مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الاعتناء بالوالدين المسنين
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • الاعتناء بالوالدين المسنين

      ‏«كنت اعمل نهارا وليلا،‏ لكنني مع ذلك شعرت بأنه امتياز.‏» هكذا وصفت احدى النساء الاعتناء بأمها الكبيرة السن.‏ بالنسبة الى هذه المرأة،‏ وأخريات كثيرات،‏ يكون الاعتناء بالوالدين المتقدمين في السن اختبارا ايجابيا.‏

      وهو يصير ايضا اختبارا شائعا اكثر.‏ ويقال ان فئة العمر الاسرع ازديادا في الولايات المتحدة هي فئة البالغين من العمر اكثر من ٧٥ سنة.‏ وفي السنة ١٩٠٠،‏ كان اقل من مليون اميركي بعمر ٧٥ او اكبر.‏ وبحلول السنة ١٩٨٠ كان عشرة ملايين تقريبا يبلغون من العمر اكثر من ٧٥ سنة.‏ ويعيش كبار السن فترة اطول،‏ ونحو ثلث اولئك البالغين من العمر ٨٥ سنة او اكبر يحتاجون الى مساعدة قانونية.‏

      وفيما يمكن ان يكون منح العناية اختبارا مكافئا،‏ فإنه ليس دون اجهاد.‏ واذا كان احد والديكم او كلاهما مسنا ويحتاج الى عنايتكم،‏ فقد تجدون نواحي معيَّنة صعبة.‏ ومجرد رؤية صحتهم تتدهور تسبب لكم بالتأكيد الالم.‏ واذا نلتم القليل من المساعدة او لا شيء منها من اعضاء العائلة الآخرين،‏ فستقومون بالجزء الاكبر من منح العناية.‏

      وقد تكتشفون ايضا انه مهما كان عمركم،‏ لا تشعرون ابدا بأنكم كبار امام والديكم.‏ وقد يميلون الى معاملتكم كولد،‏ وقد تميلون الى التجاوب كولد.‏ والنقص في الدعم العاطفي من الاصدقاء يمكن ان يضيف عنصر اجهاد الى منحكم العناية.‏

      وعلى الرغم من ذلك،‏ فإن تحديات منح العناية لا يلزم ان تتضارب مع محافظتكم على علاقة حميمة بوالديكم.‏ والاسفار المقدسة توجِّه الراشدين بوضوح الى «ان يوقّروا اهل بيتهم ويوفوا والديهم المكافأة.‏ لأن هذا صالح ومقبول امام اللّٰه.‏» ومن ناحية اخرى،‏ فإن «الطارد امه هو ابن مخزٍ ومخجل.‏» —‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٤؛‏ امثال ١٩:‏٢٦‏.‏

      والتعبد التقوي المعبَّر عنه بمنح العناية يمكن ان يكون اختبارا مغنيا.‏ ولكن اولا،‏ لا بد ان تعرفوا ما يحتاج اليه فعلا والدوكم منكم كمساعدة.‏ والمقالتان التاليتان يمكن ان تساعداكم على تحديد هذه الحاجات وسدّها.‏ وفيما تركِّز هاتان المقالتان على ما يمكن فعله في البيت،‏ من المفهوم انه في بعض الحالات،‏ بسبب الصحة الرديئة جدا او السن المتقدمة،‏ قد تلزم الوالد مساعدة من اشخاص اختصاصيين،‏ كتلك الموجودة في دار الرعاية.‏

  • تقييم حاجات والديكم
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • تقييم حاجات والديكم

      لكي تكونوا عونا حقيقيا لوالديكم المتقدمين في السن،‏ لا بد ان تعرفوا ما هي حاجاتهم وتفضيلاتهم.‏ وإلا فأنتم قد تعرضون —‏ بنِيَّة حسنة —‏ تدابير وخدمات لا يحتاج اليها والدوكم ولا يريدونها،‏ على الرغم من انهم قد يتردَّدون في إخباركم بذلك.‏ عندئذ تكون علاقتكم،‏ المؤسسة على سوء الفهم،‏ مُجهِدة دون ضرورة ليس لكم فحسب بل لوالديكم ايضا.‏

      ماذا يريدون حقا؟‏

      اذ تعتقد انه يوما ما سيصير ضروريا ان تنقل والدَيها للسكن معها،‏ ترتب امرأة من اجل هذا الانتقال فورا.‏ ولكنها تكتشف في ما بعد ان والديها قادران الى حد بعيد على العيش في بيتهما الخاص —‏ وسيكونان اسعد بهذه الطريقة!‏

      اذ جلب والدَيه ليعيشا معه،‏ يقول احد الابناء:‏ «لن تدفعا المال لتعيشا في بيتي!‏ ليس بعد كل ما فعلتماه لاجلي!‏» لكنَّ هذا يجعل والدَيه يشعران بأنهما عالة على غيرهم الى حد بعيد.‏ فيقولان له اخيرا انهما يفضِّلان امتياز المساهمة بطريقة ما.‏

      ثمة عائلة تزوِّد كل خدمة ثانوية لوالدَيها المسنَّين لكي تتأكد انهما مرتاحان وغير مثقَّلَين باجهاد جسدي.‏ وفي ما بعد تكتشف ان والدَيها يريدان ان يفعلا المزيد لانفسهما.‏

      في كل من هذه الامثلة المذكورة آنفا،‏ كانت الخدمات المُنجَزة غير لازمة وغير مطلوبة على السواء من قبل الوالدين.‏ ويمكن ان يحدث ذلك بسهولة اذا دفع الابنَ او الابنةَ الحسن النية احساسٌ بالواجب مبالغ فيه او اذا كان هنالك نقص في التفهُّم المتعلق بحاجات الوالدين الفعلية.‏ فكِّروا في الاجهاد غير الضروري الذي ينتجه ذلك لكل ذوي العلاقة.‏ والحل هو طبعا الحصول على تقييم لحاجات ورغبات والديكم الفعلية.‏

      فهل يحتاج حقا والدوكم الى الانتقال للعيش في بيتكم الآن؟‏ هل يريدون ذلك ايضا؟‏ قد يدهشكم ان تعرفوا ان بعض الاشخاص الاكبر سنا يرغبون في العيش مستقلين قدر الامكان.‏ وبسبب الخوف من ان يبدوا عديمي التقدير،‏ قد يتردَّدون في التعبير لاولادهم انهم يفضِّلون العيش وحدهم في بيتهم،‏ على الرغم من بعض العوائق.‏ وربما يحبون اولادهم ويتوقون الى قضاء وقت معهم.‏ ولكن ان يكونوا عالة على اولادهم؟‏ لا،‏ فربما يفضلون ان يفعلوا الامور هم بأنفسهم.‏

      وربما يكون ضروريا يوما ما ان تنقلوا والديكم للسكن في بيتكم.‏ ولكن اذا لم يحن هذا الوقت بعد،‏ واذا كانوا يفضلون باخلاص ان يسكنوا وحدهم،‏ فلماذا نحرمهم سنوات الاستقلال هذه؟‏ هل تمكِّنهم بعض التعديلات المنزلية او البرنامج القانوني للاتصال الهاتفي او الزيارات من الاستمرار في العيش في بيتهم؟‏ قد يشعرون بسعادة اكثر في بيتهم،‏ متخذين قراراتهم اليومية الخاصة.‏

      اوضحت احدى مانحات العناية تسرُّعها في اخذ امها للسكن في بيتها:‏ «عندما مات ابي،‏ اخذنا امي لتعيش في بيتنا،‏ شاعرين بالاسف نحوها.‏ وكما تبيَّن اخيرا،‏ عاشت ٢٢ سنة اضافية.‏ فعوضا عن بيع بيتها،‏ كان بإمكانها ان تستمر في العيش فيه.‏ لذلك،‏ لا تتسرَّعوا في تقرير اية خطوات يجب اتخاذها.‏ فما ان يُتخذ قرار كهذا حتى يصعب التراجع عنه.‏» —‏ قارنوا متى ٦:‏٣٤‏.‏

      ‏‹لكن،‏› قد تعترضون،‏ ‹ماذا اذا حصل امر لأحد والدَيَّ فيما يعيشان في بيتهما؟‏ واذا وقعت وتأذّت امي او ابي،‏ فلن اسامح نفسي ابدا!‏› هذا قلق مبرَّر،‏ وخصوصا اذا انحطت قوة او صحة والديكم بحيث يصير هنالك خطر حقيقي يهدِّد بوقوع حادثة.‏ ولكن اذا لم تكن الحال هكذا،‏ فاسألوا نفسكم عما اذا كان اهتمامكم هو من اجل والديكم او من اجلكم،‏ اي من اجل ان تحموا نفسكم من الذنب غير الملائم.‏

      تأملوا ايضا في احتمال كون والديكم في حالة افضل في بيتهم.‏ في كتاب انتم ووالدوكم المتقدمون في السن،‏ تذكر ايدِث م.‏ ستِرن والطبيبة مايبل روس:‏ «اظهرت الدراسات ان كبار السن يبقون نشاطى ويتمتعون حقا بحيوية في بيوتهم اكثر من ايّ مكان آخر.‏ وباختصار،‏ ان الكثير من المحاولات التي تكون في غير محلها الرامية الى جعل السنوات الاخيرة اسهل،‏ لا ينجح إلا في جعل التدهور اسرع.‏» لذلك ساعدوا والديكم على العيش مستقلين قدر الامكان،‏ فيما تزوِّدون العناية والخدمات التي يحتاجون اليها فعلا.‏ ويجب ان تقوموا ايضا دوريا بإعادة تقييم وإعادة تعديل اذ تزداد حاجات والديكم او تقل.‏

      كونوا حساسين

      اذ تأخذون بعين الاعتبار صحة والديكم وظروفهم،‏ قد يكون جلبهم للسكن في بيتكم الاختيار الافضل.‏ واذا كان الامر كذلك،‏ فكونوا حساسين تجاه احتمال تفضيلهم فعل الامور هم بنفسهم قدر الامكان.‏ وكالناس من كل الاعمار،‏ يرغبون على الارجح ان تكون لهم شخصيتهم الخاصة بهم،‏ برنامج نشاطاتهم الخاص،‏ ومجموعة اصدقائهم الخاصة.‏ ويمكن ان يكون ذلك صحيا.‏ وفيما يكون ممتعا ان تفعلوا بعض الامور معا كعائلة موسَّعة،‏ قد يكون جيدا ان تحتفظوا ببعض النشاطات لعائلتكم المباشرة فقط وأن تدَعوا والديكم يقومون بنشاطاتهم الخاصة ايضا.‏ اظهرت احدى مانحات العناية بحكمة:‏ «تأكدوا ان لوالديكم قطع الاثاث والصور الفوتوڠرافية المألوفة لديهم والمميَّزة بالنسبة اليهم.‏»‏

      اذ تحاولون ان تميِّزوا حاجات والديكم الحقيقية،‏ تكلموا اليهم.‏ أَصغوا الى اهتماماتهم وكونوا حساسين لما قد يحاولون ان يقولوه لكم.‏ أَوضحوا لهم ما يمكنكم فعله وما لا يمكنكم فعله لهم لكي لا تؤذيهم التوقعات الباطلة.‏ اوصى احد مانحي العناية:‏ «ليكن لكم تفهُّم واضح في ما يتعلق بما يجب توقعه من الكل في العائلة،‏» ويضيف «ليكن لكم مناقشات متكرِّرة لتجنب المشاعر المرّة والاستياء المتزايد.‏» واذا اعطيتم وعودا طويلة الامد (‏«سأتصل بكم كل يوم اثنين بعد الظهر»؛‏ «سأصطحبكم في نزهة كل نهاية اسبوع»)‏،‏ فقد ترغبون في ان توضحوا انكم تريدون ان تجرِّبوا ذلك لمدة معينة من الوقت وتروا كيفية نجاحه.‏ واذا تبرهن ان هذه الطريقة غير عملية،‏ يكون المجال مفسوحا لاعادة التقييم.‏

      لا شيء مما ذُكر آنفا يجب اتخاذه كحجة ليحرم المرء والديه من الاكرام والمساعدة اللذين يستحقانهما.‏ فموقف الخالق من الموضوع واضح.‏ والاولاد الراشدون مدينون لوالديهم بالاحترام،‏ العناية،‏ والدعم.‏ وقد دان يسوع الفريسيين ذوي البر الذاتي لأنهم حرَّفوا الاسفار المقدسة لكي يبرِّروا اهمال الوالدين.‏ والكلمات التصويرية في امثال ٣٠:‏١٧ تظهر الاشمئزاز الذي يشعر به اللّٰه تجاه اولئك الذين يحتقرون والديهم:‏ «العين المستهزئة بأبيها والمحتقرة اطاعة امها تقوِّرها غربان الوادي وتأكلها فراخ النسر.‏» —‏ انظروا مرقس ٧:‏٩-‏١٣؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٤،‏ ٨‏.‏

      واذ تمنحون المساعدة اللازمة لوالديكم،‏ قد تواجهون ايضا ضغوطا جديدة.‏ فكيف يمكنكم ان تتغلبوا على هذه؟‏ ستقدم المقالة التالية بعض الاقتراحات.‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٥]‏

      يمكن ان يتمتع الوالد بنشاطات مستقلة مع الاصدقاء كما مع العائلة ايضا

  • منح العناية —‏ التغلب على الضغوط اليومية
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • منح العناية —‏ التغلب على الضغوط اليومية

      اذا سبَّب لكم منح العناية بعض الضغوط،‏ وخصوصا التي لم تتوقعوها،‏ فقد تميلون الى الشعور بالذنب.‏ وقد تتساءلون:‏ ‹هل هنالك خطأ ما في علاقتي بوالدَيَّ؟‏ ألا يعيش الراشدون في مجتمعات كثيرة بسعادة مع والديهم طيلة حياتهم؟‏›‏

      قد تكون حالتكم مختلفة.‏ وقد يكون والدوكم قد انتقلوا الى بيتكم بعد ٢٠،‏ ٣٠،‏ ٤٠ سنة او اكثر من عيشهم بعيدا عنكم.‏ ويعني ذلك انكم انتم ووالديكم شكَّلتم انماط حياة وعادات بشكل مستقل الواحد عن الآخر طوال الجزء الاكبر من حياتكم.‏ وخلال عقود عديدة،‏ ربما صارت انماط الحياة والعادات هذه مختلفة جدا.‏ ولكن الآن،‏ كمانح للعناية،‏ تواجهكم الحاجة الى جعل حياتكم تندمج بشكل منسجم في حياة الذين تعتنون بهم.‏ ويمكن ان يكون ذلك اصعب مما لو كنتم تعيشون معا دائما.‏

      وربما ايضا يكون بعض الوالدين مرضى جدا او يحتاجون بطرائق اخرى الى المزيد من العناية الخصوصية.‏ وعلى الرغم من انكم ربما تزوِّدون على نحو جدير بالمدح ما يلزم ولا ترون حاجة الى وضع والديكم في دار للرعاية،‏ تضع عليكم هذه الحالة جميعا ضغوطا يومية كما يظهر.‏ فالاعتناء بوالديكم امر طبيعي.‏ أما التقدُّم في السن والمرض فليسا كذلك.‏ والخالق لم يقصد قط ان يفقد الناس قوتهم وصحتهم مع تقدُّم السن.‏ لذلك لا تعتقدوا ان هنالك خطأ ما فيكم لأن الحالة تتطلب،‏ عاطفيا وجسديا،‏ اكثر مما توقعتم.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٦-‏٣١؛‏ مزمور ٩٠:‏١٠‏.‏

      والضغوط المتعلقة بمنح العناية لا تعكس بالضرورة علاقة ضعيفة بينكم وبين والديكم.‏ واذا كنتم تتمتعون بشكل خصوصي بعلاقة جيدة بهم قبل ان يحتاجوا الى مساعدتكم،‏ فمن المرجح ان اية صعوبات تختبرونها هي نتيجة التحديات التي يمكن ان ينشئها منح العناية.‏ فكيف يمكنكم ان تعالجوا بفعَّالية الضغوط اليومية؟‏

      معالجة مشاعر الذنب

      وحتى الاشخاص الذين يفعلون كل ما في وسعهم وما يلزم فعله لوالديهم يشعرون احيانا بالذنب لأنهم لا يفعلون المزيد.‏ ولكنَّ الذنب غير الملائم يمكن ان يكون مشكلة.‏ فقد تجدون نفسكم تتخذون قرارات هدفها التخفيف من ذنبكم لكنها ليست بالضرورة لأفضل مصالحكم او مصالح والديكم.‏ على سبيل المثال،‏ ماذا يحدث اذا صارت احدى النساء منهمكة في منح العناية الى درجة اهمال زوجها وأولادها لتخفِّف من مشاعر ذنبها غير الملائم؟‏ فستعاني هي،‏ زوجها،‏ وأولادها العواقب.‏ لذلك لا تدَعوا الذنب غير الملائم يسيطر على حياتكم.‏

      هل تشعرون احيانا بالذنب لأنه يبدو انكم لا تقدرون ان تفعلوا ابدا ما يكفي لوالديكم؟‏ من الممكن اذًا ان تكون حاجات والديكم تفوق ما يمكنكم تزويده.‏ ويمكن ان تكون الحالة كما لو انه،‏ مهما كان ما تفعلون،‏ فهنالك دائما المزيد مما يمكن فعله.‏ وعلاوة على ذلك،‏ اذا كنتم تنظرون الى منح العناية كوسيلة لايفاء والديكم كل ما فعلوه لاجلكم فيما كنتم تكبرون في ظل عنايتهم،‏ فستشعرون دائما بالذنب،‏ لأنه ببساطة لا يمكنكم ايفاؤهم كاملا.‏

      ويظهر كتاب انتم ووالدوكم المتقدمون في السن الحاجة الى تقرير مقدار ما ستفعلونه لوالديكم.‏ يقول:‏ «ستجنِّبون نفسكم الكثير من الانهاك العاطفي اذا اسَّستم [قراراتكم] في الدرجة الاولى لا على ما ترغبون في فعله او حتى ما يجب فعله،‏ بل على ما تستطيعون فعله.‏»‏

      نعم،‏ حدِّدوا بواقعية ما يمكن ان تتوقعوه من نفسكم.‏ وقد يكون مساعدا ان تستعينوا بصديق موثوق به يعرف قدراتكم،‏ حدودكم،‏ ووضعكم العائلي.‏ هل يمكنكم ان تأخذوا والديكم الى بيتكم؟‏ هل لديكم متسع كافٍ؟‏ هل يوافقون على الانتقال للسكن في بيتكم؟‏ اذا لم يكن والدوكم يعيشون معكم،‏ فكم مرة يمكنكم زيارتهم،‏ ومتى؟‏ اذا كنتم تفعلون ما في وسعكم،‏ فلا حاجة الى الشعور بالذنب.‏ واذا شعرتم على اية حال بالذنب،‏ فأَدركوا ان الشعور غير ملائم وارفضوا ان تدَعوه يتحكم في قراراتكم.‏

      تقاسموا الحمْل

      يشير سفر الجامعة للكتاب المقدس الى ايّ حد هو مضرّ ان يكون المرء «شريرا كثيرا» او ‏«بارا كثيرا»‏ وأن يكون بارا كثيرا يمكن ان ‹يخرب نفسه.‏› (‏جامعة ٧:‏١٦-‏١٨‏)‏ ويمكن ان يحدث ذلك اذا حاولتم ان تنجزوا اكثر مما تريدون فعله،‏ يمكنكم فعله،‏ وحتى ما يلزم فعله.‏

      وإذا كان لديكم برنامج كامل قبل ان تبتدئوا بالاعتناء بوالديكم،‏ يجب ان تتخلصوا من بعض النشاطات الاخرى او تحصلوا على مساعدة.‏ ولكنَّ كثيرين ممن يحتاجون الى المساعدة يتردَّدون في طلبها.‏ فقد يشعرون بأنهم خجلون جدا او يدّعون ان الآخرين غير راغبين في المساعدة.‏ ولكنكم تؤذون نفسكم وكل شخص حولكم اذا ارهقتم نفسكم.‏ وفي كتابها حول منح العناية،‏ تدعو المؤلفة إ.‏ جاين مول عملا فوق المستطاع كهذا «متلازمة الشهيد.‏» وتنصح:‏ «يجب ان تمتلكوا قائمة بالاولويات،‏ وثلاث من اولوياتكم يجب ان تكون الوقت مع [رفيق زواجكم]،‏ الوقت مع اولادكم وأصدقائكم،‏ والوقت مع نفسكم.‏»‏

      نعم،‏ قد يلزمكم ان تتقاسموا الحمْل.‏ لذلك الى اين يمكنكم ان تذهبوا من اجل المساعدة؟‏ العائلة،‏ الاصدقاء،‏ الجيران،‏ والاشخاص الاختصاصيون يمكن ان يساعدوا.‏ ولكن يجب ان تطلبوا المساعدة.‏ ويجب ان تطلبوا بشكل مباشر.‏ فالتلاميح لا تنجح دائما.‏ وقد تدهشكم هوية مَن يرغبون في المساعدة او عددهم اذا جعلتم حاجاتكم معروفة بوضوح ومطالبكم محدَّدة.‏ مثلا،‏ يمكن ان تطلبوا من شخص ان يساعدكم في تنظيف البيت.‏ وإذا كان ذلك يمنحكم شيئا من الراحة اللازمة،‏ فعندئذ ليس هذا هو الوقت لتصرّوا على تنظيف البيت انتم بنفسكم لأن ‹لا احد غيركم يفعل ذلك كما يجب.‏›‏

      وإذا كان لديكم اخوة او اخوات،‏ فلديهم هم ايضا مسؤولية الاعتناء بوالديهم.‏ وربما قمتم حتى الآن بكل العناية الممنوحة او معظمها،‏ معتقدين ان اخوتكم وأخواتكم غير قادرين على ذلك او غير راغبين في ذلك.‏ ولكن هل طلبتم مساعدتهم بشكل مباشر؟‏ بعض الناس يتجاوبون بايجابية —‏ اذا اتضح لهم ان المساعدة ضرورية.‏

      والبعض يحتكرون العناية بأحد الوالدَين كسبًا لرضى الوالدَين او محافظةً عليه.‏ او قد يشعرون بالصلاح بتولِّيهم كامل العمل هم انفسهم.‏ وقد يتشكون ان الآخرين لن يساعدوا في منح العناية،‏ ولكنهم يلمِّحون ايضا بالكلام والعمل الى انهم يفضِّلون ان يبقى الامر هكذا.‏ وهذا يمكن ان يكون نوعا من كثرة البر.‏ ولكن لماذا تجلبون مشقات غير ضرورية على نفسكم؟‏ اذا كانت المساعدة متوافرة،‏ فاطلبوها،‏ واستخدموها.‏

      كلمة تحذير:‏ لا تتوقعوا ان يحمل اخوتكم وأخواتكم المسؤوليات بالتساوي معكم.‏ وفيما قد يكون ممكنا احيانا ان يفعلوا ذلك،‏ غالبا ما تجعل ظروفهم الخاصة ذلك صعبا إن لم يكن مستحيلا.‏ وفي حالات كثيرة،‏ من العملي اكثر ان يكون احد اعضاء العائلة مانح العناية الرئيسي،‏ فيما يساهم اعضاء العائلة الآخرون،‏ وخصوصا الاخوة والاخوات،‏ ماليا وبالاتصال الهاتفي،‏ القيام بالزيارات،‏ او اخذ والديهم بعض المرار الى بيتهم او في رحلات في نهاية الاسابيع.‏

      العيش في مكان قريب

      العيش في مكان قريب جدا يمكن ان يسبِّب بعض الانزعاج.‏ والعادات التي يكون من السهل تبريرها عند صديق قد يبدو انها لا تحتمل عند احد اعضاء العائلة الاحماء.‏

      وبالاضافة الى ذلك،‏ يمكن ان يقول احد والدَيكم شيئا مثل،‏ ‹اتمنى ان تتمكن من قضاء المزيد من الوقت معي،‏ ولكنني اعرف انك مشغول اكثر من ان تفعل ذلك.‏› وقد تخفي العبارة اعتقادهم أنكم لا تعتنون حقا بوالدكم بشكل كافٍ.‏ ويمكن ان تتجاوبوا مع تعبير كهذا بانزعاج.‏ وبدلا من الانزعاج،‏ ألا يكون من الافضل ان تعالجوا الاهتمام الضمني الحقيقي لوالدكم،‏ ان يقضي المزيد من الوقت معكم؟‏ وحتى لو لم تتمكنوا من تلبية الطلب،‏ فإن شرح الامور بلطف يؤدي الى نتائج افضل من الرد بطريقة مؤذية.‏ —‏ امثال ١٢:‏١٨‏.‏

      والجهود الدؤوبة لتنمية الصفات التي يشجع عليها الكتاب المقدس ستمكِّنكم من البقاء لطفاء ولكن حزماء عند الضرورة.‏ وسفر كولوسي للكتاب المقدس يعلن بواقعية انه احيانا تكون لنا «على احد شكوى.‏» ويوجِّهنا لكي ‹نحتمل بعضنا بعضا ونسامح بعضنا بعضا.‏› وينصحنا ايضا بأن نلبس «احشاء رأفات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة.‏» (‏كولوسي ٣:‏١٢-‏١٤‏)‏ وسيكون بالتأكيد مثل هذه الصفات مساعدا كبيرا على التخفيف من الانزعاج الناتج من العيش في مكان قريب.‏

      وحتى عندئذ،‏ اذا حدث من حين الى آخر ان اخطأتم،‏ فقدتم الصبر،‏ وقلتم شيئا تمنيتم لو لم تقولوه،‏ يجب ان «لا تغرب الشمس على غيظكم.‏» اعتذروا بسرعة،‏ وضعوا المسألة وراء ظهركم.‏ لا تسمحوا لها بأن تصير مصدرا آخر لمشاعر الذنب.‏ —‏ افسس ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

      المحافظة على الانفراد بنفسكم

      اذا كنتم انتم ووالدوكم تعيشون في البيت نفسه،‏ فقد تجدون ان الانفراد بنفسكم صعب.‏ ولكن يلزمكم انتم ووالديكم مقدار من الانفراد بالنفس.‏ فيجب ان تناقشوا هذه المشكلة معهم وتتوصلوا الى التفهُّم ان بعض الاوقات والاماكن هي لكم ولعائلتكم المباشرة.‏ مثلا،‏ بالنسبة الى بعض العائلات،‏ ولكن ليس كلها،‏ يمكن ان يفهم الطرفان ان الباب المغلق وعليه لافتة تطلب عدم الازعاج يعني المنطقة خاصة او الوقت خاص بمن هو في الداخل.‏

      وإن لم يكن للغرفة باب،‏ يمكن ان يخدم حاجز قابل للنقل او قاطع القصدَ نفسه.‏ وقد يكون مذكِّر لبق ملائما اذا قوطع الانفراد بالنفس اللازم بشكل غير متوقع.‏ والنقطة هي ان حاجة كل واحد الى الانفراد بنفسه يجب ان يحترمها الجميع في العائلة.‏

      امتياز

      مع ان ايّ تدهور في صحة والديكم يسبِّب لكم الالم،‏ تذكَّروا ان خالقنا،‏ يهوه،‏ يريد ان نختبر مقدارا من الفرح حتى عندما نقاسي ظروفا مُجهِدة.‏ وهذا العمل قد يساعدكم ايضا على الاقتراب اكثر الى يهوه فيما تتَّكلون عليه بروح الصلاة.‏ وعبَّرت احدى مانحات العناية عن ذلك بهذه الطريقة:‏ «كنت دائما قريبة من يهوه،‏ ولكنَّ منح العناية علَّمني الاعتماد الكلي عليه.‏ وكان الامر كالفرق بين اتصال هاتفي من مسافة طويلة وبين وجود الشخص معكم.‏ فقد كان يهوه معي.‏»‏

      ان منح العناية هو امتياز وواجب ايضا.‏ ابقوا على اتصال بوالديكم لكي تعرفوا حاجاتهم.‏ زوِّدوهم بها وحافظوا على الفرح في فعل ذلك.‏ —‏ فيلبي ٤:‏٤-‏٧؛‏ ١ بطرس ٥:‏٧‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة