مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل هنالك اية فائدة من الالم؟‏
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • هل هنالك اية فائدة من الالم؟‏

      عند مواجهة الالم الشديد يصير اناس كثيرون قساة.‏ والآخرون اذ يمرّون باختبار مماثل او حتى اسوأ يصيرون اكثر رأفة ورقة في مشاعرهم تجاه رفقائهم البشر.‏ وعلى نحو مماثل،‏ هنالك اولئك الذين ينكرون وجود اللّٰه عندما يخضعون للمشقات المطوَّلة،‏ فيما يعاني آخرون محنا قاسية بايمان غير متزعزع بالكلي القدرة.‏ فلماذا ذلك؟‏

      غالبا ما يصير الناس قساة ويخسرون الايمان لانهم يعتبرون انفسهم ذوي اهمية اكثر مما ينبغي ويفشلون في الادراك انهم بشر خطاة عائشون في عالم يتجاهل شريعة اللّٰه.‏ وهم ينسبون على نحو خاطئ الى الكلّي القدرة الامور الرديئة التي يجب لوم البشر عليها.‏ ولذلك لا يتعلمون شيئا مفيدا من المصاعب،‏ وبعد اختبار الفرج قد يُظهرون ايضا ميزات للشخصية غير مرغوب فيها اكثر منه سابقا.‏

      ولكي لا يحدث ذلك لنا يجب ان نبذل جهدا خصوصيا لنستفيد من ايّ شيء قد يحل بنا.‏ وهذا يتطلب امتلاك نظرة صائبة الى الالم البشري.‏ ان سفر المراثي للكتاب المقدس هو الاكثر عونا في وضع هذه القضية في المنظور الملائم.‏

      حافظوا على الرجاء

      يتألف السفر عينه من خمس قصائد ترثي او تنوح على الدمار الرهيب الذي حلّ باورشليم على ايدي البابليين.‏ وفي القصيدة الثالثة من هذه القصائد يسكب النبي ارميا مدفوعا بروح اللّٰه مشاعره القوية،‏ ناقلا اياها الى كامل الامة في صورة رجل جبار.‏ (‏مراثي ٣:‏١‏،‏ ع‌ج)‏ ورغم ان ارميا تألم مع الامة بكاملها،‏ لم يجعله الاختبار مر النفس.‏ لقد تطلع بأمل الى الوقت الذي يكون فيه رضى اللّٰه ثانية على شعبه وقبِل ما حلّ بالامة بصفته تنفيذا عادلا للدينونة الالهية.‏

      ان رجاء الانقاذ المقبل قوَّى ارميا.‏ نقرأ:‏ «(‏نفسك [يهوه ذاته] تذكر ذكرا وتنحني عليَّ)‏.‏ اردِّد هذا في قلبي.‏ من اجل ذلك ارجو.‏» (‏مراثي ٣:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ لم يكن هنالك شك في فكر ارميا ان يهوه سينظر اخيرا برضى الى شعبه التائب.‏ صحيح انه جرى اذلالهم جدا في هزيمة تامة.‏ ولكنّ يهوه كان كما لو انه سينحني من مركزه السماوي العالي،‏ رافعا اياهم من حالتهم المنحطة.‏ وبهذه الفكرة استطاع ارميا ان يريح قلبه وينتظر بصبر حتى يعمل يهوه من اجل شعبه التائب.‏

      ولذلك،‏ فيما نخضع لاختبار موجع،‏ لا يجب ان نتخلى عن الرجاء.‏ ويجب ان نذكر ان المحن لها بداية وايضا نهاية.‏ فلن يسمح العلي ابدا بأن يتألم خدامه الامناء الى زمن غير محدَّد مع اولئك الذين ليسوا شعبه المتعبد.‏ ولهذا السبب يجب ان ننتظر بصبر حتى يجلب يهوه بعض الراحة.‏

      وواقع كون الشخص لا يزال حيا يجب ان يعطيه سببا للرجاء.‏ وقديما في زمن ارميا خربت مدينة اورشليم وارض يهوذا،‏ وكثيرون من الاسرائيليين هلكوا.‏ ومع ذلك بقي هنالك ناجون.‏ وهذا اعطى تأكيدا لرحمة اللّٰه المستمرة على شعبه.‏ نقرأ:‏ «انه من (‏لطف يهوه الحبي)‏ اننا لم نفنَ.‏ لان مراحمه لا تزول.‏ هي جديدة في كل صباح.‏ كثيرة امانتك.‏ نصيبي هو الرب قالت نفسي.‏ من اجل ذلك ارجوه.‏» —‏ مراثي ٣:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

      لولا لطف اللّٰه الحبي واهتمامه الرؤوف بشعبه لما بقي ناجون بين الاسرائيليين.‏ ولكنّ يهوه اللّٰه اظهر الرحمة.‏ ولذلك كانت تعابير رحمته ستستمر في التدفق نحو شعبه،‏ متجددة كل صباح.‏ وواقع كون امانة يهوه كثيرة اكَّد ان مراحمه يمكن الاعتماد عليها.‏ فهي ثابتة وليست ضعيفة او غير مجدية ابدا.‏ وبما ان العلي بقي نصيب او ميراث شعبه فقد كان لديهم سبب وجيه للاستمرار في انتظار انقلاب الظروف الصعبة التي سمح بأن يمروا بها بسبب عدم امانتهم.‏

      كيفية الانتظار بصبر

      وماذا يجب ان يميز مثل هذا الانتظار؟‏ يجيب سفر المراثي:‏ «طيب هو الرب للذين يترجّونه للنفس التي تطلبه.‏ جيد ان ينتظر الانسان ويتوقّع بسكوت خلاص الرب.‏ جيد للرجل ان يحمل النير في صباه.‏ يجلس وحده ويسكت لانه قد وضعه عليه.‏ يجعل في التراب فمه لعلّه يوجد رجاء.‏ يعطي خدّه لضاربه.‏ يشبع عارا.‏» —‏ مراثي ٣:‏٢٥-‏٣٠‏.‏

      لاحظوا انه خلال وقت حزن كهذا يجب ان يستمر الفرد في التطلّع برجاء الى اللّٰه من اجل الراحة وان يقترب اليه اكثر ويجب ان يرغب الشخص في ان يكون صبورا،‏ منتظرا بسكوت او دون تشكٍّ حتى يجلب الكلي القدرة الانقاذ او الخلاص.‏ وتعلُّم الشخص ان يحمل نير الالم على هذا النحو في الحداثة مفيد جدا.‏ ولماذا؟‏ لان ذلك يجعل اسهل عليه بكثير ان يخضع لاختبار كهذا لاحقا في الحياة دون ان يخسر الرجاء.‏ واذ يعرف انه قد عانى مشقات كبيرة قبلًا يملك اساسا للرجاء انه سيتمكن من ذلك ثانية.‏

      والآن عندما يوضع على الشخص نير من الالم لا يجب ان يجول معبِّرا عن تشكياته.‏ كلا،‏ يجب ان يجلس وحده،‏ كما يفعل الشخص في المناحة،‏ ويبقى ساكتا.‏ يجب ان يضطجع متمددا،‏ وفمه يلامس التراب.‏ وهذا يعني انه يجب ان يذعن بتواضع للمحن التي يسمح له اللّٰه باحتمالها،‏ ويجب ان يتطلّع برجاء الى الانقاذ الآتي.‏ ولا يجب ان يقوم ثائرا على مضطهِديه بل ان يحتمل بصبر الاساءة الجسدية والكلامية.‏ وهذا يذكِّرنا بالطريقة التي تصرف بها يسوع المسيح.‏ يخبر سجل الكتاب المقدس:‏ «الذي اذ شُتم لم يكن يشتم عوضا واذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل.‏» —‏ ١ بطرس ٢:‏٢٣‏.‏

      والنقطة الحيوية الاخرى التي يجب تذكّرها عند اختبار الالم هي ان اللّٰه لا يرضى بالاشياء الكريهة التي قد يفعلها البشر.‏ ولكنّ العلي يسمح بحدوث امور معيَّنة بقصد جيد امامه.‏ ويجري التعبير عن ذلك جيدا بالكلمات التالية من سفر المراثي:‏ «لانّ السيد لا يرفض الى الابد.‏ فانه ولو احزن يرحم حسب كثرة مراحمه.‏ لانه لا يُذل من قلبه ولا يُحزن بني الانسان.‏ أن يدوس احد تحت رجليه كل اسرى الارض أن يحرِّف حق الرجل امام وجه العلي أن يقلب الانسان في دعواه السيد لا (‏يرضى)‏.‏» —‏ مراثي ٣:‏٣١-‏٣٦‏.‏

      في حالة الاسرائيليين غير الامناء سمح يهوه اللّٰه بأن يخضعوا لاختبار مريع على ايدي البابليين.‏ لقد رفضهم الى حد السماح بأخذهم الى السبي.‏ ولكن كان ذلك بقصد جيد امامه،‏ اي لانتاج بقية تائبة بين الناجين وذريتهم.‏ ولهذه البقية كان يهوه سيظهر الرحمة.‏ فلم يسرّ الكلي القدرة بمعاقبة الاسرائيليين.‏ ولم تكن رغبة قلبه ان يسبب لهم الحزن والالم بتسليمهم لايدي اعدائهم.‏ ويهوه لم يؤيِّد المعاملة الفظيعة التي عاملوا بها شعبه.‏ ولم ينظر بقبول الى الناس الذين ظلموا اسرى الحرب،‏ اولئك الذين انكروا على الرجل حقوقه الممنوحة من اللّٰه،‏ واولئك الذين رفضوا اقامة العدل في دعوى قضائية.‏

      ووفقا لذلك،‏ عندما نتألم على ايدي البشر،‏ لا يجب ان نلوم اللّٰه على الاخطاء التي يرتكبها البشر.‏ فالعلي لا يرضى بظلمهم وعنفهم.‏ وأخيرا سيكونون ملزمين باعطاء حساب له عن اعمالهم الخاطئة.‏

      ثم ان الناس ايضا قد يجلبون الالم على انفسهم.‏ فالاسرائيليون غير الامناء تحوَّلوا عن يهوه اللّٰه،‏ رافضين عنايته الوقائية.‏ وحينئذ،‏ بالصواب،‏ هجرهم امام اعدائهم.‏ ولذلك لم يكن لديهم اساس للتشكي في ما يتعلق بما حلّ بهم.‏ ويجري التشديد على ذلك في السؤال:‏ «لماذا يشتكي الانسان الحيّ الرجل من قصاص خطاياه.‏» (‏مراثي ٣:‏٣٩‏)‏ وعوضا عن التشكي،‏ كان يجب على الاسرائيليين ان يرجعوا بتوبة الى يهوه،‏ متوسلين اليه طلبا الرحمة.‏ نقرأ:‏ «لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع الى الرب.‏ لنرفع قلوبنا وايدينا الى اللّٰه في السموات نحن اذنبنا وعصينا.‏» —‏ مراثي ٣:‏٤٠-‏٤٢‏.‏

      نعم،‏ لم يكن ذلك وقت دمدمة وتشكٍ.‏ فقد كان وقتا للنظر بانتباه الى طرقهم،‏ مسلك حياتهم او سلوكهم،‏ وللتأمل في ما كانت عليه النتيجة.‏ فعوض الاستمرار في طرقهم لضررهم،‏ كان يجب ان يرجعوا الى يهوه ويطيعوا وصاياه.‏ وتعابير التوبة الخارجية،‏ مجرد رفع الايدي في الصلاة،‏ لم تكن كافية.‏ فكانت تلزم توبة قلبية عن الذنوب.‏

      ولذلك،‏ عند الخضوع للالم،‏ يجب ان ننظر الى مسلك حياتنا.‏ فهل جلبنا المشاكل على انفسنا بتجاهلنا شريعة اللّٰه؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ ليس لدينا اساس للوم العلي.‏ وبالاحرى،‏ يجب ان نُظهر اننا استفدنا من التأديب المؤلم بالتخلي عن المسلك الخاطئ والرجوع الى اللّٰه بتوبة.‏ واذا حاولنا ان نحيا حياة مستقيمة،‏ ومع ذلك اختبرنا الالم،‏ لا يجب ان ننسى ان ما قد يفعله البشر الاشرار لنا ليس ما يرضى به اللّٰه.‏ وفي غضون ذلك يجب ان نذعن بتواضع لمحننا،‏ منتظرين بصبر ودون تشكٍ حتى يجلب يهوه الراحة.‏ واذا طبقنا مشورة كلمة اللّٰه عند مواجهة الالم سننتفع.‏ وسنتعلم الصبر والاحتمال والاتكال الكلّي على يهوه.‏ ولن نقتدي ابدا بالطرق الكريهة للناس الظالمين،‏ بل سنستمر في التحلي باللطف والرأفة نحو الرفقاء البشر.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

      ارميا،‏ الذي ألَّف المراثي،‏ استطاع ان يكتب من الاختبار عن الالم

  • ‏«مستقيما في دينه»‏
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • ‏«مستقيما في دينه»‏

      فيما كانت الدوائر الحكومية مساعِدة جدا في مشروع بناء لجمعية برج المراقبة في نيجيريا،‏ حاول بعض الصحف والقادة الدينيين اثارة المتاعب لشهود يهوه حول قضية الحياد.‏ ولكنّ مراسلين صحفيين آخرين قدَّموا المديح.‏ وسأل احد الكتّاب،‏ وهو محامٍ،‏ عما اذا كان شهود يهوه «يَظهرون غير وطنيين حقا.‏» واذ اعطى جوابه الخاص قال:‏ «الشهود هم مواطنون يدفعون الضرائب ويطيعون القانون.‏ وايّ.‏ .‏ .‏ شاهد يمكن ان يكون مستقيما في دينه الى حد اطاعته اياه رغم خطر خسارة بعض الامتيازات يكون مستقيما على نحو مساوٍ في معظم الامور الاخرى.‏ .‏ .‏ وسبب رفضه سرقة اموال الحكومة فيما رفقاؤه الآخرون.‏ .‏ .‏ ينشدون النشيد الوطني ومع ذلك يختلسون الاموال هو ان كتابه المقدس الذي يطلب منه ان لا ينشد النشيد الوطني قال ايضا انه لا يجب ان يسرق.‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة