-
يهوه يكشف «ما لا بد ان يحدث عن قريب»برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
يَهْوَهُ يَكْشِفُ «مَا لَا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ عَنْ قَرِيبٍ»
«كَشْفٌ مِنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ٱللّٰهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لَا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ عَنْ قَرِيبٍ». — رؤ ١:١.
١، ٢ (أ) مَاذَا تُتِيحُ لَنَا نُبُوَّاتُ دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا إِدْرَاكَهُ؟ (ب) مَاذَا تُمَثِّلُ ٱلرُّؤُوسُ ٱلسِّتَّةُ ٱلْأُولَى لِلْوَحْشِ؟
يُتِيحُ لَنَا ٱلتَّنَاظُرُ بَيْنَ نُبُوَّاتِ دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا أَنْ نُدْرِكَ مَغْزَى ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْحَوَادِثِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْحَالِيَّةِ وَٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ. فَمَا ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلْمُقَارَنَةِ بَيْنَ رُؤْيَا يُوحَنَّا عَنِ ٱلْوَحْشِ، وَرِوَايَةِ دَانِيَالَ عَنِ ٱلْوَحْشِ ٱلْمُخِيفِ ٱلَّذِي لَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ، وَتَفْسِيرِ دَانِيَالَ لِحُلْمِ ٱلتِّمْثَالِ ٱلْهَائِلِ؟ وَمَاذَا يَحُثُّنَا ٱلْفَهْمُ ٱلْوَاضِحُ لِهذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ أَنْ نَفْعَلَ؟
٢ لِنَتَنَاوَلْ فِي ٱلْبِدَايَةِ رُؤْيَا يُوحَنَّا عَنِ ٱلْوَحْشِ. (رؤ ١٣) كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، تُمَثِّلُ ٱلرُّؤُوسُ ٱلسِّتَّةُ ٱلْأُولَى لِلْوَحْشِ مِصْرَ، أَشُّورَ، بَابِلَ، مَادِي وَفَارِسَ، ٱلْيُونَانَ، وَرُومَا. وَكُلُّهَا أَعْرَبَتْ عَنِ ٱلْبُغْضِ لِنَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ. (تك ٣:١٥) وَقَدْ بَقِيَتْ رُومَا، أَيِ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّادِسُ، ٱلْقُوَّةَ ٱلسِّيَاسِيَّةَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ بَعْدَ قُرُونٍ مِنْ كِتَابَةِ يُوحَنَّا ٱلرُّؤْيَا ٱلَّتِي نَالَهَا. لكِنَّ ٱلرَّأْسَ ٱلسَّابِعَ حَلَّ مَحَلَّهَا فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ. فَأَيَّةُ دَوْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ رَمَزَ إِلَيْهَا هذَا ٱلرَّأْسُ، وَكَيْفَ عَامَلَتْ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ؟
بُرُوزُ بَرِيطَانْيَا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ
٣ إِلَامَ يُشِيرُ ٱلْوَحْشُ ذُو ٱلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ، وَإِلَامَ تَرْمُزُ هذِهِ ٱلْقُرُونُ؟
٣ فِي وِسْعِنَا تَحْدِيدُ هُوِيَّةِ ٱلرَّأْسِ ٱلسَّابِعِ لِلْوَحْشِ ٱلْمَذْكُورِ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٣ مِنْ سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا إِذَا قَارَنَّا رُؤْيَا يُوحَنَّا بِرُؤْيَا دَانِيَالَ عَنِ ٱلْوَحْشِ ٱلْمُخِيفِ ذِي ٱلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ.a (اِقْرَأْ دانيال ٧:٧، ٨، ٢٣، ٢٤.) فَٱلْوَحْشُ ٱلَّذِي رَآهُ دَانِيَالُ يُشِيرُ إِلَى ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ. (اُنْظُرِ ٱلصَّفْحَتَيْنِ ١٢-١٣.) وَقَدْ بَدَأَتِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ تَتَفَكَّكُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْخَامِسِ ٱلْمِيلَادِيِّ، مَا أَدَّى إِلَى ظُهُورِ مَمَالِكَ يُرْمَزُ إِلَيْهَا بِٱلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ ٱلَّتِي عَلَى رَأْسِ ذلِكَ ٱلْوَحْشِ ٱلْمُخِيفِ.
٤، ٥ (أ) مَاذَا فَعَلَ ٱلْقَرْنُ ٱلصَّغِيرُ؟ (ب) مَا هِيَ هُوِيَّةُ ٱلرَّأْسِ ٱلسَّابِعِ لِلْوَحْشِ؟
٤ فِي نُبُوَّةِ دَانِيَالَ عَنِ ٱلْوَحْشِ ذِي ٱلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ، يَظْهَرُ قَرْنٌ «صَغِيرٌ» آخَرُ وَيَقْلَعُ ثَلَاثَةً مِنَ ٱلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ لِيَحِلَّ مَحَلَّهَا. وَقَدْ تَمَّ هذَا ٱلْأَمْرُ حِينَ ظَهَرَتْ بَرِيطَانْيَا، ٱلَّتِي كَانَتْ سَابِقًا جُزْءًا مِنَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ، كَقُوَّةٍ ذَاتِ شَأْنٍ. فَحَتَّى ٱلْقَرْنِ ٱلسَّابِعَ عَشَرَ، لَمْ تَكُنْ تُضَاهِي فِي ٱلْأَهَمِّيَّةِ إِسْبَانْيَا وَهُولَنْدَا وَفَرَنْسَا، ثَلَاثَ مَنَاطِقَ كَانَتْ هِيَ أَيْضًا ضِمْنَ أَرَاضِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ. لكِنَّ بَرِيطَانْيَا ٱقْتَلَعَتْ هذِهِ ٱلْقُوَى وَاحِدَةً وَاحِدَةً وَسَلَبَتْهَا عَظَمَتَهَا. وَفِي أَوَاسِطِ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنَ عَشَرَ، كَانَتْ بَرِيطَانْيَا فِي طَرِيقِهَا نَحْوَ ٱلصَّيْرُورَةِ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ عَلَى ٱلْمَسْرَحِ ٱلْعَالَمِيِّ. لكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ قَدْ أَصْبَحَتْ بَعْدُ ٱلرَّأْسَ ٱلسَّابِعَ لِلْوَحْشِ.
٥ رَغْمَ أَنَّ بَرِيطَانْيَا أَمْسَتِ ٱلْقُوَّةَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ، ٱسْتَقَلَّتْ عَنْهَا مُسْتَعْمَرَاتُهَا فِي أَمِيرْكَا ٱلشَّمَالِيَّةِ. مَعَ ذلِكَ، سَمَحَتْ بَرِيطَانْيَا لِلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ بِأَنْ تَقْوَى وَتَعْظُمَ، مُؤَمِّنَةً لَهَا ٱلْحِمَايَةَ بِوَاسِطَةِ قُوَّتِهَا ٱلْبَحْرِيَّةِ. وَبِحُلُولِ بِدَايَةِ يَوْمِ ٱلرَّبِّ عَامَ ١٩١٤، كَانَتْ بَرِيطَانْيَا قَدْ صَارَتْ أَعْظَمَ إِمْبَرَاطُورِيَّةٍ شَهِدَهَا ٱلتَّارِيخُ وَٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ أَعْظَمَ قُوَّةٍ صِنَاعِيَّةٍ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ.b وَفِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، أَقَامَتِ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ تَحَالُفًا مُمَيَّزًا مَعَ بَرِيطَانْيَا. وَهكَذَا ظَهَرَتِ ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةُ، ٱلرَّأْسُ ٱلسَّابِعُ لِلْوَحْشِ. فَكَيْفَ عَامَلَ هذَا ٱلرَّأْسُ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ؟
٦ كَيْفَ عَامَلَ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّابِعُ شَعْبَ ٱللّٰهِ؟
٦ بَعْدَ بِدَايَةِ يَوْمِ ٱلرَّبِّ بِقَلِيلٍ، شَنَّ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّابِعُ هُجُومًا عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ، أَيْ بَقِيَّةِ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (مت ٢٥:٤٠) فَيَسُوعُ كَانَ قَدْ أَشَارَ أَنَّ بَقِيَّةً مِنَ ٱلنَّسْلِ سَتَكُونُ نَاشِطَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ خِلَالَ حُضُورِهِ. (مت ٢٤:٤٥-٤٧؛ غل ٣:٢٦-٢٩) وَقَدْ شَنَّتِ ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةُ حَرْبًا عَلَى هؤُلَاءِ ٱلْقِدِّيسِينَ. (رؤ ١٣:٣، ٧) فَخِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، ٱضْطَهَدَتْ شَعْبَ ٱللّٰهِ، حَظَرَتْ بَعْضَ مَطْبُوعَاتِهِمْ، وَأَلْقَتْ مُمَثِّلِينَ عَنْ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ فِي ٱلسِّجْنِ. وَبِذلِكَ كَادَتْ تَقْضِي عَلَى عَمَلِهِمِ ٱلْكِرَازِيِّ. وَقَدْ عَلِمَ يَهْوَهُ مُسْبَقًا بِأَنَّ هذَا ٱلْحَدَثَ ٱلْبَارِزَ سَيَقَعُ، فَكَشَفَهُ لِيُوحَنَّا. لكِنَّهُ أَخْبَرَهُ أَيْضًا أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنَ ٱلنَّسْلِ سَيُعَادُ إِحْيَاؤُهُ لِيُتَابِعَ نَشَاطَهُ ٱلرُّوحِيَّ بِزَخْمٍ. (رؤ ١١:٣، ٧-١١) وَيُؤَكِّدُ ٱلتَّارِيخُ ٱلْعَصْرِيُّ لِخُدَّامِ يَهْوَهَ أَنَّ هذِهِ ٱلْحَوَادِثَ وَقَعَتْ فِعْلًا.
أَنْكِلُوأَمِيرْكَا وَٱلْقَدَمَانِ ٱلْمَصْنُوعَتَانِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ
٧ أَيُّ جُزْءٍ مِنَ ٱلتِّمْثَالِ ٱلْهَائِلِ يُنَاظِرُ ٱلرَّأْسَ ٱلسَّابِعَ لِلْوَحْشِ؟
٧ إِنَّ قَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ تُنَاظِرَانِ ٱلرَّأْسَ ٱلسَّابِعَ لِلْوَحْشِ، إِذْ تَرْمُزَانِ إِلَى ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ. فَكَمَا رَأَيْنَا مِنْ تَفَحُّصِ ٱلرَّأْسِ ٱلسَّابِعِ، تَنْبَثِقُ بَرِيطَانْيَا — وَبِٱلتَّالِي ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ — مِنَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ. وَهذَا ٱلْوَاقِعُ يُرْمَزُ إِلَيْهِ بِوُجُودِ ٱلْحَدِيدِ فِي قَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ. وَلكِنَّنَا نَرَى أَنَّ ٱلْحَدِيدَ مَمْزُوجٌ بِٱلْخَزَفِ. (اِقْرَأْ دانيال ٢:٤١-٤٣.) وَهذَا ٱلْوَصْفُ يُشِيرُ إِلَى وَقْتِ ظُهُورِ ٱلرَّأْسِ ٱلسَّابِعِ، أَيِ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ. وَكَمَا أَنَّ مَزِيجَ ٱلْحَدِيدِ وَٱلْخَزَفِ هُوَ أَضْعَفُ مِنَ ٱلْحَدِيدِ ٱلصُّلْبِ، فَإِنَّ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ هِيَ أَضْعَفُ مِنَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ ٱلَّتِي ٱنْبَثَقَتْ مِنْها. فَكَيْفَ حَدَثَ هذَا ٱلْأَمْرُ؟
٨، ٩ (أ) كَيْفَ أَبْدَتِ ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلسَّابِعَةُ قُوَّةً حَدِيدِيَّةً؟ (ب) مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلْخَزَفُ فِي قَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ؟
٨ لَقَدْ أَعْرَبَ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّابِعُ عَنْ قُوَّةٍ حَدِيدِيَّةٍ بَيْنَ ٱلْحِينِ وَٱلْآخَرِ. مَثَلًا، أَثْبَتَ قُوَّتَهُ هذِهِ عِنْدَمَا ٱنْتَصَرَ فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى. وَخِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، تَجَلَّتْ قُوَّتُهُ ٱلْحَدِيدِيَّةُ أَيْضًا بِوُضُوحٍ.c وَبَعْدَ تِلْكَ ٱلْحَرْبِ، بَقِيَ يَتَّصِفُ بِهذِهِ ٱلْقُوَّةِ ٱلْحَدِيدِيَّةِ بَيْنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْآخَرِ. وَلكِنْ مُنْذُ ٱلْبِدَايَةِ كَانَ ٱلْحَدِيدُ مَمْزُوجًا بِٱلْخَزَفِ.
٩ لَطَالَمَا سَعَى خُدَّامُ يَهْوَهَ لِيَفْهَمُوا ٱلْمَعْنَى ٱلرَّمْزِيَّ لِقَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ. فَمَاذَا وَجَدُوا؟ بِمَا أَنَّ دَانِيَالَ ٢:٤١ تَصِفُ مَزِيجَ ٱلْحَدِيدِ وَٱلْخَزَفِ بِأَنَّهُ «مَمْلَكَةٌ» وَاحِدَةٌ لَا أَكْثَرَ، فَهذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْخَزَفَ يُشِيرُ إِلَى عَنَاصِرَ دَاخِلَ حَيِّزِ نُفُوذِ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ، عَنَاصِرَ تَجْعَلُهَا أَضْعَفَ مِنَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ ٱلصُّلْبَةِ كَٱلْحَدِيدِ. وَيَذْكُرُ دَانِيَالُ أَنَّ ٱلْخَزَفَ هُوَ «نَسْلُ ٱلْبَشَرِ»، أَوْ عَامَّةُ ٱلشَّعْبِ. (دا ٢:٤٣) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَقُومُ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ لِيُطَالِبَ بِحُقُوقِهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْحَمَلَاتِ ٱلْمُؤَيِّدَةِ لِلْحُقُوقِ ٱلْمَدَنِيَّةِ، نِقَابَاتِ ٱلْعُمَّالِ، وَٱلْحَرَكَاتِ ٱلْمُطَالِبَةِ بِٱلِٱسْتِقْلَالِ. نَعَمْ، إِنَّ عَامَّةَ ٱلشَّعْبِ تُضْعِفُ قُدْرَةَ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ عَلَى ٱلتَّصَرُّفِ بِقُوَّةٍ حَدِيدِيَّةٍ. أَضِفْ إِلَى ذلِكَ أَنَّهُ حَتَّى ٱلْقَادَةُ ٱلَّذِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِشَعْبِيَّةٍ كَبِيرَةٍ لَا يَمْلِكُونَ صَلَاحِيَّةً تَامَّةً لِيُنَفِّذُوا خُطَطَهُمْ، وَذلِكَ بِسَبَبِ ٱلتَّقَارُبِ فِي نَتَائِجِ ٱلِٱنْتِخَابَاتِ وَٱلتَّضَارُبِ فِي ٱلْإِيدْيُولُوجِيَّاتِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ. فَقَدْ أَنْبَأَ دَانِيَالُ: «يَكُونُ بَعْضُ ٱلْمَمْلَكَةِ قَوِيًّا وَبَعْضُهَا هَشًّا». — دا ٢:٤٢؛ ٢ تي ٣:١-٣.
١٠، ١١ (أ) مَاذَا سَيَحْدُثُ ‹لِقَدَمَيِ› ٱلتِّمْثَالِ؟ (ب) مَاذَا نَسْتَنْتِجُ فِي مَا يَخْتَصُّ بِعَدَدِ ٱلْأَصَابِعِ؟
١٠ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرِينَ، تَسْتَمِرُّ بَرِيطَانْيَا وَٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ فِي تَحَالُفِهِمَا ٱلْمُمَيَّزِ إِذْ إِنَّهُمَا غَالِبًا مَا تَتَعَاوَنَانِ مَعًا عَلَى صَعِيدِ ٱلشُّؤُونِ ٱلْعَالَمِيَّةِ. وَتُؤَكِّدُ ٱلنُّبُوَّاتُ عَنِ ٱلتِّمْثَالِ ٱلْهَائِلِ وَٱلْوَحْشِ أَنَّهُ مَا مِنْ دَوْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ أُخْرَى سَتَحِلُّ مَحَلَّ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ. وَرَغْمَ أَنَّ هذِهِ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَخِيرَةَ هِيَ أَضْعَفُ مِنَ ٱلَّتِي رُمِزَ إِلَيْهَا بِسَاقَيِ ٱلْحَدِيدِ، فَهِيَ لَنْ تَتَفَكَّكَ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهَا.
١١ وَهَلْ مِنْ مَعْنًى خُصُوصِيٍّ لِعَدَدِ أَصَابِعِ قَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ؟ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: فِي رُؤًى أُخْرَى، يَذْكُرُ دَانِيَالُ أَرْقَامًا مُعَيَّنَةً ذَاتَ مَغْزًى نَبَوِيٍّ، كَعَدَدِ ٱلْقُرُونِ عَلَى رُؤُوسِ وُحُوشٍ مُخْتَلِفَةٍ. لكِنْ حِينَ يَصِفُ دَانِيَالُ ٱلتِّمْثَالَ، لَا يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ عَدَدِ أَصَابِعِ ٱلْقَدَمَيْنِ. لِذلِكَ يَبْدُو أَنَّ هذَا ٱلْعَدَدَ لَيْسَ مُهِمًّا، تَمَامًا مِثْلَ عَدَدِ أَصَابِعِ ٱلْيَدَيْنِ وَغَيْرِهَا مِنْ أَجْزَاءِ ٱلتِّمْثَالِ كَٱلذِّرَاعَيْنِ وَٱلسَّاقَيْنِ وَٱلْقَدَمَيْنِ. إِلَّا أَنَّ دَانِيَالَ يَقُولُ بِٱلتَّحْدِيدِ إِنَّ أَصَابِعَ ٱلْقَدَمَيْنِ مَصْنُوعَةٌ مِنَ ٱلْحَدِيدِ وَٱلْخَزَفِ. وَمِنْ هذَا ٱلْوَصْفِ، نَسْتَنْتِجُ أَنَّ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ سَتَكُونُ ٱلْقُوَّةَ ٱلسِّيَاسِيَّةَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ حِينَ يَضْرِبُ ‹ٱلْحَجَرُ›، ٱلَّذِي يُمَثِّلُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ، قَدَمَيِ ٱلتِّمْثَالِ. — دا ٢:٤٥.
أَنْكِلُوأَمِيرْكَا وَٱلْوَحْشُ ذُو ٱلْقَرْنَيْنِ
١٢، ١٣ مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلْوَحْشُ ذُو ٱلْقَرْنَيْنِ، وَمَاذَا فَعَلَ؟
١٢ رَغْمَ أَنَّ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ هِيَ مَزِيجٌ مِنَ ٱلْحَدِيدِ وَٱلْخَزَفِ، تُظْهِرُ ٱلرُّؤَى ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَسُوعُ لِيُوحَنَّا أَنَّ هذِهِ ٱلدَّوْلَةَ سَتَسْتَمِرُّ فِي لَعِبِ دَوْرٍ رَئِيسِيٍّ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. كَيْفَ؟ فِي رُؤْيَا ثَانِيَةٍ، شَاهَدَ يُوحَنَّا وَحْشًا لَهُ قَرْنَانِ يَتَكَلَّمُ كَتِنِّينٍ. وَمَاذَا يُمَثِّلُ هذَا ٱلْوَحْشُ ٱلْغَرِيبُ؟ بِمَا أَنَّ لَهُ قَرْنَيْنِ، فَهُوَ يَرْمُزُ إِلَى قُوَّةٍ ثُنَائِيَّةٍ. فَمَرَّةً أُخْرَى، يَرَى يُوحَنَّا ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ وَلكِنْ بِدَوْرٍ خُصُوصِيٍّ. — اِقْرَأْ رؤيا ١٣:١١-١٥.
١٣ فَهذَا ٱلْوَحْشُ يَحُثُّ ٱلنَّاسَ عَلَى صُنْعِ صُورَةٍ لِلْوَحْشِ ذِي ٱلرُّؤُوسِ ٱلسَّبْعَةِ. وَقَدْ كَتَبَ يُوحَنَّا أَنَّ هذِهِ ٱلصُّورَةَ تَظْهَرُ، تَخْتَفِي، ثُمَّ تَقُومُ ثَانِيَةً. وَهذَا تَمَامًا مَا حَدَثَ لِمُنَظَّمَةٍ وُجِدَتْ بِتَشْجِيعٍ مِنْ بَرِيطَانْيَا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ تَرْمِي إِلَى تَوْحِيدِ وَتَمْثِيلِ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ أَجْمَعَ.d وَقَدْ ظَهَرَتْ هذِهِ ٱلْمُنَظَّمَةُ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى وَعُرِفَتْ بِعُصْبَةِ ٱلْأُمَمِ. ثُمَّ ٱخْتَفَتْ مَعَ بِدَايَةِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ. وَخِلَالَ تِلْكَ ٱلْحَرْبِ، أَعْلَنَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَنَّهُ بِحَسَبِ ٱلنُّبُوَّةِ فِي ٱلرُّؤْيَا سَتَصْعَدُ صُورَةُ ٱلْوَحْشِ ثَانِيَةً. وَقَدْ عَادَتْ فِعْلًا إِلَى ٱلْوُجُودِ، وَلكِنْ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ دُعِيَتِ ٱلْأُمَمَ ٱلْمُتَّحِدَةَ. — رؤ ١٧:٨.
١٤ بِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ صُورَةُ ٱلْوَحْشِ ‹مَلِكًا ثَامِنًا›؟
١٤ وَصَفَ يُوحَنَّا صُورَةَ ٱلْوَحْشِ بِأَنَّهَا «مَلِكٌ ثَامِنٌ». فَبِأَيِّ مَعْنًى؟ إِنَّهَا لَا تُوصَفُ كَرَأْسٍ ثَامِنٍ لِلْوَحْشِ ٱلْأَوَّلِ، بَلْ كَمُجَرَّدِ صُورَةٍ عَنْهُ. فَهِيَ تَسْتَمِدُّ قُدْرَتَهَا مِنَ ٱلْأُمَمِ ٱلْأَعْضَاءِ فِيهَا، وَلَا سِيَّمَا مِنْ دَاعِمَتِهَا ٱلرَّئِيسِيَّةِ، ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةِ. (رؤ ١٧:١٠، ١١) مَعَ ذلِكَ، فَهِيَ تُمْنَحُ سُلْطَةً لِتَتَصَرَّفَ كَمَلِكٍ، وَبِشَكْلٍ خَاصٍّ كَيْ تُنْجِزَ مُهِمَّةً خُصُوصِيَّةً سَتُغَيِّرُ مَجْرَى ٱلتَّارِيخِ.
اَلْوَحْشُ ٱلْقِرْمِزِيُّ يَفْتَرِسُ ٱلْعَاهِرَةَ
١٥، ١٦ إِلَامَ تَرْمُزُ ٱلْعَاهِرَةُ، وَمَاذَا يَحْدُثُ لِمُؤَيِّدِيهَا؟
١٥ يَرَى يُوحَنَّا وَحْشًا قِرْمِزِيًّا — صُورَةَ ٱلْوَحْشِ — وَعَلَيْهِ عَاهِرَةٌ رَمْزِيَّةٌ تَتَحَكَّمُ فِيهِ، وَتَحْمِلُ ٱسْمَ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ». (رؤ ١٧:١-٦) إِنَّ هذِهِ ٱلْعَاهِرَةَ تُمَثِّلُ بِشَكْلٍ مُلَائِمٍ كُلَّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ، وَعَلَى رَأْسِهَا كَنَائِسُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. فَٱلْهَيْئَاتُ ٱلدِّينِيَّةُ تَمْنَحُ بَرَكَتَهَا لِصُورَةِ ٱلْوَحْشِ وَتُحَاوِلُ أَنْ تُمَارِسَ نُفُوذَهَا عَلَيْهَا.
١٦ لكِنْ فِي يَوْمِ ٱلرَّبِّ، تَرَى بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ ٱلْمِيَاهَ (ٱلشُّعُوبَ ٱلْمُؤَيِّدَةَ لَهَا) تَجِفُّ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ. (رؤ ١٦:١٢؛ ١٧:١٥) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، حِينَ ظَهَرَتْ صُورَةُ ٱلْوَحْشِ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى، كَانَتْ كَنَائِسُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ — اَلْجُزْءُ ٱلْأَكْثَرُ نُفُوذًا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ — تُهَيْمِنُ عَلَى بُلْدَانِ ٱلْغَرْبِ. أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَقَدْ خَسِرَتِ ٱلْكَنَائِسُ وَخُدَّامُهَا ٱلدِّينِيُّونَ ٱحْتِرَامَ ٱلنَّاسِ وَدَعْمَهُمْ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَعْتَقِدُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلدِّينَ يُسَاهِمُ فِي ٱلصِّرَاعَاتِ أَوْ يُثِيرُهَا. وَثَمَّةَ عَدَدٌ مِنَ ٱلْمُفَكِّرِينَ فِي ٱلْغَرْبِ يُطَالِبُونَ وَيُنَاضِلُونَ مِنْ أَجْلِ ٱلْقَضَاءِ عَلَى ٱلنُّفُوذِ ٱلَّذِي تُمَارِسُهُ ٱلْأَدْيَانُ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ.
١٧ مَاذَا سَيَحْدُثُ قَرِيبًا لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ، وَلِمَاذَا؟
١٧ غَيْرَ أَنَّ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ لَنْ يَضْمَحِلَّ شَيْئًا فَشَيْئًا. فَلَنْ تَفْقِدَ ٱلْعَاهِرَةُ نُفُوذَهَا، بَلْ سَتَسْتَمِرُّ فِي مُحَاوَلَةِ إِخْضَاعِ ٱلْمُلُوكِ لِإِرَادَتِهَا إِلَى أَنْ يَغْرِسَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ فِكْرَهُ فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلسُّلْطَةِ. (اِقْرَأْ رؤيا ١٧:١٦، ١٧.) فَقَرِيبًا، سَيَدْفَعُ ٱلْأَنْظِمَةَ ٱلسِّيَاسِيَّةَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، ٱلَّتِي تُمَثِّلُهَا ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ، إِلَى مُهَاجَمَةِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَإِزَالَةِ نُفُوذِهِ وَتَدْمِيرِ ثَرَوَاتِهِ. مُنْذُ عُقُودٍ فَقَطْ، بَدَا أَنَّ وُقُوعَ هذَا ٱلْحَدَثِ بَعِيدُ ٱلِٱحْتِمَالِ. لكِنَّ ٱلْعَاهِرَةَ ٱلْيَوْمَ تَتَرَنَّحُ عَلَى ظَهْرِ ٱلْوَحْشِ ٱلْقِرْمِزِيِّ. وَمَعَ ذلِكَ، فَهِيَ لَنْ تَنْزَلِقَ بِبُطْءٍ مِنْ مَكَانِهَا، بَلْ سَتَسْقُطُ سُقُوطًا فُجَائِيًّا وَعَنِيفًا. — رؤ ١٨:٧، ٨، ١٥-١٩.
نِهَايَةُ ٱلْوُحُوشِ
١٨ (أ) مَاذَا سَيَفْعَلُ ٱلْوَحْشُ، وَمَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ؟ (ب) بِحَسَبِ دَانِيَالَ ٢:٤٤، أَيَّةُ حُكُومَاتٍ سَيُدَمِّرُهَا مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٧.)
١٨ بَعْدَ دَمَارِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ، سَيُهَاجِمُ ٱلْوَحْشُ — اَلنِّظَامُ ٱلسِّيَاسِيُّ ٱلَّذِي أَقَامَهُ ٱلشَّيْطَانُ — مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ. لكِنَّ مُلُوكَ ٱلْأَرْضِ لَا يَسْتَطِيعُونَ بُلُوغَ ٱلسَّموَاتِ، لِذلِكَ سَيَصُبُّونَ جَامَ غَضَبِهِمْ عَلَى مَنْ يَدْعَمُونَ ٱلْمَلَكُوتَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَسَيُؤَدِّي ذلِكَ لَا مَحَالَةَ إِلَى مَعْرَكَةٍ نِهَائِيَّةٍ مَعَ ٱللّٰهِ. (رؤ ١٦:١٣-١٦؛ ١٧:١٢-١٤) وَيَصِفُ دَانِيَالُ مُجَرَّدَ وَجْهٍ وَاحِدٍ مِنْ هذِهِ ٱلْمَعْرَكَةِ. (اِقْرَأْ دانيال ٢:٤٤.) فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَقُولُ إِنَّ ٱلْوَحْشَ ٱلْمَذْكُورَ فِي رُؤْيَا ١٣:١ وَصُورَتَهُ وَٱلْوَحْشَ ذَا ٱلْقَرْنَيْنِ سَتُوَلِّي إِلَى غَيْرِ رَجْعَةٍ.
١٩ أَيَّةُ ثِقَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ لَدَيْنَا، وَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ دُونَ تَأْخِيرٍ؟
١٩ نَحْنُ نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي زَمَنِ ٱلرَّأْسِ ٱلسَّابِعِ. وَلَنْ تَظْهَرَ رُؤُوسٌ أُخْرَى عَلَى ٱلْوَحْشِ قَبْلَ أَنْ يَهْلِكَ. بَلْ سَتَكُونُ ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةُ هِيَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ حِينَ يُسْتَأْصَلُ ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ. نَعَمْ، إِنَّ نُبُوَّاتِ دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا تَمَّتْ وَمَا زَالَتْ تَتِمُّ بِأَدَقِّ تَفَاصِيلِهَا. لِذلِكَ لَدَيْنَا مِلْءُ ٱلثِّقَةِ أَنَّنَا سَنَشْهَدُ عَمَّا قَرِيبٍ دَمَارَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَمَعْرَكَةَ هَرْمَجِدُّونَ. وَقَدْ كَشَفَ ٱللّٰهُ لَنَا هذِهِ ٱلتَّفَاصِيلَ مُسْبَقًا. لكِنَّ ٱلسُّؤَالَ ٱلَّذِي يَطْرَحُ نَفْسَهُ هُوَ: هَلْ نَنْتَبِهُ إِلَى هذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ ٱلنَّبَوِيَّةِ؟ (٢ بط ١:١٩) فَٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنَتَّخِذَ مَوْقِفَنَا إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ وَنَدْعَمَ مَلَكُوتَهُ. — رؤ ١٤:٦، ٧.
-
-
اسئلة من القراءبرج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
اسئلة من القراء
متى اصبحت بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية الدولة العالمية السابعة المنبأ عنها في الكتاب المقدس؟
▪ لا يرمز التمثال المعدني الهائل الذي رآه الملك نبوخذنصر الى كامل القوى العالمية. (دا ٢:٣١-٤٥) بل يمثّل الدول الخمس التي حكمت منذ ايام دانيال فصاعدا، والتي قاومت شعب اللّٰه.
كما ان وصف دانيال للتمثال المعدني يُظهر ان الدولة العالمية الانكلواميركية لن تُخضع روما بل ستنبثق منها. فدانيال يرى الحديد الذي يؤلف الساقين ممتدًّا الى القدمين فالاصابع. (يختلط الحديد بالخزف في القدمين والاصابع).a وهذا يعني ان الدولة العالمية الانكلواميركية سوف تنبثق من روما التي يُرمز اليها بالساقين من حديد. ويؤكد التاريخ صحة هذا الوصف. فبريطانيا، التي كانت سابقا جزءا من الامبراطورية الرومانية، بدأت تبرز لتصير دولة قوية في اواخر القرن الثامن عشر. وفي ما بعد، اصبحت الولايات المتحدة الاميركية بلدًا يُحسب له حساب. غير ان الدولة العالمية السابعة لم تكن قد تشكّلت بعد. والسبب؟ لأن بريطانيا والولايات المتحدة لم تكونا قد تعاونتا بعد بشكل بارز. وهذا التعاون لم يحصل إلا خلال الحرب العالمية الاولى.
وقتذاك، كان عمل ‹بني الملكوت› يجري بمعظمه في الولايات المتحدة، حيث يقع مركزهم الرئيسي العالمي في بروكلين بنيويورك. (مت ١٣:٣٦-٤٣) وكان افراد صف الممسوحين هذا يكرزون بنشاط في البلدان الواقعة تحت سيطرة الامبراطورية البريطانية. وخلال الحرب العالمية الاولى، اقامت بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية تحالفا مميزا لمحاربة اعدائهما السياسيين المشترَكين. وبسبب روح القومية التي نتجت عن الحرب، اعربت هاتان القوتان عن العداوة تجاه الذين كانوا جزءا من نسل ‹امرأة› اللّٰه، اذ حظرتا المطبوعات وسجنتا الذين اشرفوا على عمل الكرازة. — رؤ ١٢:١٧.
اذًا، بحسب نبوة الكتاب المقدس، لم تظهر القوة العالمية السابعة في اواخر القرن الثامن عشر عندما برزت بريطانيا كقوّة ذات شأن، بل عند بداية يوم الرب.b
-