مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تحدّي الاعتناء بالمرضى
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • تحدّي الاعتناء بالمرضى

      ‏«تمنيت احيانا ان اتخلص من هذا الوضع.‏ لكنه كان في كل مرة بحاجة اليّ اكثر من قبل.‏ وأحيانا كنت اشعر بالوحدة.‏» —‏ جيني،‏ التي اعتنت طوال ١٨ شهرا بزوجها البالغ من العمر ٢٩ سنة قبل ان يموت من ورم دماغي.‏a

      ‏«امرُّ بأوقات اشعر فيها بالحنق على امي،‏ لكنني بعد ذلك احس بأنني اكره نفسي.‏ اشعر بأنني شخص فاشل عندما لا اعود قادرة على تحمل الوضع.‏» —‏ روز،‏ ٥٩ سنة،‏ التي كانت تعتني بوالدتها الضعيفة البالغة من العمر ٩٠ سنة والتي صارت طريح الفراش.‏

      ان لخبر اصابة شخص بمرض قاتل او مزمن وقع الصاعقة على عائلته وأصدقائه.‏ تقول جين مَنْ براكِن في كتابها الاولاد المصابون بالسرطان (‏بالانكليزية)‏:‏ «عندما يشخَّص المرض تشعر كل عائلة بأنها وحيدة.‏ فربما لا يعرفون احدا مرَّ بهذه المشكلة.‏» وغالبا ما يقفون ايضا «مذهولين وغير مصدِّقين،‏» كما حدث مع إلسا عندما علمت ان صديقتها الحميمة بيتي البالغة من العمر ٣٦ سنة مصابة بالسرطان.‏ وانتاب سُو،‏ التي كان والدها مريضا،‏ «احساس بالغثيان،‏ بالفراغ» في معدتها عندما تبين لها في النهاية ان اباها يحتضر بسبب السرطان.‏

      وقد يجد اعضاء العائلة والاصدقاء انفسهم فجأة امام واجب الاعتناء بمريضهم،‏ فيزوِّدونه بالحاجات الجسدية والعاطفية.‏ وقد يشمل ذلك إعداد الوجبات المغذِّية،‏ التأكد من تناوله الدواء،‏ إيصال المريض الى الطبيب،‏ استقبال زواره،‏ كتابة الرسائل عنه،‏ والكثير الكثير غيرها.‏ وقيام المعتني بهذه الاعمال غالبا ما يتداخل مع برنامج خاص حافل بالمشاغل.‏

      ولكن عندما تتدهور حالة المريض،‏ يجب على المعتني ان يقوم بعمل اكبر ايضا.‏ وماذا يمكن ان يشمل ذلك؟‏ «كل شيء!‏» كما قالت إلسا عن صديقتها بيتي الطريح الفراش.‏ «أحمِّمها وأطعمها،‏ اساعدها عندما تتقيأ،‏ أُفرغ اكياس البول.‏» وكان على كاثي،‏ مع انه لديها عمل بدوام كامل،‏ ان تعتني بأمها المريضة.‏ وتروي سُو المذكورة آنفا كيف كانت «تأخذ درجة حرارة [ابيها] وتدوِّنها كل نصف ساعة،‏ تمسح جسمه عندما ترتفع درجة حرارته،‏ وتغيِّر ملابسه وأغطية سريره كل بضع ساعات.‏»‏

      ان نوعية العناية التي يتلقاها المريض تعتمد الى حد كبير على صحة المعتنين.‏ ولكن كثيرا ما يُغفل عن مشاعر وحاجات الذين يهتمون بالمرضى.‏ وحتى لو كان الاعتناء بالمرضى لا يؤدي إلا الى مجرد آلام في الظهر وتعب في الكتفين،‏ فهذا يكفي لاعتباره عملا صعبا.‏ ولكن،‏ كما يؤكد معظم المعتنين بالمرضى،‏ تزوَّد العناية بكلفة عاطفية باهظة جدا.‏

      ‏«كان الامر محرجا جدا»‏

      تذكر دوريات علم الشيخوخة (‏بالانكليزية)‏:‏ «غالبا ما تصف الدراسات المعاناة الناتجة من سلوك [المريض] غير المنطقي والمحرج ومن كلمات الغضب المتفجرة منه.‏» مثلا،‏ تروي ڠيليان ما حدث بعدما طلبت صديقة لها في اجتماع مسيحي ان تقابل امها العجوز.‏ تتذكر ڠيليان بحزن:‏ «ارتسمت على وجهها ملامح خالية من ايّ تعبير ولم تجب.‏ كان الامر محرجا جدا وكادت الدموع تطفر من عينيَّ.‏»‏

      وتقول جوان التي يعاني زوجها الخَرَف:‏ «ان تحمُّل ذلك هو من اصعب الامور.‏» وتوضح:‏ «ان حالته تجعله لا يراعي كثيرا آداب السلوك.‏ فعند تناول الطعام في الخارج مع اشخاص آخرين،‏ يذهب احيانا نحو الطاولات الاخرى في صالة الطعام،‏ يذوق المربى،‏ ويعيد الملعقة المستعملة الى طبق المربى.‏ وعندما نقوم بزيارة للجيران،‏ يبصق احيانا على الارض في ممر الحديقة.‏ يصعب جدا ان امنع نفسي من التفكير في ان الآخرين يتكلمون على الارجح عن هذه التصرفات،‏ وربما يعتبرونه شخصا قليل الادب جدا.‏ فأميل الى الانطواء على نفسي.‏»‏

      ‏«كنت اخشى انه اذا لم نتوخَّ الحذر .‏ .‏ .‏»‏

      ان الاعتناء بشخص عزيز مصاب بمرض خطير يمكن ان يُبقي الاعصاب متوترة جدا.‏ فقد يخشى المعتني مما سيحدث عندما يشتد المرض —‏ حتى انه قد يخشى ان يموت مريضه العزيز.‏ وقد يخشى ايضا ان لا تبقى عنده القوة او القدرة على تلبية حاجات المريض.‏

      تصف إلسا سبب خوفها بهذه الكلمات:‏ «كنت اخشى ان أوذي بيتي جسديا وأزيد على آلامها ألمًا،‏ او ان افعل شيئا قد يقصِّر حياتها.‏»‏

      وأحيانا تنتقل مخاوف المريض الى المعتني ايضا.‏ قالت سُو:‏ «كان والدي يخشى كثيرا من الاختناق،‏ وكان الهلع يستولي عليه احيانا.‏ كنت اخشى انه اذا لم نتوخَّ الحذر،‏ فقد يحدث له عارض اختناق وهكذا يصيبه الامر الذي يخافه اكثر.‏»‏

      ‏«قد تحزنون على ما كانوا عليه»‏

      يذكر الاعتناء بالمصاب بالخَرَف (‏بالانكليزية)‏:‏ «الحزن شعور طبيعي ينتاب الاشخاص الذين يهتمون بشخص عزيز مصاب بمرض مزمن.‏» ويتابع قائلا:‏ «كلما اشتد المرض على المريض،‏ احسستم بأنكم تخسرون صُحبة وعلاقة كانتا تعنيان لكم الكثير.‏ وقد تحزنون على ما كانوا عليه.‏»‏

      تصف جنيفر كيف تأثرت عائلتها عندما اخذت صحة امها تتدهور بشكل متواصل:‏ «تألمنا كثيرا.‏ وافتقدنا محادثاتها الشيقة.‏ كنا حزانى جدا.‏» وتوضح ڠيليان:‏ «لم ارد ان تموت امي،‏ ولم ارد ان تتعذب.‏ فظللت ابكي.‏»‏

      ‏«كنت اشعر بأني منبوذة وغضبانة»‏

      قد يتساءل الشخص الذي يعتني بمريض:‏ ‹لماذا يحدث هذا معي؟‏ لماذا لا يساعدني الآخرون؟‏ ألا يرون اني غير قادر على تدبُّر اموري؟‏ ألا يمكن ان يُظهر المريض المزيد من التعاون معي؟‏› قد يشعر المعتني احيانا بغضب عارم من المطالب المتزايدة والجائرة التي ينهال بها عليه المريض وأعضاء العائلة الآخرون.‏ تقول روز المذكورة في المقدمة:‏ «كثيرا ما اغضب على نفسي —‏ في قلبي.‏ لكنَّ امي تقول ان ذلك يَظهر على وجهي.‏»‏

      ان الشخص الذي يزوِّد العناية قد يتحمل العبء الاكبر من مشاعر الاحباط والغضب التي تنتاب المريض.‏ ففي كتاب العيش مع السرطان (‏بالانكليزية)‏،‏ يوضح الدكتور ارنست روزِنْباوم ان بعض المرضى «قد يشعرون احيانا بغضب وكآ‌بة يصبّونهما على الشخص الاقرب اليهم .‏ .‏ .‏ ويتجلى هذا الغضب عادةً في شكل استياء عارم من امور تافهة،‏ علما بأن هذه الامور لا تهمُّ المريض في الظروف العادية.‏» ويمكن ان يزيد ذلك بالتأكيد من توتُّر الاعصاب المنهكة لدى الاشخاص الاحباء الذين يبذلون قصارى جهدهم للاعتناء بالمريض.‏

      مثلا،‏ قامت ماريا بعمل تُحمَد عليه عندما كانت تهتم بصديقتها المحتضرة.‏ لكنَّ صديقتها كانت تبدو من حين الى آخر حساسة جدا وتستنتج امورا خاطئة.‏ توضح ماريا:‏ ‏«كانت كلماتها جارحة جدا وفظة،‏ وتسبِّب الاحراج لأحبائها.‏» وكيف اثر ذلك في ماريا؟‏ «في البداية ‹يتفهم› المرء وضع المريض.‏ ولكن عندما كنت اعيد التفكير في ذلك لاحقا،‏ كنت اشعر بأني منبوذة وغضبانة،‏ غير واثقة من شيء —‏ وغير ميَّالة الى الاعراب عن المحبة اللازمة.‏»‏

      استنتجت دراسة صادرة في دوريات علم الشيخوخة:‏ «في حالات الاعتناء بالمرضى يمكن للغضب ان يتفاقم بحيث يبلغ مستوى عاليا يؤدي احيانا الى عنف فعلي او نيّة عنف.‏» ووجد الباحثون ان ١ من كل ٥ معتنين بالمرضى تقريبا يخاف ان يصير عنيفا.‏ وأكثر من ١ من كل ٢٠ صار فعلا عنيفا مع مريضه.‏

      ‏«اشعر بالذنب»‏

      كثيرون من المعتنين بالمرضى تنتابهم مشاعر الذنب.‏ وأحيانا يعقب الذنبُ الغضبَ —‏ اي انهم يشعرون بالذنب لأنهم يشعرون بالغضب احيانا.‏ وقد تستنزف احاسيس كهذه قواهم الى حد الشعور بعدم القدرة على المتابعة.‏

      في بعض الحالات،‏ لا يبقى خيار سوى وضع المريض في مؤسسة مختصة او مستشفى للاعتناء به.‏ وهذا قرارٌ صعب يمكن ان يضايق كثيرا الشخص الذي يعتني به.‏ تقول جين:‏ «عندما اضطررنا في النهاية الى اخذ امي الى مأوى،‏ شعرت بأني اخونها،‏ اني ارميها.‏»‏

      سواء وُضع المريض في مستشفى او لا،‏ قد يشعر احباؤه بالذنب لأنهم يعتبرون انفسهم مقصِّرين في خدمته.‏ قالت إلسا:‏ «غالبا ما شعرت بالاسف لأن وقتي محدود جدا.‏ فأحيانا لم تكن صديقتي تدعني ارحل.‏» وقد يقلق ايضا المعتني بالمريض بشأن اهمال المسؤوليات العائلية الاخرى،‏ وخصوصا اذا كان يقضي وقتا طويلا في المستشفى او اذا كان مضطرا الى العمل ساعات اكثر للمساعدة على تسديد الفواتير المتراكمة.‏ تحسّرت امّ قائلة:‏ «انا مضطرة الى العمل لكي اشارك في تغطية النفقات،‏ ولكني اشعر بالذنب لأني لا استطيع ان اكون في البيت لأهتم بأولادي.‏»‏

      من الواضح ان المعتنين بالمرضى هم بحاجة ماسة الى الدعم،‏ وخصوصا بعد وفاة الشخص الذي كانوا يهتمون به.‏ يقول الدكتور فريدريك شيرمان من هنتِنڠْتون في نيويورك:‏ «ان اهم مسؤولية لدي [بعد موت احد المرضى] .‏ .‏ .‏ هي تخفيف مشاعر الذنب لدى الشخص الذي يعتني بمريض،‏ وهذه المشاعر تبقى غالبا مكبوتة.‏»‏

      اذا بقيت هذه المشاعر مكبوتة،‏ فقد تضرّ بالمعتني وبالمريض نفسه ايضا.‏ فماذا يمكن ان يفعل الذين يزوِّدون العناية لمعالجة هذه المشاعر؟‏ وماذا يمكن ان يفعل الآخرون —‏ اعضاء العائلة والاصدقاء —‏ لمساعدتهم؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a بعض الاسماء جرى تغييرها.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      لا تعتبروا اعتناءهنَّ امرا مسلَّما به!‏

      ‏«نعلم ان ٨٠٪ من الاشخاص الذين يعتنون بالمسنين في البيوت هم نساء،‏» كما تقول ميرنا ا.‏ لويس،‏ پروفسورة مساعدة في قسم طب المجتمع في كلية جبل سيناء الطبية في نيويورك.‏

      وأظهرت دراسة عن النساء اللواتي يعتنين بمرضاهنَّ،‏ كما نُشرت في دوريات علم الشيخوخة،‏b ان ٦١ في المئة من النساء ذكرن انهن لم يتلقين اية مساعدة من العائلة او الاصدقاء.‏ وأكثر من النصف (‏٦‏,٥٧ في المئة)‏ قلن انهن لم ينلن الدعم العاطفي الكافي من ازواجهن.‏ وفي كتاب الاولاد المصابون بالسرطان،‏ تشير جين مَنْ براكِن انه في حين قد يُلقى على عاتق الام الجزء الاكبر من حمل الاعتناء بالمريض،‏ «ينسحب الاب احيانا ويركز على عمله.‏»‏

      ولكن هنالك قسط كبير من عمل الاعتناء بالمرضى يقوم به الرجال،‏ كما تقول الدكتورة لويس.‏ مثلا،‏ هنالك عدد كبير نسبيا من الرجال الذين لديهم زوجات مصابات بمرض الزهيمر.‏ وهؤلاء طبعا ليسوا معفَين من ضغوط الاعتناء بمريض عزيز عليهم.‏ تضيف لويس قائلة:‏ «ربما يكون هؤلاء الرجال هم الاسرع تأثرا،‏ وذلك لأنهم عادةً اكبر سنا من زوجاتهم وربما صحتهم ضعيفة.‏ .‏ .‏ .‏ ومعظمهم لم يدرَّبوا في المجالات العملية للاعتناء بالمرضى.‏»‏

      يجب ان تحترس العائلات من الميل الى إلقاء العبء على فرد واحد اذا بدا انه يواجه التحدي بطريقة جيدة.‏ يذكر كتاب الاعتناء بالمعتني (‏بالانكليزية)‏:‏ «غالبا ما يصير شخص واحد في العائلة هو المعتني،‏ وأحيانا بعدة اشخاص.‏» ويتابع قائلا:‏ «تشكِّل النساء نسبة كبيرة من هؤلاء،‏ وهن يتقدمن في السن ايضا.‏ .‏ .‏ .‏ كذلك تُعتبر مهمة الاعتناء ‹في طبيعة› النساء .‏ .‏ .‏ ولكن يجب على العائلات والاصدقاء ان لا يعتبروا ذلك ابدا امرا مسلَّما به.‏»‏

      ‏[الحاشية]‏

      b يعرَّف علم الشيخوخة بأنه «فرع من فروع المعرفة يتناول الشيخوخة ومشاكل المسنين.‏»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      المعتنون بالمرضى بحاجة الى الدعم لمعالجة مشاعر الذنب والغضب

  • كيف تعالجون المشاعر
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • كيف تعالجون المشاعر

      هل تعتنون حاليا بشخص عزيز مصاب بمرض خطير؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فقد تنتابكم بعض المشاعر المحيِّرة والمخيفة.‏ فماذا يمكنكم فعله؟‏ تأملوا في هذه المشاعر التي يواجهها بعض المعتنين بالمرضى والاقتراحات العملية التي ساعدتهم على التحمُّل.‏

      الاحراج.‏ قد يسبِّب لكم سلوك المريض في بعض الاحيان الاحراج امام الآخرين.‏ لكنَّ شرح طبيعة مرض هذا الشخص العزيز للاصدقاء والجيران يمكن ان يساعدهم على تفهُّم الوضع وقد يدفعهم ايضا الى اظهار ‹الحس الواحد› والصبر.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٨‏)‏ وإذا كان ممكنا،‏ فتحدثوا الى عائلات اخرى تمرُّ بوضع مماثل.‏ فقد تشعرون بإحراج اقل عندما تتبادلون الاختبارات.‏ توضح سُو ما ساعدها:‏ «كنت اشعر بشفقة شديدة على ابي حتى انها حجبت كل مشاعر الاحراج.‏ وساعدتني ايضا روح الفكاهة عنده.‏» نعم،‏ روح الفكاهة —‏ من جهة المريض والذين يعتنون به —‏ وسيلة رائعة لتهدئة الاعصاب المتوترة.‏ —‏ قارنوا جامعة ٣:‏٤‏.‏

      الخوف.‏ ان جهل المرض يمكن ان يسبب خوفا شديدا.‏ فإذا كان ممكنا،‏ فاستشيروا اشخاصا مختصين بشأن ما يجب ان تتوقعوه عندما يشتد المرض.‏ تعلموا كيف تزوِّدون العناية في ظروف كهذه.‏ ان احد اهم العوامل التي ساعدت إلسا على معالجة خوفها كان التحدث الى اشخاص آخرين يعتنون بالمرضى وإلى ممرضين وممرضات يعملون في مستشفيات خاصة للاهتمام بالمحتضرين،‏ وذلك بشأن ما يجب ان تتوقعوه عندما تتدهور حالة المريض.‏ وتنصح جيني:‏ «واجهوا مخاوفكم واضبطوها.‏ فالخوف مما قد يحدث غالبا ما يكون اكبر مما هو في الحقيقة.‏» ويوصي الدكتور ارنست روزِنْباوم بأن «تتكلموا عن [مخاوفكم] عندما تنشأ» مهما كانت اسبابها.‏ —‏ قارنوا امثال ١٥:‏٢٢‏.‏

      الحزن.‏ ليس من السهل معالجة الحزن،‏ وبوجه اخص في حالة الاعتناء بمريض.‏ فقد تُحزنكم خسارة صُحبة،‏ وخصوصا اذا لم يعد مريضكم العزيز قادرا ان يتكلم او يفهم بوضوح او يعرفكم.‏ هذه المشاعر قد لا يتفهمها الآخرون فورا.‏ والتحدث عن حزنكم الى صديق متفهم يصغي بصبر وتعاطف يمكن ان يجلب لكم راحة تحتاجون اليها كثيرا.‏ —‏ امثال ١٧:‏١٧‏.‏

      الغضب والاحباط.‏ هذان الشعوران هما رد فعل طبيعي حيال الاعتناء بشخص مصاب بمرض خطير يصير سلوكه صعبا في بعض الاحيان.‏ (‏قارنوا افسس ٤:‏٢٦‏.‏)‏ لذلك لا تنسوا ان هذا السلوك المزعج يكون مردُّه في اغلب الاحيان الى المرض لا المريض.‏ تتذكر لوسي:‏ «عندما كنت اشتعل غضبا،‏ كنت انفجر بالبكاء.‏ ثم احاول ان اذكِّر نفسي بحالة المريض ومرضه.‏ كنت اعلم ان المريض بحاجة الى مساعدتي.‏ وكان ذلك يساعدني على الاستمرار في مهمتي.‏» وهذه النظرة المتفهمة الى الوضع يمكن ان ‹تبطئ غضبكم.‏› —‏ امثال ١٤:‏٢٩؛‏ ١٩:‏١١‏.‏

      الذنب.‏ ان مشاعر الذنب شائعة بين المعتنين بالمرضى.‏ ولكن تأكدوا انه بالرغم من ان العمل الذي تقومون به ضروري،‏ فهو صعب جدا.‏ فتقبلوا الواقع انكم لن تتجاوبوا دائما بطريقة مثالية قولا او عملا.‏ يذكِّرنا الكتاب المقدس قائلا:‏ «في اشياء كثيرة نعثر جميعنا.‏ إن كان احد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر ان يلجم كل الجسد ايضا.‏» (‏يعقوب ٣:‏٢؛‏ رومية ٣:‏٢٣‏)‏ لا تسمحوا لمشاعر الذنب بأن تمنعكم من اتخاذ اجراء ايجابي فوري.‏ فعندما تشعرون بالاستياء من امر قلتموه او فعلتموه،‏ ستجدون على الارجح انكم اذا قلتم «انا آسف» فستشعرون بأنكم افضل حالا انتم ومريضكم.‏ نصح رجل كان يعتني بمريض من اقربائه:‏ «ابذلوا قصارى جهدكم تحت كل ظرف.‏»‏

      الكآ‌بة.‏ الكآ‌بة شائعة جدا في العائلات التي تواجه مرضا خطيرا،‏ وهذا امر يمكن تفهُّمه.‏ (‏قارنوا ١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏.‏)‏ وثمة امرأة تعتني بالمرضى توضح ما ساعدها عندما اصيبت بالكآ‌بة:‏ «كثيرون كانوا يشكروننا على العناية التي نزوِّدها.‏ فيمكن لكلمات تشجيع قليلة ان تعطيكم زخما للاستمرار في مهمتكم عندما تكونون متعَبين جدا او كئيبين.‏» يذكر الكتاب المقدس:‏ «الغم في قلب الرجل يحنيه والكلمة الطيبة تفرحه.‏» (‏امثال ١٢:‏٢٥‏)‏ قد لا يتنبَّه الآخرون دائما لحاجتكم الى التشجيع.‏ لذلك قد تضطرون في بعض الاحيان الى التعبير اولا عن «الغم» الذي في قلبكم بصراحة لكي تنالوا ‹كلمة تشجيع طيبة› من الآخرين.‏ أما اذا استمرت مشاعر الكآ‌بة او تفاقمت،‏ فعندئذ يُنصح باستشارة طبيب.‏

      العجز.‏ قد تشعرون بأنكم عاجزون في وجه مرض موهن.‏ فتقبلوا الواقع في وضعكم هذا.‏ اعترفوا بحدودكم —‏ فليس في مقدوركم ان تتحكموا في صحة المريض،‏ ولكن يمكنكم ان تمنحوه عناية رقيقة.‏ لا تتوقعوا الكمال من انفسكم او من المريض او من الاشخاص الذين يدعمونكم.‏ والاقتراب المتزن لا يخفف فقط مشاعر العجز بل يخفف ايضا عبء المهمة.‏ وقد ذكر كثيرون ممن اعتنوا بشخص عزيز هذه النصيحة الحكيمة:‏ تعلموا مواجهة كل يوم بيومه.‏ —‏ متى ٦:‏٣٤‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

      ‏«واجهوا مخاوفكم واضبطوها.‏ فالخوف مما قد يحدث غالبا ما يكون اكبر مما هو في الحقيقة.‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      كلمات مشجِّعة من معتنين بمرضى

      ‏«لا تدعوا الافكار السلبية عن انفسكم تقلقكم.‏ فهي طبيعية في ظروف كهذه.‏ وطبعا يجب ألا تكتموا مشاعركم.‏ فائتمنوا شخصا على مشاعركم،‏ وإذا كان ممكنا،‏ فخذوا فترة من الراحة —‏ ابتعدوا بعض الوقت —‏ لكي تشعروا بالانتعاش.‏» —‏ لوسي،‏ التي يشمل عملها في احدى العيادات مساعدة عدد من المعتنين بالمرضى بالاضافة الى المرضى انفسهم.‏

      «اذا كان اعضاء من العائلة او اصدقاء مستعدين لتقديم المساعدة،‏ فاسمحوا لهم بذلك.‏ فمن المهم ان يشارككم آخرون في الحمل.‏» —‏ سُو،‏ التي اعتنت بأبيها قبل وفاته من مرض هُدكِن.‏

      «تعلموا تنمية روح الفكاهة.‏» —‏ ماريا،‏ التي ساعدت على الاعتناء بصديقة عزيزة قبل ان تموت من السرطان.‏

      «ابقوا اقوياء روحيا.‏ اقتربوا الى يهوه،‏ وصلوا بلا انقطاع.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٧؛‏ يعقوب ٤:‏٨‏)‏ فهو يمنح العون والتعزية بواسطة روحه وكلمته وخدامه الارضيين ووعوده.‏ حاولوا ان تكونوا منظَّمين قدر المستطاع.‏ مثلا،‏ من المستحسن ان تضعوا برامج لتناول الادوية وقوائم بالاشخاص الذين يساعدونكم.‏» —‏ يَلمار،‏ الذي اعتنى بصهره المحتضر.‏

      «تعلموا قدر المستطاع عن طبيعة المرض الذي يعانيه مريضكم.‏ فهذا بدوره سيساعدكم على معرفة ما يُتوقع من المريض ومنكم وأيضا كيف تعتنون بمريضكم.‏» —‏ جوان،‏ التي يعاني زوجها مرض الزهيمر.‏

      «ادركوا ان آخرين قبلكم تدبَّروا امرهم وأن يهوه قادر على مساعدتكم على تدبُّر امركم مهما حصل.‏» —‏ جيني،‏ التي اعتنت بزوجها قبل ان يموت.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      لتهدئة مخاوفكم،‏ اعرفوا قدر المستطاع عن المرض

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      التحدث الى صديق متفهم يمكن ان يريحكم كثيرا

  • الاهتمام بالمعتني بمريض —‏ كيف يمكن للآخرين ان يساعدوا
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • الاهتمام بالمعتني بمريض —‏ كيف يمكن للآخرين ان يساعدوا

      ‏«لوري وأنا متزوجان منذ ٥٥ سنة —‏ فترة طويلة —‏ وما اسعد تلك السنوات!‏ ولو كان بإمكاني ابقاؤه في البيت،‏ لأبقيته.‏ لكنَّ صحتي بدأت تتدهور.‏ فاضطررت في آخر الامر الى ادخاله دارا للعجزة.‏ اكاد لا اتحمل الالم العاطفي الذي اشعر به حين اروي هذه الامور.‏ فأنا احبه وأحترمه وأزوره كلما استطعت.‏ لكنَّ صحتي لا تسمح لي بأن افعل اكثر.‏» —‏ آنا،‏ امرأة في الـ‍ ٧٨ من العمر اعتنت لأكثر من ١٠ سنوات بزوجها المصاب بمرض الزهيمر،‏ وقضت السنوات الـ‍ ٤٠ الماضية تعتني بابنتها المصابة بمتلازمة داوْن (‏المغولية)‏.‏a

      ليست حالة آنا فريدة.‏ فقد كشف استطلاع في الجزر البريطانية ان «امرأة واحدة من كل امرأتين في بعض فئات السن (‏الاربعينات والخمسينات)‏ تعتني بمريض لها.‏» وكما نوقش سابقا،‏ يبدو احيانا ان الاضطراب العاطفي والمشاكل التي يواجهها المعتنون بالمرضى لا تطاق.‏

      يقول الدكتور فريدريك شيرمان،‏ من الجمعية الاميركية لأمراض الشيخوخة:‏ «اظن ان ٥٠٪ على الاقل من المعتنين بالمرضى يصابون بالكآ‌بة خلال السنة الاولى من اعتنائهم.‏» وبالنسبة الى المسنين مثل آنا،‏ فإن قوتهم المتناقصة وصحتهم المتدهورة يمكن ان تجعلا مواجهة الوضع اصعب ايضا.‏

      لمساعدة المعتنين بالمرضى على اتمام مسؤولياتهم،‏ يجب ان نعرف ما هي حاجاتهم.‏ فما هي هذه الحاجات،‏ وكيف يمكن ان نلبّيها؟‏

      المعتنون بالمرضى بحاجة الى مَن يحدِّثونه

      قالت امرأة ساعدت على العناية بصديقتها المحتضرة:‏ «كنت بحاجة الى البوح بما يخالجني.‏» وكما اظهرت المقالة السابقة،‏ غالبا ما تكون مواجهة المشاكل ومعالجتها اسهل عندما يتسنى لهم ان يتحدثوا عنها الى صديق متفهم.‏ وكثيرون من المعتنين بالمرضى الذين يشعرون بأنهم اسرى ظروفهم يجدون ان التحدث عن وضعهم يساعدهم على تبيُّن مشاعرهم وتخفيف الضغط المحتقن.‏

      وترجع جيني بذاكرتها الى الوقت الذي فيه كانت تعتني بزوجها وتقول:‏ «لقد ادرك الاصدقاء اننا كلينا بحاجة الى الدعم المعنوي،‏ وقد قدَّرت ذلك.‏» وتوضح ان الذين يعتنون بالمرضى بحاجة الى التشجيع،‏ وفي بعض الاحيان،‏ بحاجة الى اذن تصغي باهتمام.‏ ويوافق يَلمار،‏ الذي ساعد على الاعتناء بصهره المريض،‏ اذ يقول:‏ «كنت بحاجة الى مَن يصغي الى مخاوفي ومشاكلي ويفهم طريقة شعوري.‏» ويضيف متكلما عن صديق حميم:‏ «كنت اسرّ جدا بالذهاب لزيارته،‏ حتى ولو لنصف ساعة فقط.‏ فقد كان يصغي اليّ.‏ وكان اهتمامه حقيقيا.‏ وكنت اشعر بالانتعاش بعد ذلك.‏»‏

      يمكن للمعتنين بالمرضى ان يستمدوا تشجيعا كبيرا من المصغي بتفهُّم.‏ ينصح الكتاب المقدس بحكمة:‏ «ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم.‏» (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ وذكر تقرير في دوريات علم الشيخوخة‏:‏ «في اغلب الاحيان يكفي ان يعرف المرء ان الدعم متوفر لكي يشعر براحة كبيرة.‏»‏

      ولكن بالاضافة الى الاذن الصاغية والدعم المعنوي،‏ الى ماذا يحتاج المعتنون بالمرضى ايضا؟‏

      تقديم المساعدة العملية

      يلاحظ الدكتور ارنست روزِنْباوم:‏ «يستفيد المريض والعائلة من اية وسيلة يُعبَّر بها عن المحبة والتشجيع.‏» اولا،‏ يمكن التعبير عن «المحبة والتشجيع» خلال زيارة شخصية او اتصال هاتفي او في رسالة قصيرة (‏ربما مع ازهار او اية هدية اخرى)‏.‏

      وعن الدعم الذي كانت عائلة سُو تتلقاه حين كان ابوها يحتضر بسبب مرض هُدْكِن،‏ تقول:‏ «كنا نتعزى عندما يزورنا اصدقاؤنا زيارات قصيرة.‏» وتتابع:‏ «كانت احدى صديقاتي تردّ على المكالمات الهاتفية وتساعد على غسل الثياب وكيِّها لنا جميعا.‏»‏

      ودعْم المعتنين بالمرضى يمكن —‏ ويجب —‏ ان يشمل تقديم مساعدة محددة وملموسة.‏ تتذكر إلسا:‏ «كانت المساعدة العملية التي عرض الاصدقاء تقديمها مفيدة لي.‏ فهم لم يكتفوا بالقول:‏ ‹اذا كان هنالك امر يمكنني فعله،‏ فاعلميني،‏› بل كانوا يقولون:‏ ‹انا ذاهب للتسوق.‏ ماذا اجلب لك؟‏› ‹هل اهتم بالحديقة؟‏› ‹انا حاضر لأجلس مع المريضة وأقرأ عليها.‏› وثمة امر آخر وجدناه عمليا،‏ وهو تنسيق الامور ليترك الزوار رسائل خطية في مفكرة عندما تكون صديقتي المريضة تعبة او نائمة.‏ وكنا جميعا مسرورين جدا بذلك.‏»‏

      والمساعدة المحددة التي تُعرض يمكن ان تشمل احد الاعمال المنزلية.‏ توضح روز:‏ «قدَّرت المساعدة على ترتيب الاسرّة،‏ كتابة الرسائل عن المريض،‏ استقبال زوار المريض،‏ جلب الادوية،‏ غسل الشعر وتصفيفه،‏ وغسل الاطباق.‏» ويمكن للعائلة والاصدقاء ان يساعدوا ايضا المعتني بالمريض بالتناوب على تزويد الوجبات.‏

      وحيث يكون ملائما،‏ من العملي ايضا تقديم المساعدة في الامور الاساسية للعناية التمريضية.‏ مثلا،‏ قد يحتاج المعتني بالمريض الى المساعدة على اطعام المريض او غسل جسمه.‏

      يقدم اعضاء العائلة والاصدقاء المهتمون المساعدة العملية في المرحلة الباكرة من المرض،‏ ولكن ماذا لو كان المرض طويل الامد؟‏ بسبب كثرة انشغالنا بأمورنا الخاصة،‏ قد نغفل بسهولة عن الضغط المستمر —‏ وربما المتفاقم —‏ الذي يواجهه المعتنون بالمرضى.‏ وكم هو محزن ان يبدأ الدعم الضروري جدا بالتلاشي!‏

      اذا حدث ذلك،‏ فربما من الافضل ان يدعو المعتني بالمريض الى اجتماع عائلي لمناقشة امر العناية به.‏ وغالبا ما يكون ممكنا الاستفادة من مساعدة الاصدقاء والاقرباء الذين ابدوا استعدادا لتقديمها.‏ وهذا ما فعلته سُو وعائلتها.‏ فهي تروي:‏ «عندما كانت تنشأ حاجات معينة،‏ كنا نتذكر الذين عرضوا تقديم المساعدة ونتصل بهم هاتفيا.‏ فقد شعرنا بأنه يمكننا طلب المساعدة منهم.‏»‏

      اعطوهم فترة من الراحة

      يذكر كتاب اليوم المؤلف من ٣٦ ساعة (‏بالانكليزية)‏:‏ «من الضروري جدا لك [ايها المعتني] و [لمريضك] كليكما ان يسنح لك الوقت من حين الى آخر ‹لتبتعد› عن مهمة الاعتناء على مدار الساعة بشخص مصاب بمرض مزمن.‏ .‏ .‏ .‏ فالتغيُّب فترة من الوقت،‏ دون الاعتناء [بالمريض]،‏ هو احد اهم الامور التي يمكنك فعلها لتتمكن من مواصلة العناية بشخص ما.‏» وهل يوافق المعتنون بالمرضى؟‏

      ‏«نعم،‏ بالتاكيد،‏» تجيب ماريا التي ساعدت على الاعتناء بصديقة حميمة كانت تحتضر بسبب السرطان.‏ «فقد كنت بحاجة دوريا الى ‹الابتعاد› وجعْل شخص آخر يتولى امر العناية فترة من الوقت.‏» وتشاطرها الرأي جوان التي تعتني بزوجها المصاب بمرض الزهيمر.‏ تقول:‏ «اكثر الامور التي نحتاج اليها هو ان يتسنى لنا الوقت لنرتاح من حين الى آخر.‏»‏

      ولكن كيف سيتسنى لهم الوقت للابتعاد عن ضغط مسؤولياتهم؟‏ تخبر جنيفر،‏ التي ساعدت على الاعتناء بوالدَيها المسنَّين،‏ كيف وجدت الراحة:‏ «كانت صديقة للعائلة تهتم بأمي طوال يوم كامل لتريحنا.‏»‏

      ويمكنكم ان تعطوا المعتني بمريض فترة من الراحة عندما تعرضون اخذ المريض لبعض الوقت،‏ اذا كان ذلك عمليا.‏ تقول جوان:‏ «احس بتجدُّد النشاط عندما يأخذ احد زوجي معه،‏ لأنني بذلك اتمكن من ان اكون مع نفسي من حين الى آخر.‏» ومن ناحية اخرى،‏ قد تتمكنون من قضاء الوقت مع المريض في بيته.‏ وفي كلتا الحالتين،‏ افسحوا المجال للمعتني ليحصل على الراحة التي هو بحاجة ماسة اليها.‏

      ولكن تذكروا انه لا يسهل دائما على المعتنين بالمرضى ان يأخذوا فترة من الراحة.‏ فقد يشعرون بالذنب لأنهم ابتعدوا عن مريضهم العزيز.‏ يعترف يَلمار:‏ «ليس سهلا ان يخرج المرء من هذا الوضع ويذهب ليتسلى او يرتاح.‏ فقد كنت اشعر بأنني اريد ان ابقى هناك كل الوقت.‏» ولكن كان باله يرتاح اكثر عندما يأخذ فترة من الراحة يكون فيها صهره بحاجة الى اقل حدّ من الرعاية.‏ ويقوم آخرون بوضع مريضهم العزيز في مركز للرعاية النهارية للراشدين ساعات قليلة حيث يجري الاهتمام به.‏

      نهاية كل مرض

      لا شك ابدا ان الاعتناء بشخص عزيز مصاب بمرض خطير هو مسؤولية كبيرة.‏ ولكن يمكن ان يكون الاعتناء بشخص عزيز مرضيا وسارّا جدا.‏ فالباحثون والمعتنون بالمرضى يقولون ان الروابط بالعائلة والاصدقاء تصير اقوى.‏ والمعتنون يتعلمون دائما صفات وقدرات جديدة.‏ ويشعر كثيرون بفوائد روحية ايضا.‏

      والاهم هو ان الكتاب المقدس يشير الى ان يهوه وابنه يسوع المسيح هما ارقّ معتنيَين بالمرضى.‏ ونبوة الكتاب المقدس تؤكد لنا ان نهاية كل مرض وألم وموت صارت قريبة جدا.‏ فقريبا سيكافئ خالق الانسان الحنّانُ سكان الارض الابرار بحياة ابدية في عالم جديد ملؤه الصحة —‏ عالم «لا يقول [فيه] ساكن انا مرضت.‏» —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٤؛‏ رؤيا ٢١:‏٤‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a بعض الاسماء في هذه المقالة جرى تغييرها.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

      خير المريض يعتمد بشكل مباشر على خيركم انتم

      ‏[النبذة في الصفحة ١٢]‏

      ان دعم الاصدقاء الطيبين يساهم كثيرا في مواصلتكم المهمة في اصعب الاوقات

      ‏[الاطار في الصفحة ١٢]‏

      الاعتناء بالمرضى يمكن ان يجزي خيرا

      ‏‹يجزي خيرا؟‏› قد يتساءل البعض.‏ ‹كيف؟‏› لاحظوا من فضلكم ما قاله هؤلاء المعتنون بأشخاص مرضى لمجلة استيقظ!‏:‏

      «اذا تخلى المرء عن مساعيه ورغباته الخاصة فهذا لا يعني انه اقل سعادة.‏ ‹مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ.‏› (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ فالاعتناء بشخص تحبونه يمكن ان يكون سارّا جدا.‏» —‏ جوان.‏

      «كنت شاكرا اني تمكنت من مساعدة اختي وصهري في وقت الضيق —‏ دون ان يتمكنا من ان يردَّا لي.‏ فقد قرَّبنا ذلك واحدنا من الآخر.‏ آمل ان اتمكن يوما ما من استخدام هذه الخبرة التي اكتسبتها في مساعدة شخص آخر يمرّ بوضع مماثل.‏» —‏ يَلمار.‏

      «كما قلت لصديقتي المريضة بيتي اكثر من مرة،‏ اخذتُ اكثر بكثير مما اعطيت.‏ فقد تعلمت التقمص العاطفي والصبر.‏ وتعلمت انه من الممكن المحافظة على موقف ايجابي في اصعب الظروف.‏» —‏ إلسا.‏

      «اصبحت اقوى روحيا.‏ ولمست اكثر كيف يكون الاعتماد على يهوه اللّٰه يوميا وكيف يقوم هو بسدِّ حاجاتي.‏» —‏ جيني.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٣]‏

      عندما تزورون شخصا يعتني بمريض

      ‏• اصغوا اليه بتعاطف

      ‏• امدحوه من كل القلب

      ‏• اعرضوا عليه مساعدة محددة

      ‏[الصور في الصفحة ١٠]‏

      ادعموا المعتنين بالمرضى بالتسوق والطبخ عنهم او بمساعدتهم على الاعتناء بالمريض

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة