مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب١٢ ١/‏٣ ص ٢٤-‏٢٥
  • البحث عن الكنوز في جبال آلتاي الذهبية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • البحث عن الكنوز في جبال آلتاي الذهبية
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
  • مواد مشابهة
  • ‏‹يهوه يضيء بوجهه عليهم›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • قدِّر اخوتك الصمّ
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • كونوا متيقظين لإيجاد الصمّ في مقاطعتكم
    خدمتنا للملكوت ٢٠٠١
  • الاصغاء بعينيكم
    استيقظ!‏ ١٩٩٨
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
ب١٢ ١/‏٣ ص ٢٤-‏٢٥

رسالة من روسيا

البحث عن الكنوز في جبال آلتاي الذهبية

انه يوم جميل من ايام الربيع في جمهورية آلتاي،‏ تلك البقعة الخلابة في جنوب غرب سيبيريا!‏ فإذا ما اشرفنا من نافذة غرفتنا،‏ تنبسط نصب اعيننا غابات كثيفة تتزاحم فيها اشجار الصنوبر،‏ وتنتصب وراءها جبال مهيبة مصطبغة بالالوان الزرقاء الهادئة ومتوَّجة بالثلوج البيضاء الناصعة.‏ هذه الارض الوعرة والنائية هي ارض الآلتائيين.‏ وهم شعب آسيوي متميز له لغته الخاصة،‏ وموطنه جبال آلتاي —‏ اسم يأتي من كلمة توركية–‏منغولية معناها «ذهبي».‏

منذ بضع سنوات،‏ تعلمت انا وزوجتي لغة الاشارات الروسية وبدأنا نزور الجماعات والفِرق الصغيرة حيث يجتمع شهود يهوه الصم.‏ تضم روسيا اكثر من ١٧٠ قومية ومجموعة اثنية يتكلمون لغة مشتركة هي الروسية.‏ اما الصم في هذا البلد فيستخدمون لغة اخرى هي لغة الاشارات الروسية.‏ وهم مجتمع متماسك يتحمس كثيرون منهم،‏ حين نلتقيهم،‏ الى اخبارنا عن قصص حياتهم،‏ ويعربون لنا عن روح الضيافة.‏ هكذا هي الحال في آلتاي!‏

وبينما نحن في مدينة ڠورنو–‏ألتايسك،‏ نعلم بوجود بعض الصم في قرية صغيرة تبعد ٢٥٠ كيلومترا.‏ الشهود هناك قليلون،‏ ولا احد منهم يعرف لغة الاشارات.‏ وإذ لا يغيب هؤلاء الصم عن بالنا،‏ نتحمس الى زيارتهم في قريتهم.‏ وحماستنا الشديدة هذه تُعدي يورياي وتاتيانا،‏ زوجين اصمين،‏ فيقرران مرافقتنا.‏ واستعدادا لهذه الرحلة،‏ نضع في سيارة ڤان صغيرة اقراص DVD تحتوي على مواد بلغة الاشارات ومشغِّلا لها.‏ كما نأخذ معنا تِرمسا كبيرا وشطائر من خبز الشَّيْلم والسجق المدخَّن،‏ اضافة الى الپيروشكي الطازجة —‏ فطائر لذيذة محشوة بالملفوف والبطاطا تشتهر بها روسيا.‏ وأخيرا،‏ نرشّ انفسنا وثيابنا وأحذيتنا بمبيد للقُراد،‏ اتقاءً لالتهاب الدماغ الذي تسببه هذه الحشرات في المنطقة.‏

تتعرج الطريق التي نسلكها عبر جبال تسحر العيون بمناظرها الاخاذة،‏ وتنعش الانفاس بهوائها العابق بشذا الياسمين واللَّيلك.‏ ومن المشاهد التي تسرنا مشهد قطيع من الايائل السيبيرية التي تأكل العشب بكل هدوء.‏ واللافت هو ان قرى الآلتائيين تتميز بطابع خاص.‏ فهي عبارة عن مجموعة من بيوت خشبية ذات سطوح معدنية بُنيت الى جانب الكثير منها مساكن الآيِل —‏ منازل خشبية سداسية الشكل ومخروطية السطح يشبه بعضها خيام الهنود الحمر.‏ وعدد كبير من العائلات تمكث في الآيِل من شهر ايار (‏مايو)‏ حتى ايلول (‏سبتمبر)‏،‏ وتنتقل الى البيوت الخشبية خلال اشهر الخريف والشتاء.‏

لدى وصولنا الى القرية المنشودة،‏ يرحب بنا الشهود المحليون بحفاوة ويأخذوننا الى بيت زوجين آلتائيين اصمين.‏ فيفرحان برؤيتنا ويسألاننا من اين اتينا وبأي هدف.‏ وإذ نُخرج من حقيبتنا قرص DVD،‏ يصرّان على وضعه في جهاز الكمبيوتر الذي يصادف انهما يملكانه.‏ وفي الحال،‏ تتسمر عيونهما على الشاشة من شدة تأثرهما بما يريان،‏ ويتوقفان عن محادثتنا وكأننا لسنا بموجودين.‏ وبين الحين والآخر،‏ يقومان بتقليد الاشارات التي يشاهدانها ويومئان برأسهما تعبيرا عن التقدير.‏ غير اننا بعد جهد جهيد،‏ نتمكن من استرعاء انتباههما ونعود الى المشاهد الافتتاحية التي تعرض صورا جميلة عن الفردوس الارضي.‏ فنوضح لهما عند احد المشاهد ما سيفعله اللّٰه للبشر،‏ وأي اناس سيعيشون الى الابد في ظل هذا الفردوس.‏ يا للتشجيع الذي نستمده حين نلمس اهتمامها الكبير!‏ وفي ختام الزيارة،‏ يخبراننا عن زوجين اصمين آخرين يقطنان في قرية يستغرق الوصول اليها بضع ساعات.‏

وإذ ننطلق من جديد،‏ نعبر ممرا صخريا مهيبا شُقَّ في الجبال،‏ ونسلك طريقا كثير الانعطافات يؤدي بنا الى قرية اصغر.‏ وهناك،‏ نلقى عائلة كل افرادها صم،‏ الزوج والزوجة وابنهما الصغير ووالدة الزوجة.‏ وعندما ندخل مسكنهم من باب صغير نشتم رائحة طيبة تفوح من مخيض الحليب والخشب.‏ كما اننا نرى في اعلى السقف المخروطي فُتحة مستديرة ينفذ منها النور،‏ وفي احدى الزوايا موقدا من الطوب المبيَّض.‏ اما الجدران فهي مكسوة ببُسط حمراء زاهية.‏ ولا يمضي وقت طويل حتى تدعونا هذه الاسرة،‏ الفرحانة بزيارتنا المفاجِئة،‏ الى تناول طبق آلتائي مؤلف من كعك محلّى مقلي يُشرب الى جانبه الشاي بطاسات آسيوية الطراز.‏ وأثناء الزيارة،‏ نسألهم ما هو رأيهم في امكانية ان يصبح المرء صديقا للّٰه.‏ وفيما هم يتأملون السؤال،‏ تخبرنا والدة الزوجة انها في صغرها توجهت ذات مرة الى مكان في الجبال،‏ آخذة معها طعاما للآلهة.‏ ثم تهز كتفيها وتقول مبتسمة:‏ «لا اعرف ما مغزى ذلك،‏ لكن هكذا جرت العادة».‏

وحين نريهم فيلما على قرص DVD يتناول هذا الموضوع،‏ تشرق وجوههم فرحا.‏ ولكن ما السبيل الى ملاحقة الاهتمام الشديد الذي يظهرونه؟‏!‏ رغم انه من السهل التواصل مع الصم بواسطة الرسائل النصية،‏ لا يوجد اي هوائي للهواتف الخلوية في هذه المنطقة.‏ لذلك نعدهم بالبقاء على اتصال معهم من خلال كتابة الرسائل.‏

تدنو الشمس الآن من المغيب،‏ فنودعهم وداعا حارا ونعود ادراجنا عبر الطريق الطويل وصولا الى ڠورنو–‏ألتايسك.‏ صحيح اننا متعبون،‏ لكننا في الوقت نفسه فرحون.‏ وبعد فترة،‏ نسأل الشهود المحليين عن هذه العائلة،‏ فنعلم ان الزوج يسافر كل اسبوعين الى بلدة اكبر،‏ حيث يدرس الكتاب المقدس ويحضر احد الاجتماعات بمساعدة اخت تتقن لغة الاشارات.‏ فنشعر بسعادة غامرة لأن جهودنا لم تذهب هباء.‏

ما اشبه البحث عن الصم المستقيمي القلوب بالبحث عن الكنوز الدفينة في الجبال!‏ فبعد ساعات من التنقيب الدؤوب،‏ ننسى التعب حين نعثر،‏ ربما صدفةً،‏ على جوهرة مفقودة.‏ وفي نظرنا،‏ ستظل جبال آلتاي ذهبية على الدوام،‏ مذكرةً ايانا بالاشخاص المخلصين الذين التقيناهم هناك.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة