مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «الشيخ»‏
  • الشيخ

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الشيخ
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • يهوه يهتم بخدامه المسنين اهتماما رقيقا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • حافظْ على فرحك فيما تكبر في العمر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
  • قدِّر قيمة اخوتنا المسنين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢١
  • الجماعة
    بصيرة في الاسفار المقدسة
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «الشيخ»‏

الشيخ

الكلمة العبرانية زاقين والكلمة اليونانية پرِسبيتِروس اللتان تعنيان «شيخا»،‏ لا تُستعملان فقط للاشارة الى شخص عجوز او متقدِّم في السن (‏تك ١٨:‏١١؛‏ تث ٢٨:‏٥٠؛‏ ١ صم ٢:‏٢٢؛‏ ١ تي ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ او الى الاكبر بين شخصَين (‏لو ١٥:‏٢٥‏)‏،‏ بل تُطبَّقان ايضا بمعنى خصوصي على شخص لديه مركز سلطة ومسؤولية ضمن جماعة او شعب معيَّن.‏ والمعنى الاخير هو الاكثر استعمالا في الاسفار العبرانية واليونانية المسيحية.‏

لطالما كان الشخص المتقدِّم في السن يُمنح اعتبارا واحتراما بسبب خبرته ومعرفته وبسبب حكمته وحسن تمييزه.‏ وبين شعوب كثيرة كان الناس يخضعون لتوجيه الشيوخ،‏ سواء كانوا الافراد الاكبر سنا ضمن العائلة او الاشخاص الذين تميَّزوا بمعرفتهم وحكمتهم.‏ لهذا السبب صارت كلمة «شيخ» تحمل معنيَين،‏ فتطبَّق إما بمعنى حرفي او لتصف مركزا او مسؤولية.‏ فـ‍ «شيوخ [«اعيان»،‏ جد‏] ارض مصر» و «شيوخ موآب وشيوخ مديان» لا يشملون جميع الرجال المسنين في هذه الشعوب،‏ بل الاشخاص الذين يشكِّلون مجلسا لإدارة شؤون الامة.‏ لقد كانوا «رؤساء [بالعبرانية شاريم‏]» هذه الشعوب.‏ —‏ تك ٥٠:‏٧؛‏ عد ٢٢:‏٤،‏ ٧،‏ ٨،‏ ١٣-‏١٥؛‏ مز ١٠٥:‏١٧،‏ ٢١،‏ ٢٢‏.‏

كذلك،‏ تُستعمل بنفس هذا المعنى التعابير «شيوخ اسرائيل»،‏ «شيوخ الجماعة»،‏ «شيوخ شعبي»،‏ و «شيوخ الارض».‏ وهي لا تنطبق على جميع الرجال الكبار في السن بين شعب اسرائيل.‏ (‏عد ١٦:‏٢٥؛‏ لا ٤:‏١٥؛‏ ١ صم ١٥:‏٣٠؛‏ ١ مل ٢٠:‏٧،‏ ٨‏)‏ وفي الحالات القليلة نسبيا التي ترد فيها كلمة زِقينيم (‏شيوخ)‏ دون وصف يرافقها،‏ يلزم الاعتماد على سياق الكلام لتحديد ما اذا كان الحديث عن رجال هم كبار في السن او عن رجال هم كبار القوم اي رؤساؤهم.‏

شيوخ اسرائيل:‏ قبل الخروج من مصر كان لدى الاسرائيليين «شيوخ» يعرضون القضايا امام الشعب،‏ يتكلمون بلسانهم،‏ ويأخذون القرارات.‏ وعندما عاد موسى الى مصر،‏ طلب منه يهوه ان يخبر الشيوخ بالمهمة التي منحها له.‏ وهم،‏ او على الاقل البارزون بينهم،‏ رافقوه حين مثل امام فرعون.‏ —‏ خر ٣:‏١٦،‏ ١٨‏.‏

وعندما نقل موسى ممثِّل اللّٰه عهد الشريعة للشعب،‏ وافق «الشيوخ» المسؤولون بالنيابة عن الشعب على الدخول في علاقة العهد مع يهوه.‏ (‏خر ١٩:‏٣-‏٨‏)‏ وبعد فترة من الوقت،‏ عندما تذمَّر الاسرائيليون على الاحوال في الصحراء،‏ شعر موسى ان مسؤولية ادارة شؤون الشعب صارت اكثر من طاقته بكثير،‏ وعرض مشكلته امام يهوه.‏ فأمره:‏ «اجمع لي سبعين رجلا من شيوخ اسرائيل،‏ الذين تعرف انهم شيوخ الشعب وعرفاؤه،‏ .‏.‏.‏ وآخذ من الروح الذي عليك وأضع عليهم،‏ فيُعِينونك في حَمل حِمل الشعب».‏ (‏عد ١١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ لقد عيَّن يهوه نفسه هؤلاء «الشيوخ» ليقوموا بهذه الخدمة.‏ (‏عد ١١:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ واستخدمهم ليقودوا الشعب مع موسى ويديروا شؤونه.‏

مع الوقت،‏ احتل الاسرائيليون ارض الموعد،‏ ولم يعودوا يعيشون حياة ترحال بل صاروا يقيمون في مدن وقرى مثلما كانوا يعيشون في مصر.‏ وصار الشيوخ مسؤولين عن الشعب على صعيد المجتمع المحلي الذي يقيمون فيه.‏ وفي كل مجتمع،‏ شكَّلوا هيئة من المشرفين،‏ فخدم بعضهم قضاة والبعض الآخر مسؤولين عن اجراء العدل والحفاظ على السلام والنظام وروحيات الشعب.‏ —‏ تث ١٦:‏١٨-‏٢٠؛‏ ٢٥:‏٧-‏٩؛‏ يش ٢٠:‏٤؛‏ را ٤:‏١-‏١٢‏.‏

يتحدَّث الكتاب المقدس عن ‹كل اسرائيل،‏ شيوخهم ورؤوسهم وقضاتهم وعرفائهم› (‏يش ٢٣:‏٢؛‏ ٢٤:‏١‏)‏،‏ «شيوخ اسرائيل وكل رؤوس الاسباط،‏ زعماء بيوت آباء بني اسرائيل».‏ (‏٢ اخ ٥:‏٢‏)‏ لكنَّ ذلك لا يعني ان ‹الرؤوس› و ‹القضاة› و ‹العرفاء› و ‹الزعماء› هم غير ‹الشيوخ›،‏ بل يشير ذلك الى نوع المسؤولية التي يتولَّاها الافراد ضمن هيئة الشيوخ.‏ —‏ قارن ٢ مل ١٩:‏٢؛‏ مر ١٥:‏١‏.‏

اما الذين خدموا ك‍ «شيوخ» على كل الشعب،‏ فدُعوا «شيوخ اسرائيل» (‏١ صم ٤:‏٣؛‏ ٨:‏٤‏)‏،‏ «شيوخ الارض» (‏١ مل ٢٠:‏٧‏)‏،‏ و «شيوخ الجماعة».‏ (‏قض ٢١:‏١٦‏)‏ وبعد ان انقسمت المملكة،‏ دُعي شيوخ المملكة الجنوبية «شيوخ يهوذا وأورشليم».‏ —‏ ٢ مل ٢٣:‏١‏.‏

وقد كان «الشيوخ» عموما،‏ مثلهم مثل العديد من ملوك اسرائيل وكهنتها،‏ غير امناء في تأدية مسؤوليتهم امام اللّٰه والشعب.‏ (‏١ مل ٢١:‏٨-‏١٤؛‏ حز ٧:‏٢٦؛‏ ١٤:‏١-‏٣‏)‏ ولأنهم خسروا دعم اللّٰه،‏ صار ‹صبيانٌ رؤساء لهم› و ‹ثار المحتقَر على المكرَّم›.‏ (‏اش ٣:‏١-‏٥‏)‏ لذلك تُبرِز الاسفار العبرانية ان العمر وحده ليس كافيا،‏ وأن ‹الشيبة تكون تاج جمال فقط متى وُجدت في طريق البر›.‏ (‏ام ١٦:‏٣١‏)‏ فلا يكون الناس حكماء «لمجرد انهم كثيرو الايام،‏ ولا بمجرد كونهم شيوخا يفهمون في القضاء»،‏ بل يكونون حكماء حين يضيفون الى خبرتهم توجيه روح اللّٰه وفهم كلمته.‏ —‏ اي ٣٢:‏٨،‏ ٩؛‏ مز ١١٩:‏١٠٠؛‏ ام ٣:‏٥-‏٧؛‏ جا ٤:‏١٣‏.‏

على مر تاريخ الامة،‏ ظل «الشيوخ» يوجِّهون الشعب،‏ حتى خلال اسرهم في بابل وبعد عودتهم الى يهوذا.‏ (‏ار ٢٩:‏١؛‏ عز ٦:‏٧؛‏ ١٠:‏٧،‏ ٨،‏ ١٤‏)‏ وعندما كان يسوع على الارض،‏ كان «الشيوخ» (‏باليونانية پرِسبيتِري‏)‏ يهتمون بالشؤون العامة على صعيد المجتمع المحلي (‏لو ٧:‏٣-‏٥‏)‏ وعلى صعيد الشعب ككل.‏ وقد كان «مجلس الشيوخ» (‏باليونانية پرِسبيتِريون‏)‏ في اورشليم من المقاومين الرئيسيين ليسوع وتلاميذه.‏ —‏ لو ٢٢:‏٦٦؛‏ اع ٢٢:‏٥‏.‏

الشيوخ في الجماعة المسيحية:‏ على اساس هذه المعلومات،‏ يسهل علينا ان نفهم مغزى الاشارة الى «شيوخ» (‏پرِسبيتِري‏)‏ الجماعة المسيحية.‏ فكما في اسرائيل الجسدي،‏ كذلك في اسرائيل الروحي،‏ كان «الشيوخ» هم المسؤولون عن توجيه الجماعة.‏

في يوم الخمسين،‏ شكَّل الرسل هيئة،‏ وكان بطرس المتكلِّم بلسانهم تحت توجيه روح اللّٰه الذي حل عليهم.‏ (‏اع ٢:‏١٤،‏ ٣٧-‏٤٢‏)‏ ومن الواضح انهم كانوا «شيوخا» بالمعنى الروحي لأنهم كانوا على علاقة لصيقة بيسوع ولأنه فوَّضهم شخصيا ان يعلِّموا.‏ (‏مت ٢٨:‏١٨-‏٢٠؛‏ اف ٤:‏١١،‏ ١٢‏؛‏ قارن اع ٢:‏٤٢‏.‏)‏ ويُظهر موقف الذين صاروا مؤمنين انهم اعترفوا ان الرسل كانت لديهم السلطة ان يحكموا في الامة الجديدة تحت توجيه المسيح.‏ (‏اع ٢:‏٤٢؛‏ ٤:‏٣٢-‏٣٧؛‏ ٥:‏١-‏١١‏)‏ كما اعترفوا ان الرسل لديهم السلطة ان يعيِّنوا اشخاصا للخدمة.‏ وكانوا يفعلون ذلك إما مباشرة كهيئة،‏ او من خلال ممثِّلين لهم،‏ مثل الرسول بولس.‏ (‏اع ٦:‏١-‏٦؛‏ ١٤:‏١٩-‏٢٣‏)‏ وعندما نشأت قضية الختان،‏ اجتمع «الشيوخ» مع الرسل ليدرسوا المسألة.‏ ثم بلَّغوا الجماعات في كل مكان بقرارهم.‏ وقد قبل الاخوة هذا القرار واعتبروه مُلزِما.‏ (‏اع ١٥:‏١-‏٣١؛‏ ١٦:‏١-‏٥‏)‏ وهكذا،‏ مثلما خدم بعض «الشيوخ» شعب اسرائيل ككل،‏ من الواضح ان هؤلاء «الشيوخ» والرسل شكَّلوا هيئة حاكمة تُشرف على كل الجماعات المسيحية اينما وُجدت.‏ لاحقا،‏ ذهب بولس الى اورشليم والتقى بيعقوب و ‹كل الشيوخ›،‏ وأخبرهم بنتائج عمله،‏ وهم اعطوه نصائح حول بعض المسائل.‏ —‏ اع ٢١:‏١٥-‏٢٦‏.‏

في حالات قليلة تُستعمل كلمة «شيوخ» بالمقارنة مع الشبان او تأتي مع كلمة عجائز،‏ اي النساء المسنات،‏ دون ان تكون مسؤوليات الجماعة مشمولة.‏ وفي هذه الحالات،‏ تشير الكلمة ببساطة الى رجال متقدِّمين في السن.‏ (‏اع ٢:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ١ تي ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ كما تُستعمل للاشارة الى الرجال الذين عاشوا في الماضي،‏ اي الاجداد.‏ (‏عب ١١:‏٢‏)‏ ولكن في معظم الحالات التي ترد فيها كلمة «شيوخ» في الاسفار اليونانية المسيحية،‏ يكون المقصود منها الاشخاص المسؤولين عن توجيه الجماعة.‏ وفي بعض الآيات يُدعى «الشيوخ» «نظارا» (‏باليونانية إِپيسكوپي؛‏ «اساقفة»،‏ ع‌أ‏)‏.‏ وقد استخدم بولس هذه الكلمة حين تكلَّم مع «شيوخ» جماعة افسس،‏ وطبَّقها على «الشيوخ» في رسالته الى تيطس.‏ (‏اع ٢٠:‏١٧،‏ ٢٨؛‏ تي ١:‏٥،‏ ٧‏)‏ بناء على ذلك،‏ تشير الكلمتان الى نفس المسؤولية.‏ فتُبرز پرِسبيتِروس الصفات الناضجة عند الشخص المعيَّن،‏ و إِپيسكوپوس الواجبات التي ترافق هذا التعيين.‏

يذكر مانويل غيرَّا إي غوميز عن الكلمة اليونانية پرِسبيتِروس:‏ «ان الترجمة الدقيقة للكلمة [‏پرِسبيتِروس‏] في معظم النصوص الهلِّينستية تقريبا،‏ التي بقيت حتى يومنا،‏ هي شيخ بمعنى رجل ناضج.‏ وما يميِّز هذه الكلمة هو النضج في التفكير والتوجيه.‏ .‏.‏.‏ وسواء كان لهذه الكلمة [‏پرِسبيتِروس‏] معنى خاص او لا بالنسبة الى الهلِّينستيين والاسرائيليين،‏ فإنها لا تشير الى عجوز مريض،‏ بل الى رجل ناضج لديه ما يكفي من الخبرة والحكمة ليحكم عائلته او شعبه».‏ —‏ Episcopos y Presbyteros‏،‏ بورغوس،‏ اسبانيا،‏ ١٩٦٢،‏ ص ١١٧،‏ ٢٥٧.‏

من الواضح ان العمر كان احد العوامل التي يتأهَّل على اساسها الرجل ليخدم «شيخا» في اسرائيل القديمة.‏ (‏١ مل ١٢:‏٦-‏١٣‏)‏ كذلك في الجماعة المسيحية،‏ لم يكن «الشيوخ» او النظار صغارا في السن.‏ والدليل على ذلك هو ان الرسول بولس ذكر ان لديهم زوجات وأولادا.‏ (‏تي ١:‏٥،‏ ٦؛‏ ١ تي ٣:‏٢،‏ ٤،‏ ٥‏)‏ لكنَّ العمر لم يكن العامل الوحيد ولا الرئيسي،‏ كما يتبيَّن من المؤهلات الاخرى.‏ (‏١ تي ٣:‏٢-‏٧؛‏ تي ١:‏٦-‏٩‏)‏ ايضا،‏ لا يحدِّد الكتاب المقدس عمرا معيَّنا.‏ فمن الواضح ان تيموثاوس،‏ الذي أُعطي مسؤولية تعيين «شيوخ»،‏ كان هو نفسه «شيخا» مع انه كان صغيرا نسبيا.‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٢‏.‏

وليخدم الشخص «شيخا» في الجماعة المسيحية،‏ لزم ايضا ان تكون المقاييس المتعلقة بسلوكه وروحياته رفيعة جدا.‏ كما ان مقدرته على التعليم والتشجيع والتوبيخ لعبت دورا مهما في تعيينه «شيخا».‏ (‏١ تي ٣:‏٢؛‏ تي ١:‏٩‏)‏ فقد اوصى بولس تيموثاوس:‏ «اكرز بالكلمة،‏ ألحّ في ذلك في وقت مؤات وفي وقت محفوف بالمتاعب،‏ وبِّخ،‏ أنِّب،‏ عظ،‏ بكل طول اناة وفن تعليم».‏ (‏٢ تي ٤:‏٢‏)‏ فبما ان «الشيوخ» هم «رعاة»،‏ فهم مسؤولون عن اطعام الرعية روحيا،‏ وعن الاعتناء بالمرضى روحيا وحماية الرعية من تأثير المشبَّهين بالذئاب.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٨-‏٣٥؛‏ يع ٥:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ١ بط ٥:‏٢-‏٤‏)‏ اضافة الى ذلك،‏ كان بولس نشيطا في التعليم «علانية ومن بيت الى بيت»،‏ لذلك ذكَّر تيموثاوس بمسؤوليته:‏ «اعمل عمل المبشر،‏ تمِّم خدمتك».‏ —‏ اع ٢٠:‏٢٠؛‏ ٢ تي ٤:‏٥‏.‏

كانت لدى كل جماعة مسيحية هيئة من «الشيوخ» او «النظار» (‏يؤتى دائما على ذكرهم بصيغة الجمع)‏ كما في جماعات اورشليم (‏اع ١١:‏٣٠؛‏ ١٥:‏٤،‏ ٦؛‏ ٢١:‏١٨‏)‏،‏ وأفسس (‏اع ٢٠:‏١٧،‏ ٢٨‏)‏،‏ وفيلبي (‏في ١:‏١‏)‏.‏ وتُذكر «هيئة الشيوخ» (‏باليونانية پرِسبيتِريون‏)‏ عند الحديث عن ‹وضع الايدي› على تيموثاوس.‏ (‏١ تي ٤:‏١٤‏)‏ كما ان «الشيوخ»،‏ بصفتهم نظارا في الجماعة،‏ ‹اشرفوا› على اخوتهم.‏ —‏ رو ١٢:‏٨؛‏ ١ تس ٥:‏١٢-‏١٥؛‏ ١ تي ٣:‏٤،‏ ٥؛‏ ٥:‏١٧‏.‏

وبما ان بولس وبطرس كانا «شيخَين» لديهما سلطة رسولية،‏ فقد اشرفا احيانا على «شيوخ» آخرين في بعض الجماعات.‏ (‏قارن ١ كو ٤:‏١٨-‏٢١؛‏ ٥:‏١-‏٥،‏ ٩-‏١٣؛‏ في ١:‏١؛‏ ٢:‏١٢؛‏ ١ بط ١:‏١؛‏ ٥:‏١-‏٥‏.‏)‏ وينطبق الامر نفسه على الرسول يوحنا والتلميذَين يعقوب ويهوذا الذين كتبوا جميعا رسائل الى الجماعات.‏ وقد عيَّن بولس تيموثاوس وتيطس ليمثِّلاه في بعض الاماكن.‏ (‏١ كو ٤:‏١٧؛‏ في ٢:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ تي ١:‏٣،‏ ٤؛‏ ٥:‏١-‏٢١؛‏ تي ١:‏٥‏)‏ وفي حالات كثيرة،‏ تعاملا مع جماعات مؤسَّسة حديثا.‏ فكان تفويض تيطس مثلا ان ‹يقوِّم الامور المخالفة [او الناقصة]› في جماعات كريت.‏

يذكر الكتاب المقدس ان بولس وبرنابا وتيطس،‏ وتيموثاوس ايضا على ما يتضح،‏ عيَّنوا «شيوخا» في الجماعات.‏ (‏اع ١٤:‏٢١-‏٢٣؛‏ ١ تي ٥:‏٢٢؛‏ تي ١:‏٥‏)‏ وما من اشارة الى ان الجماعات قامت وحدها بتعيينات كهذه.‏ فحين تتحدث الاعمال ١٤:‏٢٣ عن زيارة بولس وبرنابا مرة ثانية للسترة وإيقونية وأنطاكية،‏ تقول انهما ‏«عيَّنا لهم شيوخا [باليونانية خيروتونِسانتِس‏] في كل جماعة» (‏«عيَّنا شيوخا في كل كنيسة»،‏ ي‌ج؛‏ «كانا يعيِّنان لهم قسوسا في كل كنيسة»،‏ جد‏)‏.‏ يرد التعليق التالي عن معنى الفعل اليوناني خيروتونِيو في اعمال الرسل،‏ تحرير ف.‏ ف.‏ بروس (‏١٩٧٠،‏ ص ٢٨٦)‏:‏ «رغم ان الكلمة [‏خيروتونِيو‏] تعني في الاصل ‹انتخب برفع الايدي›،‏ صارت تُستعمَل بمعنى ‹عيَّن›.‏ على سبيل المقارنة،‏ لاحظ كيف تُستعمل نفس الكلمة في [الاعمال] ١٠:‏٤١،‏ حيث ترد مع البادئة [‏پرو،‏ «من قبل»]».‏ ويقول معجم يوناني-‏انكليزي تحرير ليدل وسكوت،‏ بعد ان يُعطي المعاني الشائعة للفعل خيروتونِيو:‏ «لاحقا،‏ صار يعني عموما عيَّن،‏ .‏.‏.‏ عيَّن في منصب في الكنيسة».‏ (‏تنقيح ه.‏ جونز،‏ اوكسفورد،‏ ١٩٦٨،‏ ص ١٩٨٦)‏ كذلك يقول المعجم اليوناني والانكليزي للعهد الجديد لواضعه باركهرست (‏لندن،‏ ١٨٤٥،‏ ص ٦٧٣)‏ ان هذا الفعل «حين يأتي مع مفعول به» يعني:‏ ‏«عيَّن او اختار لمنصب،‏ لكن بدون تصويت او اقتراع».‏ اذًا،‏ عُيِّن هؤلاء الرجال المسيحيون «شيوخا» دون ان يساهم في هذا التعيين اشخاص آخرون يصوِّتون برفع الايدي.‏

عندما كتب بولس الى تيموثاوس قال له:‏ «ليُحسب الشيوخ الذين يشرفون حسنا مستحقين كرامة مضاعفة،‏ وخصوصا الذين يعملون بكد في الكلمة والتعليم».‏ (‏١ تي ٥:‏١٧‏)‏ ونظرا الى الآية التالية (‏١٨‏)‏،‏ والفكرة السابقة عن اكرام الارامل ماديا (‏الآيات ٣-‏١٦‏)‏،‏ من الواضح ان هذه ‹الكرامة المضاعفة› شملت المساعدة المادية.‏

مَن هم ‹الاربعة والعشرون شيخا› الجالسون على عروش سماوية؟‏

في سفر الرؤيا ترد الكلمة پرِسبيتِري ١٢ مرة وتنطبق على مخلوقات روحية.‏ ومحيطهم ولباسهم وأعمالهم تعطي فكرة عن هويتهم.‏

رأى الرسول يوحنا رؤيا عن عرش يهوه في السماء،‏ وحوله ٢٤ عرشا اصغر منه عليها ٢٤ شيخا لابسون ثيابا بيضاء وعلى رؤوسهم تيجان ذهبية.‏ (‏رؤ ٤:‏١-‏٤‏)‏ ثم رأى الـ‍ ٢٤ شيخا يركعون تكرارا امام عرش يهوه ويشاركون في كل اجزاء الرؤيا.‏ (‏رؤ ٤:‏٩-‏١١؛‏ ٥:‏٤-‏١٤؛‏ ٧:‏٩-‏١٧؛‏ ١٤:‏٣؛‏ ١٩:‏٤‏)‏ ورآهم يوحنا يشاركون خصوصا في الاعلان ان يهوه استخدم قدرته العظيمة وبدأ يحكم كملك في مملكته.‏ —‏ رؤ ١١:‏١٥-‏١٨‏.‏

في اسرائيل القديمة مثَّل «شيوخ اسرائيل» كل الشعب وتكلَّموا بلسانهم.‏ (‏خر ٣:‏١٦؛‏ ١٩:‏٧‏)‏ وكذلك ايضا،‏ يمثِّل «الشيوخ» كل جماعة اسرائيل الروحي.‏ لذلك فإن الـ‍ ٢٤ شيخا الجالسين على عروش حول عرش اللّٰه لا بد انهم يمثِّلون كل المسيحيين المختارين الذين،‏ ببقائهم امناء حتى الموت،‏ ينالون المكافأة التي وعدهم بها اللّٰه ان يُقاموا الى حياة سماوية ويجلسوا على عروش قرب عرش يهوه.‏ (‏رؤ ٣:‏٢١‏)‏ والعدد ٢٤ له مغزى ايضا،‏ لأنه نفس عدد الفرق التي نظَّم فيها الملك داود الكهنة ليخدموا في هيكل اورشليم.‏ فالمسيحيون المختارون سيكونون ‹كهنوتا ملكيا›.‏ —‏ ١ بط ٢:‏٩؛‏ ١ اخ ٢٤:‏١-‏١٩؛‏ لو ١:‏٥-‏٢٣،‏ ٥٧-‏٦٦؛‏ رؤ ٢٠:‏٦‏؛‏ انظر «الناظر».‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة