.‏ فلا عجب ان يبقى الاسد مخلوقا ساحرا مثيرا للاهتمام!‏

يمكن ان تكون الاسود ضارية جدا،‏ وفي بعض الاحيان،‏ لطيفة تحب اللعب مثل القططة الصغيرة.‏ فهي تخرخر بهدوء عندما تكون مسرورة،‏ لكنَّ زئيرها القوي يمكن ان يُسمع على بعد ثمانية كيلومترات (‏٥ اميال)‏.‏ وهي تبدو احيانا كسولة ومحبة للنوم،‏ ولكنها قادرة على الحركة بسرعة مذهلة.‏ لقد خلّد الانسان الاسد لشجاعته،‏ ولُقِّب الشخص الشجاع بقلب الاسد.‏

سيمباa —‏ سنَّور اجتماعي

ان الاسود هي اكثر السنانير تآ‌لفا،‏ فهي تنمو ضمن عائلات كبيرة تشكل جماعات يمكن ان يتراوح عددها بين مجرد اعضاء قليلة وأكثر من ٣٠.‏ وتتألف الجماعات من لبؤات تربطها بعضها ببعض علاقة وثيقة.‏ فهي تعيش،‏ تصطاد،‏ وتنجب معا.‏ وهذا الرابط الوثيق،‏ الذي قد يستمر مدى الحياة،‏ يزوِّد الاساس لعائلات الاسود ويضمن بقاءها على قيد الحياة.‏

في كل جماعة،‏ يقوم اسد واحد او عدة اسود بالغة بحراسة مقاطعة الجماعة وتحديدها برائحتها.‏ ويمكن ان يتعدى طول هذه المخلوقات الرائعة،‏ من رأس انفها الاسود حتى آخر ذيلها المخصَّل،‏ الثلاثة امتار (‏١٠ اقدام)‏،‏ ويمكن ان يزيد وزنها على الـ‍ ٢٢٥ كيلوڠراما (‏٥٠٠ پاوند)‏.‏ ورغم ان الذكور تسيطر على الجماعة،‏ فالاناث هي التي تتولى القيادة.‏ فاللبؤات هي التي تتخذ المبادرة في ما يتعلق بالنشاطات عادة،‏ مثل الانتقال الى المناطق الظليلة او البدء بالصيد.‏

تنجب اللبؤة عادة كل سنتين.‏ وتولد الاشبال عاجزة كليا.‏ ولا تقتصر تربية الصغار على امها فقط،‏ بل تقوم كل الاناث بحماية صغار الجماعة وإرضاعها.‏ وتنمو الصغار بسرعة؛‏ فبعد الولادة بشهرين،‏ تجدونها تركض وتلعب.‏ فتتقلَّب مثل القططة الصغيرة،‏ تتصارع،‏ تنقض على رفيقات اللعب،‏ وتقفز بين العشب الطويل.‏ ويبهرها كل شيء يتحرك فتنقض على الفراشات،‏ تطارد الحشرات،‏ وتصارع الاغصان اليابسة والنباتات المعترشة.‏ ولا تستطيع مقاومة الدعوة الى اللعب بذيل امهاتها التي تحركه عمدا.‏

وتعيش كل جماعة ضمن مقاطعة محددة يمكن ان تبلغ مساحتها عدة هكتارات.‏ وتفضل الاسود الاماكن المرتفعة حيث تغزر المياه وكذلك الظلال التي تحميها من حرارة شمس الظهيرة.‏ وهناك،‏ تعيش بين الفيَلة،‏ الزرافات،‏ الجواميس،‏ وحيوانات السهل الاخرى.‏ وتنقسم حياة الاسد بين ساعات النوم الطويلة وفترات الصيد والتزاوج القصيرة.‏ والواقع ان الاسود قد ترتاح،‏ تنام،‏ او تجلس حوالي ٢٠ ساعة في اليوم!‏ وعندما تستغرق في النوم،‏ تبدو مسالمة وخاضعة.‏ ولكن لا تنخدعوا،‏ فالاسد هو من اكثر المخلوقات البرية ضراوة!‏

الصياد

في الساعات المتأخرة من بعد الظهر،‏ تصبح المراعي التي ألهبتها الشمس اكثر برودة.‏ وتبدأ لبؤات الجماعة الثلاث التي نراقبها بالنهوض من قيلولة منتصف النهار.‏ وبسبب الجوع تبدأ السنانير بالتنقل،‏ متنشقةً الهواء فيما تمعن النظر عبر المراعي الضاربة الى الصفرة.‏ انها ذروة هجرة ظباء النّو.‏ وعشرات الآلاف من هذه الظباء القبيحة ترعى بسلام جنوبي المكان الذي نحن فيه،‏ فتسير السنانير الثلاث الآن باتجاهها.‏ وتتحرك خلسة وبرشاقة عبر المنطقة الوعرة منتشرة على جبهة عريضة.‏ وتكاد السنانير ذات اللون الاسمر الضارب الى الصفرة لا تظهر بين العشب الطويل،‏ فتتمكن من الاقتراب حتى تصبح على بعد ٣٠ مترا (‏١٠٠ قدم)‏ من القطيع غير المشتبِه في شيء.‏ عندئذ فقط تقرر السنانير ان تتحرك.‏ وبسرعة البرق،‏ تركض نحو مجموعة ظباء النّو المذعورة.‏ فيتشتت القطيع مذعورا في كل الاتجاهات،‏ وتتسابق الحيوانات لتنجو بحياتها.‏ وتضرب مئات الحوافر الارض،‏ مخلفة وراءها غيوما من الغبار الاحمر.‏ وفيما ينحسر الغبار،‏ نرى اللبؤات الثلاث واقفة وحدها،‏ وهي تلهث بشدة.‏ لقد افلتت منها فريستها.‏ ومن يعلم هل تتاح لها فرصة الصيد ثانية هذا المساء ام لا.‏ ورغم ان الاسود رشيقة وسريعة،‏ فهي لا تنجح في صيدها إلّا بنسبة ٣٠ في المئة.‏ لذلك تشكل المجاعة احد التهديدات الاعظم التي تواجهها الاسود.‏

ان قوة الاسد البالغ لافتة للنظر.‏ فحين تصطاد الاسود ضمن جماعات،‏ من المعروف انها تغلب وتقتل حيوانات تزن اكثر من ٣٠٠‏,١ كيلوڠرام (‏٠٠٠‏,٣ پاوند)‏.‏ وفي بداية المطاردة يمكن ان تبلغ سرعة الاسود ٥٩ كيلومترا (‏٣٦ ميلا)‏ في الساعة،‏ ولكنها لا تستطيع ان تحافظ على السرعة نفسها مدة طويلة.‏ لذلك تطارد فريستها خلسة وتكمن لها للحصول على طعامها.‏ تقوم اللبؤات بـ‍ ٩٠ في المئة من الصيد،‏ لكنَّ الذكور الاكبر حجما هي التي تحصل على حصة الاسد عندما يبدأ الاكل.‏ وحين تكون الطرائد نادرة،‏ تتضور الاسود احيانا جوعا حتى انها تمنع صغارها من المشاركة في الاكل.‏

الفريسة

منذ زمن بعيد كان الاسد المهيب يتنقل دون رادع في قارة افريقيا بأسرها وفي اجزاء من آسيا،‏ اوروپا،‏ الهند،‏ وفلسطين.‏ وكان ينافس الانسان في الصيد.‏ وإذ صار الاسد يهدد المواشي ويؤذي الناس،‏ صارت تطلق عليه النار لدى رؤيته.‏ وضيَّق الانفجار السكاني مساحة موطنه كثيرا.‏ اما خارج افريقيا،‏ فلا تعيش في البرية اليوم سوى مئات قليلة من الاسود.‏ وليست الاسود في مأمن من الانسان الآن إلّا ضمن حدود المحميات والحدائق العامة.‏

لكن لحسن التوفيق ان تغييرات كثيرة ستحدث بالنسبة الى هذا الحيوان الرائع.‏ فالكتاب المقدس يخبر عن مستقبل يعيش فيه الاسد بسلام مع البشر.‏ (‏اشعياء ١١:‏٦-‏٩‏)‏ وسيحقق خالقنا المحب ذلك عما قريب.‏ عندئذ سيعيش سنَّور افريقيا المهيب بانسجام وسلام مع باقي الخليقة.‏

‏[الحاشية]‏

a سيمبا تعني «اسد» بالسواحلية.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٩]‏

عندما يزأر الاسد

تُعرف الاسود بقدرتها الصوتية الفريدة على اطلاق زئير عالٍ يمكن ان يُسمع على مسافة كيلومترات.‏ وقد اعتُبر زئير الاسد احد «اكثر الاصوات الطبيعية تأثيرا».‏ وتزأر الاسود عادة في الظلام وعند الفجر.‏ ويشترك الذكر والانثى كلاهما في الزئير،‏ وأحيانا تعلو اصوات جماعة بكاملها معا في زئير مشترك.‏

ويقترح العلماء الذين يدرسون الاسود ان الزئير ينجز اشياء كثيرة.‏ فالاسود تزأر لتعلن حدود مقاطعتها ولتنذر،‏ كتعبير عن العدوان،‏ اسودا اخرى قد تدخل مقاطعتها.‏ ويشير الكتاب المقدس بشكل مناسب الى الحكام الاشوريين والبابليين الطماعين،‏ الفخورين،‏ والتهجميين بأنهم ‹اشبال› مزمجرة هاجمت وابتلعت بعنف شعب اللّٰه.‏ —‏ اشعياء ٥:‏٢٩؛‏ ارميا ٥٠:‏١٧‏.‏

ويسمح الزئير ان يحدد كلٌّ من افراد الجماعة موقعه عندما تفرقهم المسافة او الظلام.‏ وبعد قتل الطريدة،‏ يخبر هذا الصوت باقي افراد الجماعة عن مكان الوجبة المنتظِرة.‏ وبالاشارة الى هذه الميزة يقول الكتاب المقدس:‏ «أيزمجر الشبل بصوته من عرينه ما لم يكن قد اقتنص شيئا؟‏».‏ —‏ عاموس ٣:‏٤‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

من المثير للعجب انه عندما تصطاد الاسود الحيوانات البرية،‏ لا تستعمل الزئير كطريقة لإخافة طريدتها.‏ يلاحظ ريتشارد ايستيز،‏ في كتابه دليل سلوك الثدييات الافريقية (‏بالانكليزية)‏،‏ انه «لا يوجد دليل ان الاسود تزأر عمدا لتقود الفريسة الى كمين (‏بحسب خبرتي لا تعير الطرائد عادة زئير الاسد اهتماما)‏».‏

اذًا لماذا يشير الكتاب المقدس الى الشيطان «كأسد زائر،‏ وهو يطلب ان يلتهم احدا»؟‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ رغم ان الحيوانات البرية لا تبدو مذعورة من زئير الاسد،‏ فالامر ليس مماثلا بالنسبة الى الانسان وقطعانه الاليفة.‏ فصوت زئير الاسد المرعب الذي يتردد صداه في ظلام الليل من شأنه ان يخيف ايّ انسان لا يحتمي وراء باب موصد.‏ ومنذ زمن بعيد،‏ ذُكرت هذه الملاحظة الدقيقة:‏ «الاسد قد زمجر فمَن لا يخاف».‏ —‏ عاموس ٣:‏٨‏.‏

ان الشيطان ماهر في استخدام الخوف ليدفع الناس الى الخضوع.‏ ولكن ما يدعو الى الشكر ان شعب اللّٰه يناصره حليف جبار.‏ فإيمانهم الراسخ بدعم يهوه يمكِّنهم من مقاومة هذا ‹الاسد الزائر› القوي.‏ ويجري تشجيع المسيحيين ان ‹يقاوموه راسخين في الايمان›.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٩‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة