مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • عالم مليء بالمصيبة
    برج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • عالم مليء بالمصيبة

      لم يعانِ الجنس البشري قط من قبل في التاريخ الكثير من البليّة والظلم والالم الى هذا الحد.‏ فالنكبات اصبحت تقريبا شائعة كالهواء الذي نتنشقه.‏ علَّقت صحيفة واصفة الفترة منذ السنة ١٩١٤:‏ «انها فترة فوق العادة من الفوضى والعنف عبر الحدود الدولية وداخلها على حد سواء.‏»‏

      والمحزن بصورة خاصة هو الميل نحو الاعمال الوحشية غير المضبوطة في الحرب العصرية.‏ لقد اودت حرب سبع سنوات بحياة اكثر من ٠٠٠‏,٢٠ شخص في بلد افريقي صغير واحد.‏ ولقد تخللها خطف واغتصاب واعمال مماثلة.‏ والشيوخ والصغار اصبحوا ضحايا الالغام الارضية ونار القنابل الصاروخية والاعمال الوحشية القبيحة جدا.‏

      عندما ننظر الى المصيبة من وجهة نظر الافراد،‏ تبرز كآ‌بة الحالة بوضوح تام.‏ مثلا،‏ حاولوا ان تضعوا نفسكم مكان امراة،‏ بحضور اولادها،‏ وتحت تهديد السلاح،‏ أُجبرت على الغناء والتصفيق في حين كانت مجموعة من الرجال تقطع زوجها اربا اربا وببط‍ء حتى الموت.‏ فماذا تكون ردة الفعل عندكم؟‏ نعم،‏ هنالك حقا «كرب امم،‏» والفرد يتألم من المصيبة.‏ — لوقا ٢١:‏٢٥‏.‏

      غالبا ما يتجنب المسيحيون الكوارث لسبب محافظتهم على الحياد التام وبقائهم بعيدين عن الاماكن حيث من المحتمل اكثر حدوث العنف.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٦‏)‏ رغم ذلك لا يستطيعون تجنب كل كارثة،‏ وهم يتألمون احيانا كما يتألم الذين هم جزء من العالم.‏ فبواسطة العنف والخداع يقدر الشيطان ابليس ان يسبب الموت المبكر.‏ وبما ان جزءا من الرسالة التي يعلنها شهود يهوه على نطاق عالمي تتضمن تشهيرا لاعمال ابليس،‏ ألا يجب ان نتوقع استعمال الشيطان «سلطان الموت» في محاولة للتخلص من حاملي الرسالة هؤلاء؟‏ ان الاسفار المقدسة تشير الى ذلك.‏ — عبرانيين ٢:‏١٤،‏ ١٥،‏ رؤيا ٢:‏١٠؛‏ ١٢:‏١٢،‏١٧‏.‏

      يواجه المسيحيون آلاما اخرى

      بالاضافة الى المصائب التي تواجه الناس عموما،‏ يجب ان يحتمل أتباع يسوع المسيح الامناء الاضطهاد الذي يأتي عليهم بسبب موقفهم الثابت الى جانب المتسلط الكوني،‏ يهوه اللّٰه،‏ وملكوته.‏ فبعد وصف الحوادث المؤلمة التي تنذر باختتام نظام حكم الانسان تحت سيطرة الشيطان قال يسوع:‏ «حينئذ يسلمونكم ]تلاميذ يسوع[ الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي.‏» واقتبس مرقس كلمات يسوع مضيفا:‏ «وتُجلدون.‏» — متى ٢٤:‏٣،‏ ٧-‏٩،‏ مرقس ١٣:‏٩‏.‏

      نعم،‏ بسبب عزمهم على الكرازة «ببشارة الملكوت هذه» حول الارض في كل الظروف،‏ وجب على شعب يهوه ان يحتملوا محنة الاضطهاد الاضافية — الضرب،‏ الخطر،‏ السجن،‏ وأشكالا اخرى من سوء المعاملة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ لقد قتل المضطهِدون حتى بعض المسيحيين الذين كان «ذنبهم» الوحيد تعليمهم بأن ملكوت اللّٰه هو الرجاء الوحيد للجنس البشري!‏

      قال يسوع:‏ «الذي (‏يحتمل)‏ الى المنتهى فهذا يخلص.‏» (‏مرقس ١٣:‏١٣‏)‏ فهل نستطيع ان نحتمل ولا نستسلم؟‏ هل هنالك اي مصدر للتعزية حتى في اعظم مصيبة؟‏ وهل لدينا امثلة عن اولئك الذين احتملوا؟‏

  • كيف يمكنكم احتمال المصيبة
    برج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • كيف يمكنكم احتمال المصيبة

      ‏«بالاحتمال من جهتكم ستقتنون انفسكم.‏» تلفظ يسوع المسيح بهذه الكلمات عندما اعطى نبوته عن «وقت النهاية.‏» (‏لوقا ٢١:‏١٩‏،‏ ع‌ج،‏ دانيال ١٢:‏٤‏)‏ وفي عبارته تبرز هاتان النقطتان:‏ (‏١)‏ الاحتمال اساسي من اجل انقاذ حياتنا و(‏٢)‏ الاحتمال ممكن.‏

      ولكن كيف يمكنكم الاحتمال؟‏ لنجيب عن هذا السؤال نحتاج اولا الى معرفة لماذا يسمح يهوه باتيان الالم والاضطهاد على خدامه.‏

      الالم والاضطهاد – لماذا؟‏

      السبب الرئيسي هو ان الشيطان تحدى صواب وبر سلطان يهوه.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏١٩‏)‏ ورتَّب يهوه لمواجهة هذا التحدي من اجل اسمه ومن اجل الآخرين.‏

      لقد سمح اللّٰه ايضا بأن يتألم شعبه لمقاصد تَبرهن انها مفيدة جدا لنا اذا نظرنا الى مصيبة كهذه بالطريقة الصائبة.‏ مثلا،‏ اذا احتملنا تحت المحنة المصائب دون استياء نبرهن ان ايماننا هو اصيل،‏ هو نوع الايمان الذي يرضي اللّٰه.‏ (‏١ بطرس ١:‏٦،‏ ٧،‏ عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ ولكن يمكن للبلية ايضا ان تُظهر نقائص الشخصية كالكبرياء ونفاد الصبر ومحبة الراحة.‏ وبمساعدة روح اللّٰه نستطيع التغلب على صفات كهذه ولبس «الشخصية الجديدة» على نحو اكمل.‏ — كولوسي ٣:‏٩-‏١٤‏،‏ ع‌ج.‏

      عبَّر لنا صاحب المزمور جيدا عن هذه النقطة قائلا:‏ «خير لي أني (‏ابتليت)‏ لكي أتعلم فرائضك.‏» (‏مزمور ١١٩:‏٧١‏)‏ فيا لها من طريقة حسنة للنظر الى البلية!‏ دون تذمر او دمدمة.‏ ودون اهتمام اناني بأية خسارة شخصية ربما سبَّبتها البليَّة.‏ وبالاحرى،‏ نجد هنا الادراك الحكيم ان ما سمح يهوه بأن يأتي على صاحب المزمور يمكن ان يساعده على تقدير فرائض يهوه على نحو اكمل.‏ فهل نسمح للالم بأن يكون له تأثير مماثل فينا؟‏

      استفاد الرسول بولس من الضيقة التي اختبرها في مقاطعة آسيا.‏ فهذه المصيبة اولا جعلته يعتمد على يهوه الى حد اكمل.‏ وأكدت ايضا ايمان الرسول بالقيامة،‏ اذ احتمل مشقاته بثقة تامة باللّٰه «الذي يقيم الاموات.‏» (‏٢ كورنثوس ١:‏٨-‏١٠‏)‏ نعم،‏ تمتع بولس بالفوائد لسبب احتماله تحت الالم.‏

      يصح الامر نفسه في اولئك المسيحيين الذين يملكون وجهة نظر صائبة من البليّة اليوم.‏ ففي زيمبابوي،‏ البلد الذي ضُرب مرة بحرب العصابات،‏ انتقلت جماعة لشهود يهوه الى قرية آمنة.‏ ولسبب الحرب فقد كل واحد من الشيوخ الثلاثة المعينين في الجماعة ولدا في الموت.‏ وفضلا عن ذلك،‏ كان الناس المحليون يضعون ضغوطا كبيرة على هؤلاء الآباء المسيحيين لكي يسايروا على حساب ايمانهم بتهدئة الارواح التي قيل بأنها غضبى.‏ فكيف شعر الشيوخ بشأن ذلك؟‏ قال احدهم متحدثا عن الثلاثة:‏ «بينما الامة في حالة حرب نحن ايضا في حالة حرب مع الارواح الشريرة.‏ ولكننا متفوقون على العدو ]اجناد الشر الروحية[ في اننا نملك رجاء،‏ رجاء حيا.‏ فستجري اقامتنا حتى اذا متنا في القتال ما دمنا نموت امناء ليهوه.‏ وسنكون قد هزمنا العدو.‏» ان الرجال الامناء الثلاثة هؤلاء لم يخسروا قط التطلّع الى قوة يهوه للانقاذ.‏ وبملاحظة موقفهم الثابت يجب ان نكون نحن ايضا مقتنعين بأننا نستطيع الاحتمال!‏

      عندما يكون الاضطهاد وحشيا

      قد تسألون،‏ ولكن ما القول اذا كان الاضطهاد وحشيا حيث تُستعمل الاساليب العنيفة للتعذيب؟‏ هل نقدر حتى آنذاك ان نحتمل ولا نضعف في ايماننا؟‏ حسنا،‏ لقد كان باستطاعة المسيحيين الاولين احتمال المعاملة المريعة دون المسايرة على حساب ايمانهم.‏

      وعلى نحو مماثل،‏ اظهر الايمانَ الكاملَ بيهوه بوضوح في وقتنا الحاضر مسيحي يعيش في منطقة ريفية منعزلة في زيمبابوي.‏ ففي احدى المناسبات كان وحيدا لسبب ذهاب زوجته لزيارة ابنتهما المتزوجة.‏ وفجأة دنا منه عدة رجال مسلحين موجهين اليه اتهامات باطلة بسبب موقفه المسيحي.‏ وبعد ضربه بقسوة ربط هؤلاء الرجال بين رجليه قطعا من القرميد متوهجة الحرارة وأكرهوه ايضا على السير على قطع قرميد كهذه.‏ ثم تُرك وحيدا ليموت.‏ ولم تعلم زوجته بالمأزق الذي اصاب زوجها لان التغيير المفاجىء للاوضاع في المنطقة جعل السفر مستحيلا.‏ وأُمر الجيران بعدم مساعدته تحت طائلة العقوبة بالموت.‏ لذلك بقي وحيدا على هذه الحال مدة ثلاثة اشهر كاملة،‏ متوقعا الموت كل يوم.‏

      كان المسيحي المتألم هذا قادرا على سد حاجته من الماء ودقيق الذرة المخزون في بيته.‏ ولكن بسبب سوء المعاملة التي نالها لم يستطع السير.‏ ولذلك عندما نفد الحطب القريب كان عليه ان يحطّم اثاث بيته ويحرقه لطهي الطعام.‏ وصدئت المياه وامتلأت بالديدان.‏ وحروقه استمرت تلتهب.‏

      هذه كانت حالة الاخ عندما استطاعت زوجته اخيرا العودة الى البيت بعد ثلاثة اشهر.‏ تصوروا شعورها وقت مشاهدته!‏ ففي الحال صنعت الترتيبات لادخاله المستشفى.‏ ولفعل ذلك كان عليها ان تأخذه في عربة يد الى اقرب موقف للاوتوبوس،‏ ومن هناك ان تنقله الى البلدة حيث يوجد مستشفى.‏ ترك المستشفى بعد ثلاثة اسابيع وذهب الى منزل ابنته حيث نال المساعدة الروحية والتشجيع من اعضاء جماعة شهود يهوه في تلك المنطقة.‏

      ما الذي ساعد مؤيد ملكوت اللّٰه ذا الولاء هذا ليحتمل المعاملة الوحشية؟‏ لثلاثة اشهر كان وحيدا تماما.‏ وقد توقع الموت كاملا.‏ ومع ذلك عندما سئل عن شعوره خلال تلك المحنة كان جوابه:‏ «شعرت بأن يهوه كان معي كل الوقت.‏» فلم يكن هنالك تذمر ضد مضطهديه او نوح على ما حدث له — بل اقتناع ثابت بأن يهوه لا يتخلى ابدا عن خدامه الامناء.‏ — مزمور ٣٧:‏٢٨‏.‏

      نعم،‏ يقدر المسيحيون ان يحتملوا.‏ انهم يعلمون انه اذا سمح يهوه بالضيق فذلك لقصد جيد،‏ والاحتمال ممكن.‏ ان كلمة اللّٰه واختبارات الآخرين تؤكدان لنا هذا الواقع.‏ (‏متى ٢٤:‏١٣‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ عند احتمال المحن،‏ ألا نحتاج غالبا الى التعزية؟‏ ولكن الى اين يجب الالتفات من اجل تعزية كهذه؟‏

  • مستمدين التعزية من كلمة اللّٰه
    برج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • مستمدين التعزية من كلمة اللّٰه

      يهوه هو «ابو الرأفة واله كل تعزية الذي يعزينا في كل ضيقتنا.‏» (‏٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ لذلك يجب ان نلتفت اليه والى كلمته لكي نتلقى التعزية والسلوان الحقيقيين في اوقات الشدة.‏ — رومية ١٥:‏٤‏.‏

      فان كنا امناء للّٰه،‏ حينئذ لن يتركنا او يتخلّى عنا على الاطلاق.‏ فنستطيع القول واثقين:‏ «الرب معين لي فلا اخاف.‏ ماذا يصنع بي انسان.‏» (‏عبرانيين ١٣:‏٥،‏ ٦،‏ مزمور ٣٧:‏٣٩،‏ ٤٠؛‏ ١٤٥:‏٢٠‏)‏ اذن،‏ بالتاكيد،‏ يلزم ان لا نكون مكتئبين او متثبطين حتى عندما نتألم من بليَّة عظيمة.‏

      كجزء من نبوته العظيمة التي تتم في وقتنا قال يسوع:‏ «وسوف تسلَّمون من الوالدين والاخوة والاقرباء والاصدقاء.‏ ويقتلون منكم.‏ وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي.‏» ولكن بعد ذلك مباشرة اضاف يسوع:‏ «ولكنَّ شعرة من رؤوسكم لا تهلك.‏» (‏لوقا ٢١:‏١٦-‏١٨‏)‏ فكيف يمكن ان يكون هذا؟‏ بسبب القيامة،‏ وهو الرجاء نفسه الذي ثبَّت بولس.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ أليس معزيا ان نعرف انه حتى الموت نفسه لا يستطيع ان يسلب رجاءنا البديع بالمستقبل؟‏

      فكّروا في التعزية التي يمكن لهذا الرجاء وتاكيدات مساعدة اللّٰه ان يجلباها للمسيحيين المضطهدين الذين يتحملون العذاب الجسدي،‏ لاولئك الذين أُقعدوا وشوِّهوا بسبب الاعمال الوحشية،‏ للنساء الورعات اللواتي اغتُصبن،‏ وللآباء الذين فُصلوا عنوة عن اولادهم.‏ نعم،‏ في كلمة يهوه نجد تعابير تعزية وتشجيع كثيرة تستطيع حتى ان تجعلنا نبتهج عندما نكون تحت الضيق.‏ — متى ٥:‏١٠-‏١٢‏.‏

      أبقوا المكافأة في ذهنكم

      عند اختبار المصيبة والبلية تذكروا انه لا يحدث لنا شيء لم يحدث لخدام يهوه الامناء الآخرين.‏ ونستطيع مقاومة محاولات ابليس لجعلنا نكف عن خدمة يهوه ان فعلنا ما حث عليه الرسول بطرس:‏ «قاوموه ]ابليس[ راسخين في الايمان عالمين أنَّ نفس هذه الآلام تُجرى على (‏كامل معشر‏)‏ اخوتكم الذين في العالم.‏» (‏١ بطرس ٥:‏٩‏)‏ نعم،‏ يحتمل مسيحيون آخرون محنا مماثلة من اجل البشارة ويفعلون ذلك دون مسايرة.‏ ونحن نستطيع ان نفعل الشيء نفسه.‏

      يجب ان نلاحظ لا الذين وقفوا ثابتين فقط بل ايضا المكافآ‌ت التي نالوها.‏ مثلاً،‏ اذ صمَّم الشيطان على البرهان ان ايوب يخدم يهوه لمجرد اسباب انانية جلب كارثة تلو الاخرى على رجل اللّٰه هذا.‏ فهلكت اولا حيواناته،‏ ثم خدامه،‏ وحتى اخيرا اولاده العشرة.‏ واذ لم يكتفِ بهذا ضرب الشيطان ايوب «بقرح رديء من باطن قدمه الى هامته.‏» (‏ايوب الاصحاحان ١،‏ ٢‏)‏ فهل كسر ايوب استقامته امام اللّٰه بسبب هذه الكوارث؟‏

      كلا،‏ لم يكسر استقامته.‏ ولكن ماذا عن المكافأة؟‏ لقد اعاد يهوه صحة ايوب،‏ وزاد على كل ما كان له «ضعفا،‏» ووهبه حياة مديدة تمنح الاكتفاء.‏ (‏ايوب ٤٢:‏١٠-‏١٧‏)‏ وبالاضافة الى تلك المكافآ‌ت،‏ هنالك المكافأة العظمى للقيامة بأمل الحياة الابدية على ارض فردوسية.‏ (‏ايوب ١٤:‏١٣-‏١٥‏)‏ بالتأكيد،‏ ان اختبار ايوب يمنح التعزية والقوة للمسيحيين المتألمين اليوم.‏

      ‏«يهوه يساعد»‏

      لاحظوا الآن قضية امرأة مسيحية احتملت سنوات كثيرة من الالم خلال الحرب العالمية الثانية في معسكرات الاعتقال في المانيا.‏ فبالاضافة الى الاحوال المفزعة،‏ والاضطهاد الوحشي،‏ والعوز،‏ فُصلت عنوة عن زوجها وولدها لخمس سنوات غير عارفة بما يحدث لهما.‏ وأخيرا بعد سنوات من الاحتمال الامين اجتمعت ثانية بزوجها وولدها،‏ والثلاثة يخدمون يهوه بأمانة منذ ذلك الحين.‏ لاحظوا تعليقاتها على اختبارها:‏

      ‏«علَّمتني سنواتي في معسكرات الاعتقال الالمانية درسا رائعا.‏ وهو كيف يمكن لروح يهوه ان يقوي كثيرا عندما يكون المرء تحت محنة شديدة!‏ فقبل اعتقالي كنت قد قرأت رسالة اخت تقول فيها بأنه تحت المحنة القاسية يعطي روح يهوه المرء شعورا بالهدوء.‏ اعتقدت انها كانت تبالغ قليلا.‏ ولكن عندما كابدت المحن انا بنفسي علمت بأن ما قالته كان صحيحا.‏ فالامور تحدث فعلا هكذا.‏ ومن الصعب ان تتخيلوها ان لم تختبروها.‏ ومع ذلك فقد حدث الامر لي.‏ ويهوه يساعد.‏»‏

      ألا تعزيكم وتقويكم تلك التعابير؟‏ فبسبب التمسك الراسخ باستقامتها تحت المحنة تنظر هذه المرأة المسيحية مع عائلتها الى تحقيق رجائها بالحياة الابدية.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٥‏)‏ فيا لها من مكافأة عظيمة للامانة!‏

      وكيف شعر اخونا الحبيب بولس بعد اختباره المحن لسنوات؟‏ هل تثبط؟‏ اغتم؟‏ اكتأب؟‏ لا ابدا!‏ فقد كان واثقا مفعما بالرجاء،‏ مسرورا باحتماله.‏ «قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان،‏» قال بولس.‏ «وأخيرا قد وضع لي اكليل البرّ الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديّان العادل.‏» (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ لقد استمر بولس في مسلكه دون تردد ونال مكافأته السماوية.‏ (‏فيلبي ٣:‏٤-‏١٤‏)‏ ومن لا يعزيه مثل جيد كهذا؟‏ فلنحتمل المصيبة على نحو مماثل،‏ ولنستمد التعزية من الاسفار المقدسة،‏ ولنبقَ اولياء لالهنا المحب،‏ يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة