-
مَن سيصيرون مقبولين عند يهوه؟برج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
مَن سيصيرون مقبولين عند يهوه؟
«تمموا خلاصكم . . . لان اللّٰه هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة.» — فيلبي ٢:١٢ و ١٣.
١ و ٢ في اية حالة نال يسوع اعلانا للقبول الالهي، ولماذا يجب ان يكون ذلك مهما لنا؟
كان ذلك نقطة تحول في التاريخ. فيوحنا المعمدان كان يكرز برسالة اللّٰه ويغطس التائبين في الماء. حينئذ اقترب رجل كان يوحنا يعرف انه بار؛ لقد كان يسوع. فلم تكن له خطية يلزم ان يتوب عنها، ومع ذلك طلب ان يعتمد ‹لتكميل كل بر.› — متى ٣:١-١٥.
٢ وبعد ان استجاب يوحنا باحتشام، وصعد يسوع من الماء، «اذا السموات قد انفتحت له فرأى روح اللّٰه نازلا مثل حمامة.» واكثر من ذلك، كان هنالك «صوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي (قبلته).» (متى ٣:١٦ و ١٧، مرقس ١:١١) فيا له من تصريح! اننا نتمتع جميعا بأن نسرّ شخصا نحترمه. (اعمال ٦:٣-٦، ١٦:١ و ٢، فيلبي ٢:١٩-٢٢، متى ٢٥:٢١) تصوروا، اذاً، كيف تشعرون اذا اعلن اللّٰه الكلي القدرة، ‹لقد (قبلتكم)!›
٣ ماذا يجب ان نهتم به في ما يتعلق بقبول اللّٰه؟
٣ وهل يمكن للشخص ان يصير مقبولا عند اللّٰه اليوم؟ مثلا، خذوا رجلا ‹لا رجاء له وبلا اله في العالم› اذ هو ‹متجنب عن حياة اللّٰه.› (افسس ٢:١٢، ٤:١٨) فهل يمكنه ان ينتقل من هذا الوضع الى الحالة المباركة لكونه مقبولا عند يهوه؟ واذا كان الامر كذلك، كيف؟ دعونا نرى.
ماذا عنت كلماته؟
٤ (أ) ما هو معنى الكلمة اليونانية المنقولة الى «(قبِل)» في اعلان اللّٰه؟ (ب) لماذا الاستعمال في هذه الحالة ذو اهمية خصوصية؟
٤ ان سجلات الاناجيل لكلمة اللّٰه «(قبلت) [يسوع]» تستخدم الفعل اليوناني «افدوكيو.» (متى ٣:١٧، مرقس ١:١١، لوقا ٣:٢٢) ويعني «ان يكون مسرورا جدا، ينظر برضى، يبتهج ب،» وصيغة الاسم لها معنى «المشيئة الصالحة، المسرَّة الصالحة، الرضى، التمني، الرغبة.» و «افدوكيو» لا تقتصر على القبول الالهي. مثلا، ان المسيحيين في مكدونية «(سُرّوا)» بأن يشتركوا مع الآخرين ماليا. (رومية ١٠:١، ١٥:٢٦، ٢ كورنثوس ٥:٨؛ ١ تسالونيكي ٢:٨؛ ٣:١) ومع ذلك فان القبول الذي ناله يسوع عبَّر عنه اللّٰه لا الناس. وهذا التعبير يُستخدم بالاشارة الى يسوع بعد اعتماده فقط. (متى ١٧:٥؛ ٢ بطرس ١:١٧) ومن الممتع ان لوقا ٢:٥٢ تستخدم كلمة مختلفة — «خَريس» — في التحدث عن يسوع كحدث غير معتمد نال «(رضى)» من اللّٰه والناس.
٥ (أ) كيف يتضح ان البشر الناقصين يمكن ان يكونوا مقبولين عند اللّٰه؟ (ب) مَن هم «اناس المشيئة الصالحة»؟
٥ وهل يمكن ايضا للبشر الناقصين مثلنا ان ينالوا قبول اللّٰه؟ من الممتع ان يكون الجواب نعم. فعندما وُلد يسوع اعلن الملائكة: «المجد للّٰه في الاعالي وعلى الارض السلام (بين اناس المشيئة الصالحة) [«افدوكياس»].» (لوقا ٢:١٤) وباليونانية الحرفية كان الملائكة يرنمون ببركة مقبلة لـ «اناس التفكير الحسن» او «الناس الذين يقبلهم اللّٰه.»a يكتب الاستاذ هانز بيتنهارد عن هذا الاستعمال لـ «إنْ انثروبيس افدوكياس»: «تشير العبارة الى اناس مسرَّة اللّٰه الصالحة . . . اذاً، نحن لا نبحث هنا في مشيئة الناس الصالحة . . . اننا نبحث في مشيئة سلطان اللّٰه ونعمته، التي تختار لنفسها شعبا للخلاص.» وهكذا، كما اوضح شهود يهوه لزمن طويل، تشير لوقا ٢:١٤ الى انه بالانتذار والمعمودية يمكن للبشر الناقصين ان يصيروا اناس المشيئة الصالحة، اناسا مقبولين عند اللّٰه!b
٦ ماذا يلزمنا تعلمه ايضا عن قبول اللّٰه؟
٦ ولكن قد تدركون مقدار الفَرق الموجود بين الكينونة ‹اعداء اللّٰه في الفكر وفي الاعمال الشريرة› والكينونة مقبولين كعشراء لالهنا العادل والحكيم. (كولوسي ١:٢١، مزمور ١٥:١-٥) وهكذا، رغم انه قد يريحكم ان تسمعوا ان البشر يمكن ان يصيروا مقبولين، قد تريدون ان تعرفوا ما يشمله الامر. ويمكننا تعلم الكثير عن ذلك من تعاملات اللّٰه الماضية.
رحَّب بالناس
٧ خروج ١٢:٣٨ تعطي اي دليل على موقف اللّٰه؟
٧ طوال قرون قبل الاعلان في لوقا ٢:١٤ رحَّب يهوه بأن يأتي الناس ويعبدوه. وطبعا، كان اللّٰه يتعامل بنوع خاص مع امة اسرائيل التي كانت منتذرة له. (خروج ١٩:٥-٨، ٣١:١٦ و ١٧) ولكن اذكروا انه عندما خرجت اسرائيل من العبودية المصرية «صعد معهم لفيف كثير ايضا.» (خروج ١٢:٣٨) وغير الاسرائيليين هؤلاء الذين ربما كانت لهم تعاملات مع شعب اللّٰه وشهدوا الضربات على مصر اختاروا الآن الذهاب مع اسرائيل. والبعض اصبحوا على الارجح مهتدين كاملا.
٨ اي نوعين من الغرباء سكنوا في اسرائيل، ولماذا كان هنالك فرق في كيفية تعامل الاسرائيليين معهم؟
٨ اعترف عهد الناموس بوضع غير الاسرائيليين في ما يتعلق باللّٰه وشعبه. فبعض الغرباء كانوا مستوطنين يسكنون في ارض اسرائيل حيث كان يجب ان يطيعوا شرائع اساسية كتلك التي تنهى عن الجريمة وتتطلب حفظ السبت. (نحميا ١٣:١٦-٢١) وعوض احتضان اولئك المستوطنين كاخوة، مارس الاسرائيلي حذرا معقولا عند التكلم او التعامل معهم لانهم لم يكونوا بعد جزءا من امة اللّٰه. مثلا، فيما لم يُسمح للاسرائيلي بأن يشتري ويأكل الجثة التي لم يُستنزف دمها لحيوان مات من تلقاء نفسه كان يمكن لمثل هؤلاء الغرباء الذين لم يكونوا مهتدين ان يفعلوا ذلك. (تثنية ١٤:٢١، حزقيال ٤:١٤) وفي الوقت المناسب قد يتبع بعض هؤلاء المستوطنين الغرباء مسلك غيرهم من الغرباء الذين اصبحوا مهتدين مختونين. وحينئذ فقط كانوا يُعاملون كاخوة في العبادة الحقة، مسؤولين عن حفظ كامل الناموس. (لاويين ١٦:٢٩، ١٧:١٠؛ ١٩:٣٣ و ٣٤؛ ٢٤:٢٢) وراعوث الموآبية ونعمان الابرص الارامي كانا من غير الاسرائيليين الذين قبلهم اللّٰه. — متى ١:٥، لوقا ٤:٢٧.
٩ كيف اكد سليمان موقف اللّٰه من الاجانب؟
٩ وفي ايام الملك سليمان نرى ايضا موقف ترحيب اللّٰه من غير الاسرائيليين. فعند تدشين الهيكل صلَّى سليمان: «وكذلك الاجنبي الذي ليس من شعبك اسرائيل هو وجاء من ارض بعيدة من اجل اسمك . . . وصلَّى في هذا البيت فاسمع انت من السماء . . . لكي يعلم كل شعوب الارض اسمك فيخافوك كشعبك اسرائيل.» (١ ملوك ٨:٤١-٤٣) نعم، رحَّب يهوه بصلوات الاجانب المخلصين الذين بحثوا عنه. فهؤلاء ايضا ربما كانوا سيتعلمون شرائعه، يذعنون لاجراء الختان، ويصبحون اعضاء مقبولين في شعبه المبارك.
١٠ كيف كان اليهود سيتعاملون مع الخصي الحبشي، ولماذا افاده الختان؟
١٠ وأحد الرجال الذين فعلوا ذلك في ازمنة لاحقة كان امين صندوق الملكة كنداكة في الحبشة البعيدة. وعلى الارجح، عندما سمع اولا عن اليهود وعبادتهم كان نمط حياته او طرقه الدينية غير مقبول عند يهوه. ولذلك كان على اليهود اظهار مقدار من التسامح فيما كان هذا الرجل الاجنبي بينهم يدرس الناموس ليتعلم مطالب اللّٰه. ومن الواضح انه تقدَّم وصنع التغييرات اللازمة ليصير اهلا للختان. وتخبرنا الاعمال ٨:٢٧ انه «جاء الى اورشليم ليسجد.» (خروج ١٢:٤٨ و ٤٩) وهذا يدل انه كان حينئذ مهتديا كاملا. وهكذا كان في وضع استطاع فيه ان يقبل المسيّا ويصبح تلميذه المعتمد، صائرا بالتالي على انسجام مع مشيئة اللّٰه التقدمية.
غير المؤمنين والجماعة المسيحية
١١ و ١٢ (أ) اي تغيير اضافي حدث عندما اعتمد الحبشي؟ (ب) كيف كان ذلك على انسجام مع فيلبي ٢:١٢ و ١٣؟
١١ امر يسوع أتباعه: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.» (متى ٢٨:١٩ و ٢٠) والمهتدي الحبشي الذي جرى ذكره الآن كانت لديه المعرفة عن يهوه والروح القدس. ولذلك عندما ساعده فيلبس ان يفهم ويقبل يسوع بصفته ابن اللّٰه المسيّاني استطاع ان يعتمد. وهكذا كان سيصبح عضوا مقبولا عند شعب يهوه الذين كانوا يتبعون المسيح. وطبعا، كان سيصير مسؤولا امام اللّٰه ملزما ‹ان يحفظ جميع ما اوصي به› المسيحيون. ولكن مع هذه المسؤولية اتى رجاء رائع: الخلاص!
١٢ وفي ما بعد كتب بولس انه يلزم جميع المسيحيين ‹ان يتمموا خلاصهم بخوف ورعدة.› وأيضا كان من الممكن فعل ذلك، «لان اللّٰه هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة [«افدوكياس»].» — فيلبي ٢:١٢ و ١٣.
١٣ كيف كان المسيحيون سيتعاملون مع الذين لم تكن لهم سرعة الخصي الحبشي في السير نحو المعمودية؟
١٣ لم يكن جميع الذين اتصلوا بالمسيحيين الحقيقيين على استعداد وأهلا كالحبشي ليسيروا بسرعة نحو المعمودية. فالبعض، اذ لم يكونوا يهودا او مهتدين، كان لديهم القليل او لا شيء من المعرفة عن يهوه وطرقه؛ ولم تكن آدابهم ترشدها مقاييسه. فكيف كان سيجري التعامل معهم؟ كان على المسيحيين اتِّباع مثال يسوع. فهو بالتأكيد لم يكن يشجع او حتى يتغاضى عن الخطية. (يوحنا ٥:١٤) ومع ذلك، كان متسامحا مع الخطاة الذين اقتربوا اليه والذين رغبوا في جعل طرقهم على انسجام مع تلك التي للّٰه. — لوقا ١٥:١-٧.
١٤ و ١٥ الى جانب المسيحيين الممسوحين اية انواع من الاشخاص حضروا الاجتماعات في كورنثوس، وكيف ربما كانوا مختلفين في ما يتعلق بالتقدم الروحي؟
١٤ أما ان المسيحيين تعاملوا بتسامح مع اولئك الذين كانوا يتعلمون عن اللّٰه فواضح من تعليقات بولس بشأن الاجتماعات في كورنثوس. ففي مناقشة استعمال مواهب الروح العجائبية التي وسمت المسيحية في اول الامر بأنها تملك بركة اللّٰه ذكر بولس «المؤمنين» و «غير المؤمنين.» (١ كورنثوس ١٤:٢٢) و ‹المؤمنون› كانوا اولئك الذين قبلوا المسيح واعتمدوا. (اعمال ٨:١٣، ١٦:٣١-٣٤) «وكثيرون من الكورنثيين اذ سمعوا آمنوا واعتمدوا.» — اعمال ١٨:٨.
١٥ وبحسب ١ كورنثوس ١٤:٢٤ اتى ‹غير المؤمنين او العاميون›c ايضا الى الاجتماعات في كورنثوس وجرى الترحيب بهم هناك. وعلى الارجح، كانوا مختلفين في ما يتعلق بتقدمهم في درس وتطبيق كلمة اللّٰه. فالبعض ربما كانوا لا يزالون يرتكبون الخطية. والآخرون ربما نالوا مقدارا من الايمان، وصنعوا الآن بعض التغييرات في حياتهم، وحتى قبل المعمودية ابتدأوا يخبرون الآخرين بما تعلَّموه.
١٦ كيف استطاع اشخاص كهؤلاء الاستفادة من كونهم بين المسيحيين في اجتماعات الجماعة؟
١٦ وطبعا، لم يكن ايّ من مثل هؤلاء غير المعتمدين «في الرب.» (١ كورنثوس ٧:٣٩) واذا اشتمل ماضيهم على اخطاء ادبية وروحية خطيرة من المفهوم ان يلزمهم الوقت للعمل وفق مقاييس اللّٰه. وفي غضون ذلك، ما داموا لا يحاولون بخبث هدم ايمان ونظافة الجماعة، جرى الترحيب بهم. وما رأوه وسمعوه في الاجتماعات كان يمكن ان ‹يوبخهم› فيما ‹تصير خفايا قلوبهم ظاهرة.› — ١ كورنثوس ١٤:٢٣-٢٥؛ ٢ كورنثوس ٦:١٤.
البقاء مقبولين عند اللّٰه للخلاص
١٧ لوقا ٢:١٤ كان لها اي اتمام في القرن الاول؟
١٧ بالكرازة العلنية للمسيحيين المعتمدين في القرن الاول سمع الآلاف البشارة. فآمنوا بما سمعوا وتابوا عن مسلكهم الماضي واعتمدوا، صانعين ‹اعترافا (علنيا) للخلاص.› (رومية ١٠:١٠-١٥، اعمال ٢:٤١-٤٤، ٥:١٤، كولوسي ١:٢٣) ولم يكن هنالك شك في ان المعتمدين حينئذ كانوا يحظون بقبول يهوه لانه مسحهم بالروح القدس، متبنيا اياهم كأبناء روحيين. كتب الرسول بولس: «اذ سبق فعيَّننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة [«افدوكيان»] مشيئته.» (افسس ١:٥) وهكذا، في غضون ذلك القرن، ابتدأت تتبرهن صحة ما انبأ به الملائكة عند ولادة يسوع: «السلام بين اناس المشيئة الصالحة [او، الناس الذين يحظون بقبول اللّٰه].» — لوقا ٢:١٤، عج.
١٨ لماذا لم يستطع المسيحيون الممسوحون الاستخفاف بموقفهم المقبول عند اللّٰه؟
١٨ وللمحافظة على هذا السلام كان من الضروري ‹لاناس المشيئة الصالحة› هؤلاء ان ‹يتمموا خلاصهم بخوف ورعدة.› (فيلبي ٢:١٢) ولم يكن ذلك سهلا لانهم كانوا لا يزالون بشرا ناقصين. وكانوا سيواجهون التجارب والضغوط ليفعلوا الخطأ. فاذا استسلموا للخطإ يخسرون قبول اللّٰه. وهكذا اعدَّ يهوه بمحبة رعاة روحيين يساعدون ويحمون الجماعات على السواء. — ١ بطرس ٥:٢ و ٣.
١٩ و ٢٠ اية تدابير صنعها اللّٰه ليتمكن المسيحيون المعتمدون من الاستمرار في ان يكونوا خدامه المقبولين؟
١٩ وشيوخ الجماعات هؤلاء يصغون الى نصيحة بولس: «إن انسبق انسان فأُخذ في زلة ما فأصلحوا انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظرا الى نفسك لئلا تجرب انت ايضا.» (غلاطية ٦:١) وكما يمكن فهمه، ان الشخص الذي كان يتخذ خطوة المعمودية المهمة لديه مسؤولية اعظم، تماما كما صحّ في الغريب الذي كان يصير مهتديا مختونا في اسرائيل. ومع ذلك، اذا اخطأ مسيحي معتمد كان يمكن ان يجد المساعدة الحبية ضمن الجماعة.
٢٠ كان يمكن لفريق من الشيوخ في الجماعة منح المساعدة لمن يقع في خطإ خطير. كتب يهوذا: «ارحموا البعض مميزين وخلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار مبغضين حتى الثوب المدنَّس من الجسد.» (يهوذا ٢٢ و ٢٣) وعضو الجماعة المعتمد الذي تجري مساعدته بهذه الطريقة كان يمكن ان يستمر في التمتع بقبول يهوه والسلام الذي تكلم به الملائكة عند ولادة يسوع.
٢١ و ٢٢ ماذا كان سينتج اذا صار احد خاطئا غير تائب، وكيف كانت ستصير ردة فعل اعضاء الجماعة الاولياء؟
٢١ رغم ان ذلك غير شائع، كانت هنالك حالات لا يكون فيها المذنب تائبا. وحينئذ كان يلزم الشيوخ ان يطردوه لحماية الجماعة النظيفة من التلوث. وحدث هذا مع رجل معتمد في كورنثوس استمر في علاقة فاسدة ادبيا. نصح بولس الجماعة: «أن لا تخالطوا الزناة. وليس مطلقا زناة هذا العالم او الطماعين او الخاطفين او عبدة الاوثان وإلا فيلزمكم ان تخرجوا من العالم. واما الآن فكتبت اليكم إن كان احد مدعو اخا زانيا او طماعا او عابد وثن او شتاما او سكيرا او خاطفا ان لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا.» — ١ كورنثوس ٥:٩-١١.
٢٢ وبما ان الرجل الكورنثي كان قد اتخذ خطوة المعمودية المهمة، صائرا مقبولا عند اللّٰه وعضوا في الجماعة، فان طرده كان قضية خطيرة. وأشار بولس الى ان المسيحيين لا يجب ان يخالطوه لانه رفض موقفه المقبول عند اللّٰه. (قارن ٢ يوحنا ١٠ و ١١.) وكتب بطرس عن مثل هؤلاء المطرودين: «كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر من انهم بعد ما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم. قد اصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد الى قيئه.» — ٢ بطرس ٢:٢١ و ٢٢.
٢٣ في القرن الاول ماذا كانت الحالة العامة بين المسيحيين في ما يتعلق بالاحتفاظ بقبول اللّٰه؟
٢٣ من الواضح ان يهوه كان لا يستطيع بعدُ ان ينظر الى مثل هؤلاء الافراد كاشخاص مقبولين لانهم طُردوا لكونهم خطاة غير تائبين. (عبرانيين ١٠:٣٨، قارن ١ كورنثوس ١٠:٥.) ويتَّضح ان اقلية فقط جرى فصلهم. فأغلب الذين نالوا ‹نعمة وسلاما من اللّٰه› و ‹جرى تبنيهم حسب مسرة مشيئته› بقوا امناء. — افسس ١:٢ و ٥ و ٨-١٠.
٢٤ اي وجه لهذا الموضوع يستحق انتباهنا الاضافي؟
٢٤ ويصح ذلك من حيث الاساس في وقتنا ايضا. فلنتأمل كيف يمكن مساعدة ‹غير المؤمنين او العاميين› على الصيرورة مقبولين عند اللّٰه اليوم وماذا يمكن فعله لمساعدتهم اذا اذنبوا. ان المقالة التالية ستعالج هذين الامرين.
-
-
مساعدة الآخرين على عبادة اللّٰهبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
مساعدة الآخرين على عبادة اللّٰه
«إن . . . دخل احد غير مؤمن او عامي . . . تصير خفايا قلبه ظاهرة وهكذا يخر على وجهه ويسجد للّٰه.» — ١ كورنثوس ١٤:٢٤ و ٢٥.
١-٣ كيف جرت مساعدة كثيرين في كورنثوس على نيل قبول اللّٰه؟
في جولته الارسالية الثانية بقي الرسول بولس في مدينة كورنثوس طوال سنة ونصف السنة. وهناك كان «منحصرا بالروح وهو يشهد.» وبأية نتيجة؟ «كثيرون من الكورنثيين اذ سمعوا آمنوا واعتمدوا.» (اعمال ١٨:٥-١١) فأصبحوا «مقدَّسين . . . مدعوين قديسين.» — ١ كورنثوس ١:٢.
٢ وفي ما بعد زار ابلوس كورنثوس. وفي وقت ابكر كان أكيلا وبريسكلاّ قد ساعداه ليفهم «طريق الرب باكثر تدقيق،» بما في ذلك قضية المعمودية. وهكذا اصبح مسيحيا يحظى بمشيئة اللّٰه الصالحة او قبوله. (اعمال ١٨:٢٤-١٩:٧) وساعد ابلوس بدوره الكورنثيين الذين كانوا ذات مرة «منقادين الى الاوثان البكم.» (١ كورنثوس ١٢:٢) وهؤلاء الناس على الارجح جرى اعطاؤهم ارشاد الكتاب المقدس في بيوتهم؛ واستطاعوا ايضا ان يتعلموا بحضورهم الاجتماعات المسيحية. — اعمال ٢٠:٢٠؛ ١ كورنثوس ١٤:٢٢-٢٤.
٣ ونتيجة تعليم كهذا كانت ان كثيرين من ‹غير المؤمنين والعاميين› سابقا انجذبوا الى العبادة الحقة. فكم كانت تمنح الاكتفاء رؤية الرجال والنساء يتقدمون نحو المعمودية وقبول اللّٰه! وهذا لا يزال يمنح الاكتفاء.
مساعدة ‹غير المؤمنين والعاميين›
٤ بأية طرائق تجري مساعدة كثيرين اليوم كالذين كانوا في كورنثوس؟
٤ يطيع شهود يهوه اليوم ايضا امر يسوع بأن ‹يتلمذوا اناسا من جميع الامم، معمدين اياهم.› (متى ٢٨:١٩ و ٢٠، عج) فبعد غرس بذار الحق في القلوب المتقبِّلة يرجعون ويسقونها. (١ كورنثوس ٣:٥-٩؛ متى ١٣:١٩ و ٢٣) والشهود يعرضون مجانا دروسا بيتية اسبوعية في الكتاب المقدس ليتمكن الاشخاص من نيل الاجوبة عن اسئلتهم وليتمكنوا من تعلّم حقائق الكتاب المقدس. وافراد كهؤلاء تجري دعوتهم ايضا الى حضور الاجتماعات المحلية لشهود يهوه، تماما كما حضر ‹غير المؤمنين› في القرن الاول في كورنثوس. ولكن كيف يجب ان ينظر شهود يهوه الى الاشخاص الذين يدرسون الكتاب المقدس ويأتون الى الاجتماعات؟
٥ اي اساس مبني على الاسفار المقدسة هنالك للحذر في التعامل مع بعض الافراد؟
٥ يبهجنا ان نراهم يقتربون الى اللّٰه. ومع ذلك نذكر انهم ليسوا بعد مؤمنين معتمدين. واذكروا ايضا درسين مؤسسين على المقالة السابقة. (١) اظهر الاسرائيليون الحذر تجاه المستوطنين الغرباء الذين، رغم كونهم بين شعب اللّٰه ويطيعون بعض الشرائع، لم يكونوا مهتدين مختونين، اخوة في العبادة. (٢) المسيحيون الكورنثيون الذين تعاملوا مع ‹غير المؤمنين والعاميين› كانوا متيقظين بسبب كلمات بولس: «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين. لانه اية خلطة للبر والاثم.» — ٢ كورنثوس ٦:١٤.
٦ كيف يمكن ‹لغير المؤمنين› ان ‹يوبَّخوا› بواسطة الاجتماعات، وما هي طبيعة مثل هذا التوبيخ؟
٦ ولذلك فيما نرحب ‹بغير المؤمنين والعاميين› ندرك انهم لا يبلغون بعد مقاييس اللّٰه. وكما يدل الكتاب المقدس في ١ كورنثوس ١٤:٢٤ و ٢٥، قد يلزم مثل هؤلاء ان ‹(يُفحصوا بدقة)،› و ‹يوبَّخوا› ايضا بما تعلَّموه. وتوبيخ كهذا ليس من النوع القضائي؛ وهم لا يُدعون امام لجنة الجماعة القضائية لانهم ليسوا بعد اعضاء معتمدين فيها. ولكن نتيجةً لما يتعلمونه يصبح هؤلاء الجدد مقتنعين بأن اللّٰه يدين اية طرائق انانية وفاسدة ادبيا.
٧ اي تقدم اضافي سيرغب تلاميذ كثيرون في احرازه، ولماذا؟
٧ وعلى مر الوقت قد يرغب كثيرون من غير المعتمدين في الذهاب ابعد من مجرد حضور الاجتماعات كمتعلمين مهتمين. وكلمات يسوع هذه تُظهر لماذا: «ليس التلميذ افضل من معلمه. بل كل من صار كاملا يكون مثل معلمه.» (لوقا ٦:٤٠) فيمكن لتلميذ الكتاب المقدس ان يرى ان معلمه ينظر الى خدمة الحقل بصفتها حيوية ويستمد منها السعادة. (متى ٢٤:١٤) ولذلك، بايمان ينمو، يمكن للشخص الذي يتعلم حقائق الكتاب المقدس ويحضر الاجتماعات ان يصغي الى الكلمات: «ما اجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص.» (اشعياء ٥٢:٧، رومية ١٠:١٣-١٥) ورغم كونه غير معتمد قد يرغب في ان يصير ناشرا للملكوت ملتصقا بجماعة شهود يهوه.
٨ و ٩ (أ) ماذا يجب فعله عندما يريد تلميذ الكتاب المقدس الاشتراك في الخدمة العلنية؟ (ب) عندما يجتمع شيخان مع الناشر المقبل ومدرِّسه ماذا يفعلان؟ (ج) اية مسؤولية يتحملها الناشر الجديد؟
٨ عندما يجد الشاهد الذي يدير درس الكتاب المقدس ان التلميذ يرغب في الاشتراك في خدمة الحقل يمكنه مناقشة القضية مع الناظر المشرف، الذي سيرتب ان يجتمع شيخان مع تلميذ الكتاب المقدس ومدرِّسه. ويُسَر الشيخان عندما يريد شخص جديد ان يخدم اللّٰه. ولن يتوقعا ان تكون لديه درجة المعرفة التي يملكها المعتمدون والمتقدمون الى حد ابعد في الحق، الذين يُطلب منهم اكثر. ومع ذلك يريد الشيخان ان يريا انه قبل ان يشترك الشخص الجديد في خدمة الحقل مع الجماعة يملك بعض المعرفة عن تعاليم الكتاب المقدس وقد جعل حياته تتفق مع مبادئ اللّٰه. وهكذا لاسباب وجيهة يجتمع الشيخانa مع الناشر المقبل والشاهد الذي يدير الدرس.
٩ سيُخبر الشيخان التلميذ انه عندما يصبح اهلا ويشترك في خدمة الحقل يمكن ان يقدم تقرير خدمة الحقل وستُصنع باسمه بطاقة سجل ناشر الجماعة. وسيُظهر ذلك انضمامه الى هيئة شهود يهوه الثيوقراطية واذعانه لها. (ويصح ذلك ايضا في جميع الآخرين الذين يقدمون تقارير خدمة الحقل.) ويجب ان تشمل المناقشة ايضا مشورة الكتاب المقدس، كتلك المذكورة في الصفحات ٩٨-١٠٠ من «منظمين لاتمام خدمتنا.»b وهكذا يكون ذلك وقتا مناسبا ليحصل التلميذ على نسخة شخصية من هذا الكتاب.
١٠ (أ) كيف يمكن للناشر غير المعتمد ان يواصل التقدم، وبأي هدف؟ (ب) لماذا يجري صنع تعديل في ما يتعلق بالتسمية «عشير مقبول»؟ (انظروا الحاشية.)
١٠ ان الشخص الذي صار اهلا كناشر غير معتمدc للبشارة قد سار باتجاه الصيرورة ‹انسان المشيئة الصالحة.› (لوقا ٢:١٤) ورغم عدم كونه منتذرا ومعتمدا، يمكنه الآن تقديم تقرير عن نشاط شهادته مع ملايين الناس النشاطى حول الارض الذين ‹ينادون بكلمة اللّٰه.› (اعمال ١٣:٥، ١٧:٣؛ ٢٦:٢٢ و ٢٣) ويمكن صنع اعلان للجماعة بأنه ناشر غير معتمد جديد. فيجب ان يواصل درس الكتاب المقدس، مساهما في الاجتماعات، مطبقا ما يتعلمه، ومشتركا في ذلك مع الآخرين. وقبل مرور وقت طويل سيرغب في اتخاذ خطوة المعمودية المسيحية، صائرا بالتالي مقبولا عند اللّٰه و ‹موسوما› للخلاص. — حزقيال ٩:٤-٦.
المساعدة لمن يُذنب
١١ كيف تتعامل الجماعة مع الخطاة المعتمدين؟
١١ في المقالة السابقة ناقشنا تدابير الجماعة لمساعدة ايّ مسيحي معتمد يرتكب خطية خطيرة. (عبرانيين ١٢:٩-١٣) ورأينا من الكتاب المقدس انه اذا كان الخاطئ المعتمد غير تائب قد يلزم الجماعة ان تطرده وبعد ذلك ان تتجنب اية مرافقة له. (١ كورنثوس ٥:١١-١٣، ٢ يوحنا ٩-١١؛ ٢ تسالونيكي ٢:١١ و ١٢) ولكن اية خطوات يمكن اتخاذها اذا ارتكب ناشر غير معتمد ذنبا او خطية على نحو خطير؟
١٢ (أ) لماذا المساعدة الرحيمة متوافرة ايضا للناشرين غير المعتمدين الذين يخطئون؟ (ب) كيف يمكن للمبدإ في لوقا ١٢:٤٨ ان تكون له صلة بالمسؤولية عن الخطإ؟
١٢ حث يهوذا على اظهار الرحمة للمسيحيين الممسوحين الذين طوَّروا الشكوك او وقعوا في خطايا الجسد شرط ان يكونوا تائبين. (يهوذا ٢٢ و ٢٣، انظر ايضا ٢ كورنثوس ٧:١٠.) أفلا يكون ملائما اكثر ايضا اظهار الرحمة لشخص غير معتمد مذنب يعرب عن التوبة؟ (اعمال ٣:١٩) بلى، لان اساسه الروحي ليس متينا مثلهم وخبرته في العيش المسيحي محدودة اكثر. وربما لم يتعلم تفكير اللّٰه في بعض القضايا. وهو لم يدرس بدقة سلسلة مناقشات الكتاب المقدس لما قبل المعمودية مع الشيوخ، ولم يذعن لخطوة التغطيس في الماء الخطيرة. وفضلا عن ذلك، قال يسوع ان «كل مَن أُعطي كثيرا يُطلب منه كثير.» (لوقا ١٢:٤٨) ولذلك يُتوقع الكثير من المعتمدين الذين، بزيادة المعرفة والبركات، لديهم مسؤولية خصوصية. — يعقوب ٤:١٧، لوقا ١٥:١-٧؛ ١ كورنثوس ١٣:١١.
١٣ اذا اذنب ناشر غير معتمد ماذا يفعل الشيوخ لمساعدته؟
١٣ وانسجاما مع نصيحة بولس يريد الاخوة المؤهَّلون روحيا مساعدة ايّ ناشر غير معتمد يتخذ خطوة خاطئة قبل ان يدرك ذلك. (قارن غلاطية ٦:١.) ويمكن للشيوخ ان يطلبوا من اثنين منهم (ربما اللذَين اجتمعا معه في وقت ابكر) محاولة اصلاحه اذا اراد نيل المساعدة. وسيفعلان ذلك ليس بدافع الرغبة في التوبيخ بصرامة بل بطريقة رحيمة وبروح الوداعة. (مزمور ١٣٠:٣) وفي اغلب الحالات سيكفي النصح المؤسس على الاسفار المقدسة والاقتراحات العملية لانتاج التوبة ووضعه في الطريق الصائب.
١٤ و ١٥ (أ) ماذا يمكن فعله اذا كان الخاطئ تائبا على نحو اصيل؟ (ب) اي تعليق ايضاحي محدود يمكن تقديمه في بعض الحالات؟
١٤ سيزوِّد الشيخان توجيهات تناسب حالة الخاطئ غير المعتمد. وفي بعض الحالات قد يرتبان ان لا يكون المذنب لفترة من الوقت في مدرسة الخدمة الثيوقراطية او يسمح له بالتعليق في الاجتماعات. او قد يطلبان منه ان لا يشترك في الخدمة العلنية مع الجماعة الى ان يحرز تقدما روحيا اكثر. وبعدئذ يمكنهما اخباره انه باستطاعته المساهمة من جديد في خدمة الحقل. واذا لم يجلب الخطأ السمعة الرديئة ولم يعرِّض نظافة الرعية للخطر لا يكون ضروريا تنبيه الجماعة بواسطة اعلان.
١٥ ولكن ماذا اذا وجد الشيخان ان الشخص تائب بشكل اصيل ولكنّ الخطأ معروف بشكل واسع؟ او ماذا اذا اصبح الخطأ معروفا بشكل واسع في ما بعد؟ في ايّ من الحالتين يمكنهما إعلام لجنة خدمة الجماعة، التي سترتب لاعلان بسيط كما يلي: «ان القضية التي تتعلق بـ . . . قد عولجت، وهو [هي] يستمر في الخدمة كناشر غير معتمد مع الجماعة.» وكما في مثل هذه القضايا كلها، يمكن لهيئة الشيوخ ان تقرر ما اذا كان من المستحسن في وقت ما في المستقبل تقديم خطاب مؤسس على الاسفار المقدسة بمشورة عن نوع الخطإ المتعلق بالامر.
١٦ و ١٧ (أ) اية حالتين قد تكونان الاساس لاعلان مختلف؟ (ب) ما هي طبيعة هذا الاعلان؟
١٦ وأحيانا لا يتجاوب الناشر غير المعتمد الذي يرتكب الخطأ مع المساعدة الحبية. او قد يقرر الناشر غير المعتمد انه لا يريد الاستمرار في التقدم نحو المعمودية، ويخبر الشيوخ انه لا يريد ان يكون معروفا كناشر. فماذا يجب فعله؟ ان اجراء الفصل لا يُتخذ في ما يتعلق بمثل هؤلاء الاشخاص الذين لم يصيروا مقبولين عند اللّٰه. فترتيب فصل الخطاة غير التائبين ينطبق على اولئك ‹المدعوين اخوة،› على الاشخاص المعتمدين. (١ كورنثوس ٥:١١) ولكن هل يعني ذلك ان الخطأ يجري تجاهله؟ كلا.
١٧ ان الشيوخ مسؤولون عن ‹رعاية رعية اللّٰه التي بينهم.› (١ بطرس ٥:٢) فاذا قرر شيخان يقدمان المساعدة ان الخاطئ غير المعتمد هو غير تائب وغير اهل لان يكون ناشرا فانهما يخبران الفرد.d او اذا قال شخص غير معتمد للشيوخ انه لم يعد يريد ان يكون معروفا كناشر فانهما يقبلان قراره. وفي ايّ من الحالتين من الملائم ان تصنع لجنة خدمة الجماعة اعلانا بسيطا في وقت ملائم، قائلة «. . . لم يعد ناشرا للبشارة.»
١٨ (أ) بعد اعلان كهذا ماذا سيذكر المسيحيون في التقرير شخصيا كيف سيتصرفون؟ (ب) هل من الضروري ان نتجنب تماما غير المعتمدين المذنبين بارتكاب الخطإ في الماضي؟
١٨ وكيف سينظر الشهود بعد ذلك الى الشخص؟ حسنا، في مرحلة ابكر كان «غير مؤمن» يحضر الاجتماعات. ثم اراد وصار ايضا اهلا لان يكون ناشرا للبشارة. ولم تعد هذه هي الحال، لذلك فهو ثانية شخص من العالم. والكتاب المقدس لا يطلب من الشهود تجنب التحدث معه لانه غير مفصول.e وأيضا سيمارس المسيحيون الحذر في ما يتعلق بشخص كهذا من العالم لا يعبد يهوه، تماما كما فعل الاسرائيليون في ما يتعلق بالمستوطنين الغرباء غير المختونين. وهذا الحذر يساعد على حماية الجماعة من اية «خميرة صغيرة» او عنصر مفسد. (١ كورنثوس ٥:٦) واذا عبَّر في وقت لاحق عن رغبة اصيلة في عقد درس في الكتاب المقدس معه، وبدا ذلك للشيوخ ملائما، قد يساعده ذلك ان يقدِّر ثانية كم هو امتياز ان يعبد يهوه مع شعبه. — مزمور ١٠٠.
١٩ كيف يمكن للشيوخ على انفراد تزويد عون اضافي في بعض الحالات؟
١٩ اذا رأى الشيوخ ان شخصا من هذا النوع يشكل تهديدا غير عادي للرعية يمكنهم على انفراد تحذير اولئك المعرَّضين للخطر. مثلا، قد يكون الناشر السابق حدثا استسلم للسكر او الفساد الادبي. وعلى الرغم من الاعلان انه لم يعد ناشرا غير معتمد، قد يحاول معاشرة الاحداث في الجماعة. وفي هذه الحالة يتحدث الشيوخ على انفراد الى آباء الاشخاص المعرَّضين للخطر وربما الى اولئك الاحداث ايضا. (عبرانيين ١٢:١٥ و ١٦، اعمال ٢٠:٢٨-٣٠) وفي الحالة النادرة لشخص ممزِّق او خطِر بشدة يمكن إخباره انه غير مرحب به في الاجتماعات وأن اية محاولة للدخول ستُعتبر تجاوزا.
مساعدة القاصرين على عبادة اللّٰه
٢٠ الآباء المسيحيون يزوِّدون اية مساعدة لاولادهم، وبأية نتيجة؟
٢٠ يعطي الكتاب المقدس الآباء مسؤولية ارشاد اولادهم في طريق الحق الالهي. (تثنية ٦:٤-٩، ٣١:١٢ و ١٣) وهكذا يشجع شهود يهوه لزمن طويل العائلات المسيحية على ان يكون لديها درس اسبوعي في الكتاب المقدس. ويجب على الآباء المسيحيين تشجيع صغارهم على التقدم نحو الانتذار والمعمودية وبالتالي على نيل قبول اللّٰه. (امثال ٤:١-٧) ونرى في الجماعات النتيجة المبهجة — مئات الالوف من الصغار المثاليين الذين يحبون يهوه ويريدون ان يعبدوه الى الابد.
٢١-٢٣ (أ) بصورة رئيسية كيف تجري معالجة خطإ القاصر؟ (ب) اي دور يقوم به شيوخ الجماعة في حالات كهذه؟
٢١ والآباء المسيحيون لديهم ايضا المسؤولية الرئيسية لتأديب وتوبيخ اولادهم، واضعين عليهم اية قيود او عقوبات حبية يعتبرونها ضرورية. (افسس ٦:٤، عبرانيين ١٢:٨ و ٩، امثال ٣:١١ و ١٢، ٢٢:١٥) ولكن اذا اصبح الولد القاصر الذي يعاشر كناشر غير معتمد متورطا في خطإ خطير يكون ذلك من اهتمام الشيوخ الذين «يسهرون لاجل نفوس» الرعية. — عبرانيين ١٣:١٧.
٢٢ ومن حيث الاساس فان مثل هذا الخطإ يجب الاهتمام به كما ورد سابقا في هذه المقالة. فيمكن تعيين شيخين للنظر في القضية. مثلا، يمكن ان يناقشا اولا مع الوالدَين (او الوالد) ما حدث، ما هو موقف الولد، وأية خطوات تقويمية اتُّخذت. (قارن تثنية ٢١:١٨-٢١.) واذا كان الوالدان المسيحيان يسيطران على الحالة يمكن للشيخين ببساطة مراجعتهما من حين الى آخر لتقديم المشورة المساعِدة، الاقتراحات، والتشجيع الحبي.
٢٣ ولكن، احيانا، تُظهر المناقشة مع الوالدَين انه من الافضل للشيخين ان يجتمعا مع القاصر العاصي والوالدَين. واذ يفكر الناظران في حدود الاحداث وميولهم سيحاولان ارشاد الناشر الحدث غير المعتمد بوداعة. (٢ تيموثاوس ٢:٢٢-٢٦) وفي بعض الحالات قد يتضح انه لم يعد اهلا ليكون ناشرا وأنه يجب صنع اعلان ملائم.
٢٤ (أ) حتى ولو اشترك القاصر في خطإ خطير ماذا من الملائم ان يفعل الوالدان، وكيف يمكنهما انجاز ذلك؟ (ب) كيف ينطبق ذلك على قاصر جرى فصله؟
٢٤ وبعد ذلك ماذا سيفعل الوالدان لاجل ولدهما القاصر المذنب؟ انهما لا يزالان مسؤولين عن ولدهما، رغم انه جُرِّد من الاهلية كناشر غير معتمد او حتى اذا فُصل بسبب الخطإ بعد المعمودية. وكما سيستمران في تزويده الطعام واللباس والمأوى، يلزمهما ارشاده وتأديبه وفق كلمة اللّٰه. (امثال ٦:٢٠-٢٢، ٢٩:١٧) وهكذا يمكن للوالدَين المحبين ان يرتبا لدرس بيتي في الكتاب المقدس معه، حتى ولو جرى فصله.f فقد يستمد الفائدة التقويمية الكبرى من درسهما معه وحده. او قد يقرران انه يمكنه الاستمرار في الاشتراك في ترتيب الدرس العائلي. ورغم انحرافه، يريدان رؤيته يعود الى يهوه كما فعل الابن الضال في مثل يسوع. — لوقا ١٥:١١-٢٤.
٢٥ لماذا يجري توجيه الاهتمام والمساعدة الحبيين نحو ‹غير المؤمنين› اليوم؟
٢٥ ان هدف كرازتنا وتعليمنا هو مساعدة الآخرين على الصيرورة عبّادا سعداء للاله الحقيقي. و ‹غير المؤمنين والعاميون› في كورنثوس اندفعوا الى ان ‹يخرُّوا على وجههم ويسجدوا للّٰه،› منادين: «ان اللّٰه بالحقيقة فيكم.» (١ كورنثوس ١٤:٢٥) ويا له من فرح ان نرى اليوم اشخاصا اكثر فأكثر يأتون الى عبادة اللّٰه! هذا هو اتمام مجيد لاعلان الملائكة: «المجد للّٰه في الاعالي وعلى الارض السلام (بين اناس المشيئة الصالحة) [او، الناس الذين يحظون بقبول اللّٰه].» — لوقا ٢:١٤.
-