مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
١-٧ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | كولوسي ١–٤
«اخلعوا الشخصية القديمة والبسوا الجديدة»
(كولوسي ٣:٥-٩) أَمِيتُوا إِذًا أَعْضَاءَ جَسَدِكُمُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ، ٱلنَّجَاسَةِ، ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ، ٱلِٱشْتِهَاءِ ٱلْمُؤْذِي، وَٱلطَّمَعِ ٱلَّذِي هُوَ صَنَمِيَّةٌ. ٦ فَإِنَّهُ بِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ يَأْتِي سُخْطُ ٱللّٰهِ. ٧ وَفِي هٰذِهِ أَنْتُمْ أَيْضًا سِرْتُمْ فِي مَا مَضَى حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِيهَا. ٨ وَأَمَّا ٱلْآنَ فَٱطْرَحُوهَا عَنْكُمْ جَمِيعَهَا: اَلسُّخْطَ، ٱلْغَضَبَ، ٱلسُّوءَ، كَلَامَ ٱلْإِهَانَةِ، وَٱلْبَذَاءَةَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. ٩ لَا تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ. اِخْلَعُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ مَعَ مُمَارَسَاتِهَا،
لننلْ روح اللّٰه لا روح العالم
١٢ أَيَّ رُوحٍ تَعْكِسُهَا شَخْصِيَّتِي؟ (اِقْرَأْ كولوسي ٣:٨-١٠، ١٣.) يُشَجِّعُ رُوحُ ٱلْعَالَمِ عَلَى أَعْمَالِ ٱلْجَسَدِ. (غل ٥:١٩-٢١) وَٱلِٱمْتِحَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلَّذِي يَكْشِفُ أَيُّ رُوحٍ يُؤَثِّرُ فِينَا لَا يَنْشَأُ حِينَ تَسِيرُ ٱلْأُمُورُ عَلَى مَا يُرَامُ، بَلْ مَثَلًا عِنْدَمَا يَتَجَاهَلُنَا أَخٌ مَسِيحِيٌّ، يَجْرَحُ مَشَاعِرَنَا، أَوْ يُخْطِئُ فِي حَقِّنَا. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، حِينَ نَكُونُ فِي ٱلْبَيْتِ، يَتَبَيَّنُ بِوُضُوحٍ أَيُّ رُوحٍ يُسَيِّرُنَا. لِذَا قَدْ يَلْزَمُ أَنْ نُجْرِيَ فَحْصًا صَادِقًا لِأَنْفُسِنَا مِنْ خِلَالِ ٱلسُّؤَالِ ٱلتَّالِي: ‹عَلَى مَرِّ ٱلْأَشْهُرِ ٱلسِّتَّةِ ٱلْمَاضِيَةِ، هَلْ أَصْبَحَتْ شَخْصِيَّتِي أَقْرَبَ إِلَى شَخْصِيَّةِ ٱلْمَسِيحِ، أَمْ إِنِّي ٱنْجَرَفْتُ تَدْرِيجِيًّا إِلَى مُمَارَسَةِ بَعْضِ عَادَاتِي ٱلسَّيِّئَةِ فِي ٱلْكَلَامِ وَٱلسُّلُوكِ؟›.
١٣ بِٱلْمُقَابِلِ، يُسَاعِدُنَا رُوحُ ٱللّٰهِ عَلَى ‹خَلْعِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ مَعَ مُمَارَسَاتِهَا وَلُبْسِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ›. وَهكَذَا نُظْهِرُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱللُّطْفِ، وَنَغْدُو أَكْثَرَ ٱسْتِعْدَادًا لِمُسَامَحَةِ بَعْضِنَا بَعْضًا حَتَّى لَوْ بَدَا أَنَّ لَدَيْنَا سَبَبًا وَجِيهًا لِلتَّشَكِّي مِنَ ٱلْآخَرِينَ. وَلَا نَرُدُّ عَلَى ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلظَّالِمَةِ بِٱنْفِعَالَاتٍ غَيْرِ مَضْبُوطَةٍ مِلْؤُهَا ‹ٱلْمَرَارَةُ وَٱلْغَضَبُ وَٱلسُّخْطُ وَٱلصِّيَاحُ وَكَلَامُ ٱلْإِهَانَةِ›، بَلْ نَبْذُلُ جُهْدًا دَؤُوبًا لِنَكُونَ «ذَوِي حَنَانٍ». — اف ٤:٣١، ٣٢.
(كولوسي ٣:١٠-١٤) وَٱلْبَسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي تَتَجَدَّدُ بِٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ وَفْقَ صُورَةِ ٱلَّذِي خَلَقَهَا، ١١ حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغَلَفٌ، أَجْنَبِيٌّ، سِكِيثِيٌّ، عَبْدٌ، حُرٌّ، بَلِ ٱلْمَسِيحُ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ وَفِي ٱلْكُلِّ. ١٢ إِذًا، كَمُخْتَارِي ٱللّٰهِ ٱلْقُدُّوسِينَ وَٱلْمَحْبُوبِينَ، ٱلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفَ، وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةَ، وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ. ١٣ اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ. كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ، هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. ١٤ وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا، ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ، فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ.
هل تستمر في اجراء التغييرات؟
١٨ وَلِكَيْ تُحْدِثَ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةَ فِينَا، لَا يَكْفِينَا مُجَرَّدُ قِرَاءَتِهَا وَٱلتَّعَلُّمِ مِنْهَا بِٱنْتِظَامٍ. فَكَثِيرُونَ يَقْرَأُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مِنْ حِينٍ لآِخَرَ وَبِٱلتَّالِي هُمْ حَسَنُو ٱلِٱطِّلَاعِ عَلَى مَا يَقُولُهُ. وَلَعَلَّكَ ٱلْتَقَيْتَ أُنَاسًا كَهٰؤُلَاءِ أَثْنَاءَ خِدْمَتِكَ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ. حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ قَادِرٌ أَنْ يُرَدِّدَ آيَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ. غَيْرَ أَنَّ هٰذَا ٱلْأَمْرَ لَهُ أَثَرٌ ضَئِيلٌ فِي تَفْكِيرِهِمْ وَنَمَطِ حَيَاتِهِمْ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ لَا تُؤَثِّرُ فِي ٱلشَّخْصِ وَتُغَيِّرُهُ إِلَّا إِنْ سَمَحَ لَهَا أَنْ تُغْرَسَ فِي قَلْبِهِ. لِذَا، عَلَيْنَا أَنْ نَصْرِفَ وَقْتًا وَنَحْنُ نُفَكِّرُ فِي مَا نَتَعَلَّمُهُ. فَحَرِيٌّ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ أَنَا مُقْتَنِعٌ أَنَّ مَا أَتَعَلَّمُهُ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ مُجَرَّدِ تَعَالِيمَ دِينِيَّةٍ؟ هَلْ لَمَسْتُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْحَقُّ؟ هَلْ أُطَبِّقُ فِي حَيَاتِي مَا أَتَعَلَّمُهُ أَمْ إِنِّي أَعْتَبِرُهُ مُجَرَّدَ شَيْءٍ عَلَيَّ أَنْ أُعَلِّمَهُ لِلْآخَرِينَ؟ وَهَلْ أَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ يُكَلِّمُنِي شَخْصِيًّا؟›. إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي أَسْئِلَةٍ كَهٰذِهِ يُقَرِّبُنَا أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ وَيُعَمِّقُ مَحَبَّتَنَا لَهُ. وَحِينَ يَمَسُّ مَا نَتَعَلَّمُهُ قُلُوبَنَا، نَنْدَفِعُ إِلَى صُنْعِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي تُرْضِي ٱللّٰهَ فِي حَيَاتِنَا. — ام ٤:٢٣؛ لو ٦:٤٥.
١٩ إِنَّ قِرَاءَةَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَٱلتَّأَمُّلَ فِيهَا بِٱنْتِظَامٍ يَدْفَعَانِنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي فِعْلِ مَا قَالَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اِخْلَعُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ مَعَ مُمَارَسَاتِهَا، وَٱلْبَسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي تَتَجَدَّدُ بِٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ». (كو ٣:٩، ١٠) نَعَمْ، إِذَا فَهِمْنَا حَقًّا وَطَبَّقْنَا مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، فَسَنَنْدَفِعُ أَنْ نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي تَحْمِينَا مِنْ مَكَايِدِ ٱلشَّيْطَانِ.
البحث عن جواهر روحية
(كولوسي ١:١٣، ١٤) لَقَدْ أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَةِ ٱلظَّلَامِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَمْلَكَةِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ ١٤ ٱلَّذِي بِهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ، غُفْرَانُ خَطَايَانَا.
حكومة اللّٰه تبتدئ حكمها
٦ يقول بعض الاشخاص ان الملكوت ابتدأ حكمه في السنة التي رجع فيها يسوع الى السماء. ويقولون ان المسيح ابتدأ يحكم عندما سكب الروح القدس على أتباعه في يوم عيد الخمسين اليهودي في السنة ٣٣ ب م. (اعمال ٢:١-٤) ولكنّ حكومة الملكوت التي رتبها يهوه لانهاء كل المشاكل التي خلقها تمرد الشيطان لم تبتدئ حكمها آنذاك. ولا يوجد ما يظهر ان «الابن الذكر،» الذي هو حكومة اللّٰه برئاسة المسيح، وُلد آنذاك وابتدأ حكمه. (رؤيا ١٢:١-١٠) فهل كان ليسوع بطريقة ما ملكوت في السنة ٣٣ ب م؟
٧ نعم، ابتدأ يسوع آنذاك يحكم على جماعة أتباعه الذين كانوا في الوقت المعيَّن سينضمون اليه في السموات. وهكذا يتحدث الكتاب المقدس عنهم وهم على الارض كمن نُقلوا الى «ملكوت ابن محبة (اللّٰه).» (كولوسي ١:١٣) ولكنّ هذا الحكم، او «الملكوت،» على المسيحيين ذوي الرجاء بالحياة السماوية ليس حكومة الملكوت التي علّم يسوع أتباعه ان يصلّوا من اجلها. فهو ملكوت على مجرد الاشخاص الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين سيحكمون معه في السماء. وعلى مر القرون كانوا رعاياه الوحيدين. وهكذا فان هذا الحكم، او ملكوت ابن محبة اللّٰه، سينتهي عندما يموت وينضم الى المسيح في السماء آخر فرد من هؤلاء الرعايا ذوي الرجاء السماوي. فلن يكونوا في ما بعد رعايا المسيح بل سيكونون آنذاك ملوكا معه في حكومة ملكوت اللّٰه الموعود بها منذ زمن طويل.
لننمِّ الطاعة فيما تقترب النهاية
٣ عندما صعد يسوع الى السماء، لم يتسلم فورا الحكم على شعوب العالم. (مزمور ١١٠:١) إلا انه تولى حكم «مملكة» فيها رعايا يطيعونه. حدَّد الرسول بولس هوية هذه المملكة عندما كتب: «[اللّٰه] انقذنا [المسيحيين الممسوحين بالروح] من سلطة الظلام ونقلنا الى مملكة ابن محبته». (كولوسي ١:١٣) وقد بدأ هذا الانقاذ يوم الخمسين سنة ٣٣ بم عندما سُكب الروح القدس على أتباع يسوع الامناء. — اعمال ٢:١-٤؛ ١ بطرس ٢:٩.
(كولوسي ٢:٨) اِحْذَرُوا لِئَلَّا يَسْبِيَكُمْ أَحَدٌ بِٱلْفَلْسَفَةِ وَٱلْخِدَاعِ ٱلْفَارِغِ حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ، حَسَبَ مَبَادِئِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَوَّلِيَّةِ وَلَيْسَ حَسَبَ ٱلْمَسِيحِ.
نقاط بارزة من الرسائل الى اهل غلاطية، افسس، فيلبي، وكولوسي
٢:٨ — ما هي «مبادئ العالم الاولية» التي حذّر منها بولس؟ انها عناصر عالم الشيطان، اي الاركان التي يقوم عليها او المبادئ التي توجهه وتدفعه. (١ يو ٢:١٦) وهي تشمل فلسفة هذا العالم وأديانه الباطلة وروح المادية السائدة فيه.
قراءة الكتاب المقدس
(كولوسي ١:١-٢٠) مِنْ بُولُسَ، رَسُولِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ بِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ، وَمِنْ تِيمُوثَاوُسَ أَخِينَا، ٢ إِلَى ٱلْقِدِّيسِينَ وَٱلْإِخْوَةِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ فِي كُولُوسِّي: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلَامٌ مِنَ ٱللّٰهِ أَبِينَا! ٣ نَشْكُرُ ٱللّٰهَ أَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ حِينَمَا نُصَلِّي لِأَجْلِكُمْ، ٤ إِذْ سَمِعْنَا بِإِيمَانِكُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ وَمَحَبَّتِكُمْ لِجَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ ٥ بِسَبَبِ ٱلرَّجَاءِ ٱلْمَحْفُوظِ لَكُمْ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ. هٰذَا ٱلرَّجَاءُ سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلًا إِذْ أُخْبِرْتُمْ بِحَقِّ ٱلْبِشَارَةِ، ٦ تِلْكَ ٱلْبِشَارَةِ ٱلْحَاضِرَةِ عِنْدَكُمْ، وَهِيَ مُثْمِرَةٌ وَنَامِيَةٌ فِي ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ مِثْلَمَا هِيَ بَيْنَكُمْ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْتُمْ وَعَرَفْتُمْ بِدِقَّةٍ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ عَلَى حَقِيقَتِهَا. ٧ هٰذَا مَا تَعَلَّمْتُمُوهُ مِنْ أَبَفْرَاسَ رَفِيقِنَا ٱلْعَبْدِ ٱلْحَبِيبِ، ٱلَّذِي هُوَ لِلْمَسِيحِ خَادِمٌ أَمِينٌ عَنَّا، ٨ وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَيْضًا بِمَحَبَّتِكُمُ ٱلرُّوحِيَّةِ. ٩ مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ أَيْضًا نَحْنُ، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا بِهٰذَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ لِأَجْلِكُمْ وَسَائِلِينَ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ، ١٠ لِكَيْ تَسِيرُوا كَمَا يَحِقُّ لِيَهْوَهَ بُغْيَةَ إِرْضَائِهِ كَامِلًا، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ ٱلدَّقِيقَةِ، ١١ مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِقُدْرَتِهِ ٱلْمَجِيدَةِ لِكَيْ تَحْتَمِلُوا إِلَى ٱلتَّمَامِ وَتَكُونُوا طِوَالَ ٱلْأَنَاةِ بِفَرَحٍ، ١٢ شَاكِرِينَ ٱلْآبَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ أَهْلًا لِتَشْتَرِكُوا فِي مِيرَاثِ ٱلْقِدِّيسِينَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي ٱلنُّورِ. ١٣ لَقَدْ أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَةِ ٱلظَّلَامِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَمْلَكَةِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ ١٤ ٱلَّذِي بِهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ، غُفْرَانُ خَطَايَانَا. ١٥ هُوَ صُورَةُ ٱللّٰهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ، ١٦ لِأَنَّهُ بِهِ خُلِقَتْ سَائِرُ ٱلْأَشْيَاءِ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ، ٱلْمَنْظُورَةِ وَغَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ، سَوَاءٌ كَانَتْ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ حُكُومَاتٍ أَمْ سُلُطَاتٍ. بِهِ وَلَهُ خُلِقَتْ. ١٧ وَهُوَ قَبْلَ سَائِرِ ٱلْأَشْيَاءِ وَبِهِ أُوجِدَتْ، ١٨ وَهُوَ رَأْسُ ٱلْجَسَدِ، ٱلْجَمَاعَةِ. هُوَ ٱلْبِدَايَةُ، ٱلْبِكْرُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ ٱلْأَوَّلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. ١٩ لِأَنَّهُ فِيهِ ٱسْتَحْسَنَ ٱللّٰهُ أَنْ يَسْكُنَ كُلُّ ٱلْمِلْءِ، ٢٠ وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ سَائِرَ ٱلْأَشْيَاءِ مَعَ نَفْسِهِ — سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ أَمْ مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ — صَانِعًا ٱلسَّلَامَ بِٱلدَّمِ ٱلَّذِي سَفَكَهُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ.
٨-١٤ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ تسالونيكي ١–٥
«واظِبوا على تعزية بعضكم بعضا وبناء بعضكم بعضا»
(تسالونيكي الاولى ٥:١١-١٣) لِذٰلِكَ وَاظِبُوا عَلَى تَعْزِيَةِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا وَبِنَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا، كَمَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ. ١٢ وَنَطْلُبُ مِنْكُمْ، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، أَنْ تُقَدِّرُوا ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ بَيْنَكُمْ وَيُشْرِفُونَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلرَّبِّ وَيُنَبِّهُونَكُمْ، ١٣ وَٱعْتَبِرُوهُمْ غَايَةَ ٱلِٱعْتِبَارِ فِي ٱلْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.
«قدروا الذين يعملون بكد بينكم»
١٢ يَنْطَوِي ‹ٱلْإِشْرَافُ عَلَى› ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلتَّعْلِيمِ. فَٱلْعِبَارَةُ عَيْنُهَا تَرِدُ فِي ١ تِيمُوثَاوُس ٣:٤ حَيْثُ ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ ٱلنَّاظِرَ يَلْزَمُ أَنْ «يُشْرِفَ حَسَنًا عَلَى بَيْتِهِ، [وَيَكُونَ] لَهُ أَوْلَادٌ فِي خُضُوعٍ بِكُلِّ رَصَانَةٍ». مِنْ هُنَا يَتَّضِحُ أَنَّ عِبَارَةَ ‹يُشْرِفُ عَلَى› لَا تَشْمُلُ أَنْ يُعَلِّمَ أَوْلَادَهُ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا أَنْ يَتَوَلَّى ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْعَائِلَةِ وَيَكُونَ «لَهُ أَوْلَادٌ فِي خُضُوعٍ». حَقًّا، إِنَّ ٱلشُّيُوخَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مُسَاعِدِينَ ٱلْجَمِيعَ لِيَكُونُوا فِي خُضُوعٍ لِيَهْوَهَ. — ١ تي ٣:٥.
«قدروا الذين يعملون بكد بينكم»
١٩ مَاذَا تَفْعَلُ عِنْدَمَا تَتَلَقَّى هَدِيَّةً صُنِعَتْ لَكَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ؟ هَلْ تُبْدِي تَقْدِيرَكَ بِٱسْتِخْدَامِهَا؟ لَقَدْ زَوَّدَنَا يَهْوَهُ ‹بِعَطَايَا فِي رِجَالٍ› بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِإِظْهَارِ ٱمْتِنَانِكَ لِهؤُلَاءِ ٱلشُّيُوخِ هِيَ ٱلْإِصْغَاءُ بِٱنْتِبَاهٍ إِلَى ٱلْخِطَابَاتِ ٱلَّتِي يُلْقُونَهَا وَتَطْبِيقُ ٱلنِّقَاطِ ٱلَّتِي يَذْكُرُونَهَا. وَفِي وُسْعِكَ أَيْضًا أَنْ تُعْرِبَ عَنْ تَقْدِيرِكَ بِتَقْدِيمِ تَعْلِيقَاتٍ بَنَّاءَةٍ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَكَذلِكَ بِدَعْمِهِمْ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلَّتِي يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِيهَا كَخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. وَإِذَا ٱسْتَفَدْتَ مِنْ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا لَكَ يَوْمًا أَحَدُهُمْ، فَلِمَ لَا تُخْبِرُهُ بِذلِكَ؟ وَلِمَ لَا تُظْهِرُ تَقْدِيرَكَ أَيْضًا لِعَائِلَاتِهِمْ؟ تَذَكَّرْ أَنَّ عَائِلَةَ ٱلشَّيْخِ تُضَحِّي بِٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ تَقْضِيَهُ مَعَهُ لِيَتَسَنَّى لَهُ ٱلْعَمَلُ بِكَدٍّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
(تسالونيكي الاولى ٥:١٤) وَنَحُثُّكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ: نَبِّهُوا ٱلَّذِينَ بِلَا تَرْتِيبٍ، عَزُّوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ، ٱدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ، تَحَلَّوْا بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ.
«لنحبَّ . . . بالعمل والحق»
١٣ اِدْعَمِ ٱلضُّعَفَاءَ. نُبَرْهِنُ أَنَّ مَحَبَّتَنَا حَقِيقِيَّةٌ عِنْدَمَا نُطَبِّقُ ٱلْوَصِيَّةَ بِأَنْ ‹نَدْعَمَ ٱلضُّعَفَاءَ› وَنَصْبِرَ عَلَى ٱلْجَمِيعِ. (١ تس ٥:١٤) فَأَشْخَاصٌ ضُعَفَاءُ كَثِيرُونَ يَتَقَدَّمُونَ وَيَصِيرُونَ أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا. لٰكِنَّ آخَرِينَ يَحْتَاجُونَ أَنْ نَصْبِرَ عَلَيْهِمْ وَنُسَاعِدَهُمْ مُدَّةً أَطْوَلَ. فَكَيْفَ نَدْعَمُهُمْ؟ يُمْكِنُنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَيْهِمْ، نُشَجِّعَهُمْ بِآيَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، أَوْ نُرَافِقَهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَلَا نَعْتَبِرْ إِخْوَتَنَا إِمَّا «ضُعَفَاءَ» أَوْ «أَقْوِيَاءَ». بَلْ لِنَتَذَكَّرْ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا لَدَيْهِ نِقَاطُ قُوَّةٍ وَضُعْفٍ. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ نَفْسُهُ ٱعْتَرَفَ بِضَعَفَاتِهِ. (٢ كو ١٢:٩، ١٠) فَفِي ٱلنِّهَايَةِ، كُلُّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ.
اقتدِ بتواضع يسوع وحنانه
١٦ يَظْهَرُ ٱلْحَنَانُ أَيْضًا بِكَلَامِنَا. فَهُوَ يَدْفَعُنَا أَنْ ‹نُعَزِّيَ ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ›. (١ تس ٥:١٤) وَمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ لِنُشَجِّعَ أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ؟ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرْفَعَ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ بِٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱهْتِمَامِنَا ٱلْحَقِيقِيِّ بِهِمْ. وَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَمْدَحَهُمْ مَدْحًا صَادِقًا يُبَيِّنُ لَهُمْ صِفَاتِهِمِ ٱلْجَمِيلَةَ وَمَقْدِرَاتِهِمْ. كَمَا نَقْدِرُ أَنْ نُذَكِّرَهُمْ بِأَنَّ يَهْوَهَ ٱجْتَذَبَهُمْ إِلَى ٱبْنِهِ، مَا يَعْنِي أَنَّهُمْ ثَمِينُونَ فِي نَظَرِهِ. (يو ٦:٤٤) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُطَمْئِنَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ كَثِيرًا بِخُدَّامِهِ «ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ» أَوِ «ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ». (مز ٣٤:١٨) حَقًّا، تَلْعَبُ كَلِمَاتُنَا ٱلْمُفْعَمَةُ بِٱلْحَنَانِ دَوْرًا فِي شِفَاءِ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ. — ام ١٦:٢٤.
البحث عن جواهر روحية
(تسالونيكي الاولى ٤:٣-٦) فَهٰذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ: تَقْدِيسُكُمْ، أَيْ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ ٱلْعَهَارَةِ، ٤ وَأَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ كَيْفَ يَقْتَنِي إِنَاءَهُ ٱلْخَاصَّ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ، ٥ لَا بِشَهْوَةٍ جِنْسِيَّةٍ طَامِعَةٍ كَمَا عِنْدَ ٱلْأُمَمِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ ٱللّٰهَ، ٦ وَأَلَّا يَتَطَاوَلَ أَحَدٌ وَيَتَعَدَّى حُقُوقَ أَخِيهِ فِي هٰذَا ٱلْأَمْرِ، لِأَنَّ يَهْوَهَ يَقْتَضِي ٱلْعِقَابَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، كَمَا أَخْبَرْنَاكُمْ مِنْ قَبْلُ وَشَهِدْنَا لَكُمْ أَيْضًا شَهَادَةً كَامِلَةً.
هل يبرِّر الحب الرومنطيقي الجنس قبل الزواج؟
وبالنسبة الى المسيحي، العهارة تعدٍّ على حقوق اخيه او اخته الروحيين. (١ تسالونيكي ٤:٣-٦) فمَن يدّعي خدمة اللّٰه ويمارس الجنس خارج نطاق الزواج يُدخل النجاسة الى الجماعة المسيحية. (عبرانيين ١٢:١٥، ١٦) فضلا عن ذلك، انه يحرم الشخص الذي ارتكب معه العهارة من حيازة موقف طاهر ادبيا، ومن فرصة البدء بزواجه في المستقبل بداية طاهرة اذا كان اعزب. كما انه يلطّخ صيت عائلته النظيف ويسيء الى عائلة شريكه. وأخيرا، ينمّ تصرفه هذا عن استخفاف باللّٰه لأن العاهر يؤلم يهوه بانتهاك شرائعه ومبادئه البارة. (مزمور ٧٨:٤٠، ٤١) لكن يهوه ‹سيقتضي العقاب› على كل هذه الاعمال الرديئة التي يرتكبها الشخص دون توبة. (١ تسالونيكي ٤:٦) أفليس من الطبيعي اذًا ان يطلب منا الكتاب المقدس ان ‹نهرب من العهارة›؟ — ١ كورنثوس ٦:١٨.
(تسالونيكي الاولى ٤:١٥-١٧) فَهٰذَا نَقُولُهُ لَكُمْ بِكَلِمَةِ يَهْوَهَ، إِنَّنَا نَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ ٱلْبَاقِينَ إِلَى حُضُورِ ٱلرَّبِّ لَنْ نَسْبِقَ ٱلرَّاقِدِينَ، ١٦ لِأَنَّ ٱلرَّبَّ نَفْسَهُ سَيَنْزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِنِدَاءٍ آمِرٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلَائِكَةٍ وَبِبُوقِ ٱللّٰهِ، وَٱلْأَمْوَاتُ ٱلَّذِينَ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا. ١٧ ثُمَّ نَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ ٱلْبَاقِينَ سَنُخْتَطَفُ مَعَهُمْ فِي ٱلسُّحُبِ، لِمُلَاقَاةِ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْهَوَاءِ، وَهٰكَذَا نَكُونُ مَعَ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلدَّوَامِ.
«نجاتكم تقترب»!
١٤ مَاذَا سَيَحْصُلُ بَعْدَمَا يَبْدَأُ هُجُومُ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ «يُرْسِلُ . . . ٱلْمَلَائِكَةَ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ ٱلرِّيَاحِ ٱلْأَرْبَعِ، مِنْ أَقْصَى ٱلْأَرْضِ إِلَى أَقْصَى ٱلسَّمَاءِ». (مر ١٣:٢٧؛ مت ٢٤:٣١) إِنَّ عَمَلَ ٱلتَّجْمِيعِ هٰذَا لَا يُشِيرُ إِلَى خَتْمِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأَوَّلِيِّ وَلَا إِلَى ٱلْخَتْمِ ٱلنِّهَائِيِّ لِلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ. (مت ١٣:٣٧، ٣٨) فَهُمْ يُخْتَمُونَ ٱلْخَتْمَ ٱلنِّهَائِيَّ قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. (رؤ ٧:١-٤) إِذًا، مَا هُوَ عَمَلُ ٱلتَّجْمِيعِ ٱلَّذِي أَتَى يَسُوعُ عَلَى ذِكْرِهِ؟ إِنَّهُ يُشِيرُ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَنَالُ فِيهِ ٱلْبَقِيَّةُ ٱلْمَمْسُوحَةُ مُكَافَأَتَهَا ٱلسَّمَاوِيَّةَ. (١ تس ٤:١٥-١٧؛ رؤ ١٤:١) وَسَيَحْدُثُ ذٰلِكَ فِي مَرْحَلَةٍ مَا بَعْدَ بِدَايَةِ هُجُومِ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ. (حز ٣٨:١١) إِذَّاكَ، تَتِمُّ كَلِمَاتُ يَسُوعَ: «فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ يَسْطَعُ ٱلْأَبْرَارُ كَٱلشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ». — مت ١٣:٤٣.
١٥ يُؤْمِنُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سَيُؤْخَذُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِأَجْسَادِهِمْ، وَأَنَّهُمْ سَيَرَوْنَ بِأَعْيُنِهِمْ رُجُوعَ يَسُوعَ لِيَحْكُمَ ٱلْأَرْضَ. لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُظْهِرُ بِوُضُوحٍ أَنَّ «آيَةَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ» سَتَظْهَرُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَأَنَّ يَسُوعَ سَيَأْتِي «عَلَى سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ»، مَا يَدُلُّ أَنَّ رُجُوعَهُ سَيَكُونُ غَيْرَ مَنْظُورٍ. (مت ٢٤:٣٠) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، «إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَا يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ». وَعَلَيْهِ، فَقَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، يَجِبُ أَوَّلًا أَنْ ‹يَتَغَيَّرُوا، فِي لَحْظَةٍ، فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، أَثْنَاءَ ٱلْبُوقِ ٱلْأَخِيرِ›. (اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٥٠-٥٣.) فَٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلْبَاقُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَيُجْمَعُونَ دُفْعَةً وَاحِدَةً فِي لَحْظَةٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ.
قراءة الكتاب المقدس
(تسالونيكي الاولى ٣:١-١٣) وَمِنْ ثَمَّ، فَإِذْ لَمْ نَعُدْ نَقْدِرُ أَنْ نَتَحَمَّلَ ذٰلِكَ، ٱسْتَحْسَنَّا أَنْ نَبْقَى وَحْدَنَا فِي أَثِينَا، ٢ وَأَرْسَلْنَا تِيمُوثَاوُسَ، أَخَانَا وَخَادِمَ ٱللّٰهِ فِي بِشَارَةِ ٱلْمَسِيحِ، لِكَيْ يُثَبِّتَكُمْ وَيُعَزِّيَكُمْ لِأَجْلِ إِيمَانِكُمْ، ٣ حَتَّى لَا يَتَقَلْقَلَ أَحَدٌ مِنْ جَرَّاءِ هٰذِهِ ٱلضِّيقَاتِ. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا مُعَيَّنُونَ لِهٰذَا عَيْنِهِ. ٤ وَقَدْ سَبَقْنَا فَقُلْنَا لَكُمْ تَكْرَارًا، لَمَّا كُنَّا مَعَكُمْ، إِنَّهُ مَحْتُومٌ عَلَيْنَا أَنْ نُعَانِيَ ٱلضِّيقَ، كَمَا حَدَثَ أَيْضًا وَكَمَا تَعْرِفُونَ. ٥ مِنْ أَجْلِ هٰذَا، عِنْدَمَا لَمْ أَعُدْ قَادِرًا عَلَى تَحَمُّلِ ذٰلِكَ، أَرْسَلْتُ لِأَعْرِفَ عَنْ أَمَانَتِكُمْ، لِئَلَّا يَكُونَ ٱلْمُجَرِّبُ قَدْ جَرَّبَكُمْ بِطَرِيقَةٍ مَا، فَيَذْهَبَ كَدُّنَا عَبَثًا. ٦ وَأَمَّا ٱلْآنَ، فَقَدْ جَاءَ إِلَيْنَا تِيمُوثَاوُسُ مِنْ عِنْدِكُمْ وَبَشَّرَنَا بِأَمَانَتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ، وَأَنَّكُمْ لَا تَنْفَكُّونَ تَذْكُرُونَنَا بِٱلْخَيْرِ كُلَّ حِينٍ، حَانِّينَ إِلَى رُؤْيَتِنَا كَمَا نَحْنُ أَيْضًا إِلَى رُؤْيَتِكُمْ. ٧ مِنْ أَجْلِ هٰذَا تَعَزَّيْنَا مِنْ جِهَتِكُمْ، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، فِي كُلِّ ضَرُورَتِنَا وَضِيقَتِنَا بِٱلْأَمَانَةِ ٱلَّتِي تُظْهِرُونَهَا، ٨ لِأَنَّنَا ٱلْآنَ نَحْيَا إِنْ ثَبَتُّمْ فِي ٱلرَّبِّ. ٩ فَأَيَّ شُكْرٍ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُؤَدِّيَ لِلّٰهِ مِنْ جِهَتِكُمْ لِقَاءَ كُلِّ ٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي نَفْرَحُهُ بِسَبَبِكُمْ أَمَامَ إِلٰهِنَا، ١٠ وَنَحْنُ نَتَضَرَّعُ غَايَةَ ٱلتَّضَرُّعِ لَيْلًا وَنَهَارًا لِكَيْ نَرَى وُجُوهَكُمْ وَنَسُدَّ مَا هُوَ نَاقِصٌ فِي إِيمَانِكُمْ؟ ١١ فَلْيَهْدِ طَرِيقَنَا إِلَيْكُمْ إِلٰهُنَا وَأَبُونَا نَفْسُهُ، وَرَبُّنَا يَسُوعُ! ١٢ وَلْيَزِدْكُمُ ٱلرَّبُّ وَلْيُكْثِرْكُمْ مَحَبَّةً بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ، كَمَا نَحْنُ أَيْضًا لَكُمْ! ١٣ لِكَيْ يَجْعَلَ قُلُوبَكُمْ ثَابِتَةً بِلَا لَوْمٍ فِي ٱلْقَدَاسَةِ أَمَامَ إِلٰهِنَا وَأَبِينَا عِنْدَ حُضُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ مَعَ جَمِيعِ قِدِّيسِيهِ.
١٥-٢١ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | ٢ تسالونيكي ١–٣
«كشف المتعدي على الشريعة»
(تسالونيكي الثانية ٢:٦-٨) وَٱلْآنَ أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ مَا يَرْدَعُ، لِكَيْ يُكْشَفَ فِي وَقْتِهِ. ٧ صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلتَّعَدِّيَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ، ٱلَّذِي هُوَ سِرٌّ، قَدْ أَخَذَ فِي ٱلْعَمَلِ، وَلٰكِنَّهُ سَيَعْمَلُ هٰكَذَا إِلَى أَنْ يُنَحَّى عَنِ ٱلطَّرِيقِ ذَاكَ ٱلَّذِي يَرْدَعُ ٱلْآنَ. ٨ وَعِنْدَئِذٍ يُكْشَفُ ٱلْمُتَعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ، ٱلَّذِي يَقْضِي عَلَيْهِ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ بِرُوحِ فَمِهِ وَيُبِيدُهُ بِٱسْتِعْلَانِ حُضُورِهِ.
اثبات هوية «انسان الخطية»
٣ يخبر الكتاب المقدس عن انسان الخطية هذا في ٢ تسالونيكي ٢:٣. وإذ أُوحي اليه بواسطة روح اللّٰه كتب الرسول بولس: «لا يخدعنَّكم احد على طريقة ما. لأن [يوم يهوه لإهلاك هذا النظام الشرير] لا يأتي إنْ لم يأتِ الارتداد اولا ويُستعلن انسان الخطية.» هنا أنبأ بولس بأن الارتداد سيتطور، وسيظهر انسان خطية قبل نهاية هذا النظام. وفي الواقع، ذكر بولس في العدد ٧: «سرّ الإثم الآن يعمل.» وهكذا، في القرن الاول، كان هذا الأثيم قد بدأ يُظهر نفسه.
٧ هل كان بولس يتكلَّم عن فرد واحد؟ لا، لأنه يذكر ان هذا ‹الانسان› كان ظاهرا في ايام بولس وكان سيستمر في الوجود الى ان يهلكه يهوه عند نهاية هذا النظام. وهكذا فهو موجود لقرون كثيرة. ومن الواضح انه لم يعش ايّ انسان حرفي تلك المدة الطويلة. لذلك فإن عبارة «انسان الخطية» لا بدّ ان تمثِّل هيئة، او صفًّا، من الناس.
١٠ وكما تكلم يسوع ضد القادة الدينيين الزائفين، كذلك نستنكر اليوم السر الذي يبرز في تباين حادّ مع السر المقدس للتعبد التقوي. وفي ٢ تسالونيكي ٢:٧ دعاه بولس «سرّ الاثم.» لقد كان سرّا في القرن الاول بم اذ لم يكن ليُكشف عنه حتى زمن طويل بعد موت الرسل. واليوم يركِّز ذلك على رجال دين العالم المسيحي، المهتمين بالشؤون السياسية اكثر من اعلان بشارة ملكوت اللّٰه البار. والرياء يكثر في صفوفهم. ومبشرو التلفزيون لطوائف العالم المسيحي البروتستانتية هم مثال فاضح: دجّالون ينهبون رعاياهم، يبنون امبراطوريات من ملايين الدولارات، يعاشرون العواهر، يذرفون دموع التماسيح عند تشهيرهم شخصيا، ويستمرون في الاستعطاء من اجل المال، والمزيد من المال دائما. وڤاتيكان المذهب الكاثوليكي الروماني يقدِّم صورة نابية مماثلة، بصِلاته السياسية السافلة، أبَّهته الخارجية، وممارساته المصرفية الفاسدة.
(تسالونيكي الثانية ٢:٩-١٢) أَمَّا حُضُورُ ٱلْمُتَعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ، فَيَكُونُ بِعَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ بِكُلِّ قُوَّةٍ وَبِآيَاتٍ وَعَلَامَاتٍ عَجِيبَةٍ كَاذِبَةٍ ١٠ وَبِكُلِّ خِدَاعٍ أَثِيمٍ لِلْهَالِكِينَ، جَزَاءً لَهُمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ ٱلْحَقِّ لِيَخْلُصُوا. ١١ مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ يَسْمَحُ ٱللّٰهُ بِأَنْ يَصِلَهُمْ عَمَلُ ضَلَالٍ لِيُصَدِّقُوا ٱلْكَذِبَ، ١٢ حَتَّى يُدَانُوا جَمِيعًا لِأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِٱلْحَقِّ، بَلْ سُرُّوا بِٱلْإِثْمِ.
بص «الكذِب»
الكذِب
يسمح يهوه اللّٰه بأن يصل «عمل ضلال» الى الذين يحبون الباطل، لكي «يصدقوا الكذب» بدل البشارة عن يسوع المسيح. (٢ تس ٢:٩-١٢) وهذا ما حصل قبل قرون مع الملك الاسرائيلي اخآب. فقد تنبأ له نبي يهوه ميخايا انه سيخسر الحرب في راموت جلعاد، في حين اكد له انبياء كذبة انه سيربحها. وحسبما كُشف لميخايا في رؤيا، سمح يهوه لأحد الملائكة ان يكون «روح خداع في فم انبياء» اخآب. فأثر هذا الملاك عليهم لكيلا يتكلموا بالحق، بل يقولوا ما يريدونه هم وما يريد اخآب سماعه. ورغم تحذير ميخايا، فضَّل اخآب ان ينخدع بالاكاذيب، ما كلَّفه حياته. — ١ مل ٢٢:١-٣٨؛ ٢ اخ ١٨.
البحث عن جواهر روحية
(تسالونيكي الثانية ١:٧، ٨) وَأَمَّا أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تُعَانُونَ ٱلضِّيقَ، فَيُجَازِيكُمْ رَاحَةً مَعَنَا عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَنِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَعَ مَلَائِكَتِهِ ٱلْأَقْوِيَاءِ ٨ فِي نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ، إِذْ يُنْزِلُ ٱلِٱنْتِقَامَ بِمَنْ لَا يَعْرِفُونَ ٱللّٰهَ وَبِمَنْ لَا يُطِيعُونَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ.
لماذا يتملَّك الخوف العالم؟
لقد أُوحي الى الرسول بطرس من اللّٰه بأن يتكلَّم عن حضور المسيح ويُنبئ بكارثة على العالم الشرير الحاضر. كتب: «سيأتي في آخر الايام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم وقائلين اين هو موعد (حضوره) لانه من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة.» ثم استعمل بطرس التعبير «سموات» ليمثِّل نظام الحكم الناقص على الجنس البشري والكلمة «ارض» للمجتمع البشري الشرير. قال: «لأن هذا يخفى عليهم بإرادتهم ان السموات كانت منذ القديم والارض بكلمة اللّٰه قائمة من الماء وبالماء اللواتي بهن العالم الكائن حينئذ [في زمن نوح] فاض عليه الماء فهلك. وأما السموات والارض الكائنة الآن فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار الى يوم الدّين وهلاك الناس الفجار.» — ٢ بطرس ٣:٣-٧.
وبطريقة مماثلة، اشار بولس ان المسيح وملائكة قوته سيعطون «نقمة للذين لا يعرفون اللّٰه والذين لا يطيعون انجيل ربنا يسوع المسيح الذين سيعاقبون بهلاك ابدي.» (٢ تسالونيكي ١:٦-٩) ويتحدث السفر الاخير للكتاب المقدس عن تجميع الامم «لقتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء» ويؤكد لنا ان يهوه سوف «يهلك الذين كانوا يهلكون الارض.» — رؤيا ١١:١٨؛ ١٦:١٤-١٦.
١٤ يوجد دليل محدَّد في يهوذا العدد ٧ حيث نقرأ ان «سدوم وعمورة والمدن التي حولهما. . . جُعلت عبرة مكابدة عقاب نار ابدية.» اجل، ان هلاك مرتكبي الخطايا الجسيمة في تلك المدن كان ابديا، كما سيكون هلاك الاشرار عند نهاية نظام الاشياء الحاضر. (متى ٢٥:٤٦) والطوفان ايام نوح مشار اليه ايضا في قرائن تناقش الأحكام الابدية. (٢ بطرس ٢:٤، ٥، ٩-١٢؛ ٣:٥-٧) وهكذا بهلاك الناس الفجار في ايام لوط ونوح اظهر يهوه انه سينقذ خدامه باهلاكه الى الابد اولئك الناس الذين يمارسون الاثم. — ٢ تسالونيكي ١:٦-١٠.
(تسالونيكي الثانية ٢:٢) أَلَّا تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ صَوَابِ عَقْلِكُمْ، وَلَا تَنْفَعِلُوا مِنْ قَوْلٍ مُوحًى بِهِ وَلَا مِنْ خَبَرٍ وَلَا مِنْ رِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا، أَيْ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ قَدْ حَلَّ.
بص «الوحي»
الوحي
«عبارات وحي» حقيقية وباطلة: تُستعمل الكلمة اليونانية پنِفما (روح) استعمالا فريدا في بعض كتابات الرسل. ففي ٢ تسالونيكي ٢:١، ٢، قال الرسول بولس لإخوته التسالونيكيين: «نطلب منكم، ايها الاخوة، ألَّا تتزعزعوا سريعا عن صواب عقلكم، ولا تنفعلوا من قول موحى به [حرفيا: «روح»] ولا من خبر ولا من رسالة كأنها منا، اي ان يوم يهوه قد حل». واضح ان بولس ربط الكلمة پنِفما (روح) بوسائل تواصل مثل ‹الاخبار› الشفهية و ‹الرسائل›. لذلك يذكر تعليق على الاسفار المقدسة بقلم لانغيه (ص ١٢٦): «قصد الرسول هنا وحيا مزعوما، نبوة مزعومة، كلام نبي». (ترجمة وتحرير فيليب شاف، ١٩٧٦) ويذكر دراسات في ألفاظ العهد الجديد لواضعه فنسنت: «بالروح: بأقوال نبوية يتفوه بها افراد في الاجتماعات المسيحية، مدَّعين انها رؤى من اللّٰه». (١٩٥٧، المجلد الرابع، ص ٦٣) وهكذا، فيما تنقل بعض الترجمات الكلمة پنِفما الى «روح» في هذه الآية وآيات مماثلة، تنقلها ترجمات اخرى الى «ايحاء» (تف)، «نبوة» (ي ج؛ بس)، «وحي» (حر)، و «عبارات وحي» او «قول موحى به» (عج).
قراءة الكتاب المقدس
(تسالونيكي الثانية ١:١-١٢) مِنْ بُولُسَ وَسِلْوَانُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ إِلَى جَمَاعَةِ ٱلتَّسَالُونِيكِيِّينَ ٱلَّتِي فِي ٱتِّحَادٍ بِٱللّٰهِ أَبِينَا وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ: ٢ نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلَامٌ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلْآبِ وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ! ٣ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَشْكُرَ ٱللّٰهَ دَائِمًا مِنْ أَجْلِكُمْ، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، كَمَا يَلِيقُ، لِأَنَّ إِيمَانَكُمْ يَنْمُو جِدًّا وَمَحَبَّةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ جَمِيعًا بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ تَزْدَادُ. ٤ وَنَتِيجَةً لِذٰلِكَ، نَفْتَخِرُ بِكُمْ بَيْنَ جَمَاعَاتِ ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِ ٱحْتِمَالِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ ٱضْطِهَادَاتِكُمْ وَٱلضِّيقَاتِ ٱلَّتِي تَتَحَمَّلُونَهَا. ٥ وَهٰذَا بُرْهَانٌ عَلَى دَيْنُونَةِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى حِسْبَانِكُمْ مُسْتَحِقِّينَ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ تَتَأَلَّمُونَ. ٦ ذٰلِكَ أَنَّهُ بِرٌّ مِنْ جِهَةِ ٱللّٰهِ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ يُجَازِيهِمْ ضِيقًا، ٧ وَأَمَّا أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تُعَانُونَ ٱلضِّيقَ، فَيُجَازِيكُمْ رَاحَةً مَعَنَا عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَنِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَعَ مَلَائِكَتِهِ ٱلْأَقْوِيَاءِ ٨ فِي نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ، إِذْ يُنْزِلُ ٱلِٱنْتِقَامَ بِمَنْ لَا يَعْرِفُونَ ٱللّٰهَ وَبِمَنْ لَا يُطِيعُونَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ. ٩ هٰؤُلَاءِ سَيُكَابِدُونَ دَيْنُونَةَ ٱلْهَلَاكِ ٱلْأَبَدِيِّ، مُبْعَدِينَ عَنْ وَجْهِ ٱلرَّبِّ وَعَنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ، ١٠ عِنْدَمَا يَأْتِي لِيَتَمَجَّدَ مَعَ قِدِّيسِيهِ وَيَظْهَرَ عَجِيبًا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مَعَ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ مَارَسُوا ٱلْإِيمَانَ، لِأَنَّ ٱلشَّهَادَةَ ٱلَّتِي أَدَّيْنَاهَا لَاقَتْ إِيمَانًا بَيْنَكُمْ. ١١ لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ عَيْنِهَا نُصَلِّي مِنْ أَجْلِكُمْ دَائِمًا، لِكَيْ يَحْسِبَكُمْ إِلٰهُنَا مُسْتَحِقِّينَ دَعْوَتَهُ وَيُتِمَّ بِقُدْرَتِهِ كُلَّ رَغْبَتِهِ فِي ٱلصَّلَاحِ وَعَمَلَ إِيمَانِكُمْ، ١٢ لِكَيْ يَتَمَجَّدَ ٱسْمُ رَبِّنَا يَسُوعَ فِيكُمْ، وَتَتَمَجَّدُوا أَنْتُمْ فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ وَفْقًا لِنِعْمَةِ إِلٰهِنَا وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.
٢٢-٢٨ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ تيموثاوس ١–٣
«هل تسعى لنيل مسؤوليات في الجماعة؟»
(تيموثاوس الاولى ٣:١) أَمِينٌ هٰذَا ٱلْقَوْلُ. إِنِ ٱبْتَغَى أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ نَاظِرًا، فَهُوَ يَشْتَهِي عَمَلًا حَسَنًا.
هل ترى الحاجة الى التقدم روحيا؟
٣ اقرأ ١ تيموثاوس ٣:١. إِنَّ ٱلْفِعْلَ ٱلْيُونَانِيَّ ٱلْمُتَرْجَمَ «ٱبْتَغَى» يَعْنِي أَنْ يَمُدَّ ٱلشَّخْصُ يَدَهُ لِيُمْسِكَ شَيْئًا بَعِيدًا عَنْهُ. وَبِٱسْتِعْمَالِ هٰذَا ٱلْفِعْلِ، أَبْرَزَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ عَلَيْهِ أَنْ يَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِيَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا. لِنُطَبِّقْ ذٰلِكَ عَلَى أَخٍ يُفَكِّرُ فِي تَقَدُّمِهِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَلِكَيْ يُصْبِحَ خَادِمًا مُسَاعِدًا، عَلَيْهِ أَوَّلًا أَنْ يَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِيُحَسِّنَ صِفَاتِهِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ، عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يَجْتَهِدَ لِكَيْ يُصْبِحَ شَيْخًا. فَفِي كِلْتَا ٱلْحَالَتَيْنِ، ٱلْجُهْدُ لَازِمٌ لِيُنَمِّيَ ٱلصِّفَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِيُصْبِحَ أَهْلًا لِلْمَسْؤُولِيَّةِ ٱلَّتِي يَبْتَغِيهَا.
(تيموثاوس الاولى ٣:١٣) فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْدِمُونَ حَسَنًا يُحْرِزُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَكَانَةً حَسَنَةً وَحُرِّيَّةَ كَلَامٍ عَظِيمَةً فِي ٱلْإِيمَانِ ٱلْمُقْتَرِنِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ.
خد ١٠/٧٨ ص ٢ ف ٧
الذين يقتنون «درجة حسنة»
٧ اذن من السهل ان نرى سبب قول بولس عن امثال هؤلاء الرجال انهم «يقتنون . . . درجة حسنة.» وليس ذلك، كما يقترح البعض، تقدما في هيئة كهنوتية كنسية. ولكن الخدام المساعدين الذين يخدمون «حسنا» هم على يقين من البركة من يهوه ويسوع ويملكون احترام وتأييد كامل الجماعة. وبالصواب يقتنون «ثقة كثيرة في الايمان الذي بالمسيح يسوع.» واذ يتصفون بالولاء لمركزهم يجري تقديرهم من اجل خدمتهم الممتازة. وهم يملكون ثبات الايمان ويمكن ان يعلنوا ايمانهم بلا خوف من التعيير.
البحث عن جواهر روحية
(تيموثاوس الاولى ١:٤) وَلَا يُصْغُوا إِلَى قِصَصٍ بَاطِلَةٍ وَسَلَاسِلِ نَسَبٍ لَا تُفْضِي إِلَى شَيْءٍ، بَلْ تُؤَدِّي إِلَى مَسَائِلِ جَدَلٍ عِوَضَ تَرْوِيجِ أُمُورٍ مِنَ ٱللّٰهِ تَتَعَلَّقُ بِٱلْإِيمَانِ.
بص «سلسلة النسب»
سلسلة النسب
كانت دراسة مواضيع كهذه ومناقشتها بلا فائدة، لا سيما وقتما كتب بولس رسالته الى تيموثاوس. فما عاد هنالك داعٍ لحفظ سجلات تثبت نسب الاشخاص، لأن اللّٰه لم يميِّز بين اليهود والامم داخل الجماعة المسيحية. (غل ٣:٢٨) كما ان سجلات النسب سبق ان اثبتت ان المسيح هو من سلالة داود. وبعد مدة قصيرة من كتابة بولس هذا النصح، كانت اورشليم ستدمَّر، وبالتالي ستُتلف سجلات اليهود. فاللّٰه لم يهتم بحفظها. لذلك خاف بولس ان يتلهى تيموثاوس والاخوة في الجماعات بالبحث والجدال حول نسبهم، وهو موضوع لا يبني الايمان المسيحي. فما يهم المسيحيون بخصوص سلاسل النسب هو اثبات هوية المسيا، وسلسلة نسبه المسجلة في الكتاب المقدس تفي بهذا الغرض. اما سلاسل النسب الاخرى في الكتاب المقدس، فتبرهن انه يذكر وقائع تاريخية حصلت فعلا، وبالتالي تؤكد مصداقيته.
(تيموثاوس الاولى ١:١٧) وَمَلِكُ ٱلْأَبَدِيَّةِ، ٱلَّذِي لَا يُدْرِكُهُ ٱلْفَسَادُ، غَيْرُ ٱلْمَنْظُورِ، ٱلْإِلٰهُ ٱلْوَحِيدُ، لَهُ ٱلْكَرَامَةُ وَٱلْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ! آمِينَ.
«هوذا هذا الهنا»
١٥ اللقب الآخر الذي لا ينطبق الا على يهوه هو «ملك الابدية». (١ تيموثاوس ١:١٧؛ كشف ١٥:٣) فماذا يعني ذلك؟ للكلمة اليونانية الاصلية مدلول السرمدية، امر يصعب على عقولنا المحدودة ان تستوعبه. وإنما ليست ليهوه نهاية ولا بداية. يقول المزمور ٩٠:٢: «منذ الازل الى الابد انت اللّٰه». فلم تكن للّٰه بداية قط اذ له دوام الوجود. وهو يدعى بالصواب «القديم الايام» لأنه موجود منذ الازل قبل ايّ كائن او ايّ شيء آخر في الكون! (دانيال ٧:٩، ١٣، ٢٢) فمَن يمكنه ان يشكّ في حق اللّٰه في ان يكون السيِّد الرب ويُعتبر محقًّا في شكّه؟!
قراءة الكتاب المقدس
(تيموثاوس الاولى ٢:١-١٥) مِنْ ثَمَّ أَطْلُبُ، أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقَامَ تَضَرُّعَاتٌ، وَصَلَوَاتٌ، وَتَوَسُّلَاتٌ، وَتَشَكُّرَاتٌ، بِشَأْنِ شَتَّى ٱلنَّاسِ، ٢ بِشَأْنِ ٱلْمُلُوكِ وَجَمِيعِ ذَوِي ٱلْمَنَاصِبِ، لِكَيْ نَسْتَمِرَّ فِي قَضَاءِ حَيَاةِ سَكِينَةٍ وَهُدُوءٍ بِكُلِّ تَعَبُّدٍ لِلّٰهِ وَرَصَانَةٍ. ٣ إِنَّ هٰذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ عِنْدَ مُخَلِّصِنَا، ٱللّٰهِ، ٤ ٱلَّذِي يَشَاءُ أَنْ يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً. ٥ لِأَنَّهُ يُوجَدُ إِلٰهٌ وَاحِدٌ، وَيُوجَدُ وَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ، وَهُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْمَسِيحُ يَسُوعُ، ٦ ٱلَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً مُعَادِلَةً عَنِ ٱلْجَمِيعِ. هٰذِهِ هِيَ ٱلشَّهَادَةُ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ تُقَدَّمَ فِي أَوْقَاتِهَا ٱلْخُصُوصِيَّةِ. ٧ وَلَهَا عُيِّنْتُ أَنَا كَارِزًا وَرَسُولًا — أَقُولُ ٱلْحَقَّ، لَسْتُ أَكْذِبُ — مُعَلِّمًا لِلْأُمَمِ فِي مَا يَخْتَصُّ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلْحَقِّ. ٨ مِنْ ثَمَّ أُرِيدُ أَنْ يُوَاظِبَ ٱلرِّجَالُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، رَافِعِينَ أَيْدِيًا وَلِيَّةً، مِنْ غَيْرِ سُخْطٍ وَمُمَاحَكَاتٍ. ٩ كَذٰلِكَ أُرِيدُ أَنْ تُزَيِّنَ ٱلنِّسَاءُ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسٍ مُرَتَّبٍ، مَعَ حِشْمَةٍ وَرَزَانَةٍ، لَا بِضَفْرِ ٱلشَّعْرِ أَوْ بِٱلذَّهَبِ أَوِ ٱللَّآلِئِ أَوِ ٱلثِّيَابِ ٱلْغَالِيَةِ جِدًّا، ١٠ بَلْ بِٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ، أَيْ بِمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ يَقُلْنَ إِنَّهُنَ وَرِعَاتٌ. ١١ لِتَتَعَلَّمِ ٱلْمَرْأَةُ فِي سُكُوتٍ بِٱسْتِعْدَادٍ تَامٍّ لِلْإِذْعَانِ. ١٢ لَا أَسْمَحُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ، وَلَا أَنْ تَتَسَلَّطَ عَلَى ٱلرَّجُلِ، بَلْ أَنْ تَكُونَ فِي سُكُوتٍ. ١٣ فَإِنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلًا، ثُمَّ حَوَّاءُ. ١٤ وَآدَمُ لَمْ يُخْدَعْ، لٰكِنَّ ٱلْمَرْأَةَ خُدِعَتْ كُلِّيًّا فَصَارَتْ فِي ٱلتَّعَدِّي. ١٥ إِلَّا أَنَّهَا سَتُحْفَظُ سَالِمَةً بِإِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ، إِنْ ثَبَتْنَ عَلَى ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْقَدَاسَةِ مَعَ ٱلرَّزَانَةِ.
٢٩ تموز (يوليو)–٤ آب (اغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ تيموثاوس ٤–٦
«التعبد للّٰه ام الغنى؟»
(تيموثاوس الاولى ٦:٦-٨) وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، إِنَّ ٱلتَّعَبُّدَ لِلّٰهِ مَعَ ٱلِٱكْتِفَاءِ هُوَ وَسِيلَةُ رِبْحٍ عَظِيمٍ. ٧ فَإِنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ ٱلْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَلَا نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ. ٨ فَمَا دَامَ لَنَا قُوتٌ وَكُسْوَةٌ، فَإِنَّنَا نَقْنَعُ بِهِمَا.
تعلُّم سر الاكتفاء
ثمة عامل رئيسي ساهم في سعادة بولس، وهو شعوره بالاكتفاء. ولكن ماذا يعني ان يكون المرء مكتفيا؟ ببسيط العبارة، يعني ان يَقنَع بالامور الاساسية. وفي هذا الشأن، قال بولس لتيموثاوس رفيقه في الخدمة: «في الحقيقة، ان التعبد للّٰه مع الاكتفاء لَوسيلة ربح عظيم. فإننا لم ندخل العالم بشيء، ولا نقدر ان نخرج منه بشيء. فما دام لنا قوت وكسوة، فإننا نقنع بهما». — ١ تيموثاوس ٦:٦-٨.
لاحِظ ان بولس ربط الاكتفاء بالتعبد للّٰه. فقد ادرك ان السعادة الحقيقية تنتج من التعبد للّٰه، اي من وضع خدمتنا للّٰه في المقام الاول، وليس من الممتلكات المادية او الغنى. فلم يكن ‹القوت والكسوة› إلا الوسيلة التي تمكِّنه من الاستمرار في ممارسة التعبد للّٰه. اذًا، كان الاتكال على يهوه مهما كانت الظروف سر اكتفاء بولس.
(تيموثاوس الاولى ٦:٩) أَمَّا ٱلْمُصَمِّمُونَ عَلَى أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَشَرَكٍ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُؤْذِيَةٍ، تُغَرِّقُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْهَلَاكِ وَٱلدَّمَارِ.
هل انت مصمِّم على ان تكون غنيا؟ حذار من العواقب!
صحيح ان غالبية الناس لا يموتون من طلب الغنى والمال، لكن التمتع بالحياة يفوتهم وهم يركضون وراء مساعيهم. بالاضافة الى ذلك، قد يفقدون لذة الحياة حين تؤدي ضغوط العمل والهموم المالية الى اصابتهم بأرق او صداع مزمن او قرحات او نوبات هلع، وكلها مشاكل صحية يمكن ان تقصر حياة الانسان. حتى لو ادرك المرء اخيرا حاجته الى تعديل اولوياته، لربما يكون قد فات الاوان. فتكون قد تدهورت صحته، خسر ثقة رفيق زواجه، وصار اولاده مشوشين عاطفيا. وإذا بدا ان اصلاح الاضرار ممكن، فسيتطلب ذلك الكثير من الجهد والتعب. فلا شك ان امثال هؤلاء يكونون قد «طعنوا انفسهم طعنا بأوجاع كثيرة». — ١ تيموثاوس ٦:١٠.
(تيموثاوس الاولى ٦:١٠) فَمَحَبَّةُ ٱلْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ أَنْوَاعِ ٱلْأَذِيَّةِ، وَهِيَ ٱلَّتِي مَالَ وَرَاءَهَا ٱلْبَعْضُ فَضَلُّوا عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ طَعْنًا بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.
النجاح في ست خطوات
وكما ذكرت المقالة الاولى في هذه السلسلة، فإن الذين يركضون بجشع وراء الغنى ظنّا منهم انه مفتاح النجاح هم في الحقيقة يسعون وراء سراب ليس إلا. فهم لا يجلبون على انفسهم خيبات الامل فحسب، بل يُبتلون ايضا بأوجاع كثيرة. مثلا، حين يتفرغ المرء لجمع المال غالبا ما تتقوض علاقته بعائلته وأصدقائه. وقد يُحرم من النوم الهانئ إما بسبب انشغاله بالعمل او جراء القلق والهمّ. تقول الجامعة ٥:١٢: «نوم العامل حلو، سواء أكل قليلا ام كثيرا. ووفر الغني لا يدعه ينام».
وليس المال سيدا قاسيا فحسب، بل مخادع ايضا. فقد تحدث يسوع المسيح عن «قوة الغنى الخادعة». (مرقس ٤:١٩) وبكلمات اخرى، يخال المرء ان الغنى سيدخل السعادة الى قلبه، لكن هذه الآمال ليست سوى وهم خادع. فالغنى يخلق في المرء شهوة عارمة الى الحصول على المزيد والمزيد. تقول الجامعة ٥:١٠: «مَن يحب الثروة لا يشبع من دخل».
باختصار، ان محبة المال لها تأثير هدّام يؤدي في نهاية المطاف الى التثبط والاحباط، او حتى الى ارتكاب الجرائم. (امثال ٢٨:٢٠) بالمقابل، يرتبط تحقيق السعادة والنجاح ارتباطا وثيقا بالعطاء، المسامحة، الطهارة الادبية، المحبة، وسدّ الحاجات الروحية.
البحث عن جواهر روحية
(تيموثاوس الاولى ٤:٢) بِرِيَاءِ أُنَاسٍ يَتَفَوَّهُونَ بِٱلْأَكَاذِيبِ، مَكْوِيٍّ ضَمِيرُهُمْ،
كيف تحافظ على ضمير صالح؟
١٧ كتب الرسول بطرس: «ليكن لكم ضمير صالح». (١ بطرس ٣:١٦) انها لبركة رائعة ان نحظى بضمير طاهر في نظر يهوه اللّٰه. وضمير كهذا مختلف جدا عن ضمائر كثيرين في ايامنا. فقد تحدث بولس عن اشخاص «مكويّ ضميرهم». (١ تيموثاوس ٤:٢) فالكيّ يحرق الجلد، مما يجعله قاسيا وفاقد الحس. على نحو مماثل، لدى كثيرين ضمير ميّت، قاس جدا وفاقد كل حس بحيث لم يعُد يصدر تحذيرات، او اعتراضات، او وخزات ناجمة عن مشاعر الخزي او الذنب نتيجة ارتكاب خطإ ما.
(تيموثاوس الاولى ٤:١٣) رَيْثَمَا آتِي، ثَابِرْ عَلَى ٱلْقِرَاءَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ، وَٱلْوَعْظِ، وَٱلتَّعْلِيمِ.
‹أحضِر الادراج، وخصوصا الرقوق›
لم يكن امتلاك ادراج الاسفار المقدسة متاحا للجميع. اذًا، كيف تمكنت غالبية المسيحيين آنذاك من معرفة ما تقوله كلمة اللّٰه؟ في وسعنا ان نستنتج الجواب من رسالة بولس السابقة الى تيموثاوس. قال: «ريثما آتي، ثابر على القراءة العلنية». (١ تي ٤:١٣) فالقراءة العلنية شكلت جزءا من برنامج اجتماعات الجماعات المسيحية. فقد كانت ممارسة تقليدية اتّبعها شعب اللّٰه منذ زمن موسى. — اع ١٣:١٥؛ ١٥:٢١؛ ٢ كو ٣:١٥.
وكشيخ، كان على تيموثاوس ان ‹يثابر› على القراءة العلنية لفائدة الذين لا يملكون نسخا من الاسفار المقدسة. وخلال هذه القراءة، لا شك ان جميع الحاضرين اصغوا بانتباه لكيلا تفوتهم اية كلمة. ولا بد ان الوالدين والاولاد ناقشوا في البيت ما قُرئ على مسامعهم في الاجتماعات.
ثابروا على القراءة
عندما امر الرسول بولس تيموثاوس ان يثابر على القراءة، كان يشير بشكل خصوصي الى القراءة التي تفيد الآخرين. (١ تيموثاوس ٤:١٣) والقراءة العلنية الفعَّالة تشمل اكثر من مجرد النطق بصوت عالٍ بالكلمات المطبوعة على صفحة. فيلزم ان يفهم القارئ معنى الكلمات ويدرك الافكار المعبَّر عنها بهذه الكلمات. وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي تمكِّنه من نقل الافكار بشكل صحيح وإصدار الانفعالات الصحيحة. ويستلزم ذلك طبعا الاستعداد والتمرُّن جيدا. لهذا السبب حضَّ بولس: «ثابر على القراءة العلنية». وستُدرَّبون جيدا على ذلك في مدرسة الخدمة الثيوقراطية.
خصِّصوا وقتا للقراءة
٥ وواقع ان سعادتنا تعتمد على قراءة كلمة اللّٰه وتطبيقها يتَّضح في الرؤيا ١:٣. تخبرنا: «طوبى للذي يقرأ [«بصوت مرتفع،» عج] وللذين يسمعون اقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها لأن الوقت قريب.» نعم، يلزم ان نقرأ بصوت مرتفع ونسمع كلمات اللّٰه النبوية في الرؤيا وفي كل الاسفار المقدسة. فالشخص الذي يتمتع بالسعادة الحقيقية هو الذي «في ناموس الرب مسرّته وفي ناموسه يلهج [«يقرأ بصوت منخفض،» عج] نهارا وليلا.» وماذا تكون النتيجة؟ «كل ما يصنعه ينجح.» (مزمور ١:١-٣) لذلك تحثُّ هيئة يهوه كل واحد منا، لأسباب وجيهة، على قراءة ودرس كلمته على انفراد، كعائلات، ومع الاصدقاء.
قراءة الكتاب المقدس
(تيموثاوس الاولى ٤:١-١٦) لٰكِنَّ ٱلْوَحْيَ يَقُولُ صَرِيحًا إِنَّهُ فِي أَزْمِنَةٍ لَاحِقَةٍ سَيَنْحَرِفُ قَوْمٌ عَنِ ٱلْإِيمَانِ، مُصْغِينَ إِلَى عِبَارَاتِ وَحْيٍ مُضِلَّةٍ وَتَعَالِيمِ شَيَاطِينَ، ٢ بِرِيَاءِ أُنَاسٍ يَتَفَوَّهُونَ بِٱلْأَكَاذِيبِ، مَكْوِيٍّ ضَمِيرُهُمْ، ٣ نَاهِينَ عَنِ ٱلزَّوَاجِ، آمِرِينَ بِٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْ أَطْعِمَةٍ خَلَقَهَا ٱللّٰهُ لِيَتَنَاوَلَهَا بِشُكْرٍ ٱلَّذِينَ لَهُمْ إِيمَانٌ وَيَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً. ٤ ذٰلِكَ لِأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةٍ لِلّٰهِ حَسَنَةٌ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَضَ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ بِشُكْرٍ، ٥ لِأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَٱلصَّلَاةِ. ٦ هٰذِهِ ٱلنَّصَائِحُ إِذَا أَسْدَيْتَهَا إِلَى ٱلْإِخْوَةِ تَكُونُ نِعْمَ ٱلْخَادِمُ لِلْمَسِيحِ يَسُوعَ، مُتَغَذِّيًا بِكَلِمَاتِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّعْلِيمِ ٱلْحَسَنِ ٱلَّذِي ٱتَّبَعْتَهُ بِدِقَّةٍ. ٧ أَمَّا ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ ٱلَّتِي تَنْتَهِكُ مَا هُوَ مُقَدَّسٌ وَٱلَّتِي تَحْكِيهَا ٱلْعَجَائِزُ فَٱرْفُضْهَا. وَدَرِّبْ نَفْسَكَ، وَهَدَفُكَ ٱلتَّعَبُّدُ لِلّٰهِ. ٨ فَإِنَّ ٱلتَّدْرِيبَ ٱلْجَسَدِيَّ نَافِعٌ لِقَلِيلٍ، أَمَّا ٱلتَّعَبُّدُ لِلّٰهِ فَنَافِعٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، إِذْ فِيهِ وَعْدُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَاضِرَةِ وَٱلْآتِيَةِ. ٩ أَمِينٌ هٰذَا ٱلْقَوْلُ وَمُسْتَحِقٌّ قَبُولًا تَامًّا. ١٠ فَإِنَّنَا لِهٰذَا نَعْمَلُ بِكَدٍّ وَنَجْتَهِدُ، لِأَنَّنَا أَلْقَيْنَا رَجَاءَنَا عَلَى ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ، ٱلَّذِي هُوَ مُخَلِّصٌ لِشَتَّى ٱلنَّاسِ، وَخُصُوصًا ٱلْأُمَنَاءَ. ١١ اُعْكُفْ عَلَى أَنْ تُوصِيَ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ وَتُعَلِّمَ بِهَا. ١٢ لَا يَسْتَهِنَنَّ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ. بَلْ كُنْ مِثَالًا لِلْأُمَنَاءِ فِي ٱلْكَلَامِ، فِي ٱلسُّلُوكِ، فِي ٱلْمَحَبَّةِ، فِي ٱلْإِيمَانِ، فِي ٱلْعِفَّةِ. ١٣ رَيْثَمَا آتِي، ثَابِرْ عَلَى ٱلْقِرَاءَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ، وَٱلْوَعْظِ، وَٱلتَّعْلِيمِ. ١٤ لَا تُهْمِلِ ٱلْمَوْهِبَةَ ٱلَّتِي فِيكَ ٱلَّتِي أُعْطِيتَهَا بِتَنَبُّؤٍ وَبِوَضْعِ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكَ. ١٥ تَمَعَّنْ فِي هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ وَٱنْهَمِكْ فِيهَا، لِيَكُونَ تَقَدُّمُكَ ظَاهِرًا لِلْجَمِيعِ. ١٦ اِنْتَبِهْ دَائِمًا لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ. اُعْكُفْ عَلَى ذٰلِكَ، فَإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هٰذَا تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا.