مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • مساعدة الناس على الاقتراب الى يهوه
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • المسيح.‏ وكبشر ناقصين،‏ لا يمكننا ان نحصل على هذه العلاقة السلمية مع اللّٰه إلّا بواسطة ابنه.‏ (‏روما ٥:‏١٠‏)‏ تذكروا ان يسوع قال:‏ «لا يأتي احد الى الآب إلّا بي».‏ ولمساعدة الآخرين على بناء الايمان،‏ «لا احد يمكنه ان يضع اساسا آخر غير الموضوع،‏ الذي هو يسوع المسيح».‏ فماذا يشمل ذلك؟‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٦؛‏ ١ كورنثوس ٣:‏١١‏.‏

      ١٨ ان نبني على المسيح كأساس يعني ان نعلِّم بطريقة تجعل تلميذ الكتاب المقدس ينمي محبة عميقة ليسوع من خلال المعرفة الكاملة عن دوره كفادٍ،‏ رأس الجماعة،‏ رئيس كهنة محب،‏ وملك حاكم.‏ (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤؛‏ متى ٢٠:‏٢٨؛‏ كولوسي ١:‏١٨-‏٢٠؛‏ عبرانيين ٤:‏١٤-‏١٦‏)‏ وهذا يعني جعل يسوع حقيقيا جدا بالنسبة اليهم بحيث يسكن حقا في قلوبهم.‏ وينبغي ان تكون صلاتنا من اجلهم كتوسُّل بولس من اجل المسيحيين في افسس.‏ فقد كتب:‏ «أحني ركبتيَّ للآب،‏ .‏ .‏ .‏ كي يعطيكم .‏ .‏ .‏ أن يسكن المسيح بالايمان في قلوبكم مع المحبة؛‏ فتكونوا متأصلين وموطَّدين على الاساس».‏ —‏ افسس ٣:‏١٤-‏١٧‏.‏

      ١٩ ماذا تكون نتيجة بناء المحبة للمسيح في قلوب تلاميذنا للكتاب المقدس،‏ ولكن ماذا يلزم ان نعلِّم؟‏

      ١٩ اذا بنينا بطريقة تجعل المحبة للمسيح تنمو في قلوب تلاميذنا،‏ فمن المنطقي ان تكون النتيجة بناء المحبة ليهوه اللّٰه.‏ فمحبة يسوع،‏ رقة مشاعره،‏ ورأفته هي انعكاس مطابق لصفات يهوه.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠؛‏ مرقس ٦:‏٣٠-‏٣٤؛‏ يوحنا ١٥:‏١٣،‏ ١٤؛‏ كولوسي ١:‏١٥؛‏ عبرانيين ١:‏٣‏)‏ فعندما يعرف الناس يسوع ويحبونه،‏ سيعرفون يهوه ويحبونه.‏a (‏١ يوحنا ٤:‏١٤،‏ ١٦،‏ ١٩‏)‏ ويلزم ان نعلِّم تلاميذ الكتاب المقدس ان يهوه هو وراء كل ما فعله المسيح من اجل الجنس البشري ولذلك ندين له بالشكر،‏ التسبيح،‏ والعبادة بصفته «اله خلاصنا».‏ —‏ مزمور ٦٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ اشعياء ١٢:‏٢-‏٥؛‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ٥:‏١٩‏.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ كيف يمكن ان نساعد الناس على الاقتراب الى اللّٰه وإلى ابنه؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيجري التأمل فيه في المقالة التالية؟‏

      ٢٠ كعاملين مع اللّٰه،‏ فلنساعد الناس على الاقتراب اليه وإلى ابنه،‏ وذلك بتنمية المحبة والايمان في قلوبهم.‏ وهكذا يصير يهوه حقيقيا بالنسبة اليهم.‏ (‏يوحنا ٧:‏٢٨‏)‏ وبواسطة المسيح،‏ سيتمكنون من إقامة علاقة حميمة مع اللّٰه،‏ وسيحبونه ويلتصقون به.‏ ولن يرسموا حدودا زمنية لخدمتهم التي يقدِّمونها له بدافع المحبة،‏ ممارسين الايمان بأن وعود يهوه الرائعة ستتم في وقته المعيَّن.‏ (‏مراثي ارميا ٣:‏٢٤-‏٢٦؛‏ عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ ولكن فيما نساعد الآخرين على تنمية الايمان والرجاء والمحبة،‏ يجب ان نبني ايماننا بحيث يكون كسفينة قوية قادرة على اجتياز العواصف الشديدة.‏ وهذا ما سيجري التأمل فيه في المقالة التالية.‏

  • ثابتون بالرجاء،‏ مدفوعون بالمحبة
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • ثابتون بالرجاء،‏ مدفوعون بالمحبة

      ‏«يبقى الايمان والرجاء والمحبة،‏ هذه الثلاثة؛‏ ولكنَّ اعظمها المحبة».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏١٣‏.‏

      ١ ايّ تحذير يعطينا اياه الرسول بولس؟‏

      يحذِّرنا الرسول بولس ان ايماننا يمكن ان يتحطَّم كالسفينة.‏ فيتكلَّم عن ‹امتلاك ايمان وضمير صالح،‏ اللذين نبذهما البعض فتحطَّمت بهم السفينة من جهة الايمان›.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٩‏)‏ في القرن الاول بعد الميلاد،‏ كانت سفن الإبحار تُبنى من الخشب.‏ وكانت صلاحيتها للملاحة تعتمد على نوعية الخشب والمهارة في بناء السفن.‏

      ٢ لماذا يجب ان تُبنى سفينة ايماننا جيدا،‏ وماذا يتطلب ذلك منا؟‏

      ٢ ان ما قد يُدعى سفينة ايماننا يجب ان يبقى عائما وسط البحار الهائجة للبشرية.‏ (‏اشعياء ٥٧:‏٢٠؛‏ كشف ١٧:‏١٥‏)‏ لذلك يجب ان يُبنى جيدا،‏ وهذا يعتمد علينا.‏ عندما كان «بحرا» العالمَين اليهودي والروماني يهيجان بشكل خصوصي على المسيحيين الاولين،‏ كتب يهوذا:‏ «ايها الاحباء،‏ .‏ .‏ .‏ ببنيان انفسكم على ايمانكم الاقدس،‏ وبالصلاة بروح قدس،‏ احفظوا انفسكم في محبة اللّٰه،‏ منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح،‏ والحياة الابدية نصب اعينكم».‏ (‏يهوذا ٢٠،‏ ٢١‏)‏ وبما ان يهوذا تحدث ايضا عن الجهاد لأجل «الايمان الذي سُلِّم الى القديسين»،‏ فإن عبارة ‹الايمان الاقدس› قد تشير الى المدى الكامل للتعاليم المسيحية،‏ بما فيه بشارة الخلاص.‏ ‏(‏يهوذا ٣‏)‏ والمسيح هو اساس هذا الايمان.‏ والايمان القوي ضروري اذا كنا نريد ان نتمسك بالايمان المسيحي الحقيقي.‏

      اجتياز عاصفة «الخوف من البدع»‏

      ٣ كيف يستخدم البعض «الخوف من البدع»؟‏

      ٣ في السنوات الاخيرة،‏ جرت حوادث مريعة عديدة من الانتحار الجماعي،‏ والجرائم،‏ والهجمات الارهابية كانت لها علاقة ببدع سرية.‏ ومن الطبيعي ان يُظهر اشخاص كثيرون،‏ بمن فيهم القادة السياسيون المخلصون،‏ اهتماما بحماية الناس الابرياء،‏ وخصوصا الاحداث،‏ من هذه البدع الخطرة.‏ وقد اختلق «اله نظام الاشياء هذا»،‏ الذي هو دون شك وراء هذه الجرائم الشنيعة،‏ ما يدعوه البعض «الخوف من البدع» وهو يستخدمه ضد شعب يهوه.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤؛‏ كشف ١٢:‏١٢‏)‏ واستغلّ البعض هذا الوضع لمقاومة عملنا.‏ ففي بعض البلدان،‏ شنوا حملة هدفت ظاهريا الى حماية الناس من «البدع الخطرة» لكنها دعت شهود يهوه بأسماء غير صحيحة وبالتالي اتهمتنا بالتعريض بالآخرين.‏ وهذا ما جعل الشهادة من بيت الى بيت صعبة في بعض البلدان الاوروپية وجعل بعض الذين كانوا يدرسون الكتاب المقدس معنا يوقفون درسهم.‏ وهذا بدوره كان له تأثير سلبي في بعض اخوتنا.‏

      ٤ لماذا لا ينبغي ان تثبطنا المقاومة؟‏

      ٤ لكن بدل ان تثبطنا المقاومة ينبغي ان تقوِّي اقتناعنا بأننا نمارس المسيحية الحقة.‏ (‏متى ٥:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فقد اتُّهم المسيحيون الاولون بأنهم بدعة تثير الفتن،‏ وكانوا ‹يُعارَضون› في كل مكان.‏ (‏اعمال ٢٤:‏٥؛‏ ٢٨:‏٢٢‏)‏ لكنَّ الرسول بطرس طمأن رفقاءه المؤمنين عندما كتب:‏ «ايها الاحباء،‏ لا تتحيَّروا من النار المشتعلة في ما بينكم،‏ التي تصيبكم امتحانا لكم،‏ وكأنَّ امرا غريبا يحل بكم.‏ بل ابقوا فرحين بما انكم تشتركون في آلام المسيح،‏ لتفرحوا وتتهلَّلوا ايضا إبَّان الكشف عن مجده».‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ كتب عضو من الهيئة الحاكمة للقرن الاول:‏ «اعتبروه كل فرح يا اخوتي عندما تواجهون محنا متنوعة،‏ عالمين ان نوعية ايمانكم الممتحَنة هذه تنشئ احتمالا.‏ وليكن للاحتمال عمله التام،‏ لتكونوا تامين وسلماء من كل النواحي،‏ غير ناقصين في شيء».‏ (‏يعقوب ١:‏٢-‏٤‏)‏ وهكذا كما ان الرياح الهوجاء تمتحن صلاحية السفينة للملاحة،‏ كذلك تكشف عواصف المقاومة اية ضعفات في سفينة ايماننا.‏

      الضيق يُنتج الاحتمال

      ٥ كيف يمكن ان نكون على يقين من ان ايماننا ثابت اثناء الضيق؟‏

      ٥ يمكن ان يكون المسيحيون على يقين من احتمالهم وثبات ايمانهم فقط بعد اجتياز عواصف الضيق.‏ واحتمالنا لا ‹يكون له عمله التام› في البحار الهائجة إلا اذا كنا «تامين وسلماء من كل النواحي،‏ غير ناقصين في شيء»،‏ بما في ذلك الايمان القوي.‏ كتب بولس:‏ «من كل وجه نوصِّي بأنفسنا كخدام اللّٰه،‏ باحتمال الكثير،‏ بضيقات،‏ باحتياجات،‏ بمصاعب».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏٤‏.‏

      ٦ لماذا ينبغي ان «نبتهج ونحن في الضيقات»،‏ وكيف يقوِّي ذلك رجاءنا؟‏

      ٦ ان رياح الضيق الهوجاء التي يمكن ان تصيبنا احيانا ينبغي ان تُعتبر فرصا لنبرهن ان سفينة ايماننا سليمة وثابتة.‏ كتب بولس الى المسيحيين في روما:‏ «لنبتهج ونحن في الضيقات،‏ لأننا نعرف ان الضيق ينتج احتمالا؛‏ والاحتمال حالةً مَرْضية؛‏ والحالة المَرْضية رجاء،‏ والرجاء لا يؤدي الى خيبة».‏ (‏روما ٥:‏٣-‏٥‏)‏ فالثبات اثناء المحن يجلب لنا رضى يهوه.‏ وهذا بدوره يقوِّي رجاءنا.‏

      لماذا تتحطَّم السفينة بالبعض

      ٧ (‏أ)‏ كما تُظهر كلمات بولس،‏ كيف تحطَّمت السفينة روحيا بالبعض؟‏ (‏ب)‏ كيف يحيد البعض اليوم عن الحق؟‏

      ٧ عندما حذَّر بولس من ‹تحطُّم السفينة›،‏ كان يفكر في بعض الذين ‹نبذوا› ضميرهم الصالح وخسروا ايمانهم.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٩‏)‏ وبينهم هيمينايس والاسكندر اللذان صارا مرتدَّين،‏ اذ حادا عن الحق وتكلَّما كلاما مهينا.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏٢٠‏،‏ حاشية ع‌ج [بالانكليزية]؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ واليوم فإن المرتدِّين الذين يحيدون عن الحق يضربون شفهيا «العبد الامين الفطين»،‏ عاضِّين في الواقع على اليد التي أطعمتهم روحيا.‏ والبعض يشبهون «العبد السيِّئ»،‏ اذ يقولون ضمنا:‏ «سيدي يتأخر».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٤-‏٤٩؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فهم ينكرون ان نهاية نظام الاشياء الشرير هذا قريبة وينتقدون على صف العبد المتيقِّظ روحيا محافظته على روح الالحاح بين شعب يهوه.‏ (‏اشعياء ١:‏٣‏)‏ وينجح هؤلاء المرتدُّون في ‹قلب ايمان البعض›،‏ محدثين تحطُّم السفينة روحيا.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٨‏.‏

      ٨ ماذا جعل البعض يحطِّمون او يُغرقون سفينة ايمانهم؟‏

      ٨ يحطِّم مسيحيون منتذرون آخرون سفينة ايمانهم بنبذ ضميرهم والانغماس في فساد هذا العالم الادبي الجنسي وفي سعيه الجامح وراء الملذات.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ ويُغرِق آخرون ايضا سفينة ايمانهم لأن مرفأ نظام الاشياء الجديد في نظرهم لا يبدو حتى الآن قريبا.‏ ولأنهم غير قادرين على حساب الوقت في ما يتعلق بإتمام بعض النبوات،‏ ولأنهم يضعون «يوم يهوه» بعيدا في اذهانهم،‏ يهجرون العبادة الحقة.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٠-‏١٣؛‏ ١ بطرس ١:‏٩‏)‏ وسرعان ما يجدون انفسهم في المياه العَكِرة المضطربة لنظام الاشياء الحاضر.‏ (‏اشعياء ١٧:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ٥٧:‏٢٠‏)‏ لا يزال البعض ممَّن توقَّفوا عن معاشرة الجماعة المسيحية يعتقدون انها تمارس الدين الحقيقي.‏ لكنهم،‏ كما يتضح،‏ يفتقرون الى الصبر والاحتمال اللازمَين لانتظار العالم الجديد الذي وعد به يهوه اللّٰه.‏ فبالنسبة اليهم،‏ لم تأتِ الحياة في الفردوس بالسرعة الكافية.‏

      ٩ ماذا يفعل بعض المسيحيين المنتذرين،‏ وفي ماذا ينبغي ان تجعلنا هذه الوقائع نتأمل؟‏

      ٩ يبدو ان بعض المسيحيين المنتذرين في بعض انحاء العالم يثنون اشرعة سفن ايمانهم.‏ فتبقى السفينة عائمة،‏ لكن بدل ان يحرزوا تقدُّما كبيرا بإيمان تام،‏ يسيرون ببطء كالسفن السياحية.‏ فإذ اجتذب البعضَ الرجاءُ بأن «الفردوس قريب»،‏ كانوا مستعدين ان يبذلوا كل ما في وسعهم من اجل الحصول عليه —‏ فكانوا غيورين في عمل الكرازة وقانونيين في حضور كل الاجتماعات والمحافل.‏ أما الآن فإذ يظنون ان تحقيق رجائهم ابعد مما توقَّعوا،‏ يخفضون الثمن الذي كانوا مستعدين ان يدفعوه.‏ وهذا واضح من انخفاض النشاط الكرازي،‏ عدم القانونية في حضور الاجتماعات،‏ وقبول خسارة اجزاء من برامج المحافل.‏ ويخصِّص آخرون المزيد من الوقت للاستجمام والحصول على الرفاهية المادية.‏ ان هذه الوقائع تجعلنا نتأمل في ما ينبغي ان يكون الدافع في حياتنا انسجاما مع انتذارنا ليهوه.‏ هل ينبغي ان تعتمد غيرتنا في خدمته على الرجاء بأن «الفردوس قريب»؟‏

      رجاء يُشبَّه بمرساة

      ١٠،‏ ١١ بماذا شبَّه بولس رجاءنا،‏ ولماذا كان هذا التشبيه ملائما؟‏

      ١٠ اشار بولس الى ان يهوه وعد ببركات ستأتي بواسطة ابراهيم.‏ ثم اوضح الرسول:‏ «اللّٰه .‏ .‏ .‏ توسَّط بقسم،‏ حتى بأمرَين عديمَي التغيُّر يستحيل ان يكذب اللّٰه فيهما،‏ يكون لنا،‏ نحن الذين وجدنا الملجأ،‏ تشجيع قوي على التمسُّك بالرجاء الموضوع امامنا.‏ هذا الرجاء هو لنا كمرساة للنفس،‏ وهو اكيد وثابت».‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٧-‏١٩؛‏ تكوين ٢٢:‏١٦-‏١٨‏)‏ فالرجاء الموضوع امام المسيحيين الممسوحين هو الحياة الخالدة في السماء.‏ واليوم،‏ لدى الغالبية العظمى من خدام يهوه الرجاء البديع بالعيش حياة ابدية على ارض فردوسية.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ ودون هذا الرجاء،‏ لا يمكن ان يكون للمرء ايمان.‏

      ١١ المرساة اداة فعّالة للأمان،‏ وهي لازمة لتثبيت السفينة في مكانها ومنعها من الانجراف.‏ ولا يمكن لأيّ بحّار ان يجازف بمغادرة المرفإ دون مرساة.‏ وبما ان بولس كانت قد تحطَّمت به السفينة عدة مرات،‏ فقد عرف بالخبرة ان حياة المسافرين بحرا غالبا ما تعتمد على مراسي سفينتهم.‏ (‏اعمال ٢٧:‏٢٩،‏ ٣٩،‏ ٤٠؛‏ ٢ كورنثوس ١١:‏٢٥‏)‏ وفي القرن الاول،‏ لم يكن للسفينة محرِّك يمكِّن الربّان من توجيه سفينته كما يشاء.‏ فباستثناء السفن الحربية التي كانت تسيِّرها المجاذيف،‏ اعتمدت السفن بشكل رئيسي على الريح من اجل السير.‏ وإذا تعرَّضت السفينة لخطر الانسياق والاصطدام بالصخور،‏ كان السبيل الوحيد للربّان ان يُلقي المرساة في البحر ويجتاز العاصفة بسلام،‏ واثقا بأن المرساة ستتشبَّث جيدا بقاع البحر.‏ لذلك شبَّه بولس رجاء المسيحي ‹بمرساة للنفس›،‏ قائلا انه «اكيد وثابت».‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٩‏)‏ فعندما تهبّ علينا عواصف المقاومة او نمرّ بمحن اخرى،‏ يكون رجاؤنا الرائع كمرساة يثبِّتنا كأنفس حية،‏ بحيث لا تنجرف سفينة ايماننا الى مياه الشك الضحلة او الى صخور الارتداد المدمِّرة.‏ —‏ عبرانيين ٢:‏١؛‏ يهوذا ٨-‏١٣‏.‏

      ١٢ كيف نستطيع ان نتجنب الابتعاد عن يهوه؟‏

      ١٢ حذَّر بولس المسيحيين العبرانيين:‏ «احترزوا،‏ ايها الاخوة،‏ لئلا ينشأ في احدكم قلب شرير عديم الايمان بالابتعاد عن اللّٰه الحي».‏ (‏عبرانيين ٣:‏١٢‏)‏ وفي النص اليوناني،‏ ان كلمة «الابتعاد» تعني حرفيا «يقف على حدة»،‏ اي ان يرتد.‏ لكننا نستطيع ان نتجنب تحطُّما كليا كهذا للسفينة.‏ فالايمان والرجاء يمكِّناننا من الالتصاق بيهوه حتى خلال اسوإ عواصف الامتحان.‏ (‏تثنية ٤:‏٤؛‏ ٣٠:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ ولا يكون ايماننا كسفينة تتقاذفها رياح تعليم المرتدين.‏ (‏افسس ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وإذ يكون الرجاء كمرساة لنا،‏ نتمكن من اجتياز عواصف الحياة كخدام ليهوه.‏

      مدفوعون بالمحبة والروح القدس

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ لماذا مرساة رجائنا ليست كافية بحد ذاتها؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينبغي ان يكون الدافع الى تقديم خدمة مقدسة ليهوه،‏ ولماذا؟‏

      ١٣ لن يتقدم المسيحي الى النظام الجديد اذا كان دافعه الوحيد الى خدمة يهوه رجاء العيش الى الابد على ارض فردوسية.‏ ففيما يُبقي مرساة رجائه عاملا مثبِّتا في حياته،‏ يلزم ان يضيف اليها وإلى ايمانه دافع المحبة.‏ شدد بولس على هذا الواقع عندما كتب:‏ «يبقى الايمان والرجاء والمحبة،‏ هذه الثلاثة؛‏ ولكنَّ اعظمها المحبة».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏١٣‏.‏

      ١٤ ينبغي ان تكون المحبة القلبية ليهوه دافعنا الى تقديم خدمة مقدسة،‏ وذلك تجاوبا مع محبته غير المحدودة لنا.‏ كتب الرسول يوحنا:‏ «مَن لا يحب لم يعرف اللّٰه،‏ لأن اللّٰه محبة.‏ بهذا أُظهرت محبة اللّٰه فينا،‏ لأن اللّٰه ارسل الابن،‏ مولوده الوحيد،‏ الى العالم لنحيا به.‏ أما نحن فنحب،‏ لأنه هو احبنا اولا».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨،‏ ٩،‏ ١٩‏)‏ وبدافع الشكر ليهوه،‏ ينبغي ان يكون اهتمامنا الرئيسي،‏ لا الحصول على خلاصنا،‏ بل مشاهدة تقديس اسمه القدوس وتبرئة سلطانه البار.‏

      ١٥ كيف تكون محبتنا ليهوه ذات علاقة بمسألة سلطانه؟‏

      ١٥ يريد يهوه ان نخدمه لأننا نحبه هو،‏ لا الفردوس فقط.‏ تذكر دائرة معارف الكتاب المقدس بصيرة في الاسفار المقدسةa (‏بالانكليزية)‏:‏ «يبتهج يهوه بفخر بأن سلطانه وتأييد خلائقه لهذا السلطان مؤسسان بشكل رئيسي على المحبة.‏ وهو يرغب فقط

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة