مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٥-١١ أيلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ ملوك ٩–١٠
«سبِّح يهوه على حكمته»
زيارة كوفئت بسخاء
عند لقائها سليمان، ابتدأت الملكة تمتحنه «بمسائل». (١ ملوك ١٠:١) والكلمة العبرانية المستعملة هنا يمكن ان تُترجم الى «ألغاز». لكنَّ هذا لا يعني ان الملكة شغلت سليمان بألعاب تافهة. والمثير للاهتمام انه في المزمور ٤٩:٤ تُستعمَل الكلمة العبرانية نفسها لتصف مسائل جدية تتعلق بالخطية، الموت، والفداء. فعلى الارجح اذًا ان ملكة سبا كانت تناقش مع سليمان مواضيع عميقة امتحنت عمق حكمته. يقول الكتاب المقدس انها «كلَّمته بكل ما كان بقلبها». وسليمان بدوره «اخبرها . . . بكل كلامها. لم يكن امر مخفيا عن الملك لم يخبرها به». — ١ ملوك ١٠:٢ب، ٣.
عندما يسود الكرم
ذهلت الملكة مما سمعت ورأت، فأجابت بتواضع: «طوبى لعبيدك هؤلاء الواقفين امامك دائما السامعين حكمتك». (١ ملوك ١٠:٤-٨) لم تقل انّ عبيد سليمان كانوا سعداء لكونهم محاطين بالثروات — رغم انهم كانوا كذلك. فعبيد سليمان كانوا مبارَكين اذ كان بإمكانهم دائما الاستماع الى حكمة سليمان المعطاة من اللّٰه. فيا للمثال الجيد الذي ترسمه ملكة سبا لشعب يهوه اليوم الذين ينعمون بحكمة الخالق نفسه وبحكمة ابنه يسوع المسيح!
زيارة كوفئت بسخاء
تأثرت ملكة سبا كثيرا بحكمة سليمان وازدهار مملكته بحيث «لم يبقَ فيها روح بعد». (١ ملوك ١٠:٤، ٥) يقول البعض ان هذه العبارة تعني ان الملكة «انقطعت انفاسها». حتى ان احد العلماء يقترح انه أُغمي عليها! ولكن مهما حدث، اعترى الملكة الذهول لما رأته وسمعته. وطوَّبت عبيد سليمان لأنهم يستطيعون سماع حكمة الملك هذه، وباركت يهوه لأنه جعل سليمان على العرش. ثم اعطت الملك هدايا نفيسة جدا، فبحسب التقديرات العصرية يساوي مجموع الذهب وحده نحو ٠٠٠,٠٠٠,٤٠ دولار اميركي. وقدَّم سليمان ايضا الهدايا للملكة، معطيا اياها «كل مشتهاها الذي طلبت». — ١ ملوك ١٠:٦-١٣.
جواهر روحية
هل تعلم؟
كم بلغ وزن الذهب الذي كان في حوزة الملك سليمان؟
تقول الاسفار المقدسة ان حيرام ملك صور ارسل الى سليمان ٤ اطنان من الذهب، وإن ملكة سبأ اعطته كمية مماثلة. كما تخبرنا ان اسطول سليمان كان يجلب له من أوفير اكثر من ١٥ طنا اميركيا (١٤ طنا متريا اي ٠٠٠,١٤ كلغ) من الذهب. ويذكر السجل: «كان وزن الذهب الذي جاء الى سليمان في سنة واحدة ست مئة وستا وستين وزنة ذهب»، اي اكثر من ٢٥ طنا اميركيا (٢٢ طنا متريا). (١ ملوك ٩:١٤، ٢٨؛ ١٠:١٠، ١٤) فهل هذا الرقم قابل للتصديق؟ كم بلغ احتياطي الذهب عند الملوك قديما؟
يذكر نقش قديم يعتبره العلماء جديرا بالثقة ان فرعون مصر تحوتمس الثالث (الذي حكم في الالف الثاني قبل الميلاد) قدّم نحو ٥,١٣ طنا اميركيا (١٢ طنا متريا) من الذهب لمعبد آمون-رع في الكرنك. وفي القرن الثامن قبل الميلاد، اخذ الملك الاشوري تغلث فلاسر الثالث من صور اكثر من ٤ اطنان من الذهب جزية، كما ان سرجون الثاني اهدى كمية مماثلة من الذهب لآلهة بابل. اضافة الى ذلك، يقال ان ملك مقدونية فيليب الثاني (٣٥٩-٣٣٦ قم) كان يستخرج كل سنة اكثر من ٢٨ طنا اميركيا (٢٥ طنا متريا) من الذهب من مناجم بَنغايوم في تراقيا.
وحين استولى الإسكندر الكبير (٣٣٦-٣٢٣ قم) ابن الملك فيليب على مدينة سوسة الفارسية، اخذ منها حسبما يقال نحو ١٨٠,١ طنا اميركيا (٠٧٠,١ طنا متريا) من الذهب، وحوالي ٠٠٠,٧ طن اميركي (اكثر من ٠٠٠,٦ طن متري) من بلاد فارس بكاملها. اذًا، مقارنة مع هذه الارقام، لا يبالغ الكتاب المقدس في حديثه عن كمية الذهب التي امتلكها الملك سليمان.
١٢-١٨ أيلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ ملوك ١١–١٢
«اختر رفيق زواجك بحكمة»
هَلْ أَنْتَ إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ؟
٧ نَتَعَلَّمُ ٱلْكَثِيرَ أَيْضًا مِمَّا حَصَلَ مَعَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَقَدْ طَلَبَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ فِي شَبَابِهِ. لِذَا جَعَلَهُ حَكِيمًا جِدًّا، وَأَوْكَلَ إِلَيْهِ بِنَاءَ هَيْكَلِهِ ٱلْعَظِيمِ فِي أُورُشَلِيمَ. إِلَّا أَنَّ سُلَيْمَانَ لَمْ يَظَلَّ صَدِيقًا لِيَهْوَهَ. (١ مل ٣:١٢؛ ١١:١، ٢) فَٱلشَّرِيعَةُ أَوْصَتِ ٱلْمَلِكَ فِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا «يُكَثِّرَ لِنَفْسِهِ ٱلزَّوْجَاتِ، لِئَلَّا يَزِيغَ قَلْبُهُ». (تث ١٧:١٧) لٰكِنَّ سُلَيْمَانَ لَمْ يُطِعْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ، بَلِ ٱتَّخَذَ ٧٠٠ زَوْجَةٍ وَ ٣٠٠ سُرِّيَّةٍ. (١ مل ١١:٣) كَمَا أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنْهُنَّ كُنَّ غَيْرَ إِسْرَائِيلِيَّاتٍ وَعَبَدْنَ آلِهَةً بَاطِلَةً. وَبِذٰلِكَ خَالَفَ أَيْضًا ٱلْوَصِيَّةَ ٱلَّتِي مَنَعَتِ ٱلزَّوَاجَ مِنْ نِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ. — تث ٧:٣، ٤.
كَيْفَ تَصُونُ قَلْبَكَ؟
٦ يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ نَصِيرَ مِثْلَهُ، مُتَمَرِّدِينَ أَنَانِيِّينَ يَتَجَاهَلُونَ مَبَادِئَ يَهْوَهَ. لٰكِنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُجْبِرَنَا عَلَى تَبَنِّي تَفْكِيرِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ. لِذَا يَلْجَأُ إِلَى أَسَالِيبَ أُخْرَى كَيْ يُحَقِّقَ هَدَفَهُ. مَثَلًا، يُحِيطُنَا بِأَشْخَاصٍ سَبَقَ أَنْ أَفْسَدَهُمْ. (١ يو ٥:١٩) وَيَأْمُلُ أَنْ نَخْتَارَ تَمْضِيَةَ ٱلْوَقْتِ بِرِفْقَتِهِمْ، مَعَ أَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةَ «تُفْسِدُ» تَفْكِيرَنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا. (١ كو ١٥:٣٣) وَأُسْلُوبُهُ هٰذَا نَجَحَ مَعَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَقَدْ تَزَوَّجَ نِسَاءً وَثَنِيَّاتٍ كَثِيرَاتٍ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، أَثَّرْنَ عَلَيْهِ وَ ‹أَمَلْنَ قَلْبَهُ› بَعِيدًا عَنْ يَهْوَهَ. — ١ مل ١١:٣.
هَلْ أَنْتَ إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ؟
٩ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَغَاضَى عَنِ ٱلْخَطَإِ. تُخْبِرُ ٱلرِّوَايَةُ: «اِشْتَدَّ غَضَبُ يَهْوَهَ عَلَى سُلَيْمَانَ، لِأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنْ يَهْوَهَ . . . ٱلَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ. وَأَوْصَاهُ مِنْ جِهَةِ هٰذَا ٱلْأَمْرِ أَلَّا يَذْهَبَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ يَهْوَهُ». نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، خَسِرَ سُلَيْمَانُ رِضَى ٱللّٰهِ وَدَعْمَهُ. فَلَمْ يَمْلِكِ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْهُ عَلَى كَامِلِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَعَانَوْا مَصَائِبَ كَثِيرَةً عَلَى مَرِّ ٱلْأَجْيَالِ. — ١ مل ١١:٩-١٣.
جواهر روحية
لَوْ أَحَبَّ يَهْوَهَ مِنْ قَلْبِهِ . . .
بَعْدَ ٱلْقَرَارِ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهُ رَحُبْعَامُ، تَمَرَّدَ عَلَيْهِ ٱلشَّعْبُ. فَجَمَعَ ٱلْمَلِكُ جَيْشَهُ لِيُحَارِبَهُمْ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ تَدَخَّلَ مِنْ خِلَالِ ٱلنَّبِيِّ شَمَعْيَا. قَالَ لِرَحُبْعَامَ وَمَنْ مَعَهُ: «لَا تَصْعَدُوا وَلَا تُحَارِبُوا إِخْوَتَكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. اِرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، لِأَنَّهُ مِنْ قِبَلِي حَدَثَ هٰذَا ٱلْأَمْرُ». — ١ مل ١٢:٢١-٢٤.
وَلٰكِنْ مَهْلًا، «لَا تَصْعَدُوا وَلَا تُحَارِبُوا»؟! لَا بُدَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أَقْلَقَتْ رَحُبْعَامَ كَثِيرًا. فَمَاذَا سَيَقُولُ عَنْهُ ٱلشَّعْبُ؟ أَيْنَ ٱلْمَلِكُ ٱلَّذِي هَدَّدَ شَعْبَهُ أَنْ ‹يُؤَدِّبَهُمْ بِٱلْعَقَارِبِ›؟ كَيْفَ يَسْتَسْلِمُ بِسُرْعَةٍ أَمَامَ تَمَرُّدِهِمْ هٰذَا؟ (قارن ٢ اخبار الايام ١٣:٧.) مَعَ ذٰلِكَ، أَطَاعَ ٱلْمَلِكُ وَجَيْشُهُ «كَلَامَ يَهْوَهَ، وَرَجَعُوا حَسَبَ كَلَامِ يَهْوَهَ».
فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَصَلَ؟ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نُطِيعَ يَهْوَهَ، وَلَوْ عَرَّضَنَا ذٰلِكَ لِلسُّخْرِيَّةِ أَحْيَانًا. فَإِذَا أَطَعْنَا يَهْوَهَ، نَنَالُ رِضَاهُ وَبَرَكَتَهُ. — تث ٢٨:٢.
وَمَاذَا حَدَثَ مَعَ رَحُبْعَامَ بَعْدَمَا أَطَاعَ يَهْوَهَ؟ بَنَى مُدُنًا فِي أَرَاضِي سِبْطَيْ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ حَيْثُ بَقِيَ يَمْلِكُ. كَمَا قَوَّى مُدُنًا عَدِيدَةً، «وَشَدَّدَهَا كَثِيرًا جِدًّا». (٢ اخ ١١:٥-١٢) وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهُ ٱلْتَصَقَ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ بِشَرَائِعِ يَهْوَهَ. فَٱلْأَسْبَاطُ ٱلْعَشَرَةُ ٱلَّتِي حَكَمَهَا يَرُبْعَامُ غَرِقَتْ فِي ٱلصَّنَمِيَّةِ. لِذَا تَرَكَهَا كَثِيرُونَ وَعَادُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُؤَيِّدُوا ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ. وَهٰكَذَا، «قَوَّوْا رَحُبْعَامَ». (٢ اخ ١١:١٦، ١٧) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ طَاعَةَ رَحُبْعَامَ قَوَّتْ مَمْلَكَتَهُ.
١٩-٢٥ أيلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ ملوك ١٣–١٤
«مهم أن نرضى بما عندنا ونعرف حدودنا»
حَافِظْ عَلَى وَلَائِكَ بِقَلْبٍ مُوَحَّدٍ
٤ بَعْدَئِذٍ، قَالَ يَرُبْعَامُ لِرَجُلِ ٱللّٰهِ: «تَعَالَ مَعِي إِلَى ٱلْبَيْتِ وَأَسْنِدْ نَفْسَكَ بِشَيْءٍ، فَأُعْطِيَكَ عَطِيَّةً». (١ مل ١٣:٧) فَمَاذَا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ أَنْ يَفْعَلَ؟ هَلْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَقْبَلَ ضِيَافَةَ ٱلْمَلِكِ فِي حِينِ أَنَّهُ نَقَلَ إِلَيْهِ قَبْلَ قَلِيلٍ رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ أَمْ يَرْفُضَ دَعْوَتَهُ حَتَّى لَوْ بَدَا نَادِمًا؟ (مز ١١٩:١١٣) لَا شَكَّ أَنَّ يَرُبْعَامَ كَانَ بِمَقْدُورِهِ إِغْدَاقُ ٱلْهَدَايَا عَلَى أَصْحَابِهِ. وَإِذَا كَانَ نَبِيُّ ٱللّٰهِ قَدْ نَمَّى فِي قَلْبِهِ رَغْبَةً فِي ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ، فَلَا بُدَّ أَنَّ عَرْضَ ٱلْمَلِكِ كَانَ سَيُشَكِّلُ إِغْرَاءً كَبِيرًا لَهُ. لكِنَّ يَهْوَه كَانَ قَدْ أَمَرَهُ: «لَا تَأْكُلْ خُبْزًا وَلَا تَشْرَبْ مَاءً، وَلَا تَرْجِعْ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي ذَهَبْتَ فِيهِ». لِذَا كَانَ جَوَابُهُ لِلْمَلِكِ: «لَوْ أَعْطَيْتَنِي نِصْفَ بَيْتِكَ لَا آتِي مَعَكَ وَلَا آكُلُ خُبْزًا وَلَا أَشْرَبُ مَاءً فِي هٰذَا ٱلْمَكَان». وَبَعْدَ ذلِكَ غَادَرَ ٱلنَّبِيُّ بَيْتَ إِيلَ سَالِكًا طَرِيقًا آخَرَ. (١ مل ١٣:٨-١٠) فَأَيُّ دَرْسٍ عَنِ ٱلْوَلَاءِ يُعَلِّمُنَا إِيَّاهُ ٱلْقَرَارُ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهُ ٱلنَّبِيُّ؟ — رو ١٥:٤.
حَافِظْ عَلَى وَلَائِكَ بِقَلْبٍ مُوَحَّدٍ
١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ أَيْضًا مِنَ ٱلْخَطَإِ ٱلَّذِي ٱرْتَكَبَهُ ٱلنَّبِيُّ مِنْ يَهُوذَا؟ تَذْكُرُ ٱلْأَمْثَالُ ٣:٥: «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ». فَبَدَلَ أَنْ يَسْتَمِرَّ هذَا ٱلنَّبِيُّ فِي ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَه كَمَا فَعَلَ مِنْ قَبْلُ، وَثِقَ فِي هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ بِحُكْمِهِ ٱلْخَاصِّ. وَقَدْ كَلَّفَهُ خَطَأُهُ هذَا حَيَاتَهُ وَصِيتَهُ ٱلْحَسَنَ أَمَامَ ٱللّٰهِ. وَمَا حَصَلَ مَعَهُ يُبْرِزُ لَنَا أَهَمِّيَّةَ خِدْمَةِ يَهْوَه بِٱحْتِشَامٍ وَوَلَاءٍ.
حَافِظْ عَلَى وَلَائِكَ بِقَلْبٍ مُوَحَّدٍ
١٠ مَا كَانَ يَجِبُ أَنْ تَنْطَلِيَ حِيلَةُ ٱلنَّبِيِّ ٱلشَّيْخِ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنْ يَهُوذَا. فَكَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹لِمَاذَا يُرْسِلُ يَهْوَه مَلَاكًا لِشَخْصٍ آخَرَ كَيْ يَنْقُلَ إِلَيَّ تَعْلِيمَاتٍ جَدِيدَةً؟›. كَمَا كَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْ يَهْوَه أَنْ يُوضِحَ لَهُ هذَا ٱلْإِرْشَادَ، لكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لَا تَقُولُ إِنَّهُ فَعَلَ ذلِكَ. بِٱلْأَحْرَى، «رَجَعَ مَعَ [ٱلشَّيْخِ] وَأَكَلَ خُبْزًا فِي بَيْتِهِ وَشَرِبَ مَاءً». وَهذَا مَا أَغْضَبَ يَهْوَه. لِذلِكَ فِيمَا كَانَ ٱلنَّبِيُّ ٱلْمَخْدُوعُ فِي طَرِيقِهِ إِلَى يَهُوذَا، وَجَدَهُ أَسَدٌ وَقَتَلَهُ. فَيَا لَهَا مِنْ نِهَايَةٍ مَأْسَاوِيَّةٍ! — ١ مل ١٣:١٩-٢٥.
جواهر روحية
إله يبحث عن الصلاح في قلوبنا
لكنّ الاهم من ذلك كله ان الكلمات في ١ ملوك ١٤:١٣ تعلّمنا شيئا جميلا عن يهوه وما يبحث عنه في قلوبنا. تذكّر ان امرا صالحا «وُجد في» أبيّا. فكما يتضح، نفذ يهوه الى ثنايا قلبه حتى استشفّ حفنة من الصلاح. وعلى حد تشبيه احد العلماء، كان أبيّا مقارنة بعائلته «اللؤلؤة الوحيدة في كوم من الحصى». وقد ثمّن يهوه صلاحه وكافأه عليه واهبا هذا الفرد الذي نشأ في عائلة شريرة مقدارا من الرحمة.
٢٦ أيلول (سبتمبر)–٢ تشرين الأول (أكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ ملوك ١٥–١٦
«هل أنت شجاع مثل آسا؟»
‹تشجع لأن لعملك مكافأة›
في السنوات العشرين التي تلت انقسام اسرائيل الى مملكتين، تفشت الممارسات الوثنية في مملكة يهوذا. وحين اعتلى آسا العرش عام ٩٧٧ قم، كانت عبادة آلهة الخصب الكنعانية منتشرة في البلاط الملكي. لكن الكتاب المقدس يخبرنا ان الملك فعل «ما هو صالح وصائب في عيني يهوه إلهه». فقد «نزع المذابح الغريبة والمرتفعات وكسر الانصاب المقدسة وقطع السواري المقدسة». (٢ اخ ١٤:٢، ٣) كما انه طرد من يهوذا «مأبوني الهياكل» الذين مارسوا السدومية باسم الدين. لكن آسا لم يقف عند هذا الحد، بل حث ايضا الشعب «ان يطلبوا يهوه إله آبائهم» ويحفظوا ‹شريعة اللّٰه ووصيته›. — ١ مل ١٥:١٢، ١٣؛ ٢ اخ ١٤:٤.
اخدم يهوه بقلب كامل
٧ عَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَفْحَصَ قَلْبَهُ لِيَعْرِفَ هَلْ يُحِبُّ يَهْوَهَ فِعْلًا. لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَنَا مُصَمِّمٌ أَنْ أُرْضِيَ يَهْوَهَ دَائِمًا وَأُحَافِظَ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟›. تَذَكَّرْ أَنَّ آسَا تَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَعْزِلَ جَدَّتَهُ عَنْ مَنْصِبِهَا ٱلْمَلَكِيِّ. أَنْتَ أَيْضًا تَحْتَاجُ إِلَى شَجَاعَةٍ كَهٰذِهِ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ. فَمَاذَا لَوِ ٱرْتَكَبَ أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ أَوْ أَصْدِقَائِكَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، وَفُصِلَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّهُ غَيْرُ تَائِبٍ؟ هَلْ يَدْفَعُكَ قَلْبُكَ أَنْ تَتَّخِذَ إِجْرَاءً حَازِمًا وَتَتَوَقَّفَ عَنْ مُعَاشَرَتِهِ؟
آسا
اظهر آسا احيانا نقصا في الحكمة والبصيرة الروحية، لكن صفاته الجيدة وعدم تأثره بالارتداد فاقت اخطاءه كما يتضح، وهو يُعتبر واحدا من الملوك الامناء في سلالة يهوذا. (٢ اخ ١٥:١٧) وحكمه الذي دام ٤١ سنة تزامن مع فترات حكم ثمانية ملوك على اسرائيل، إما بكاملها او اجزاء منها. وهؤلاء الملوك هم يربعام، ناداب، بعشا، إيلة، زمري، عمري، تبني (الذي حكم قسما من اسرائيل وكان مناهضا لعمري)، وأخآب. (١ مل ١٥:٩، ٢٥، ٣٣؛ ١٦:٨، ١٥، ١٦، ٢١، ٢٣، ٢٩) وعندما مات آسا، خلفه على العرش ابنه يهوشافاط. — ١ مل ١٥:٢٤.
جواهر روحية
هل اللّٰه حقيقي بالنسبة اليكم؟
مثلا، اقرأوا النبوة عن عاقبة اعادة بناء اريحا ثم تأملوا في اتمامها. تذكر الآية في يشوع ٦:٢٦: «حلف يشوع في ذلك الوقت قائلا ملعون قدام الرب الرجل الذي يقوم ويبني هذه المدينة اريحا. ببكره يؤسسها وبصغيره ينصب ابوابها». تمت هذه النبوة بعد ٥٠٠ سنة تقريبا اذ نقرأ في ١ ملوك ١٦:٣٤: «في ايام [الملك اخآب] بنى حيئيل البيتئيلي اريحا. بأبيرام بكره وضع اساسها وبسجوب صغيره نصب ابوابها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد يشوع بن نون». فالاله الحقيقي وحده يمكنه ان يوحي بنبوات كهذه ويهتم بإتمامها.
٣-٩ تشرين الأول (أكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ ملوك ١٧–١٨
«إلى متى تعرجون بين رأيين؟»
ثِقْ بِيَهْوَهَ لِتَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً
٦ حَالَمَا سَكَنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، لَزِمَ أَنْ يَخْتَارُوا بَيْنَ عِبَادَةِ يَهْوَهَ وَعِبَادَةِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْأُخْرَى. (اقرأ يشوع ٢٤:١٥.) لَرُبَّمَا يَبْدُو هٰذَا ٱلْخِيَارُ بَسِيطًا، لٰكِنَّهُ كَانَ سَيُؤَدِّي إِمَّا إِلَى حَيَاتِهِمْ أَوْ مَوْتِهِمْ. وَفِي زَمَنِ ٱلْقُضَاةِ، ٱسْتَمَرَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي ٱتِّخَاذِ خِيَارَاتٍ سَيِّئَةٍ. فَكَانُوا يَتْرُكُونَ يَهْوَهَ وَيَعْبُدُونَ آلِهَةً بَاطِلَةً. (قض ٢:٣، ١١-٢٣) وَلَاحِقًا فِي زَمَنِ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا، لَمْ يَحْسِمُوا قَرَارَهُمْ بَيْنَ خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَٱلْإِلٰهِ ٱلْبَاطِلِ بَعْلٍ. (١ مل ١٨:٢١) قَدْ تَقُولُ إِنَّ هٰذَا ٱلْقَرَارَ سَهْلٌ، فَخِدْمَةُ يَهْوَهَ هِيَ دَائِمًا ٱلْخِيَارُ ٱلْأَفْضَلُ. وَٱلشَّخْصُ ٱلْحَكِيمُ لَنْ يَخْتَارَ عِبَادَةَ إِلٰهٍ عَدِيمِ ٱلْحَيَاةِ. مَعَ ذٰلِكَ، ظَلَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مُحْتَارِينَ ‹بَيْنَ رَأْيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ›. لِذَا شَجَّعَهُمْ إِيلِيَّا أَنْ يَكُونُوا حُكَمَاءَ وَيَعْبُدُوا ٱلْإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ يَهْوَهَ.
دَافَعَ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ
١٥ وَمَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ كَهَنَةِ ٱلْبَعْلِ؟ اِشْتَدَّ ٱهْتِيَاجُهُمْ وَأَخَذُوا «يَدْعُونَ بِأَعْلَى صَوْتِهِمْ وَيُقَطِّعُونَ أَنْفُسَهُمْ حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِٱلْخَنَاجِرِ وَٱلرِّمَاحِ، حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ ٱلدَّمُ»، وَلٰكِنْ دُونَ جَدْوَى. «فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلَا مُجِيبٌ وَلَا إِصْغَاءٌ». (١ مل ١٨:٢٨، ٢٩) فَفِي ٱلْوَاقِعِ، لَا وُجُودَ لِلْبَعْلِ؛ إِنَّهُ ٱخْتِرَاعٌ ٱبْتَكَرَهُ ٱلشَّيْطَانُ لِيُبْعِدَ ٱلنَّاسَ عَنْ يَهْوَهَ. وَٱخْتِيَارُ سَيِّدٍ غَيْرِ يَهْوَهَ لَا يُؤَدِّي إِلَّا إِلَى ٱلْخَيْبَةِ وَٱلْخِزْيِ وَٱلْعَارِ. — اقرإ المزمور ٢٥:٣؛ ١١٥:٤-٨.
دَافَعَ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ
١٨ قَبْلَ أَنْ يُقَدِّمَ إِيلِيَّا صَلَاتَهُ، لَا بُدَّ أَنَّ ٱلْجُمُوعَ تَسَاءَلُوا هَلْ يَهْوَهُ كِذْبَةٌ بَاطِلَةٌ كَٱلْبَعْلِ أَمْ لَا. وَلٰكِنْ بَعْدَ ٱلصَّلَاةِ، أَتَاهُمُ ٱلرَّدُّ عَلَى ٱلْفَوْرِ. تَقُولُ ٱلرِّوَايَةُ: «سَقَطَتْ نَارُ يَهْوَهَ وَأَكَلَتِ ٱلْمُحْرَقَةَ وَعِيدَانَ ٱلْحَطَبِ وَٱلْحِجَارَةَ وَٱلتُّرَابَ، وَلَحِسَتِ ٱلْمِيَاهَ ٱلَّتِي فِي ٱلْقَنَاةِ». (١ مل ١٨:٣٨) فَيَا لَهُ مِنْ جَوَابٍ مُذْهِلٍ! وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ ٱلشَّعْبِ؟
جواهر روحية
سهر وانتظر يهوه
كم طالت فترة القحط في زمن ايليا؟
«في السنة الثالثة»، اعلن نبي يهوه ايليا للملك أخآب ان فترة القحط الطويلة ستنتهي قريبا. وحُسبت هذه الفترة على ما يبدو من اليوم الذي اعلن فيه ايليا فترة القحط. (١ ملوك ١٨:١) وقد هطلت الامطار بعَيدما قال ايليا ان يهوه سينهي فترة القحط. لذلك يمكن ان يستنتج البعض ان القحط انتهى خلال سنته الثالثة وأنه استغرق بالتالي اقل من ثلاث سنوات. لكن يسوع ويعقوب كليهما يخبراننا ان القحط دام «ثلاث سنين وستة اشهر». (لوقا ٤:٢٥؛ يعقوب ٥:١٧) فهل من تناقض؟
كلا، على الاطلاق. ففصل الجفاف في اسرائيل قديما كان طويلا، اذ كانت مدته تصل الى ستة اشهر. ولا شك ان ايليا اتى الى أخآب ليعلن القحط حين تبين ان فصل الجفاف طويل وقاسٍ على غير عادة. فالقحط كان قد بدأ منذ نصف سنة تقريبا. وهكذا، حين اعلن ايليا نهاية القحط «في السنة الثالثة» انطلاقا من اعلانه الاول، كان القحط قد دام نحو ثلاث سنين ونصف. وحين اجتمع الشعب ليشهدوا الامتحان العظيم على جبل الكرمل، كانت قد انقضت فترة «ثلاث سنين وستة اشهر» كاملة.
ومن المهم ايضا ان تأخذ في الاعتبار التوقيت الذي اتى فيه ايليا للمرة الاولى لزيارة أخآب. فقد كان الشعب يظنون ان بعلا هو «راكب الغمام»، الاله الذي سيجلب المطر لينهي فصل الجفاف. وحين يطول هذا الفصل على نحو غير اعتيادي، ربما يتساءلون: ‹اين بعل؟ متى سيجلب المطر؟›. ولا بد ان عبدة البعل هؤلاء سُحقوا حين سمعوا اعلان ايليا انه لن يكون ندى او مطر حتى يقول كلمته. — ١ ملوك ١٧:١.
١٠-١٦ تشرين الأول (أكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ ملوك ١٩–٢٠
«هل تتشجع بيهوه؟»
اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ
٥ اقرأ ١ ملوك ١٩:١-٤. فِي مَا بَعْدُ، هَدَّدَتْ إِيزَابِلُ إِيلِيَّا بِٱلْقَتْلِ، فَخَافَ وَهَرَبَ إِلَى بِئْرَ سَبْعَ. حَتَّى إِنَّ مَعْنَوِيَّاتِهِ ٱنْهَارَتْ وَ «سَأَلَ ٱلْمَوْتَ لِنَفْسِهِ». فَمَا ٱلسَّبَبُ؟ كَانَ إِيلِيَّا رَجُلًا نَاقِصًا، «إِنْسَانًا بِمِثْلِ مَشَاعِرِنَا». (يع ٥:١٧) فَرُبَّمَا تَعِبَ كَثِيرًا وَلَمْ يَعُدْ قَادِرًا عَلَى تَحَمُّلِ ٱلضَّغْطِ. وَكَمَا يَبْدُو، أَحَسَّ أَنَّ كُلَّ جُهُودِهِ لِنَشْرِ عِبَادَةِ يَهْوَهَ بِلَا فَائِدَةٍ، وَأَنَّ ٱلْوَضْعَ فِي إِسْرَائِيلَ لَا يَتَحَسَّنُ. وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَخْدُمُ يَهْوَهَ. (١ مل ١٨:٣، ٤، ١٣؛ ١٩:١٠، ١٤) وَمَعَ أَنَّنَا قَدْ نَسْتَغْرِبُ رَدَّةَ فِعْلِ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ، تَفَهَّمَ يَهْوَهُ مَشَاعِرَهُ.
تَعَزَّى بِإِلٰهِهِ
١٣ تُرَى كَيْفَ شَعَرَ يَهْوَهُ حِينَ نَظَرَ مِنْ عَلْيَائِهِ وَرَأَى نَبِيَّهُ ٱلْمَحْبُوبَ مُسْتَلْقِيًا تَحْتَ تِلْكَ ٱلشَّجَرَةِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ يَلْتَمِسُ ٱلْمَوْتَ لِنَفْسِهِ؟ لَا مَجَالَ لِلتَّخْمِينِ. فَبَعْدَمَا ٱسْتَغْرَقَ إِيلِيَّا فِي ٱلنَّوْمِ، أَرْسَلَ يَهْوَهُ مَلَاكًا أَيْقَظَهُ بِلَمْسَةٍ رَقِيقَةٍ وَقَالَ لَهُ: «قُمْ وَكُلْ». فَقَامَ وَأَكَلَ وَجْبَةً بَسِيطَةً مِنَ ٱلْخُبْزِ ٱلطَّازَجِ وَٱلْمَاءِ كَانَ قَدْ أَعَدَّهَا لَهُ ٱلْمَلَاكُ. وَهَلْ أَعْرَبَ لَهُ عَنِ ٱمْتِنَانِهِ؟ لَا يَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ إِلَّا أَنَّهُ أَكَلَ وَشَرِبَ وَعَادَ إِلَى ٱلنَّوْمِ. فَهَلْ كَانَ غَارِقًا فِي ٱلْكَآبَةِ بِحَيْثُ لَمْ يَقْوَ عَلَى ٱلْكَلَامِ؟ لَا نَعْرِفُ. فِي أَيَّةِ حَالٍ، أَيْقَظَهُ ٱلْمَلَاكُ ثَانِيَةً رُبَّمَا عِنْدَ ٱلْفَجْرِ وَحَثَّهُ مَرَّةً أُخْرَى: «قُمْ وَكُلْ». ثُمَّ أَضَافَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱللَّافِتَةَ ٱلتَّالِيَةَ: «لِأَنَّ ٱلْمَسَافَةَ كَثِيرَةٌ عَلَيْكَ». — ١ مل ١٩:٥-٧.
تَعَزَّى بِإِلٰهِهِ
٢١ عِنْدَ حُدُوثِ كُلٍّ مِنْ هٰذِهِ ٱلظَّوَاهِرِ، تُذَكِّرُنَا ٱلرِّوَايَةُ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَكُنْ فِي تِلْكَ ٱلتَّجَلِّيَاتِ ٱلْمُوحِيَةِ بِٱلرَّهْبَةِ لِقُوَى ٱلطَّبِيعَةِ. وَإِيلِيَّا كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ يَهْوَهَ لَيْسَ إِلٰهًا خُرَافِيًّا يُجَسِّدُ هٰذِهِ ٱلْقُوَى، مِثْلَ بَعْلٍ ٱلَّذِي دَعَاهُ عُبَّادُهُ ٱلضَّالُّونَ «رَاكِبَ ٱلْغَمَامِ»، أَيْ جَالِبَ ٱلْمَطَرِ. فَيَهْوَهُ هُوَ ٱلْمَصْدَرُ ٱلْحَقِيقِيُّ لِكُلِّ قُوَّةٍ مَهِيبَةٍ كَامِنَةٍ فِي ٱلطَّبِيعَةِ، لٰكِنَّهُ أَيْضًا أَعْظَمُ بِكَثِيرٍ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ صَنَعَتْهُ يَدَاهُ، حَتَّى إِنَّ ٱلسَّمٰوَاتِ ٱلْحَرْفِيَّةَ لَا تَسَعُهُ. (١ مل ٨:٢٧) وَكَيْفَ ٱسْتَفَادَ إِيلِيَّا مِنْ كُلِّ مَا شَهِدَهُ؟ تَذَكَّرْ أَنَّهُ كَانَ فِي غَايَةِ ٱلْخَوْفِ. أَمَّا ٱلْآنَ وَإِلٰهٌ مِثْلُ يَهْوَهَ وَاقِفٌ إِلَى جَانِبِهِ، إِلٰهٌ يَمْتَلِكُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْقُدْرَةِ ٱلْهَائِلَةِ، فَمَا كَانَ مِنْ دَاعٍ بَعْدُ أَنْ يَخْشَى أَخْآبَ وَإِيزَابِلَ. — اقرإ المزمور ١١٨:٦.
تَعَزَّى بِإِلٰهِهِ
٢٢ بَعْدَمَا ٱخْتَفَتِ ٱلنَّارُ، وَقَعَ صَمْتٌ مُطْبِقٌ. ثُمَّ تَنَاهَى إِلَى مَسَامِعِ إِيلِيَّا «صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ هَادِئٌ» حَفَزَهُ أَنْ يَفْتَحَ قَلْبَهُ مُجَدَّدًا. فَأَفْصَحَ عَمَّا يَجِيشُ فِي صَدْرِهِ لِلْمَرَّةِ ٱلثَّانِيَةِ. وَلَعَلَّ ذٰلِكَ بَعَثَ فِي نَفْسِهِ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلرَّاحَةِ وَٱلِٱطْمِئْنَانِ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّهُ ٱطْمَأَنَّ أَكْثَرَ بَعْدَمَا سَمِعَ مَا قَالَهُ هٰذَا ‹ٱلصَّوْتُ ٱلْمُنْخَفِضُ ٱلْهَادِئُ›. فَيَهْوَهُ بَرْهَنَ لِلنَّبِيِّ أَنَّ لَهُ قِيمَةً عَظِيمَةً فِي نَظَرِهِ. كَيْفَ؟ حِينَ كَشَفَ لَهُ ٱلْكَثِيرَ عَمَّا يَنْوِي فِعْلَهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِعِبَادَةِ ٱلْبَعْلِ فِي إِسْرَائِيلَ. مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ جُهُودَ إِيلِيَّا لَمْ تَذْهَبْ هَبَاءً، فَقَصْدُ يَهْوَهَ كَانَ جَارِيًا عَلَى قَدَمٍ وَسَاقٍ لَا يُعِيقُهُ عَائِقٌ. هٰذَا وَإِنَّ إِيلِيَّا كَانَ سَيَلْعَبُ بَعْدُ دَوْرًا فِي هٰذَا ٱلْقَصْدِ. فَقَدْ أَمَرَهُ يَهْوَهُ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْعَمَلِ بَعْدَمَا أَعْطَاهُ إِرْشَادَاتٍ مُحَدَّدَةً. — ١ مل ١٩:١٢-١٧.
جواهر روحية
مثال للتضحية بالذات والولاء
يعرب كثيرون من خدام اللّٰه اليوم عن روح مماثلة للتضحية بالذات. فقد ترك البعض ‹حقولهم،› او ارزاقهم، ليكرزوا بالبشارة في مقاطعات بعيدة او ليخدموا كأعضاء في عائلة بيت ايل. وسافر آخرون الى بلاد اجنبية للعمل في مشاريع البناء التي تقوم بها الجمعية. وقبِل كثيرون ما يمكن اعتباره مهمات وضيعة. ولكن لا احد من عبيد يهوه يقوم بخدمة تافهة. فيهوه يقدِّر كل مَن يخدمونه طوعا، وسيبارك روح تضحيتهم بالذات. — مرقس ١٠:٢٩، ٣٠.
١٧-٢٣ تشرين الأول (أكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ ملوك ٢١–٢٢
«تمثَّل بيهوه حين تستعمل سلطتك»
بص «يهوه الجنود»
يهوه الجنود
عندما رأى يشوع ملاكا قرب اريحا وسأله هل هو مع الاسرائيليين ام مع اعدائهم، اجاب الملاك: «لا، بل انا جئت الآن رئيسا لجند يهوه». (يش ٥:١٣-١٥) وقال النبي ميخايا للملكين أخآب ويهوشافاط: «قد رأيت يهوه جالسا على عرشه، وجميع جند السموات وقوف لديه، الى يمينه وإلى يساره»، وواضح انه كان يشير الى ابناء يهوه الروحانيين. (١ مل ٢٢:١٩-٢١) وصيغة الجمع في عبارة «يهوه الجنود» مناسبة لأن القوات الملائكية ليست مقسمة فقط الى كروبيم وسرافيم وملائكة، (اش ٦:٢، ٣؛ تك ٣:٢٤؛ رؤ ٥:١١) بل منظمة ايضا في فرق. لذا استطاع يسوع المسيح ان يقول ان هناك «اكثر من اثني عشر فيلقا من الملائكة» جاهزون لمساعدته. (مت ٢٦:٥٣) وحين ترجى حزقيا يهوه وطلب دعمه، قال: «يا يهوه الجنود، اله اسرائيل، الجالس على الكروبيم»، ويبدو انه كان يلمِّح الى تابوت العهد والكروبَين على غطائه، وهذا رمز الى عرش يهوه السماوي. (اش ٣٧:١٦؛ قارن ١ صم ٤:٤؛ ٢ صم ٦:٢.) وعندما كانت المدينة التي سكن فيها أليشع محاصرة، اطمأن خادمه الخائف حين رأى بعجيبة الجبال حول المدينة «مملوءة خيلا ومركبات حرب من نار»، وهذه كانت جزءا من جيوش يهوه الملائكية. — ٢ مل ٦:١٥-١٧.
«رَأسُ كُلِّ رَجُلٍ هوَ المَسيح»
٩ التَّواضُع. لا أحَدَ أَحكَمُ مِن يَهْوَه. مع ذلِك، يُصغي يَهْوَه لِرَأْيِ خُدَّامِه. (تك ١٨:٢٣، ٢٤، ٣٢) وهو يسمَحُ لهُم أن يُعطوا اقتِراحات. (١ مل ٢٢:١٩-٢٢) ومع أنَّهُ كامِل، لا يتَوَقَّعُ مِنهُمُ الكَمال بل يُساعِدُهُم أن ينجَحوا في خِدمَتِه. (مز ٢٧:٩؛ ١١٣:٦، ٧؛ عب ١٣:٦) مَثَلًا، قالَ المَلِكُ دَاوُد إنَّهُ ما كانَ لِيُنجِزَ شَيئًا لَولا تَواضُعُ يَهْوَه ومُساعَدَتُه. — ٢ صم ٢٢:٣٦.
بص «الكذب»
الكذب
يسمح يهوه اللّٰه ان يصل «عمل ضلال» الى الذين يفضِّلون الاكاذيب، بحيث ‹يصدِّقون الكذب› بدل البشارة عن يسوع المسيح. (٢ تس ٢:٩-١٢) وما حصل قبل قرون مع الملك الاسرائيلي أخآب يوضح هذا المبدأ. فقد طمأنه انبياء كذبة انه سيربح الحرب ضد راموت جلعاد. اما نبي يهوه ميخايا فتنبأ له ان كارثة ستحصل. وحسب الرؤيا التي رآها ميخايا، سمح يهوه لمخلوق روحاني ان يصير «روح خداع» في فم انبياء أخآب. بكلمات اخرى، استخدم هذا المخلوق الروحاني قوَّته ليؤثر عليهم ويدفعهم ان لا يقولوا الحقيقة، بل ما ارادوا هم ان يقولوه وما اراد أخآب ان يسمعه منهم. ومع ان ميخايا حذَّر أخآب، فهو فضَّل ان ينخدع بأكاذيبهم ودفع حياته ثمنا لذلك. — ١ مل ٢٢:١-٣٨؛ ٢ أخ ١٨.
جواهر روحية
ماذا يُمَيِّزُ التَّوبَةَ الصَّادِقَة؟
٤ لكنَّ صَبرَ يَهْوَه لهُ حُدود. ففي النِّهايَة، أرسَلَ نَبِيَّهُ إيلِيَّا لِيُعلِنَ حُكمَهُ على آخَاب وإيزَابِل. فعِقابًا لهُما، كانَت كُلُّ عائِلَتِهِما ستُقتَل. إنصَدَمَ آخَاب مِن كَلِماتِ إيلِيَّا. وبِعَكسِ التَّوَقُّعات، «تَواضَعَ» هذا الرَّجُلُ المُتَكَبِّر. — ١ مل ٢١:١٩-٢٩.
٥ صَحيحٌ أنَّ آخَاب تَواضَعَ في البِدايَة، لكنَّ تَصَرُّفاتِهِ لاحِقًا أظهَرَت أنَّ تَوبَتَهُ لَيسَت صادِقَة. فهو لم يُحاوِلْ أن يُزيلَ عِبادَةَ بَعْل مِن مَملَكَتِه. ولم يُشَجِّعِ الشَّعبَ أن يعبُدوا يَهْوَه. كما فعَلَ أُمورًا أُخرى أظهَرَت أنَّهُ لم يتُبْ فِعلًا.
٦ مَثَلًا، طلَبَ آخَاب مِن يَهُوشَافَاط مَلِكِ يَهُوذَا أن يُحارِبَ معهُ الأرَامِيِّين. ويَهُوشَافَاط كانَ مَلِكًا صالِحًا. فاقتَرَحَ أن يستَشيرا أوَّلًا نَبِيًّا لِيَهْوَه. لكنَّ آخَاب رفَضَ الفِكرَةَ في البِدايَة. قال: «يوجَدُ بَعد رَجُلٌ واحِدٌ نسألُ يَهْوَه بِواسِطَتِه، لكنِّي أُبغِضُه، لِأنَّهُ لا يتَنَبَّأُ علَيَّ بِالخَير، بل بِالشَّرّ». مع ذلِك، استَشارا النَّبِيَّ مِيخَايَا. ومِثلَما توَقَّعَ آخَاب، أخبَرَهُ النَّبِيُّ أنَّ النَّتيجَةَ ستكونُ سَيِّئَة. فهل تابَ آخَاب وطلَبَ مِن يَهْوَه أن يُسامِحَه؟ كَلَّا، بل رمى النَّبِيَّ في السِّجن. (١ مل ٢٢:٧-٩، ٢٣، ٢٧) لكنَّ هذا لم يمنَعِ النُّبُوَّةَ أن تتَحَقَّق. ففي المَعرَكَةِ التَّالِيَة، قُتِلَ آخَاب. — ١ مل ٢٢:٣٤-٣٨.
٢٤-٣٠ تشرين الأول (أكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | ٢ ملوك ١–٢
«مثال جيد في التدريب»
كَيْفَ يُدَرِّبُ ٱلشُّيُوخُ إِخْوَتَهُمْ؟
١٥ تُظْهِرُ أَيْضًا رِوَايَةُ أَلِيشَعَ كَيْفَ يُعْرِبُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْيَوْمَ عَنِ ٱلِٱحْتِرَامِ لِلشُّيُوخِ ذَوِي ٱلْخِبْرَةِ. فَبَعْدَمَا زَارَ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعُ جَمَاعَةً مِنَ ٱلْأَنْبِيَاءِ فِي أَرِيحَا، تَوَجَّهَا إِلَى نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ. وَهُنَاكَ، «أَخَذَ إِيلِيَّا رِدَاءَهُ ٱلرَّسْمِيَّ وَلَفَّهُ وَضَرَبَ ٱلْمِيَاهَ، فَٱنْفَلَقَتْ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ». وَبَعْدَمَا عَبَرَا كِلَاهُمَا عَلَى ٱلْيَابِسَةِ، بَقِيَا «يَتَكَلَّمَانِ وَهُمَا يَسِيرَانِ». وَلَا رَيْبَ أَنَّ أَلِيشَعَ أَصْغَى بِٱنْتِبَاهٍ إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ قَالَهَا مُعَلِّمُهُ. فَهُوَ لَمْ يَظُنَّ قَطُّ أَنَّهُ صَارَ مُلِمًّا بِكُلِّ شَارِدَةٍ وَوَارِدَةٍ، بَلْ بَقِيَ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ إِلَى ٱللَّحْظَةِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي أُخِذَ فِيهَا إِلَى ٱلسَّمَاءِ. وَعِنْدَمَا رَجَعَ أَلِيشَعُ إِلَى ٱلْأُرْدُنِّ، ضَرَبَ ٱلْمِيَاهَ بِرِدَاءِ إِيلِيَّا، قَائِلًا: «أَيْنَ يَهْوَهُ، إِلٰهُ إِيلِيَّا، أَيْنَ هُوَ؟». فَٱنْفَلَقَتِ ٱلْمِيَاهُ مِنْ جَدِيدٍ. — ٢ مل ٢:٨-١٤.
كَيْفَ يُدَرِّبُ ٱلشُّيُوخُ إِخْوَتَهُمْ؟
١٦ هَلْ لَاحَظْتَ أَنَّ عَجِيبَةَ أَلِيشَعَ ٱلْأُولَى كَانَتْ نُسْخَةً طِبْقَ ٱلْأَصْلِ عَنْ عَجِيبَةِ إِيلِيَّا ٱلْأَخِيرَةِ؟ وَلِمَ يَهُمُّنَا ذٰلِكَ؟ عَلَى مَا يَظْهَرُ، لَمْ يَرَ أَلِيشَعُ ضَرُورَةً إِلَى تَغْيِيرِ مَسَارِ ٱلْأُمُورِ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَتِ ٱلدَّفَّةُ بِيَدِهِ هُوَ. بَلْ أَظْهَرَ أَنَّهُ يَحْتَرِمُ مُعَلِّمَهُ بِتَقْلِيدِهِ وَٱلْإِبْقَاءِ عَلَى طَرِيقَةِ عَمَلِهِ. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ طَمْأَنَ رُفَقَاءَهُ ٱلْأَنْبِيَاءَ. (٢ مل ٢:١٥) وَفِي مَا بَعْدُ، مَكَّنَهُ يَهْوَهُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ كَنَبِيٍّ لِسِتِّينَ سَنَةً أَنْ يَصْنَعَ عَجَائِبَ أَكْثَرَ مِنْ إِيلِيَّا. فَمَا ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي تَتَعَلَّمُهُ ٱلْيَوْمَ كَتِلْمِيذٍ؟
جواهر روحية
نقاط بارزة من سفر الملوك الثاني
٢:١١ — ما هي «السماء» التي ‹صعد اليها ايليا في عاصفة ريح›؟ لم تُشِر «السماء» التي صعد اليها ايليا الى مكان بعيد في الكون المادي ولا الى مكان سكنى روحي للّٰه وأبنائه الملائكيين. (تثنية ٤:١٩؛ مزمور ١١:٤؛ متى ٦:٩؛ ١٨:١٠) لكنها اشارت الى الغلاف الجوي المحيط بالارض. (مزمور ٧٨:٢٦؛ متى ٦:٢٦) فالمركبة النارية، كما يظهر، انطلقت بسرعة في الغلاف الجوي ناقلة ايليا الى جزء آخر من الارض حيث استمر في العيش فترة من الوقت، وذلك لأنه بعد سنوات كتب رسالة الى يهورام ملك يهوذا. — ٢ اخبار الايام ٢١:١، ١٢-١٥.
٣١ تشرين الأول (أكتوبر)–٦ تشرين الثاني (نوفمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | ٢ ملوك ٣–٤
«أعاد إليها ابنها»
«أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ»
٧ اَلْقِيَامَةُ ٱلثَّانِيَةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ صَنَعَهَا ٱلنَّبِيُّ أَلِيشَعُ. فَفِي مَدِينَةِ شُونَمَ فِي إِسْرَائِيلَ، ٱسْتَضَافَتِ ٱمْرَأَةٌ عَاقِرٌ هٰذَا ٱلنَّبِيَّ. فَبَارَكَهَا يَهْوَهُ هِيَ وَزَوْجَهَا ٱلْمُسِنَّ وَأَعْطَاهُمَا ٱبْنًا. وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ، مَاتَ ٱلصَّبِيُّ. فَحَزِنَتْ أُمُّهُ كَثِيرًا وَقَطَعَتْ ٣٠ كِيلُومِتْرًا تَقْرِيبًا لِتَلْتَقِيَ أَلِيشَعَ عِنْدَ جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ. فَطَلَبَ ٱلنَّبِيُّ مِنْ خَادِمِهِ جِيحَزِي أَنْ يَسْبِقَهُمَا إِلَى شُونَمَ وَيُقِيمَ ٱلصَّبِيَّ. لٰكِنَّ جِيحَزِيَ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُعِيدَهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. — ٢ مل ٤:٨-٣١.
«أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ»
٨ وَحِينَ وَصَلَ أَلِيشَعُ وَأُمُّ ٱلصَّبِيِّ إِلَى ٱلْبَيْتِ، دَخَلَ إِلَى حَيْثُ وُضِعَ ٱلْمَيِّتُ وَصَلَّى إِلَى يَهْوَهَ. فَٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُهُ وَعَادَ ٱلصَّبِيُّ إِلَى ٱلْحَيَاةِ، وَتَحَوَّلَ حُزْنُ أُمِّهِ إِلَى فَرَحٍ غَامِرٍ. (اقرأ ٢ ملوك ٤:٣٢-٣٧.) وَرُبَّمَا تَذَكَّرَتْ صَلَاةَ حَنَّةَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَاقِرًا فَتْرَةً طَوِيلَةً ثُمَّ بَارَكَهَا يَهْوَهُ بِٱبْنٍ سَمَّتْهُ صَمُوئِيلَ. فَحِينَ أَخَذَتْ حَنَّةُ ٱبْنَهَا لِيَخْدُمَ فِي ٱلْمَسْكَنِ، قَالَتْ إِنَّ ‹يَهْوَهَ يُحْيِي›. (١ صم ٢:٦) وَبِإِقَامَةِ ٱبْنِ ٱلشُّونَمِيَّةِ، أَظْهَرَ ٱللّٰهُ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ ٱلْمَوْتَى.
جواهر روحية
هل تعلم؟
مَن كان «بنو الانبياء»؟
ترد عبارة «بني الانبياء» في روايات الكتاب المقدس التي تتناول الانبياء الثلاثة: صموئيل وإيليا وأليشع. مثلا، عندما اراد أليشع ان يعيِّن ياهو ملكا على اسرائيل ارسل «واحدا من بني الانبياء» ليمسحه. (٢ ملوك ٩:١-٤) فمَن هم هؤلاء؟
يعتقد العلماء ان هذه العبارة لا تشير الى ابناء حرفيين بل الى مدرسة او تجمُّع للانبياء. وبحسب مجلة مطبوعات الكتاب المقدس (بالانكليزية)، كان اعضاء هذه المدرسة على الارجح اشخاصا «كرَّسوا حياتهم لخدمة يهوِه [يهوه] تحت اشراف احد الانبياء الذي اعتُبر . . . اباهم الروحي». (٢ ملوك ٢:١٢) والرواية عن مسح ياهو تتحدث عن مبعوث أليشع الآنف الذكر بصفته «غلام النبي». — ٢ ملوك ٩:٤.
وعلى ما يبدو عاش «بنو الانبياء» حياة بسيطة. فالكتاب المقدس يتحدث عن فريق منهم معاصر لأليشع بنى مكانا ليسكن فيه واستخدم فأسا مستعارة. (٢ ملوك ٦:١-٥) كما تأتي الاسفار المقدسة على ذكر احدى ارامل «بني الانبياء»، ما يدل ان بعضهم كانوا متزوجين. (٢ ملوك ٤:١) والاسرائيليون الامناء من جهتهم اعربوا عن التقدير لهم، حتى انهم أمدُّوهم بالطعام حسبما تخبرنا احدى الروايات. — ٢ ملوك ٤:٣٨، ٤٢.