مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٢-٨ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ٦–٧
«هل ‹تكيل› بسخاء؟»
(لوقا ٦:٣٧) «لَا تَدِينُوا فَلَا تُدَانُوا. لَا تَحْكُمُوا عَلَى أَحَدٍ، فَلَا يُحْكَمَ عَلَيْكُمْ. دَاوِمُوا عَلَى ٱلصَّفْحِ، يُصْفَحْ عَنْكُمْ.
عجدر لو ٦:٣٧، «الملاحظات»
داوموا على الصفح، يُصفح عنكم: ان التعبير اليوناني المنقول الى «يصفح» يعني حرفيا «يصرف، يعفو، يحرِّر (سجينا مثلا)». وبما انه استُعمل في هذا السياق بالتباين مع الادانة والحكم، فهو ينقل فكرة التبرئة والغفران حتى لو بدا ان هناك مبرِّرا للعقاب او المجازاة.
افعل الصلاح
١٣ اِقْتَبَسَ مَتَّى فِي إِنْجِيلِه قَوْلَ يَسُوعَ: «لَا تَدِينُوا لِكَيْلَا تُدَانُوا». (مت ٧:١) وَبِحَسَبِ إِنْجِيلِ لُوقَا، قَالَ يَسُوعُ: «لَا تَدِينُوا فَلَا تُدَانُوا. لَا تَحْكُمُوا عَلَى أَحَدٍ، فَلَا يُحْكَمَ عَلَيْكُمْ. دَاوِمُوا عَلَى ٱلصَّفْحِ، يُصْفَحْ عَنْكُمْ». (لو ٦:٣٧) كَانَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ يَدِينُونَ ٱلْآخَرِينَ بِقَسَاوَةٍ عَلَى أَسَاسِ تَقَالِيدِهِمْ غَيْرِ ٱلْمَبْنِيَّةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَلكِنْ وَجَبَ عَلَى كُلِّ شَخْصٍ بَيْنَ سَامِعِي يَسُوعَ مِمَّنْ ‹يَدِينُونَ› ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَكُفَّ عَنْ ذلِكَ. وَلَيْسَ هذَا فَقَطْ، بَلْ كَانَ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ ‹يَصْفَحَ› لَهُمْ عَنْ ذُنُوبِهِمْ. وَقَدْ أَعْطَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَشُورَةً مُمَاثِلَةً بِشَأْنِ ٱلْمُسَامَحَةِ كَمَا وَرَدَ آنِفًا.
١٤ وَحِينَ يَغْفِرُ تَلَامِيذُ يَسُوعَ لِلْآخَرِينَ، فَإِنَّهُمْ يَدْفَعُونَهُمْ إِلَى مُبَادَلَتِهِمْ بِٱلْمِثْلِ. قَالَ يَسُوعُ: «بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ». (مت ٧:٢) فَنَحْنُ نَحْصُدُ مَا نَزْرَعُهُ فِي مُعَامَلَتِنَا لِلْآخَرِينَ. — غل ٦:٧.
(لوقا ٦:٣٨) مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا. فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا. فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ».
عجدر لو ٦:٣٨، «الملاحظات»
مارسوا العطاء: او «داوموا على العطاء». ان صيغة الفعل اليوناني المستعملة هنا تشير الى عمل مستمر ويمكن ان تُنقل ايضا الى «أعطوا».
(لوقا ٦:٣٨) مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا. فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا. فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ».
عجدر لو ٦:٣٨، «الملاحظات»
حجركم: تعني الكلمة اليونانية حرفيا «صدركم»، لكنها في هذا السياق تشير على الارجح الى طية يشكِّلها الشخص فوق حزامه بثوبه الفوقاني الفضفاض. وقد تشير عبارة «يفرغون في حجركم» الى عادة بعض الباعة ان يملأوا هذه الطية في ثوب الشاري بالسلع التي انتقاها.
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ٦:١٢، ١٣) وَفِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى ٱلْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ، وَبَقِيَ كُلَّ ٱللَّيْلِ يُصَلِّي إِلَى ٱللّٰهِ. ١٣ وَلَمَّا كَانَ ٱلنَّهَارُ دَعَا إِلَيْهِ تَلَامِيذَهُ وَٱخْتَارَ مِنْهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ سَمَّاهُمْ «رُسُلًا»:
من هو حقا الانسان الروحي؟
امضى يسوع في احيان كثيرة فترات مطوَّلة في الصلاة. (يوحنا ١٧:١-٢٦) على سبيل المثال، قبل ان يختار يسوع رسله الاثني عشر، «خرج الى الجبل ليصلي، وبقي كل الليل يصلي الى اللّٰه». (لوقا ٦:١٢) وهكذا يتّبع الاشخاص الروحيون مثال يسوع بالصلاة الى اللّٰه، رغم انهم لا يصلون بالضرورة الليل كله. فقبل ان يتخذوا قرارات مهمة في حياتهم، يصرفون الوقت الكافي ليصلوا الى اللّٰه، طالبين ارشاد الروح القدس لاتخاذ قرارات تعزّز اهتمامهم بالامور الروحية.
(لوقا ٧:٣٥) وَلٰكِنَّ ٱلْحِكْمَةَ تَتَبَرَّرُ بِجَمِيعِ أَوْلَادِهَا».
عجدر لو ٧:٣٥، «الملاحظات»
اولادها: او «نتائجها». هنا تُشخَّص الحكمة وتُصوَّر على ان لديها اولادا. وفي الرواية المناظرة في متى ١١:١٩، تُوصف بأن لديها ‹اعمالا›. ان «اولاد» الحكمة او «اعمالها»، اي الادلة التي زوَّدها يوحنا المعمدان ويسوع، تُبرهن ان التهم الموجَّهة اليهما باطلة. فكأن يسوع يقول: ‹انظروا الى اعمال المتَّهم وسلوكه البار فتعرفوا ان تهمته باطلة›.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ٧:٣٦-٥٠) وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَتَغَدَّى مَعَهُ. فَدَخَلَ بَيْتَ ٱلْفَرِّيسِيِّ وَٱتَّكَأَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ. ٣٧ وَإِذَا ٱمْرَأَةٌ مَعْرُوفٌ فِي ٱلْمَدِينَةِ أَنَّهَا خَاطِئَةٌ، عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ لِلطَّعَامِ فِي بَيْتِ ٱلْفَرِّيسِيِّ، فَجَاءَتْ بِقَارُورَةٍ مِنَ ٱلْمَرْمَرِ فِيهَا زَيْتٌ عَطِرٌ، ٣٨ وَإِذْ وَقَفَتْ مِنَ ٱلْوَرَاءِ عِنْدَ قَدَمَيْهِ، بَكَتْ وَٱبْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِدُمُوعِهَا، وَكَانَتْ تُمَسِّحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا. وَأَيْضًا قَبَّلَتْ قَدَمَيْهِ وَدَهَنَتْهُمَا بِٱلزَّيْتِ ٱلْعَطِرِ. ٣٩ فَلَمَّا رَأَى ٱلْفَرِّيسِيُّ ٱلَّذِي دَعَاهُ ذٰلِكَ، قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَوْ كَانَ هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ نَبِيًّا، لَعَرَفَ مَنْ هِيَ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي تَلْمُسُهُ وَمَا هِيَ، أَنَّهَا خَاطِئَةٌ». ٤٠ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سِمْعَانُ، عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ». فَقَالَ: «قُلْ، يَا مُعَلِّمُ!». ٤١ «كَانَ لِمُقْرِضٍ مَدْيُونَانِ، أَحَدُهُمَا مَدْيُونٌ بِخَمْسِ مِئَةِ دِينَارٍ، وَٱلْآخَرُ بِخَمْسِينَ. ٤٢ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ، سَامَحَهُمَا كِلَيْهِمَا. فَأَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ؟». ٤٣ فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ: «أَظُنُّ ٱلَّذِي سَامَحَهُ بِٱلْأَكْثَرِ». فَقَالَ لَهُ: «بِٱلصَّوَابِ حَكَمْتَ». ٤٤ عِنْدَئِذٍ ٱلْتَفَتَ إِلَى ٱلْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ: «أَتَرَى هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةَ؟ أَنَا دَخَلْتُ بَيْتَكَ، فَمَا أَعْطَيْتَنِي مَاءً لِأَجْلِ قَدَمَيَّ. أَمَّا هٰذِهِ فَبَلَّتْ قَدَمَيَّ بِدُمُوعِهَا وَمَسَّحَتْهُمَا بِشَعْرِهَا. ٤٥ أَنْتَ لَمْ تُقَبِّلْنِي قُبْلَةً، أَمَّا هٰذِهِ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ قَدَمَيَّ. ٤٦ أَنْتَ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي بِزَيْتٍ، أَمَّا هٰذِهِ فَدَهَنَتْ قَدَمَيَّ بِزَيْتٍ عَطِرٍ. ٤٧ لِهٰذَا أَقُولُ لَكَ: مَغْفُورَةٌ خَطَايَاهَا ٱلْكَثِيرَةُ، لِأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيرًا؛ وَأَمَّا ٱلَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ، فَيُحِبُّ قَلِيلًا». ٤٨ ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَغْفُورَةٌ خَطَايَاكِ». ٤٩ عِنْدَئِذٍ ٱبْتَدَأَ ٱلْمُتَّكِئُونَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ مَعَهُ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: «مَنْ هُوَ هٰذَا ٱلَّذِي يَغْفِرُ ٱلْخَطَايَا أَيْضًا؟». ٥٠ أَمَّا هُوَ فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ. اِذْهَبِي بِسَلَامٍ».
٩-١٥ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ٨–٩
«ما المطلوب لنتبع المسيح؟»
(لوقا ٩:٥٧، ٥٨) وَفِيمَا هُمْ ذَاهِبُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ، قَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي». ٥٨ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ، أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ».
بص «العُش»
العُش
حين قال احد الكتبة ليسوع: «يا معلِّم، اتبعك حيثما تذهب»، اجابه يسوع: «للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار، اما ابن الانسان فليس له اين يضع رأسه». (مت ٨:١٩، ٢٠؛ لو ٩:٥٧، ٥٨) اظهر يسوع هنا ان اتِّباعه يتطلب من هذا الرجل ان يتخلى عن وسائل الراحة والمساعي التي يركض الناس وراءها عموما، وأن يثق كاملا بيهوه. وهذا المبدأ تعكسه الصلاة النموذجية التي علَّمها لتلاميذه: «اعطنا اليوم خبز يومنا»، وأيضا حين قال: «كل واحد منكم لا يترك كل ممتلكاته، لا يقدر ان يكون لي تلميذا». — مت ٦:١١؛ لو ١٤:٣٣.
(لوقا ٩:٥٩، ٦٠) ثُمَّ قَالَ لِآخَرَ: «اِتْبَعْنِي». فَقَالَ: «اِسْمَحْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلًا وَأَدْفِنَ أَبِي». ٦٠ فَقَالَ لَهُ: «دَعِ ٱلْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ فَٱذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».
عجدر لو ٩:٥٩، ٦٠، «الملاحظات»
ادفن ابي: لا تعني هذه الكلمات على الارجح ان الرجل خسر للتو اباه في الموت وأنه كان يطلب فقط الاهتمام بترتيبات الدفن. فلو كانت هذه هي الحال، فمن غير المحتمل ان يكون على الطريق آنذاك يتحدث الى يسوع. فالناس في الشرق الاوسط يدفنون موتاهم فورا بعد الوفاة، عادة في اليوم نفسه. لذا ربما يكون والد هذا الرجل مريضا جدا او مسنا، لا ميتا. وبالطبع، ليس معقولا ان يطلب منه يسوع ان يترك والدا مريضا وبحاجة الى المساعدة. لذا لا بد ان هناك افرادا آخرين في العائلة يستطيعون ان يهتموا بحاجات الوالد الضرورية. (مر ٧:٩-١٣) فالرجل كان فعليا يقول: ‹لا اقدر ان اتبعك ما دام ابي حيا. اِنتظِر حتى يموت وأدفنه›. ولكن في نظر يسوع، كان الرجل يفوِّت على نفسه الفرصة ان يضع مصالح ملكوت اللّٰه اولا في حياته. — لو ٩:٦٠، ٦٢.
دعِ الموتى يدفنون موتاهم: بحسب «الملاحظات» حول ادفن ابي، يُرجح ان والد الرجل الذي تحدَّث اليه يسوع كان مريضا جدا او مسنا، لا ميتا. لذا من الواضح ان يسوع كان يقول له: ‹دعِ الموتى روحيا يدفنون موتاهم›، ما يعني ان على الرجل ألا يتأخر في اتِّباع يسوع وأن يدع اقرباءه الآخرين يهتمون بأبيه الى ان يموت ويُدفن. فإذا اتَّبع الرجل يسوع، يسير على الطريق المؤدي الى الحياة الابدية ولا يكون بين الموتى روحيا في نظر اللّٰه. فجواب يسوع اوضح ان وضع ملكوت اللّٰه اولا في الحياة والمناداة به في كل مكان ضروريان ليبقى الشخص حيا روحيا.
(لوقا ٩:٦١، ٦٢) وَقَالَ آخَرُ أَيْضًا: «أَتْبَعُكَ يَا رَبُّ، وَلٰكِنِ ٱسْمَحْ لِي أَوَّلًا أَنْ أُوَدِّعَ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِي». ٦٢ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى ٱلْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى مَا هُوَ وَرَاءُ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».
عجدر «الصور والفيديوات»
الحراثة
في اغلب الاحيان، تُحرث الارض في فصل الخريف بعد ان تليِّن الامطار التربة التي يبَّستها الشمس خلال اشهر الصيف الحارة. (انظر دكا القسم ١٩.) ويلي هذه العملية عادةً زرع البذار. وقد كانت بعض آلات الحراثة عبارة عن قطعة خشبية مروَّسة (السكة)، رأسها معدني احيانا، توصَل بعصا يجرها حيوان واحد او اكثر. وفي الاسفار العبرانية، غالبا ما يُشار في الايضاحات الى عملية الحراثة المألوفة بين الناس. (قض ١٤:١٨؛ اش ٢:٤؛ ار ٤:٣؛ مي ٤:٣) كما استعمل يسوع كثيرا الاعمال الزراعية كي يوضح تعاليم مهمة. مثلا، اشار الى عمل الحراثة ليشدد على اهمية ان يكون المرء تلميذا يخدم بقلب كامل. (لو ٩:٦٢) فالفلاح الذي يتلهى عن عمله وهو يحرث، يرسم اتلاما معوَّجة. بشكل مماثل، ان تلميذ المسيح الذي يتلهى عن مسؤولياته او لا يعود يتمِّمها يصبح غير مؤهل لدخول ملكوت اللّٰه.
اخدم يهوه بقلب كامل
١١ كَيْ نَفْهَمَ ٱلْمَغْزَى مِنْ إِيضَاحِ يَسُوعَ، سَنُضِيفُ إِلَيْهِ بَعْضَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي تَجْعَلُهُ نَابِضًا بِٱلْحَيَاةِ. تَخَيَّلْ فَلَّاحًا يَحْرُثُ ٱلْأَرْضَ تَحْتَ حَرِّ ٱلشَّمْسِ. وَرَغْمَ أَنَّهُ مُنْكَبٌّ عَلَى عَمَلِهِ، لَا يَنْفَكُّ يُفَكِّرُ فِي بَيْتِهِ حَيْثُ تَجْتَمِعُ عَائِلَتُهُ وَأَصْدِقَاؤُهُ لِيَمْرَحُوا وَيَسْتَمْتِعُوا بِٱلطَّعَامِ وَٱلْمُوسِيقَى. فَيَتَحَرَّقُ شَوْقًا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ. وَبَعْدَ أَنْ يَحْرُثَ جُزْءًا لَا بَأْسَ بِهِ مِنَ ٱلْأَرْضِ، تَسْتَوْلِي عَلَيْهِ ٱلرَّغْبَةُ فِي ٱلتَّنَعُّمِ بِهذِهِ ٱلْمَبَاهِجِ بِحَيْثُ يَسْتَدِيرُ لِيَنْظُرَ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ». وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا يَزَالُ أَمَامَهُ ٱلْكَثِيرُ لِيُنْجِزَهُ قَبْلَ أَنْ يَزْرَعَ ٱلْحَقْلَ، يَتَشَتَّتُ ذِهْنُهُ وَيَتَأَثَّرُ عَمَلُهُ سَلْبًا. فَيَخِيبُ أَمَلُ سَيِّدِهِ بِسَبَبِ عَدَمِ مُثَابَرَتِهِ.
١٢ ثَمَّةَ تَنَاظُرٌ بَيْنَ هذَا ٱلْفَلَّاحِ وَبَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ. فَٱلْفَلَّاحُ يُمَثِّلُ كُلَّ مَسِيحِيٍّ يَبْدُو ظَاهِرِيًّا فِي حَالَةٍ رُوحِيَّةٍ جَيِّدَةٍ، لكِنَّ رُوحِيَّاتِهِ هِيَ فِعْلِيًّا فِي خَطَرٍ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَخًا يَبْقَى مُنْشَغِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ. لكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَا يَكُفُّ عَنِ ٱلتَّفْكِيرِ فِي أَشْيَاءَ تَجْذِبُهُ فِي ٱلْعَالَمِ، فَيَتُوقُ إِلَيْهَا فِي قَلْبِهِ. وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ، تَسْتَحْوِذُ عَلَيْهِ رَغْبَتُهُ فِي هذِهِ ٱلْمَلَذَّاتِ بِحَيْثُ يَسْتَدِيرُ لِيَنْظُرَ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ». وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا يَزَالُ أَمَامَهُ ٱلْكَثِيرُ لِيُنْجِزَهُ فِي عَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ، فَهُوَ لَا ‹يَتَمَسَّكُ بِإِحْكَامٍ بِكَلِمَةِ ٱلْحَيَاةِ›، مَا يَجْعَلُ ٱشْتِرَاكَهُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ يَتَأَثَّرُ سَلْبًا. (في ٢:١٦) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ، «سَيِّدَ ٱلْحَصَادِ»، يَحْزَنُ بِسَبَبِ ٱفْتِقَارِ هذَا ٱلْمَسِيحِيِّ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ. — لو ١٠:٢.
١٣ إِنَّ ٱلدَّرْسَ وَاضِحٌ. صَحِيحٌ أَنَّنَا نَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ عَلَى مُشَارَكَتِنَا بِٱنْتِظَامٍ فِي نَشَاطَاتٍ بَنَّاءَةٍ وَمُنْعِشَةٍ، مِثْلِ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ، غَيْرَ أَنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ تَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ. (٢ اخ ٢٥:١، ٢، ٢٧) فَإِذَا ٱسْتَمَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّ يَتُوقُ فِي أَعْمَاقِ قَلْبِهِ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ»، أَيْ إِلَى بَعْضِ أَنْمَاطِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ، فَقَدْ يُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِخَسَارَةِ رِضَى ٱللّٰهِ. (لو ١٧:٣٢) فَنَحْنُ لَا ‹نَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ› إِلَّا إِذَا ‹مَقَتْنَا مَا هُوَ شَرٌّ وَٱلْتَصَقْنَا بِمَا هُوَ صَالِحٌ›. (رو ١٢:٩؛ لو ٩:٦٢) إِذًا، يَلْزَمُ أَنْ نَحْرِصَ جَمِيعُنَا أَلَّا نَسْمَحَ لِشَيْءٍ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، مَهْمَا بَدَا لَنَا مُفِيدًا أَوْ مُبْهِجًا، بِأَنْ يُعِيقَنَا عَنِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِمَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا. — ٢ كو ١١:١٤؛ اِقْرَأْ فيلبي ٣:١٣، ١٤.
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ٨:٣) وَيُوَنَّا زَوْجَةُ خُوزِي ٱلْقَيِّمِ عَلَى شُؤُونِ هِيرُودُسَ، وَسُوسَنَّةُ، وَنِسَاءٌ أُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدُمْنَهُمْ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِنَّ.
عجدر لو ٨:٣، «الملاحظات»
كنَّ يخدمنهم: او «يدعمنهم (يؤمنَّ لهم حاجاتهم)». ان الكلمة اليونانية دياكونِيو يمكن ان تشير الى الاهتمام بحاجات الآخرين الجسدية مثل جلب الطعام لهم وطبخه وتقديمه وغير ذلك. وهي تُستعمل بمعنى مشابه في لوقا ١٠:٤٠؛ ١٢:٣٧؛ ١٧:٨ (‹يخدم›) والاعمال ٦:٢ (‹يوزع الطعام›)، لكنها قد تشير ايضا الى اي خدمات شخصية مماثلة. وهي تصف هنا كيف ان النساء المذكورات في العددين ٢ و ٣ دعمن يسوع وتلاميذه وساعدنهم على اتمام تعيينهم الالهي. وهن بذلك مجَّدن اللّٰه الذي اظهر بدوره تقديره لهن، اذ حفظ في الكتاب المقدس سجلا بكرمهن وتعاطفهن لتقرأه جميع الاجيال اللاحقة. (ام ١٩:١٧؛ عب ٦:١٠) ويُستعمل هذا التعبير اليوناني ايضا في الحديث عن النساء في متى ٢٧:٥٥ ومرقس ١٥:٤١.
(لوقا ٩:٤٩، ٥٠) فَأَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلًا: «يَا مُعَلِّمُ، رَأَيْنَا رَجُلًا يُخْرِجُ شَيَاطِينَ بِٱسْمِكَ، فَحَاوَلْنَا أَنْ نَمْنَعَهُ لِأَنَّهُ لَا يَتْبَعُكَ مَعَنَا». ٥٠ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: «لَا تُحَاوِلُوا أَنْ تَمْنَعُوهُ، لِأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ فَهُوَ مَعَكُمْ».
نقاط بارزة من انجيل لوقا
٩:٤٩، ٥٠ — لماذا لم يمنع يسوع رجلا من إخراج الشياطين مع انه لم يكن يتبعه؟ لم يمنع يسوع الرجل لأن الجماعة المسيحية لم تكن قد تشكلت بعد. لذلك لم تكن مرافقة يسوع الفعلية شرطا ليمارس الرجل الايمان باسمه ويخرج الشياطين. — مر ٩:٣٨-٤٠.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ٨:١-١٥) وَبُعَيْدَ ذٰلِكَ أَخَذَ يُسَافِرُ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ وَمِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ، يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَكَانَ مَعَهُ ٱلِٱثْنَا عَشَرَ، ٢ وَنِسَاءٌ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ ٱلَّتِي تُدْعَى ٱلْمَجْدَلِيَّةَ ٱلَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ، ٣ وَيُوَنَّا زَوْجَةُ خُوزِي ٱلْقَيِّمِ عَلَى شُؤُونِ هِيرُودُسَ، وَسُوسَنَّةُ، وَنِسَاءٌ أُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدُمْنَهُمْ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِنَّ. ٤ فَلَمَّا ٱجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مَعَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ مَدِينَةٍ بَعْدَ أُخْرَى، قَالَ بِمَثَلٍ: ٥ «خَرَجَ زَارِعٌ لِيَزْرَعَ بِذَارَهُ. وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ، سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ، فَٱنْدَاسَ وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ. ٦ وَوَقَعَ آخَرُ عَلَى ٱلصَّخْرِ، فَأَفْرَخَ ثُمَّ جَفَّ لِأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ. ٧ وَسَقَطَ آخَرُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ، فَٱلشَّوْكُ ٱلَّذِي نَمَا مَعَهُ خَنَقَهُ. ٨ وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى ٱلتُّرْبَةِ ٱلصَّالِحَةِ، فَأَفْرَخَ ثُمَّ أَنْتَجَ ثَمَرًا مِئَةَ ضِعْفٍ». قَالَ هٰذَا وَنَادَى: «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ». ٩ أَمَّا تَلَامِيذُهُ فَسَأَلُوهُ مَا عَسَى أَنْ يَعْنِيَ هٰذَا ٱلْمَثَلُ. ١٠ فَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَفْهَمُوا ٱلْأَسْرَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، أَمَّا ٱلْبَاقُونَ فَأُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ، لِكَيْ يَكُونُوا وَهُمْ نَاظِرُونَ، يَنْظُرُونَ عَبَثًا، وَهُمْ سَامِعُونَ، لَا يَفْهَمُونَ ٱلْمَعْنَى. ١١ وَهٰذَا مَا يَعْنِيهِ ٱلْمَثَلُ: اَلْبِذَارُ هُوَ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ. ١٢ وَمَا سَقَطَ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ هُمُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا، ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ ٱلْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلَّا يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. ١٣ وَمَا وَقَعَ عَلَى ٱلصَّخْرِ هُمُ ٱلَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ ٱلْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ، وَلٰكِنْ لَيْسَ لِهٰؤُلَاءِ أَصْلٌ. فَهُمْ يُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ، وَفِي وَقْتِ ٱلِٱمْتِحَانِ يَزِلُّونَ بَعِيدًا. ١٤ وَمَا سَقَطَ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ هُمُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا، وَلٰكِنْ إِذْ تَجْرُفُهُمْ هُمُومُ وَغِنَى وَلَذَّاتُ ٱلْحَيَاةِ، يَخْتَنِقُونَ كُلِّيًّا وَلَا يَأْتُونَ بِشَيْءٍ تَامِّ ٱلنُّمُوِّ. ١٥ وَمَا سَقَطَ فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ بِقَلْبٍ جَيِّدٍ وَصَالِحٍ، فَيَحْفَظُونَهَا وَيُثْمِرُونَ بِٱلِٱحْتِمَالِ.
١٦-٢٢ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ١٠–١١
«مثل السامري المحب للقريب»
(لوقا ١٠:٢٩-٣٢) أَمَّا ٱلرَّجُلُ، فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، قَالَ لِيَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟». ٣٠ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «كَانَ إِنْسَانٌ نَازِلًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَٱنْهَالُوا عَلَيْهِ ضَرْبًا، ثُمَّ مَضَوْا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيِّتٍ. ٣١ وَٱتَّفَقَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلًا فِي تِلْكَ ٱلطَّرِيقِ، وَلٰكِنَّهُ حِينَ رَآهُ، ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ. ٣٢ وَكَذٰلِكَ لَاوِيٌّ أَيْضًا، حِينَ وَصَلَ إِلَى ٱلْمَكَانِ وَرَآهُ، ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ.
عجدر «الصور والفيديوات»
الطريق من اورشليم الى اريحا
ان الطريق (١) المصورة في هذا الفيديو القصير تتَّبع على الارجح المسار القديم الذي كان يصل اورشليم بأريحا ويمر عبر برية اليهودية. لقد كان طوله اكثر من ٢٠ كلم وينحدر من ارتفاع ٧٥٠ م تقريبا فوق سطح البحر (اورشليم) الى نحو ٢٥٠ م تحت سطح البحر (اريحا). وقد كثُرت السرقات في تلك المنطقة البرية المقفرة لدرجة ان فرقة عسكرية تمركزت هناك لحماية المسافرين. وكانت مدينة اريحا الرومانية (٢) تقع عند طرف برية اليهودية. اما مدينة اريحا الاقدم (٣) فكانت تبعد عن المدينة الرومانية ٢ كلم تقريبا.
«بدون مثل لم يكن يكلمهم»
١٤ ثانيا، تذكَّرْ مثل السامري الصالح. فقد استهلّه يسوع بالقول: «كان إنسان نازلا من اورشليم الى أريحا، فوقع بين لصوص، فعرَّوه وأنزلوا به ضربات، ثم مضوا وقد تركوه بين حي وميت». (لوقا ١٠:٣٠) ان ما تجدر ملاحظته هنا هو ان يسوع تحدث عن الطريق التي ‹تنزل من اورشليم الى اريحا› لإيضاح نقطته. فعندما قدَّم هذا المثل، كان في منطقة اليهودية القريبة من اورشليم؛ لذلك لا شك ان مستمعيه عرفوا الطريق التي تكلم عنها. وكانت هذه الطريق معروفة بأنها خطرة جدا، وخصوصا اذا كان الشخص يسافر وحده. وكانت تتعرج عبر منطقة مقفرة، مما يجعلها ملآنة بأماكن يختبئ فيها اللصوص.
١٥ وهنالك امر آخر ايضا جدير بالملاحظة يتعلق بإشارة يسوع الى الطريق التي ‹تنزل من اورشليم الى اريحا›. فكما جاء في القصة، كان كاهن ثم لاوي يسيران في هذه الطريق ايضا. ولم يتوقف ايٌّ منهما لمساعدة الضحية. (لوقا ١٠:٣١، ٣٢) كان الكهنة يخدمون في هيكل اورشليم، وكان اللاويون يساعدونهم. وقد سكن كثيرون من الكهنة واللاويين في اريحا حين لم تكن لديهم خدمة في الهيكل، لأن اريحا لم تكن تبعد عن اورشليم سوى ٢٣ كيلومترا. لذلك لا بدّ انهم كانوا يسيرون في هذه الطريق. لاحِظْ ايضا ان الكاهن واللاوي ‹نزلا› في هذه الطريق «من اورشليم»، مما يعني انهما كانا قادمَين من الهيكل. لذلك لا يمكن لأحد ان يبرِّر لامبالاتهما بالقول: ‹لقد تجنبا الرجل الجريح لأنه كان يبدو ميتا. فإذا مَسَّا الجثة، فلا يمكنهما بشكل وقتي الخدمة في الهيكل›. (لاويين ٢١:١؛ عدد ١٩:١١، ١٦) أفلا يوضح ذلك ان مثل يسوع عكس امورا معروفة لدى سامعيه؟
(لوقا ١٠:٣٣-٣٥) إِلَّا أَنَّ سَامِرِيًّا مَارًّا فِي ٱلطَّرِيقِ أَتَى إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ، أَشْفَقَ عَلَيْهِ. ٣٤ فَٱقْتَرَبَ مِنْهُ وَضَمَدَ جُرُوحَهُ، سَاكِبًا عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا. ثُمَّ أَرْكَبَهُ عَلَى بَهِيمَتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَٱعْتَنَى بِهِ. ٣٥ وَفِي ٱلْغَدِ، أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ ٱلْفُنْدُقِ وَقَالَ: ‹اِعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا تُنْفِقْ فَوْقَ هٰذَا، فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ رُجُوعِي›.
عجدر لو ١٠:٣٣، ٣٤، «الملاحظات»
سامريا: احتقر اليهود عموما السامريين ورفضوا اي تعاملات معهم. (يو ٤:٩) حتى ان البعض استعملوا كلمة «سامري» بقصد التعيير والازدراء. (يو ٨:٤٨) وفي المِشْنا، يُقتبس عن احد الرابيين قوله: «مَن يأكل خبز السامريين هو كمَن يأكل لحم الخنزير». (شبعيت ٨:١٠) كما ان يهودا كثيرين ما كانوا يصدِّقون شهادة السامريين او يقبلون خدمة منهم. وإذ عرف يسوع هذه النظرة الازدرائية التي شاعت عموما بين اليهود، علَّم درسا مهما في هذا المثل الذي يُعرف غالبا بمثل السامري الصالح او المحب للقريب.
ضمد جروحه، ساكبا عليها زيتا وخمرا: يسجل الطبيب لوقا بدقة مثل يسوع، واصفا علاج الجروح بطريقة تتوافق مع ما كان متَّبعا في ذلك الزمن. فالزيت والخمر كانا من العلاجات المنزلية التي لجأ اليها الناس عموما لمداواة الجروح. فالزيت استُعمل احيانا كمليِّن (قارن اشعيا ١:٦.)، اما الخمر فلديها منافع طبية كمادة للتطهير والتعقيم. ويذكر لوقا ايضا ان الجروح ضُمدت، او رُبطت، وذلك منعا لحدوث اي مضاعفات.
فندق: تعني الكلمة اليونانية حرفيا «مكانا يستقبل الجميع او يأويهم». فقد كان باستطاعة المسافرين ان يبيتوا في اماكن كهذه مع حيواناتهم. وكان صاحب الفندق يقدِّم لهم خدمات اساسية، وقد يعتني ايضا بمَن يُتركون في رعايته مقابل مبلغ من المال.
(لوقا ١٠:٣٦، ٣٧) فَأَيُّ هٰؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةِ يَبْدُو لَكَ أَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ ٱللُّصُوصِ؟». ٣٧ فَقَالَ: «اَلَّذِي عَامَلَهُ بِرَحْمَةٍ». عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اِذْهَبْ وَٱفْعَلْ أَنْتَ هٰكَذَا».
سامري يبرهن انه قريب صالح
يُظهِر مثل يسوع ان الشخص المستقيم حقا هو الذي لا يطيع شرائع اللّٰه فحسب بل يتمثل بصفاته ايضا. (افسس ٥:١) مثلا، يقول لنا الكتاب المقدس ان «اللّٰه لا يقبل الوجوه». (اعمال ١٠:٣٤) فهل نتمثل بيهوه من هذا القبيل؟ يُظهِر مثل يسوع المثير ان علاقات حسن الجوار ينبغي ان تتجاوز الحدود القومية، الثقافية، والدينية. وفي الواقع، يجري تعليم المسيحيين ان ‹يعملوا الخير للجميع› — وليس فقط للذين من الطبقة الاجتماعية، العرقية، او القومية نفسها ولا للرفقاء المؤمنين فقط. — غلاطية ٦:١٠.
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ١٠:١٨) عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُمْ: «اِبْتَدَأْتُ أَرَى ٱلشَّيْطَانَ وَقَدْ سَقَطَ مِثْلَ ٱلْبَرْقِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.
عجدر لو ١٠:١٨، «الملاحظات»
ابتدأتُ ارى الشيطان وقد سقط مثل البرق من السماء: من الواضح ان لكلمات يسوع مغزى نبويا، اذ انه رأى طرد الشيطان من السماء كما لو انه قد حصل. فالرؤيا ١٢:٧-٩ تصف المعركة في السماء وتربط سقوط الشيطان بولادة الملكوت المسياني. وقد كان يسوع يؤكد هنا ان الشيطان وأبالسته سيُهزمون لا محالة في تلك المعركة المستقبلية، لأن اللّٰه كان قد اعطى للتو الـ ٧٠ تلميذا، وهم مجرد بشر ناقصين، القدرة على طرد الابالسة. — لو ١٠:١٧.
نقاط بارزة من انجيل لوقا
١٠:١٨ — إلامَ كان يسوع يشير حين قال للسبعين تلميذا: «ابتدأتُ أرى الشيطان وقد سقط مثل البرق من السماء»؟ لم يكن يسوع يقول ان الشيطان قد طُرح من السماء. فذلك لم يحدث إلّا بُعيد تنصيبه ملكا في السماء سنة ١٩١٤. (رؤ ١٢:١-١٠) ومع اننا لا نستطيع الجزم في ما قصده يسوع، يبدو انه استخدم صيغة الماضي عند وصفه هذا الحدث المستقبلي ليشدد على يقين حدوثه.
(لوقا ١١:٥-٩) ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ فَيَذْهَبُ إِلَيْهِ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ وَيَقُولُ لَهُ: ‹يَا صَدِيقُ، أَقْرِضْنِي ثَلَاثَةَ أَرْغِفَةٍ، ٦ لِأَنَّ صَدِيقًا لِي أَتَى إِلَيَّ مِنْ سَفَرٍ وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُقَدِّمُ لَهُ›، ٧ فَيُجِيبُ ذَاكَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ قَائِلًا: ‹كُفَّ عَنْ إِزْعَاجِي! فَٱلْبَابُ مُقْفَلٌ ٱلْآنَ، وَصِغَارِي مَعِي فِي ٱلْفِرَاشِ، فَلَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ›؟ ٨ أَقُولُ لَكُمْ: وَإِنْ كَانَ لَا يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ، فَإِنَّهُ لِلَجَاجَتِهِ ٱلْجَرِيئَةِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ. ٩ لِذٰلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ.
عجدر لو ١١:٥-٩، «الملاحظات»
يا صديق، اقرضني ثلاثة ارغفة: في حضارة الشرق الاوسط، تُعتبر الضيافة واجبا يحب الناس ان يقوموا به وفق الاصول، مثلما يُظهر هذا المثل. فرغم ان الضيف وصل فجأة في منتصف الليل، ما يعطي فكرة عن مفاجآت السفر في ذلك الزمن، فقد شعر المُضيف ان الواجب يُلزمه ان يقدِّم له شيئا يأكله، وأنه مجبر ايضا ان يزعج جاره في تلك الساعة المتأخرة ليقترض منه طعاما.
كفَّ عن إزعاجي: لم يرغب الجار في هذا المثل في تقديم المساعدة، ليس لأنه فظ بل لأنه كان قد اوى الى فراشه. فالبيوت في تلك الايام، وخصوصا بيوت الفقراء، تألفت في الغالب من غرفة واحدة كبيرة. فإذا نهض رب البيت، يزعج على الارجح العائلة بأكملها، بمَن في ذلك اولاده النائمون.
لجاجته الجريئة: ان الكلمة اليونانية المستعملة هنا يمكن نقلها حرفيا الى «عدم الشعور بالخجل» او «تخطي الحدود». ولكن في هذا السياق، تشير الى الجرأة او الاصرار بلجاجة. فمثلما ان الرجل في مثل يسوع لم يخجل او يتردد ان يطلب بلجاجة ما يحتاج اليه، كذلك على تلاميذ يسوع ان يصلُّوا بلجاجة. — لو ١١:٩، ١٠.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ١٠:١-١٦) وَبَعْدَ ذٰلِكَ، ٱخْتَارَ ٱلرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ قُدَّامَهُ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ عَازِمًا أَنْ يَأْتِيَ. ٢ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ ٱلْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ قَلِيلُونَ. فَتَوَسَّلُوا إِلَى سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ عُمَّالًا إِلَى حَصَادِهِ. ٣ اِنْطَلِقُوا. هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلَانٍ بَيْنَ ذِئَابٍ. ٤ لَا تَحْمِلُوا مَحْفَظَةً وَلَا مِزْوَدًا وَلَا نَعْلَيْنِ، وَلَا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ وَتُعَانِقُوهُ فِي ٱلطَّرِيقِ. ٥ وَحَيْثُمَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا فَقُولُوا أَوَّلًا: ‹سَلَامٌ لِهٰذَا ٱلْبَيْتِ!›. ٦ فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلَامٍ، يَحِلُّ سَلَامُكُمْ عَلَيْهِ. وَإِلَّا فَيَعُودُ إِلَيْكُمْ. ٧ وَٱمْكُثُوا فِي ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ، آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مَا يُزَوِّدُونَ، لِأَنَّ ٱلْعَامِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ. لَا تَنْتَقِلُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. ٨ «وَحَيْثُمَا دَخَلْتُمْ مَدِينَةً وَقَبِلُوكُمْ، فَكُلُوا مَا يُقَدَّمُ لَكُمْ، ٩ وَٱشْفُوا ٱلْمَرْضَى ٱلَّذِينَ فِيهَا، وَدَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَوْلِ لَهُمْ: ‹قَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ›. ١٠ وَحَيْثُمَا دَخَلْتُمْ مَدِينَةً وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ، فَٱخْرُجُوا إِلَى شَوَارِعِهَا ٱلرَّئِيسِيَّةِ وَقُولُوا: ١١ ‹حَتَّى ٱلْغُبَارُ ٱلَّذِي لَصِقَ بِأَقْدَامِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ عَنَّا لَكُمْ. وَلٰكِنِ ٱذْكُرُوا هٰذَا، أَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ›. ١٢ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ ٱلْأَمْرَ يَكُونُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى سَدُومَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنْهُ عَلَى تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ. ١٣ «وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا! لِأَنَّهُ لَوْ حَدَثَتْ فِي صُورَ وَصَيْدُونَ ٱلْقُوَّاتُ ٱلَّتِي حَدَثَتْ فِيكُمَا، لَتَابَتَا مِنْ زَمَنٍ بَعِيدٍ جَالِسَتَيْنِ فِي ٱلْمِسْحِ وَٱلرَّمَادِ. ١٤ وَلِذٰلِكَ، يَكُونُ ٱلْأَمْرُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى صُورَ وَصَيْدُونَ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مِنْهُ عَلَيْكُمَا. ١٥ وَأَنْتِ يَا كَفَرْنَاحُومُ، أَتُرَاكِ تُرْفَعِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟ إِلَى هَادِسَ سَتَنْزِلِينَ! ١٦ «مَنْ يَسْمَعْ لَكُمْ يَسْمَعْ لِي. وَمَنْ يَتَجَاهَلْكُمْ يَتَجَاهَلْنِي. وَمَنْ يَتَجَاهَلْنِي يَتَجَاهَلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي».
٢٣-٢٩ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ١٢–١٣
«انتم اثمن من عصافير دورية كثيرة»
(لوقا ١٢:٦) أَلَا تُبَاعُ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ بِقِرْشَيْنِ؟ وَمَعَ هٰذَا، فَلَا يُنْسَى وَاحِدٌ مِنْهَا أَمَامَ ٱللّٰهِ.
عجدر لو ١٢:٦، «الملاحظات»
عصافير دورية: ان الكلمة اليونانية سترُوثيون هي صيغة تصغير تعني ايَّ طائر صغير. لكنها غالبا ما اشارت الى عصافير الدوري، ارخص العصافير التي كانت تباع للأكل.
(لوقا ١٢:٧) بَلْ حَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ كُلُّهَا مَعْدُودَةٌ. فَلَا تَخَافُوا، أَنْتُمْ أَثْمَنُ مِنْ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ كَثِيرَةٍ.
عجدر لو ١٢:٧، «الملاحظات»
حتى شعور رؤوسكم كلها معدودة: يُعتقد ان هناك ما معدله اكثر من ٠٠٠,١٠٠ شعرة في رأس الانسان. وبما ان يهوه يعرف جيدا تفاصيل دقيقة كهذه، فهذا يؤكد انه مهتم جدا بكل فرد من اتباع المسيح.
(لوقا ١٢:٧) بَلْ حَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ كُلُّهَا مَعْدُودَةٌ. فَلَا تَخَافُوا، أَنْتُمْ أَثْمَنُ مِنْ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ كَثِيرَةٍ.
لا شيء يمكن ان ‹يفصلنا عن محبة اللّٰه›
٤ اولا، يعلِّمنا الكتاب المقدس بشكل صريح ان اللّٰه يعتبر كل واحد من خدامه ذا قيمة. مثلا، قال يسوع: «أمَا يُباع عصفوران دوريان بقطعة نقود قيمتها زهيدة؟ ومع ذلك لا يسقط واحد منهما على الأرض بدون علم ابيكم. أمَّا انتم فشعر رأسكم نفسه معدود كله. فلا تخافوا: انتم اثمن من عصافير دورية كثيرة». (متى ١٠:٢٩-٣١) تأمل في ما عنته هذه الكلمات لسامعي يسوع في القرن الاول.
٥ قد نتساءل لماذا يرغب احد في شراء عصفور دوري. والجواب هو ان الدوري في ايام يسوع كان ارخص الطيور التي تُباع للاكل. لاحظ انه بقطعة نقود قيمتها زهيدة، كان الشاري يحصل على عصفورَين دوريَّين. لكنَّ يسوع ذكر لاحقا انه اذا دفع الشخص قطعتَي نقود، لا يحصل على اربعة عصافير دورية بل على خمسة. فالطائر الاضافي كان يُعطى كما لو ان لا قيمة له على الاطلاق. ربما كانت هذه الطيور بلا قيمة في عيون البشر، ولكن ماذا كانت نظرة الخالق اليها؟ قال يسوع: «لا يُنسى واحد منها [حتى العصفور الدوري الذي يُعطى مجانا] امام اللّٰه». (لوقا ١٢:٦، ٧) ربما بدأنا الآن نفهم فكرة يسوع. فبما ان العصفور الدوري الواحد له هذه القيمة عند يهوه، فكم بالاكثر هي قيمة الانسان! وكما اوضح يسوع، يعرف يهوه كل تفصيل عنا. حتى شعر رأسنا معدود كله!
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ١٣:٢٤) «اِجْتَهِدُوا بِقُوَّةٍ أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ،
عجدر لو ١٣:٢٤، «الملاحظات»
اجتهدوا بقوة: او «داوموا على الجهاد بقوة». يشدِّد حض يسوع على الحاجة الى العمل من كل النفس للدخول من الباب الضيق. وفي هذا السياق، تقترح مراجع مختلفة ان تُنقل هذه العبارة الى «اجتهدوا الى اقصى حد؛ ابذلوا كل جهد ممكن». ان الفعل اليوناني أَغونيزوماي المستعمل في هذه الآية يرتبط بالكلمة اليونانية أَغون المستخدمة غالبا للاشارة الى المباريات الرياضية. ففي العبرانيين ١٢:١، تُستعمل هذه الكلمة مجازيا عند الحديث عن «السباق» المسيحي للحياة. وتُستخدم ايضا بمعنى اوسع اذ تُنقل الى «جهاد». (في ١:٣٠؛ كو ٢:١؛ ١ تي ٦:١٢؛ ٢ تي ٤:٧) كما ان صيغا مختلفة للفعل اليوناني المستعمل في لوقا ١٣:٢٤ تُنقل الى «يشترك في مباراة» (١ كو ٩:٢٥)، ‹يجتهد› (كو ١:٢٩؛ ٤:١٢؛ ١ تي ٤:١٠)، و ‹يجاهد›. (١ تي ٦:١٢) وبما ان اصل العبارة «اجتهدوا بقوة» مرتبط بالمنافسة في الالعاب الرياضية، يرى البعض ان الجهود التي يشجع يسوع على بذلها تشبه جهود رياضي يناضل بكل قوته ليربح الجائزة.
(لوقا ١٣:٣٣) إِنَّمَا لَا بُدَّ أَنْ أُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ ٱلْيَوْمَ وَغَدًا وَٱلَّذِي بَعْدَهُ، لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ.
عجدر لو ١٣:٣٣، «الملاحظات»
لا يجوز: او «لا يُعقل؛ من غير الوارد». صحيح ان ما من نبوة في الكتاب المقدس تذكر صراحة ان المسيا سيموت في اورشليم، ولكن يمكن استنتاج هذه الفكرة من دانيال ٩:٢٤-٢٦. ايضا، اذا كان اليهود سيقتلون نبيا، وخصوصا المسيا، فمن المتوقع ان يقتلوه في تلك المدينة. فهي مقر اجتماع محكمة السنهدريم العليا المؤلفة من ٧١ عضوا، وبالتالي فالمتهمون بأنهم انبياء دجالون يحاكَمون فيها. كذلك، ربما كان في بال يسوع ان في اورشليم تُقدَّم الذبائح للّٰه بانتظام وفيها ايضا يُذبح حمل الفصح. وكما تبيَّن لاحقا، تبرهنت صحة كلمات يسوع. فقد مَثَل امام السنهدريم في اورشليم وحُكم عليه. ووراء اسوار هذه المدينة مباشرة، مات بصفته حمل الفصح. — ١ كو ٥:٧.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ١٢:٢٢-٤٠) ثُمَّ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «لِهٰذَا أَقُولُ لَكُمْ: لَا تَحْمِلُوا هَمًّا بَعْدُ مِنْ جِهَةِ نُفُوسِكُمْ مَاذَا تَأْكُلُونَ، أَوْ مِنْ جِهَةِ أَجْسَادِكُمْ مَاذَا تَلْبَسُونَ. ٢٣ فَٱلنَّفْسُ أَعْظَمُ قِيمَةً مِنَ ٱلطَّعَامِ، وَٱلْجَسَدُ أَعْظَمُ قِيمَةً مِنَ ٱللِّبَاسِ. ٢٤ لَاحِظُوا جَيِّدًا أَنَّ ٱلْغِرْبَانَ لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ، وَلَيْسَ لَهَا عَنْبَرٌ وَلَا مَخْزَنٌ، وَٱللّٰهُ يَقُوتُهَا. فَكَمْ أَنْتُمْ بِٱلْحَرِيِّ أَثْمَنُ مِنَ ٱلطُّيُورِ؟ ٢٥ مَنْ مِنْكُمْ إِذَا حَمَلَ هَمًّا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى عُمْرِهِ ذِرَاعًا؟ ٢٦ فَإِنْ كُنْتُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ٱلْأَصْغَرِ، فَلِمَاذَا تَحْمِلُونَ هَمًّا مِنْ جِهَةِ ٱلْبَاقِي؟ ٢٧ لَاحِظُوا جَيِّدًا كَيْفَ تَنْمُو ٱلزَّنَابِقُ. إِنَّهَا لَا تَتْعَبُ وَلَا تَغْزِلُ، وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: وَلَا سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ تَسَرْبَلَ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. ٢٨ فَإِنْ كَانَ ٱلنَّبْتُ فِي ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي يُوجَدُ ٱلْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي ٱلتَّنُّورِ يَكْسُوهُ ٱللّٰهُ هٰكَذَا، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَكْسُوكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ! ٢٩ فَلَا تَطْلُبُوا بَعْدُ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ، وَلَا تَكُونُوا فِي حَيْرَةٍ وَهَمٍّ. ٣٠ فَهٰذِهِ كُلُّهَا هِيَ مَا تَسْعَى أُمَمُ ٱلْعَالَمِ إِلَيْهَا، وَلٰكِنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هٰذِهِ. ٣١ إِنَّمَا دَاوِمُوا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ، وَهٰذِهِ تُزَادُ لَكُمْ. ٣٢ «لَا تَخَفْ أَيُّهَا ٱلْقَطِيعُ ٱلصَّغِيرُ، لِأَنَّ أَبَاكُمْ رَضِيَ أَنْ يُعْطِيَكُمُ ٱلْمَلَكُوتَ. ٣٣ بِيعُوا مَا تَمْلِكُونَ وَأَعْطُوا صَدَقَةً. اِصْنَعُوا لَكُمْ مَحَافِظَ لَا تَبْلَى، كَنْزًا لَا يَنْفَدُ أَبَدًا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، حَيْثُ لَا يَقْتَرِبُ سَارِقٌ وَلَا يُفْسِدُ عُثٌّ. ٣٤ فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ، هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضًا. ٣٥ «لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً، ٣٦ وَكُونُوا أَنْتُمْ مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَعُودُ مِنَ ٱلْعُرْسِ، حَتَّى إِذَا وَصَلَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ حَالًا. ٣٧ يَا لَسَعَادَةِ أُولٰئِكَ ٱلْعَبِيدِ ٱلَّذِينَ مَتَى جَاءَ ٱلسَّيِّدُ وَجَدَهُمْ سَاهِرِينَ! اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ. ٣٨ وَإِنْ جَاءَ فِي ٱلْهَزِيعِ ٱلثَّانِي، أَوْ حَتَّى فِي ٱلثَّالِثِ، وَوَجَدَهُمْ هٰكَذَا، فَيَا لَسَعَادَتِهِمْ! ٣٩ وَلٰكِنِ ٱعْلَمُوا هٰذَا، أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ ٱلْبَيْتِ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي ٱلسَّارِقُ، لَظَلَّ سَاهِرًا وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُقْتَحَمُ. ٤٠ فَٱبْقَوْا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ».
٣٠ تموز (يوليو)–٥ آب (اغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ١٤–١٦
«مثل الابن الضال»
(لوقا ١٥:١١-١٦) ثُمَّ قَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ٱبْنَانِ. ١٢ فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لِأَبِيهِ: ‹يَا أَبِي، أَعْطِنِي نَصِيبِي مِنَ ٱلْأَمْلَاكِ›. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. ١٣ وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ كَثِيرَةً، جَمَعَ ٱلِٱبْنُ ٱلْأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى بَلَدٍ بَعِيدٍ، وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَا يَمْلِكُ عَائِشًا حَيَاةً خَلِيعَةً. ١٤ وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ فِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ، فَٱبْتَدَأَ يَحْتَاجُ. ١٥ حَتَّى إِنَّهُ ذَهَبَ وَٱلْتَحَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ مُوَاطِنِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. ١٦ وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنْ قُرُونِ ٱلْخَرُّوبِ ٱلَّتِي كَانَتِ ٱلْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهَا، فَلَا يُعْطِيهِ أَحَدٌ شَيْئًا.
عجدر لو ١٥:١١-١٦، «الملاحظات»
انسان كان له ابنان: ان بعض اوجه مثل الابن الضال مميزة. فهو احد اطول الامثال التي اعطاها يسوع. ومن مزاياه البارزة ايضا الروابط العائلية الموصوفة فيه. ففي امثال اخرى، اشار يسوع غالبا الى اشياء جامدة، مثل الانواع المختلفة من البذار او التربة، او الى العلاقة الرسمية بين سيد وعبيده. (مت ١٣:١٨-٣٠؛ ٢٥:١٤-٣٠؛ لو ١٩:١٢-٢٧) اما في هذا المثل، فيسلِّط الضوء على العلاقة الحميمة التي تجمع الاب بأولاده. فكثيرون ممَّن سمعوا هذه الرواية ربما لم يحظوا بوالد لطيف وحنون كهذا. لذا يصوِّر المثل الشعور العميق بالرأفة والمحبة الذي يحس به ابونا السماوي تجاه اولاده الارضيين، سواء بقوا الى جانبه او رجعوا اليه بعد ان ضلوا.
اصغرهما: بحسب الشريعة الموسوية، كان الابن البكر ينال نصيبا مضاعفا. (تث ٢١:١٧) لذلك، اذا لم يكن لدى الاب في هذا المثل ابناء آخرون وكان الابن الاكبر هو البكر، فهذا يعني ان نصيب الابن الاصغر من الميراث كان نصف نصيب اخيه.
بدَّد: ان الكلمة اليونانية المستعملة هنا تعني حرفيا «بعثر (في اتجاهات مختلفة)». (لو ١:٥١؛ اع ٥:٣٧) وفي متى ٢٥:٢٤، ٢٦، تُنقل الى ‹ذرَّى›. وهي تُستعمل في هذه الآية بمعنى التبذير والانفاق بحماقة.
حياة خليعة: هناك كلمة يونانية مرتبطة بهذا التعبير تُستعمل بمعنى مشابه في افسس ٥:١٨، تيطس ١:٦، و ١ بطرس ٤:٤. وبما ان هذا التعبير اليوناني يمكن ان يشمل ايضا فكرة العيش حياة طيش وتبذير، فهو يُنقل احيانا الى «عيشة اسراف».
ليرعى خنازير: بما ان الخنازير كانت نجسة بحسب الشريعة، فقد اعتُبر هذا العمل بالنسبة الى شخص يهودي مذلا وحقيرا. — لا ١١:٧، ٨.
قرون الخروب: تمتاز قرون او ثمار الخروب بقشرتها الجلدية اللامعة ولونها البني المائل الى البنفسجي. وانسجاما مع المعنى الحرفي لاسمها باليونانية (كِراتيون، «قرن صغير»)، فإن شكلها هو مثل قرن معقوف. ولا تزال قرون الخروب تُستعمل كثيرا الى يومنا هذا كطعام للأحصنة والماشية والخنازير. وما يدل على الانحطاط الشديد الذي وصل اليه هذا الشاب هو استعداده ان يأكل طعام الخنازير. — انظر «الملاحظات» حول ليرعى خنازير.
(لوقا ١٥:١٧-٢٤) «وَلَمَّا عَادَ إِلَى رُشْدِهِ قَالَ: ‹كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لِأَبِي يَكْثُرُ عِنْدَهُ ٱلْخُبْزُ، وَأَنَا أَهْلِكُ هُنَا مِنَ ٱلْجُوعِ! ١٨ أَقُومُ وَأُسَافِرُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: «يَا أَبِي، قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَإِلَيْكَ. ١٩ وَلَا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ٱبْنَكَ. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ»›. ٢٠ فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا، أَبْصَرَهُ أَبُوهُ فَأَشْفَقَ عَلَيْهِ، وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. ٢١ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ ٱلِٱبْنُ: ‹يَا أَبِي، قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَإِلَيْكَ. وَلَا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ٱبْنَكَ. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ›. ٢٢ أَمَّا ٱلْأَبُ فَقَالَ لِعَبِيدِهِ: ‹أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا أَفْضَلَ حُلَّةٍ وَأَلْبِسُوهُ، وَٱجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ وَنَعْلَيْنِ فِي قَدَمَيْهِ. ٢٣ وَأْتُوا بِٱلْعِجْلِ ٱلْمُسَمَّنِ وَٱذْبَحُوهُ، وَلْنَأْكُلْ وَنَسْتَمْتِعْ، ٢٤ لِأَنَّ ٱبْنِي هٰذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ، كَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ›. فَٱبْتَدَأُوا يَسْتَمْتِعُونَ.
عجدر لو ١٥:١٧-٢٤، «الملاحظات»
إليك: او «بمرأى منك». ان حرف الجر اليوناني إِنوپيون، الذي يعني حرفيا «امام؛ بمرأى من»، يُستعمل بطريقة مشابهة في السبعينية في ١ صموئيل ٢٠:١، حيث يسأل داود يوناثان: «اية خطية ارتكبتُ امام ابيك؟».
أُجرائك: حين عاد الابن الاصغر الى البيت، قرَّر ان يطلب من ابيه ان يقبله كأحد أجرائه لا كابن له. فالاجير لم يكن مثل العبيد جزءا من اهل البيت، بل كان غريبا يُستأجر عادة كل يوم بيومه. — مت ٢٠:١، ٢، ٨.
قبَّله: ان التعبير اليوناني المستعمل هنا مشتق من الفعل فيلِيو الذي يُنقل احيانا الى «قبَّل» (مت ٢٦:٤٨؛ مر ١٤:٤٤؛ لو ٢٢:٤٧)، لكنه في اغلب الاحيان يحمل المعنى ‹يكنُّ مودة› او ‹عنده مودة›. (يو ٥:٢٠؛ ١١:٣؛ ١٦:٢٧) وهو في هذه الآية يتضمن درجة من التشديد او المبالغة. لذا تنقله بعض ترجمات الكتاب المقدس الى «قبَّله بحرارة» او «قبَّله بمودة». وهذه الطريقة الدافئة والودية التي رحَّب بها الاب في المثل بابنه التائب اظهرت انه مستعد ان يقبله من جديد.
أُدعى ابنك: تضيف بعض المخطوطات الى لوقا ١٥:٢١ هذه العبارة: «اجعلني كأحد أجرائك». لكنَّ الطبعة المنقَّحة من ترجمة العالم الجديد (بالانكليزية) تحذفها مستندة الى ادلة من عدة مخطوطات اقدم وأكثر مصداقية. ويرى بعض العلماء ان هذه العبارة اضيفت كي تتوافق الآية مع لوقا ١٥:١٩.
حُلة . . . خاتما . . . نعلين: لم تكن هذه الحلة مجرد قطعة ثياب عادية بل كانت افضل حُلة، ربما ثوبا غنيا بالتطريز كالذي يُقدَّم لضيف شرف. اما وضع خاتم في يد الابن فيُظهر رضى ابيه عليه ومودته تجاهه، اضافة الى الكرامة والاحترام والمكانة التي أُعطيت له. فبما ان العبيد لم يلبسوا عادة الخواتم والنعال، كان الاب يُظهر بكل وضوح ان ابنه مرحَّب به من جديد في العائلة كعضو يتمتع بكل حقوقه.
(لوقا ١٥:٢٥-٣٢) «وَكَانَ ٱبْنُهُ ٱلْأَكْبَرُ فِي ٱلْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَٱقْتَرَبَ مِنَ ٱلْبَيْتِ، سَمِعَ عَزْفَ آلَاتٍ وَرَقْصًا. ٢٦ فَدَعَا أَحَدَ ٱلْخَدَمِ وَٱسْتَعْلَمَهُ عَمَّا يَكُونُ هٰذَا. ٢٧ فَقَالَ لَهُ: ‹قَدْ أَتَى أَخُوكَ، فَذَبَحَ أَبُوكَ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ، لِأَنَّهُ ٱسْتَعَادَهُ فِي صِحَّةٍ جَيِّدَةٍ›. ٢٨ وَلٰكِنَّهُ سَخِطَ وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ. ٢٩ فَأَجَابَ وَقَالَ لِأَبِيهِ: ‹هَا أَنَا أَخْدُمُكَ كَعَبْدٍ سِنِينَ كَثِيرَةً جِدًّا وَلَمْ أَتَعَدَّ وَصِيَّتَكَ قَطُّ، وَمَعَ ذٰلِكَ لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ جَدْيًا لِأَسْتَمْتِعَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ٣٠ وَلٰكِنْ مَا إِنْ جَاءَ ٱبْنُكَ هٰذَا ٱلَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ ٱلْعَاهِرَاتِ، حَتَّى ذَبَحْتَ لَهُ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ›. ٣١ فَقَالَ لَهُ: ‹يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي كُلَّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ. ٣٢ وَلٰكِنْ كَانَ يَجِبُ أَنْ نَسْتَمْتِعَ وَنَفْرَحَ، لِأَنَّ أَخَاكَ هٰذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ، وَكَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ›».
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ١٤:٢٦) «إِنْ أَتَى أَحَدٌ إِلَيَّ وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.
عجدر لو ١٤:٢٦، «الملاحظات»
يبغض: في الكتاب المقدس، تحمل كلمة «بغض» عدة معانٍ. فقد تشير الى شعور بالعدائية ترافقه نية خبيثة تدفع الشخص الى الاذية. او قد تعني ان يكره المرء بشدة شخصا او امرا ما او ينفر منه بحيث يتجنب كل ما يربطه به. او يمكن ان تشير بكل بساطة الى المحبة بدرجة اقل. مثلا، حين يُقال ان يعقوب ‹ابغض› ليئة وأحب راحيل، فالمقصود انه احب ليئة اقل مما احب راحيل (تك ٢٩:٣١، الحاشية؛ تث ٢١:١٥)، واستعمال كلمة «بغض» بهذا المعنى يرد في كتابات يهودية قديمة اخرى. بناء على ذلك، لم يقصد يسوع ان على اتباعه ان يشعروا بالعدائية او الاشمئزاز تجاه عائلاتهم او انفسهم، اذ ان ذلك يناقض باقي الاسفار المقدسة. (قارن مرقس ١٢:٢٩-٣١ وأفسس ٥:٢٨، ٢٩، ٣٣.) ففي هذا السياق، يمكن نقل التعبير «يبغض» الى «يحب بدرجة اقل».
(لوقا ١٦:١٠-١٣) اَلْأَمِينُ فِي ٱلْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي ٱلْكَثِيرِ، وَٱلْأَثِيمُ فِي ٱلْقَلِيلِ أَثِيمٌ أَيْضًا فِي ٱلْكَثِيرِ. ١١ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي ٱلْمَالِ ٱلْأَثِيمِ، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى ٱلْمَالِ ٱلْحَقِّ؟ ١٢ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ، فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟ ١٣ لَا يَسْتَطِيعُ خَادِمُ بَيْتٍ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ، أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ. لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لِلّٰهِ وَلِلْمَالِ».
اطلب الغنى الحقيقي
٧ اقرأ لوقا ١٦:١٠-١٣. لَقَدِ ٱتَّخَذَ ٱلْوَكِيلُ ٱلْأَثِيمُ أَصْدِقَاءَ لِمَنْفَعَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. لٰكِنَّ يَسُوعَ شَجَّعَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَكْسِبُوا صَدَاقَتَهُ وَصَدَاقَةَ يَهْوَهَ لِهَدَفٍ نَبِيلٍ. فَقَدْ شَجَّعَهُمْ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا «ٱلْمَالَ ٱلْأَثِيمَ» لِيُبَرْهِنُوا أَمَانَتَهُمْ لِلّٰهِ.
٨ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِنَكُونَ «أُمَنَاءَ فِي ٱلْمَالِ ٱلْأَثِيمِ» هِيَ بِٱلتَّبَرُّعِ لِعَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ ٱلْعَالَمِيِّ. (مت ٢٤:١٤) مَثَلًا، تَوَقَّفَتْ فَتَاةٌ هِنْدِيَّةٌ عَنْ شِرَاءِ ٱللُّعَبِ وَظَلَّتْ تَجْمَعُ ٱلْمَالَ كَيْ تَتَبَرَّعَ بِهِ لِعَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. وَفِي ٱلْهِنْد أَيْضًا، تَبَرَّعَ أَخٌ يَمْتَلِكُ مَزْرَعَةَ جَوْزِ هِنْدٍ بِكَمِّيَّةٍ كَبِيرَةٍ مِنْهُ إِلَى مَكْتَبِ ٱلتَّرْجَمَةِ بِٱللُّغَةِ ٱلْمَالَيَالَمِيَّةِ. فَهُوَ فَضَّلَ أَنْ يَتَبَرَّعَ بِجَوْزِ ٱلْهِنْدِ كَيْ يُوَفِّرَ عَلَى ٱلْمَكْتَبِ شِرَاءَهُ. لَقَدْ عَمِلَ هٰذَا ٱلْأَخُ بِحِكْمَةٍ فِعْلًا. وَفِي ٱلْيُونَان، يَتَبَرَّعُ ٱلْإِخْوَةُ دَائِمًا لِعَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ بِزَيْتِ ٱلزَّيْتُونِ وَٱلْجُبْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ ٱلْمَوَادِّ ٱلْغِذَائِيَّةِ.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ١٤:١-١٤) وَذَاتَ مَرَّةٍ، إِذْ دَخَلَ إِلَى بَيْتِ أَحَدِ رُؤَسَاءِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ فِي ٱلسَّبْتِ لِتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ، كَانُوا يُرَاقِبُونَهُ عَنْ كَثَبٍ. ٢ وَإِذَا أَمَامَهُ إِنْسَانٌ بِهِ ٱسْتِسْقَاءٌ. ٣ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَكَلَّمَ ٱلْمُتَضَلِّعِينَ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ، قَائِلًا: «أَيَحِلُّ ٱلْإِبْرَاءُ فِي ٱلسَّبْتِ أَمْ لَا؟». ٤ وَلٰكِنَّهُمْ ظَلُّوا سَاكِتِينَ. فَأَمْسَكَ بِهِ وَشَفَاهُ وَصَرَفَهُ. ٥ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ ٱبْنُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلَا يُخْرِجُهُ حَالًا فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ؟». ٦ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُجَاوِبُوا عَنْ هٰذَا. ٧ ثُمَّ كَلَّمَ ٱلْمَدْعُوِّينَ بِمَثَلٍ، إِذْ لَاحَظَ كَيْفَ كَانُوا يَخْتَارُونَ لِأَنْفُسِهِمِ ٱلْأَمَاكِنَ ٱلْأَبْرَزَ، قَائِلًا لَهُمْ: ٨ «مَتَى دَعَاكَ أَحَدٌ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ، فَلَا تَتَّكِئْ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْأَبْرَزِ. فَلَعَلَّهُ كَانَ قَدْ دَعَى آنَذَاكَ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ قَدْرًا، ٩ فَيَأْتِي ٱلَّذِي دَعَاكَ وَدَعَاهُ وَيَقُولُ لَكَ: ‹أَعْطِ ٱلْمَكَانَ لِهٰذَا ٱلرَّجُلِ›. فَحِينَئِذٍ تَنْهَضُ بِخِزْيٍ لِتَشْغَلَ ٱلْمَكَانَ ٱلْأَوْضَعَ. ١٠ بَلْ مَتَى دُعِيتَ، فَٱذْهَبْ وَٱتَّكِئْ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْأَوْضَعِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ ٱلَّذِي دَعَاكَ، يَقُولُ لَكَ: ‹يَا صَدِيقُ، ٱرْتَفِعْ إِلَى أَعْلَى›. فَحِينَئِذٍ تَنَالُ كَرَامَةً أَمَامَ كُلِّ ٱلضُّيُوفِ مَعَكَ. ١١ فَكُلُّ مَنْ رَفَعَ نَفْسَهُ وُضِعَ وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِعَ». ١٢ ثُمَّ قَالَ أَيْضًا لِلَّذِي دَعَاهُ: «مَتَى صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً، فَلَا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ وَلَا إِخْوَتَكَ وَلَا أَنْسِبَاءَكَ وَلَا ٱلْجِيرَانَ ٱلْأَغْنِيَاءَ. فَلَعَلَّهُمْ يَدْعُونَكَ هُمْ أَيْضًا فِي ٱلْمُقَابِلِ، فَتَكُونَ لَكَ مُجَازَاةٌ. ١٣ بَلْ مَتَى صَنَعْتَ وَلِيمَةً، فَٱدْعُ ٱلْفُقَرَاءَ وَٱلْكُسْحَ وَٱلْعُرْجَ وَٱلْعُمْيَ، ١٤ فَتَكُونَ سَعِيدًا، لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ مَا يُجَازُونَكَ بِهِ. فَإِنَّكَ تُجَازَى فِي قِيَامَةِ ٱلْأَبْرَارِ».