مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٠٤ ٨/‏٨ ص ٢١-‏٢٣
  • أراضٍ تشهد تغييرات جذرية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • أراضٍ تشهد تغييرات جذرية
  • استيقظ!‏ ٢٠٠٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • استخراج اللِّڠنيت بالتعدين السطحي
  • خفض منسوب المياه الجوفية
  • معالم جديدة بعد التعدين
  • الاستقرار وبدء حياة جديدة
  • الفحم الحجري —‏ حجارة سوداء من حفرة مظلمة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥
  • اكبر حفرة من صنع الانسان في العالم
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • من قرائنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • مقتطفات من حول العالم
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧
المزيد
استيقظ!‏ ٢٠٠٤
ع٠٤ ٨/‏٨ ص ٢١-‏٢٣

أراضٍ تشهد تغييرات جذرية

من مراسل استيقظ!‏ في المانيا

‏«انفطر قلب زوجتي عندما حان وقت مغادرتنا البيت،‏ اما ابنتنا ميكاييلا البالغة من العمر ١١ سنة فأحسّت بحزن شديد.‏ لكن لم يكن امامنا خيار آخر».‏ هكذا وصف ديتر ما حل بعائلته.‏ فهل هذه العائلة هي من اللاجئين الهاربين من الحرب؟‏ كلا،‏ انها عائلة تعيش في احدى مناطق التعدين في المانيا.‏

ما عاناه ديتر وعائلته مر به ايضا نحو ٠٠٠‏,٣٣ شخص يعيشون في منطقة راينلند بألمانيا على مر السنوات الـ‍ ٥٥ الماضية.‏ فقد نقلتهم الحكومة ليستقروا في مناطق اخرى فاسحة المجال لاستخراج اللِّڠنيت،‏ او الفحم البني،‏ من الارض بواسطة التعدين السطحي.‏ وبما ان الطلب على الطاقة يزداد بسبب الصناعة،‏ يُستخرج كل سنة في المانيا وحدها نحو ١٨٠ مليون طن من اللِّڠنيت بالتعدين السطحي.‏ وتعادل هذه الكمية وزن ٢٥ هرما تقريبا مثل هرم خوفو في مصر.‏

ولكن ما تأثير ذلك على الارض وعلى الناس الذين يعيشون في تلك المناطق؟‏ تذكر دائرة معارف بروكهاوس (‏بالالمانية)‏:‏ «غالبا ما تستلزم عمليات التعدين السطحي الواسعة النطاق نقل اعداد كبيرة من الناس،‏ وإجراء تغييرات جذرية».‏a فلنكتشف كيف يجري التعدين السطحي وما هو تأثيره على الناس في منطقة راينلند.‏

استخراج اللِّڠنيت بالتعدين السطحي

ان منخفض كولون-‏آخِن الممتد على ضفاف نهر الراين الاسفل هو اكبر منطقة غنية باللِّڠنيت في اوروپا.‏ وتعادل مساحة هذه المنطقة مساحة غراندوقية لوكسمبورڠ،‏ او مساحة منتزه يوسيميتي الوطني في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.‏ يكمن اللِّڠنيت تحت سطح الارض،‏ وللوصول اليه ينبغي ازالة طبقات الحصى،‏ الرمل،‏ او الطين التي تغطيه.‏ وتُدعى هذه الطبقات الغطاء الصخري.‏

تُستخدم حفّارات ناعورية لإزالة الغطاء الصخري.‏ وتزيل حفّارة واحدة يوميا كمية من الغطاء الصخري تملأ ٠٠٠‏,١٦ شاحنة.‏ وللحؤول دون انهيار جوانب المنجم فيما يزداد عمق الحفرة،‏ يجري الحفر بحيث تتشكّل طبقات افقية تُسمى مصاطب او درجات.‏ انظر الى الحفّارات الناعورية التي تعمل على المصاطب في الصورة اعلاه.‏ انها من اكبر الآلات في العالم.‏ فعلوها يبلغ ٩٥ مترا،‏ اي نحو ضعفَي ارتفاع تمثال الحرية في نيويورك.‏

بعد ازالة الغطاء الصخري،‏ تُنقل المواد على ناقلة،‏ هي عبارة عن حزام متحرك.‏ حاول ان تتخيل كمية المواد التي يجب نقلها.‏ فمقابل كل متر مكعَّب من الفحم المستخرج من منطقة راينلند في المانيا،‏ تلزم ازالة اكثر من ستة امتار مكعَّبة من الغطاء الصخري.‏ تُنقَل هذه المواد على الناقلات بسرعة بحيث يصعب علينا ان نجاريها حتى اذا ركبنا دراجة.‏ وتلتقي الناقلات في نقطة تجميع.‏ ومن هناك تُوزَّع المواد المختلفة:‏ بعضها يذهب الى اهراءات الفحم،‏ يُحمّل على عربات السكة الحديدية،‏ ويُؤخذ الى محطات توليد الطاقة،‏ والبعض الآخر يُلقى في مكبّات.‏ ومعظم اللِّڠنيت المستخرج من المناجم يُؤخذ الى محطات توليد الطاقة.‏

يُستخدم الغطاء الصخري المُقتلع لكي يسدّ قدر المستطاع اقسام المنجم التي استُخرج منها اللِّڠنيت.‏ وتُستخدم في هذه العملية آلات تُسمّى الفارشات.‏ فهي تعيد ملء المنجم بالتراب والصخور طبقة فوق طبقة الى ان تُسد الحفرة.‏ اما ما يتبقى من الغطاء الصخري فيُجمع في أكوام خارج المنجم.‏ ويمكن ان يبلغ ارتفاع هذه الاكوام ٢٠٠ متر.‏ والمعضلة الكبيرة التي يواجهها مهندسو المناظر الطبيعية هي جعل هذه الاكوام جزءا من البيئة المحيطة والاستفادة منها في الزراعة والتحريج.‏

خفض منسوب المياه الجوفية

لا شك ان التعدين السطحي يؤثر تأثيرا كبيرا في الارض والدورات الطبيعية.‏ فلإبقاء المنجم جافا،‏ يُخفض منسوب المياه الجوفية ليصير تحت مستوى المنجم.‏ وفي المانيا تُسحَب من الارض سنويا كمية ماء تكفي لسد حاجات سكان برلين،‏ اكبر مدن المانيا،‏ طيلة ثلاث سنوات ونصف تقريبا.‏ إلّا ان كمية الماء التي تُسحَب تُقلق انصار البيئة،‏ الذين يرون فيها ضررا على محمية موز-‏شڤالم-‏نيتِّه الواقعة على الحدود بين المانيا وهولندا.‏ وهذه المحمية هي ارض رطبة طبيعية تعيش فيها انواع عديدة من النباتات والطيور.‏

ولكنّ المسؤولين عن المنجم السطحي اكدوا ان ما من داعٍ الى القلق.‏ فالماء الذي يُسحَب من الارض وقت التعدين،‏ يُعاد فيُضخّ في الارض على مسافة من المنجم.‏ وإحدى الطرائق المتبعة هي حفر آبار يُضخ الماء فيها ليتسرب الى جوف الارض.‏ ويُؤمل ان يحول ذلك دون جفاف المنطقة.‏

معالم جديدة بعد التعدين

ان الارض في حالة تغير دائم.‏ فنحو ٠٠٠‏,٢٥ مليون طن من الرواسب يُجرف وينصب في المحيطات كل سنة.‏ ويجري ذلك دون ان يلاحظه احد.‏ لكنّ الشخص الواقف عند طرف منجم سطحي لا يمكنه إلّا ان يلاحظ التغييرات الجذرية الحاصلة.‏ فالمنطقة تتغير كليا بعد انتهاء عملية التعدين وتظهر فيها معالم جديدة.‏ فماذا حصل في منطقة راينلند؟‏

استُصلحت المناطق التي انتهى فيها التعدين في منخفض كولون-‏آخِن،‏ وحُوِّلت الى اراضٍ زراعية وغابات ومنتزهات.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ حُوِّل مسار المجاري المائية،‏ والطرقات،‏ وخطوط السكك الحديدية.‏ يوضح كتاب تعدين اللِّڠنيت في منطقة راينلند (‏بالانكليزية)‏:‏ «[استصلاح الارض] ليس محاولة لإعادة الطبيعة الى ما كانت عليه.‏ فالانسان لا يستطيع القيام إلّا بأول خطوة في العملية،‏ والطبيعة تُكمل بعد ذلك أغلبية العمل».‏ وقد جرى الى الآن استصلاح اكثر من ٦٥ في المئة من الاراضي التي انتهى فيها التعدين،‏ وخُصِّصت معظمها للزراعة.‏ وتطلّب ذلك مد طبقة من التربة الخصبة بشكل متساوٍ قدر الامكان وبعمق مترين فوق طبقة الغطاء الصخري المعادة.‏ وتولّت شركة التعدين زراعة الارض على مدى عدة سنوات،‏ وبعد ذلك فُسح المجال للناس عامة ان يشتروا الاراضي في تلك المناطق ويزرعوها.‏

وجُعلت بعض الغابات الجديدة والبحيرات الاصطناعية مناطق محمية بموجب القانون.‏ فاستوطنت هناك بعض انواع الحيوانات المعرضة للانقراض،‏ نذكر منها:‏ فراشة الحور وطائر هازجة القصب.‏ بالاضافة الى ذلك نمت في تلك المناطق بعض النباتات مثل السَّنْدَب والسحلبية العسكرية.‏ كما اكتشف سكان مدينتَي كولون وبون ان المنجم السابق صار مكانا يمكن ان يقصدوه للراحة والاسترخاء.‏

الاستقرار وبدء حياة جديدة

احدى اصعب المهمات المرتبطة بالتعدين السطحي هي نقل الناس الذين يعيشون في المنطقة ليستقروا في اماكن اخرى.‏ فيجب نقل قرى وبلدات بكاملها قبل البدء بالتعدين.‏

يتطلب نقل السكان التخطيط الشامل،‏ ويبدأ وضع المشاريع قبل نحو ١٠ الى ١٥ سنة من بدء التعدين.‏ وتُبذل الجهود لإبقاء سكان القرى معا عند نقلهم الى مكان آخر.‏ فقد أظهر الاختبار ان نحو نصف السكان يفضلون البقاء مع سكان قراهم وجيرانهم،‏ في حين يرى آخرون في الانتقال فرصة لبدء حياة جديدة في مكان آخر.‏ طبعا ينال الاشخاص الذين يُضطرون الى الانتقال تعويضا ماليا،‏ لكنَّ بعض الامور لا يمكن تعويضها.‏ فكيف يمكن التعويض لك،‏ مثلا،‏ عن المنظر الخلاب الذي تراه من نافذة غرفة الجلوس او عن اواصر الصداقة التي تربطك بجيرانك؟‏ ففي بيئتك الجديدة قد يكون كل شيء مختلفا.‏

وانتقال السكان الى منطقة اخرى ليس فقط مسألة سكن في بيوت جديدة،‏ فالتعدين يغيّر معالم المنطقة تغييرا جذريا.‏ ولا يعود ممكنا ان يُري الوالدون اولادهم المكان الذي تربوا فيه او المدرسة التي ذهبوا اليها.‏ ويخسر الشخص الى الابد كل ما يذكِّره بطفولته.‏ فكيف تكيّف الناس مع هذا الوضع؟‏ طرحت استيقظ!‏ هذا السؤال على بعض الافراد.‏

يعيش فريتهلم في قرية سيُنقل سكانها بغية تحويلها الى منجم سطحي.‏ وهو ليس متحمسا في هذا العمر لأن يبني مرة ثانية بيتا جديدا.‏ تقول زوجته،‏ إنڠه:‏ «علَّمنا بناء بيتنا الاول دروسا كثيرة مهمة.‏ لكننا لم نعد نتحلى بالقوة اللازمة لبناء بيت جديد».‏ فبناء بيت جديد،‏ الامر الذي قد يتطلب من الشخص العيش بضع سنوات في ورشة بناء،‏ قد يكون صعبا جدا.‏

اما ڤيرنر ومرڠريت فيعتقدان ان معظم الناس يستفيدون ماديا من الانتقال الى مكان آخر.‏ لكن بعض الفئات من الناس،‏ كالكبار في السن والمزارعين والتجار،‏ يتضررون اكثر من غيرهم.‏ فالبعض يجدون ان تأسيس عملهم في مكان آخر مكلف جدا.‏ لكنّ احد المزارعين،‏ الذي انتقل منذ اكثر من ٢٠ سنة واستقر في منطقة مستصلحة حيث اسس مزرعته الخاصة،‏ يعبّر انه راضٍ بأحواله.‏ فهو يقول:‏ «ينبغي للمرء ان يستفيد قدر الامكان من ظروفه،‏ لأنه لن يتمكن من تغييرها».‏

ان هذا المزارع على حق.‏ فقد اعتاد ديتر وعائلته المذكورون في مستهل المقالة على محيطهم الجديد.‏ وهم مجرد ثلاثة اشخاص بين آلاف يقولون عن خبرة:‏ يسبّب التعدين السطحي تغييرات جذرية للارض وللناس العائشين عليها.‏

‏[الحاشية]‏

a في بعض البلدان تثير مسألة التعدين السطحي وتأثيراته على البيئة جدلا حادا.‏ إلّا ان استيقظ!‏ تلتزم الحياد في هذه المسائل.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

حفّارة ناعورية تستخرج اللِّڠنيت

‏[مصدر الصورة]‏

Rheinbraun AG

‏[الصورتان في الصفحة ٢٣]‏

فارشة تعيد ملء المنجم بالتربة الخصبة

منجم سطحي سابق بعد استصلاحه

‏[مصدر الصورة]‏

All photos: Rheinbraun AG

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة