-
عِش بانسجام مع الصلاة النموذجية، الجزء الاولبرج المراقبة ٢٠١٥ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
عِشْ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ اَلْجُزْءُ ٱلْأَوَّلُ
«لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ». — مت ٦:٩.
١ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ أَحْيَانًا ٱلصَّلَاةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي مَتَّى ٦:٩-١٣ فِي خِدْمَتِنَا؟
يَسْتَظْهِرُ كَثِيرُونَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ ٱلصَّلَاةَ ٱلرَّبَّانِيَّةَ فِي مَتَّى ٦:٩-١٣. وَأَثْنَاءَ خِدْمَتِنَا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، غَالِبًا مَا نُشِيرُ إِلَى هٰذِهِ ٱلصَّلَاةِ لِنُظْهِرَ لِلنَّاسِ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ حُكُومَةٌ حَقِيقِيَّةٌ سَتُحَوِّلُ أَرْضَنَا إِلَى فِرْدَوْسٍ. أَوْ رُبَّمَا نُشِيرُ إِلَى ٱلطَّلَبِ ٱلْأَوَّلِ فِي ٱلصَّلَاةِ، «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»، لِنُبَرْهِنَ أَنَّ ٱللّٰهَ لَهُ ٱسْمٌ عَلَمٌ يَجِبُ تَقْدِيسُهُ. — مت ٦:٩.
٢ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقْصِدْ أَنْ نُكَرِّرَ ٱلصَّلَاةَ ٱلرَّبَّانِيَّةَ كَلِمَةً فَكَلِمَةً كُلَّمَا صَلَّيْنَا؟
٢ وَلٰكِنْ، هَلْ قَصَدَ يَسُوعُ أَنْ نُكَرِّرَ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةَ كَلِمَةً فَكَلِمَةً كُلَّمَا صَلَّيْنَا، كَمَا يَفْعَلُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ؟ كَلَّا، ذٰلِكَ أَنَّهُ قَالَ قَبْلَ أَنْ يُعَلِّمَ تَلَامِيذَهُ كَيْفَ يُصَلُّونَ: «عِنْدَمَا تُصَلُّونَ لَا تُكَرِّرُوا ٱلْأُمُورَ نَفْسَهَا». (مت ٦:٧) كَمَا أَنَّهُ فِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى كَرَّرَ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةَ بِكَلِمَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ. (لو ١١:١-٤) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ يَسُوعَ أَرَادَ أَنْ يُعَلِّمَنَا مَا ٱلْأُمُورُ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ بِشَأْنِهَا، مُرَتِّبًا إِيَّاهَا بِحَسَبِ أَهَمِّيَّتِهَا. لِذَا، مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ تُدْعَى هٰذِهِ ٱلصَّلَاةُ بِٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ.
٣ أَيُّ سُؤَالَيْنِ يَحْسُنُ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهِمَا فِيمَا نُحَلِّلُ ٱلصَّلَاةَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةَ؟
٣ سَنُحَلِّلُ ٱلصَّلَاةَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةَ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ. وَبَيْنَمَا نَفْعَلُ ذٰلِكَ، سَلْ نَفْسَكَ: ‹كَيْفَ تُسَاعِدُنِي ٱلصَّلَاةُ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ عَلَى تَحْسِينِ صَلَوَاتِي؟›. أَمَّا ٱلسُّؤَالُ ٱلْأَهَمُّ فَهُوَ: ‹هَلْ أَعِيشُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةِ؟›.
«أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ»
٤ بِمَ تُذَكِّرُنَا كَلِمَةُ «أَبَانَا»، وَبِأَيِّ مَعْنًى يَكُونُ يَهْوَهُ ‹أَبًا› لِلْمَسِيحِيِّينَ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ؟
٤ إِنَّ ٱسْتِخْدَامَ كَلِمَةِ «أَبَانَا» بَدَلًا مِنْ «أَبِي» يُذَكِّرُنَا بِأَنَّنَا نَنْتَمِي إِلَى ‹مَعْشَرِ إِخْوَةٍ› يُحِبُّونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَحَبَّةً حَقِيقِيَّةً. (١ بط ٢:١٧) فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلَّذِينَ تَبَنَّاهُمُ ٱللّٰهُ وَلَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْعَيْشِ فِي ٱلسَّمَاءِ يُخَاطِبُونَ يَهْوَهَ بِصِفَتِهِ ‹أَبَاهُمْ› بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ. (رو ٨:١٥-١٧) أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ فَبِإِمْكَانِهِمْ أَيْضًا أَنْ يُخَاطِبُوا يَهْوَهَ بِصِفَتِهِ ‹أَبَاهُمْ› لِأَنَّهُ مَصْدَرُ حَيَاتِهِمْ وَٱلْمُعِيلُ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُمْ بِحَاجَاتِهِمْ. وَلٰكِنَّهُمْ لَنْ يَصِيرُوا أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ يَبْلُغُوا ٱلْكَمَالَ وَيُبَرْهِنُوا عَنْ وَلَائِهِمْ فِي ٱلِٱمْتِحَانِ ٱلْأَخِيرِ. — رو ٨:٢١؛ رؤ ٢٠:٧، ٨.
٥، ٦ أَيَّةُ هَدِيَّةٍ ثَمِينَةٍ يُعْطِيهَا ٱلْوَالِدَانِ لِأَوْلَادِهِمَا، وَمَا ٱلْمَسْؤُولِيَّةُ ٱلْمُلْقَاةُ عَلَى عَاتِقِ كُلِّ وَلَدٍ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٥ يَلْعَبُ ٱلْأَبَوَانِ دَوْرًا مُهِمًّا فِي تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمَا أَنْ يُصَلُّوا وَفِي مُسَاعَدَتِهِمْ أَنْ يَعْتَبِرُوا يَهْوَهَ أَبًا سَمَاوِيًّا مُحِبًّا. وَهٰذِهِ أَحْلَى هَدِيَّةٍ يُقَدِّمَانِهَا لَهُمْ. يَتَذَكَّرُ أَخٌ يَخْدُمُ ٱلْآنَ نَاظِرَ دَائِرَةٍ فِي جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا: «مُنْذُ وُلِدَتِ ٱبْنَتَانَا، صَلَّيْتُ مَعَهُمَا كُلَّ لَيْلَةٍ مَا عَدَا ٱللَّيَالِيَ ٱلَّتِي كُنْتُ فِيهَا بَعِيدًا عَنِ ٱلْبَيْتِ. وَهُمَا غَالِبًا مَا تَقُولَانِ إِنَّهُمَا لَا تَتَذَكَّرَانِ بِٱلضَّبْطِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي كُنْتُ أَقُولُهَا فِي تِلْكَ ٱلصَّلَوَاتِ، وَلٰكِنَّهُمَا لَا تَنْسَيَانِ ٱلْجَوَّ ٱلْحَمِيمَ وَشُعُورَ ٱلسَّكِينَةِ وَٱلْأَمَانِ ٱلَّذِي أَحَسَّتَا بِهِ، وَتَذْكُرَانِ أَنَّ ٱلتَّوَاصُلَ مَعَ أَبِينَا يَهْوَهَ ٱعْتُبِرَ أَمْرًا مُقَدَّسًا. وَحَالَمَا صَارَتَا قَادِرَتَيْنِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ، شَجَّعْتُهُمَا أَنْ تُصَلِّيَا بِصَوْتٍ عَالٍ لِأَتَمَكَّنَ مِنْ سَمَاعِهِمَا وَهُمَا تُعَبِّرَانِ لِيَهْوَهَ عَنْ أَفْكَارِهِمَا وَمَشَاعِرِهِمَا. فَشَكَّلَ ذٰلِكَ فُرْصَةً مُمْتَازَةً لآِخُذَ فِكْرَةً عَمَّا يَجُولُ فِي قَلْبِهِمَا. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ أَتَاحَ لِي أَنْ أُدَرِّبَهُمَا عَلَى إِدْخَالِ أَفْكَارٍ مُهِمَّةٍ مِنَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ لِتَصِيرَ صَلَاتُهُمَا أَكْثَرَ مَعْنًى».
٦ فَلَا عَجَبَ أَنْ أَحْرَزَتِ ٱبْنَتَا ٱلْأَخِ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا مَلْحُوظًا. فَهُمَا ٱلْآنَ سَعِيدَتَانِ بِزَوَاجِهِمَا وَمُنْخَرِطَتَانِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مَعَ زَوْجَيْهِمَا. حَقًّا، مَا مِنْ هَدِيَّةٍ يُعْطِيهَا ٱلْوَالِدَانِ لِأَوْلَادِهِمَا أَثْمَنُ مِنْ مُسَاعَدَتِهِمْ عَلَى تَنْمِيَةِ عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِيَهْوَهَ. إِلَّا أَنَّ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ مَسْؤُولِيَّةٌ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ كُلِّ وَلَدٍ. وَهٰذَا يَشْمُلُ أَنْ يُنَمِّيَ مَحَبَّتَهُ لِٱسْمِ ٱللّٰهِ وَيَحْتَرِمَهُ فَائِقَ ٱلِٱحْتِرَامِ. — مز ٥:١١، ١٢؛ ٩١:١٤.
«لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»
٧ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ يَحْظَى بِهِ شَعْبُ ٱللّٰهِ، وَمَاذَا يَتَطَلَّبُ ذٰلِكَ مِنَّا؟
٧ يَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَنْ نَعْرِفَ ٱسْمَ ٱللّٰهِ وَأَنْ نَكُونَ «شَعْبًا لِٱسْمِهِ»! (اع ١٥:١٤؛ اش ٤٣:١٠) لِذٰلِكَ نُصَلِّي أَنْ يَتَقَدَّسَ ٱسْمُ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ، وَنَسْأَلُهُ أَيْضًا أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى تَجَنُّبِ فِعْلِ أَوْ قَوْلِ أَيِّ شَيْءٍ يُسِيءُ إِلَى ٱسْمِهِ ٱلْقُدُّوسِ. فَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ كَبَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ كَرَزُوا بِشَيْءٍ وَعَمِلُوا شَيْئًا آخَرَ. فَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْهُمْ: «اِسْمُ ٱللّٰهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ». — رو ٢:٢١-٢٤.
٨، ٩ أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ كَيْفَ يُبَارِكُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يَهْتَمُّونَ بِتَقْدِيسِ ٱسْمِهِ.
٨ إِنَّ تَقْدِيسَ ٱسْمِ يَهْوَهَ هَدَفٌ نَسْعَى إِلَيْهِ جَمِيعًا بِكُلِّ قُوَّتِنَا. لَاحِظْ مَثَلًا مَا قَالَتْهُ أُخْتٌ فِي ٱلنَّرُوجِ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا فَجْأَةً تَارِكًا لَهَا ٱبْنًا عُمْرُهُ سَنَتَانِ لِتُرَبِّيَهُ: «كَانَتْ فَتْرَةً عَصِيبَةً فِي حَيَاتِي. صَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ كُلَّ يَوْمٍ، بَلْ كُلَّ سَاعَةٍ، لِيَمُدَّنِي بِٱلْقُوَّةِ كَيْ أُحَافِظَ عَلَى ٱتِّزَانِي ٱلْعَاطِفِيِّ وَلَا أُعْطِيَ ٱلشَّيْطَانَ سَبَبًا لِيُعَيِّرَ يَهْوَهَ إِذَا ٱتَّخَذْتُ قَرَارًا غَيْرَ حَكِيمٍ أَوْ كَسَرْتُ ٱسْتِقَامَتِي. لَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُقَدِّسَ ٱسْمَ يَهْوَهَ، وَأَرَدْتُ أَنْ يَرَى ٱبْنِي أَبَاهُ مُجَدَّدًا فِي ٱلْفِرْدَوْسِ». — ام ٢٧:١١.
٩ وَهَلِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ لِهٰذِهِ ٱلصَّلَوَاتِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ؟ نَعَمْ، فَقَدْ نَالَتِ ٱلْأُخْتُ ٱلدَّعْمَ مِنْ مُعَاشَرَتِهَا ٱلْمُسْتَمِرَّةِ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. وَبَعْدَ خَمْسِ سَنَوَاتٍ، تَزَوَّجَتْ شَيْخًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَٱبْنُهَا ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٱلْآنَ ٢٠ عَامًا أَخٌ مُعْتَمِدٌ يَعْبُدُ يَهْوَهَ. تَقُولُ: «أَنَا سَعِيدَةٌ جِدًّا لِأَنَّ زَوْجِي سَاعَدَنِي عَلَى تَرْبِيَتِهِ».
١٠ مَا ٱلْمَطْلُوبُ لِيَتَقَدَّسَ ٱسْمُ ٱللّٰهِ كَامِلًا؟
١٠ وَمَا ٱلْمَطْلُوبُ لِيَتَقَدَّسَ ٱسْمُ ٱللّٰهِ كَامِلًا وَيُمْحَى عَنْهُ كُلُّ تَعْيِيرٍ؟ لَا بُدَّ أَنْ يُزِيلَ يَهْوَهُ كُلَّ ٱلْأُمَمِ ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ سُلْطَانَهُ عَمْدًا. (اقرأ حزقيال ٣٨:٢٢، ٢٣.) وَكَمْ نَتُوقُ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يَصِيرُ فِيهِ ٱلْبَشَرُ كَامِلِينَ، وَيُقَدِّسُ جَمِيعُ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱسْمَ يَهْوَهَ! فِي ذٰلِكَ ٱلْحِينِ، سَيَصِيرُ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ». — ١ كو ١٥:٢٨.
«لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ»
١١، ١٢ أَيُّ أَمْرٍ سَاعَدَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ أَنْ يَفْهَمُوهُ عَامَ ١٨٧٦؟
١١ قَبْلَ أَنْ يَصْعَدَ يَسُوعُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، سَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ: «يَا رَبُّ، أَفِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ تَرُدُّ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟». فَأَجَابَهُمْ أَنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَحِنْ بَعْدُ لِيَعْرِفُوا مَتَى يَبْدَأُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ بِٱلْحُكْمِ، وَقَالَ لَهُمْ أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى عَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْمُهِمِّ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَقُومُوا بِهِ. (اقرإ الاعمال ١:٦-٨.) مَعَ ذٰلِكَ، عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَتَطَلَّعُوا إِلَى إِتْيَانِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. لِذٰلِكَ لَا يَنْفَكُّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مُنْذُ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ يُصَلُّونَ أَنْ يَأْتِيَ ٱلْمَلَكُوتُ.
١٢ وَعِنْدَمَا ٱقْتَرَبَ ٱلْوَقْتُ لِيَتَسَلَّمَ يَسُوعُ ٱلْحُكْمَ فِي ٱلسَّمَاءِ، سَاعَدَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ أَنْ يَفْهَمُوا مَتَى سَيَحْدُثُ ذٰلِكَ. فَعَامَ ١٨٧٦، كَتَبَ تْشَارْلْز تَاز رَصِل فِي مَجَلَّةِ فَاحِصِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَقَالَةً بِعُنْوَانِ «أَزْمِنَةُ ٱلْأُمَمِ: مَتَى تَنْتَهِي؟». وَأَشَارَتْ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ إِلَى أَنَّ سَنَةَ ١٩١٤ سَتَكُونُ سَنَةً مُهِمَّةً، وَأَوْضَحَتْ أَنَّ ‹ٱلسَّبْعَةَ أَزْمِنَةٍ› فِي نُبُوَّةِ دَانِيَالَ هِيَ نَفْسُهَا «ٱلْأَزْمِنَةُ ٱلْمُعَيَّنَةُ لِلْأُمَمِ» ٱلَّتِي تَحَدَّثَ عَنْهَا يَسُوعُ.a — دا ٤:١٦؛ لو ٢١:٢٤.
١٣ مَاذَا حَدَثَ عَامَ ١٩١٤، وَمَاذَا تُؤَكِّدُ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْعَالَمِيَّةُ مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ؟
١٣ عَامَ ١٩١٤، ٱنْدَلَعَتِ ٱلْحَرْبُ فِي أُورُوبَّا، ثُمَّ تَوَسَّعَتْ رُقْعَتُهَا لِتَشْمُلَ ٱلْعَالَمَ أَجْمَعَ. فَأَصَابَتِ ٱلْمَجَاعَاتُ بُلْدَانًا كَثِيرَةً. وَبِحُلُولِ نِهَايَةِ ٱلْحَرْبِ عَامَ ١٩١٨، ٱجْتَاحَتِ ٱلْعَالَمَ حُمَّى مُمِيتَةٌ حَصَدَتْ ضَحَايَا أَكْثَرَ مِنَ ٱلَّذِينَ مَاتُوا فِي سَاحَةِ ٱلْقِتَالِ. وَهٰكَذَا بَدَأَتْ تَتِمُّ «عَلَامَةُ» حُضُورِ يَسُوعَ، مَلِكِ ٱلْأَرْضِ ٱلْجَدِيدِ. (مت ٢٤:٣-٨؛ لو ٢١:١٠، ١١) فَٱلْأَدِلَّةُ كُلُّهَا تُشِيرُ إِلَى أَنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ «أُعْطِيَ تَاجًا» عَامَ ١٩١٤ وَأَنَّهُ «خَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يُتِمَّ غَلَبَتَهُ». (رؤ ٦:٢) فَقَدْ شَنَّ حَرْبًا عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ وَطَهَّرَ ٱلسَّمٰوَاتِ مِنْهُمْ، طَارِحًا إِيَّاهُمْ إِلَى مُحِيطِ ٱلْأَرْضِ. وَمُذَّاكَ، يَلْمُسُ ٱلْبَشَرُ صِحَّةَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُوحَى بِهَا: «وَيْلٌ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَحْرِ، لِأَنَّ إِبْلِيسَ قَدْ نَزَلَ إِلَيْكُمَا، وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ، عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا!». — رؤ ١٢:٧-١٢.
١٤ (أ) لِمَ ٱلصَّلَاةُ مِنْ أَجْلِ إِتْيَانِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ لَا تَزَالُ مُهِمَّةً؟ (ب) أَيُّ عَمَلٍ مُهِمٍّ يَجِبُ أَنْ نَقُومَ بِهِ ٱلْآنَ؟
١٤ تَشْرَحُ ٱلنُّبُوَّةُ فِي ٱلرُّؤْيَا ١٢:٧-١٢ لِمَ بَدَأَتِ ٱلْبَلَايَا تَحِلُّ بِٱلْبَشَرِ قُرَابَةَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَأَسَّسَ فِيهِ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ. فَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ يَحْكُمُ فِي ٱلسَّمَاءِ، لَا يَزَالُ ٱلشَّيْطَانُ يَحْكُمُ ٱلْأَرْضَ. لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحَ عَمَّا قَرِيبٍ سَوْفَ «يُتِمُّ غَلَبَتَهُ» بِإِزَالَةِ ٱلشَّرِّ مِنَ ٱلْأَرْضِ. وَرَيْثَمَا يَحِلُّ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ، نَسْتَمِرُّ فِي ٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يَأْتِيَنَا ٱلْمَلَكُوتُ. وَفِي ٱلْوَقْتِ ذَاتِهِ، يَلْزَمُ أَنْ نَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صَلَوَاتِنَا بِٱلْمُشَارَكَةِ فِي إِتْمَامِ وَجْهٍ لَافِتٍ جِدًّا مِنْ أَوْجُهِ «عَلَامَةِ» يَسُوعَ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، ثُمَّ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ». — مت ٢٤:١٤.
«لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ . . . عَلَى ٱلْأَرْضِ»
١٥، ١٦ كَيْفَ نَعِيشُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ طَلَبِنَا أَنْ تَكُونَ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١٥ مُنْذُ حَوَالَيْ ٠٠٠,٦ سَنَةٍ، كَانَتْ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ تَتِمُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ. لِذٰلِكَ قَالَ يَهْوَهُ إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ «حَسَنٌ جِدًّا». (تك ١:٣١) غَيْرَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ تَمَرَّدَ عَلَى ٱللّٰهِ. وَمُنْذُ تَمَرُّدِهِ، كَثُرَ ٱلَّذِينَ لَا يَفْعَلُونَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ. أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَهُنَاكَ نَحْوُ ثَمَانِيَةِ مَلَايِينِ شَخْصٍ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ. وَهُمْ لَا يُصَلُّونَ فَقَطْ أَنْ تَكُونَ مَشِيئَتُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، بَلْ يُجَاهِدُونَ لِيَعِيشُوا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةِ. وَيَظْهَرُ ذٰلِكَ مِنْ خِلَالِ نَمَطِ حَيَاتِهِمْ وَمُشَارَكَتِهِمِ ٱلْغَيُورَةِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.
هَلْ تُعَلِّمُ أَوْلَادَكَ أَنْ يَفْعَلُوا مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ ٱنْسِجَامًا مَعَ صَلَاتِهِمْ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.)
١٦ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تَقُولُ أُخْتٌ ٱعْتَمَدَتْ عَامَ ١٩٤٨ وَخَدَمَتْ مُرْسَلَةً فِي إِفْرِيقْيَا: «اِنْسِجَامًا مَعَ هٰذَا ٱلْجُزْءِ مِنَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ، كَثِيرًا مَا أُصَلِّي أَنْ تَصِلَ رِسَالَتُنَا إِلَى كُلِّ ٱلنَّاسِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ لِيَعْرِفُوا يَهْوَهَ قَبْلَ فَوَاتِ ٱلْأَوَانِ. كَمَا أَنَّنِي، قَبْلَ أَنْ أُبَشِّرَ أَحَدًا مَا، أَطْلُبُ ٱلْحِكْمَةَ مِنْ يَهْوَهَ كَيْ أَبْلُغَ قَلْبَهُ. أَمَّا ٱلْمُشَبَّهُونَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ عَثَرْنَا عَلَيْهِمْ، فَأُصَلِّي أَنْ يُبَارِكَ يَهْوَهُ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا لِنَهْتَمَّ بِهِمْ». فَلَا عَجَبَ أَنْ تَكُونَ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ ٱلْبَالِغَةُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٨٠ سَنَةً قَدْ سَاعَدَتْ كَثِيرِينَ أَنْ يَصِيرُوا شُهُودًا لِيَهْوَهَ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ يَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ مُسِنُّونَ آخَرُونَ يَسْكُبُونَ أَنْفُسَهُمْ لِيَفْعَلُوا مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ رَغْمَ مَشَاكِلِ ٱلشَّيْخُوخَةِ. — اقرأ فيلبي ٢:١٧.
١٧ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ مَا سَيَفْعَلُهُ يَهْوَهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ لِلْبَشَرِ وَٱلْأَرْضِ؟
١٧ لَنْ نَكُفَّ عَنِ ٱلصَّلَاةِ «لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ» حَتَّى يَزُولَ مِنَ ٱلْأَرْضِ آخِرُ عَدُوٍّ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. عِنْدَئِذٍ، سَنَرَى إِتْمَامَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ عَلَى نِطَاقٍ أَوْسَعَ بِقِيَامَةِ بَلَايِينِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ «تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ ٱلَّتِي يَسْمَعُ فِيهَا جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ صَوْتَهُ فَيَخْرُجُونَ». (يو ٥:٢٨، ٢٩) وَكَمْ سَيَكُونُ رَائِعًا أَنْ نَسْتَقْبِلَ أَحِبَّاءَنَا ٱلْمَوْتَى! فَٱللّٰهُ «سَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ» مِنْ عُيُونِنَا. (رؤ ٢١:٤) وَبِمَا أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمُقَامِينَ سَيَكُونُونَ مِنَ «ٱلْأَثَمَةِ»، فَسَنَحْظَى بِٱمْتِيَازِ تَعْلِيمِهِمْ عَنْ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ وَقَصْدِهِ. فَهٰؤُلَاءِ عَاشُوا وَمَاتُوا دُونَ مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ عَنْ يَهْوَهَ وَٱبْنِهِ. لِذٰلِكَ، سَنَتَمَتَّعُ بِمُسَاعَدَتِهِمْ أَنْ يَصِيرُوا مُؤَهَّلِينَ ‹لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ›. — اع ٢٤:١٥؛ يو ١٧:٣.
١٨ مَا أَهَمُّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلْبَشَرُ؟
١٨ عِنْدَمَا يَأْتِي ٱلْمَلَكُوتُ، سَيُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ وَيُوَحِّدُ جَمِيعَ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ فِي فِعْلِ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ. وَبِٱسْتِجَابَةِ ٱلطَّلَبَاتِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلْأُولَى فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ، تَتَحَقَّقُ أَهَمُّ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلْبَشَرُ. وَلٰكِنْ، مَاذَا عَنِ ٱلْحَاجَاتِ ٱلضَّرُورِيَّةِ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي ذَكَرَهَا يَسُوعُ فِي ٱلطَّلَبَاتِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلْبَاقِيَةِ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ؟ سَنُنَاقِشُهَا بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
a لِتَعْرِفَ كَيْفَ نَسْتَنْتِجُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ تَمَّتْ عَامَ ١٩١٤، ٱنْظُرْ كِتَابَ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ ٱلصَّفَحَاتِ ٢١٥-٢١٨.
-
-
عِش بانسجام مع الصلاة النموذجية، الجزء الثانيبرج المراقبة ٢٠١٥ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
عِشْ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ اَلْجُزْءُ ٱلثَّانِي
‹أَبُوكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ›. — مت ٦:٨.
١-٣ لِمَ كَانَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ عَلَى ثِقَةٍ بِأَنَّ يَهْوَهَ يَعْلَمُ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ؟
لَنْ تَنْسَى لَانَا طِيلَةَ حَيَاتِهَا مَا حَصَلَ مَعَهَا خِلَالَ زِيَارَتِهَا لِأَلْمَانِيَا فِي صَيْفِ ٢٠١٢. وَهِيَ تَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ لَهُ يَدٌ فِي مَا جَرَى. كَانَتْ عَلَى مَتْنِ ٱلْقِطَارِ فِي رِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ إِلَى ٱلْمَطَارِ، فَصَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُتِيحَ لَهَا ٱلْفُرْصَةَ لِتُبَشِّرَ. وَعِنْدَمَا وَصَلَتِ ٱلْمَطَارَ، عَرَفَتْ أَنَّ رِحْلَتَهَا تَأَجَّلَتْ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي. فَصَلَّتْ ثَانِيَةً إِلَى يَهْوَهَ لِأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ صَرَفَتْ مُعْظَمَ أَمْوَالِهَا وَلَيْسَ لَدَيْهَا مَكَانٌ تَبِيتُ فِيهِ.
٢ لَمْ تَكَدْ لَانَا تَنْتَهِي مِنْ صَلَاتِهَا ٱلثَّانِيَةِ حَتَّى سَمِعَتْ صَوْتًا يَقُولُ: «مَرْحَبًا لَانَا، مَاذَا تَفْعَلِينَ هُنَا؟». كَانَ ٱلْمُتَكَلِّمُ رَفِيقًا لَهَا تَعْرِفُهُ مُنْذُ أَيَّامِ ٱلْمَدْرَسَةِ، وَمَعَهُ أُمُّهُ وَجَدَّتُهُ تُوَدِّعَانِهِ لِأَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلَى جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا. وَعِنْدَمَا عَلِمَتْ هَاتَانِ ٱلْمَرْأَتَانِ بِوَضْعِهَا، دَعَتَاهَا لِلْمُكُوثِ عِنْدَهُمَا. فَقَدَّمَتَا لَهَا ٱلضِّيَافَةَ، وَأَخَذَتَا تَطْرَحَانِ عَلَيْهَا أَسْئِلَةً عَنْ مُعْتَقَدَاتِهَا وَعَمَلِهَا كَمُبَشِّرَةٍ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.
٣ وَبَعْدَ تَنَاوُلِ ٱلْفُطُورِ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلتَّالِي، أَجَابَتْ لَانَا عَلَى أَسْئِلَةٍ إِضَافِيَّةٍ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَسَأَلَتْ مُضِيفَتَيْهَا عَنْ كَيْفِيَّةِ ٱلِٱتِّصَالِ بِهِمَا لِمُلَاحَقَةِ ٱلِٱهْتِمَامِ. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَوْطِنِهَا آمِنَةً، وَعَادَتْ إِلَى خِدْمَتِهَا كَفَاتِحَةٍ عَادِيَّةٍ. وَهِيَ وَاثِقَةٌ أَنَّ «سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ» عَلِمَ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَٱسْتَجَابَ لَهَا. — مز ٦٥:٢.
٤ أَيَّةُ حَاجَاتٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ عِنْدَمَا تَنْشَأُ فَجْأَةً مُشْكِلَةٌ مَا، مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْعَوْنِ، وَهُوَ يُسَرُّ بِسَمَاعِ تَضَرُّعَاتِ خُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ. (مز ٣٤:١٥؛ ام ١٥:٨) وَلٰكِنْ، إِذَا تَأَمَّلْنَا فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ، فَسَنَجِدُ أَنَّ هُنَاكَ حَاجَاتٍ أَهَمَّ قَدْ نَغْفُلُ عَنْهَا. مَثَلًا، تُبْرِزُ ٱلطَّلَبَاتُ ٱلثَّلَاثَةُ ٱلْأَخِيرَةُ حَاجَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةَ. أَمَّا ٱلْتِمَاسُ خُبْزِنَا ٱلْيَوْمِيِّ فِي ٱلطَّلَبِ ٱلرَّابِعِ فَيَلْفِتُ نَظَرَنَا إِلَى مَجَالَاتٍ أُخْرَى لِنَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ. — اقرأ متى ٦:١١-١٣.
«أَعْطِنَا ٱلْيَوْمَ خُبْزَ يَوْمِنَا»
٥، ٦ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ خُبْزِ يَوْمِنَا حَتَّى لَوْ كَانَ لَدَيْنَا طَعَامٌ كَافٍ؟
٥ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يُعَلِّمْنَا أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ وَاحِدٍ خُبْزَ «يَوْمِهِ» بِٱلْمُفْرَدِ، بَلْ خُبْزَ «يَوْمِنَا» بِٱلْجَمْعِ. يَقُولُ نَاظِرُ دَائِرَةٍ فِي إِفْرِيقْيَا ٱسْمُهُ فِيكْتُور: «غَالِبًا مَا أَشْكُرُ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي أَنِّي وَزَوْجَتِي لَا نَحْمِلُ هَمَّ وَجْبَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ وَلَا إِيجَارِ ٱلْبَيْتِ. فَإِخْوَتُنَا ٱلْمُحِبُّونَ يَعْتَنُونَ بِنَا كُلَّ يَوْمٍ. لٰكِنِّي أُصَلِّي أَنْ يَسْتَطِيعَ ٱلَّذِينَ يُسَاعِدُونَنَا أَنْ يَتَدَبَّرُوا أُمُورَهُمْ لِيَصْمُدُوا فِي وَجْهِ ٱلضُّغُوطِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ».
٦ فَإِذَا كَانَ لَدَيْنَا طَعَامٌ كَافٍ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُفَكِّرَ فِي ٱلْإِخْوَةِ ٱلْفُقَرَاءِ أَوِ ٱلَّذِينَ تُلِمُّ بِهِمِ ٱلْكَوَارِثُ. وَلَا يَكْفِي أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ، بَلْ يَنْبَغِي أَيْضًا أَنْ نَعْمَلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صَلَوَاتِنَا. مَثَلًا، يُمْكِنُنَا أَنْ نُشَارِكَهُمْ فِي مَا نَمْتَلِكُ مِنْ أَشْيَاءَ. وَبِمَقْدُورِنَا أَيْضًا أَنْ نَتَبَرَّعَ بِٱنْتِظَامٍ لِلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ، عَالِمِينَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ تُسَاهِمُ فِي دَعْمِ إِخْوَتِنَا ٱلْمُحْتَاجِينَ. — ١ يو ٣:١٧.
٧ كَيْفَ عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَلَّا ‹نَحْمِلَ هَمَّ ٱلْغَدِ›؟
٧ بَعْدَمَا عَلَّمَنَا يَسُوعُ ٱلصَّلَاةَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةَ، أَوْصَانَا أَلَّا نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ. فَتَابَعَ كَلَامَهُ مُظْهِرًا كَيْفَ يَكْسُو ٱللّٰهُ ٱلزُّهُورَ، ثُمَّ قَالَ: «أَفَلَا يَكْسُوكُمْ بِٱلْأَحْرَى أَنْتُمْ، يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟ فَلَا تَحْمِلُوا هَمًّا وَتَقُولُوا: . . . ‹مَاذَا نَلْبَسُ؟›». ثُمَّ خَتَمَ مُكَرِّرًا هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلْهَامَّةَ قَائِلًا: «لَا تَحْمِلُوا هَمَّ ٱلْغَدِ». (مت ٦:٣٠-٣٤) فَيَجِبُ أَنْ نَقْنَعَ بِحَاجَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ ٱلضَّرُورِيَّةِ عِوَضَ أَنْ نَكُونَ أَشْخَاصًا مَادِّيِّينَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ مَسْكَنٍ لَائِقٍ، عَمَلٍ لِإِعَالَةِ عَائِلَتِنَا، وَٱلْحِكْمَةِ لِٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِصِحَّتِنَا. وَلٰكِنْ، ثَمَّةَ أَمْرٌ أَهَمُّ مِنْ حَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ يَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِ.
٨ بِأَيَّةِ حَاجَةٍ مُهِمَّةٍ تُذَكِّرُنَا إِشَارَةُ يَسُوعَ إِلَى خُبْزِنَا ٱلْيَوْمِيِّ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٨ إِنَّ إِشَارَةَ يَسُوعَ إِلَى خُبْزِنَا ٱلْيَوْمِيِّ يَلْزَمُ أَنْ تُذَكِّرَنَا بِحَاجَتِنَا إِلَى ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. فَقَدْ قَالَ مُعَلِّمُنَا: «لَا يَحْيَ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ يَهْوَهَ». (مت ٤:٤) لِذٰلِكَ يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ دَائِمًا أَنْ يَسْتَمِرَّ يَهْوَهُ فِي إِعْطَائِنَا ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي حِينِهِ.
«اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا»
٩ بِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ خَطَايَانَا ‹دُيُونًا›؟
٩ لِمَاذَا ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ كَلِمَةَ «دُيُونٍ»، فِي حِينِ أَنَّهُ ٱسْتَخْدَمَ فِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى كَلِمَةَ «خَطَايَا»؟ (مت ٦:١٢؛ لو ١١:٤) ذَكَرَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠ سَنَةً مَا يَلِي: «إِنَّ ٱرْتِكَابَ خَطِيَّةٍ تَنْتَهِكُ شَرِيعَةَ ٱللّٰهِ يَجْعَلُنَا مَدْيُونِينَ لَهُ. . . . فَحِينَ نُخْطِئُ، بِإِمْكَانِ يَهْوَهَ أَنْ يَطْلُبَ حَيَاتَنَا مِنَّا . . . وَبِإِمْكَانِهِ أَنْ يَنْزِعَ سَلَامَهُ مِنَّا، مُنْهِيًا كُلَّ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلسِّلْمِيَّةِ مَعَنَا. . . . إِنَّنَا مَدِينُونَ لَهُ بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي يُعَبَّرُ عَنْهَا بِٱلطَّاعَةِ؛ وَعِنْدَمَا نُخْطِئُ، فَإِنَّنَا لَا نَدْفَعُ لَهُ دَيْنَ ٱلْمَحَبَّةِ هٰذَا لِأَنَّ ٱلْخَطِيَّةَ لَا تَنِمُّ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلّٰهِ». — ١ يو ٥:٣.
١٠ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَغْفِرُ يَهْوَهُ خَطَايَانَا، وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَشْعُرَ حِيَالَ ذٰلِكَ؟
١٠ إِنَّ حَاجَتَنَا ٱلْيَوْمِيَّةَ إِلَى ٱلْغُفْرَانِ تُذَكِّرُنَا بِٱلْوَسِيلَةِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلْوَحِيدَةِ ٱلَّتِي يَمْحُو ٱللّٰهُ عَلَى أَسَاسِهَا خَطَايَانَا: ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ. فَمَعَ أَنَّ ‹فِدْيَةَ نُفُوسِنَا› دُفِعَتْ مُنْذُ نَحْوِ ٠٠٠,٢ سَنَةٍ، عَلَيْنَا أَنْ نُقَدِّرَهَا كَمَا لَوْ أَنَّهَا هَدِيَّةٌ قُدِّمَتْ لَنَا ٱلْيَوْمَ. فَهِيَ «كَرِيمَةٌ» جِدًّا بِحَيْثُ ٱسْتَحَالَ عَلَى أَيِّ إِنْسَانٍ نَاقِصٍ أَنْ يَدْفَعَهَا. (اقرإ المزمور ٤٩:٧-٩؛ ١ بطرس ١:١٨، ١٩.) حَقًّا، لَا يَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّفَ أَبَدًا عَنْ شُكْرِ يَهْوَهَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةِ ٱلرَّائِعَةِ. عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، إِنَّ ٱلتَّعْبِيرَ «خَطَايَانَا»، لَا «خَطَايَايَ» بِٱلْمُفْرَدِ، يُذَكِّرُنَا بِأَنَّ جَمِيعَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا يَحْتَاجُونَ مِثْلَنَا إِلَى هٰذَا ٱلتَّدْبِيرِ ٱلرَّحِيمِ. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يُرِيدُ أَنْ نَهْتَمَّ بِخَيْرِنَا ٱلرُّوحِيِّ فَقَطْ، بَلْ بِخَيْرِ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ يُخْطِئُونَ إِلَيْنَا. وَعَادَةً، تَكُونُ هٰذِهِ ٱلْأَخْطَاءُ صَغِيرَةً وَتُعْطِينَا فُرْصَةً لِنُظْهِرَ أَنَّنَا نُحِبُّ إِخْوَتَنَا فِعْلًا وَأَنَّنَا مُسْتَعِدُّونَ لِنُسَامِحَهُمْ كَمَا يُسَامِحُنَا ٱللّٰهُ. — كو ٣:١٣.
إِذَا كُنْتَ تَرْغَبُ فِي غُفْرَانِ ٱللّٰهِ، فَٱغْفِرْ لِلْآخَرِينَ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.)
١١ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَغْفِرَ لِلْآخَرِينَ؟
١١ مَعَ ٱلْأَسَفِ، نُضْمِرُ أَحْيَانًا ٱلضَّغِينَةَ عَلَى أَحَدِ إِخْوَانِنَا بِسَبَبِ طَبِيعَتِنَا ٱلنَّاقِصَةِ. (لا ١٩:١٨) وَإِذَا تَكَلَّمْنَا عَنِ ٱلْأَمْرِ أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ، فَقَدْ يَنْحَازُونَ إِلَيْنَا، مَا يُسَبِّبُ ٱنْقِسَامًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَبِعَدَمِ مُعَالَجَةِ ٱلْمَسْأَلَةِ، نُظْهِرُ أَنَّنَا لَا نُقَدِّرُ رَحْمَةَ ٱللّٰهِ وَلَا ٱلْفِدْيَةَ وَنَخْسَرُ فَوَائِدَ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ. فَيَهْوَهُ لَنْ يُسَامِحَنَا إِنْ لَمْ نُسَامِحْ غَيْرَنَا. (مت ١٨:٣٥) وَقَدْ تَطَرَّقَ يَسُوعُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةِ بَعْدَ ذِكْرِ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ مُبَاشَرَةً. (اقرأ متى ٦:١٤، ١٥.) فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، لَا يَغْفِرُ ٱللّٰهُ لَنَا إِذَا كُنَّا نُمَارِسُ خَطِيَّةً خَطِيرَةً. وَهٰذِهِ ٱلْفِكْرَةُ لَهَا عَلَاقَةٌ مُبَاشِرَةٌ بِٱلطَّلَبِ ٱلتَّالِي فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ. — ١ يو ٣:٤، ٦.
«لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ»
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا حَصَلَ لِيَسُوعَ بُعَيْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ؟ (ب) لِمَ نَتَحَمَّلُ نَحْنُ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ إِذَا ٱسْتَسْلَمْنَا لِلتَّجْرِبَةِ؟ (ج) مَاذَا بَرْهَنَ يَسُوعُ بِبَقَائِهِ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ؟
١٢ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي مَا حَصَلَ مَعَ يَسُوعَ بُعَيْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ أَنْ نُدْرِكَ ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلطَّلَبِ: «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ». لَقَدْ أَصْعَدَ ٱلرُّوحُ يَسُوعَ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ «لِيُجَرِّبَهُ إِبْلِيسُ». (مت ٤:١؛ ٦:١٣) وَلَا يُفَاجِئُنَا ذٰلِكَ إِذَا فَهِمْنَا ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أَرْسَلَ ٱللّٰهُ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ، أَلَا وَهُوَ بَتُّ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلَّتِي نَشَأَتْ عِنْدَمَا رَفَضَ آدَمُ وَحَوَّاءُ سُلْطَانَ ٱللّٰهِ. فَٱلْأَسْئِلَةُ ٱلَّتِي نَشَأَتْ لَا يُجَابُ عَنْهَا بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا. مَثَلًا، هَلْ هُنَاكَ خَطَأٌ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي خَلَقَ بِهَا ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ؟ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَيِّدَ إِنْسَانٌ كَامِلٌ سُلْطَانَ ٱللّٰهِ إِذَا جَرَّبَهُ «ٱلشِّرِّيرُ»؟ وَهَلْ يَكُونُ ٱلْبَشَرُ أَفْضَلَ حَالًا إِذَا ٱسْتَقَلُّوا عَنْ حُكْمِ ٱللّٰهِ، كَمَا ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ؟ (تك ٣:٤، ٥) كَانَتِ ٱلْإِجَابَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ تَتَطَلَّبُ وَقْتًا، لٰكِنَّهَا تُبَرْهِنُ لِكُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ أَنَّ طَرِيقَةَ يَهْوَهَ فِي ٱلْحُكْمِ هِيَ ٱلْفُضْلَى.
١٣ إِنَّ يَهْوَهَ قُدُّوسٌ، لِذٰلِكَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَ أَحَدًا بِٱلشُّرُورِ. فَإِبْلِيسُ هُوَ «ٱلْمُجَرِّبُ». (مت ٤:٣) وَهُوَ يَسْتَخْدِمُ شَتَّى ٱلْوَسَائِلِ لِإِيقَاعِنَا فِي ٱلتَّجْرِبَةِ. وَلٰكِنْ، بِإِمْكَانِ كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَخْتَارَ إِمَّا مُقَاوَمَةَ ٱلتَّجْرِبَةِ أَوِ ٱلْوُقُوعَ فِيهَا. (اقرأ يعقوب ١:١٣-١٥.) لَقَدْ رَفَضَ يَسُوعُ فَوْرًا كُلَّ تَجْرِبَةٍ تَعَرَّضَ لَهَا مُقْتَبِسًا آيَاتٍ مُنَاسِبَةً مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. وَهٰكَذَا أَيَّدَ سُلْطَانَ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّ. لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَمْ يَسْتَسْلِمْ، بَلْ «تَنَحَّى عَنْهُ إِلَى فُرْصَةٍ أُخْرَى». (لو ٤:١٣) غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَمَرَّ فِي مُقَاوَمَةِ جُهُودِ ٱلشَّيْطَانِ لِكَسْرِ ٱسْتِقَامَتِهِ وَأَيَّدَ حَقَّ يَهْوَهَ فِي ٱلْحُكْمِ، مُبَرْهِنًا أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْكَامِلَ يَقْدِرُ أَنْ يَبْقَى أَمِينًا تَحْتَ أَقْسَى ٱلِٱمْتِحَانَاتِ. وَٱلْيَوْمَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِيقَاعَ بِأَتْبَاعِ يَسُوعَ، وَمِنْ بَيْنِهِمْ أَنْتَ.
١٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ لَا نَقَعَ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ؟
١٤ إِنَّ قَضِيَّةَ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ لَمْ تُبَتَّ نِهَائِيًّا، لِذٰلِكَ يَسْمَحُ يَهْوَهُ لِلْمُجَرِّبِ بِأَنْ يَسْتَخْدِمَ هٰذَا ٱلْعَالَمَ لِيُجَرِّبَنَا. فَٱللّٰهُ لَا يُدْخِلُنَا فِي تَجْرِبَةٍ، بَلْ بِٱلْأَحْرَى يَثِقُ بِنَا وَيُرِيدُ مُسَاعَدَتَنَا. إِنَّهُ يَحْتَرِمُ إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ، لِذٰلِكَ لَا يَحْمِينَا تِلْقَائِيًّا مِنَ ٱلْوُقُوعِ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ. فَعَلَيْنَا ٱلْقِيَامُ بِأَمْرَيْنِ: أَوَّلًا، أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ رُوحِيًّا؛ وَثَانِيًا، أَنْ نُوَاظِبَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ. وَلٰكِنْ كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا؟
حَافِظْ عَلَى رُوحِيَّاتِكَ وَغَيْرَتِكَ لِلْخِدْمَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.)
١٥، ١٦ (أ) مَا بَعْضُ ٱلتَّجَارِبِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ نُقَاوِمَهَا؟ (ب) مَنِ ٱلْمَسْؤُولُ إِذَا وَقَعْنَا فِي تَجْرِبَةٍ؟
١٥ يُعْطِينَا يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ ٱلْفَعَّالَ ٱلَّذِي يُقَوِّينَا وَيُسَاعِدُنَا لِنُقَاوِمَ ٱلتَّجْرِبَةَ. كَمَا يُحَذِّرُنَا مُسْبَقًا عَبْرَ كَلِمَتِهِ وَٱلْجَمَاعَةِ مِنَ ٱلْأَوْضَاعِ أَوِ ٱلْمَخَاطِرِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ تَجَنُّبُهَا، كَصَرْفِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْمَالِ وَٱلْجُهْدِ عَلَى أُمُورٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ. إِلَيْكَ مِثَالَ إِسْبِن وَيَانّ، وَهُمَا زَوْجَانِ يَعِيشَانِ فِي بَلَدٍ أُورُوبِّيٍّ غَنِيٍّ. فَقَدْ بَقِيَا لِسَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ فَاتِحَيْنِ عَادِيَّيْنِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ فِي بَلَدِهِمَا. وَلٰكِنْ، عِنْدَمَا وُلِدَ ٱبْنُهُمَا ٱلْأَوَّلُ، ٱضْطُرَّا إِلَى ٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلْفَتْحِ. وَلَدَيْهِمَا ٱلْآنَ وَلَدٌ ثَانٍ. يَقُولُ إِسْبِن: «كَثِيرًا مَا نُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ أَلَّا نَقَعَ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ لِأَنَّنَا لَمْ نَعُدْ قَادِرَيْنِ ٱلْآنَ عَلَى قَضَاءِ ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي كُنَّا نَقْضِيهِ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. لِذَا، نَسْأَلُ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَنَا لِنُحَافِظَ عَلَى رُوحِيَّاتِنَا وَغَيْرَتِنَا لِلْخِدْمَةِ».
١٦ وَمُشَاهَدَةُ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ هِيَ إِحْدَى ٱلتَّجَارِبِ ٱلْبَارِزَةِ فِي أَيَّامِنَا. وَإِذَا وَقَعْنَا فِي هٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ، فَلَا نَلُمِ ٱلشَّيْطَانَ، لِأَنَّهُ وَعَالَمَهُ لَا يُمْكِنُهُمَا إِرْغَامُنَا عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ غَصْبًا عَنَّا. فَٱلْبَعْضُ ٱسْتَسْلَمُوا لِهٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ لِأَنَّهُمْ سَمَحُوا لِعُقُولِهِمْ بِأَنْ تَتَمَعَّنَ فِي مَا هُوَ رَدِيءٌ. وَلٰكِنْ فِي وِسْعِنَا مُقَاوَمَةُ هٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ، مِثْلَمَا يَفْعَلُ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. — ١ كو ١٠:١٢، ١٣.
«نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»
١٧ (أ) كَيْفَ نَعِيشُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلطَّلَبِ: «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»؟ (ب) أَيُّ رَاحَةٍ سَنَشْعُرُ بِهَا قَرِيبًا؟
١٧ لِكَيْ نَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلطَّلَبِ: «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»، عَلَيْنَا أَنْ نُجَاهِدَ لِئَلَّا نَكُونَ ‹جُزْءًا مِنْ عَالَمِ› ٱلشَّيْطَانِ، وَأَلَّا ‹نُحِبَّ ٱلْعَالَمَ وَلَا مَا فِي ٱلْعَالَمِ›. (يو ١٥:١٩؛ ١ يو ٢:١٥-١٧) وَكَمْ سَنَرْتَاحُ حِينَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ طَلَبَنَا هٰذَا بِإِزَالَةِ ٱلشَّيْطَانِ وَعَالَمِهِ ٱلشِّرِّيرِ! وَلٰكِنْ، رَيْثَمَا يَجِيءُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ، لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ عَالِمٌ مُنْذُ طَرْدِهِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا. إِنَّهُ سَاخِطٌ، وَسَيَفْعَلُ ٱلْمُسْتَحِيلَ لِيَكْسِرَ ٱسْتِقَامَتَنَا. فَلْنُوَاظِبْ إِذًا عَلَى ٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْهُ. — رؤ ١٢:١٢، ١٧.
١٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي فِعْلِهِ إِذَا أَرَدْنَا ٱلنَّجَاةَ مِنْ نِهَايَةِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟
١٨ هَلْ تَرْغَبُ فِي نِهَايَةٍ سَعِيدَةٍ كَهٰذِهِ؟ اِسْتَمِرَّ إِذًا فِي ٱلصَّلَاةِ أَنْ يُقَدِّسَ ٱلْمَلَكُوتُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ وَيُتَمِّمَ مَشِيئَتَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. اِلْتَمِسْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُزَوِّدَكَ بِحَاجَاتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ. نَعَمْ، صَمِّمْ أَنْ تَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ.
-