مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الثقة في عالم ناقص
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • الثقة في عالم ناقص

      ‏«لست افعل الصالح الذي اريده بل الشر الذي لست اريده فإياه افعل.‏» هل تجدون ان هذا يصحّ فيكم؟‏ تشجّعوا بالمعرفة ان الرسول بولس كانت لديه المشكلة عينها؛‏ إلا انه كان رجلا بارزا في استقامته المسيحية.‏ أليس هذا تناقضا؟‏ في رسالته الى المسيحيين رومية،‏ في حلل بولس المشكلة:‏ «فإن كنت ما لست اريده اياه افعل فلست بعد افعله انا بل الخطية الساكنة فيّ.‏» الى اية خطية يشير،‏ وكيف تغلّب عليها ليكون رجلا مستقيما؟‏ —‏ رومية ٧:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      كتب بولس قبل ذلك في رسالته:‏ «بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع.‏» و‹الانسان الواحد› كان آدم.‏ (‏رومية ٥:‏١٢،‏ ١٤‏)‏ والخطية الآدمية —‏ خطية الانسان الاول،‏ آدم —‏ هي سبب النقائص المتأصّلة في الجنس البشري وهي سبب جوهري يجعل المحافظة على الاستقامة تحدّيا حقيقيا.‏

      ان رأي بولس في «الخطية الاصلية،‏» كما كانت تُدعى،‏ لا يقبله كثيرون اليوم لأن رواية الخلق في الكتاب المقدس مرفوضة في الحلقات اللاهوتية،‏ وذلك لمصلحة نظريات التطور.‏ وثمة تعليق حديث على رومية ٥:‏١٢-‏١٤ يعبّر عن ذلك كما يلي:‏ «لقد نبذ العلماء المقطع كله.‏» ولكن منذ مئة سنة،‏ كانت التعليقات على الكتاب المقدس تشرح بثبات انه «عندما اخطأ آدم .‏ .‏ .‏ لوَّث كل ذريته بتلك الخطية وعواقبها.‏»‏a

      الفقدان الاول للاستقامة

      تماما كما ينكر كثيرون اليوم وجود آدم،‏ الانسان الاول،‏ يُرفَض ايضا الشيطان ابليس بصفته اسطورة من الاساطير.‏b ولكنّ مرجعا بارزا،‏ يسوع المسيح،‏ يخبرنا ان الشيطان «لم يثبت في الحق،‏» وبكلمات اخرى،‏ لم يكن اهلا للثقة.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ وكان بتحريض من الشيطان ان آدم وزوجته حواء تمرّدا على يهوه وكسرا استقامتهما تحت الامتحان.‏ —‏ تكوين ٣:‏١-‏١٩‏.‏

      ولأننا جميعا متحدّرون من آدم،‏ نرث جميعا الميل الى الخطية.‏ ذكر الرجل الحكيم سليمان:‏ «لا انسان صدّيق في الارض يعمل صلاحا ولا يخطئ.‏» (‏جامعة ٧:‏٢٠‏)‏ ولكن يستطيع ايّ انسان ان يكون اهلا للثقة.‏ وكيف يمكن ذلك؟‏ لأنه لا حاجة الى ان يكون الانسان كاملا ليحافظ على الاستقامة.‏

      اساس الاستقامة

      ارتكب داود ملك اسرائيل خطايا كثيرة شملت زناه مع بثشبع المدعوم جيدا بالوثائق.‏ (‏٢ صموئيل ١١:‏١-‏٢٧‏)‏ وضعفات داود الكثيرة ابرزت انه كان بعيدا كل البُعد عن الكمال.‏ ولكن ماذا رأى يهوه في هذا الانسان؟‏ قال يهوه،‏ مخاطبا سليمان بن داود:‏ ‹اسلك امامي كما سلك داود ابوك بسلامة [‏‏«استقامة،‏» ع‌ج‏] قلب.‏›‏ (‏١ ملوك ٩:‏٤‏)‏ فعلى الرغم من اخطاء داود الكثيرة،‏ ادرك يهوه انه اهل للثقة من حيث الاساس.‏ لماذا؟‏

      قدّم داود الجواب عندما قال لسليمان:‏ «الرب يفحص جميع القلوب ويفهم كل تصورات الافكار.‏» (‏١ أخبار الايام ٢٨:‏٩‏)‏ لقد ارتكب داود الاخطاء،‏ ولكنه كان متواضعا،‏ وأراد ان يفعل الصواب.‏ وكان دائما يقبل التوبيخ والتقويم —‏ وفي الواقع،‏ كان يلتمسهما.‏ كان يطلب:‏ «جرّبني يا رب وامتحنّي.‏ صفِّ كليتيّ وقلبي.‏» (‏مزمور ٢٦:‏٢‏)‏ وقد تنقّى داود.‏ والضغوط التي نتجت من خطيته مع بثشبع،‏ مثلا،‏ دامت حتى نهاية حياته.‏ غير انّ داود لم يحاول قط ان يبرر اثمه.‏ (‏٢ صموئيل ١٢:‏١-‏١٢‏)‏ والاهم من ذلك هو انه لم يحِد قط عن العبادة الحقة.‏ من اجل ذلك،‏ وبسبب ندم داود وتوبته القلبيين الاصيلين،‏ كان يهوه مستعدا لغفران خطاياه وقبوله كرجل مستقيم.‏ —‏ انظروا ايضا المزمور ٥١‏.‏

      شخص اهل للثقة تحت الامتحان

      جرّب الشيطان ابليس يسوع محاولا كسر استقامته.‏ وكان عليه ان يحافظ على استقامته وسط الصعوبات والالم،‏ بخلاف آدم الذي امتُحنت طاعته كإنسان كامل عندما طُلب منه فقط ان يطيع الشريعة الالهية.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانت تثقِل يسوع المعرفة ان فداء العائلة البشرية كان يعتمد على استقامته.‏ —‏ عبرانيين ٥:‏٨،‏ ٩‏.‏

      وإذ كان الشيطان مصمّما على كسر استقامة يسوع،‏ اقترب منه عندما كان يسوع في اضعف حالاته —‏ بعدما قضى ٤٠ يوما يتأمل ويصوم في البرية.‏ وقد جرّب يسوع ثلاث مرات —‏ بأن يحوِّل الحجارة الى خبز؛‏ ان يقفز من على جناح الهيكل،‏ مفترضا ان تدخُّل الملائكة سينقذه،‏ معطيا بذلك آية عجائبية تثبت انه المسيّا؛‏ وأن يقبل الحكم على كل ممالك هذا العالم مقابل ‹السجود› مرة واحدة للشيطان.‏ لكنّ يسوع رفض كل تجربة،‏ محافظا على استقامته امام يهوه.‏ —‏ متى ٤:‏١-‏١١؛‏ لوقا ٤:‏١-‏١٣‏.‏

      استقامة ايوب

      ان موقف ايوب كمحافظ على الاستقامة تحت الامتحان شهير جدا.‏ وما يثير الاهتمام هو ان ايوب لم يفهم لماذا حلّت به الكارثة.‏ فأيوب لم يكن يعرف ان الشيطان نسب اليه دوافع خاطئة،‏ زاعما انه يخدم اللّٰه لاسباب انانية ومدّعيا انه كان مستعدا لكسر استقامته في سبيل تخليص نفسه.‏ وقد سمح اللّٰه بأن يمرّ ايوب ببعض التجارب العسيرة لكي يُظهر ان الشيطان على خطإ.‏ —‏ ايوب ١:‏٦-‏١٢؛‏ ٢:‏١-‏٨‏.‏

      ودخل مسرح الاحداث ثلاثة اصدقاء مزيّفين.‏ فشوّهوا عمدا مقاييس اللّٰه ومقاصده.‏ وحتى زوجة ايوب،‏ التي عجزت ايضا عن فهم القضية،‏ لم تشجّع زوجها في ذروة ضيقته.‏ (‏ايوب ٢:‏٩-‏١٣‏)‏ لكنّ ايوب ثبت.‏ «حتى اسلم الروح لا اعزل كمالي [«استقامتي،‏» ع‌ج‏] عني.‏ تمسَّكتُ ببري ولا ارخيه.‏ قلبي لا يعيِّر يوما من ايامي.‏» —‏ ايوب ٢٧:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ان مثال ايوب الرائع،‏ وكذلك استقامة كثيرين غيره من الرجال والنساء الامناء،‏ كما هو مسجّل في الكتاب المقدس،‏ اثبتا ان الشيطان كاذب.‏

      الاستقامة والخدمة المسيحية

      هل الاستقامة صفة يقدّرها يهوه لمجرد اكتفائه الخاص؟‏ كلا.‏ فقيمة الاستقامة جوهرية لنا نحن البشر.‏ ولخيرنا حثّنا يسوع على ‹محبة الرب الهنا من كل قلبنا ومن كل نفسنا ومن كل فكرنا.‏› حقا،‏ هذه هي «الوصية الاولى والعظمى،‏» ويجب ان يتحلّى الرجل،‏ المرأة،‏ او الولد بالاستقامة ليحفظها.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٦-‏٣٨‏)‏ فماذا يشمله ذلك،‏ وما هي المكافآ‌ت؟‏

      ان الرجل المستقيم يمكن الوثوق به ليس فقط من قِبَل رفيقه الانسان بل،‏ اهم من ذلك،‏ من قِبَل اللّٰه.‏ ونقاوة قلبه تُرى بأفعاله؛‏ انه عديم الرياء.‏ وهو ليس ملتويا او فاسدا.‏ والرسول بولس يعبّر عن الامر بهذه الطريقة:‏ «قد رفضنا خفايا الخزي غير سالكين في مكر ولا غاشين كلمة اللّٰه بل بإظهار الحق مادحين انفسنا لدى ضمير كل انسان قدام اللّٰه.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٢‏.‏

      لاحظوا ان بولس يذكر المواقف التي تتعلق بالخدمة المسيحية.‏ فكيف يمكن ان يخدم الخادم المسيحي الآخرين اذا كانت يداه غير نقيتين،‏ اذا لم يكن مستقيما؟‏ يتّضح ذلك في قضية رئيس رهبنة ايرلندية استقال مؤخّرا.‏ فقد اعترف بحسب صحيفة ذي إندِيپندنت (‏بالانكليزية)‏،‏ انه «سمح لكاهن مضاجع اولاد بأن يستمر في العمل مع الاولاد لوقت طويل بعدما عُرف امر اساءته الى الاولاد.‏» وأوضحت الرواية ان الاساءة استمرت اكثر من ٢٤ سنة.‏ وقد سُجن الكاهن اربع سنوات،‏ ولكن فكِّروا في الالم الذي حلّ بالاولاد الذين اعتدى عليهم خلال تلك السنوات لأن المسؤول عنه كانت تنقصه الاستقامة الادبية لاتّخاذ الاجراء اللازم!‏

      الاستقامة —‏ المكافآ‌ت

      كان الرسول يوحنا رجلا لا يهاب شيئا.‏ وبسبب حماسته وحماسة اخيه يعقوب المتَّقدة،‏ دعاهما يسوع «ابنَي الرعد.‏» (‏مرقس ٣:‏١٧‏)‏ ويوحنا،‏ الذي كان بارزا في استقامته،‏ اوضح هو وبطرس للقادة اليهود انه ‹لا يمكنه ان لا يتكلم› بما رآه وسمعه عندما كان مع يسوع.‏ وكان يوحنا ايضا احد الرسل الذين قالوا:‏ «ينبغي ان يُطاع اللّٰه اكثر من الناس.‏» —‏ اعمال ٤:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ٥:‏٢٧-‏٣٢‏.‏

      ويبدو ان يوحنا كان في اواخر تسعيناته عندما نُفي الى جزيرة بطمس «من اجل كلمة اللّٰه ومن اجل شهادة يسوع المسيح.‏» (‏رؤيا ١:‏٩‏)‏ ولعله ظنّ نظرا الى سنه ان خدمته قد انتهت.‏ ولكنَّ تعيين كتابة الرؤيا المثيرة لسفر الرؤيا لا يمكن ان يوكل إلا الى رجل يتحلّى بمثل استقامته.‏ وكان يوحنا امينا في هذا الخصوص.‏ فكم كان هذا امتيازا له!‏ وكان المزيد سيأتي.‏ فلاحقا،‏ في جوار افسس كما يبدو،‏ كتب رواية انجيله ورسائله الثلاث.‏ فيا لها من امتيازات عظيمة كلَّلت ٧٠ سنة من الخدمة الامينة،‏ الجديرة بالثقة!‏

      ان كون المرء مستقيما بشكل عام يمنح شعورا عميقا بالاكتفاء.‏ وكونه اهلا للثقة في نظر اللّٰه يجلب مكافآ‌ت ابدية.‏ واليوم،‏ يستعد «جمع كثير» من العباد الحقيقيين لدخول عالم جديد من السلام والانسجام،‏ برجاء الحياة الابدية.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩‏)‏ ويجب ان تُرفَّع الاستقامة في مسألتَي الآداب والعبادة الحيويتين،‏ رغم المحن في نظام الاشياء هذا،‏ والتحديات الكثيرة التي قد يجلبها الشيطان.‏ وكونوا واثقين انه بالقوة التي يمنحها يهوه،‏ يمكنكم ان تنجحوا!‏ —‏ فيلبي ٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏.‏

      وإذ يتكلم المرنم الملهم داود عن الحاضر والمستقبل على السواء،‏ يطمئننا جميعا عندما يقول في صلاة شكر الى يهوه:‏ «أما انا فبكمالي [«استقامتي،‏» ع‌ج‏] دعمتَني وأقمتَني قدامك الى الابد.‏ مبارك الرب .‏ .‏ .‏ آمين فآ‌مين.‏» —‏ مزمور ٤١:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a التعليق في العهد الجديد لربنا ومخلصنا يسوع المسيح،‏ بحسب الترجمة القانونية،‏ مع تعليق مختصَر لعدد من المؤلِّفين (‏بالانكليزية)‏.‏

      b الاسم شيطان يعني «مقاوما.‏» و«ابليس» يعني «مفتريا.‏»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      برهن داود انه اهل للثقة رغم اخطائه

      ‏[الصورة في الصفحة ٥]‏

      ترك لنا يسوع اروع مثال لمَن هو اهل للثقة

      ‏[الصور في الصفحة ٧]‏

      كون المرء اهلا للثقة يجلب اكتفاء عظيما

  • ‏‹نحن بحاجة الى اشخاص امناء›‏
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • ‏‹نحن بحاجة الى اشخاص امناء›‏

      الامانة نادرة الوجود في العالم اليوم.‏ لكنّها مطلب اساسي للمسيحيين.‏ كتب بولس:‏ ‹نرغب ان نتصرف حسنا في كل شيء.‏› (‏عبرانيين ١٣:‏١٨‏)‏ وهذا ما ارادت ان تفعله ڤيلما،‏ شاهدة ليهوه في فاينزا،‏ ايطاليا.‏ تروي صحيفة إل رستو دل كارلينو (‏بالايطالية)‏ انها عندما عثرت على محفظة تحتوي على مبلغ كبير من المال خارج سوپرماركت في مدينتها،‏ سلّمتها الى الشرطة «دون تردُّد» لكي تُعاد الى صاحبها.‏ عندما سمع المحافظ بما جرى،‏ ارسل على الفور كلمة شكر وجيزة الى ڤيلما.‏ كتب:‏ «باسم المدينة اشكرك عميق الشكر على عملك الممتاز.‏ فمدينتنا العريقة فاينزا بحاجة الى اشخاص صالحين وأمناء.‏» سواء صارت الاعمال الصالحة معروفة او لا،‏ ينبغي ان نجاهد دائما لنكون امناء.‏ وكما تحثّ الاسفار المقدسة:‏ «اننا نحرص على النزاهة لا امام الرب فقط،‏ بل امام الناس ايضا.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٨:‏٢١‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة