مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ارم الفصل ١١ ص ١٢٨-‏١٣٩
  • ‏«رعاة بحسب قلبي»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«رعاة بحسب قلبي»‏
  • رسالة من اللّٰه بفم ارميا
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • منح الحماية والاهتمام
  • ‏«يزودونكم بالمعرفة»‏
  • ‏«هكذا قال يهوه»‏
  • التأديب «باعتدال»‏
  • ايها الرعاة،‏ تمثلوا بالراعيين الاعظمين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٣
  • ايها الشيوخ اتخذوا مسؤوليات رعايتكم جديا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
  • رعاية خراف يهوه الثمينة برقة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • الرعاة الذين هم «أمثلة للرعية»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
المزيد
رسالة من اللّٰه بفم ارميا
ارم الفصل ١١ ص ١٢٨-‏١٣٩

الفصل الحادي عشر

‏«رعاة بحسب قلبي»‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا قد يحدث اذا لم يحمِ الراعي قطيعه؟‏ (‏ب)‏ علامَ انطوى عمل الراعي في ازمنة الكتاب المقدس؟‏

هيروياسو صبي صغير يعيش في اليابان.‏ في احد الايام،‏ احضرت امه كبشا ونعجة الى البيت.‏ فأحاطهما برعايته،‏ وأخذت النعجة تلد له حمَلين كل عام.‏ وبحلول الوقت الذي اصبح فيه هيروياسو بعمر ١٢ سنة،‏ كان القطيع قد صار يضم ١٢ او ١٣ خروفا.‏ يتذكر هيروياسو:‏ «فيما كنت في سريري ذات صباح،‏ سمعت الخراف تثغو.‏ فلم اتفقدها في الحال.‏ ولمّا خرجت اخيرا لأراها،‏ شاهدت مجموعة ذئاب تجري مبتعدة عن حملاني التي طُرحت ارضا ممزَّقة الاحشاء.‏ فرحت ابحث كالمجنون عن النعجة الام،‏ ووجدتها بين الحياة والموت تسبح في بركة من الدم.‏ وحده الكبش نجا من هذه المأساة.‏ وكم انسحق قلبي حزنا!‏ لقد كان يُفترض ان اسارع الى نجدة الخراف حالما سمعت صوتها.‏ فهي كانت ضعيفة وعاجزة امام الذئاب».‏

٢ في ازمنة الكتاب المقدس،‏ عرف الجميع بشكل عام علامَ انطوى عمل الراعي.‏ فهو كان يقود خرافه الى مراعٍ خصيبة ويتأكد انها تغذت جيدا.‏ ولزم ان يحميها من الحيوانات المفترسة ويبحث عن الشاردة منها.‏ (‏١ صم ١٧:‏​٣٤-‏٣٦‏)‏ واعتاد ايضا ان يُربضها بأمان وسلام.‏ وكان يساعد النعاج على الولادة ثم يهتم بالحملان الصغيرة.‏ لذا استخدم العديد من كتبة الكتاب المقدس،‏ من بينهم ارميا،‏ فكرة الراعي للاشارة الى الشخص المفوَّض اليه الاهتمام بالآخرين،‏ إما بوصفه حاكما او ناظرا روحيا.‏

٣ إلامَ اشار ارميا حين استعمل الكلمتين ‹راعٍ› و ‹يرعى›؟‏

٣ يظن البعض في الجماعة المسيحية ان عمل الشيوخ كرعاة يقتصر على زيارة الاخوة بهدف مساعدتهم وتشجيعهم.‏ ولكن عندما استعمل ارميا الكلمتين ‹راعٍ› و ‹يرعى›،‏ طبّقهما على كل اوجه العلاقة بين نظار يهوذا والشعب.‏ ففي كثير من الاحيان،‏ ادان اللّٰه الرؤساء والانبياء والكهنة في يهوذا لأنهم كانوا رعاة اردياء لم يهتموا بخير عامة الناس.‏ (‏ار ٢:‏٨‏)‏ فقد اساءوا معاملة ‹غنمهم›،‏ اضلوها،‏ وأهملوها ساعين بأنانية وراء مصالحهم الخاصة.‏ نتيجة ذلك،‏ صار شعب اللّٰه مهملا روحيا الى اقصى الدرجات.‏ لذا اعلن يهوه ‹الويل› على هؤلاء الرعاة الزائفين،‏ وأكد لشعبه انه سيعطيهم رعاة محبين ويقظين يزودونهم بحماية حقيقية.‏ —‏ اقرأ ارميا ٣:‏١٥؛‏ ٢٣:‏​١-‏٤‏.‏

٤ مَن يعتنون اليوم برعية اللّٰه،‏ وبأي روح يعملون؟‏

٤ شهد وعد اللّٰه هذا اتماما رئيسيا في يسوع،‏ رئيس رعاة غنم يهوه،‏ الذي اصبح رأس الجماعة المسيحية.‏ فهو دعا نفسه «الراعي الفاضل» لأنه اعرب عن رأفة اصيلة تجاه خرافه.‏ (‏يو ١٠:‏​١١-‏١٥‏)‏ واليوم،‏ يهتم يهوه برعيته الارضية بواسطة رعاة معاونين يضمّون اخوة ممسوحين من صف العبد الامين الفطين ورجالا متفانين من ‹الجمع الكثير›.‏ (‏رؤ ٧:‏٩‏)‏ ويبذل هؤلاء الرعاة جهدهم للتمثل بيسوع في اظهار روح التضحية بالذات.‏ فهم يسعون اقتداء به الى اطعام الجماعة روحيا والسهر عليها.‏ فويل لمَن يتجاهل حاجات اخوته،‏ يسود عليهم،‏ او يعاملهم بقسوة او عجرفة!‏ (‏مت ٢٠:‏​٢٥-‏٢٧؛‏ ١ بط ٥:‏​٢،‏ ٣‏)‏ من هنا ينشأ السؤالان:‏ عمَّ يبحث يهوه في الرعاة المسيحيين اليوم؟‏ وماذا نتعلم من كتابات ارميا عن المواقف والدوافع اللائقة التي ينبغي ان توجّه الشيوخ فيما ينهضون بمسؤولياتهم؟‏ سنتبيّن الاجوبة فيما نناقش الآن ثلاثة من ادوارهم:‏ منح الحماية والاهتمام،‏ التعليم داخل وخارج الجماعة،‏ والقضاء في المسائل الروحية.‏

منح الحماية والاهتمام

٥-‏٧ (‏أ)‏ كيف يتوقع يهوه ان يهتم الرعاة بخرافه،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ كيف يُظهر الشيوخ محبة حقيقية لإخوتهم،‏ بمَن فيهم الذين شردوا عن الرعية؟‏

٥ دعا الرسول بطرس يهوه ‹راعي نفوسنا وناظرها›.‏ (‏١ بط ٢:‏٢٥‏)‏ فما هي نظرة يهوه الى ‹خرافه›؟‏ نجد جوابا عن هذا السؤال بالعودة الى ايام ارميا.‏ فبعدما انتقد يهوه الرعاة السيئين الذين بدّدوا الرعية وأهملوها،‏ قال انه ‹سيجمع› خرافه ويردّها الى مراعيها.‏ ووعد ان يقيم لها رعاة صالحين «يرعونها» بحق ويحرصون على حمايتها من الاعداء المفترسين.‏ (‏ار ٢٣:‏​٣،‏ ٤‏)‏ نعم،‏ ان خراف يهوه كانت ولا تزال ثمينة في عينيه.‏ فهو دفع ثمنا باهظا من اجل خيرها الابدي.‏ —‏ ١ بط ١:‏​١٨،‏ ١٩‏.‏

٦ لذا يجب على النظار المسيحيين،‏ اسوة بالرعاة الحرفيين،‏ الا يتهاونوا ابدا في الاعتناء بجماعاتهم.‏ فإذا كنت تخدم شيخا،‏ فهل انت متيقظ لأية اشارات او اعراض ربما تبدو على اخوتك،‏ وهل انت مستعد لمساعدتهم على الفور؟‏ كتب الملك سليمان الحكيم:‏ «اعرف حق المعرفة حال غنمك،‏ واجعل قلبك على قطعانك».‏ (‏ام ٢٧:‏٢٣‏)‏ صحيح ان هذه الآية تلقي الضوء على اجتهاد ودأب الرعاة الحرفيين،‏ ولكن يمكن تطبيقها من حيث المبدأ على اهتمام الرعاة الروحيين بالجماعة.‏ من ناحية اخرى،‏ هل تحارب ايها الشيخ اي ميل في قلبك الى التسلط على اخوتك؟‏ ان تحذير بطرس من ‹السيادة على مَن هم ميراث اللّٰه› يثبت ان وقوع الشيخ في هذا الشرك وارد جدا.‏ اذًا،‏ كيف للراعي الروحي ان ‹يُربِض الغنم› كما يرد في ارميا ٣٣:‏١٢‏؟‏ (‏اقرأها.‏‏)‏ ليبقِ في باله ان الوالدين المتوحدين،‏ الارامل،‏ العائلات التي تضم اولادا للزوج او الزوجة،‏ المسنين،‏ والاحداث قد يحتاجون بشكل خاص الى الاهتمام والمساعدة.‏

الصورة في الصفحة ١٣٠

٧ وعلى مثال الراعي الحرفي،‏ يلزم احيانا ان يفتش رعاة الجماعة عمّن شردوا عن الرعية لسبب او لآخر ويقدّموا لهم العون.‏ وهذا يستدعي تحلّيهم بالتواضع والتضحية بالذات.‏ فعليهم ان يصرفوا الوقت في الاعتناء بصبر بحاجات الذين اؤتمنوا عليهم.‏ لذا يحسن بكل من الرعاة ان يسأل نفسه بصراحة:‏ ‹الى اي حد اسعى الى تشجيع وبناء الآخرين عوض ادانتهم او انتقادهم؟‏ وهل ارغب بصدق ان اتحسن في هذا المجال؟‏›.‏ في بعض الاحيان،‏ يبذل الشيوخ جهودا متكررة بهدف مساعدة اخ او اخت على رؤية الامور من منظار اللّٰه.‏ فإذا تردد هذا الشخص في قبول مشورة الاسفار المقدسة (‏لا آراء الشيوخ الشخصية)‏،‏ فليتذكر الشيوخ ما فعله يهوه،‏ راعينا وناظرنا الاسمى،‏ مع شعبه المتمرد.‏ فهو ‹لم يبرح يكلّمهم› بصبر ويحاول اعادتهم الى صوابهم.‏ (‏ار ٢٥:‏​٣-‏٦‏)‏ صحيح ان غالبية شعب اللّٰه اليوم لا يمارسون الاخطاء،‏ ولكن حين تلزم المشورة ينبغي للشيوخ تقديمها احتذاء بيهوه.‏

٨ كيف يقتدي الرعاة الروحيون بمثال ارميا؟‏

٨ مع وجود بصيص امل برجوع رفقاء ارميا اليهود الى يهوه،‏ صلّى النبي من اجلهم قائلا:‏ «اذكر وقوفي امامك لأتكلم عنهم بالخير،‏ لأردّ سخطك عنهم».‏ (‏ار ١٨:‏٢٠‏)‏ تُبيّن هذه الكلمات ان النبي بحث عن الصلاح في اخوته ولم يسئ الظن بهم.‏ واليوم،‏ على النظار المسيحيين فعل الامر عينه ما دام لم يتوفر دليل واضح يثبت ان الشخص مصمم على فعل الشر دون توبة.‏ فعلى غرار ارميا،‏ يحسن بهم ان يمدحوا الآخرين على اعمالهم الصالحة ويصلّوا معهم ومن اجلهم.‏ —‏ مت ٢٥:‏٢١‏.‏

اي وعد قطعه اللّٰه بواسطة ارميا بشأن الرعاة الروحيين؟‏ وكيف يمكن للنظار المسيحيين منح الحماية والاهتمام؟‏

‏«يزودونكم بالمعرفة»‏

٩،‏ ١٠ لمَ يُطلب من الرعاة الجيدين (‏شيوخ الجماعة)‏ ان يكونوا معلمين؟‏

٩ انسجاما مع ارميا ٣:‏​١٥‏،‏ تُلقى على عاتق الشيوخ مسؤولية ‏‹تزويد المعرفة والبصيرة›،‏ اي التعليم.‏ (‏١ تي ٣:‏٢؛‏ ٥:‏١٧‏)‏ وقد وعد يهوه شعبه ان الرعاة الصالحين سيؤدون هذا الدور.‏ وشجع اليهود ان يقبلوا تعليم نبيّه ارميا الهادف الى تأديبهم.‏ (‏اقرأ ارميا ٦:‏٨‏.‏‏)‏ فمثلما تحتاج الخراف الى التغذية كي تبقى سليمة معافاة،‏ كذلك يحتاج شعب اللّٰه الى الطعام والارشاد من الاسفار المقدسة ليظلوا اصحاء روحيا.‏

١٠ وفي مسألة التعليم،‏ يقوم الشيوخ بدور مزدوج.‏ فهم يعلّمون الاخوة داخل الجماعة ويساعدون ايضا الذين ليسوا بعد مسيحيين حقيقيين.‏ وبالنسبة الى الفئة الاخيرة،‏ ليبقِ الشيوخ في بالهم ان احد الاسباب الرئيسية لوجود الجماعة المسيحية هو الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ لذا يلزم ان يكون الرعاة مبشرين غيورين.‏ (‏ار ١:‏​٧-‏١٠‏)‏ فبذلك يتمّمون مسؤوليتهم امام اللّٰه ويرسمون مثالا رائعا لإخوتهم.‏ فيا ايها الشيخ،‏ ألا تجد ان الكرازة بانتظام مع مختلف الاخوة والاخوات في الجماعة تمنحك الفرصة لتحسين مقدراتهم التعليمية ومقدراتك انت ايضا؟‏ لا تنسَ ان اخذك القيادة بغيرة في عمل الخدمة يمد الاخوة بزخم قوي،‏ ما يساهم في تقدم الجماعة بكاملها.‏

١١،‏ ١٢ علامَ ينبغي ان يركز الشيخ الذي يريد ان يكون راعيا جيدا؟‏

١١ وكي يمنح الشيوخ الاخوة طعاما روحيا مفيدا،‏ يجب ان يؤسسوا تعليمهم في الجماعة على الكتاب المقدس.‏ وهذا يعني انهم لن يصبحوا معلمين فعالين إن لم يدرسوا كلمة اللّٰه باجتهاد.‏ قارن هذه الفكرة بكلمات ارميا التي اوضحت سبب عدم كفاءة قادة شعبه:‏ «حَمُق الرعاة،‏ ويهوه لم يطلبوا.‏ من اجل ذلك لم يعملوا ببصيرة،‏ وتبدّدت كل رعيتهم».‏ (‏ار ١٠:‏٢١‏)‏ فالذين يُفترض ان يعلّموا الشعب لم يتّبعوا مبادئ الاسفار المقدسة ولا طلبوا اللّٰه.‏ لذا لم توجّه الحكمة الحقيقية اعمالهم.‏ وقد شجب ارميا بشدة الانبياء المزعومين الذين لم يعلّموا كلام اللّٰه.‏ —‏ اقرأ ارميا ١٤:‏​١٤،‏ ١٥‏.‏

١٢ ولكن بخلاف هؤلاء الرعاة المخادعين،‏ يدرس النظار المسيحيون اليوم مثال يسوع ويسيرون على خطاه.‏ وهكذا يرعون الرعية بحكمة.‏ ومع انه ليس سهلا ان يتّبعوا برنامجا ثابتا للدرس في ظل المسؤوليات الكثيرة التي تستهلك وقتهم واهتمامهم،‏ حريّ بكل منهم ان يسأل نفسه:‏ ‹هل انا مقتنع كل الاقتناع ان تعليمي لن يكون مفيدا وصحيحا وزاخرا بالمعرفة والبصيرة ما لم أبنِه على كلمة اللّٰه وإرشاد صف العبد الامين الفطين؟‏›.‏ فإذا شعرت ايها الشيخ انك ما عدت منتظما في درسك الشخصي،‏ فماذا عساك فعله كي تتجنب افعال الرعاة الزائفين زمن ارميا؟‏

الصورة في الصفحة ١٣٥

١٣ ماذا ساعد ارميا ان يكون معلّما كفؤا،‏ وماذا يتعلم منه الرعاة المسيحيون اليوم؟‏

١٣ ان احد العوامل التي جعلت ارميا فعالا جدا في التعليم هو استعمال الايضاحات بإرشاد من يهوه.‏ مثلا،‏ ما كان سامعوه لينسوا ابدا كيف كسر وعاء من فخار على الارض ليبيّن ان اورشليم وشعبها سيُسحقون بالطريقة عينها.‏ (‏ار ١٩:‏​١،‏ ١٠،‏ ١١‏)‏ وفي مناسبة اخرى،‏ صنع نيرا خشبيا وجعله على عنقه رمزا الى خضوع شعبه لعبودية ملك بابل القاسية.‏ (‏ارميا الاصحاحان ٢٧-‏٢٨‏)‏ صحيح ان اللّٰه لا يطلب من الشيوخ اليوم تأدية ادوار تمثيلية لإيضاح الافكار،‏ ولكن ألا تشعر بالتقدير حين تجدهم يزيّنون تعليمهم بالايضاحات والاختبارات المناسبة؟‏ فالامثلة والصور الكلامية الملائمة والمدروسة بعناية تترك اثرا كبيرا وتحفز على العمل.‏

١٤ (‏أ)‏ ما اساس اشارة ارميا الى ‹البلسان في جلعاد›؟‏ (‏ب)‏ كيف يعزز الشيوخ المسيحيون خير اخوتهم الروحي؟‏

١٤ كم نشكر اللّٰه على التعليم المزود بواسطة الرعاة المسيحيين!‏ ففي ايام ارميا،‏ رأى النبي حاجة شعبه الى الشفاء الروحي،‏ فسأل:‏ «أليس من بلسان في جلعاد،‏ ام ليس من طبيب هناك؟‏».‏ (‏ار ٨:‏٢٢‏)‏ لقد وُجد بلسان حرفي في جلعاد الواقعة شرق نهر الاردن.‏ فهذا الزيت العطر اشتهر بمنافعه الطبية وغالبا ما استُخدم في تسكين الآلام وشفاء الجراح.‏ ولكن بالمقابل،‏ لم يوجد شفاء روحي.‏ لماذا؟‏ اوضح ارميا:‏ «الانبياء يتنبأون بالكذب،‏ والكهنة يقهرون الناس بحسب طاقة ايديهم.‏ وشعبي هكذا احب».‏ (‏ار ٥:‏٣١‏)‏ وما القول اليوم؟‏ ألا توافق ان هناك حتما ‹بلسانا في جلعاد›،‏ اي في جماعتك؟‏ نعم،‏ يمكن تشبيه البلسان الشافي بالمساعدة التي يمنحها الشيوخ حين يوجّهون الاخوة بمحبة الى مبادئ الاسفار المقدسة،‏ يبنونهم ويشجعونهم،‏ ويصلّون معهم ومن اجلهم.‏ —‏ يع ٥:‏​١٤،‏ ١٥‏.‏

اي اوجه للتعليم الذي يزوده شيوخ جماعتكم تقدّرونها بشكل خاص؟‏ وماذا يجعل تعليمهم فعالا؟‏

‏«هكذا قال يهوه»‏

١٥،‏ ١٦ لمَ من المهم الانتباه للخراف الحرفية والروحية على السواء؟‏

١٥ تخيّل فرحة الراعي الحرفي حين يرى،‏ بعد ساعات طويلة من الجهود المضنية،‏ حملانا سليمة تبصر النور.‏ ولكن كي تنمو هذه الحملان،‏ يعرف الراعي حاجتها الى الرعاية والاهتمام ويدرك اهمية حصولها على الغذاء الملائم.‏ كما انه يحرص على نظافتها وصحتها.‏ فالبعض منها يولد بأذناب طويلة قد تمسّ الارض وتتلوث بالسماد والاوساخ.‏ لذا يقصّر الراعي الاذناب بكل براعة مجنِّبا حملانه الالم قدر المستطاع.‏ على نحو مماثل،‏ يحيط الرعاة الروحيون الخراف،‏ اي اعضاء الجماعة،‏ باهتمامهم الحبي.‏ (‏يو ٢١:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ ويبتهجون برؤية المهتمين يتخذون خطوات للسير في الحق.‏ وهم يريدون ايضا ان تتغذى كل الخراف،‏ الصغيرة والكبيرة،‏ بالطعام الروحي وتنعم بصحة روحية جيدة.‏ لذلك لا يتراخون في رعاية افراد الجماعة،‏ حتى انهم يتدخلون لمصلحتهم عند اللزوم.‏ وهذا يشمل دون شك تذكيرهم بما ‹قاله يهوه›،‏ اي ما تعلّمه الاسفار المقدسة.‏ —‏ ار ٢:‏​٢،‏ ٥؛‏ ٧:‏​٥-‏٧؛‏ ١٠:‏٢؛‏ تي ١:‏٩‏.‏

١٦ ومثلما احتاج ارميا الى الشجاعة ليعلن رسالة اللّٰه،‏ كذلك نظار الجماعة اليوم ولا سيما في الحالات التي تقتضي تقديم النصح لأحد الاخوة بهدف حمايته.‏ مثلا،‏ قد يتدخل الراعي الروحي ليمنع ‹حملا حديث الولادة› او ‹خروفا› معتمدا منذ فترة من التلوث بقذارة عالم الشيطان.‏ ومع ان هذا الشخص ربما لم يلتمس المشورة اصلا،‏ أيُعقل ان يراه الراعي المحب على حافة الخطر ويقف مكتوف اليدين؟‏ طبعا لا.‏ وهو لن يستخف ايضا بالمسألة وكأن كل شيء على ما يرام،‏ في حين يبدو واضحا ان قدم الشخص توشك ان تزل وقد يخسر بالتالي سلامه مع يهوه.‏ —‏ ار ٨:‏١١‏.‏

١٧ متى وكيف يولي الراعي احد الخراف اهتماما خصوصيا؟‏

١٧ اذا حدث ان أُغوي خروف غير حذر بالابتعاد عن القطيع،‏ يهبّ الراعي اليقظ الى نجدته وإعادته الى بر الامان.‏ (‏اقرأ ارميا ٥٠:‏​٦،‏ ٧‏.‏‏)‏ بشكل مشابه،‏ يضطر الشيخ احيانا الى التكلم بحزم ومحبة مع الذين يسيرون بأرجلهم نحو الخطر.‏ فقد يلاحظ مثلا ان اخا وأختا مخطوبَين يمضيان الوقت معا دون مرافق في اماكن تسهّل عليهما الاستسلام لعواطفهما.‏ فيسعى هذا الشيخ اللطيف والمتفهم الى مساعدتهما على تفادي اوضاع كهذه.‏ وفي حين يحرص على عدم اتهامهما،‏ فهو يلقي الضوء على حالات يُحتمل ان تؤدي الى مسلك يبغضه يهوه.‏ فعلى غرار ارميا،‏ يدين الشيوخ الامناء ما يدينه يهوه.‏ وهكذا يقتدون بإلهنا الذي لم يكن قاسيا،‏ بل ترجى شعبه من خلال نبيّه قائلا:‏ «لا تفعلوا مثل هذه المكرهة التي ابغضها».‏ (‏ار ٥:‏٧؛‏ ٢٥:‏​٤،‏ ٥؛‏ ٣٥:‏١٥؛‏ ٤٤:‏٤‏)‏ فهل تقدّر حقا الاهتمام الذي يُظهره الرعاة المحبون لأفراد الجماعة؟‏

١٨ اية نتائج مشجعة تسفر عنها جهود الرعاة الروحيين؟‏

١٨ بالطبع،‏ لم يصغِ الجميع الى مشورة ارميا.‏ لكنّ البعض فعلوا ومنهم باروخ،‏ رفيقه وكاتبه،‏ الذي وجّه اليه النبي في وقت من الاوقات نصيحة قوية.‏ (‏ار ٤٥:‏٥‏)‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ حاز باروخ رضى اللّٰه ونجا من دمار اورشليم.‏ واليوم،‏ يتشجع الشيوخ بالنتائج الايجابية التي تنجم عن مساعدتهم الرفقاء المؤمنين،‏ ما يدفعهم الى ‹المثابرة على الوعظ والتعليم› المنقذَين للحياة.‏ —‏ ١ تي ٤:‏​١٣،‏ ١٦‏.‏

التأديب «باعتدال»‏

الصورة في الصفحة ١٣٨

١٩،‏ ٢٠ اية مسؤولية تُلقى على عاتق الشيوخ عند التعامل مع الخطاة؟‏

١٩ يلعب النظار ايضا دور القضاة في الجماعة.‏ ففي بعض المناسبات،‏ يعالجون قضايا اشخاص يمارسون الخطية عمدا محاولين مساعدتهم على التوبة.‏ فيهوه حث الخطاة بلطف وصراحة ان يتركوا طرقهم الشريرة.‏ (‏ار ٤:‏١٤‏)‏ اما اذا لم يهجر المرء مسلكه الخاطئ،‏ فعلى النظار ان يتخذوا اجراء لحماية الرعية من اي تأثير مفسد ربما يتسلل اليها.‏ فالاسفار المقدسة توصي بطرد هذا الشخص من الجماعة.‏ ويتوقع يهوه من الشيوخ الالتصاق بالعدل الالهي في حالات كهذه.‏ وقد رسم الملك يوشيا الصالح مثالا رائعا في ذلك.‏ فهو «دافع عن البائس والفقير في دعواهما»،‏ متمثلا بمحبة اللّٰه للعدل.‏ لذا استطاع يهوه ان يسأل بشأن ما فعله يوشيا:‏ «أليست هذه معرفتي؟‏».‏ وبما ان هذا الملك اجرى العدل والبر،‏ فقد «كان له خير».‏ أفلا يزداد شعورك بالامان عندما يسعى شيوخ جماعتك الى الاقتداء بمثال يوشيا؟‏ —‏ ار ٢٢:‏​١١،‏ ١٥،‏ ١٦‏.‏

٢٠ وكن على ثقة ان يهوه يؤدب الخطاة «باعتدال».‏ (‏ار ٤٦:‏٢٨‏)‏ لذا يعمل الشيوخ على نصح رفقائهم المؤمنين او حضّهم او توبيخهم وفقا للظروف والموقف الذي يعربون عنه.‏ وربما يضطرون ايضا الى فصل خاطئ غير تائب.‏ في هذه الحالة،‏ لا يصلّون علنا من اجل هذا الشخص المستمر في فعل الخطإ،‏ فلا جدوى من ذلك.‏a (‏ار ٧:‏​٩،‏ ١٦‏)‏ غير انهم يتمثلون باللّٰه عندما يوضحون للمفصول كيف له ان يسترد رضى إلهه.‏ (‏اقرأ ارميا ٣٣:‏​٦-‏٨‏.‏‏)‏ فرغم ان الفصل قد يكون اجراء مؤلما،‏ نحن واثقون ان مقاييس اللّٰه بارة وعادلة ولخيرنا جميعا.‏ —‏ مرا ١:‏١٨‏.‏

٢١ كيف ينبغي ان تكون حالة رعية اللّٰه،‏ وكيف تساهمون شخصيا في تحقيق ذلك؟‏

٢١ حين يلمّ رعاة الجماعة بالمقاييس الالهية الملهمة ويطبّقونها،‏ تنعم الرعية بوفرة من الغذاء والصحة والحماية.‏ (‏مز ٢٣:‏​١-‏٦‏)‏ وما تعلمناه من ارميا عن المواقف والدوافع،‏ اللائقة وغير اللائقة على السواء،‏ يفيد النظار المسيحيين فيما يتمّمون المسؤولية الثقيلة الموكلة اليهم ان يهتموا بخراف اللّٰه.‏ لذا ليسأل كل منا نفسه:‏ ‹هل اقدّر دوما الترتيب الذي وضعه يهوه لتعليم وقيادة وحماية شعبه،‏ وذلك من خلال دعم الرعاة الذين «يرعون» الجماعة بحق ويزودونها «بالمعرفة والبصيرة»؟‏›.‏ —‏ ار ٣:‏١٥؛‏ ٢٣:‏٤‏.‏

اية حالات تتطلب من النظار التصرف بشجاعة؟‏ وماذا يتوقع يهوه من الشيوخ حين يقومون بدور القضاة؟‏

a انظر مجلة برج المراقبة عدد ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٠٠١،‏ الصفحتين ٣٠-‏٣١‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة