الاحداث يسألون
كيف اختار مهنة؟
عندما عُرض تقييمي الذي جرى طوال ٦٠ يوما على بساط البحث،» اوضحت اميلي وهي شابة في العشرينات، «اعلمتني المشرفة عليّ انها منحتني درجة عالية . . . وانني استطيع الاعتماد على مهنة في الشركة.»
وكان على اميلي ان تتخذ قرارا: قبول ترقية الى عمل حسن الراتب بكل ميزاته — تدريب خصوصي، مقام، فوائد مادية — او البحث عن عمل لبعض الوقت كي تسعى في اثر مهنة اخرى كانت تتدرب عليها. وستكون لقراراها آثار بعيدة المدى في حياتها.
ومع ان اميلي كانت قد خرجت الآن من المدرسة، الا ان اختيارها لمهنة ما يلزم ان يتحدد بعد. واذا كنت في سنواتكم القليلة الاخيرة من المدرسة الثانوية فانتم ايضا في فترة صنع قرار من حياتكم. «هل اواصل تعليمي في الجامعة؟» قد تسألون نفسكم. «أأتعلم مهنة؟»
اين توجد النصيحة الجيدة
يقول احد الامثال: «سامع المشورة . . . هو حكيم.» (امثال ١٢:١٥) تزود بعض المدارس مشيرين للتلامذة ليساعدوهم على اختيار مهنة او ليعينوهم على رسم اهداف. واذا كانت مدرستكم تملك مثل هذا البرنامج فقد تجدون ان النصيحة المقدمة تشجعكم في اغلب الاحيان على الاستفادة كامل من سنواتكم الدراسية المطلوبة واتمامها. ولماذا؟ لان التعليم اساسي لايجاد مكان في عالم العمل.a وفي «الرسالة الشهرية» لمصرف كندا الملكي أُوضح الامر هكذا: الشخص «الذي لا يبذل قصارى جهده ازاء كل فرص التعلّم في السنوات الدراسية سيكون في وضع غير مؤات في منافسة الآخرين في الحياة اللاحقة.»
واختصار تعلمكم في المدرسة الثانوية بترك المدرسة قبل التخرج منها قد يعيق نجاحكم في نيل عمل. وأظهر احد التقارير بصراحة ان «الذين يتركون المدرسة هم في وضع غير مؤات الآن اكثر مما كانوا قبل ٣٠ سنة . . . وفيما تزداد نسبة الذين يتركون المدرسة يزداد كذلك المستوى التعليمي للقوى العاملة ككل، مما يجعل المنافسة في الاعمال اصعب ايضا على الذين تركوا المدرسة.»
ولكن قد يشعر المشيرون الحسنو النية بأن التعليم العالي لازم في هذا المجتمع المتقدم تقنيا. ولكن الكتاب المقدس يحذر: لا تصدقوا كل كلمة. (امثال ١٤:١٥) وبالفعل قال رجل مرة: «ليس لديّ تعليم تقني ولا جامعي، فكان عليّ ان اتعلم التقاط بعض الامور وأنا اتقدم.» فمن كان ذلك؟ انه رجل الدولة والمؤلف السير وينستون تشرتشل! وعلى نحو مشابه اكتشف احداث كثيرون ان التعليم الجامعي ليس الخيار الوحيد. علقت جاين البالغة ثماني عشرة سنة: «يدخل كثيرون من اليفعة الجامعة لانهم يظنون ان ذلك الشيء الشائع لفعله. . . . ليتهم يتوقفون ليفكروا في الفرص الكثيرة المتوافرة لهم ويتشجعوا على ان يكونوا مختلفين!»
فلا عجب ان يعلّق كتاب «المراهقة» بواسطة ايستوود اتواتر: «بات المزيد والمزيد من الاحداث يفكرون ثانية قبلما يلتحقون بالجامعة.» وأحد الاسباب هو ان نظرة عن كثب الى سوق العمل تكشف ان ما يدعى بالتعليم العالي ليس بالضرورة افضل سبيل الى العمل. ويختبر كثيرون، حتى ممن يملكون شهادات جامعية، صعوبة في ايجاد العمل وغالبا ما يجري اعتبارهم اكثر كفاءة للاعمال الحسنة الراتب. «هنالك اليوم اربع وظائف من كل خمس لا تستلزم تعليما عاليا، واضافة الى ذلك قد تكون الشهادة الجامعية عائقا اكثر منها عونا،؛ كما روت «سان فرنسيسكو صنداي اكزامينر اند كرونيكل.» والواقع هو ان الجامعات تنتج خريجين في حقول كثيرة اكثر من الاعمال الموجودة.
ولذلك عند البحث عن نصيحة من الافضل اللجوء الى الذين يهتمون قلبيا بأفضل مصالحكم ويملكون خبرة قيّمة في عالم العمل. ويمكن ان يكون آباؤكم على الارجح عونا عظيما من هذا القبيل. (أمثال ٢٣:٢٢) فهم يعرفون قدراتكم. واذا كانوا ممن يتقون اللّٰه فانهم يملكون نظرة الى المهن تختلف عن نظرة مشيري التوجيه المدرسي. وقد تزودكم المناقشة الهادئة الصريحة معهم بالتوجيه الذي يلزمكم لايجاد مهنة ناجحة.
ويتمتع الاحداث بين شهود يهوه ايضا بفائدة نيل النصيحة ممن يملكون الخبرة في الجماعة التي يعاشرونها. فهل نزعتم سدادة ينبوع الارشاد هذا؟
بدائل عن الجامعة
بعد ان استشار احداث كثيرون آباءهم قرروا بخلاف التعليم الطويل الامد بسبب عدم يقينية المستقبل. يقول الكتاب المقدس: «الوقت الباقي مقصّر.» (١ كورنثوس ٧:٢٩، عج) واضافة الى ذلك، أليس صحيحا ان التدريب المتخصص في حقل ما قد يصبح عتيق الزي في غضون سنوات قليلة نظرا الى تقدم التقنية السريع؟ ولذلك تأملوا في مستقبلكم باعتناء. قررت ستيفاني اليافعة ان تنال مقرّرات تعليمية في المدرسة الثانوية تساعدها على تطوير مهارات تكون مفيدة في ايجاد عمل. وكما تقول: «بهذه الطريقة لا يكون الوقت المصروف في المدرسة الثانوية مضيعة للوقت.» وعندما سئلت شابة اسمها آليس عما اذا كان المقرّرات التعليمية للمدرسة الثانوية قد حضّرتها لكسب رزقها اجابت: «استطعت ان اتعلم مهارات عملية وأحظى بعمل.» اية مهارات؟ تقول آليس: «المحاسبة والسكرتيرية.»
هل تفحصتم المقررات التعليمية التي تقدمها مدرستكم؟ هل يجري تقديم تدريب على المهارات المهنية؟ او هل توجد مدرسة ثانوية قرب بيتكم تزوّد تدريبا عمليا في مهارة تشعرون بأنها ملائمة لكم؟ مثلا، تقدم مدارس كثيرة تدريبا في ميكانيك السيارات، وبرمجة الادمغة الالكترونية، السمكرية، وهلم جرا.
يسأل بعض الاحداث: «ولكن من يريد ان يكون نجارا او سمكريا؟» لقد تعلم يسوع النجارة كحدث. ومع انها لم تكن لتصير مهنته فقد تعلم المهنة حسنا حتى امسى يُعرف «بالنجار.» (مرقس ٦:٣) ورأى سليمان كذلك فائدة صيرورة المرء ماهرا في المهنة: «ارأيت رجلا ماهرا في عمله؟ امام الملوك يقف، ولا يقف امام الناس العاديين.» (امثال ٢٢:٢٩، عج) واليوم لا يقدّر كثير من الناس قيمة المهن. ونتيجة لذلك، يزداد الطلب على هذه المهارات! وبول ماكركن، استاذ ادارة الاعمال في مدرسة الدراسات العليا، جامعة ميشيغان، صرح بهذا التعليق: «سأضع تشديدا اكثر بكثير، في الوقت المناسب، على التدريب المهني على اعمال مثل ميكانيك السيارات. واذا افترضنا ان الاقتصاد سيستمر في التوسع، سيكون الكثير من انواع الاعمال هذه — وهي اعمال جيدة — مُتاحا.» فهل تكون المهارة المهنية هي ما تحتاجون اليه لتزويد حاجاتكم الحاضرة والمقبلة؟
كونوا واقعيين ازاء المستقبل
ان نظرة المسيحي الى المستقبل يجب ان تؤثر ايضا في اختياره للمهنة. وبما ان العالم يمضي فان المهنة المؤسسة على المطامح العالمية غير واقعية ابدا. (١ يوحنا ٢:١٧) ونبوة الكتاب المقدس تدل كم ستكون مثل هذه المهنة قصيرة العمر. — لوقا ٢١:٢٩-٣٥.
ولهذا السبب يختار كثيرون من الاحداث بين شهود يهوه مهنة في تعليم الكتاب المقدس كامل الوقت — عمل طوعي لمساعدة الناس على فهم الكتاب المقدس. «ولكن،» قد تسألون، «كيف يستطيع المرء ان يكسب قوته بهذه الطريقة.» من اجل اعالة انفسهم ماليا تلقى كثيرون اولا تدريبا عمليا على مهنة. وقد فعل ذلك الرسول بولس. (اعمال ١٨:٣) وكانت نصيحته المؤسسة على الاختبار الشخصي: اتعبوا عاملين ما هو صالح بأيديكم. — افسس ٤:٢٨؛ ١ تسالونيكي ٤:١١.
ولذلك فان اختيار مهنة ناجحة هو نتيجة نيلكم نصيحة من الاشخاص الملائمين، وتدربكم في مقرّرات تعليمية ستساعدكم على بلوغ اهدافكم، وكونكم واقعيين ازاء مستقبلكم. والممتع ان اميلي، التي ذُكرت في البداية، قبلت اولا العمل ذا المقام كسكرتيرة تنفيذية. ولكنها ادركت بعدئذ انها لن تفلح في مهنتين متناقضتين. (قارن لوقا ١٦:١٣.) ولذلك قررت لمصلحة المهنة كامل الوقت لمساعدة الناس على تعلم الكتاب المقدس. وقد عنى ذلك الحصول على وظيفة لبعض الوقت لتعيل نفسها. وما هي مشاعرها حيال التخلي عن عمل مربح من اجل مهنتها المختارة؟ «انا سعيدة جدا بالقول انني استطعت تحقيق هدفي للخدمة كامل الوقت،» تقول اميلي. «لقد طوّرت محبة حقيقية لهذا العمل.»
وبالتخطيط الدقيق، والتفكير المفعم بالصلاة، تستطيعون على نحو مشابه ان تختاروا مهنة تسعدون بها — مهنة ناجحة ذات مستقبل!
[الحاشية]
a انظر مقالة «الاحداث يسألون . . . هل يجب ان اترك المدرسة؟» في عدد ٢٢ كانون الثاني ٤٨٩١ من «استيقظ!» بالانكليزية.
[النبذة في الصفحة ١٧]
«هنالك اليوم اربع وظائف من كل خمس لا تستلزم تعليما عاليا، واضافة الى ذلك قد تكون الشهادة الجامعية عائقا اكثر منها عونا.» — «سان فرنسيسكو صنداي اكزامينر اند كرونيكل»
[الصورة في الصفحة ١٨]
يجد كثيرون ان تعلم مهنة طريقة عملية للتحضير لاستخدام مستقبلي