مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • م‌دخ١٨ تموز (‏يوليو)‏ ص ١-‏١٤
  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية (‏٢٠١٨)‏
  • العناوين الفرعية
  • ع‌ج‌در لو ٦:‏٣٧‏،‏ «الملاحظات»‏
  • قراءة الكتاب المقدس
مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية (‏٢٠١٨)‏
م‌دخ١٨ تموز (‏يوليو)‏ ص ١-‏١٤

مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية

٢-‏٨ تموز (‏يوليو)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ٦–‏٧

‏«هل ‹تكيل› بسخاء؟‏»‏

‏(‏لوقا ٦:‏٣٧‏)‏ «لَا تَدِينُوا فَلَا تُدَانُوا.‏ لَا تَحْكُمُوا عَلَى أَحَدٍ،‏ فَلَا يُحْكَمَ عَلَيْكُمْ.‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلصَّفْحِ،‏ يُصْفَحْ عَنْكُمْ.‏

ع‌ج‌در لو ٦:‏٣٧‏،‏ «الملاحظات»‏

داوموا على الصفح،‏ يُصفح عنكم:‏ ان التعبير اليوناني المنقول الى «يصفح» يعني حرفيا «يصرف،‏ يعفو،‏ يحرِّر (‏سجينا مثلا)‏».‏ وبما انه استُعمل في هذا السياق بالتباين مع الادانة والحكم،‏ فهو ينقل فكرة التبرئة والغفران حتى لو بدا ان هناك مبرِّرا للعقاب او المجازاة.‏

ب٠٨ ١٥/‏٥ ص ٩ ف ١٣-‏١٤

افعل الصلاح

١٣ اِقْتَبَسَ مَتَّى فِي إِنْجِيلِه قَوْلَ يَسُوعَ:‏ «لَا تَدِينُوا لِكَيْلَا تُدَانُوا».‏ (‏مت ٧:‏١‏)‏ وَبِحَسَبِ إِنْجِيلِ لُوقَا،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «لَا تَدِينُوا فَلَا تُدَانُوا.‏ لَا تَحْكُمُوا عَلَى أَحَدٍ،‏ فَلَا يُحْكَمَ عَلَيْكُمْ.‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلصَّفْحِ،‏ يُصْفَحْ عَنْكُمْ».‏ (‏لو ٦:‏٣٧‏)‏ كَانَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ يَدِينُونَ ٱلْآخَرِينَ بِقَسَاوَةٍ عَلَى أَسَاسِ تَقَالِيدِهِمْ غَيْرِ ٱلْمَبْنِيَّةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَلكِنْ وَجَبَ عَلَى كُلِّ شَخْصٍ بَيْنَ سَامِعِي يَسُوعَ مِمَّنْ ‹يَدِينُونَ› ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَكُفَّ عَنْ ذلِكَ.‏ وَلَيْسَ هذَا فَقَطْ،‏ بَلْ كَانَ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ ‹يَصْفَحَ› لَهُمْ عَنْ ذُنُوبِهِمْ.‏ وَقَدْ أَعْطَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَشُورَةً مُمَاثِلَةً بِشَأْنِ ٱلْمُسَامَحَةِ كَمَا وَرَدَ آنِفًا.‏

١٤ وَحِينَ يَغْفِرُ تَلَامِيذُ يَسُوعَ لِلْآخَرِينَ،‏ فَإِنَّهُمْ يَدْفَعُونَهُمْ إِلَى مُبَادَلَتِهِمْ بِٱلْمِثْلِ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ،‏ وَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ».‏ (‏مت ٧:‏٢‏)‏ فَنَحْنُ نَحْصُدُ مَا نَزْرَعُهُ فِي مُعَامَلَتِنَا لِلْآخَرِينَ.‏ —‏ غل ٦:‏٧‏.‏

‏(‏لوقا ٦:‏٣٨‏)‏ مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا.‏ فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا.‏ فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ».‏

ع‌ج‌در لو ٦:‏٣٨‏،‏ «الملاحظات»‏

مارسوا العطاء:‏ او «داوموا على العطاء».‏ ان صيغة الفعل اليوناني المستعملة هنا تشير الى عمل مستمر ويمكن ان تُنقل ايضا الى «أعطوا».‏

‏(‏لوقا ٦:‏٣٨‏)‏ مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا.‏ فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا.‏ فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ».‏

ع‌ج‌در لو ٦:‏٣٨‏،‏ «الملاحظات»‏

حجركم:‏ تعني الكلمة اليونانية حرفيا «صدركم»،‏ لكنها في هذا السياق تشير على الارجح الى طية يشكِّلها الشخص فوق حزامه بثوبه الفوقاني الفضفاض.‏ وقد تشير عبارة «يفرغون في حجركم» الى عادة بعض الباعة ان يملأوا هذه الطية في ثوب الشاري بالسلع التي انتقاها.‏

البحث عن جواهر روحية

‏(‏لوقا ٦:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وَفِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى ٱلْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ،‏ وَبَقِيَ كُلَّ ٱللَّيْلِ يُصَلِّي إِلَى ٱللّٰهِ.‏ ١٣ وَلَمَّا كَانَ ٱلنَّهَارُ دَعَا إِلَيْهِ تَلَامِيذَهُ وَٱخْتَارَ مِنْهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ سَمَّاهُمْ «رُسُلًا»:‏

ب٠٧ ١/‏٨ ص ٦ ف ١

من هو حقا الانسان الروحي؟‏

امضى يسوع في احيان كثيرة فترات مطوَّلة في الصلاة.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١-‏٢٦‏)‏ على سبيل المثال،‏ قبل ان يختار يسوع رسله الاثني عشر،‏ «خرج الى الجبل ليصلي،‏ وبقي كل الليل يصلي الى اللّٰه».‏ (‏لوقا ٦:‏١٢‏)‏ وهكذا يتّبع الاشخاص الروحيون مثال يسوع بالصلاة الى اللّٰه،‏ رغم انهم لا يصلون بالضرورة الليل كله.‏ فقبل ان يتخذوا قرارات مهمة في حياتهم،‏ يصرفون الوقت الكافي ليصلوا الى اللّٰه،‏ طالبين ارشاد الروح القدس لاتخاذ قرارات تعزّز اهتمامهم بالامور الروحية.‏

‏(‏لوقا ٧:‏٣٥‏)‏ وَلٰكِنَّ ٱلْحِكْمَةَ تَتَبَرَّرُ بِجَمِيعِ أَوْلَادِهَا».‏

ع‌ج‌در لو ٧:‏٣٥‏،‏ «الملاحظات»‏

اولادها:‏ او «نتائجها».‏ هنا تُشخَّص الحكمة وتُصوَّر على ان لديها اولادا.‏ وفي الرواية المناظرة في متى ١١:‏١٩‏،‏ تُوصف بأن لديها ‹اعمالا›.‏ ان «اولاد» الحكمة او «اعمالها»،‏ اي الادلة التي زوَّدها يوحنا المعمدان ويسوع،‏ تُبرهن ان التهم الموجَّهة اليهما باطلة.‏ فكأن يسوع يقول:‏ ‹انظروا الى اعمال المتَّهم وسلوكه البار فتعرفوا ان تهمته باطلة›.‏

قراءة الكتاب المقدس

‏(‏لوقا ٧:‏٣٦-‏٥٠‏)‏ وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَتَغَدَّى مَعَهُ.‏ فَدَخَلَ بَيْتَ ٱلْفَرِّيسِيِّ وَٱتَّكَأَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ.‏ ٣٧ وَإِذَا ٱمْرَأَةٌ مَعْرُوفٌ فِي ٱلْمَدِينَةِ أَنَّهَا خَاطِئَةٌ،‏ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ لِلطَّعَامِ فِي بَيْتِ ٱلْفَرِّيسِيِّ،‏ فَجَاءَتْ بِقَارُورَةٍ مِنَ ٱلْمَرْمَرِ فِيهَا زَيْتٌ عَطِرٌ،‏ ٣٨ وَإِذْ وَقَفَتْ مِنَ ٱلْوَرَاءِ عِنْدَ قَدَمَيْهِ،‏ بَكَتْ وَٱبْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِدُمُوعِهَا،‏ وَكَانَتْ تُمَسِّحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا.‏ وَأَيْضًا قَبَّلَتْ قَدَمَيْهِ وَدَهَنَتْهُمَا بِٱلزَّيْتِ ٱلْعَطِرِ.‏ ٣٩ فَلَمَّا رَأَى ٱلْفَرِّيسِيُّ ٱلَّذِي دَعَاهُ ذٰلِكَ،‏ قَالَ فِي نَفْسِهِ:‏ «لَوْ كَانَ هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ نَبِيًّا،‏ لَعَرَفَ مَنْ هِيَ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي تَلْمُسُهُ وَمَا هِيَ،‏ أَنَّهَا خَاطِئَةٌ».‏ ٤٠ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «يَا سِمْعَانُ،‏ عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ».‏ فَقَالَ:‏ «قُلْ،‏ يَا مُعَلِّمُ!‏».‏ ٤١ «كَانَ لِمُقْرِضٍ مَدْيُونَانِ،‏ أَحَدُهُمَا مَدْيُونٌ بِخَمْسِ مِئَةِ دِينَارٍ،‏ وَٱلْآخَرُ بِخَمْسِينَ.‏ ٤٢ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ،‏ سَامَحَهُمَا كِلَيْهِمَا.‏ فَأَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ؟‏».‏ ٤٣ فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ:‏ «أَظُنُّ ٱلَّذِي سَامَحَهُ بِٱلْأَكْثَرِ».‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «بِٱلصَّوَابِ حَكَمْتَ».‏ ٤٤ عِنْدَئِذٍ ٱلْتَفَتَ إِلَى ٱلْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ:‏ «أَتَرَى هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةَ؟‏ أَنَا دَخَلْتُ بَيْتَكَ،‏ فَمَا أَعْطَيْتَنِي مَاءً لِأَجْلِ قَدَمَيَّ.‏ أَمَّا هٰذِهِ فَبَلَّتْ قَدَمَيَّ بِدُمُوعِهَا وَمَسَّحَتْهُمَا بِشَعْرِهَا.‏ ٤٥ أَنْتَ لَمْ تُقَبِّلْنِي قُبْلَةً،‏ أَمَّا هٰذِهِ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ قَدَمَيَّ.‏ ٤٦ أَنْتَ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي بِزَيْتٍ،‏ أَمَّا هٰذِهِ فَدَهَنَتْ قَدَمَيَّ بِزَيْتٍ عَطِرٍ.‏ ٤٧ لِهٰذَا أَقُولُ لَكَ:‏ مَغْفُورَةٌ خَطَايَاهَا ٱلْكَثِيرَةُ،‏ لِأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيرًا؛‏ وَأَمَّا ٱلَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ،‏ فَيُحِبُّ قَلِيلًا».‏ ٤٨ ثُمَّ قَالَ لَهَا:‏ «مَغْفُورَةٌ خَطَايَاكِ».‏ ٤٩ عِنْدَئِذٍ ٱبْتَدَأَ ٱلْمُتَّكِئُونَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ مَعَهُ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ:‏ «مَنْ هُوَ هٰذَا ٱلَّذِي يَغْفِرُ ٱلْخَطَايَا أَيْضًا؟‏».‏ ٥٠ أَمَّا هُوَ فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ:‏ «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ.‏ اِذْهَبِي بِسَلَامٍ».‏

٩-‏١٥ تموز (‏يوليو)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ٨–‏٩

‏«ما المطلوب لنتبع المسيح؟‏»‏

‏(‏لوقا ٩:‏٥٧،‏ ٥٨‏)‏ وَفِيمَا هُمْ ذَاهِبُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ،‏ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ:‏ «أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي».‏ ٥٨ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ،‏ أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ».‏

بص «العُش»‏

العُش

حين قال احد الكتبة ليسوع:‏ «يا معلِّم،‏ اتبعك حيثما تذهب»،‏ اجابه يسوع:‏ «للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار،‏ اما ابن الانسان فليس له اين يضع رأسه».‏ (‏مت ٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ لو ٩:‏٥٧،‏ ٥٨‏)‏ اظهر يسوع هنا ان اتِّباعه يتطلب من هذا الرجل ان يتخلى عن وسائل الراحة والمساعي التي يركض الناس وراءها عموما،‏ وأن يثق كاملا بيهوه.‏ وهذا المبدأ تعكسه الصلاة النموذجية التي علَّمها لتلاميذه:‏ «اعطنا اليوم خبز يومنا»،‏ وأيضا حين قال:‏ «كل واحد منكم لا يترك كل ممتلكاته،‏ لا يقدر ان يكون لي تلميذا».‏ —‏ مت ٦:‏١١؛‏ لو ١٤:‏٣٣‏.‏

‏(‏لوقا ٩:‏٥٩،‏ ٦٠‏)‏ ثُمَّ قَالَ لِآخَرَ:‏ «اِتْبَعْنِي».‏ فَقَالَ:‏ «اِسْمَحْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلًا وَأَدْفِنَ أَبِي».‏ ٦٠ فَقَالَ لَهُ:‏ «دَعِ ٱلْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ،‏ وَأَمَّا أَنْتَ فَٱذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏

ع‌ج‌در لو ٩:‏٥٩،‏ ٦٠‏،‏ «الملاحظات»‏

ادفن ابي:‏ لا تعني هذه الكلمات على الارجح ان الرجل خسر للتو اباه في الموت وأنه كان يطلب فقط الاهتمام بترتيبات الدفن.‏ فلو كانت هذه هي الحال،‏ فمن غير المحتمل ان يكون على الطريق آنذاك يتحدث الى يسوع.‏ فالناس في الشرق الاوسط يدفنون موتاهم فورا بعد الوفاة،‏ عادة في اليوم نفسه.‏ لذا ربما يكون والد هذا الرجل مريضا جدا او مسنا،‏ لا ميتا.‏ وبالطبع،‏ ليس معقولا ان يطلب منه يسوع ان يترك والدا مريضا وبحاجة الى المساعدة.‏ لذا لا بد ان هناك افرادا آخرين في العائلة يستطيعون ان يهتموا بحاجات الوالد الضرورية.‏ (‏مر ٧:‏٩-‏١٣‏)‏ فالرجل كان فعليا يقول:‏ ‹لا اقدر ان اتبعك ما دام ابي حيا.‏ اِنتظِر حتى يموت وأدفنه›.‏ ولكن في نظر يسوع،‏ كان الرجل يفوِّت على نفسه الفرصة ان يضع مصالح ملكوت اللّٰه اولا في حياته.‏ —‏ لو ٩:‏٦٠،‏ ٦٢‏.‏

دعِ الموتى يدفنون موتاهم:‏ بحسب «الملاحظات» حول ادفن ابي،‏ يُرجح ان والد الرجل الذي تحدَّث اليه يسوع كان مريضا جدا او مسنا،‏ لا ميتا.‏ لذا من الواضح ان يسوع كان يقول له:‏ ‹دعِ الموتى روحيا يدفنون موتاهم›،‏ ما يعني ان على الرجل ألا يتأخر في اتِّباع يسوع وأن يدع اقرباءه الآخرين يهتمون بأبيه الى ان يموت ويُدفن.‏ فإذا اتَّبع الرجل يسوع،‏ يسير على الطريق المؤدي الى الحياة الابدية ولا يكون بين الموتى روحيا في نظر اللّٰه.‏ فجواب يسوع اوضح ان وضع ملكوت اللّٰه اولا في الحياة والمناداة به في كل مكان ضروريان ليبقى الشخص حيا روحيا.‏

‏(‏لوقا ٩:‏٦١،‏ ٦٢‏)‏ وَقَالَ آخَرُ أَيْضًا:‏ «أَتْبَعُكَ يَا رَبُّ،‏ وَلٰكِنِ ٱسْمَحْ لِي أَوَّلًا أَنْ أُوَدِّعَ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِي».‏ ٦٢ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى ٱلْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى مَا هُوَ وَرَاءُ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏

ع‌ج‌در «الصور والفيديوات»‏

الحراثة

في اغلب الاحيان،‏ تُحرث الارض في فصل الخريف بعد ان تليِّن الامطار التربة التي يبَّستها الشمس خلال اشهر الصيف الحارة.‏ (‏انظر دك‌ا القسم ١٩.‏)‏ ويلي هذه العملية عادةً زرع البذار.‏ وقد كانت بعض آلات الحراثة عبارة عن قطعة خشبية مروَّسة (‏السكة)‏،‏ رأسها معدني احيانا،‏ توصَل بعصا يجرها حيوان واحد او اكثر.‏ وفي الاسفار العبرانية،‏ غالبا ما يُشار في الايضاحات الى عملية الحراثة المألوفة بين الناس.‏ (‏قض ١٤:‏١٨؛‏ اش ٢:‏٤؛‏ ار ٤:‏٣؛‏ مي ٤:‏٣‏)‏ كما استعمل يسوع كثيرا الاعمال الزراعية كي يوضح تعاليم مهمة.‏ مثلا،‏ اشار الى عمل الحراثة ليشدد على اهمية ان يكون المرء تلميذا يخدم بقلب كامل.‏ (‏لو ٩:‏٦٢‏)‏ فالفلاح الذي يتلهى عن عمله وهو يحرث،‏ يرسم اتلاما معوَّجة.‏ بشكل مماثل،‏ ان تلميذ المسيح الذي يتلهى عن مسؤولياته او لا يعود يتمِّمها يصبح غير مؤهل لدخول ملكوت اللّٰه.‏

ب١٢ ١٥/‏٤ ص ١٥-‏١٦ ف ١١-‏١٣

اخدم يهوه بقلب كامل

١١ كَيْ نَفْهَمَ ٱلْمَغْزَى مِنْ إِيضَاحِ يَسُوعَ،‏ سَنُضِيفُ إِلَيْهِ بَعْضَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي تَجْعَلُهُ نَابِضًا بِٱلْحَيَاةِ.‏ تَخَيَّلْ فَلَّاحًا يَحْرُثُ ٱلْأَرْضَ تَحْتَ حَرِّ ٱلشَّمْسِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ مُنْكَبٌّ عَلَى عَمَلِهِ،‏ لَا يَنْفَكُّ يُفَكِّرُ فِي بَيْتِهِ حَيْثُ تَجْتَمِعُ عَائِلَتُهُ وَأَصْدِقَاؤُهُ لِيَمْرَحُوا وَيَسْتَمْتِعُوا بِٱلطَّعَامِ وَٱلْمُوسِيقَى.‏ فَيَتَحَرَّقُ شَوْقًا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ.‏ وَبَعْدَ أَنْ يَحْرُثَ جُزْءًا لَا بَأْسَ بِهِ مِنَ ٱلْأَرْضِ،‏ تَسْتَوْلِي عَلَيْهِ ٱلرَّغْبَةُ فِي ٱلتَّنَعُّمِ بِهذِهِ ٱلْمَبَاهِجِ بِحَيْثُ يَسْتَدِيرُ لِيَنْظُرَ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ».‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا يَزَالُ أَمَامَهُ ٱلْكَثِيرُ لِيُنْجِزَهُ قَبْلَ أَنْ يَزْرَعَ ٱلْحَقْلَ،‏ يَتَشَتَّتُ ذِهْنُهُ وَيَتَأَثَّرُ عَمَلُهُ سَلْبًا.‏ فَيَخِيبُ أَمَلُ سَيِّدِهِ بِسَبَبِ عَدَمِ مُثَابَرَتِهِ.‏

١٢ ثَمَّةَ تَنَاظُرٌ بَيْنَ هذَا ٱلْفَلَّاحِ وَبَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ.‏ فَٱلْفَلَّاحُ يُمَثِّلُ كُلَّ مَسِيحِيٍّ يَبْدُو ظَاهِرِيًّا فِي حَالَةٍ رُوحِيَّةٍ جَيِّدَةٍ،‏ لكِنَّ رُوحِيَّاتِهِ هِيَ فِعْلِيًّا فِي خَطَرٍ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَخًا يَبْقَى مُنْشَغِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ.‏ لكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَا يَكُفُّ عَنِ ٱلتَّفْكِيرِ فِي أَشْيَاءَ تَجْذِبُهُ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ فَيَتُوقُ إِلَيْهَا فِي قَلْبِهِ.‏ وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ،‏ تَسْتَحْوِذُ عَلَيْهِ رَغْبَتُهُ فِي هذِهِ ٱلْمَلَذَّاتِ بِحَيْثُ يَسْتَدِيرُ لِيَنْظُرَ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ».‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا يَزَالُ أَمَامَهُ ٱلْكَثِيرُ لِيُنْجِزَهُ فِي عَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ،‏ فَهُوَ لَا ‹يَتَمَسَّكُ بِإِحْكَامٍ بِكَلِمَةِ ٱلْحَيَاةِ›،‏ مَا يَجْعَلُ ٱشْتِرَاكَهُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ يَتَأَثَّرُ سَلْبًا.‏ (‏في ٢:‏١٦‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ،‏ «سَيِّدَ ٱلْحَصَادِ»،‏ يَحْزَنُ بِسَبَبِ ٱفْتِقَارِ هذَا ٱلْمَسِيحِيِّ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ.‏ —‏ لو ١٠:‏٢‏.‏

١٣ إِنَّ ٱلدَّرْسَ وَاضِحٌ.‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ عَلَى مُشَارَكَتِنَا بِٱنْتِظَامٍ فِي نَشَاطَاتٍ بَنَّاءَةٍ وَمُنْعِشَةٍ،‏ مِثْلِ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ،‏ غَيْرَ أَنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ تَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ.‏ (‏٢ اخ ٢٥:‏١،‏ ٢،‏ ٢٧‏)‏ فَإِذَا ٱسْتَمَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّ يَتُوقُ فِي أَعْمَاقِ قَلْبِهِ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ»،‏ أَيْ إِلَى بَعْضِ أَنْمَاطِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ،‏ فَقَدْ يُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِخَسَارَةِ رِضَى ٱللّٰهِ.‏ (‏لو ١٧:‏٣٢‏)‏ فَنَحْنُ لَا ‹نَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ› إِلَّا إِذَا ‹مَقَتْنَا مَا هُوَ شَرٌّ وَٱلْتَصَقْنَا بِمَا هُوَ صَالِحٌ›.‏ (‏رو ١٢:‏٩؛‏ لو ٩:‏٦٢‏)‏ إِذًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَحْرِصَ جَمِيعُنَا أَلَّا نَسْمَحَ لِشَيْءٍ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ مَهْمَا بَدَا لَنَا مُفِيدًا أَوْ مُبْهِجًا،‏ بِأَنْ يُعِيقَنَا عَنِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِمَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا.‏ —‏ ٢ كو ١١:‏١٤‏؛‏ اِقْرَأْ فيلبي ٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

البحث عن جواهر روحية

‏(‏لوقا ٨:‏٣‏)‏ وَيُوَنَّا زَوْجَةُ خُوزِي ٱلْقَيِّمِ عَلَى شُؤُونِ هِيرُودُسَ،‏ وَسُوسَنَّةُ،‏ وَنِسَاءٌ أُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدُمْنَهُمْ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِنَّ.‏

ع‌ج‌در لو ٨:‏٣‏،‏ «الملاحظات»‏

كنَّ يخدمنهم:‏ او «يدعمنهم (‏يؤمنَّ لهم حاجاتهم)‏».‏ ان الكلمة اليونانية دياكونِيو يمكن ان تشير الى الاهتمام بحاجات الآخرين الجسدية مثل جلب الطعام لهم وطبخه وتقديمه وغير ذلك.‏ وهي تُستعمل بمعنى مشابه في لوقا ١٠:‏٤٠؛‏ ١٢:‏٣٧؛‏ ١٧:‏٨ (‏‹يخدم›)‏ والاعمال ٦:‏٢ (‏‹يوزع الطعام›)‏،‏ لكنها قد تشير ايضا الى اي خدمات شخصية مماثلة.‏ وهي تصف هنا كيف ان النساء المذكورات في العددين ٢ و ٣ دعمن يسوع وتلاميذه وساعدنهم على اتمام تعيينهم الالهي.‏ وهن بذلك مجَّدن اللّٰه الذي اظهر بدوره تقديره لهن،‏ اذ حفظ في الكتاب المقدس سجلا بكرمهن وتعاطفهن لتقرأه جميع الاجيال اللاحقة.‏ (‏ام ١٩:‏١٧؛‏ عب ٦:‏١٠‏)‏ ويُستعمل هذا التعبير اليوناني ايضا في الحديث عن النساء في متى ٢٧:‏٥٥ ومرقس ١٥:‏٤١‏.‏

‏(‏لوقا ٩:‏٤٩،‏ ٥٠‏)‏ فَأَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلًا:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ رَأَيْنَا رَجُلًا يُخْرِجُ شَيَاطِينَ بِٱسْمِكَ،‏ فَحَاوَلْنَا أَنْ نَمْنَعَهُ لِأَنَّهُ لَا يَتْبَعُكَ مَعَنَا».‏ ٥٠ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ:‏ «لَا تُحَاوِلُوا أَنْ تَمْنَعُوهُ،‏ لِأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ فَهُوَ مَعَكُمْ».‏

ب٠٨ ١٥/‏٣ ص ٣١ ف ٢

نقاط بارزة من انجيل لوقا

٩:‏٤٩،‏ ٥٠ —‏ لماذا لم يمنع يسوع رجلا من إخراج الشياطين مع انه لم يكن يتبعه؟‏ لم يمنع يسوع الرجل لأن الجماعة المسيحية لم تكن قد تشكلت بعد.‏ لذلك لم تكن مرافقة يسوع الفعلية شرطا ليمارس الرجل الايمان باسمه ويخرج الشياطين.‏ —‏ مر ٩:‏٣٨-‏٤٠‏.‏

قراءة الكتاب المقدس

‏(‏لوقا ٨:‏١-‏١٥‏)‏ وَبُعَيْدَ ذٰلِكَ أَخَذَ يُسَافِرُ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ وَمِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ،‏ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ وَكَانَ مَعَهُ ٱلِٱثْنَا عَشَرَ،‏ ٢ وَنِسَاءٌ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ:‏ مَرْيَمُ ٱلَّتِي تُدْعَى ٱلْمَجْدَلِيَّةَ ٱلَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ،‏ ٣ وَيُوَنَّا زَوْجَةُ خُوزِي ٱلْقَيِّمِ عَلَى شُؤُونِ هِيرُودُسَ،‏ وَسُوسَنَّةُ،‏ وَنِسَاءٌ أُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدُمْنَهُمْ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِنَّ.‏ ٤ فَلَمَّا ٱجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مَعَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ مَدِينَةٍ بَعْدَ أُخْرَى،‏ قَالَ بِمَثَلٍ:‏ ٥ «خَرَجَ زَارِعٌ لِيَزْرَعَ بِذَارَهُ.‏ وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ،‏ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ،‏ فَٱنْدَاسَ وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ.‏ ٦ وَوَقَعَ آخَرُ عَلَى ٱلصَّخْرِ،‏ فَأَفْرَخَ ثُمَّ جَفَّ لِأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ.‏ ٧ وَسَقَطَ آخَرُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ،‏ فَٱلشَّوْكُ ٱلَّذِي نَمَا مَعَهُ خَنَقَهُ.‏ ٨ وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى ٱلتُّرْبَةِ ٱلصَّالِحَةِ،‏ فَأَفْرَخَ ثُمَّ أَنْتَجَ ثَمَرًا مِئَةَ ضِعْفٍ».‏ قَالَ هٰذَا وَنَادَى:‏ «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ».‏ ٩ أَمَّا تَلَامِيذُهُ فَسَأَلُوهُ مَا عَسَى أَنْ يَعْنِيَ هٰذَا ٱلْمَثَلُ.‏ ١٠ فَقَالَ:‏ «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَفْهَمُوا ٱلْأَسْرَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ أَمَّا ٱلْبَاقُونَ فَأُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ،‏ لِكَيْ يَكُونُوا وَهُمْ نَاظِرُونَ،‏ يَنْظُرُونَ عَبَثًا،‏ وَهُمْ سَامِعُونَ،‏ لَا يَفْهَمُونَ ٱلْمَعْنَى.‏ ١١ وَهٰذَا مَا يَعْنِيهِ ٱلْمَثَلُ:‏ اَلْبِذَارُ هُوَ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ.‏ ١٢ وَمَا سَقَطَ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ هُمُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا،‏ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ ٱلْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلَّا يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا.‏ ١٣ وَمَا وَقَعَ عَلَى ٱلصَّخْرِ هُمُ ٱلَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ ٱلْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِهٰؤُلَاءِ أَصْلٌ.‏ فَهُمْ يُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ،‏ وَفِي وَقْتِ ٱلِٱمْتِحَانِ يَزِلُّونَ بَعِيدًا.‏ ١٤ وَمَا سَقَطَ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ هُمُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا،‏ وَلٰكِنْ إِذْ تَجْرُفُهُمْ هُمُومُ وَغِنَى وَلَذَّاتُ ٱلْحَيَاةِ،‏ يَخْتَنِقُونَ كُلِّيًّا وَلَا يَأْتُونَ بِشَيْءٍ تَامِّ ٱلنُّمُوِّ.‏ ١٥ وَمَا سَقَطَ فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ بِقَلْبٍ جَيِّدٍ وَصَالِحٍ،‏ فَيَحْفَظُونَهَا وَيُثْمِرُونَ بِٱلِٱحْتِمَالِ.‏

١٦-‏٢٢ تموز (‏يوليو)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ١٠–‏١١

‏«مثل السامري المحب للقريب»‏

‏(‏لوقا ١٠:‏٢٩-‏٣٢‏)‏ أَمَّا ٱلرَّجُلُ،‏ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ،‏ قَالَ لِيَسُوعَ:‏ «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟‏».‏ ٣٠ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «كَانَ إِنْسَانٌ نَازِلًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا،‏ فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ،‏ فَعَرَّوْهُ وَٱنْهَالُوا عَلَيْهِ ضَرْبًا،‏ ثُمَّ مَضَوْا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيِّتٍ.‏ ٣١ وَٱتَّفَقَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلًا فِي تِلْكَ ٱلطَّرِيقِ،‏ وَلٰكِنَّهُ حِينَ رَآهُ،‏ ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ.‏ ٣٢ وَكَذٰلِكَ لَاوِيٌّ أَيْضًا،‏ حِينَ وَصَلَ إِلَى ٱلْمَكَانِ وَرَآهُ،‏ ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ.‏

ع‌ج‌در «الصور والفيديوات»‏

الطريق من اورشليم الى اريحا

ان الطريق (‏١)‏ المصورة في هذا الفيديو القصير تتَّبع على الارجح المسار القديم الذي كان يصل اورشليم بأريحا ويمر عبر برية اليهودية.‏ لقد كان طوله اكثر من ٢٠ كلم وينحدر من ارتفاع ٧٥٠ م تقريبا فوق سطح البحر (‏اورشليم)‏ الى نحو ٢٥٠ م تحت سطح البحر (‏اريحا)‏.‏ وقد كثُرت السرقات في تلك المنطقة البرية المقفرة لدرجة ان فرقة عسكرية تمركزت هناك لحماية المسافرين.‏ وكانت مدينة اريحا الرومانية (‏٢)‏ تقع عند طرف برية اليهودية.‏ اما مدينة اريحا الاقدم (‏٣)‏ فكانت تبعد عن المدينة الرومانية ٢ كلم تقريبا.‏

ب٠٢ ١/‏٩ ص ١٦-‏١٧ ف ١٤-‏١٥

‏«بدون مثل لم يكن يكلمهم»‏

١٤ ثانيا،‏ تذكَّرْ مثل السامري الصالح.‏ فقد استهلّه يسوع بالقول:‏ «كان إنسان نازلا من اورشليم الى أريحا،‏ فوقع بين لصوص،‏ فعرَّوه وأنزلوا به ضربات،‏ ثم مضوا وقد تركوه بين حي وميت».‏ (‏لوقا ١٠:‏٣٠‏)‏ ان ما تجدر ملاحظته هنا هو ان يسوع تحدث عن الطريق التي ‹تنزل من اورشليم الى اريحا› لإيضاح نقطته.‏ فعندما قدَّم هذا المثل،‏ كان في منطقة اليهودية القريبة من اورشليم؛‏ لذلك لا شك ان مستمعيه عرفوا الطريق التي تكلم عنها.‏ وكانت هذه الطريق معروفة بأنها خطرة جدا،‏ وخصوصا اذا كان الشخص يسافر وحده.‏ وكانت تتعرج عبر منطقة مقفرة،‏ مما يجعلها ملآنة بأماكن يختبئ فيها اللصوص.‏

١٥ وهنالك امر آخر ايضا جدير بالملاحظة يتعلق بإشارة يسوع الى الطريق التي ‹تنزل من اورشليم الى اريحا›.‏ فكما جاء في القصة،‏ كان كاهن ثم لاوي يسيران في هذه الطريق ايضا.‏ ولم يتوقف ايٌّ منهما لمساعدة الضحية.‏ (‏لوقا ١٠:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ كان الكهنة يخدمون في هيكل اورشليم،‏ وكان اللاويون يساعدونهم.‏ وقد سكن كثيرون من الكهنة واللاويين في اريحا حين لم تكن لديهم خدمة في الهيكل،‏ لأن اريحا لم تكن تبعد عن اورشليم سوى ٢٣ كيلومترا.‏ لذلك لا بدّ انهم كانوا يسيرون في هذه الطريق.‏ لاحِظْ ايضا ان الكاهن واللاوي ‹نزلا› في هذه الطريق ‏«من اورشليم»،‏ مما يعني انهما كانا قادمَين من الهيكل.‏ لذلك لا يمكن لأحد ان يبرِّر لامبالاتهما بالقول:‏ ‹لقد تجنبا الرجل الجريح لأنه كان يبدو ميتا.‏ فإذا مَسَّا الجثة،‏ فلا يمكنهما بشكل وقتي الخدمة في الهيكل›.‏ (‏لاويين ٢١:‏١؛‏ عدد ١٩:‏١١،‏ ١٦‏)‏ أفلا يوضح ذلك ان مثل يسوع عكس امورا معروفة لدى سامعيه؟‏

‏(‏لوقا ١٠:‏٣٣-‏٣٥‏)‏ إِلَّا أَنَّ سَامِرِيًّا مَارًّا فِي ٱلطَّرِيقِ أَتَى إِلَيْهِ،‏ وَلَمَّا رَآهُ،‏ أَشْفَقَ عَلَيْهِ.‏ ٣٤ فَٱقْتَرَبَ مِنْهُ وَضَمَدَ جُرُوحَهُ،‏ سَاكِبًا عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا.‏ ثُمَّ أَرْكَبَهُ عَلَى بَهِيمَتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَٱعْتَنَى بِهِ.‏ ٣٥ وَفِي ٱلْغَدِ،‏ أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ ٱلْفُنْدُقِ وَقَالَ:‏ ‹اِعْتَنِ بِهِ،‏ وَمَهْمَا تُنْفِقْ فَوْقَ هٰذَا،‏ فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ رُجُوعِي›.‏

ع‌ج‌در لو ١٠:‏٣٣،‏ ٣٤‏،‏ «الملاحظات»‏

سامريا:‏ احتقر اليهود عموما السامريين ورفضوا اي تعاملات معهم.‏ (‏يو ٤:‏٩‏)‏ حتى ان البعض استعملوا كلمة «سامري» بقصد التعيير والازدراء.‏ (‏يو ٨:‏٤٨‏)‏ وفي المِشْنا،‏ يُقتبس عن احد الرابيين قوله:‏ «مَن يأكل خبز السامريين هو كمَن يأكل لحم الخنزير».‏ (‏شبعيت ٨:‏١٠)‏ كما ان يهودا كثيرين ما كانوا يصدِّقون شهادة السامريين او يقبلون خدمة منهم.‏ وإذ عرف يسوع هذه النظرة الازدرائية التي شاعت عموما بين اليهود،‏ علَّم درسا مهما في هذا المثل الذي يُعرف غالبا بمثل السامري الصالح او المحب للقريب.‏

ضمد جروحه،‏ ساكبا عليها زيتا وخمرا:‏ يسجل الطبيب لوقا بدقة مثل يسوع،‏ واصفا علاج الجروح بطريقة تتوافق مع ما كان متَّبعا في ذلك الزمن.‏ فالزيت والخمر كانا من العلاجات المنزلية التي لجأ اليها الناس عموما لمداواة الجروح.‏ فالزيت استُعمل احيانا كمليِّن (‏قارن اشعيا ١:‏٦‏.‏)‏،‏ اما الخمر فلديها منافع طبية كمادة للتطهير والتعقيم.‏ ويذكر لوقا ايضا ان الجروح ضُمدت،‏ او رُبطت،‏ وذلك منعا لحدوث اي مضاعفات.‏

فندق:‏ تعني الكلمة اليونانية حرفيا «مكانا يستقبل الجميع او يأويهم».‏ فقد كان باستطاعة المسافرين ان يبيتوا في اماكن كهذه مع حيواناتهم.‏ وكان صاحب الفندق يقدِّم لهم خدمات اساسية،‏ وقد يعتني ايضا بمَن يُتركون في رعايته مقابل مبلغ من المال.‏

‏(‏لوقا ١٠:‏٣٦،‏ ٣٧‏)‏ فَأَيُّ هٰؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةِ يَبْدُو لَكَ أَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ ٱللُّصُوصِ؟‏».‏ ٣٧ فَقَالَ:‏ «اَلَّذِي عَامَلَهُ بِرَحْمَةٍ».‏ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اِذْهَبْ وَٱفْعَلْ أَنْتَ هٰكَذَا».‏

ب٩٨ ١/‏٧ ص ٣١ ف ٢

سامري يبرهن انه قريب صالح

يُظهِر مثل يسوع ان الشخص المستقيم حقا هو الذي لا يطيع شرائع اللّٰه فحسب بل يتمثل بصفاته ايضا.‏ (‏افسس ٥:‏١‏)‏ مثلا،‏ يقول لنا الكتاب المقدس ان «اللّٰه لا يقبل الوجوه».‏ (‏اعمال ١٠:‏٣٤‏)‏ فهل نتمثل بيهوه من هذا القبيل؟‏ يُظهِر مثل يسوع المثير ان علاقات حسن الجوار ينبغي ان تتجاوز الحدود القومية،‏ الثقافية،‏ والدينية.‏ وفي الواقع،‏ يجري تعليم المسيحيين ان ‹يعملوا الخير للجميع›‏ —‏ وليس فقط للذين من الطبقة الاجتماعية،‏ العرقية،‏ او القومية نفسها ولا للرفقاء المؤمنين فقط.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٠‏.‏

البحث عن جواهر روحية

‏(‏لوقا ١٠:‏١٨‏)‏ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُمْ:‏ «اِبْتَدَأْتُ أَرَى ٱلشَّيْطَانَ وَقَدْ سَقَطَ مِثْلَ ٱلْبَرْقِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏

ع‌ج‌در لو ١٠:‏١٨‏،‏ «الملاحظات»‏

ابتدأتُ ارى الشيطان وقد سقط مثل البرق من السماء:‏ من الواضح ان لكلمات يسوع مغزى نبويا،‏ اذ انه رأى طرد الشيطان من السماء كما لو انه قد حصل.‏ فالرؤيا ١٢:‏٧-‏٩ تصف المعركة في السماء وتربط سقوط الشيطان بولادة الملكوت المسياني.‏ وقد كان يسوع يؤكد هنا ان الشيطان وأبالسته سيُهزمون لا محالة في تلك المعركة المستقبلية،‏ لأن اللّٰه كان قد اعطى للتو الـ‍ ٧٠ تلميذا،‏ وهم مجرد بشر ناقصين،‏ القدرة على طرد الابالسة.‏ —‏ لو ١٠:‏١٧‏.‏

ب٠٨ ١٥/‏٣ ص ٣١ ف ١١

نقاط بارزة من انجيل لوقا

١٠:‏١٨ —‏ إلامَ كان يسوع يشير حين قال للسبعين تلميذا:‏ «ابتدأتُ أرى الشيطان وقد سقط مثل البرق من السماء»؟‏ لم يكن يسوع يقول ان الشيطان قد طُرح من السماء.‏ فذلك لم يحدث إلّا بُعيد تنصيبه ملكا في السماء سنة ١٩١٤.‏ (‏رؤ ١٢:‏١-‏١٠‏)‏ ومع اننا لا نستطيع الجزم في ما قصده يسوع،‏ يبدو انه استخدم صيغة الماضي عند وصفه هذا الحدث المستقبلي ليشدد على يقين حدوثه.‏

‏(‏لوقا ١١:‏٥-‏٩‏)‏ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ فَيَذْهَبُ إِلَيْهِ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ وَيَقُولُ لَهُ:‏ ‹يَا صَدِيقُ،‏ أَقْرِضْنِي ثَلَاثَةَ أَرْغِفَةٍ،‏ ٦ لِأَنَّ صَدِيقًا لِي أَتَى إِلَيَّ مِنْ سَفَرٍ وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُقَدِّمُ لَهُ›،‏ ٧ فَيُجِيبُ ذَاكَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ قَائِلًا:‏ ‹كُفَّ عَنْ إِزْعَاجِي!‏ فَٱلْبَابُ مُقْفَلٌ ٱلْآنَ،‏ وَصِغَارِي مَعِي فِي ٱلْفِرَاشِ،‏ فَلَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ›؟‏ ٨ أَقُولُ لَكُمْ:‏ وَإِنْ كَانَ لَا يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ،‏ فَإِنَّهُ لِلَجَاجَتِهِ ٱلْجَرِيئَةِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ.‏ ٩ لِذٰلِكَ أَقُولُ لَكُمْ:‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ.‏

ع‌ج‌در لو ١١:‏٥-‏٩‏،‏ «الملاحظات»‏

يا صديق،‏ اقرضني ثلاثة ارغفة:‏ في حضارة الشرق الاوسط،‏ تُعتبر الضيافة واجبا يحب الناس ان يقوموا به وفق الاصول،‏ مثلما يُظهر هذا المثل.‏ فرغم ان الضيف وصل فجأة في منتصف الليل،‏ ما يعطي فكرة عن مفاجآ‌ت السفر في ذلك الزمن،‏ فقد شعر المُضيف ان الواجب يُلزمه ان يقدِّم له شيئا يأكله،‏ وأنه مجبر ايضا ان يزعج جاره في تلك الساعة المتأخرة ليقترض منه طعاما.‏

كفَّ عن إزعاجي:‏ لم يرغب الجار في هذا المثل في تقديم المساعدة،‏ ليس لأنه فظ بل لأنه كان قد اوى الى فراشه.‏ فالبيوت في تلك الايام،‏ وخصوصا بيوت الفقراء،‏ تألفت في الغالب من غرفة واحدة كبيرة.‏ فإذا نهض رب البيت،‏ يزعج على الارجح العائلة بأكملها،‏ بمَن في ذلك اولاده النائمون.‏

لجاجته الجريئة:‏ ان الكلمة اليونانية المستعملة هنا يمكن نقلها حرفيا الى «عدم الشعور بالخجل» او «تخطي الحدود».‏ ولكن في هذا السياق،‏ تشير الى الجرأة او الاصرار بلجاجة.‏ فمثلما ان الرجل في مثل يسوع لم يخجل او يتردد ان يطلب بلجاجة ما يحتاج اليه،‏ كذلك على تلاميذ يسوع ان يصلُّوا بلجاجة.‏ —‏ لو ١١:‏٩،‏ ١٠‏.‏

قراءة الكتاب المقدس

‏(‏لوقا ١٠:‏١-‏١٦‏)‏ وَبَعْدَ ذٰلِكَ،‏ ٱخْتَارَ ٱلرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ قُدَّامَهُ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ عَازِمًا أَنْ يَأْتِيَ.‏ ٢ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ ‏«إِنَّ ٱلْحَصَادَ كَثِيرٌ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ قَلِيلُونَ.‏ فَتَوَسَّلُوا إِلَى سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ عُمَّالًا إِلَى حَصَادِهِ.‏ ٣ اِنْطَلِقُوا.‏ هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلَانٍ بَيْنَ ذِئَابٍ.‏ ٤ لَا تَحْمِلُوا مَحْفَظَةً وَلَا مِزْوَدًا وَلَا نَعْلَيْنِ،‏ وَلَا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ وَتُعَانِقُوهُ فِي ٱلطَّرِيقِ.‏ ٥ وَحَيْثُمَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا فَقُولُوا أَوَّلًا:‏ ‹سَلَامٌ لِهٰذَا ٱلْبَيْتِ!‏›.‏ ٦ فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلَامٍ،‏ يَحِلُّ سَلَامُكُمْ عَلَيْهِ.‏ وَإِلَّا فَيَعُودُ إِلَيْكُمْ.‏ ٧ وَٱمْكُثُوا فِي ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ،‏ آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مَا يُزَوِّدُونَ،‏ لِأَنَّ ٱلْعَامِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ.‏ لَا تَنْتَقِلُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ ٨ «وَحَيْثُمَا دَخَلْتُمْ مَدِينَةً وَقَبِلُوكُمْ،‏ فَكُلُوا مَا يُقَدَّمُ لَكُمْ،‏ ٩ وَٱشْفُوا ٱلْمَرْضَى ٱلَّذِينَ فِيهَا،‏ وَدَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَوْلِ لَهُمْ:‏ ‹قَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ›.‏ ١٠ وَحَيْثُمَا دَخَلْتُمْ مَدِينَةً وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ،‏ فَٱخْرُجُوا إِلَى شَوَارِعِهَا ٱلرَّئِيسِيَّةِ وَقُولُوا:‏ ١١ ‹حَتَّى ٱلْغُبَارُ ٱلَّذِي لَصِقَ بِأَقْدَامِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ عَنَّا لَكُمْ.‏ وَلٰكِنِ ٱذْكُرُوا هٰذَا،‏ أَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ›.‏ ١٢ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ ٱلْأَمْرَ يَكُونُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى سَدُومَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنْهُ عَلَى تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ ١٣ «وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ!‏ وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا!‏ لِأَنَّهُ لَوْ حَدَثَتْ فِي صُورَ وَصَيْدُونَ ٱلْقُوَّاتُ ٱلَّتِي حَدَثَتْ فِيكُمَا،‏ لَتَابَتَا مِنْ زَمَنٍ بَعِيدٍ جَالِسَتَيْنِ فِي ٱلْمِسْحِ وَٱلرَّمَادِ.‏ ١٤ وَلِذٰلِكَ،‏ يَكُونُ ٱلْأَمْرُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى صُورَ وَصَيْدُونَ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مِنْهُ عَلَيْكُمَا.‏ ١٥ وَأَنْتِ يَا كَفَرْنَاحُومُ،‏ أَتُرَاكِ تُرْفَعِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟‏ إِلَى هَادِسَ سَتَنْزِلِينَ!‏ ١٦ «مَنْ يَسْمَعْ لَكُمْ يَسْمَعْ لِي.‏ وَمَنْ يَتَجَاهَلْكُمْ يَتَجَاهَلْنِي.‏ وَمَنْ يَتَجَاهَلْنِي يَتَجَاهَلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي».‏

٢٣-‏٢٩ تموز (‏يوليو)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ١٢–‏١٣

‏«انتم اثمن من عصافير دورية كثيرة»‏

‏(‏لوقا ١٢:‏٦‏)‏ أَلَا تُبَاعُ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ بِقِرْشَيْنِ؟‏ وَمَعَ هٰذَا،‏ فَلَا يُنْسَى وَاحِدٌ مِنْهَا أَمَامَ ٱللّٰهِ.‏

ع‌ج‌در لو ١٢:‏٦‏،‏ «الملاحظات»‏

عصافير دورية:‏ ان الكلمة اليونانية سترُوثيون هي صيغة تصغير تعني ايَّ طائر صغير.‏ لكنها غالبا ما اشارت الى عصافير الدوري،‏ ارخص العصافير التي كانت تباع للأكل.‏

‏(‏لوقا ١٢:‏٧‏)‏ بَلْ حَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ كُلُّهَا مَعْدُودَةٌ.‏ فَلَا تَخَافُوا،‏ أَنْتُمْ أَثْمَنُ مِنْ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ كَثِيرَةٍ.‏

ع‌ج‌در لو ١٢:‏٧‏،‏ «الملاحظات»‏

حتى شعور رؤوسكم كلها معدودة:‏ يُعتقد ان هناك ما معدله اكثر من ٠٠٠‏,١٠٠ شعرة في رأس الانسان.‏ وبما ان يهوه يعرف جيدا تفاصيل دقيقة كهذه،‏ فهذا يؤكد انه مهتم جدا بكل فرد من اتباع المسيح.‏

‏(‏لوقا ١٢:‏٧‏)‏ بَلْ حَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ كُلُّهَا مَعْدُودَةٌ.‏ فَلَا تَخَافُوا،‏ أَنْتُمْ أَثْمَنُ مِنْ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ كَثِيرَةٍ.‏

اق ص ٢٤١ ف ٤-‏٥

لا شيء يمكن ان ‹يفصلنا عن محبة اللّٰه›‏

٤ اولا،‏ يعلِّمنا الكتاب المقدس بشكل صريح ان اللّٰه يعتبر كل واحد من خدامه ذا قيمة.‏ مثلا،‏ قال يسوع:‏ «أمَا يُباع عصفوران دوريان بقطعة نقود قيمتها زهيدة؟‏ ومع ذلك لا يسقط واحد منهما على الأرض بدون علم ابيكم.‏ أمَّا انتم فشعر رأسكم نفسه معدود كله.‏ فلا تخافوا:‏ انتم اثمن من عصافير دورية كثيرة».‏ (‏متى ١٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ تأمل في ما عنته هذه الكلمات لسامعي يسوع في القرن الاول.‏

٥ قد نتساءل لماذا يرغب احد في شراء عصفور دوري.‏ والجواب هو ان الدوري في ايام يسوع كان ارخص الطيور التي تُباع للاكل.‏ لاحظ انه بقطعة نقود قيمتها زهيدة،‏ كان الشاري يحصل على عصفورَين دوريَّين.‏ لكنَّ يسوع ذكر لاحقا انه اذا دفع الشخص قطعتَي نقود،‏ لا يحصل على اربعة عصافير دورية بل على خمسة.‏ فالطائر الاضافي كان يُعطى كما لو ان لا قيمة له على الاطلاق.‏ ربما كانت هذه الطيور بلا قيمة في عيون البشر،‏ ولكن ماذا كانت نظرة الخالق اليها؟‏ قال يسوع:‏ «لا يُنسى واحد منها [حتى العصفور الدوري الذي يُعطى مجانا] امام اللّٰه».‏ (‏لوقا ١٢:‏٦،‏ ٧‏)‏ ربما بدأنا الآن نفهم فكرة يسوع.‏ فبما ان العصفور الدوري الواحد له هذه القيمة عند يهوه،‏ فكم بالاكثر هي قيمة الانسان!‏ وكما اوضح يسوع،‏ يعرف يهوه كل تفصيل عنا.‏ حتى شعر رأسنا معدود كله!‏

البحث عن جواهر روحية

‏(‏لوقا ١٣:‏٢٤‏)‏ «اِجْتَهِدُوا بِقُوَّةٍ أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ،‏ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ،‏

ع‌ج‌در لو ١٣:‏٢٤‏،‏ «الملاحظات»‏

اجتهدوا بقوة:‏ او «داوموا على الجهاد بقوة».‏ يشدِّد حض يسوع على الحاجة الى العمل من كل النفس للدخول من الباب الضيق.‏ وفي هذا السياق،‏ تقترح مراجع مختلفة ان تُنقل هذه العبارة الى «اجتهدوا الى اقصى حد؛‏ ابذلوا كل جهد ممكن».‏ ان الفعل اليوناني أَغونيزوماي المستعمل في هذه الآية يرتبط بالكلمة اليونانية أَغون المستخدمة غالبا للاشارة الى المباريات الرياضية.‏ ففي العبرانيين ١٢:‏١‏،‏ تُستعمل هذه الكلمة مجازيا عند الحديث عن «السباق» المسيحي للحياة.‏ وتُستخدم ايضا بمعنى اوسع اذ تُنقل الى «جهاد».‏ (‏في ١:‏٣٠؛‏ كو ٢:‏١؛‏ ١ تي ٦:‏١٢؛‏ ٢ تي ٤:‏٧‏)‏ كما ان صيغا مختلفة للفعل اليوناني المستعمل في لوقا ١٣:‏٢٤ تُنقل الى «يشترك في مباراة» (‏١ كو ٩:‏٢٥‏)‏،‏ ‹يجتهد› (‏كو ١:‏٢٩؛‏ ٤:‏١٢؛‏ ١ تي ٤:‏١٠‏)‏،‏ و ‹يجاهد›.‏ (‏١ تي ٦:‏١٢‏)‏ وبما ان اصل العبارة «اجتهدوا بقوة» مرتبط بالمنافسة في الالعاب الرياضية،‏ يرى البعض ان الجهود التي يشجع يسوع على بذلها تشبه جهود رياضي يناضل بكل قوته ليربح الجائزة.‏

‏(‏لوقا ١٣:‏٣٣‏)‏ إِنَّمَا لَا بُدَّ أَنْ أُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ ٱلْيَوْمَ وَغَدًا وَٱلَّذِي بَعْدَهُ،‏ لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ.‏

ع‌ج‌در لو ١٣:‏٣٣‏،‏ «الملاحظات»‏

لا يجوز:‏ او «لا يُعقل؛‏ من غير الوارد».‏ صحيح ان ما من نبوة في الكتاب المقدس تذكر صراحة ان المسيا سيموت في اورشليم،‏ ولكن يمكن استنتاج هذه الفكرة من دانيال ٩:‏٢٤-‏٢٦‏.‏ ايضا،‏ اذا كان اليهود سيقتلون نبيا،‏ وخصوصا المسيا،‏ فمن المتوقع ان يقتلوه في تلك المدينة.‏ فهي مقر اجتماع محكمة السنهدريم العليا المؤلفة من ٧١ عضوا،‏ وبالتالي فالمتهمون بأنهم انبياء دجالون يحاكَمون فيها.‏ كذلك،‏ ربما كان في بال يسوع ان في اورشليم تُقدَّم الذبائح للّٰه بانتظام وفيها ايضا يُذبح حمل الفصح.‏ وكما تبيَّن لاحقا،‏ تبرهنت صحة كلمات يسوع.‏ فقد مَثَل امام السنهدريم في اورشليم وحُكم عليه.‏ ووراء اسوار هذه المدينة مباشرة،‏ مات بصفته حمل الفصح.‏ —‏ ١ كو ٥:‏٧‏.‏

قراءة الكتاب المقدس

‏(‏لوقا ١٢:‏٢٢-‏٤٠‏)‏ ثُمَّ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «لِهٰذَا أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَا تَحْمِلُوا هَمًّا بَعْدُ مِنْ جِهَةِ نُفُوسِكُمْ مَاذَا تَأْكُلُونَ،‏ أَوْ مِنْ جِهَةِ أَجْسَادِكُمْ مَاذَا تَلْبَسُونَ.‏ ٢٣ فَٱلنَّفْسُ أَعْظَمُ قِيمَةً مِنَ ٱلطَّعَامِ،‏ وَٱلْجَسَدُ أَعْظَمُ قِيمَةً مِنَ ٱللِّبَاسِ.‏ ٢٤ لَاحِظُوا جَيِّدًا أَنَّ ٱلْغِرْبَانَ لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ،‏ وَلَيْسَ لَهَا عَنْبَرٌ وَلَا مَخْزَنٌ،‏ وَٱللّٰهُ يَقُوتُهَا.‏ فَكَمْ أَنْتُمْ بِٱلْحَرِيِّ أَثْمَنُ مِنَ ٱلطُّيُورِ؟‏ ٢٥ مَنْ مِنْكُمْ إِذَا حَمَلَ هَمًّا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى عُمْرِهِ ذِرَاعًا؟‏ ٢٦ فَإِنْ كُنْتُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ٱلْأَصْغَرِ،‏ فَلِمَاذَا تَحْمِلُونَ هَمًّا مِنْ جِهَةِ ٱلْبَاقِي؟‏ ٢٧ لَاحِظُوا جَيِّدًا كَيْفَ تَنْمُو ٱلزَّنَابِقُ.‏ إِنَّهَا لَا تَتْعَبُ وَلَا تَغْزِلُ،‏ وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ:‏ وَلَا سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ تَسَرْبَلَ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.‏ ٢٨ فَإِنْ كَانَ ٱلنَّبْتُ فِي ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي يُوجَدُ ٱلْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي ٱلتَّنُّورِ يَكْسُوهُ ٱللّٰهُ هٰكَذَا،‏ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَكْسُوكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ!‏ ٢٩ فَلَا تَطْلُبُوا بَعْدُ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ،‏ وَلَا تَكُونُوا فِي حَيْرَةٍ وَهَمٍّ.‏ ٣٠ فَهٰذِهِ كُلُّهَا هِيَ مَا تَسْعَى أُمَمُ ٱلْعَالَمِ إِلَيْهَا،‏ وَلٰكِنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هٰذِهِ.‏ ٣١ إِنَّمَا دَاوِمُوا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ،‏ وَهٰذِهِ تُزَادُ لَكُمْ.‏ ٣٢ «لَا تَخَفْ أَيُّهَا ٱلْقَطِيعُ ٱلصَّغِيرُ،‏ لِأَنَّ أَبَاكُمْ رَضِيَ أَنْ يُعْطِيَكُمُ ٱلْمَلَكُوتَ.‏ ٣٣ بِيعُوا مَا تَمْلِكُونَ وَأَعْطُوا صَدَقَةً.‏ اِصْنَعُوا لَكُمْ مَحَافِظَ لَا تَبْلَى،‏ كَنْزًا لَا يَنْفَدُ أَبَدًا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ حَيْثُ لَا يَقْتَرِبُ سَارِقٌ وَلَا يُفْسِدُ عُثٌّ.‏ ٣٤ فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ،‏ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضًا.‏ ٣٥ «لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً،‏ ٣٦ وَكُونُوا أَنْتُمْ مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَعُودُ مِنَ ٱلْعُرْسِ،‏ حَتَّى إِذَا وَصَلَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ حَالًا.‏ ٣٧ يَا لَسَعَادَةِ أُولٰئِكَ ٱلْعَبِيدِ ٱلَّذِينَ مَتَى جَاءَ ٱلسَّيِّدُ وَجَدَهُمْ سَاهِرِينَ!‏ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ.‏ ٣٨ وَإِنْ جَاءَ فِي ٱلْهَزِيعِ ٱلثَّانِي،‏ أَوْ حَتَّى فِي ٱلثَّالِثِ،‏ وَوَجَدَهُمْ هٰكَذَا،‏ فَيَا لَسَعَادَتِهِمْ!‏ ٣٩ وَلٰكِنِ ٱعْلَمُوا هٰذَا،‏ أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ ٱلْبَيْتِ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي ٱلسَّارِقُ،‏ لَظَلَّ سَاهِرًا وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُقْتَحَمُ.‏ ٤٠ فَٱبْقَوْا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ،‏ لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ».‏

٣٠ تموز (‏يوليو)‏–‏٥ آب (‏اغسطس)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ١٤–‏١٦

‏«مثل الابن الضال»‏

‏(‏لوقا ١٥:‏١١-‏١٦‏)‏ ثُمَّ قَالَ:‏ «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ٱبْنَانِ.‏ ١٢ فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لِأَبِيهِ:‏ ‹يَا أَبِي،‏ أَعْطِنِي نَصِيبِي مِنَ ٱلْأَمْلَاكِ›.‏ فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ.‏ ١٣ وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ كَثِيرَةً،‏ جَمَعَ ٱلِٱبْنُ ٱلْأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى بَلَدٍ بَعِيدٍ،‏ وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَا يَمْلِكُ عَائِشًا حَيَاةً خَلِيعَةً.‏ ١٤ وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ،‏ حَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ فِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ،‏ فَٱبْتَدَأَ يَحْتَاجُ.‏ ١٥ حَتَّى إِنَّهُ ذَهَبَ وَٱلْتَحَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ مُوَاطِنِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ،‏ فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ.‏ ١٦ وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنْ قُرُونِ ٱلْخَرُّوبِ ٱلَّتِي كَانَتِ ٱلْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهَا،‏ فَلَا يُعْطِيهِ أَحَدٌ شَيْئًا.‏

ع‌ج‌در لو ١٥:‏١١-‏١٦‏،‏ «الملاحظات»‏

انسان كان له ابنان:‏ ان بعض اوجه مثل الابن الضال مميزة.‏ فهو احد اطول الامثال التي اعطاها يسوع.‏ ومن مزاياه البارزة ايضا الروابط العائلية الموصوفة فيه.‏ ففي امثال اخرى،‏ اشار يسوع غالبا الى اشياء جامدة،‏ مثل الانواع المختلفة من البذار او التربة،‏ او الى العلاقة الرسمية بين سيد وعبيده.‏ (‏مت ١٣:‏١٨-‏٣٠؛‏ ٢٥:‏١٤-‏٣٠؛‏ لو ١٩:‏١٢-‏٢٧‏)‏ اما في هذا المثل،‏ فيسلِّط الضوء على العلاقة الحميمة التي تجمع الاب بأولاده.‏ فكثيرون ممَّن سمعوا هذه الرواية ربما لم يحظوا بوالد لطيف وحنون كهذا.‏ لذا يصوِّر المثل الشعور العميق بالرأفة والمحبة الذي يحس به ابونا السماوي تجاه اولاده الارضيين،‏ سواء بقوا الى جانبه او رجعوا اليه بعد ان ضلوا.‏

اصغرهما:‏ بحسب الشريعة الموسوية،‏ كان الابن البكر ينال نصيبا مضاعفا.‏ (‏تث ٢١:‏١٧‏)‏ لذلك،‏ اذا لم يكن لدى الاب في هذا المثل ابناء آخرون وكان الابن الاكبر هو البكر،‏ فهذا يعني ان نصيب الابن الاصغر من الميراث كان نصف نصيب اخيه.‏

بدَّد‏:‏ ان الكلمة اليونانية المستعملة هنا تعني حرفيا «بعثر (‏في اتجاهات مختلفة)‏».‏ (‏لو ١:‏٥١؛‏ اع ٥:‏٣٧‏)‏ وفي متى ٢٥:‏٢٤،‏ ٢٦‏،‏ تُنقل الى ‹ذرَّى›.‏ وهي تُستعمل في هذه الآية بمعنى التبذير والانفاق بحماقة.‏

حياة خليعة:‏ هناك كلمة يونانية مرتبطة بهذا التعبير تُستعمل بمعنى مشابه في افسس ٥:‏١٨،‏ تيطس ١:‏٦‏،‏ و ١ بطرس ٤:‏٤‏.‏ وبما ان هذا التعبير اليوناني يمكن ان يشمل ايضا فكرة العيش حياة طيش وتبذير،‏ فهو يُنقل احيانا الى «عيشة اسراف».‏

ليرعى خنازير:‏ بما ان الخنازير كانت نجسة بحسب الشريعة،‏ فقد اعتُبر هذا العمل بالنسبة الى شخص يهودي مذلا وحقيرا.‏ —‏ لا ١١:‏٧،‏ ٨‏.‏

قرون الخروب:‏ تمتاز قرون او ثمار الخروب بقشرتها الجلدية اللامعة ولونها البني المائل الى البنفسجي.‏ وانسجاما مع المعنى الحرفي لاسمها باليونانية (‏كِراتيون،‏ «قرن صغير»)‏،‏ فإن شكلها هو مثل قرن معقوف.‏ ولا تزال قرون الخروب تُستعمل كثيرا الى يومنا هذا كطعام للأحصنة والماشية والخنازير.‏ وما يدل على الانحطاط الشديد الذي وصل اليه هذا الشاب هو استعداده ان يأكل طعام الخنازير.‏ —‏ انظر «الملاحظات» حول ليرعى خنازير.‏

‏(‏لوقا ١٥:‏١٧-‏٢٤‏)‏ «وَلَمَّا عَادَ إِلَى رُشْدِهِ قَالَ:‏ ‹كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لِأَبِي يَكْثُرُ عِنْدَهُ ٱلْخُبْزُ،‏ وَأَنَا أَهْلِكُ هُنَا مِنَ ٱلْجُوعِ!‏ ١٨ أَقُومُ وَأُسَافِرُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ:‏ «يَا أَبِي،‏ قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَإِلَيْكَ.‏ ١٩ وَلَا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ٱبْنَكَ.‏ اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ»›.‏ ٢٠ فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ.‏ وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا،‏ أَبْصَرَهُ أَبُوهُ فَأَشْفَقَ عَلَيْهِ،‏ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ.‏ ٢١ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ ٱلِٱبْنُ:‏ ‹يَا أَبِي،‏ قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَإِلَيْكَ.‏ وَلَا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ٱبْنَكَ.‏ اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ›.‏ ٢٢ أَمَّا ٱلْأَبُ فَقَالَ لِعَبِيدِهِ:‏ ‹أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا أَفْضَلَ حُلَّةٍ وَأَلْبِسُوهُ،‏ وَٱجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ وَنَعْلَيْنِ فِي قَدَمَيْهِ.‏ ٢٣ وَأْتُوا بِٱلْعِجْلِ ٱلْمُسَمَّنِ وَٱذْبَحُوهُ،‏ وَلْنَأْكُلْ وَنَسْتَمْتِعْ،‏ ٢٤ لِأَنَّ ٱبْنِي هٰذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ،‏ كَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ›.‏ فَٱبْتَدَأُوا يَسْتَمْتِعُونَ.‏

ع‌ج‌در لو ١٥:‏١٧-‏٢٤‏،‏ «الملاحظات»‏

إليك:‏ او «بمرأى منك».‏ ان حرف الجر اليوناني إِنوپيون،‏ الذي يعني حرفيا «امام؛‏ بمرأى من»،‏ يُستعمل بطريقة مشابهة في السبعينية في ١ صموئيل ٢٠:‏١‏،‏ حيث يسأل داود يوناثان:‏ «اية خطية ارتكبتُ امام ابيك؟‏».‏

أُجرائك:‏ حين عاد الابن الاصغر الى البيت،‏ قرَّر ان يطلب من ابيه ان يقبله كأحد أجرائه لا كابن له.‏ فالاجير لم يكن مثل العبيد جزءا من اهل البيت،‏ بل كان غريبا يُستأجر عادة كل يوم بيومه.‏ —‏ مت ٢٠:‏١،‏ ٢،‏ ٨‏.‏

قبَّله:‏ ان التعبير اليوناني المستعمل هنا مشتق من الفعل فيلِيو الذي يُنقل احيانا الى «قبَّل» (‏مت ٢٦:‏٤٨؛‏ مر ١٤:‏٤٤؛‏ لو ٢٢:‏٤٧‏)‏،‏ لكنه في اغلب الاحيان يحمل المعنى ‹يكنُّ مودة› او ‹عنده مودة›.‏ (‏يو ٥:‏٢٠؛‏ ١١:‏٣؛‏ ١٦:‏٢٧‏)‏ وهو في هذه الآية يتضمن درجة من التشديد او المبالغة.‏ لذا تنقله بعض ترجمات الكتاب المقدس الى «قبَّله بحرارة» او «قبَّله بمودة».‏ وهذه الطريقة الدافئة والودية التي رحَّب بها الاب في المثل بابنه التائب اظهرت انه مستعد ان يقبله من جديد.‏

أُدعى ابنك:‏ تضيف بعض المخطوطات الى لوقا ١٥:‏٢١ هذه العبارة:‏ «اجعلني كأحد أجرائك».‏ لكنَّ الطبعة المنقَّحة من ترجمة العالم الجديد (‏بالانكليزية)‏ تحذفها مستندة الى ادلة من عدة مخطوطات اقدم وأكثر مصداقية.‏ ويرى بعض العلماء ان هذه العبارة اضيفت كي تتوافق الآية مع لوقا ١٥:‏١٩‏.‏

حُلة .‏ .‏ .‏ خاتما .‏ .‏ .‏ نعلين:‏ لم تكن هذه الحلة مجرد قطعة ثياب عادية بل كانت افضل حُلة،‏ ربما ثوبا غنيا بالتطريز كالذي يُقدَّم لضيف شرف.‏ اما وضع خاتم في يد الابن فيُظهر رضى ابيه عليه ومودته تجاهه،‏ اضافة الى الكرامة والاحترام والمكانة التي أُعطيت له.‏ فبما ان العبيد لم يلبسوا عادة الخواتم والنعال،‏ كان الاب يُظهر بكل وضوح ان ابنه مرحَّب به من جديد في العائلة كعضو يتمتع بكل حقوقه.‏

‏(‏لوقا ١٥:‏٢٥-‏٣٢‏)‏ «وَكَانَ ٱبْنُهُ ٱلْأَكْبَرُ فِي ٱلْحَقْلِ.‏ فَلَمَّا جَاءَ وَٱقْتَرَبَ مِنَ ٱلْبَيْتِ،‏ سَمِعَ عَزْفَ آلَاتٍ وَرَقْصًا.‏ ٢٦ فَدَعَا أَحَدَ ٱلْخَدَمِ وَٱسْتَعْلَمَهُ عَمَّا يَكُونُ هٰذَا.‏ ٢٧ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹قَدْ أَتَى أَخُوكَ،‏ فَذَبَحَ أَبُوكَ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ،‏ لِأَنَّهُ ٱسْتَعَادَهُ فِي صِحَّةٍ جَيِّدَةٍ›.‏ ٢٨ وَلٰكِنَّهُ سَخِطَ وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَدْخُلَ.‏ فَخَرَجَ أَبُوهُ وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ.‏ ٢٩ فَأَجَابَ وَقَالَ لِأَبِيهِ:‏ ‹هَا أَنَا أَخْدُمُكَ كَعَبْدٍ سِنِينَ كَثِيرَةً جِدًّا وَلَمْ أَتَعَدَّ وَصِيَّتَكَ قَطُّ،‏ وَمَعَ ذٰلِكَ لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ جَدْيًا لِأَسْتَمْتِعَ مَعَ أَصْدِقَائِي.‏ ٣٠ وَلٰكِنْ مَا إِنْ جَاءَ ٱبْنُكَ هٰذَا ٱلَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ ٱلْعَاهِرَاتِ،‏ حَتَّى ذَبَحْتَ لَهُ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ›.‏ ٣١ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹يَا وَلَدِي،‏ أَنْتَ مَعِي كُلَّ حِينٍ،‏ وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ.‏ ٣٢ وَلٰكِنْ كَانَ يَجِبُ أَنْ نَسْتَمْتِعَ وَنَفْرَحَ،‏ لِأَنَّ أَخَاكَ هٰذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ،‏ وَكَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ›».‏

البحث عن جواهر روحية

‏(‏لوقا ١٤:‏٢٦‏)‏ «إِنْ أَتَى أَحَدٌ إِلَيَّ وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ،‏ بَلْ نَفْسَهُ أَيْضًا،‏ فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.‏

ع‌ج‌در لو ١٤:‏٢٦‏،‏ «الملاحظات»‏

يبغض:‏ في الكتاب المقدس،‏ تحمل كلمة «بغض» عدة معانٍ.‏ فقد تشير الى شعور بالعدائية ترافقه نية خبيثة تدفع الشخص الى الاذية.‏ او قد تعني ان يكره المرء بشدة شخصا او امرا ما او ينفر منه بحيث يتجنب كل ما يربطه به.‏ او يمكن ان تشير بكل بساطة الى المحبة بدرجة اقل.‏ مثلا،‏ حين يُقال ان يعقوب ‹ابغض› ليئة وأحب راحيل،‏ فالمقصود انه احب ليئة اقل مما احب راحيل (‏تك ٢٩:‏٣١‏،‏ الحاشية؛‏ تث ٢١:‏١٥‏)‏،‏ واستعمال كلمة «بغض» بهذا المعنى يرد في كتابات يهودية قديمة اخرى.‏ بناء على ذلك،‏ لم يقصد يسوع ان على اتباعه ان يشعروا بالعدائية او الاشمئزاز تجاه عائلاتهم او انفسهم،‏ اذ ان ذلك يناقض باقي الاسفار المقدسة.‏ (‏قارن مرقس ١٢:‏٢٩-‏٣١ وأفسس ٥:‏٢٨،‏ ٢٩،‏ ٣٣‏.‏)‏ ففي هذا السياق،‏ يمكن نقل التعبير «يبغض» الى «يحب بدرجة اقل».‏

‏(‏لوقا ١٦:‏١٠-‏١٣‏)‏ اَلْأَمِينُ فِي ٱلْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي ٱلْكَثِيرِ،‏ وَٱلْأَثِيمُ فِي ٱلْقَلِيلِ أَثِيمٌ أَيْضًا فِي ٱلْكَثِيرِ.‏ ١١ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي ٱلْمَالِ ٱلْأَثِيمِ،‏ فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى ٱلْمَالِ ٱلْحَقِّ؟‏ ١٢ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ،‏ فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟‏ ١٣ لَا يَسْتَطِيعُ خَادِمُ بَيْتٍ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ،‏ لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ،‏ أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ.‏ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لِلّٰهِ وَلِلْمَالِ».‏

ب١٧/‏٧ ص ٨-‏٩ ف ٧-‏٨

اطلب الغنى الحقيقي

٧ اقرأ لوقا ١٦:‏١٠-‏١٣‏.‏ لَقَدِ ٱتَّخَذَ ٱلْوَكِيلُ ٱلْأَثِيمُ أَصْدِقَاءَ لِمَنْفَعَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ شَجَّعَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَكْسِبُوا صَدَاقَتَهُ وَصَدَاقَةَ يَهْوَهَ لِهَدَفٍ نَبِيلٍ.‏ فَقَدْ شَجَّعَهُمْ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا «ٱلْمَالَ ٱلْأَثِيمَ» لِيُبَرْهِنُوا أَمَانَتَهُمْ لِلّٰهِ.‏

٨ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِنَكُونَ «أُمَنَاءَ فِي ٱلْمَالِ ٱلْأَثِيمِ» هِيَ بِٱلتَّبَرُّعِ لِعَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ مَثَلًا،‏ تَوَقَّفَتْ فَتَاةٌ هِنْدِيَّةٌ عَنْ شِرَاءِ ٱللُّعَبِ وَظَلَّتْ تَجْمَعُ ٱلْمَالَ كَيْ تَتَبَرَّعَ بِهِ لِعَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ وَفِي ٱلْهِنْد أَيْضًا،‏ تَبَرَّعَ أَخٌ يَمْتَلِكُ مَزْرَعَةَ جَوْزِ هِنْدٍ بِكَمِّيَّةٍ كَبِيرَةٍ مِنْهُ إِلَى مَكْتَبِ ٱلتَّرْجَمَةِ بِٱللُّغَةِ ٱلْمَالَيَالَمِيَّةِ.‏ فَهُوَ فَضَّلَ أَنْ يَتَبَرَّعَ بِجَوْزِ ٱلْهِنْدِ كَيْ يُوَفِّرَ عَلَى ٱلْمَكْتَبِ شِرَاءَهُ.‏ لَقَدْ عَمِلَ هٰذَا ٱلْأَخُ بِحِكْمَةٍ فِعْلًا.‏ وَفِي ٱلْيُونَان،‏ يَتَبَرَّعُ ٱلْإِخْوَةُ دَائِمًا لِعَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ بِزَيْتِ ٱلزَّيْتُونِ وَٱلْجُبْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ ٱلْمَوَادِّ ٱلْغِذَائِيَّةِ.‏

قراءة الكتاب المقدس

‏(‏لوقا ١٤:‏١-‏١٤‏)‏ وَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ إِذْ دَخَلَ إِلَى بَيْتِ أَحَدِ رُؤَسَاءِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ فِي ٱلسَّبْتِ لِتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ،‏ كَانُوا يُرَاقِبُونَهُ عَنْ كَثَبٍ.‏ ٢ وَإِذَا أَمَامَهُ إِنْسَانٌ بِهِ ٱسْتِسْقَاءٌ.‏ ٣ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَكَلَّمَ ٱلْمُتَضَلِّعِينَ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ،‏ قَائِلًا:‏ «أَيَحِلُّ ٱلْإِبْرَاءُ فِي ٱلسَّبْتِ أَمْ لَا؟‏».‏ ٤ وَلٰكِنَّهُمْ ظَلُّوا سَاكِتِينَ.‏ فَأَمْسَكَ بِهِ وَشَفَاهُ وَصَرَفَهُ.‏ ٥ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ ٱبْنُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلَا يُخْرِجُهُ حَالًا فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ؟‏».‏ ٦ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُجَاوِبُوا عَنْ هٰذَا.‏ ٧ ثُمَّ كَلَّمَ ٱلْمَدْعُوِّينَ بِمَثَلٍ،‏ إِذْ لَاحَظَ كَيْفَ كَانُوا يَخْتَارُونَ لِأَنْفُسِهِمِ ٱلْأَمَاكِنَ ٱلْأَبْرَزَ،‏ قَائِلًا لَهُمْ:‏ ٨ «مَتَى دَعَاكَ أَحَدٌ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ،‏ فَلَا تَتَّكِئْ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْأَبْرَزِ.‏ فَلَعَلَّهُ كَانَ قَدْ دَعَى آنَذَاكَ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ قَدْرًا،‏ ٩ فَيَأْتِي ٱلَّذِي دَعَاكَ وَدَعَاهُ وَيَقُولُ لَكَ:‏ ‹أَعْطِ ٱلْمَكَانَ لِهٰذَا ٱلرَّجُلِ›.‏ فَحِينَئِذٍ تَنْهَضُ بِخِزْيٍ لِتَشْغَلَ ٱلْمَكَانَ ٱلْأَوْضَعَ.‏ ١٠ بَلْ مَتَى دُعِيتَ،‏ فَٱذْهَبْ وَٱتَّكِئْ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْأَوْضَعِ،‏ حَتَّى إِذَا جَاءَ ٱلَّذِي دَعَاكَ،‏ يَقُولُ لَكَ:‏ ‹يَا صَدِيقُ،‏ ٱرْتَفِعْ إِلَى أَعْلَى›.‏ فَحِينَئِذٍ تَنَالُ كَرَامَةً أَمَامَ كُلِّ ٱلضُّيُوفِ مَعَكَ.‏ ١١ فَكُلُّ مَنْ رَفَعَ نَفْسَهُ وُضِعَ وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِعَ».‏ ١٢ ثُمَّ قَالَ أَيْضًا لِلَّذِي دَعَاهُ:‏ «مَتَى صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً،‏ فَلَا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ وَلَا إِخْوَتَكَ وَلَا أَنْسِبَاءَكَ وَلَا ٱلْجِيرَانَ ٱلْأَغْنِيَاءَ.‏ فَلَعَلَّهُمْ يَدْعُونَكَ هُمْ أَيْضًا فِي ٱلْمُقَابِلِ،‏ فَتَكُونَ لَكَ مُجَازَاةٌ.‏ ١٣ بَلْ مَتَى صَنَعْتَ وَلِيمَةً،‏ فَٱدْعُ ٱلْفُقَرَاءَ وَٱلْكُسْحَ وَٱلْعُرْجَ وَٱلْعُمْيَ،‏ ١٤ فَتَكُونَ سَعِيدًا،‏ لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ مَا يُجَازُونَكَ بِهِ.‏ فَإِنَّكَ تُجَازَى فِي قِيَامَةِ ٱلْأَبْرَارِ».‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة