مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه هو «كاشف الاسرار»‏
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • يَهْوَهُ هُوَ «كَاشِفُ ٱلْأَسْرَارِ»‏

      ‏«حَقًّا إِنَّ إِلٰهَكُمْ هُوَ إِلٰهُ ٱلْآلِهَةِ وَرَبُّ ٱلْمُلُوكِ وَكَاشِفُ ٱلْأَسْرَارِ».‏ —‏ دا ٢:‏٤٧‏.‏

      كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

      • أَيَّةُ تَفَاصِيلَ عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ يَكْشِفُهَا يَهْوَهُ لَنَا؟‏

      • مَاذَا تُمَثِّلُ ٱلرُّؤُوسُ ٱلسِّتَّةُ ٱلْأُولَى لِلْوَحْشِ؟‏

      • مَا هِيَ أَوْجُهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ ٱلْوَحْشِ وَٱلتِّمْثَالِ ٱلَّذِي رَآهُ نَبُوخَذْنَصَّرُ فِي حُلْمِهِ؟‏

      ١،‏ ٢ مَاذَا كَشَفَ لَنَا يَهْوَهُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      أَيَّةُ دَوْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ سَتَكُونُ مُهَيْمِنَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ عِنْدَمَا يُنْهِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ؟‏ لَقَدْ بَيَّنَ لَنَا يَهْوَهُ ٱللّٰهُ «كَاشِفُ ٱلْأَسْرَارِ» جَوَابَ هذَا ٱلسُّؤَالِ مِنْ خِلَالِ كِتَابَاتِ ٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ وَٱلرَّسُولِ يُوحَنَّا.‏

      ٢ فَقَدْ أَعْطَى هذَيْنِ ٱلرَّجُلَيْنِ سِلْسِلَةً مِنَ ٱلرُّؤَى تُخْبِرُ عَنْ وُحُوشٍ مُتَعَاقِبَةٍ.‏ كَمَا شَرَحَ لِدَانِيَالَ مَعْنَى حُلْمٍ نَبَوِيٍّ عَنْ تِمْثَالٍ مَعْدِنِيٍّ هَائِلٍ.‏ وَعَمِلَ عَلَى حِفْظِ هذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِفَائِدَتِنَا.‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ فَهِيَ تُقَوِّي رَجَاءَنَا بِأَنَّ مَلَكُوتَهُ سَيَسْحَقُ عَمَّا قَرِيبٍ كُلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ —‏ دا ٢:‏٤٤‏.‏

      ٣ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ كَيْ نَفْهَمَ ٱلنُّبُوَّاتِ بِدِقَّةٍ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٣ إِنَّ تَفَحُّصَ نُبُوَّاتِ دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا لَا يَكْشِفُ ٱلنِّقَابَ فَقَطْ عَنْ هُوِيَّةِ ثَمَانِيَةِ مُلُوكٍ،‏ أَيْ سُلُطَاتٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ بَلْ أَيْضًا عَنِ ٱلتَّرْتِيبِ ٱلزَّمَنِيِّ ٱلَّذِي يَظْهَرُونَ فِيهِ.‏ لكِنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَفْهَمَ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ بِدِقَّةٍ مَا لَمْ نُدْرِكْ أَوَّلًا مَعْنَى ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْأُولَى ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ إِتْمَامَ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ هُوَ ٱلْمِحْوَرُ ٱلَّذِي يَدُورُ حَوْلَهُ كَامِلُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَهُوَ ٱلرِّبَاطُ ٱلَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ كَافَّةِ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْأُخْرَى.‏

      نَسْلُ ٱلْحَيَّةِ وَٱلْوَحْشُ

      ٤ مَنْ يُؤَلِّفُ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ،‏ وَمَاذَا سَيَفْعَلُ هذَا ٱلنَّسْلُ؟‏

      ٤ بُعَيْدَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ،‏ أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِأَنَّ ‹ٱمْرَأَةً› سَتُنْتِجُ ‹نَسْلًا›.‏a ‏(‏اِقْرَأْ تكوين ٣:‏١٥‏.‏‏)‏ وَهذَا ٱلنَّسْلُ سَيَسْحَقُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ رَأْسَ ٱلْحَيَّةِ،‏ أَوِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ كَشَفَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلنَّسْلَ يَأْتِي مِنْ إِبْرَاهِيمَ،‏ يَتَحَدَّرُ مِنْ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ،‏ وَيُولَدُ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا،‏ تَحْدِيدًا مِنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ (‏تك ٢٢:‏١٥-‏١٨؛‏ ٤٩:‏١٠؛‏ مز ٨٩:‏٣،‏ ٤؛‏ لو ١:‏٣٠-‏٣٣‏)‏ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَاحِقًا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَسُوعَ،‏ ٱلَّذِي ٱنْطَبَقَتْ فِيهِ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتُ،‏ هُوَ ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ هذَا ٱلنَّسْلِ.‏ (‏غل ٣:‏١٦‏)‏ كَمَا ٱتَّضَحَ أَنَّ هُنَالِكَ جُزْءًا ثَانَوِيًّا مِنْ نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ يَتَأَلَّفُ مِنْ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ.‏ (‏غل ٣:‏٢٦-‏٢٩‏)‏ وَهؤُلَاءِ يُشَكِّلُونَ مَعَ يَسُوعَ حُكُومَةَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ ٱلْأَدَاةَ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱللّٰهُ لِسَحْقِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ —‏ لو ١٢:‏٣٢؛‏ رو ١٦:‏٢٠‏.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ كَمْ قُوَّةً عُظْمَى يَرِدُ ذِكْرُهَا فِي رُؤَى دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُمَثِّلُ رُؤُوسُ ٱلْوَحْشِ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا؟‏

      ٥ أَيْضًا،‏ تَذْكُرُ تِلْكَ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْمُعْطَاةُ فِي عَدْنٍ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ سَيُنْتِجُ ‹نَسْلًا›،‏ وَأَنَّ هذَا ٱلنَّسْلَ سَيُظْهِرُ عَدَاوَةً،‏ أَوْ بُغْضًا،‏ لِنَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ.‏ وَمِمَّنْ يَتَأَلَّفُ نَسْلُ ٱلْحَيَّةِ؟‏ مِنْ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَقْتَدُونَ بِٱلشَّيْطَانِ فِي بُغْضِهِمْ لِلّٰهِ وَلِشَعْبِهِ.‏ وَعَبْرَ ٱلْعُصُورِ،‏ نَظَّمَ ٱلشَّيْطَانُ نَسْلَهُ ضِمْنَ حَرَكَاتٍ سِيَاسِيَّةٍ،‏ أَوْ مَمَالِكَ،‏ فَضْلًا عَنْ هَيْئَاتٍ دِينِيَّةٍ وَعَسْكَرِيَّةٍ.‏ (‏لو ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ لكِنَّ قِلَّةً مِنَ ٱلْمَمَالِكِ ٱلْبَشَرِيَّةِ أَثَّرَتْ تَأْثِيرًا بَارِزًا فِي شَعْبِ ٱللّٰهِ —‏ إِمَّا ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَوْ جَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا إِدْرَاكُ هذَا ٱلْأَمْرِ لِأَنَّهُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ لِمَاذَا تَأْتِي رُؤَى دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا عَلَى ذِكْرِ ثَمَانٍ فَقَطْ مِنْ هذِهِ ٱلْقُوَى ٱلْعُظْمَى.‏

      ٦ عِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ،‏ أَعْطَى يَسُوعُ ٱلْمُقَامُ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا سِلْسِلَةً مِنَ ٱلرُّؤَى ٱلْمُذْهِلَةِ.‏ (‏رؤ ١:‏١‏)‏ وَفِي إِحْدَاهَا،‏ رَأَى يُوحَنَّا إِبْلِيسَ،‏ ٱلْمُمَثَّلَ بِتِنِّينٍ،‏ وَاقِفًا عَلَى شَاطِئِ بَحْرٍ عَظِيمٍ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ رؤيا ١٣:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ وَشَاهَدَ يُوحَنَّا أَيْضًا وَحْشًا غَرِيبًا يَصْعَدُ مِنَ ٱلْبَحْرِ وَيَنَالُ سُلْطَةً عَظِيمَةً مِنْ إِبْلِيسَ.‏ وَلَاحِقًا،‏ أَخْبَرَ أَحَدُ ٱلْمَلَائِكَةِ يُوحَنَّا أَنَّ ٱلرُّؤُوسَ ٱلسَّبْعَةَ لِوَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ،‏ ٱلَّذِي هُوَ صُورَةُ ٱلْوَحْشِ ٱلْمَذْكُورِ فِي رُؤْيَا ١٣:‏١‏،‏ تُمَثِّلُ «سَبْعَةَ مُلُوكٍ»،‏ أَوْ حُكُومَاتٍ.‏ (‏رؤ ١٣:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ١٧:‏٣،‏ ٩،‏ ١٠‏)‏ وَحِينَ كَتَبَ يُوحَنَّا سِفْرَ ٱلرُّؤْيَا،‏ كَانَ خَمْسَةٌ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ قَدْ سَقَطُوا،‏ وَوَاحِدٌ فِي ٱلسُّلْطَةِ،‏ وَوَاحِدٌ «لَمْ يَأْتِ بَعْدُ».‏ فَمَا هِيَ هذِهِ ٱلْحُكُومَاتُ،‏ أَوِ ٱلدُّوَلُ ٱلْعَالَمِيَّةُ؟‏ لِنَكْتَشِفْ هُوِيَّتَهَا مِنْ خِلَالِ تَفَحُّصِ كُلٍّ مِنْ رُؤُوسِ ٱلْوَحْشِ ٱلْمَوْصُوفِ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا.‏ وَلْنَرَ أَيْضًا كَيْفَ أَضَافَتْ كِتَابَاتُ دَانِيَالَ تَفَاصِيلَ عَنْ عَدَدٍ مِنْهَا،‏ أَحْيَانًا قَبْلَ قُرُونٍ مِنْ ظُهُورِهَا عَلَى ٱلْمَسْرَحِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏

      أَوَّلُ رَأْسَيْنِ:‏ مِصْرُ وَأَشُّورُ

      ٧ مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلرَّأْسُ ٱلْأَوَّلُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٧ يُمَثِّلُ ٱلرَّأْسُ ٱلْأَوَّلُ لِلْوَحْشِ مِصْرَ،‏ لِأَنَّهَا كَانَتْ أَوَّلَ دَوْلَةٍ عُظْمَى تُعْرِبُ عَنْ عَدَاوَتِهَا لِشَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ كَانَ فِي مِصْرَ أَنْ تَكَاثَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ،‏ ٱلَّذِي كَانَ سَيَأْتِي مِنْهُ نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ.‏ وَهُنَاكَ،‏ تَعَرَّضُوا لِلِٱضْطِهَادِ عَلَى يَدِ فِرْعَوْنَ ٱلَّذِي أَمَرَ بِقَتْلِ جَمِيعِ أَطْفَالِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلذُّكُورِ.‏ وَبِذلِكَ،‏ حَاوَلَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَمْحُوَ شَعْبَ ٱللّٰهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ ٱلنَّسْلُ.‏ لكِنَّ يَهْوَهَ أَحْبَطَ مُحَاوَلَتَهُ هذِهِ وَحَرَّرَ شَعْبَهُ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ.‏ (‏خر ١:‏١٥-‏٢٠؛‏ ١٤:‏١٣‏)‏ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ أَعْطَاهُمْ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ لِيَسْتَقِرُّوا فِيهَا.‏

      ٨ مَا هُوَ ٱلرَّأْسُ ٱلثَّانِي،‏ وَأَيَّةُ مُحَاوَلَةٍ قَامَ بِهَا؟‏

      ٨ يُمَثِّلُ ٱلرَّأْسُ ٱلثَّانِي لِلْوَحْشِ أَشُّورَ،‏ ٱلَّتِي حَاوَلَتْ هِيَ أَيْضًا إِبَادَةَ شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَخْدَمَ هذِهِ ٱلْمَمْلَكَةَ ٱلْجَبَّارَةَ أَدَاةً لِمُعَاقَبَةِ مَمْلَكَةِ ٱلْعَشَرَةِ ٱلْأَسْبَاطِ بِسَبَبِ مُمَارَسَتِهِمِ ٱلصَّنَمِيَّةَ وَعِصْيَانِهِمْ،‏ غَيْرَ أَنَّ أَشُّورَ هَاجَمَتْ لَاحِقًا أُورُشَلِيمَ.‏ وَلَعَلَّ ٱلشَّيْطَانَ هَدَفَ مِنْ خِلَالِ ذلِكَ إِلَى مَحْوِ ٱلسُّلَالَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى يَسُوعَ.‏ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ هذَا ٱلْهُجُومُ جُزْءًا مِنْ قَصْدِ يَهْوَهَ،‏ تَدَخَّلَ عَجَائِبِيًّا لِإِنْقَاذِ شَعْبِهِ ٱلْأَمِينِ مِنْ يَدِ ٱلْغُزَاةِ.‏ —‏ ٢ مل ١٩:‏٣٢-‏٣٥؛‏ اش ١٠:‏٥،‏ ٦،‏ ١٢-‏١٥‏.‏

      اَلرَّأْسُ ٱلثَّالِثُ:‏ بَابِلُ

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ مَاذَا سَمَحَ يَهْوَهُ لِلْبَابِلِيِّينَ بِفِعْلِهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا لَزِمَ أَنْ يَحْدُثَ كَيْ تَتِمَّ ٱلنُّبُوَّاتُ؟‏

      ٩ يُمَثِّلُ ٱلرَّأْسُ ٱلثَّالِثُ لِلْوَحْشِ ٱلَّذِي رَآهُ يُوحَنَّا مَمْلَكَةَ بَابِلَ.‏ فَقَدْ سَمَحَ يَهْوَهُ لِلْبَابِلِيِّينَ أَنْ يَقْهَرُوا أُورُشَلِيمَ وَيَأْخُذُوا شَعْبَهُ إِلَى ٱلْأَسْرِ.‏ لكِنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَسْمَحَ بِهذَا ٱلذُّلِّ،‏ حَذَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْعُصَاةَ مِنَ ٱلْمَأْسَاةِ ٱلَّتِي سَتَحِلُّ بِهِمْ.‏ (‏٢ مل ٢٠:‏١٦-‏١٨‏)‏ فَأَنْبَأَ بِأَنَّهُ لَنْ يَسْمَحَ لِمُلُوكِهِمْ بِأَنْ يَجْلِسُوا فِي مَا بَعْدُ عَلَى ‹عَرْشِهِ› فِي أُورُشَلِيمَ.‏ (‏١ اخ ٢٩:‏٢٣‏)‏ لكِنَّهُ وَعَدَ بِأَنَّ أَحَدَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ،‏ ذَاكَ «ٱلَّذِي لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ»،‏ سَيَأْتِي وَيَسْتَعِيدُ تِلْكَ ٱلسُّلْطَةَ.‏ —‏ حز ٢١:‏٢٥-‏٢٧‏.‏

      ١٠ وَتُشِيرُ نُبُوَّةٌ أُخْرَى أَنَّهُ عِنْدَ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا —‏ أَيِ ٱلْمَمْسُوحِ —‏ اَلْمَوْعُودِ بِهِ،‏ سَيَكُونُ ٱلْيَهُودُ لَا يَزَالُونَ يُقَدِّمُونَ ٱلْعِبَادَةَ فِي ٱلْهَيْكَلِ بِأُورُشَلِيمَ.‏ (‏دا ٩:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ وَفِي نُبُوَّةٍ أَبْكَرَ،‏ كُتِبَتْ قَبْلَ أَخْذِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَسْرَى إِلَى بَابِلَ،‏ ذُكِرَ أَنَّ ٱلْمَسِيَّا يُولَدُ فِي بَيْتَ لَحْمَ.‏ (‏مي ٥:‏٢‏)‏ وَكَيْ تَتِمَّ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتُ،‏ لَزِمَ أَنْ يَتَحَرَّرَ ٱلْيَهُودُ،‏ يَرْجِعُوا إِلَى مَوْطِنِهِمْ،‏ وَيُعِيدُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ.‏ لكِنَّ تَحْرِيرَ ٱلْأَسْرَى لَمْ يَكُنْ سِيَاسَةَ بَابِلَ.‏ فَكَيْفَ كَانَتْ هذِهِ ٱلْعَقَبَةُ سَتُذَلَّلُ؟‏ لَقَدْ كَشَفَ يَهْوَهُ ٱلْجَوَابَ لِأَنْبِيَائِهِ.‏ —‏ عا ٣:‏٧‏.‏

      ١١ أَيَّةُ رُمُوزٍ فِي سِفْرَيْ دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا تُشِيرُ إِلَى ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْبَابِلِيَّةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

      ١١ كَانَ دَانِيَالُ بَيْنَ ٱلْأَسْرَى ٱلَّذِينَ أُخِذُوا إِلَى بَابِلَ.‏ (‏دا ١:‏١-‏٦‏)‏ وَقَدْ كَشَفَ لَهُ يَهْوَهُ تَعَاقُبَ ٱلْمَمَالِكِ ٱلَّتِي تَلِي تِلْكَ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ،‏ مُسْتَخْدِمًا عَدَدًا مِنَ ٱلرُّمُوزِ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا جَعَلَ يَهْوَهُ ٱلْمَلِكَ ٱلْبَابِلِيَّ نَبُوخَذْنَصَّرَ يَرَى فِي حُلْمٍ تِمْثَالًا هَائِلًا مَصْنُوعًا مِنْ عِدَّةِ مَعَادِنَ،‏ بَيَّنَ لَهُ بِوَاسِطَةِ دَانِيَالَ أَنَّ ٱلرَّأْسَ ٱلذَّهَبِيَّ لِهذَا ٱلتِّمْثَالِ يَرْمُزُ إِلَى ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْبَابِلِيَّةِ.‏b ‏(‏اِقْرَأْ دانيال ٢:‏١،‏ ١٩،‏ ٣١-‏٣٨‏.‏‏)‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ كَشَفَ أَنَّ ٱلصَّدْرَ وَٱلذِّرَاعَيْنِ ٱلْمَصْنُوعَةَ مِنْ فِضَّةٍ تُمَثِّلُ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلَّتِي سَتَلِي بَابِلَ.‏ فَمَنْ كَانَتْ هذِهِ ٱلْقُوَّةُ،‏ وَكَيْفَ عَامَلَتْ شَعْبَ ٱللّٰهِ؟‏

      اَلرَّأْسُ ٱلرَّابِعُ:‏ مَادِي وَفَارِسُ

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ مَاذَا كَشَفَ يَهْوَهُ عَنْ قَهْرِ بَابِلَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ تَمْثِيلُ مَادِي وَفَارِسَ بِٱلرَّأْسِ ٱلرَّابِعِ لِلْوَحْشِ؟‏

      ١٢ قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ قَرْنٍ مِنْ زَمَنِ دَانِيَالَ،‏ كَشَفَ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا تَفَاصِيلَ عَنِ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلَّتِي سَتُخْضِعُ مَدِينَةَ بَابِلَ.‏ وَلَمْ يُبَيِّنْ فَقَطِ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي سَتُهْزَمُ فِيهَا هذِهِ ٱلْمَدِينَةُ،‏ بَلْ أَيْضًا أَنَّ فَاتِحَهَا هُوَ ٱلْقَائِدُ ٱلْفَارِسِيُّ كُورُشُ.‏ (‏اش ٤٤:‏٢٨–‏٤٥:‏٢‏)‏ وَنَالَ دَانِيَالُ أَيْضًا رُؤْيَيَيْنِ عَنْ دَوْلَةِ مَادِي وَفَارِسَ ٱلْعَالَمِيَّةِ.‏ فِي إِحْدَاهُمَا،‏ تُشَبَّهُ بِدُبٍّ قَامَ عَلَى جَنْبٍ وَاحِدٍ وَقِيلَ لَهُ أَنْ ‹يَأْكُلَ لَحْمًا كَثِيرًا›.‏ (‏دا ٧:‏٥‏)‏ وَفِي ٱلْأُخْرَى،‏ تُشَبَّهُ بِكَبْشٍ ذِي قَرْنَيْنِ.‏ —‏ دا ٨:‏٣،‏ ٢٠‏.‏

      ١٣ إِتْمَامًا لِلنُّبُوَّةِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ إِمْبَرَاطُورِيَّةَ مَادِي وَفَارِسَ لِقَهْرِ بَابِلَ وَإِعَادَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى مَوْطِنِهِمْ.‏ (‏٢ اخ ٣٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ غَيْرَ أَنَّ هذِهِ ٱلْقُوَّةَ نَفْسَهَا أَوْشَكَتْ لَاحِقًا أَنْ تُبِيدَ شَعْبَ ٱللّٰهِ.‏ فَبِحَسَبِ سِفْرِ أَسْتِيرَ،‏ دَبَّرَ كَبِيرُ وُزَرَاءِ فَارِسَ هَامَانُ مَكِيدَةً تَرْمِي إِلَى ٱلْقَضَاءِ عَلَى جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلْعَائِشِينَ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْمُتَرَامِيَةِ ٱلْأَطْرَافِ،‏ وَحَدَّدَ مَوْعِدًا لِتَنْفِيذِ ٱلْإِبَادَةِ ٱلْجَمَاعِيَّةِ.‏ وَلكِنْ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَيْضًا،‏ تَدَخَّلَ يَهْوَهُ لِيُنَقِذَ شَعْبَهُ وَيَحْمِيَهُ مِنْ حِقْدِ نَسْلِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏اس ١:‏١-‏٣؛‏ ٣:‏٨،‏ ٩؛‏ ٨:‏٣،‏ ٩-‏١٤‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ تَمْثِيلُ مَادِي وَفَارِسَ بِٱلرَّأْسِ ٱلرَّابِعِ لِلْوَحْشِ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا.‏

      اَلرَّأْسُ ٱلْخَامِسُ:‏ اَلْيُونَانُ

      ١٤،‏ ١٥ أَيُّ تَفَاصِيلَ كَشَفَهَا يَهْوَهُ عَنِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ؟‏

      ١٤ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا،‏ يُمَثِّلُ ٱلرَّأْسُ ٱلْخَامِسُ لِلْوَحْشِ ٱلْيُونَانَ.‏ وَفِي ٱلْحُلْمِ ٱلَّذِي فَسَّرَهُ دَانِيَالُ لِنَبْوخَذْنَصَّرَ،‏ يُرْمَزُ إِلَى هذِهِ ٱلْقُوَّةِ نَفْسِهَا بِبَطْنِ ٱلتِّمْثَالِ وَفَخْذَيْهِ ٱلْمَصْنُوعَةِ مِنْ نُحَاسٍ.‏ وَقَدْ نَالَ دَانِيَالُ أَيْضًا رُؤْيَيَيْنِ تُزَوِّدَانِ تَفَاصِيلَ رَائِعَةً عَنْ هذِهِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ وَحَاكِمِهَا ٱلْأَبْرَزِ.‏

      ١٥ فِي إِحْدَاهُمَا،‏ رَأَى دَانِيَالُ ٱلْيُونَانَ مُمَثَّلَةً بِنَمِرٍ عَلَى ظَهْرِهِ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ،‏ مَا يُشِيرُ إِلَى سُرْعَةِ هذِهِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ فِي ٱلْقِيَامِ بِفُتُوحَاتِهَا.‏ (‏دا ٧:‏٦‏)‏ وَفِي ٱلثَّانِيَةِ،‏ شَاهَدَ تَيْسًا بِقَرْنٍ وَاحِدٍ بَارِزٍ يَقْتُلُ بِسُرْعَةٍ كَبْشًا بِقَرْنَيْنِ،‏ أَيْ مَادِي وَفَارِسَ.‏ وَقَدْ أَخْبَرَ يَهْوَهُ دَانِيَالَ أَنَّ ٱلتَّيْسَ يَرْمُزُ إِلَى ٱلْيُونَانِ وَقَرْنَهُ ٱلْعَظِيمَ إِلَى أَحَدِ مُلُوكِهَا.‏ وَشَاهَدَ دَانِيَالُ أَيْضًا هذَا ٱلْقَرْنَ ٱلْعَظِيمَ يَنْكَسِرُ لِتَقُومَ أَرْبَعَةُ قُرُونٍ صَغِيرَةٍ عِوَضًا عَنْهُ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ دُوِّنَتْ قَبْلَ هَيْمَنَةِ ٱلْيُونَانِ بِأَكْثَرَ مِنْ مِئَتَيْ سَنَةٍ،‏ فَقَدْ تَمَّتْ بِأَدَقِّ تَفَاصِيلِهَا.‏ فَٱلْإِسْكَنْدَرُ ٱلْكَبِيرُ،‏ أَبْرَزُ مَلِكٍ ٱعْتَلَى عَرْشَ ٱلْيُونَانِ قَدِيمًا،‏ شَنَّ حَرْبًا ضِدَّ مَادِي وَفَارِسَ.‏ وَلكِنَّ هذَا ٱلْقَرْنَ ٱنْكَسَرَ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ حِينَ مَاتَ ٱلْمَلِكُ ٱلْعَظِيمُ عَنْ عُمْرِ ٣٢ سَنَةً فَقَطْ وَهُوَ فِي أَوْجِ مَجْدِهِ.‏ وَبَعْدَ ذلِكَ،‏ ٱقْتَسَمَ مَمْلَكَتَهُ أَرْبَعَةٌ مِنْ قُوَّادِهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ دانيال ٨:‏٢٠‏-‏٢٢‏.‏

      ١٦ مَاذَا فَعَلَ أَنْطْيُوخُوسُ ٱلرَّابِعُ؟‏

      ١٦ بَعْدَ أَنْ أَخْضَعَتِ ٱلْيُونَانُ فَارِسَ،‏ بَسَطَتْ سُلْطَتَهَا عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.‏ وَبِحُلُولِ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ كَانَ ٱلْيَهُودُ قَدِ ٱسْتَقَرُّوا مُجَدَّدًا فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ وَأَعَادُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَكَانُوا لَا يَزَالُونَ شَعْبَ ٱللّٰهِ ٱلْمُخَتَارَ،‏ وَكَانَ ٱلْهَيْكَلُ ٱلْمُعَادُ بِنَاؤُهُ لَا يَزَالُ مَرْكَزَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْيُونَانَ —‏ اَلرَّأْسَ ٱلْخَامِسَ لِلْوَحْشِ —‏ اِضْطَهَدَتْ شَعْبَ ٱللّٰهِ بِعُنْفٍ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّانِي قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ.‏ فَقَدْ نَصَبَ أَنْطْيُوخُوسُ ٱلرَّابِعُ،‏ أَحَدُ ٱلْقُوَّادِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلَّذِينَ ٱقْتَسَمُوا مَمْلَكَةَ ٱلْإِسْكَنْدَرِ،‏ مَذْبَحًا وَثَنِيًّا عَلَى أَرْضِ ٱلْهَيْكَلِ وَجَعَلَ مِنْ مُمَارَسَةِ ٱلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ جُرْمًا عِقَابُهُ ٱلْمَوْتُ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَا قَامَ بِهِ هذَا ٱلْجُزْءُ مِنْ نَسْلِ ٱلشَّيْطَانِ يَنِمُّ عَنِ ٱلْبُغْضِ ٱلشَّدِيدِ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ لكِنَّ ٱلْيُونَانَ مَا لَبِثَتْ أَنْ وَلَّتْ لِتَحِلَّ مَحَلَّهَا دَوْلَةٌ عَالَمِيَّةٌ أُخْرَى.‏ فَمَنْ سَيَكُونُ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّادِسُ لِلْوَحْشِ؟‏

      اَلرَّأْسُ ٱلسَّادِسُ:‏ رُومَا ‹ٱلْمُخِيفَةُ وَٱلْمُرِيعَةُ›‏

      ١٧ أَيُّ دَوْرٍ رَئِيسِيٍّ لَعِبَهُ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّادِسُ فِي إِتْمَامِ تَكْوِين ٣:‏١٥‏؟‏

      ١٧ كَانَتْ رُومَا ٱلْقُوَّةَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ عِنْدَمَا نَالَ يُوحَنَّا ٱلرُّؤْيَا عَنِ ٱلْوَحْشِ.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٠‏)‏ وَقَدْ لَعِبَ هذَا ٱلرَّأْسُ ٱلسَّادِسُ دَوْرًا رَئِيسِيًّا فِي إِتْمَامِ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي تَكْوِين ٣:‏١٥‏.‏ فَٱلشَّيْطَانُ ٱسْتَخْدَمَ ٱلرَّسْمِيِّينَ ٱلرُّومَانَ لِيَسْحَقَ «عَقِبَ» ٱلنَّسْلِ،‏ وَذلِكَ بِتَسْدِيدِ ضَرْبَةٍ إِلَيْهِ أَعَاقَتْهُ مُؤَقَّتًا.‏ وَمَتَى حَدَثَ هذَا ٱلْأَمْرُ؟‏ عِنْدَ مُحَاكَمَةِ يَسُوعَ وَٱتِّهَامِهِ زُورًا بِٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ وَمِنْ ثُمَّ قَتْلِهِ.‏ (‏مت ٢٧:‏٢٦‏)‏ غَيْرَ أَنَّ جُرْحَهُ سُرْعَانَ مَا شُفِيَ حِينَ أَقَامَهُ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏

      ١٨ (‏أ)‏ أَيَّةُ أُمَّةٍ جَدِيدَةٍ ٱخْتَارَهَا يَهْوَهُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَمَرَّ نَسْلُ ٱلْحَيَّةِ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْ بُغْضِهِ لِنَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ؟‏

      ١٨ تَآ‌مَرَ قَادَةُ إِسْرَائِيلَ ٱلدِّينِيُّونَ مَعَ رُومَا ضِدَّ يَسُوعَ،‏ وَرَفَضَتْهُ ٱلْأُمَّةُ بِمُعْظَمِهَا.‏ لِذلِكَ،‏ تَرَكَ يَهْوَهُ إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيَّ وَلَمْ يَعُدْ يَعْتَبِرُهُ شَعْبَهُ ٱلْخَاصَّ.‏ (‏مت ٢٣:‏٣٨؛‏ اع ٢:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ثُمَّ ٱخْتَارَ أُمَّةً جَدِيدَةً هِيَ «إِسْرَائِيلُ ٱللّٰهِ»،‏ أَيْ جَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُؤَلَّفَةُ مِنْ يَهُودٍ وَأُمَمِيِّينَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ (‏غل ٣:‏٢٦-‏٢٩؛‏ ٦:‏١٦؛‏ اف ٢:‏١١-‏١٨‏)‏ وَبَعْدَ مَوْتِ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ،‏ ٱسْتَمَرَّ نَسْلُ ٱلْحَيَّةِ يُعْرِبُ عَنْ بُغْضِهِ لِنَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ.‏ فَقَدْ حَاوَلَتْ رُومَا مِرَارًا مَحْوَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلَّتِي هِيَ ٱلْجُزْءُ ٱلثَّانَوِيُّ مِنَ ٱلنَّسْلِ.‏c

      ١٩ (‏أ)‏ كَيْفَ يَصِفُ دَانِيَالُ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلسَّادِسَةَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَتَتَنَاوَلُ مَقَالَةُ ٱلدَّرْسِ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

      ١٩ فِي ٱلْحُلْمِ ٱلَّذِي بَيَّنَهُ دَانِيَالُ لِنَبُوخَذْنَصَّرَ،‏ تُمَثَّلُ رُومَا بِسَاقَيِ ٱلْحَدِيدِ.‏ (‏دا ٢:‏٣٣‏)‏ وَفِي ٱلرُّؤْيَا ٱلَّتِي شَاهَدَهَا،‏ تُوصَفُ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ،‏ وَكَذلِكَ ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْمُنْبَثِقَةُ مِنْهَا،‏ وَصْفًا دَقِيقًا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ دانيال ٧:‏٧،‏ ٨‏.‏‏)‏ طَوَالَ قُرُونٍ،‏ بَدَتِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ لِأَعْدَائِهَا ‹مُخِيفَةً وَمُرِيعَةً وَقَوِيَّةً جِدًّا›.‏ لكِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ تُخْبِرُ أَنَّ لَدَيْهَا «عَشَرَةَ قُرُونٍ» وَأَنَّ قَرْنًا آخَرَ صَغِيرًا يَظْهَرُ بَيْنَهَا وَيَصِيرُ بَارِزًا.‏ فَمَا هِيَ هذِهِ ٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ؟‏ مَا هُوَ ٱلْقَرْنُ ٱلصَّغِيرُ؟‏ وَمَا عَلَاقَتُهُ بِٱلتِّمْثَالِ ٱلْهَائِلِ ٱلَّذِي رَآهُ نَبُوخَذْنَصَّرُ؟‏ سَتَتَنَاوَلُ ٱلْمَقَالَةُ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٤ ٱلْأَجْوِبَةَ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a تُمَثِّلُ هذِهِ ٱلْمَرْأَةُ هَيْئَةَ يَهْوَهَ ٱلْمُشَبَّهَةَ بِزَوْجَةٍ وَٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ.‏ —‏ اش ٥٤:‏١؛‏ غل ٤:‏٢٦؛‏ رؤ ١٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      b تُمَثَّلُ بَابِلُ بِرَأْسِ ٱلتِّمْثَالِ فِي سِفْرِ دَانِيَالَ وَبِٱلرَّأْسِ ٱلثَّالِثِ لِلْوَحْشِ ٱلْمَوْصُوفِ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا.‏ اُنْظُرِ ٱلصَّفْحَتَيْنِ ١٢-‏١٣‏.‏

      c رَغْمَ أَنَّ رُومَا دَمَّرَتْ أُورُشَلِيمَ عَامَ ٧٠ ب‌م،‏ لَمْ يَكُنْ هذَا ٱلتَّعَدِّي جُزْءًا مِنْ إِتْمَامِ ٱلنُّبُوَّةِ فِي تَكْوِين ٣:‏١٥‏.‏ فَبِحُلُولِ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ كَانَ إِسْرَائِيلُ ٱلْجَسَدِيُّ قَدْ خَسِرَ رِضَى ٱللّٰهِ وَلَمْ يَعُدْ أُمَّتَهُ ٱلْمُخْتَارَةَ.‏

  • يهوه يكشف «ما لا بد ان يحدث عن قريب»‏
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • يَهْوَهُ يَكْشِفُ «مَا لَا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ عَنْ قَرِيبٍ»‏

      ‏«كَشْفٌ مِنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ٱللّٰهُ،‏ لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لَا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ عَنْ قَرِيبٍ».‏ —‏ رؤ ١:‏١‏.‏

      كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

      • أَيُّ جُزْءٍ مِنَ ٱلتِّمْثَالِ ٱلْهَائِلِ يُمَثِّلُ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ؟‏

      • كَيْفَ يَصِفُ يُوحَنَّا ٱلْعَلَاقَةَ بَيْنَ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ وَٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ؟‏

      • كَيْفَ يَصِفُ دَانِيَالُ وَيُوحَنَّا نِهَايَةَ ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ؟‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَاذَا تُتِيحُ لَنَا نُبُوَّاتُ دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا إِدْرَاكَهُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُمَثِّلُ ٱلرُّؤُوسُ ٱلسِّتَّةُ ٱلْأُولَى لِلْوَحْشِ؟‏

      يُتِيحُ لَنَا ٱلتَّنَاظُرُ بَيْنَ نُبُوَّاتِ دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا أَنْ نُدْرِكَ مَغْزَى ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْحَوَادِثِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْحَالِيَّةِ وَٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ.‏ فَمَا ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلْمُقَارَنَةِ بَيْنَ رُؤْيَا يُوحَنَّا عَنِ ٱلْوَحْشِ،‏ وَرِوَايَةِ دَانِيَالَ عَنِ ٱلْوَحْشِ ٱلْمُخِيفِ ٱلَّذِي لَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ،‏ وَتَفْسِيرِ دَانِيَالَ لِحُلْمِ ٱلتِّمْثَالِ ٱلْهَائِلِ؟‏ وَمَاذَا يَحُثُّنَا ٱلْفَهْمُ ٱلْوَاضِحُ لِهذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ أَنْ نَفْعَلَ؟‏

      ٢ لِنَتَنَاوَلْ فِي ٱلْبِدَايَةِ رُؤْيَا يُوحَنَّا عَنِ ٱلْوَحْشِ.‏ (‏رؤ ١٣‏)‏ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ تُمَثِّلُ ٱلرُّؤُوسُ ٱلسِّتَّةُ ٱلْأُولَى لِلْوَحْشِ مِصْرَ،‏ أَشُّورَ،‏ بَابِلَ،‏ مَادِي وَفَارِسَ،‏ ٱلْيُونَانَ،‏ وَرُومَا.‏ وَكُلُّهَا أَعْرَبَتْ عَنِ ٱلْبُغْضِ لِنَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ.‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ وَقَدْ بَقِيَتْ رُومَا،‏ أَيِ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّادِسُ،‏ ٱلْقُوَّةَ ٱلسِّيَاسِيَّةَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ بَعْدَ قُرُونٍ مِنْ كِتَابَةِ يُوحَنَّا ٱلرُّؤْيَا ٱلَّتِي نَالَهَا.‏ لكِنَّ ٱلرَّأْسَ ٱلسَّابِعَ حَلَّ مَحَلَّهَا فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ.‏ فَأَيَّةُ دَوْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ رَمَزَ إِلَيْهَا هذَا ٱلرَّأْسُ،‏ وَكَيْفَ عَامَلَتْ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ؟‏

      بُرُوزُ بَرِيطَانْيَا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ

      ٣ إِلَامَ يُشِيرُ ٱلْوَحْشُ ذُو ٱلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ،‏ وَإِلَامَ تَرْمُزُ هذِهِ ٱلْقُرُونُ؟‏

      ٣ فِي وِسْعِنَا تَحْدِيدُ هُوِيَّةِ ٱلرَّأْسِ ٱلسَّابِعِ لِلْوَحْشِ ٱلْمَذْكُورِ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٣ مِنْ سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا إِذَا قَارَنَّا رُؤْيَا يُوحَنَّا بِرُؤْيَا دَانِيَالَ عَنِ ٱلْوَحْشِ ٱلْمُخِيفِ ذِي ٱلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ.‏a ‏(‏اِقْرَأْ دانيال ٧:‏٧،‏ ٨،‏ ٢٣،‏ ٢٤‏.‏‏)‏ فَٱلْوَحْشُ ٱلَّذِي رَآهُ دَانِيَالُ يُشِيرُ إِلَى ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصَّفْحَتَيْنِ ١٢-‏١٣‏.‏)‏ وَقَدْ بَدَأَتِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ تَتَفَكَّكُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْخَامِسِ ٱلْمِيلَادِيِّ،‏ مَا أَدَّى إِلَى ظُهُورِ مَمَالِكَ يُرْمَزُ إِلَيْهَا بِٱلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ ٱلَّتِي عَلَى رَأْسِ ذلِكَ ٱلْوَحْشِ ٱلْمُخِيفِ.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَ ٱلْقَرْنُ ٱلصَّغِيرُ؟‏ (‏ب)‏ مَا هِيَ هُوِيَّةُ ٱلرَّأْسِ ٱلسَّابِعِ لِلْوَحْشِ؟‏

      ٤ فِي نُبُوَّةِ دَانِيَالَ عَنِ ٱلْوَحْشِ ذِي ٱلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ،‏ يَظْهَرُ قَرْنٌ «صَغِيرٌ» آخَرُ وَيَقْلَعُ ثَلَاثَةً مِنَ ٱلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ لِيَحِلَّ مَحَلَّهَا.‏ وَقَدْ تَمَّ هذَا ٱلْأَمْرُ حِينَ ظَهَرَتْ بَرِيطَانْيَا،‏ ٱلَّتِي كَانَتْ سَابِقًا جُزْءًا مِنَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ،‏ كَقُوَّةٍ ذَاتِ شَأْنٍ.‏ فَحَتَّى ٱلْقَرْنِ ٱلسَّابِعَ عَشَرَ،‏ لَمْ تَكُنْ تُضَاهِي فِي ٱلْأَهَمِّيَّةِ إِسْبَانْيَا وَهُولَنْدَا وَفَرَنْسَا،‏ ثَلَاثَ مَنَاطِقَ كَانَتْ هِيَ أَيْضًا ضِمْنَ أَرَاضِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ.‏ لكِنَّ بَرِيطَانْيَا ٱقْتَلَعَتْ هذِهِ ٱلْقُوَى وَاحِدَةً وَاحِدَةً وَسَلَبَتْهَا عَظَمَتَهَا.‏ وَفِي أَوَاسِطِ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنَ عَشَرَ،‏ كَانَتْ بَرِيطَانْيَا فِي طَرِيقِهَا نَحْوَ ٱلصَّيْرُورَةِ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ عَلَى ٱلْمَسْرَحِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏ لكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ قَدْ أَصْبَحَتْ بَعْدُ ٱلرَّأْسَ ٱلسَّابِعَ لِلْوَحْشِ.‏

      ٥ رَغْمَ أَنَّ بَرِيطَانْيَا أَمْسَتِ ٱلْقُوَّةَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ،‏ ٱسْتَقَلَّتْ عَنْهَا مُسْتَعْمَرَاتُهَا فِي أَمِيرْكَا ٱلشَّمَالِيَّةِ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ سَمَحَتْ بَرِيطَانْيَا لِلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ بِأَنْ تَقْوَى وَتَعْظُمَ،‏ مُؤَمِّنَةً لَهَا ٱلْحِمَايَةَ بِوَاسِطَةِ قُوَّتِهَا ٱلْبَحْرِيَّةِ.‏ وَبِحُلُولِ بِدَايَةِ يَوْمِ ٱلرَّبِّ عَامَ ١٩١٤،‏ كَانَتْ بَرِيطَانْيَا قَدْ صَارَتْ أَعْظَمَ إِمْبَرَاطُورِيَّةٍ شَهِدَهَا ٱلتَّارِيخُ وَٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ أَعْظَمَ قُوَّةٍ صِنَاعِيَّةٍ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ.‏b وَفِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ أَقَامَتِ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ تَحَالُفًا مُمَيَّزًا مَعَ بَرِيطَانْيَا.‏ وَهكَذَا ظَهَرَتِ ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةُ،‏ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّابِعُ لِلْوَحْشِ.‏ فَكَيْفَ عَامَلَ هذَا ٱلرَّأْسُ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ؟‏

      ٦ كَيْفَ عَامَلَ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّابِعُ شَعْبَ ٱللّٰهِ؟‏

      ٦ بَعْدَ بِدَايَةِ يَوْمِ ٱلرَّبِّ بِقَلِيلٍ،‏ شَنَّ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّابِعُ هُجُومًا عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ،‏ أَيْ بَقِيَّةِ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏مت ٢٥:‏٤٠‏)‏ فَيَسُوعُ كَانَ قَدْ أَشَارَ أَنَّ بَقِيَّةً مِنَ ٱلنَّسْلِ سَتَكُونُ نَاشِطَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ خِلَالَ حُضُورِهِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ غل ٣:‏٢٦-‏٢٩‏)‏ وَقَدْ شَنَّتِ ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةُ حَرْبًا عَلَى هؤُلَاءِ ٱلْقِدِّيسِينَ.‏ (‏رؤ ١٣:‏٣،‏ ٧‏)‏ فَخِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ ٱضْطَهَدَتْ شَعْبَ ٱللّٰهِ،‏ حَظَرَتْ بَعْضَ مَطْبُوعَاتِهِمْ،‏ وَأَلْقَتْ مُمَثِّلِينَ عَنْ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ فِي ٱلسِّجْنِ.‏ وَبِذلِكَ كَادَتْ تَقْضِي عَلَى عَمَلِهِمِ ٱلْكِرَازِيِّ.‏ وَقَدْ عَلِمَ يَهْوَهُ مُسْبَقًا بِأَنَّ هذَا ٱلْحَدَثَ ٱلْبَارِزَ سَيَقَعُ،‏ فَكَشَفَهُ لِيُوحَنَّا.‏ لكِنَّهُ أَخْبَرَهُ أَيْضًا أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنَ ٱلنَّسْلِ سَيُعَادُ إِحْيَاؤُهُ لِيُتَابِعَ نَشَاطَهُ ٱلرُّوحِيَّ بِزَخْمٍ.‏ (‏رؤ ١١:‏٣،‏ ٧-‏١١‏)‏ وَيُؤَكِّدُ ٱلتَّارِيخُ ٱلْعَصْرِيُّ لِخُدَّامِ يَهْوَهَ أَنَّ هذِهِ ٱلْحَوَادِثَ وَقَعَتْ فِعْلًا.‏

      أَنْكِلُوأَمِيرْكَا وَٱلْقَدَمَانِ ٱلْمَصْنُوعَتَانِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ

      ٧ أَيُّ جُزْءٍ مِنَ ٱلتِّمْثَالِ ٱلْهَائِلِ يُنَاظِرُ ٱلرَّأْسَ ٱلسَّابِعَ لِلْوَحْشِ؟‏

      ٧ إِنَّ قَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ تُنَاظِرَانِ ٱلرَّأْسَ ٱلسَّابِعَ لِلْوَحْشِ،‏ إِذْ تَرْمُزَانِ إِلَى ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ.‏ فَكَمَا رَأَيْنَا مِنْ تَفَحُّصِ ٱلرَّأْسِ ٱلسَّابِعِ،‏ تَنْبَثِقُ بَرِيطَانْيَا —‏ وَبِٱلتَّالِي ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ —‏ مِنَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ.‏ وَهذَا ٱلْوَاقِعُ يُرْمَزُ إِلَيْهِ بِوُجُودِ ٱلْحَدِيدِ فِي قَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ.‏ وَلكِنَّنَا نَرَى أَنَّ ٱلْحَدِيدَ مَمْزُوجٌ بِٱلْخَزَفِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ دانيال ٢:‏٤١-‏٤٣‏.‏‏)‏ وَهذَا ٱلْوَصْفُ يُشِيرُ إِلَى وَقْتِ ظُهُورِ ٱلرَّأْسِ ٱلسَّابِعِ،‏ أَيِ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ.‏ وَكَمَا أَنَّ مَزِيجَ ٱلْحَدِيدِ وَٱلْخَزَفِ هُوَ أَضْعَفُ مِنَ ٱلْحَدِيدِ ٱلصُّلْبِ،‏ فَإِنَّ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ هِيَ أَضْعَفُ مِنَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ ٱلَّتِي ٱنْبَثَقَتْ مِنْها.‏ فَكَيْفَ حَدَثَ هذَا ٱلْأَمْرُ؟‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كَيْفَ أَبْدَتِ ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلسَّابِعَةُ قُوَّةً حَدِيدِيَّةً؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلْخَزَفُ فِي قَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ؟‏

      ٨ لَقَدْ أَعْرَبَ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّابِعُ عَنْ قُوَّةٍ حَدِيدِيَّةٍ بَيْنَ ٱلْحِينِ وَٱلْآخَرِ.‏ مَثَلًا،‏ أَثْبَتَ قُوَّتَهُ هذِهِ عِنْدَمَا ٱنْتَصَرَ فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى.‏ وَخِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ تَجَلَّتْ قُوَّتُهُ ٱلْحَدِيدِيَّةُ أَيْضًا بِوُضُوحٍ.‏c وَبَعْدَ تِلْكَ ٱلْحَرْبِ،‏ بَقِيَ يَتَّصِفُ بِهذِهِ ٱلْقُوَّةِ ٱلْحَدِيدِيَّةِ بَيْنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْآخَرِ.‏ وَلكِنْ مُنْذُ ٱلْبِدَايَةِ كَانَ ٱلْحَدِيدُ مَمْزُوجًا بِٱلْخَزَفِ.‏

      ٩ لَطَالَمَا سَعَى خُدَّامُ يَهْوَهَ لِيَفْهَمُوا ٱلْمَعْنَى ٱلرَّمْزِيَّ لِقَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ.‏ فَمَاذَا وَجَدُوا؟‏ بِمَا أَنَّ دَانِيَالَ ٢:‏٤١ تَصِفُ مَزِيجَ ٱلْحَدِيدِ وَٱلْخَزَفِ بِأَنَّهُ «مَمْلَكَةٌ» وَاحِدَةٌ لَا أَكْثَرَ،‏ فَهذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْخَزَفَ يُشِيرُ إِلَى عَنَاصِرَ دَاخِلَ حَيِّزِ نُفُوذِ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ،‏ عَنَاصِرَ تَجْعَلُهَا أَضْعَفَ مِنَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ ٱلصُّلْبَةِ كَٱلْحَدِيدِ.‏ وَيَذْكُرُ دَانِيَالُ أَنَّ ٱلْخَزَفَ هُوَ «نَسْلُ ٱلْبَشَرِ»،‏ أَوْ عَامَّةُ ٱلشَّعْبِ.‏ (‏دا ٢:‏٤٣‏)‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يَقُومُ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ لِيُطَالِبَ بِحُقُوقِهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْحَمَلَاتِ ٱلْمُؤَيِّدَةِ لِلْحُقُوقِ ٱلْمَدَنِيَّةِ،‏ نِقَابَاتِ ٱلْعُمَّالِ،‏ وَٱلْحَرَكَاتِ ٱلْمُطَالِبَةِ بِٱلِٱسْتِقْلَالِ.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ عَامَّةَ ٱلشَّعْبِ تُضْعِفُ قُدْرَةَ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ عَلَى ٱلتَّصَرُّفِ بِقُوَّةٍ حَدِيدِيَّةٍ.‏ أَضِفْ إِلَى ذلِكَ أَنَّهُ حَتَّى ٱلْقَادَةُ ٱلَّذِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِشَعْبِيَّةٍ كَبِيرَةٍ لَا يَمْلِكُونَ صَلَاحِيَّةً تَامَّةً لِيُنَفِّذُوا خُطَطَهُمْ،‏ وَذلِكَ بِسَبَبِ ٱلتَّقَارُبِ فِي نَتَائِجِ ٱلِٱنْتِخَابَاتِ وَٱلتَّضَارُبِ فِي ٱلْإِيدْيُولُوجِيَّاتِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ.‏ فَقَدْ أَنْبَأَ دَانِيَالُ:‏ «يَكُونُ بَعْضُ ٱلْمَمْلَكَةِ قَوِيًّا وَبَعْضُهَا هَشًّا».‏ —‏ دا ٢:‏٤٢؛‏ ٢ تي ٣:‏١-‏٣‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ مَاذَا سَيَحْدُثُ ‹لِقَدَمَيِ› ٱلتِّمْثَالِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ فِي مَا يَخْتَصُّ بِعَدَدِ ٱلْأَصَابِعِ؟‏

      ١٠ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرِينَ،‏ تَسْتَمِرُّ بَرِيطَانْيَا وَٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ فِي تَحَالُفِهِمَا ٱلْمُمَيَّزِ إِذْ إِنَّهُمَا غَالِبًا مَا تَتَعَاوَنَانِ مَعًا عَلَى صَعِيدِ ٱلشُّؤُونِ ٱلْعَالَمِيَّةِ.‏ وَتُؤَكِّدُ ٱلنُّبُوَّاتُ عَنِ ٱلتِّمْثَالِ ٱلْهَائِلِ وَٱلْوَحْشِ أَنَّهُ مَا مِنْ دَوْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ أُخْرَى سَتَحِلُّ مَحَلَّ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ هذِهِ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَخِيرَةَ هِيَ أَضْعَفُ مِنَ ٱلَّتِي رُمِزَ إِلَيْهَا بِسَاقَيِ ٱلْحَدِيدِ،‏ فَهِيَ لَنْ تَتَفَكَّكَ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهَا.‏

      ١١ وَهَلْ مِنْ مَعْنًى خُصُوصِيٍّ لِعَدَدِ أَصَابِعِ قَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ؟‏ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي:‏ فِي رُؤًى أُخْرَى،‏ يَذْكُرُ دَانِيَالُ أَرْقَامًا مُعَيَّنَةً ذَاتَ مَغْزًى نَبَوِيٍّ،‏ كَعَدَدِ ٱلْقُرُونِ عَلَى رُؤُوسِ وُحُوشٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏ لكِنْ حِينَ يَصِفُ دَانِيَالُ ٱلتِّمْثَالَ،‏ لَا يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ عَدَدِ أَصَابِعِ ٱلْقَدَمَيْنِ.‏ لِذلِكَ يَبْدُو أَنَّ هذَا ٱلْعَدَدَ لَيْسَ مُهِمًّا،‏ تَمَامًا مِثْلَ عَدَدِ أَصَابِعِ ٱلْيَدَيْنِ وَغَيْرِهَا مِنْ أَجْزَاءِ ٱلتِّمْثَالِ كَٱلذِّرَاعَيْنِ وَٱلسَّاقَيْنِ وَٱلْقَدَمَيْنِ.‏ إِلَّا أَنَّ دَانِيَالَ يَقُولُ بِٱلتَّحْدِيدِ إِنَّ أَصَابِعَ ٱلْقَدَمَيْنِ مَصْنُوعَةٌ مِنَ ٱلْحَدِيدِ وَٱلْخَزَفِ.‏ وَمِنْ هذَا ٱلْوَصْفِ،‏ نَسْتَنْتِجُ أَنَّ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ سَتَكُونُ ٱلْقُوَّةَ ٱلسِّيَاسِيَّةَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ حِينَ يَضْرِبُ ‹ٱلْحَجَرُ›،‏ ٱلَّذِي يُمَثِّلُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ،‏ قَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ.‏ —‏ دا ٢:‏٤٥‏.‏

      أَنْكِلُوأَمِيرْكَا وَٱلْوَحْشُ ذُو ٱلْقَرْنَيْنِ

      ١٢،‏ ١٣ مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلْوَحْشُ ذُو ٱلْقَرْنَيْنِ،‏ وَمَاذَا فَعَلَ؟‏

      ١٢ رَغْمَ أَنَّ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ هِيَ مَزِيجٌ مِنَ ٱلْحَدِيدِ وَٱلْخَزَفِ،‏ تُظْهِرُ ٱلرُّؤَى ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَسُوعُ لِيُوحَنَّا أَنَّ هذِهِ ٱلدَّوْلَةَ سَتَسْتَمِرُّ فِي لَعِبِ دَوْرٍ رَئِيسِيٍّ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏ كَيْفَ؟‏ فِي رُؤْيَا ثَانِيَةٍ،‏ شَاهَدَ يُوحَنَّا وَحْشًا لَهُ قَرْنَانِ يَتَكَلَّمُ كَتِنِّينٍ.‏ وَمَاذَا يُمَثِّلُ هذَا ٱلْوَحْشُ ٱلْغَرِيبُ؟‏ بِمَا أَنَّ لَهُ قَرْنَيْنِ،‏ فَهُوَ يَرْمُزُ إِلَى قُوَّةٍ ثُنَائِيَّةٍ.‏ فَمَرَّةً أُخْرَى،‏ يَرَى يُوحَنَّا ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ وَلكِنْ بِدَوْرٍ خُصُوصِيٍّ.‏ —‏ اِقْرَأْ رؤيا ١٣:‏١١-‏١٥‏.‏

      ١٣ فَهذَا ٱلْوَحْشُ يَحُثُّ ٱلنَّاسَ عَلَى صُنْعِ صُورَةٍ لِلْوَحْشِ ذِي ٱلرُّؤُوسِ ٱلسَّبْعَةِ.‏ وَقَدْ كَتَبَ يُوحَنَّا أَنَّ هذِهِ ٱلصُّورَةَ تَظْهَرُ،‏ تَخْتَفِي،‏ ثُمَّ تَقُومُ ثَانِيَةً.‏ وَهذَا تَمَامًا مَا حَدَثَ لِمُنَظَّمَةٍ وُجِدَتْ بِتَشْجِيعٍ مِنْ بَرِيطَانْيَا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ تَرْمِي إِلَى تَوْحِيدِ وَتَمْثِيلِ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ أَجْمَعَ.‏d وَقَدْ ظَهَرَتْ هذِهِ ٱلْمُنَظَّمَةُ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى وَعُرِفَتْ بِعُصْبَةِ ٱلْأُمَمِ.‏ ثُمَّ ٱخْتَفَتْ مَعَ بِدَايَةِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ.‏ وَخِلَالَ تِلْكَ ٱلْحَرْبِ،‏ أَعْلَنَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَنَّهُ بِحَسَبِ ٱلنُّبُوَّةِ فِي ٱلرُّؤْيَا سَتَصْعَدُ صُورَةُ ٱلْوَحْشِ ثَانِيَةً.‏ وَقَدْ عَادَتْ فِعْلًا إِلَى ٱلْوُجُودِ،‏ وَلكِنْ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ دُعِيَتِ ٱلْأُمَمَ ٱلْمُتَّحِدَةَ.‏ —‏ رؤ ١٧:‏٨‏.‏

      ١٤ بِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ صُورَةُ ٱلْوَحْشِ ‹مَلِكًا ثَامِنًا›؟‏

      ١٤ وَصَفَ يُوحَنَّا صُورَةَ ٱلْوَحْشِ بِأَنَّهَا «مَلِكٌ ثَامِنٌ».‏ فَبِأَيِّ مَعْنًى؟‏ إِنَّهَا لَا تُوصَفُ كَرَأْسٍ ثَامِنٍ لِلْوَحْشِ ٱلْأَوَّلِ،‏ بَلْ كَمُجَرَّدِ صُورَةٍ عَنْهُ.‏ فَهِيَ تَسْتَمِدُّ قُدْرَتَهَا مِنَ ٱلْأُمَمِ ٱلْأَعْضَاءِ فِيهَا،‏ وَلَا سِيَّمَا مِنْ دَاعِمَتِهَا ٱلرَّئِيسِيَّةِ،‏ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٠،‏ ١١‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ فَهِيَ تُمْنَحُ سُلْطَةً لِتَتَصَرَّفَ كَمَلِكٍ،‏ وَبِشَكْلٍ خَاصٍّ كَيْ تُنْجِزَ مُهِمَّةً خُصُوصِيَّةً سَتُغَيِّرُ مَجْرَى ٱلتَّارِيخِ.‏

      اَلْوَحْشُ ٱلْقِرْمِزِيُّ يَفْتَرِسُ ٱلْعَاهِرَةَ

      ١٥،‏ ١٦ إِلَامَ تَرْمُزُ ٱلْعَاهِرَةُ،‏ وَمَاذَا يَحْدُثُ لِمُؤَيِّدِيهَا؟‏

      ١٥ يَرَى يُوحَنَّا وَحْشًا قِرْمِزِيًّا —‏ صُورَةَ ٱلْوَحْشِ —‏ وَعَلَيْهِ عَاهِرَةٌ رَمْزِيَّةٌ تَتَحَكَّمُ فِيهِ،‏ وَتَحْمِلُ ٱسْمَ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ».‏ (‏رؤ ١٧:‏١-‏٦‏)‏ إِنَّ هذِهِ ٱلْعَاهِرَةَ تُمَثِّلُ بِشَكْلٍ مُلَائِمٍ كُلَّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ،‏ وَعَلَى رَأْسِهَا كَنَائِسُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ فَٱلْهَيْئَاتُ ٱلدِّينِيَّةُ تَمْنَحُ بَرَكَتَهَا لِصُورَةِ ٱلْوَحْشِ وَتُحَاوِلُ أَنْ تُمَارِسَ نُفُوذَهَا عَلَيْهَا.‏

      ١٦ لكِنْ فِي يَوْمِ ٱلرَّبِّ،‏ تَرَى بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ ٱلْمِيَاهَ (‏ٱلشُّعُوبَ ٱلْمُؤَيِّدَةَ لَهَا)‏ تَجِفُّ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ.‏ (‏رؤ ١٦:‏١٢؛‏ ١٧:‏١٥‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ حِينَ ظَهَرَتْ صُورَةُ ٱلْوَحْشِ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى،‏ كَانَتْ كَنَائِسُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ —‏ اَلْجُزْءُ ٱلْأَكْثَرُ نُفُوذًا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ —‏ تُهَيْمِنُ عَلَى بُلْدَانِ ٱلْغَرْبِ.‏ أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَقَدْ خَسِرَتِ ٱلْكَنَائِسُ وَخُدَّامُهَا ٱلدِّينِيُّونَ ٱحْتِرَامَ ٱلنَّاسِ وَدَعْمَهُمْ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يَعْتَقِدُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلدِّينَ يُسَاهِمُ فِي ٱلصِّرَاعَاتِ أَوْ يُثِيرُهَا.‏ وَثَمَّةَ عَدَدٌ مِنَ ٱلْمُفَكِّرِينَ فِي ٱلْغَرْبِ يُطَالِبُونَ وَيُنَاضِلُونَ مِنْ أَجْلِ ٱلْقَضَاءِ عَلَى ٱلنُّفُوذِ ٱلَّذِي تُمَارِسُهُ ٱلْأَدْيَانُ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ.‏

      ١٧ مَاذَا سَيَحْدُثُ قَرِيبًا لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١٧ غَيْرَ أَنَّ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ لَنْ يَضْمَحِلَّ شَيْئًا فَشَيْئًا.‏ فَلَنْ تَفْقِدَ ٱلْعَاهِرَةُ نُفُوذَهَا،‏ بَلْ سَتَسْتَمِرُّ فِي مُحَاوَلَةِ إِخْضَاعِ ٱلْمُلُوكِ لِإِرَادَتِهَا إِلَى أَنْ يَغْرِسَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ فِكْرَهُ فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلسُّلْطَةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ رؤيا ١٧:‏١٦،‏ ١٧‏.‏‏)‏ فَقَرِيبًا،‏ سَيَدْفَعُ ٱلْأَنْظِمَةَ ٱلسِّيَاسِيَّةَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ ٱلَّتِي تُمَثِّلُهَا ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ،‏ إِلَى مُهَاجَمَةِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَإِزَالَةِ نُفُوذِهِ وَتَدْمِيرِ ثَرَوَاتِهِ.‏ مُنْذُ عُقُودٍ فَقَطْ،‏ بَدَا أَنَّ وُقُوعَ هذَا ٱلْحَدَثِ بَعِيدُ ٱلِٱحْتِمَالِ.‏ لكِنَّ ٱلْعَاهِرَةَ ٱلْيَوْمَ تَتَرَنَّحُ عَلَى ظَهْرِ ٱلْوَحْشِ ٱلْقِرْمِزِيِّ.‏ وَمَعَ ذلِكَ،‏ فَهِيَ لَنْ تَنْزَلِقَ بِبُطْءٍ مِنْ مَكَانِهَا،‏ بَلْ سَتَسْقُطُ سُقُوطًا فُجَائِيًّا وَعَنِيفًا.‏ —‏ رؤ ١٨:‏٧،‏ ٨،‏ ١٥-‏١٩‏.‏

      نِهَايَةُ ٱلْوُحُوشِ

      ١٨ (‏أ)‏ مَاذَا سَيَفْعَلُ ٱلْوَحْشُ،‏ وَمَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ (‏ب)‏ بِحَسَبِ دَانِيَالَ ٢:‏٤٤‏،‏ أَيَّةُ حُكُومَاتٍ سَيُدَمِّرُهَا مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٧.‏)‏

      ١٨ بَعْدَ دَمَارِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ سَيُهَاجِمُ ٱلْوَحْشُ —‏ اَلنِّظَامُ ٱلسِّيَاسِيُّ ٱلَّذِي أَقَامَهُ ٱلشَّيْطَانُ —‏ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ.‏ لكِنَّ مُلُوكَ ٱلْأَرْضِ لَا يَسْتَطِيعُونَ بُلُوغَ ٱلسَّموَاتِ،‏ لِذلِكَ سَيَصُبُّونَ جَامَ غَضَبِهِمْ عَلَى مَنْ يَدْعَمُونَ ٱلْمَلَكُوتَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَسَيُؤَدِّي ذلِكَ لَا مَحَالَةَ إِلَى مَعْرَكَةٍ نِهَائِيَّةٍ مَعَ ٱللّٰهِ.‏ (‏رؤ ١٦:‏١٣-‏١٦؛‏ ١٧:‏١٢-‏١٤‏)‏ وَيَصِفُ دَانِيَالُ مُجَرَّدَ وَجْهٍ وَاحِدٍ مِنْ هذِهِ ٱلْمَعْرَكَةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ دانيال ٢:‏٤٤‏.‏‏)‏ فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَقُولُ إِنَّ ٱلْوَحْشَ ٱلْمَذْكُورَ فِي رُؤْيَا ١٣:‏١ وَصُورَتَهُ وَٱلْوَحْشَ ذَا ٱلْقَرْنَيْنِ سَتُوَلِّي إِلَى غَيْرِ رَجْعَةٍ.‏

      ١٩ أَيَّةُ ثِقَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ لَدَيْنَا،‏ وَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ دُونَ تَأْخِيرٍ؟‏

      ١٩ نَحْنُ نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي زَمَنِ ٱلرَّأْسِ ٱلسَّابِعِ.‏ وَلَنْ تَظْهَرَ رُؤُوسٌ أُخْرَى عَلَى ٱلْوَحْشِ قَبْلَ أَنْ يَهْلِكَ.‏ بَلْ سَتَكُونُ ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةُ هِيَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ حِينَ يُسْتَأْصَلُ ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ نُبُوَّاتِ دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا تَمَّتْ وَمَا زَالَتْ تَتِمُّ بِأَدَقِّ تَفَاصِيلِهَا.‏ لِذلِكَ لَدَيْنَا مِلْءُ ٱلثِّقَةِ أَنَّنَا سَنَشْهَدُ عَمَّا قَرِيبٍ دَمَارَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَمَعْرَكَةَ هَرْمَجِدُّونَ.‏ وَقَدْ كَشَفَ ٱللّٰهُ لَنَا هذِهِ ٱلتَّفَاصِيلَ مُسْبَقًا.‏ لكِنَّ ٱلسُّؤَالَ ٱلَّذِي يَطْرَحُ نَفْسَهُ هُوَ:‏ هَلْ نَنْتَبِهُ إِلَى هذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ ٱلنَّبَوِيَّةِ؟‏ (‏٢ بط ١:‏١٩‏)‏ فَٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنَتَّخِذَ مَوْقِفَنَا إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ وَنَدْعَمَ مَلَكُوتَهُ.‏ —‏ رؤ ١٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَرْمُزُ ٱلرَّقْمُ عَشَرَةٌ غَالِبًا إِلَى ٱلْكَمَالِ،‏ وَفِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ إِلَى كُلِّ ٱلْمَمَالِكِ ٱلَّتِي ظَهَرَتْ إِثْرَ تَفَكُّكِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ.‏

      b رَغْمَ أَنَّ بَرِيطَانْيَا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةَ وُجِدَتَا مُنْذُ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنَ عَشَرَ،‏ يُظْهِرُ وَصْفُ يُوحَنَّا أَنَّهُمَا كَانَتَا سَتَتَّحِدَانِ كَدَوْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ فِي بِدَايَةِ يَوْمِ ٱلرَّبِّ.‏ أَضِفْ إِلَى ذلِكَ أَنَّ إِتْمَامَ ٱلرُّؤَى ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا يَجْرِي «فِي يَوْمِ ٱلرَّبِّ».‏ (‏رؤ ١:‏١٠‏)‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ لَمْ يَكُنْ حَتَّى ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى أَنْ بَدَأَتْ بَرِيطَانْيَا وَٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ تَعْمَلَانِ مَعًا كَدَوْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ وَاحِدَةٍ.‏

      c رَأَى دَانِيَالُ مُسْبَقًا ٱلدَّمَارَ ٱلْمُرِيعَ ٱلَّذِي سَيُسَبِّبُهُ هذَا ٱلْمَلِكُ أَثْنَاءَ هذِهِ ٱلْحَرْبِ.‏ فَقَدْ كَتَبَ:‏ «يُهْلِكُ بِطَرِيقَةٍ عَجِيبَةٍ [مُرِيعَةٍ]».‏ (‏دا ٨:‏٢٤‏)‏ مَثَلًا،‏ سَبَّبَتِ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ دَمَارًا مُرِيعًا لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ حِينَ أَلْقَتْ قُنْبُلَتَيْنِ ذَرِّيَّتَيْنِ عَلَى أَحَدِ أَعْدَاءِ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثُّنَائِيَّةِ.‏

      d اُنْظُرْ كِتَابَ اَلرُّؤْيَا —‏ ذُرْوَتُهَا ٱلْعُظْمَى قَرِيبَةٌ!‏‏،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ٢٤٠،‏ ٢٤١،‏ ٢٥٣‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٧]‏

      مَا ٱلْمَقْصُودُ بِعِبَارَةِ «كُلِّ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ»؟‏

      تَذْكُرُ دَانِيَالُ ٢:‏٤٤ أَنَّ حُكُومَةَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ «تَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ».‏ إِنَّ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ تُشِيرُ فَقَطْ إِلَى ٱلْمَمَالِكِ ٱلْمُمَثَّلَةِ بِٱلْأَجْزَاءِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ لِلتِّمْثَالِ،‏ وَلَا تَتَطَرَّقُ إِلَى مَصِيرِ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَاقِيَةِ.‏

      لكِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا ٱلَّتِي تَتَنَاوَلُ ٱلْمَوْضُوعَ نَفْسَهُ تُكْمِلُ ٱلصُّورَةَ.‏ فَهِيَ تُظْهِرُ أَنَّ «مُلُوكَ ٱلْمَسْكُونَةِ بِأَسْرِهَا» سَيَجْتَمِعُونَ ضِدَّ يَهْوَهَ خِلَالَ «ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ،‏ يَوْمِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».‏ (‏رؤ ١٦:‏١٤؛‏ ١٩:‏١٩-‏٢١‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ لَنْ تُدَمِّرَ مَعْرَكَةُ هَرْمَجِدُّونَ ٱلْمَمَالِكَ ٱلْمُمَثَّلَةَ فِي تِمْثَالِ دَانِيَالَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا كُلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلْأُخْرَى.‏

  • كشف النقاب عن هوية ثمانية ملوك
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • كَشْفُ ٱلنِّقَابِ عَنْ هُوِيَّةِ ثَمَانِيَةِ مُلُوكٍ

      إِن تَفَحُّصَ سِفْرَيْ دَانِيَالَ وَٱلرُّؤْيَا لَا يَكْشِفُ ٱلنِّقَابَ فَقَطْ عَنْ هُوِيَّةِ ثَمَانِيَةِ مُلُوكٍ،‏ أَيْ سُلُطَاتٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ بَلْ أَيْضًا عَنِ ٱلتَّرْتِيبِ ٱلزَّمَنِيِّ ٱلَّذِي يَظْهَرُونَ فِيهِ.‏ لكِنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَفْهَمَ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ بِدِقَّةٍ مَا لَمْ نُدْرِكْ أَوَّلًا مَعْنَى ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْأُولَى ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

      عَبْرَ ٱلْعُصُورِ،‏ نَظَّمَ ٱلشَّيْطَانُ نَسْلَهُ ضِمْنَ حَرَكَاتٍ سِيَاسِيَّةٍ،‏ أَوْ مَمَالِكَ،‏ فَضْلًا عَنْ هَيْئَاتٍ دِينِيَّةٍ وَعَسْكَرِيَّةٍ.‏ (‏لو ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ لكِنَّ قِلَّةً مِنَ ٱلْمَمَالِكِ ٱلْبَشَرِيَّةِ أَثَّرَتْ تَأْثِيرًا بَارِزًا فِي شَعْبِ ٱللّٰهِ —‏ إِمَّا ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَوْ جَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ وَتَأْتِي رُؤَى دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا عَلَى ذِكْرِ ثَمَانٍ فَقَطْ مِنْ هذِهِ ٱلْقُوَى ٱلْعُظْمَى.‏

      ‏[الجدول/‏الصور في الصفحتين ١٢ و ١٣]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      اَلنُّبُوَّاتُ اَلنُّبُوَّاتُ

      فِي دَانِيَالَ فِي ٱلرُّؤْيَا

      ١-‏ مِصْرُ

      ٢-‏ أَشُّورُ

      ٣-‏ بَابِلُ

      ٤-‏ مَادِي

      وَفَارِسُ

      ٥-‏ اَلْيُونَانُ

      ٦-‏ رُومَا

      ٧-‏ اَلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ

      ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةُa

      ٨-‏ عُصْبَةُ ٱلْأُمَمِ

      وَٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُb

      شَعْبُ ٱللّٰهِ

      ٠٠٠‏,٢ ق‌م

      إِبْرَاهِيمُ

      ٥٠٠‏,١

      أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ

      ٠٠٠‏,١

      دَانِيَالُ ٥٠٠

      ق‌م/‏ب‌م

      يُوحَنَّا

      إِسْرَائِيلُ ٱللّٰهِ ٥٠٠

      ٠٠٠‏,١

      ٥٠٠‏,١

      ٠٠٠‏,٢ ب‌م

      ‏[الحاشيتان]‏

      a خِلَالَ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ،‏ يَتَزَامَنُ وُجُودُ هذَيْنِ ٱلْمَلِكَيْنِ.‏ اُنْظُرِ ٱلصَّفْحَةَ ١٩‏.‏

      b خِلَالَ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ،‏ يَتَزَامَنُ وُجُودُ هذَيْنِ ٱلْمَلِكَيْنِ.‏ اُنْظُرِ ٱلصَّفْحَةَ ١٩‏.‏

      ‏[الصور]‏

      اَلتِّمْثَالُ ٱلْهَائِلُ (‏دا ٢:‏٣١-‏٤٥‏)‏

      اَلْحَيَوَانَاتُ ٱلْأَرْبَعَةُ ٱلصَّاعِدَةُ مِنَ ٱلْبَحْرِ (‏دا ٧:‏٣-‏٨،‏ ١٧،‏ ٢٥‏)‏

      اَلْكَبْشُ وَٱلتَّيْسُ (‏دا ٨‏)‏

      اَلْوَحْشُ ٱلَّذِي لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ (‏رؤ ١٣:‏١-‏١٠،‏ ١٦-‏١٨‏)‏

      اَلْوَحْشُ ذُو ٱلْقَرْنَيْنِ يَحُثُّ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ (‏رؤ ١٣:‏١١-‏١٥‏)‏

      ‏[مصدر الصور]‏

      ‏Paris‏ ‏‎,‏Louvre‏ ‏du‏ ‏Musée‏ ‏:‏Persia‏-‏Medo ‏;‏Museum‏ ‏British‏ ‏the‏ ‏of‏ ‏courtesy‏ ‏by‏ ‏taken‏ ‏Photograph‏ ‏:‏Rome‏ ‏and‏ ‏Egypt‏ ‏:‏credits‏ ‏Photo

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة