مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب١٠ ١/‏٩ ص ١٦-‏١٧
  • يوم على شاطئ البحر

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يوم على شاطئ البحر
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٠
  • مواد مشابهة
  • يهوه علَّمني ان افعل مشيئته
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
  • المعمودية مطلوبة من المسيحيين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٨
  • هل يجب ان تعتمدوا؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • معنى معموديتكم
    متحدين في عبادة الاله الحقيقي الوحيد
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٠
ب١٠ ١/‏٩ ص ١٦-‏١٧

رسالة من غرينادا

يوم على شاطئ البحر

اذا حدث ان نلت تعيينا للخدمة الارسالية في بلد اجنبي،‏ تلقى من الاثارة ما يفوق تصورك.‏ فتبدو كولد فضولي صغير يشخص بعينيه ذهولا،‏ فيما يراودك الف سؤال وسؤال حول الناس والبيئة هناك وما ينتظرك من اختبارات في الخدمة.‏

حين تعينت انا وزوجتي في جزيرة غرينادا المميزة بخطها الساحلي الرائع الذي يضم نحو ٤٥ شاطئا،‏ لم يسعنا إلا ان نتفكر ما عساها تكون تلك الشواطئ.‏ وسرعان ما نعمنا بقضاء يوم جميل في واحد منها،‏ لكن ما اضفى الجمال على ذلك اليوم كان الاشخاص الذين التقيناهم اكثر منه الشمس الدافئة والامواج المتكسرة.‏

انطلقنا بالسيارة الى شاطئ ڠراند آنْس الذي تفصله مسافة قصيرة عن بيتنا في غرينادا.‏ وما اروع ذلك المشوار!‏ فقد كانت الطريق تميل وتنعطف متيحة لنا رؤية لوحات طبيعية تخلب الالباب.‏ فمتعنا بصرنا بمشاهدة الهضاب المخضوضرة.‏ وعند كل منعطف تقريبا،‏ أطلت علينا مياه المحيط الزرقاء المتلألئة،‏ وتجلت امامنا الغابة المطيرة والجبال والشلالات.‏ لا عجب ان تستقطب تلك المنطقة السياح من كل اصقاع المعمورة!‏ فالمناظر تفتن العينين،‏ بحيث يكون على السائق توخي الحذر لئلا تستأثر انتباهه فينحرف عن مساره.‏ وبسبب ضيق الطرقات المتعرجة والملتفة،‏ تخال احيانا ان لا مفر من اصطدام السيارات التي تسير فيها باتجاهين متعاكسين.‏

وصلنا الى مكان المحفل في مركز غرينادا التجاري الواقع على الطريق المجاورة لشاطئ ڠراند آنْس.‏ وما لبث ان احتشد هناك نحو ٦٠٠ شخص من شهود يهوه،‏ لقضاء يوم مبهج ينالون فيه الارشاد من الكتاب المقدس ويتمتعون بمعاشرة واحدهم الآخر.‏ لكن ذلك اليوم كان مهمًّا بشكل خصوصي بالنسبة الى لسلي ودافني،‏ زوجين في سبعيناتهما.‏ فلسلي كان سيعتمد كواحد من شهود يهوه في هذا اليوم،‏ حدث طالما انتظرته دافني بفارغ الصبر اذ انها اتخذت هذه الخطوة سنة ١٩٥٨.‏

تحمل المعمودية،‏ التي تتم بالتغطيس الكامل بالماء،‏ مغزى عميقا لدى الشهود.‏ فهي خطوة يتخذها المرء بعدما ينال معرفة دقيقة لحق الكتاب المقدس ويقْدم على تطبيقها في حياته.‏ وهي مناسبة عامة يعلن فيها انه نذر نفسه ليهوه اللّٰه.‏

كان قد طُلب مني ان ألقي خطابا على الحضور يشرح ما تقوله الاسفار المقدسة عن المعمودية.‏ وفي ختامه،‏ وقف لسلي مع اثنين آخرين يريدان هما ايضا ان يعتمدا.‏ كان لابسا قميصا ابيض مرتبا وربطة عنق،‏ وعلت ثغره ابتسامة عريضة.‏ وحين طرحت على الثلاثة السؤال:‏ «هل تُبت عن خطاياك ونذرت نفسك ليهوه لفعل مشيئته؟‏»،‏ اجابوا بنعم صادرة من القلب يتجلى فيها الاخلاص والتقوى.‏

ترك ذلك فيّ اثرا كبيرا اذ كنت على علم بخلفية لسلي.‏ فقد تمنّع طوال عقود عن درس الكتاب المقدس.‏ وذات مرة،‏ حين زار وزوجته جزيرة اخرى،‏ قررا ان يذهب كل منهما الى مكان عبادته.‏ قال لسلي لدافني:‏ «انتِ تذهبين الى كنيستك وأنا الى كنيستي».‏

اوصل لسلي زوجته الى قاعة الملكوت،‏ ثم اكمل طريقه الى الكنيسة الانغليكانية في الجوار نفسه.‏ وعند انتهاء الخدمة الدينية،‏ عاد الى القاعة لأخذ زوجته.‏ وهناك،‏ وجد نفسه محاطا بأشخاص لطفاء ودّيين رحبوا به بحرارة رغم انهم لم يلتقوا به من قبل.‏ فمسَّ ذلك قلبه في العمق،‏ اذ انه في كنيسته لم يتكلم احد معه بأي كلام.‏ قال لزوجته:‏ «لن اعود الى تلك الكنيسة ابدا.‏ فلا احد ألقى علي التحية ولا اكترث بي،‏ حتى الكاهن نفسه.‏ مثلما دخلت هكذا خرجت».‏ ولدى خروجه،‏ قرر عدم الرجوع اليها اطلاقا.‏

بعد ذلك،‏ بدأ لسلي يدرس كلمة اللّٰه بجد.‏ وهكذا بات الآن مؤهلا ليعتمد.‏ فمضى الثلاثة الراغبون في المعمودية الى الشاطئ،‏ وتبعناهم نحن مباشرة.‏ نظرا الى قرب الشاطئ،‏ لم يكن من داعٍ لإنشاء بركة للمعمودية كما يفعل الشهود في معظم محافلهم.‏ فما كان علينا سوى ان نعبر الى الجانب الآخر من الطريق.‏

ڠراند آنْس شاطئ مذهل تكسوه الرمال البيضاء على مدى امتداده البالغ ثلاثة كيلومترات،‏ وتُسبغ عليه السحر مياهُه الزرقاء الدافئة على مدار السنة.‏ لدى وصولنا اليه،‏ تولّت الدهشة السياح اذ رأوا ان الرجال بيننا يرتدون قمصانا وربطات عنق،‏ والنساء فساتين وتنانير.‏ كان لسلي قد بدّل ثيابه ولبس قميص تي-‏شيرت وسروالا قصيرا.‏ تخيّل المشاعر التي اعترت دافني عند رؤية زوجها يعتمد بعد مرور نحو ٥٠ سنة على معموديتها.‏ فقد اشرقت من محياها ابتسامة كإشراقة شمس ذلك اليوم.‏ حتى السياح شاطرونا فرحة المناسبة،‏ مصفقين بأيديهم عقب كل معمودية.‏

لا ريب ان هذا الشاطئ،‏ بسمائه الزرقاء ورماله البيضاء وأمواجه اللطيفة،‏ يسبح الخالق.‏ وقد اجزل تسبيحه حينذاك لدى صعود المعتمدين الجدد الثلاثة من الماء.‏ فبعثت رؤيتهم فينا دفءا اين منه دفء نور الشمس!‏ نعم،‏ كان ذلك اليوم استثنائيا جدا.‏ وفي نظر لسلي ودافني،‏ كان يوما ولا كل الايام.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة