لعلَّك رأيت شهود يهوه يبشِّرون من بيت الى بيت او في مكان عام،‏ يوزِّعون مطبوعات مؤسسة على الكتاب المقدس،‏ ويعرضون دروسا مجانية فيه.‏ ولربما حصلت على هذه المجلة من احدهم.‏ مع ذلك،‏ قد تتساءل مثل الاشخاص المقتبَس منهم آنفا مَن هم فعلا شهود يهوه.‏

فكيف تعرف الحقيقة عنهم؟‏ كيف تعرف بمَ يؤمنون حقا،‏ كيف يُموَّل عملهم،‏ ولماذا يتحدَّثون معك في بيتك وفي الاماكن العامة؟‏

تقول سيسيلي المذكورة آنفا:‏ «قرأت الكثير عن شهود يهوه على الانترنت،‏ وسمعت عنهم الكثير من الاشاعات.‏ نتيجة ذلك كوَّنت رأيا سلبيًّا عنهم».‏ لكنَّها تحدَّثت اليهم لاحقا ووجدت اجوبة شافية عن اسئلتها.‏

وماذا عنك؟‏ هل تحب ان تعرف عنهم من اكثر المصادر ثقة؟‏ نشجِّعك اذًا ان تسأل شهود يهوه،‏ ناشري هذه المجلة.‏ (‏امثال ١٤:‏١٥‏)‏ ونأمل ان تساعدك سلسلة المقالات التالية ان تعرف مَن نحن وبمَ نؤمن وما هو عملنا.‏

نحن هيئة عالمية لا تتبع اي طائفة دينية.‏ ومع ان مركز شهود يهوه الرئيسي في الولايات المتحدة،‏ تعيش غالبيتهم في بلدان اخرى.‏ وفي الواقع،‏ هنالك ما يزيد عن ٨ ملايين شاهد يبشِّرون بالكتاب المقدس في اكثر من ٢٣٠ بلدا ومقاطعة اطاعة لوصية يسوع:‏ «يُكرَز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

وحيثما عشنا،‏ نطيع القانون بضمير حي.‏ لكنَّنا في الوقت نفسه حياديون في الشؤون السياسية لأننا نحمل محمل الجد وصية يسوع الا نكون «جزءا من العالم».‏ لذلك لا نشترك في القضايا والنشاطات السياسية ولا ندعم الاعمال الحربية.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩؛‏ ١٧:‏١٦‏)‏ على سبيل المثال،‏ رفض شهود يهوه المسايرة خلال الحرب العالمية الثانية،‏ فاعتُقلوا وعُذِّبوا حتى ان بعضهم خسروا حياتهم.‏ كتب اسقف الماني سابق:‏ «يحق لهم القول انهم الوحيدون بين الهيئات الدينية البارزة الذين اعترضوا على الخدمة العسكرية بسبب الضمير في الرايخ الثالث».‏

الا ان هذا لا يعني ان ننعزل عن العالم.‏ صلَّى يسوع الى اللّٰه بشأن أتباعه قائلا:‏ «لست اطلب ان تأخذهم من العالم».‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٥‏)‏ فنحن نعمل ونتعلَّم ونتسوَّق مثلنا مثل غيرنا من الناس.‏

يؤمن شهود يهوه ان «كل الاسفار المقدسة موحى بها من اللّٰه ونافعة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ لذلك يسترشدون بها للتعلُّم عن الخالق والعيش حياة لها معنى.‏

يقول الكتاب المقدس:‏ ‹ليعلموا انك اسمك يهوه،‏ وحدك العلي على كل الارض›.‏ (‏مزمور ٨٣:‏١٨‏)‏ بناء عليه،‏ نعبد يهوه اللّٰه وحده ونسعى بصفتنا شهوده الى اعلان اسمه.‏ —‏ اشعيا ٤٣:‏​١٠-‏١٢‏.‏

كما اننا كمسيحيين نؤمن ان يسوع هو «ابن اللّٰه»‏a الذي جاء الى الارض وصار المسيَّا.‏ (‏يوحنا ١:‏​٣٤،‏ ٤١؛‏ ٤:‏​٢٥،‏ ٢٦‏)‏ ثم مات وأُقيم الى السماء.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏​٣،‏ ٤‏)‏ وصار لاحقا ملك ملكوت اللّٰه.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٥‏)‏ وهذا الملكوت حكومة حقيقية ستردّ الارض فردوسا.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ يعد الكتاب المقدس:‏ «الحلماء .‏ .‏ .‏ يرثون الارض،‏ ويتلذَّذون في كثرة السلام».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏​١١،‏ ٢٩‏.‏

كذلك نؤمن ان مبادئ الكتاب المقدس مفيدة حتى في ايامنا.‏ (‏اشعيا ٤٨:‏​١٧،‏ ١٨‏)‏ لذا نلتصق بها ولا نحيد عنها.‏ مثلا،‏ يحذِّرنا الكتاب المقدس من الممارسات التي تلوِّث عقولنا وأجسادنا،‏ لذلك نحن لا ندخِّن ولا نتعاطى المخدِّرات.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ كما اننا نتجنَّب الممارسات التي يدينها بوضوح مثل السكر،‏ الفساد الجنسي،‏ والسرقة.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏​٩-‏١١‏.‏

كل سنة،‏ نطبع ونوزِّع مئات ملايين الكتب المقدسة والمطبوعات المؤسسة عليه.‏ كما اننا نبني وندير مكاتب فروع ومطابع حول العالم.‏ وتجتمع عشرات آلاف الجماعات في اماكن عبادة متواضعة لكنَّها مرتَّبة تُسمَّى قاعات الملكوت.‏ فكيف نسدِّد كل هذه النفقات؟‏

ان عملنا بكامله قائم على التبرعات الطوعية.‏ (‏٢ كورنثوس ٩:‏٧‏)‏ ذكر العدد الثاني من هذه المجلة عام ١٨٧٩:‏ «نثق ان يهوه هو داعم ‹برج المراقبة›.‏ لذا فهي لن تستجدي او تلتمس يوما الدعم من البشر».‏ وما زلنا حتى اليوم نتَّبع السياسة نفسها.‏ 

وهذه التبرعات تُرسَل مباشرة الى احد مكاتب فروع شهود يهوه او تُوضَع في صناديق موجودة في كل قاعة ملكوت.‏ فنحن لا نأخذ ابدا العشور ولا نمرِّر صواني لمَّة او نتقاضى اجرا مقابل خدماتنا او مطبوعاتنا.‏ كما اننا لا نتقاضى اي اجر لقاء عمل البشارة او التعليم في الجماعة او المساهمة في بناء القاعات.‏ فيسوع قال:‏ «مجانا اخذتم فمجانا اعطوا».‏ (‏متى ١٠:‏٨‏)‏ وكل العاملين في مكاتب فروعنا ومركزنا الرئيسي،‏ بمَن فيهم اعضاء الهيئة الحاكمة،‏ متطوعون لا يتقاضون اجرا.‏

وبالاضافة الى ما ذُكر في مستهل هذه المقالة،‏ تُستعمَل التبرعات ايضا في اعمال الاغاثة.‏ ففي القرن الاول،‏ سُرَّ المسيحيون ان يساهموا بمواردهم في دعم مَن يمرُّون بمحن.‏ (‏روما ١٥:‏٢٦‏)‏ وتمثلا بهم،‏ نساند الضحايا بإعادة بناء بيوتهم وقاعاتهم وتأمين الطعام واللباس والعلاج الطبي لهم.‏

ان اكثر ما يميِّزنا عن سائر الفرق الدينية هو عملنا التبشيري،‏ سواء كان من بيت الى بيت او في الاماكن العامة او اينما وُجد الناس.‏ فلماذا نبشِّر؟‏

نحن نبشِّر لنجلب المجد للّٰه ونعلن اسمه.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ كما اننا نطيع وصية يسوع المسيح:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم .‏ .‏ .‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ —‏ متى ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠‏.‏

بالاضافة الى ذلك،‏ نحن نحب ‹قريبنا›.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٩‏)‏ صحيح ان غالبية الناس لديها معتقداتها الخاصة ولا تهمُّها رسالتنا،‏ لكنَّنا ندرك ان رسالة الكتاب المقدس هي رسالة خلاص.‏ لذلك ‹لا ننفك نعلِّم ونبشِّر بالمسيح يسوع› على غرار المسيحيين في القرن الاول.‏ —‏ اعمال ٥:‏​٤١،‏ ٤٢‏.‏

ان معظم قراء مطبوعاتنا ليسوا من شهود يهوه.‏ والملايين ممَّن يقبلون ان ندرس معهم الكتاب المقدس ينتمون الى اديان اخرى.‏ لكنَّهم يقدِّرون زياراتنا لهم.‏

طبعا،‏ قد تنشأ لديك اسئلة اخرى عن شهود يهوه.‏ في هذه الحال،‏ ندعوك ان تنال الاجوبة:‏

• من احد شهود يهوه.‏

• بتصفُّح موقعنا www.‎jw.‎org على الانترنت.‏

• بحضور اجتماعاتنا المجانية المتاحة للعموم.‏